رواية امراه لا تعرف المستحيل الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم مروه عبد الجواد

رواية امراة لا تعرف المستحيل

الفصل التاسع عشر والعشرون

بقلم مروه عبد الجواد



#التاسع_عشر

يجلس سيد في منزله هاتفا  الى ابنه محمد .

--  انا مقدرش اسيب المكان هنا يا ابني ،  دا انا  بقالي  اكثر من تلاتين  سنه ، خلاص خذت على الحته والناس والجيران  وانت اولي بفلوسك يابني داخل علي جواز ومصاريف .


قاطعه محمود بضيق  .

--  احنا مالنا ومال الجيران يا بابا عايزين نقب بقى على وش الدنيا .

نظرت  فاطمه الى محمود بهدوء .

-- ابوك معاه حق يا محمود احنا خلاص اخذنا على الحته هنا ، ثم نظرت الى محمد  شوف مصلحتك انت  يا ابني واتهنى في شقتك ومتحملش همنا .

اردفت نور الي محمود .

--  بابا وماما معاهم حق يا محمد انت اولي  يتعبك وشقاك وبعدين انت لسه بردوا في بدايه طريقك ،  احنا خلاص اخذنا على المكان هنا .

اردف محمود باستياء .

-- يعني  هنفضل في الاوضه والصاله  ديه  هي دي عيشه .

قاطعه محمد .

-- اهدي يامحمود ، ثم اردف الي والده ،

انا عايز اريحكو ،  والصراحه كده انا مش هعرف اعيش بعيد عنكم ، ازاي ابقى متهني وسعيد وانتم قاعدين هنا ، انا  ربنا وسعها عليا مش عايزني اوسعها عليكوا ليه يا بابا ،

ثم نظره الى والدته واردف .

مش كفايه تعب و شقي بقي ياحجه .

قاطعه والده  .

--  انا اخذت على كده خلاص يايني وبعدين انا لما اروح اقعد في البيت اللي انت جايبه هنزل كل يوم برضوا واجي هنا علشان النصبه وكده برضوا هيبقي تعب عليا يابني وانا مش واخد علي قعده البيت .

قاطعه محمد مبتسما  .

-- عامل حسابي والله يا بابا وكلمت السمسار  علشان اتأجر منه المحل اللي  تحت البيت الجديد ، وتقعد على الكرسي وترتاح بدل حته البترينه دي ، وتبقي قاعد باشا كده ،

ثم نظر الى والدته وانتي يا ماما مش عايزه ترتاحي بقى ، ولما نور تتخرج وتبقى دكتوره ويجلها  عريس ، يبقي جاي في مكان حلو يليق بدكتورتنا .

ابتسمت والدته وقد اعجبها الحديث عن زواج نور فامنيتها ان تفرح بابنتها  .

قاطعه محمود بسعاده  وهو يشاور بيده .

-- ايوه كده  يسلم فمك التعليم حلو برضوا ياولا .

ابتسمت نور هاتفه .

-- لا متستخدمنيش حجه اللي عاجبه يجي هنا اهلا مش عاجبه مع السلامه  وبعدين لسه بدري علي الكلام دا .

هتفت والدتها الي نور .

-- بدري من عمرك يانور ياما نفسي افرح بيكي .

هتفت نور .

-- لما اخلص تعليمي واشتغل ياماما .

قاطعهم محمود .

-- ايو بقي نسيب الموضوع الاساسي ونمسك في جواز نور ، هو دا وقته .


نظر سيد الي محمد باستياء هاتفا .

-- انت بتستعر  مننا يامحمد ومن الحته هنا  .


وضع محمود يده  على صدره .

-- حاشا لله يا بابا ، ده انت وامي فوق راسي ، انا بس صعبان عليا ابقى مرتاح ومبسوط وسايبكم انتم هنا في الشقي والتعب ، انا كبرت واتربيت هنا وكل ذكرياتي هنا ، وبعدين مين اللي ربانا وكبرنا وعلمني  وشقي عليا لحد ما خلصت تعليم وبقيت بشتغل  معيد  وبقي عندي دخل ثابت .


ثم انحني بجزعه الاعلي علي يد والده وقبلها رادفا .


-- دا كله بشقاك وتعبك علينا ياحج .

ثم مسك يده والدته التي كانت تجلس بجوار والده وقبلها رادفا .

-- و  بركه دعاكي يا امي . 

ورجع بظهره وجلس مكانه واردف مره اخرى .

-- و باذن الله لما الدنيا تتضبط اكثر معايا ناوي اخليكوا تحجوا علشان ارد جزء بسيط من جمايلكم عليا .

نظرت له والدته بالرضا .

-- طول عمرك مريحنا يامحمود ربنا يفرح بعروستك ياحبيبي 


ابتسم والده بالرضا هاتفا .

-- ربنا يسعدك ويفرح قلبك يا ابني ، والله وطمر فيك التربيه .

  اردف محمود بسعاده لما سمعه من حديث هاتفا .

يعني كده هننقل على شقه الجديده صح  .

قاطعه سيد بحنق .

--  برده لا. 


................ 


  تستلقي ريهام على السرير داخل المستشفى وهي نائمه بعدما  تم اسعافها اثر هبوط مفاجيء ،  يقف بجوارها زوجها  وابنتها .

فتحت  عينيها بإجهاد وشاهدت زوجها امامها .

--  انت ايه اللي جابك ، انا مش عايز اشوف وشك اطلع بره .

اقتربت منها ابنتها هاتفه .

-- بابا اللي جابك المستشفى يا ماما ،  انا اللي اتصلت بيه لما اغمي عليكي  معرفتش اتصرف .

قاطعتها ريهام .

مش عايزه اشوفه ، ثم نظرت لرافت  امشي من قدامي .

نظر لها زوجها بضيق .

--  تصدقي انا غلطان اني استنيت لحد ما اطمن عليكي ثم نظر الى ابنته شايفه عمايل امك .

تمتمت ريهام بهمس  .

- - كان اولي تستني تطمن علي بنتك قبل ماتموت  .

نظرت ابنتهم الي والدتها ووالدها بحيره .

-- انا مش فاهمه ايه  اللي حصل بينكم في لندن ،من وقت لما جيتوا من السفر وكل واحد في ناحيه .

نظرت ريهام لابنتها هاتفه .

--  سيبيني دلوقتي مع باباكي  واطلعي بره  .

نظرت لها هاتفه باستياء .

حاضر يا ماما ، ودلفت للخارج .

نظرت ريهام له  .

--  طلقني يا رافت .

اردف رافت بضيق .

--  انتي  مبزهقتيش من الكلمه دي ، انا قلت اسيبك لما اعصابك تهدي شويه ، لكن واضح انك مهدتيش لسه .

قاطعته بصوت شجون  .

  -- بقولك طلقني ، مبقتش طايق العيشه معاك ولا طايقه شوفك قدامي .

اقترب منها  وانحني بجزعه العلوي لها هاتفا .

-- بصي بقى طلاق مش هطلق ، والبيت وهرجع واعيش فيه  واعلي ما في خيلك اركبيه .

ثم دلف للخارج واغلق الباب  وراءه بشده .

شعرت  ريهام بانقباض قلبها وزهاق روحها فكانت بحاله لا تحسد عليها اثر سماعها حديثه البغيض .

رادفه بتمتمه .

-- مفيش غيرو ..........


..............


في الجامعه وبعد انتهاء المحاضره ارداف وائل اخر كلماته .

-- في حد مش فاهم او عايز يسال على حاجه في المحاضره  .


رفع بعض الطلبه ايديهم  وكانت من ضمنهم نور  ، تجاهلها واشار بيده الى الطالبه التي وراءها عن عمد .

-- اتفضلي انتي .

وقفت الطالبه وهي بكامل اناقتها  وهي تبعد  خصلات شعرها عن وجهها وتنظر اليه برومانسيه وبصوت حنون .

-- انا في حاجه محيراني يادكتور ، طول ما انا في المحاضره ببقي مركزه وفاهمه كل كلمه حضرتك بتقولها ، واول ماحضرتك بتخلص بنسي كل حاجه .

التفتت نور وراءها وهي تنظر للطالبه بسخريه هامسه الي صديقتها نانسي .

-- ودا من ايه دا ان شاء الله .

ابتسمت  نانسي هامسه  .

-- سهوكه بنات .

وهمس بعض الطلبه بابتسامات  ساخره علي الطالبه .


نظر وائل  للطالبه بحنق .

--   لانك ببساطه بتعتمدي  على الجانب النظري لوحده وبتهملي الجانب العملي  لازم يبقي في تركيز عن كدا .

واشار لها بالجلوس .

واردف مره اخرى مين تاني عايز يسال .

اجاب  على معظم اسئله الحاضرين وكل مره نور ترفع يدها يتجاهلها عن عمد ويختار دائما من هم بالقرب من مجلسها حتي تشعر بالتجاهل .


.................


قهقهت نانسي بصوت مرتفع وهي تجلس بغرفتها وتنظر الي نور  التي اتت لتذاكر معها في بيتها .

--  وكمان زعلانه انه بيتجاهلك ده انتي جاحده يا شيخه .

هزت نور احدي اكتافها بلا مبالاه .

--  ليه يعني مش هو اللي ابتدا .

-- بقى يا مفتريه تبوظيلوا  عربيته ، وكمان انتي اللي زعلانه . ثم نظرت لمروحه السقف المعلقه في السقف واردفت .

  انا لو مكانه كنت علقتك  في المروحه دي .

ابتسمت نور بعند .

--  يستاهل .

ثم فركت يدها بالاخرى ناظره بعبث رادفه .

بس هو كده شك اني انا اللي عملت في عربيته كده .

نظرت لها نانسي بسخريه .

-- شك ايه ياحببتي ، دا زمانه اتاكد انه انتي هو كان في غيرك   معدي جمب العربيه ، وكمان شافك .

  نظرت لها نور باعين تشع كببرياء ، ولكن بداخلها حزن مدفون هاتفه .

--  انا عمري ما كنت كده يانانسي ،  بس الايام والظروف علمتني اني مسبش حقي واللي يسيب حقه بينداس عليه ، وانا ياما انداس عليا وقد تذكره بعض اللقطات من حياتها وارتباطها بباسم وفتحي  ، فانطلقت منها دمعه ثائره .

قاطعتها نانسي رادفه .

-- ايه يابنتي قلبتيها دراما ليه كده .


مسحت نور دمعتها من علي احدي وجنتيها بيدها هاتفه .

--  متخدنيش في الكلام اومال الواد علاء دا لازقلك كده ليه .


لوت نانسي فمها وبسخريه وعينها تطل حزن  .

-- لازقلي انا ولا لازقلك انتي .

قطبت  نور حاجبيها باندهاش.

--  انا ازاي لا طبعا .

اردفت نانسي باستياء .

--  لا لزقلك انتي  حتى كل كلامه معايا عليكي ، هي فين .. هي مين .... اهلها مين ....

ردت باندهاش .

-- غريبه ويسال علي ليه .

-- شكله معجب ، ثم رفعت حاجبها بحنق رادفه .

--  وانتي  ايه رايك فيه .

اردفت نور .

--  لا طبعا ولا في بالي .

قاطعتها نانسي بسعاده .

-- بجد يا نور يعني مفيش حاجه كده ولا كده من ناحيتك لعلاء .


هزت راسها نافيه .

-- انا مفيش حد في بالي لا علاء ولا غيره هو مش اكتر من زميل . ثم نظرت لها وغمزت لها بعبث هاتفه .

-- اشمعني مهتمه بعلاء اوي كده .

نظرت لها نانسي بخحل .

-- اصل  انا معجبه بيه بحس انه  راجل كده  وامور ومحترم .

ابتسمت لها نور .

--  قولي كده بقى ، كنت حاسه بكده باين في عينكي ياقمر  مبروك عليكي .

-- بجد يانور يعني انتي مش معجبه بعلاء ولا اي حاجه .

-- ابدا والله ولا عمرى فكرت فيه ،  انا مبفكرش غير في دراستي و مستقبلي وبس .

واردفت .

-- هنقضيها رغي بقي ولا ايه .

ثم التقطت نور الكتاب  يلا نذاكر ولا اسيبك واروح .

-- لا لا خلاص دا انا ما صدقت مسكت في واحده شاطره زيك يمكن القط  منك اي حاجه .

وضعت نور يدها خلف راس  نانسي عابثه وامالتها للكتاب بفكاهه  .

-- طب  ذاكرى بقى طيرتي مننا نص الوقت .


.................


رجعت ريهام الي منزلها بعدما تحسنت صحتها بعض الشيء ، فدلف امجد الي شقتها وطرق الباب .

فتحت ريهام له ..........



#البارت_العشرون 


رجعت ريهام الي منزلها بعدما تحسنت صحتها بعض الشيء ، فدلف امجد الي شقتها وطرق الباب ففتحت له .


تطلع لها بدهشه  وقد تمزق قلبه لرؤيتها ، فعينيها تفيض بالدموع وقد شحب وجهها وهال جسدها من الحزن فهي بحاله لاترثي لها   وقف شاردا علي حالها  هتف لها بحزن .


-- اذيك ياريهام عامله ايه .


رفعت عينيها اللامعه بالدموع وبصوت متقطع تجاهد للثبات .

-- الحمدلله .

انا جاي اعزيكي ، ربنا يجعلها اخر الاحزان .

تطلعت له بدموع تلمع بعينيها ورجفه تنتفض بجسدها استنجادا به ولكن هتفت له بصوت خفوت .

-- يارب .

شعر بانقباض قلبه وزهاق روحه عندما شاهدها بهذه الحاله فهي بالكاد تتحدث هاتفا .


-- انا عارف ان مش وقته لكن ، ياريت  متفهمنيش غلط .

تطلعت له ريهام باندهاش .

اردف امجد .

-- سمعت ان في بينك وبين رافت مشاكل لو حابه اني اساعدك انا تحت امرك في اي وقت .

نظرت له وهي تجاهد لخروج الكلمات ولكنها فشلت في الحديث فهزت راسها نافيه .

-- شكرا يا امجد .


فلاش باك

نزل امجد من البنايه  باتجاه الخارج استوقفته فاطمه هاتفه . -- يا امجد باشا ..  ياامجد باشا .

التفت امجد لها .

-- نعم يا ام محمد .

اردفت استنجادا له .

-- هو مش حضرتك ضابط كبير في البوليس .

ابتسم  امجد مردفا .

--  اه ليكي  حاجه عايزه اخلصهالك .

-- لا يا امجد باشا ربنا يباركلك ،  بس انا كان صعبان عليا الدكتوره ريهام .

انتفض قلبه ثائرا .

--  ريهام .. ريهام مالها اتكلمي  .

قاطعته متاثره  .

-- جوز الدكتوره  ريهام مبهدلها وهي مش وش بهدله ،ا خرها ياحبه عيني امبارح  كان صوتهم  جايب اخر العماره ، وهو عمال يزعق ليها وسمعت انها قالتله هتسيب البيت وتمشي ، فلو تعرف تساعدها يبقى كتر خيرك دي برضو ست  وملهاش حد يحكم جوزها واخوها مسافر وهي ملهاش في المشاكل ، فانا  استنيتك اما جيت من السفر يمكن تعرف تساعدها حضرتك ظابط كبير وليك هيبه برضوا والحكومه ميرضهاش الظلم .


هز راسه نافيا  .

--  انا فعلا بقالي شهر كنت في ماموريه ومعرفش حاجه عنهم من وقت ماسافروا وبنتها اتوفت ، لكن ممكن تكون خلافات عاديه  بين اي اتنين متجوزين .

-- امالت له وبصوت خفوت .

-- لا يا باشا دي مشاكل كبيره شكلها واصله  للطلاق انا سمعتهم وهي بتقوله طلقني ، وهو مش راضي واخرها قالتله  هسيبلك البيت وامشي بس هو اللي مشي وقال هيرجعلها تاني وصوتهم كان جايب العماره كلها وهما عمال لامؤاخذه يشتم فيها  ، 

ثم اردفت باستياء .

ست ريهام طيبه و عمرها  ما قصرت مع حد ، انما استاذ رافت مناخيره في السماء على الفاضي ومتقنعر  كده مش عارفه على ايه وياحبه عيني بهدل الدكتوره ريهام وصعبت عليا  .

جز امجد علي اسنانه لما سمعه من الحديث وهتف .

--  هشوف الموضوع ده  اطمني .


بااك .


-- ريهام انا في ضهرك لو احتجتي اي حاجه في اي وقت مهما كان اوعي تترددي للحظه  .

تطلعت له بعيون منهمكه بالدموع فرد عقلها و هزت راسها بالتاكيد ،  بينما قلبها يستنجد به  .

تطلع بها وهو يعلم مايخفيه قلبها تمني لو تجيبه بكلمه ، كلمه فقط تقولها نعم نعم  احتاجك ،  ولكنها اكتفت بالصمت ، فهو لم  يعد يرغب بالتطفل بحياتها اكثر من ذلك فخوفا من خسارتها .


.............


وقفت نور وقلبها يتراقص وعينها تشع سعاده مع نانسي في الكليه هاتفه .

-- انا مش مصدقه  دكتور وائل اداني الدرجات النهائيه في الفاينال كنت خايفه منه اوي   .

تطلعت لها نانسي بسعاده .

-- الف مبروك  انتي تستاهلي وتعبتي في المذاكره كتير وبعدين هو انتي  لسه فاكره الموضوع ده ، دا عدي عليه كذا سنه  هو لو كان عايز يسقطك  كان سقطك في  مادته في السنين اللي فاتت.

هزت نور  راسها نافيه .

--  لا اصلك مش فاهمه  السنه دي هي الفيصل اللي هياخد فيهم العشره الاوائل من الدفعه علشان يدربوا في المستشفي بتاعته ..

ابتسمت نانسي .

--  معنى كده انه هياخذني انا كمان .

--  طبعا ما انتي من ضمن العشره .

-- هو انا اه العاشره على الدفعه انما برده من العشره  الاوائل .

ابتسمت لها نور 

-- انا مبسوطه اننا هنكون مع بعض .

-- هو انا اقدر اسيبك ، بس انا مش مصدقه اني  طلعت من الاوائل علي الدفعه .

واردفت مازحه ، انا عمري ما طلعت حتى من الخمسين على المدرسه .

تطلعت نور لها مازحه .

-- لا انتي شاطره و بتفهمي بسرعه بس استمرى .

-- بجد يا نور انا مديونالك كنت دايما بتديني الملخصات واي حاجه مش فاهمها مبتسبنيش غير لما بتذكرهالي ، انا متشكره جدا و لمساعدتك ليا .

ثم تطلعت لها بخجل رادفه ،  وكمان علاء كان بيديني ملخصات على طول كل محتاج منه .

غمزت لها نور عابسه عندما رمقت دلوف علاء تجاههم .

-- اهو جه علي السيره .

دلف لهم علاء هاتفا .

--  الف مبروك لزمايلنا اوائل الدفعه .

تطلعت له نانسي بسعاده .

--  الف مبروك ليك انت كمان .

نظرت له نور هاتفه .

--  مبروك ليك  يا علاء .

-- انا  عازمكم بقى على حاجه ساقعه بمناسبه نجاحي .

هتفت نانسي بفكاهه .

--  حاجه ساقعه بس ، المفروض تغدينا .

تطلعت لها نور هاتفه .

-- لا روحي اتغدى انتي  انا مش فاضيه .

قاطعها علاء .

ليه حددوا ميعاد  وانا عازمكوا علي الغدا وفي احلي مكان كمان .

ثم تطلع بنور ، ولا انتي بخيله يانور .

قاطعته نور .

--  اه انا بخيله خذ نانسي قبل ماتسحب العزومه .


دلف وائل من امام البوابه الداخليه للمبنى عندما رمق نور واصدقائها ومره بجوارهم .

فاستوقفه علاء هاتفا .

-- دكتور وائل .. دكتور وائل .

وقف وائل وتطلع لهم  فتجاهلته نور بنظراتها و هتف علاء له .

-- شكرا جدا لحضرتك  وتعبك معانا ، احنا نجحنا وطلعنا من الاوائل وحضرتك يعني كنت وعدتنا اننا لما ننجح ....

قاطعه وائل بتهكم .

-- طبعا فاكر الف مبروك وقريت كمان اسماء العشره الاوائل ، مع بدايه السنه الجديده باذن الله  تعالوا المستشفى عشان تتمرنوا .

هتفت نانسي بجد يادكتور .

رمق وائل نور في انتظار رد فعلها ولكنها استمرت بتجاهله .


اردف  علاء مازحا  وهو يردف حديثه الي دكتور وائل .

-- طيب هو مينفعش نيجي في الاجازه كده .. كده .. احنا قاعدين فاضيين واهو ناخد خبره .

نظرت نور الى علاء باندهاش .

فتطلع  وائل الى نور  بتهكم لاستفزازها .

-- يمكن زمايلك مش مستعدين .


تطلعت له نور وهي ترفع احدا حاحبيها هاتفه .

--  لا مستعدين كويس جدا .


سعدت نانسي لهذا الخبر فهي الفرصه الوحيده التي ستقربها من علاء وتجعلها تشاهده اثناء فتره الاجازه ،  فهزت نانسي راسها بالموافقه   .

-- ياريت يادكتور .


ارداف وائل الى علاء .

--  خلاص هستناكوا الاسبوع الجاي وبلغ بقى الطلبه لو حابين يجوا في الاجازه .


..........


تجلس تنهال امام التلفاز وهي ترتدي عبائه ملونه  علي الاريكه باريحيه .

دلف  باسم من غرفته باتجاه الريسبشن للخروج وهو  يرتدي قميصه وبنطاله  الاسود وهو يسمع صوت التلفاز فرمق  زوجه ابيه بدهشه هاتفا .

-- ايه ده انتي لابسه الوان وفاتحه التليفزيون  .

تطلعت له بحنق .

--  ومفتحش التليفزيون  وملبسش ملون ليه .

قاطعها بضيق .

-- وابويا اللي مات ده مبقالوش اسبوع ميستهلش تقفليله التليفزيون وتلبسي عليه اسود .

-- اللي مات ربنا يرحمه ، البركه في الحي ولا انت عايزني البس اسود بقيت حياتي .

لو  فمه سخريه .

-- لا ازاي .

عدلت موضع مجلسها واشارت له بالجلوس اقعد يا باسم عايزه اتكلم معاك .

تطلع لها باستغراب وجلس .

-- خير يامرات ابويا  .

--  بص يا باسم الوضع دلوقتي اتغير ، واللي كان بيننا وبينك مات.

قاطعها .

-- يعني ايه مش فاهم .

--  يعني احنا دلوقت انا وبنتي اتنين ستات من غير راجل في البيت ودا  عيب  في حقك قبل ما يكون عيب فينا ،  انا قدرت العشره مع ابوك وسيبتك تقعد اسبوع  و هديك اسبوع كمان تدور فيه على مكان بعيد عن هنا .


قطب حاجبيه ونهض بالوقوف بضيق .

-- انتي اتجننتي  ولا اتهفيتي في عقلك ده بيت ابويا المفروض انا اللي اقولك الكلام ده مش انتي  .


قاطعته نهال .

--  جن  لما يلهفك ، ونهضت للوقوف هي الاخرى امامه  ووضعت يدها علي وسطها و رفعت حاجبيها .

-- ابوك يا عنيا كتب الشقه دي باسمي وكل الفلوس اللي في البنك حولها باسمي .


جن جنونه بصوت شحون مليء بالحده .

--  مستحيل ابويا يعمل كده امتى وازاي انت كذابه .


قاطعته بحنق .

-  كان حاسس .. كان حاسس ياحبيبي  انك هتقل باصلك معايا واهو اللي حسبه حصل انا كنت باقولك تقعد  اسبوع تدور على مكان ،  انما دلوقتي  بقولك خذ شنطه هدومك في يدك وامشي ومشوفش وشك  تاني .

قاطعها نافيا  .

--  انتي كدابه ابويا مكتبلكيش  حاجه لو كان عمل كده كان قالي .


قاطعته هي الاخرى .

--  عندك المحامي ياعينيا روح واتاكد . 


تطلع لها وعينيه تشع شراره وقد جن جنونه  ودلف للخارج واغلق الباب وراءه بشده .


تطلعت  علي اثاره باتحاه الباب واردفت بصوت شجون .

-- الباب اللي يودي .


................


دلفت نور ونانسي الى المستشفى الخاص بوائل لبدايه تدريبهم  ، فشاهدها علاء يهبط من السياره امام المشفي فنادت عليه نانسي  هبط من سيارته  وذهب اليهم ، وبعد التحيه اردفت نانسي ساخره .


-- عربيه مين دي اللي انت جاي تتمنظر بيها .


ابتسم بتهكم .

-- عربيتي عجباكي .

قاطعته نور .

-- جبتها امتى احنا اول مره اشوفها .

وضع يده علي يافطه القميص وبتكبر مصتنع .

-- زميلكم بفضل الله يبقي ابن المهندس محمد النجار .

قطبت نانسي حاجبيها باستغراب .

-- مين محمد النجار .


-- هقولكم بعدين المهم يلا علشان ما تتاخرش في اول يوم تدريب لينا .


تذكرت نور اول يوم دراسه لها بالجامعه وموقفها مع وائل ، فابتسمت بتهكم .

--  اه والله الواحد مش ناقص .


قاطعتها نانسي ساخره .

--  المرا دي الانذار هيبقى جماعي .


دلفو جميعا الى مدخل المستشفى وقد تعجبت نور و نانسي من  فخامه المستشفى اردفت نور بدهشه .

-- يا لهوي سلم كهرباء .


قاطعتها نانسي بتعجب .

--  ايه يا بنتي في ايه .


ابتسم علاء بسخريه .

-- مالك اول مره تشوفيه ولا ايه .


هزت نور راسها نافيه .

--  لا ، لكن انا  عندي فوبيا منه ومستحيل اطلع فيه .


رمقت نانسى الدرج في اخر الرواق هاتفه .

متخافيش في سلم اهو تعالي نطلع فيه .


هزت نور راسها بالتاكيد .


نظر لهم علاء 

تمام انا هسال في الاستقبال عن مكتب دكتور وائل وانتوا اسبقونى على السلم .

......


استقبلهم وائل بالترحاب في مكتبه ،  ثم اردف حديثه .

--  طبعا انتم هتكونوا تحت رعايتي خلال فتره التدريب ، ولو اتخرجتم بتقدير ان شاء الله هعينكم هنا ، فنظر كلاهما للاخر بابتسامه .

اردف  وائل حديثه  بحنق  .

--   انتم جايين مع بعض  .


قاطعته نانسي .

انا ونور جيين مع بعض ، انما علاء قبلنا علي  باب المستشفى ودخلنا سوا .


قاطعها علاء .

-- ان شاء الله نكون عند حسن ظن حضرتك .

تطلع له وائل بتعجب .

-- انا بشبه على اسمك انت ابن المهندس محمد النجار .


ابتسم  علاء وهو يهز راسه بالتاكيد .

--  اه ، علي فكره بابا فرح جدا لما عرف اني هدرب في المستشفى هنا .


قاطعه وائل .

--  تعرف ان والدك هو اللي بيعمل تعديلات كل سنه  في المستشفى هنا ،  هو من الشخصيات المحترمه جدا وانا بقدره وبحترمه ملتزم ومواعيده مظبوطه  .

-- شكرا يادكتور دي شهاده اعتز بيها .


ثم اردف وائل الي نانسي هاتفا .

--  و انتي  والدك بيشتغل ايه يا نانسي .

-- كان  موظف في بنك ، لكن حاليا طلع المعاش  .


التزمت نور الصمت وهي تترقب تعبيرات وجهه بصمت شديد عندما سأل زملائها  عن وظيفه والدهما .

شعرت بانقباض قلبها لم تعلم لماذا هل تتجاهل الشكليات الاجتماعيه وتعترف ان والدها بواب ام تخرج من هذا الموقف بكذبه بيضاء ......

التفت وائل اليها بحنق هاتفا .

--  وانتي يا نور  ......


                الفصل الحادي والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات