أخر الاخبار

رواية الشيطان شاهين الجزء الثاني2 الفصل العاشر10والحادي عشر11بقلم ياسمين عزيز


 الشيطان شاهين ›  (الجزء الثاني)

البارت العاشر () والحادي عشر 

بقلم ياسمين عزيز 



العاشر

"بابي.... بابي...إصحى سوف آسل...خد بابي

بتاعي و لماها   ملبلكوننننن.... بابي بابي....

(شوف آسر خذ الباربي بتاعي و رماها من البلكونة ".

صرخت أسيل الصغيرة و هي تقفز

فوق سرير والدها هنا و هناك كالارنب الصغير

ليبدأ شاهين في الاستيقاظ و هو يفرك

وجهه  بانزعاج..

فتح عينيه ببطئ بسبب أشعة الشمس

التي تسللت و انارت الغرفة  بعد إزاحة

الستائر....

حدقت فيه الصغيرة لبعض الوقت

قبل أن ترتمي عليه ليتلقفها بين

ذراعيه مقبلا وجنتها المكتنزة بقوة

قبل أن يتحدث :"صباح النور يا قلب

بابي....

آسيل ببراءة:" بونجور يابابي... يلا

إنوح لآسل و إدبه(نروح لآسر و إضربه).

قهقه شاهين بخفة مداعبا أنفها قبل أن

يهتف :"بالراحة عليا عشان انا مش بفهم

لغتك الغريبة دي".

أسيل و هي تحرك يديها محاولة إفهامه

:"آسل....

شاهين :" دي فهمتها... ماله آسر يا ست أسيل.....

أسيل بعبوس :"خد باببييي و لماه مالبكونة.....

شاهين بدهشة :" خذ إيه...

أسيل بتأفف لانزعاجها هي الأخرى من

عدم فهمه و الاستجابة لها فهي كل

مايهمها الان هو النيل من أخيها لانه أفسد

لعبتها المفضلة...

:" بابي...اوووف مش تفهم ليه؟؟؟

ظلت أسيل تتحدث كثيرا و هو يتعمد

عدم فهمها حتى يستمتع أكثر بصوتها

الطفولي الرقيق و كلامها المبعثر مما جعله

ينفجر من الضحك عدة مرات تحت نظراتها

الساخطة و المنزعجة......

دخلت عليهم كاميليا لتجد إبنتها تجلس

فوق بطن والدها و تحدثه باهتمام شديد

ضحكت هي الأخرى على مظهرهما فمن

يراهما يظن أنهما يتناقشان في أمر مهم للغاية....

لمحها شاهين ليستقيم في جلسته ممسكا

بالصغيرة باحكام حتى لا تسقط قائلا بنبرة

مرحة :"تعالي شوفي بنتك عاوزة إيه... بقالي

نص ساعة بحاول أترجم اللي بتقوله و بردو

مفيش فايدة....

توجهت نحوهما كاميليا بابتسامة واسعة

لتجلس بجانبهما على الفراش قائلة :" دي

عاوزاك تعاقب آسر عشان كسر الباربي

بتاعتها و رماها من باب الفيلا.. الولد داه طالع

شقى اوي  و مش بيسمع الكلام ...مش زي فادي

عاقل و هادي...

همهم مدعيا التفكير :" مممم طيب إقترحوا عليا

إزاي حنعاقب  آسر الشرير  .

داعب أنف الصغيرة لتتعالي ضحكتها السعيدة

بعد أن فهمت مايقصده والدها بحديثه لتومئ

له مؤيدة :" خذ كل اللعب تاعته و حطه

كرسي العكاب كثير اوي ... (خذ كل اللعب بتاعته و حطه في كرسي العقاب كثير اوي)....

هز شاهين حاحبيه بعدم فهم و هو ينظر

لكاميليا قائلا :" يعني إيه كرسي العقاب ".

إستندت كاميليا بكسل على ذراعها على

الفراش قبل أن تجيبه :" يعني أي واحد فيها

لما يتعاقب يقعد على الكرسي مدة نص ساعة ميتحركش من مكانه و داه من أكثر الحاجات

اللي بيكرهوها أولادك طبعا  بعد الخضار

المسلوق".

قهقه شاهين بخفة قبل أن يهتف بعدم تصديق

:" عشان كده البنت إقترحت كرسي العقاب

لا و عاوزاه يقعد كثير يعني أكثر من نص

ساعة ...

لوت كاميليا شفتيها بانزعاج عندما تذكرت

شقاوة إبنها قائلة :"بصراحة يستاهل... آسر

بقى متعب جدا حتى بعد ما يتعاقب بيرجع

ثاني يتشاقى اكثر من الاول.....

شاهين :"داه ولد.. يعني شيئ طبيعي

يكون أشقى من البنت....

كاميليا باستهزاء :"طب ما فادي بردو ولد

ليه مش طالع زيه...

إنحنى شاهين بجذعه ليقف من على السرير

ثم قبل وجنة الصغيرة هاتفا بهدوء:"روحي إنت

دلوقتي و انا جاي وراكي...نعاقب آسر و نروح مع بعض عشان نجيب باربي جديدة إيه رأيك ".

لمعت عينا الطفلة بفرح لتصرخ قائلة

:" و مش ناخد آسل....

شاهين و هو يعيد كلامها بمرح :" مش ناخد آسل

حاضر.....

أسيل مرة أخرى :"و نجيب باربي كبييييلة".

شاهين و هو يومئ برأسه :" حاضر...

طبعت الصغيرة قبلة صغيرة على وجنته

قبل أن تنطلق لخارج الغرفة تحت نظرات

والدها المندهشة... تمتم و هو يستدير

عائدا لكاميليا التي كانت لاتزال ممدة

على الفراش و تراقبهما

:" البنت طالعة شريرة كده لمين؟؟

قلبت الأخرى عيناها بملل قبل أن تهمس بصوت منخفض ظنت انه ان يسمعها

:"حيكون لمين يعني..ماهي طالعالك....

شاهين بخبث:"هو إنت قلتي حاجة اصلي

مش سامعك كويس".

كاميليا بنفي :"لا و لا حاجة قلت إنك

صاحي متأخر و مرحتش الشغل و دي

مش عوايدك يعني".

توقف أمامها مباشرة لترفع رأسها نحوه ثم

حركت رأسها ليصبح على الفراش بدلا من

ذراعها... ضيقت حاحبيها بحيرة عندما وجدته

يحدق فيها بدقة و كانه يبحث عن شيئ ما

حتى شعرت بالتوتر بينما هو فقد إعتلت

شفتيه إبتسامة شقية ليسقط جسده فجأة

فوقها مما جعلها تصرخ فزعة بينما هو فقد

إستند على ذراعيه التين أحاطتا جسدها من

كلتا الجانبين و باقي جسمه فوقها....

همس من قهقهته و هو لايزال يتفرس وجهها

الجميل الخائف :"جبانة....


أجابته من بين انفاسها اللاهثة وهي تحاول

دفعه عنها بدون فائدة :" إنت مش حتبطل

حركات العيال دي.... قوم بقى حتفرمني...

شاهين و هو يتابع محاولاتها الفاشلة في

إبعاده بتسلية :"تؤ... عاجبني المنظر هنا...

توقفت عن مقاومته   لتنظر قليلا إلى وجهه

الذي يكاد يلامس وجهها قائلة ببلاهة:"منظر

إيه إنت بتخرف؟؟

تسللت يده نحو وجنتها ليصفعها بطرف

أصابعه صفعة خفيفة لاتذكر قبل أن يهتف

بتهديد مزيف

:"لسانك يا كوكي...

قلبت عيناها بملل و هي تتصنع الشجاعة

مردفة :"مابقتش بخاف خلاص... هات غيرها..

:" بقى كده...ماشي إستحملي بقى نتيجة

جرأتك ".

هتف متوعدا و هو ينحني برأسه نحو

شفتيها لتحرك كاميليا رأسها نحو الجهة

الأخرى بعناد ليزمجر شاهين بانزعاج لحرمانها

له من كرزيتيها اللتين يعشقهما....

حاوط رأسها بيديه مثبتا إياها حتى لا تتحرك

ثم خفض رأسه ليقبلها قبلة خفيفة

رغما عنها قبل أن يبتعد عنها لتصرخ

كاميليا مدعية الغضب :" مش حتبطل

عادتك دي أبدا...

شاهين بمكر :" أبدا...بتكون أحلى لما بتكوني

متضايقة ".

مسحت كاميليا وجهها مكان قبلته قائلة بتلاعب:"

قصدك لما بتكون غصب... ".

إستند شاهين على إحدى جانبيه

مرتكزا على ذراعه بينما ذراعه الأخرى

مازالت تحاوط خصر كاميليا الممدة بجانبه

هاتفا بحيرة :"غصب؟؟

كاميليا وقد تحول مزاحها للجدية :"أيوا

غصب عني...عشان إنت لسه في حاجات

كثير لسه بتعملها غصب عني و مش فارق

معاك إن كنت موافقة و إلا لا...زي الشغل

مثلا بالرغم من إني قلتلك إني مش عاوزة

اشتغل بس إنت مش بتسمعني.....

زفر شاهين بضيق من هذا الموضوع التافه

برأيه قبل أن يتكلم بصوت واثق :" كل مرة

بتيجي فيها سيرة الموضوع داه بتنرفزيني...

مكنتش عارف إنك زنانة كده...

مد يده ليرجع إحدى خصلات شعرها التي

سقطت على وجهها و هو يكمل حديثه بنبرة حنونة :" كاميليا.... حبيبتي

أنا مش بجبرك تشتغلي و لاعاوز أغصبك

على حاجة إنت مش  عاوزاها بس...انا بحبك اوي لدرجة إني بقيت عاوزك

تكوني معايا دايما في البيت وفي الشغل  مش بستحمل تغيبي عن عيني أكثر من  ساعتين...

أعمل إيه بقى حاولت كثير بس مااقدرتش

بقيت بنفسك و كل يوم بيزيد حبك في

قلبي الضعف....انا عشت طول عمري مابخافش

من حاجة حتى... الموت بس دلوقتي بقيت

بخاف... خايف تحصلي حاجة و اسيبك

في العالم الوحش داه لوحدك... عشان كده

عاوزك تكوني قوية عشان تقدري تواجهي

الدنيا من بعدي

في عالمنا داه الناس بقت ذيابة... وحوش

و القوي بياكل الضعيف و مفيش حد حيحن

عليكي و حيساعدك   مين غير ماتكون ليه مصلحة ....

و لو مكنتيش قوية بما فيه الكفاية الكل

حيدوس عليكي مين غير شفقة و لا رحمة

عرفتي بقى انا ليه مصمم تيجي

معايا الشركة... عشان تقدري تفهمي الشعل

و تقدري تديري الشركات لو حصلي حاجة و....

توقف عن الحديث بعد أن وضعت كاميليا

أناملها على ثغره توقفه عن مواصلة الحديث

قائلة من بين دموعها :"بعد الشر عليك...إنت

ليه بتتكلم كده؟؟ إنت بتخوفي عليك ليه هو

إنت  مخبي عليا حاجة...

حرك شاهين أصابعه على وجنتيها ليمسح

دموعها قائلا بنبرة عاشقة :" مفيش حاجة

يا حبيبتي بس انا بحسب كل الاحتمالات

إنت لازم تكوني مستعدة لكل الاحتمالات

مفيش حد ضامن عمره و بعدين الموت علينا

حق.. ساعتها إنت حتلاقي نفسك فاهمة

الشغل و مش حتحتاجي مساعدة حد....

كاميليا و هي تدير رأسها بعنف رافضة

كلامه و قد زادت حدة بكائها :"لا مش

عاوزة.... مش عاوزة.. إنت لو جرالك حاجة

حموت نفسي مش حقدر اعيش من غيرك....

شاهين بحنو :" بعد الشر عليكي يا قلبي....

مسحت كاميليا دموعها بعنف قائلة :"إنت

مخبي عليا حاجة... شاهين عشان خاطري

صارحني....

شاهين بابتسامة  :" تؤ صدقيني مفيش

حاجة انا بس كنت ببررلك انا عاوزك تروحي

معايا الشغل ليه....إهدي بقى بلاش عياط عالصبح....

كاميليا و هي تنهض قليلا  لتصبح جالسة

على الفراش :"إنت بتخوفني ليه؟ لو على

الشغل حاضر انا حسمع كلامك بس ارجوك

بلاش تخوفني إنت عارف ان انا مش حستحمل...

نهض شاهين الاخر ليجلس بجانبها جاذبا

إياها لتصبح بأحضانه قائلا مربتا على ظهرها بحنان  :" أنا آسف حقك

عليا انا مش عارف جرالي إيه عشان اتكلم

في موضوع زي داه بس كان لازم اوضحلك

عشان يبقى عندك سبب قوي يخليكي تروحي

الشغل و تقفي على رزقك بنفسك ...

كاميليا و هي تضحك من بين دموعها :" حاضر

بس دلوقتي لازم تنزل تشوف بنتك اللي إنت

وعدتها تأخذلها حقها من أخوها....

شاهين و هو يزيد من إحتضانه لها مستمتعا بدفئ جسدها :"تصدقي نسيتها... انا بصراحة مش

بعرف اتعامل مع العيال....و عاوز مساعدتك...

كاميليا و هي ترفع رأسها نحوه قائلة :"انا

ححللك المشكلة دي   بس على شرط...متجيبش

سيرة الموت و الفراق دا ثاني على لسانك ابدا....

شاهين و هو يقبل جبينها :"حاضر اللي تؤمر بيه

ماي برنسس...و دلوقتي انا جعان و عاوز افطر....

كاميليا بابتسامة :"ما انا كنت طالعة عشان اصحيك عشان تنزل تفطر ....

شاهين من بين ضحكاته :"و انزل ليه؟؟و أحلى  فطار قدامي...

توقف عن الضحك يتأملها بابتسامة ماكرة قبل

إن يتابع بخفوت  :" الظاهر مفيش شغل النهاردة....


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

في منزل عمر.....

إستيقظت هبة من نومها بعد إفتقادها لذلك

الدفئ الذي كان يغمرها طوال الليل...رفعت

الغطاء بهدوء تزامنا مع دخول عمر يحمل

صينية مكتضة بجميع انواع الطعام....

إبتسامة عريضة شقت وجهه عندما رآها

ليضع الصينية على أقرب طاولة ثم يسارع

نحوها قائلا بلهفة :"صباح الورد والياسمين

يا حبيبتي.... حاسة بإيه النهاردة...

طأطأت هبة رأسها لتضع يدها على بطنها

قائلة بصوت مبحوح من أثر النوم :" كويسة

متقلقش....انا خروج اغسل وشي...


تجاوزته متجهة نحوالحمام ليزفر عمر بحزن

و هو ينظر في أثرها متمتما بيأس:" مكنتش

عارف إن قلبك إسود كده... دي اول مرة تعاملني بالشكل الوحش داه...

هز رأسه و هو ينظر ناحية الصينية قبل أن تعود إبتسامته من جديد هاتفا :"بس انا مش حيأس

و حخليها تسامحني...

قاطعت تأملاته خروجها ليراقبها بصمت و هي

تتجه نحو التسريحة لترتب شعرها و مظهرها

متجاهلة النظر نحوه و كأنه ليس موجودا....

مما أثار حنقه...ليقف من مكانه متوجها نحوها

ليقف وراءها و يحدق في صورتها المنعكسة

بتمعن مما آثار توتر هبة التي إستدارت

بغية الذهاب... لكنها تفاجأت بذراعين

حديديتين تثبتانها مكانها لتعود كما كانت

مقابلة للمرآة....

شعرت بيدي عمر تلتفان حول خصرها متحسسا

بطنها بلمسات رقيقة و صوته الحنون يهمس

في أذنها:"صباح الخير.... انا بابي عمر إنت سامعني

طب قلي إمتى حتكبر و تيجي الدنيا عشان

نلعب سوى... حشتريلك العاب كثير اوي و حاخذ

كل يوم جمعة للملاهي و ناكل ايسكريم و...

ماما لا.... نخليها في البيت أحسن عشان

لما نرجع نلاقيها محضرالنا أكل حلو....و اااااه ليه

كده بس يا حبيبتي سيبيني اتكلم مع الواد

براحتي....

تأوه عمر بزيف بعد أن نكزته هبة بمرفقها

على بطنه لينحني واضعا ذقنه على احد

كتفيها لتنظر له هبة من خلال المرآة قائلة

بحنق :"بقى عاوز تاخد إبني و تطلع تفسحه

في الملاهي و تسيبوني قاعدة في البيت

لوحدي مستنية حضراتكم لحد ماتيجوا....

أجابها عمر من بين ضحكاته السعيدة

لنجاحه في إستفزازها و إجبارها على

التحدث معه :" الظاهر في هنا حد غيران....

بس معلش حبقى أقنعه عشان ناخذك

معانا بس موعدكيش ها....

هبة عدم رضا :" لا كثر خيرك و بعدين مين

قلك إنه ولد مش يمكن يكون بنت...

عمر بفرحة تلمع من عينيه :" يا ريت تكون

بنوتة  وحسميها هبة الصغيرة.. و بردو حاخذها

للملاهي و حشتريلها فساتين كثير و اعملها شعرها

و....

عقد حاجبيه فجأة لتوقف عن الحديث برهة

من الزمن قبل أن يسترسل :" هو مش بيقولوا

إن الست لما تكون حامل بتبقى نفسها تاكل

حاجات كثيرة... إنت مش بتتوحمي على

حاجة معينة؟

نفت هبة برأسها قائلة:" لا بس.... جعانة شوية..

إبتسم عمر ثم رفع يده لظهرها ليقودها

برفق نحو السرير... أجلسها ثم أحضر الصينية

و جلس بجانبها...

شرع في إطعامها رغم ممانعتها

إلا أنه تحجج بأنه يقوم باطعام الطفل و ليس هي

لتستسلم هبة و تتناول طعامها مستمتعة

بأحاديثه الفكاهية حول مشاريعه المستقبلية

مع الطفل رغم أنه لم يرى النور بعد...

هي فعلا غاضبة منه و لاتزال تشعر ببعض

الحزن من كلامه الليلة الماضية و لكنها

لم ترد كسر فرحته أكثر....

تعلم انه لم يقصد ماقاله و ان كل ماتفوه

به كان بسبب شعوره باليأس و الخوف و

انها هي أيضا كانت ستفعل نفس الشي لو

كانت مكانه....

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

في كلية الطب....

و تحديدا في الكافتيريا... جن جنون ميار و هي

تستمع لكلام ديالا التي أخبرتها بعودة  محمد و نور

لبعضها بعد تراجع الأخيرة عن رغبتها في الانفصال

لأسباب غير معروفة....

ضربت ميار الطاولة أمامها بقوة مما آثار

إنتباه جميع الموجودين داخل الكافيتيريا

الذين نظروا إليها بأعين متعجبة من صراخها  مراقبين ما تفعله..

:"يعني تراجعت في قرارها...إيه السبب

و إنت سمعتي منين؟؟ صرخت ميار بنفاذ

صبر في وجه صديقتها المرتبكة.

نظرت ديالا حولها بخجل عندما وجدت

نفسها محط أنظار الجميع لتشعر بالندم

من إخبار هذه المجنونة الجالسة أمامها

تترقب ما تقوله بأعين متقدة حقدا و غضبا

أمسكت يدها محاولة تهدئتها هامسة بصوت

خافت :"ميار ارجوكي وطي صوتك...كل الموجودين

بيبصوا علينا... طب خلينا نمشي من هنا و انا ححكيلك كل حاجة بالتفصيل..

نفضت ميار يد الأخرى بعنف و هي تسب

و تلعن بصوت عال غير عابئة بأحد فهي كل ماتشعر به هو غضب حارق جعلها تخرج    عن وعييها لمجرد تخيل ضياع محمد من يدها بعد أن كانت على بعد قاب قوسين من الحصول  عليه :" اقسم

بالله يا ديالا  لو طلع كلامك غلط لكون مورياكي

وش عمرك مشفتيه قبل كده...

جمهت ديالا أغراضها بسرعة ثم هرولت

خارج المكان تفاديا لفضائح اكثر...جذبتها

ميار من يدها لتأخذها إلى مكان فارغ نسبيا

من الطلبة قائلة :" دلوقتي عاوزاكي تحكيلي

كل اللي حصل بالتفصيل."

ديالا بضيق من لهجة ميار الآمرة :"بقلك

إيه كفاية الفضائح اللي عملتيها جوا.... انا

صبرت عليكي عشان مقدرة حالتك لكن إهانة

أكثر من كده مش حقبل... كفاية و روحي إسالي

بسمة هي اللي حكتلي كل حاجة الصبح.. عن

إذنك".

رمقتها بنظرة مشمئزة قبل أن تغادر المكان

تاركة ميار في حيرة...

:"و انا حستنى لما الاقي الغبية بسمة

اووف من غبائك ياميار انا حتجنن حتجنن

حصل إزاي داه هي مش كانت خلاص حتتطلق...

كانت ميار تسير في ارجاء الجامعة بحثا

عن بسمة او ديالا حتى تفهم منهما ما يحصل

لكنها للأسف لم تجدهما...

إستندت على سيارتها تراقب الطلبة الذين

كانوا يخرجون من الجامعة في مجموعات و فرادى

تبحث عن ظالتها لتلمح من بعيد بسمة قادمة

مع إحدى الفتيات...

أشارت لها ميار ثم إتجهت نحوها قائلة بابتسامة

مزيفة :"إزيك يا بوسي..عاملة إيه ؟؟ بقالي

كثير مش بشوفك...

بسمة و هي تبادلها إبتسامة صفراء :" اهلا

يا ميار إزيك..

لم تهتم ميار بجفائها و لا بسخريتها الظاهرة

فهي مضطرة لتحملها من أجل مصلحتها الشخصية

:"كنت عاوزة أسألك عن نور اصلي مش

شايفاها اليومين دول..

تمتمت ميار بتحفز منتظرة جواب الأخرى

التي أجابتها على الفور :"مش عارفة

بس آخر مرة كلمتها قالتلي إنها مع جوزها

اصلهم رجعوا لبعض و عن قريب حيحددوا

موعد الفرح.... عقبالك يا ميمي ".

هتفت بسمة بشماتة و هي تتفرس ملامح

ميار المصدومة و التي حاولت إخفاء إنزعاجها

من كلام الأخرى دون فائدة  لتهرع سريعا نحو سيارتها و تختفي بداخلها...


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

في النادي الرياضي....

إستندت نور على حائط الغرفة تتنفس

بقوة بعد أن أطفأت جهاز المشي هاتفة بتذمر

:"يخرب بيت الرياضة على اللي بيلعبوا

رياضة... يانهار اسود حموت... مقدرتيش

تستمري اكثر من عشر دقايق فوق الهبابة

دي.....

إلتفتت نحو باب الغرفة بعد أن سمعت

ضحكات محمد   الخافتة.... إستقامت

في وقفتها بعد أن رأته متجها نحوها

و هو يحمل كوبي عصير طازج...أعطاها

أحدهما ثم توجه نحو إحدى الآلات ليجلس

فوقها مقابلا لنور...

:"بقى انا جايبك أوضة الرياضة الخاصة

بتاعتي عشان تتدربي... أغيب خمس دقائق

و آجي الاقيكي بتشتمي في الآلات....

لوت نور شفتيها بضيق قائلة :" عشان

تعبت....

محمد بصدمة و هو ينظر لساعته  :"بس إنت مكملتليش عشر دقائق على بعض...انا مضبطلك

الوقت بنفسي..بقلمي ياسمين عزيز

وضعت نور كوب العصير ثم تقدمت للأمام

قليلا لتجلس على الأرض أمام محمد على

ركبتيها تحت أنظار الآخر المتعجبة مما

تفعله...

A

رفعت جسدها قليلا لتضع يديها فوق

ركبتي محمد قائلة بصوت رقيق :" محمد

حبيبي...انا عمري ما مارست رياضة قبل كده

غير في المدرسة...عشان خاطري مش عايزة

أنا اصلا وزني 48 يعني عاوزني أخس

أكثر من كده  حرام و الله....

تحدثت بتذمر محاولة   إقناعه للعدول عن قراره

بجعلها تتمرن ساعتين كل يوم عنده

في النادي في أوقات فراغها و ذلك بعد

إتفاقهما بتنفيذ كل مايطلبه منها خلال هذا

الاسبوع بعد أن طلبت منه فرصة أخيرة

لإصلاح أخطائها معه...

لوحت بيدها أمام وجهه بعد أن وجدته

شاردا ينظر إليها و على وجهه إبتسامة بلهاء

فهو لم يسمع من كلامها سوى كلمة حبيبي

و التي كان وقعها على سمعه كأحدى السنفونيات

النادرة...

إنتبه لها و لصوتها المعاتب :"محمد إنت رحت

فين؟ بقالي ساعة بكلمك؟

تنحنح محمد قائلا :" آسف سرحت شوية

كنتي بتقولي إيه؟؟

نور :"كنت بقلك انا مش عاوزة أتمرن هنا...

و...

محمد مقاطعا و هو يضع إبهامه تحت

ذقنها :" تؤ ثاني كلمة قلتيها كانت إيه؟؟

لم تجبه نور بل ظلت صامتة تنظر

نحوه باستغراب ليكمل محمد :" قلتي

حبيبي.... مش كده؟؟

هزت رأسها بالموافقة و هي تبتلع ريقها بتوتر

خاصة بعد أن لمحت إبتسامته الخبيثة التي إعتلت

ثغره....

محمد بهمس و هو ينحني نحوها :"اول

مرة تقوليهالي ...بس حلوة اوي لدرجة

إني عاوز اسمعها مرة ثانية..ممكن ؟؟

رمشت نور بارتباك و هي تتراجع للخلف

إستعدادا للوقوف من امامه...لكنها بدل

ذلك وجدت نفسها تجلس فوق ساقيه

بعد أن جذبها محمد بيد واحدة...قائلا

بلهجة معاتبة:"عاوزة تمشي و تسيبيني

يانور...

قضمت نور شفتيها   بحركة عفوية جعلت

من محمد يفقد آخر ذرة من تعقله ليحيط

رأسها بيده مقربا وجهها منه مقبلا إياها

قبلة طويلة متذوقا شهد شفتيها بتمهل

لأول مرة في حياته....

لطالما رغب في فعل ذلك منذ اول يوم

رآها فيه و هي تتشاجر مع أخيها....

للحظة ظن أنها تبادله القبلة ليزداد شغفه

و رغبته أضعافا حتى أفاق على يديها الصغيرتين

تدفعانه بضعف عنها ليزمجر بغضب مثبتا

يديها الاثنتين  بيده الحرة رافضا إبتعادها

عنه فمن يقبل الخروج من الجنة بعد أن

ذاق نعيمها هكذا كان شعور  محمد بالضبط...

شعر بارتخاءها ليبتعد عنها مكرها لتشهق

نور بقوة و تتنفس الهواء بعنف بعد أن كانت

على وشك الاختناق.... تململت  تريد النزول

من فوق ساقيه لكنه ثبت جسدها بذراعه

مانعا تحركها إنشا واحدا و أنفاسه اللاهثة

تضرب جانب وجهها و رقبتها لتدمع عيناها

من شدة الخجل  التوتر....و الالم.

رفعت يدها بصعوبة لتحررها من بين يديه

و تمسح دموعها قبل أن ينتبه لها محمد

لكنها لم تكن تدري أنه كان يراقب أدق تفاصيلها

ليمسك بوجهها يديره نحوه مرة أخرى متفحصا

عينيها الدامعتين....

إنتبه لتراكم بعض الدماء فوق شفتيها ليهتف بلهفة :"أنا آسف....عشان أذيتك بس كان غصب

عني مقدرتش أمسك نفسي أكثر من كده".

حاولت نور بأقصى جهدها أن تتحكم في

رغبتها في الانفجار بالبكاء قائلة بنبرة مختنقة

:"إنت ليه... عملت كده؟".

اجابها بنبرة واثقة رغم إحساسه بالذنب

لأذيتها:"نور... حبيبتي.... انا جوزك يعني اللي

عملناه داه... لا عيب و لا حرام  و كان لازم

يحصل من زمان ".

نور بعد أن إنفجرت بالبكاء:"بس انا مش عاوزة

كده....

كتم محمد ضحكته من ردة فعلها الغريبة

فهو لم يفته شعورها الشديد بالخجل و التهرب

من النظر إليه لكنه يعذرها فهي لطالما كانت

مشاعرها جافة او فلنقل منعدمة الاحساس تماما....

لذلك يعلم محمد أن طريقه صعب و طويل

للنجاح في تغييرها و الحصول على قلبها....

و جسدها معا..

مرر أصابعه على وجنتيها ليمسح دموعا

نابسا برقة :"قصدك إيه مش فاهم؟؟

اجابته بتلعثم :" اللي كنت بتعمله اااا قصدي

كنا بنعمله "...

إستنشقت الهواء بقوة بعد أن شعرت به يكاد

ينفذ من رئتيها مع إرتفاع حرارة جسدها

قبل أن تجيبه رغم محاولاتها الكثيرة للتهرب

َمنه :" و لا حاجة.... انا عاوزة أروح بيتنا....

محمد بخبث:" قصدك بيتنا انا و إنت...

نور باندفاع:"لا لا....بيتي أقصد بيت بابا ".

محمد ضاحكا :"طب إهدي و إنت بقيتي

شبه الفرولاية...و لعلمك بقى  إنت لازم تتعودي

عشان داه حيكون النظام من هنا و رايح....

و مفيش مرواح النهاردة إحنا إتفقنا حنقضي

النهار مع بعض و إلا إنت غيرتي رأيك...

نور بارتباك :" طيب خليني أقوم اكمل تمرين.

محمد بنفي و هو يقف من مكانه حاملا

إياها بين ذراعيه :" إيه داه هو إنت وزنك

كام؟؟

نور :"مش عارفة؟؟ يمكن خمسين..اااه

قذفها محمد قليلا للأعلى ثم عاد ليتلقفها

من جديد مقهقها على صراخها و مظهرها

الخائف قائلا بمزاح:"قصدك خمسة كيلو...

بس معاكي حق إنت مش محتاجة رياضة

إنت محتاجة شوية دلع و.....نور إحنا لازم

نتجوز  ".

توسعت عينا نور بدهشة مما سمعته الان

و هي تتفرس ملامح محمد

التي تغيرت فجأة فمنذ قليل كان يمرح لكنه

في لحظة واحدة تحول ليصبح شخصا

آخر...

أنزلها ليقفا متقابلين أمام النافذة ليمسك كتفيها

بيديه الاثنين موجها إياها نحوه حتى تنظر

داخل عينيه مكملا بتصميم :" آخر الأسبوع

داه....و لو مش عايزة يبقى الأحسن كل واحد

فينا يروح لحاله...".


الشيطان شاهين › البارت الحادي عشر (الجزء الثاني)

البارت الحادي عشر (الجزء الثاني)


بعد ثلاثة أيام.....

على الاريكة البيضاء الصغيرة التي تتوسط مكتب كاميليا تجلس نور في الوسط و على يمينها هبة

التي كانت تضع يدها على بطنها كعادتها

و كأنها المرأة الوحيدة الحامل في هذا

العالم اما على يسارها فكانت كاميليا

تتفحص عدة أوراق تخص إحدى المشاريع

التابعة للشركة...

تأففت نور بصوت عال قبل أن تصرخ

بحنق :"على فكرة انا الغلطانة اللي سايبة

مذاكرتي و جايلاكم هنا عشان تساعدوني

الاقي حل في مصيبتي... اتاريكم إنتوا في حد

ذاتكوا أكبر مصيبة...

نظرت لهبة  قبل أن   تكمل بسخرية :" واحدة

سرحانة و كأنها في عالم ثاني و كل شوية تضحك

زي الهبل و الثانية مشالتش عنيها من الورق

و كأنه الشغل حيطير منها.....

قهقهت هبة على كلام نور الساخر قبل أن

تجيبها :" و لما انا هبلة عاوزة تاخذي  رأيي ليه

يا ست العاقلين....

جاءها صوت كاميليا من الجهة الأخرى :" أنا

من رأيي ياريت تتجوزي و ترحمينا و إنت

كل أسبوع جايلنا بمشكلة شكل...

شهقت نور متصنعة الحزن :"قصدك إن انا

بتاعة مشاكل....ماشي يا كوكي متشكرة".

كاميليا بابتسامة صفراء :" you welcome

ياحبيبتي ".

هبة بموافقة:" أيوا معاكي حق...يتجوزوا أحسن

على الاقل نغير جو انا بقالي كثير محضرتش فرح".

كاميليا :"و انا كمان...الله الولاد حيفرحوا اوي".

هبة بفرح:"حيكون اول فرح أحضره وانا حامل ".

:" بس بقى كفاية إنت و هي...نهاركوا أسود و مخطط بالاسود.... بقى عاوزيني

اتجوز عشان تتبسطوا إنتوا و أولادكم....

هي حصلت تعملوني لعبة؟؟

صرخت نور بغيظ  و هي تبادل نظراتها بين

أختها و صديقتها اللتين كانتا تكتمان ضحكاتهما

قبل أن تنفجرا مقهمقتين بأعلى صوتهما....

نفخت نور خديها بغضب ثم إقتربت منهما لتأخذ

حقيبتها الموضوعة مكانها :"أنا ماشية و إبقوا

إحذفوني بالطوب لو رجلي هوبت ناحية

الخرابة دي ثاني....

جذبتها كاميليا على حين غفلة لتقع على الاريكة

قائلة من بين ضحكاتها:" يابنتي أقعدي و اقفلي

ماسورة الشتايم اللي إتفتحت دي...إحنا كنا

بنهزر معاكي بس...

نور بتهكم:"شايفاني أسيل بنتك عشان تهزري

معايا...

هبة بخفوت :"و هو مين يقدر يهزر مع العفريتة دي؟؟

كاميليا وقد تركت   نور :" بقى انا بنتي عفريتة

ياست هبة...

هبة بتأسف مزيف :" متزعليش مني بس

دي حقيقة  الكل عارف...

كاميليا و هي تلوي شفتيها بعدم رضا :"عفريتة

عفريتة... بس قمر... طالعة لماماتها

حبيبة قلبي إبقي توحمي عليها ".

هبة :" لا دي شبه باباها و فادي...آسر هو اللي

شبهك حتى عينيه نفس لون عنيكي...

إنحنت نور للأمام واضعة رأسها بين كفيها

مستندة على فخذيها:" لما تكملوا حصة الشبه

دي قولولي عشان انا نسيت انا أصلا جاية هنا

ليه؟؟؟

قاطع جلستهم دلوف شاهين للمكتب

بهيئته الساحرة و عطره النفاذ الذي

يسبقه لتجفل نور بخوف و تتراجع بجسدها إلى الوراء متحاشية النظر إليه...

إبتسم شاهين حالما رأى ملامح حبيبته

السعيدة ليشير إليها أن تأتي نحوه....

ثم إنتبه لوجود هبة  نور ليضحك في

داخله على نفسه على هذه العادة السيئة التي إكتسبها ...فهو عندما تكون  كاميليا في مكان ما عيناه لاترى سواها و كأنها الوحيدة الموجودة..

:"صباح الخير يا بنات...

هبة  :" صباح النور...

بينما تجاهلته نور و لم ترد عليه مدعية الانشغال

بحقيبتها...

إقتربت منه  كاميليا مضيقة حاجبيها بتساؤل

عما يريده لكنه فاجأها بأن أحاط كتفيها

بذراعه ليحثها على الخروج قائلا :"أستأذنكوا

شوية عشان عاوز كاميليا في كلمتين...

خرج بعدها مباشرة دون أن ينتظر إجابتهما

ليجد كاميليا تنظره أمام باب المكتب...

:" هي نور مالها متضايقة؟؟؟

همهم شاهين بتفكير و هو يسير بها نحو مكتبه

فهو طبعا لم تفته نظرات نور الحادة نحوه رغم

انه لم ينظر إليها سوى لثوان معدودة....

هزت كاميليا كتفيها بعدم فهم و هي تدلف داخل المصعد  قائلة :" أصلي رخمت عليها شوية

أنا و هبة... بصراحة كثير مش شوية عشان

كده زعلت".

دلف وراءها ثم قام بالضغط على ازرار المصعد

إلتفت مجددا نحو كاميليا التي كانت تثرثر

دون توقف :"اصل محمد عاوز يعمل حفل

الجواز آخر الأسبوع داه يعني بعد بكرة يا

إما توافق يا إما كل واحد فيهم يروح لحاله".

شاهين بدهشة:"إيه بعد بكرة بس ليه الاستعجال

داه كله ".

حدقت فيه كاميليا قليلا قبل أن تجيبه

بسخرية :"ليه هو أول و إلا آخر واحد

يقرر يعمل فرحه على غفلة".

شاهين بخبث وقد فهم مقصدها :"قلبك ابيض

يا كوكي بس محمد عرف يلعبها صح.....

كاميليا :"زيك بالضبط...هو بيعيد اللي إنت

عملته بس بطريقة ثانية.... جواز بالاجبار".


فتح باب المصعد لتخرج كاميليا تاركة

شاهين مصدوما من كلامها... زفر بحنق

قبل أن يتبعها نحو مكتبه....

تجاهلت كاميليا ترحيب السكرتيرة

بها لتندفع نحو المكتب لكنها فوجئت

بالأحرى توقفها قائلة :" شاهين بيه مش

هنا حضرته خرج من....

توقفت بعد أن وجدت كاميليا تتوقف

عن فتح المكتب و تعود نحوها...تفحصت

ملابس السكرتيرة بتمعن :قميص أبيض

ضيق جدا يبرز تفاصيل جسدها و بالطبع تنورة

قصيرة سوداء هذا ماخمنته كاميليا فهي

لم تكن ظاهرة لها بالكامل فقط جزءها العلوي

أما وجهها فكان عبارة عن لوحة زيتية احمر شفاه

صارخ و عدستين باللون الأزرق و وو ...

وصل شاهين ليجدها مازالت تتفحص السكرتيرة

و الأخرى واقفة أمامها لا تدري ماذا تفعل

حمحم ليجلب إنتباهها لكن  دون فائدة....

أشار لداليا لتخرج لترافقها عينا كاميليا

الغاضبتين إلتفتت نحوه بعد أن غابت

الأخرى عن أنظارها قائلة بحنق :"دي بتشتغل

سكرتيرة في شركة و إلا في كباريه؟

إكتفى شاهين بالصمت محدقا فيها

لتكمل حديثها بعد أن ثارت ثائرتها

:" أكيد عجباك  عشان كده ساكت و

مخليها..... جاوب ساكت ليه؟؟ طبعا

مفيش حاجة تقولها عشان عندي حق

لاقيني ساكتة و مش بتكلم فقلت

خلاص تعمل اللي تعمله".

فرك شاهين ذقنه مخفيا ضحكته التي

تكاد تفضحه في اي لحظة هامسا بخفوت

:"شكلها حتولع....

كاميليا بحدة قبل ان تتجه نحو الخارج

لتعود لمكتبها :"نكمل كلامنا في البيت

و لو سمحت متجيش ورايا عشان انا

عفاريت الدنيا بتنطط قدامي و كنت

ماسكة نفسي بالعافية قدام نور.. بس

حبيت اقلك إني حكلم محمد بنفسي

و أفهمه إن اللي بيعمله مينفعش و لو

عاوز يمشي خليه يمشي نور أختي الف

واحد يتمناها الدنيا  مش حتقف عليه

يعني....

أنا مستحيل أخلي اللي حصل معايا زمان

يحصل مع أختي مرة ثانية..... عن إذنك ".

عند نور و هبة......

نور بهدوء:" فهمتي   بقى انا ليه مش عاوزة

اتجوز من أساسه..؟؟؟

هبة بصدمة :"يعني إنت كنتي عارفة كل

حاجة حصلت مع كامي و ساكتة؟؟

نور بحزن :" و كنتي عاوزاني أعمل إيه

كاميليا لو  عرفت إن انا عرفت حتزعل

أكثر هي فضلت كل السنين دي ساكتة

و كاتمة في قلبها عشان متحسسناش

بالذنب... ماهي في الأول و الاخر إتجوزت

شاهين عشاننا.. ".

هبة و هي تمسك بكف نور لمساندتها:"بس إنت

غلطانة يا نور محمد غير شاهين بيه خالص....

مفيش أي وجه مقارنة بينهم....و كمان شاهين

بيه تغير اوي داه بقى بيتنفس كاميليا...

لما تجوزوا مكانش بيحبها و....

نور بمقاطعة:"يعني عشان مش بيحبها

يقوم يعمل فيها كده؟؟ داه حيوان مش بني

آدم اصلا....

هبة بخفوت :" يابنتي وطي صوتك في

كاميرات هنا...بقلك إيه من الاخر محمد

بيحبك اوي و هو عمل كده عشان إنت

بصراحة و متزعليش مني حجر... لوح

ثلج متنقل....و مينفعش معاكي غير كده...

نور بحنق:" اوووف ليه مفيش حد عاوز

يفهمني....

هبة بخبث:"طب لما إنت مش عاوزاه سيبيه

يعني هو بصراحة ارحم من شاهين بيه بكثير

عشان زمان هدد كاميليا لو ماوافقتش تتجوزه

حيأذيكم لكن محمد عداه العيب...هو خيرك

ياتتجوزوا يا إما كل واحد فيكم يروح لحاله

و بصراحة انا شايفك إن  معاه حق.... الراجل

مش عاوز يضيع وقته أكثر كفاية صابر عليكي

بقاله سنه....

نور :"دلوقتي بقيت انا الشريرة في الحكاية....

هبة بتفكير :" طب إنت عاوزة إيه من الآخر

عاوزة تتجوزي و إلا تفركشي...

نور بتنهيدة :"مش عارفة بصراحة انا

ساعات بقول ياريتني ماقابلت محمد و لا عرفته....

قاطتها هبة بلهفة :" يبقى بتحبيه..

نور بنفي:"حب إيه إنت كمان... انا عمري

ماحبيت في حياتي... انا وافقت عليه  عشان

بيحبني و قبل بيا رغم إني اقل من مستواه

بكثير...و كمان خايفة ملاقيش حد غيره

في أخلاقه و رجولته و متنسيش إن ماما

بتحبه اوي.... دي ضربتني لما قلتلها إني

عاوزة أتطلق....

هبة :" طب حتعملي إيه... حسب كلامك

هو إداكي مهلة لغاية النهاردة بالليل...

نور و هي تتراجع بجسدها على الاريكة

:" أيوا

هبة :"إنت مشكلتك إنك مش عارفة إنت عاوزة

إيه.. للأسف لو كنتي بتحبي محمد ربع حبه

ليكي كنتي إنت بنفسك بتطلبي منه إنكوا

تتجوزوا...نور إنت ليه مش عاوزة تتخلي

عن الفكرة اللي زرعتيها   في دماغك فجأة

دي...يا بنتي إفهمي محمد مش زي شاهين....

طب اقلك على حاجة انا إتجوزت عمر

بعد جواز كاميليا بشهور قليلة و رغم إني

عرفت بعدها بكل اللي حصل معاها بس

عمري ماقارنت بين حياتها و حياتي...و لا

شفت عمر زي صاحبه أبدا و إنت كمان

لازم تعملي زيي عشان متتعبيش.... إنت لو

فضلتي كده حتتعبي اوي و مش حتقبلي

تتجوزي لا دلوقتي و لأبعد عشرين سنة....

نور :َ"مش عاوزة... كفاية إنت و كاميليا

تجوزتوا..

هبة و هي تتظاهر بالتفكير :" على فكرة إنت

مجاوبتنيش... ليه مش عاوزة تتجوزي و متقليليش

خايفة ليطلع محمد زي شاهين بيه... السبب

داه مش داخل دماغي ".

نور :" أمال حيكون في إيه غير داه....

هبة بخبث:"يمكن خايفة.. من الجواز اقصد

العلاقة ال......

دخلت كاميليا في تلك اللحظة بملامحها

الغاضبة... جلست على الاريكة في مكانها

السابق تحت أنظار اختها و صديقتها المتعجبتين

توجهت بعيناها نحو نور قائلة دون تفكير:" بقلك إيه إنت لو مش عاوزة تتجوزي بلاش مافيش حد حيقدر

يغصبك على حاجة طول ما انا عايشة...و لو

على ماما انا حبقى أتكلم معاها وافهمها... امتى

حيفهموا إن الجواز مش بالعافية...

نور محاولة تهدأة كاميليا فكلامها يوحي بأنها قد تذكرت ماحصل معها قديما :" خلاص ياكوكي

مفيش داعي تزعلي نفسك...محمد مش جابرني

على حاجة انا بس اللي مكبرة الحكاية...يلا

اسيبك انا بقى عشان عندي محاظرة بعد

ساعة...

هبة بعد أن خرجت نور :" مالك ياكوكي

إيه اللي حصل معاكي...

كاميليا بغضب مكبوت :"مفيش حاجة

خلينا نرجع لشغلنا أحسن... و لو على نور

انا مش حخلي نفس اللي حصل معايا زمان

يرجع يحصل معاها دلوقتي....

هبة بخفوت :"بس محمد مغصبهاش على

الجواز هو خيرها...

كاميليا بحدة :" وإيه الفرق...يا تتجوزيني

يا كل واحد يروح لحاله... مايمشي هو يعني

حد ماسكه و إلا مفيش رجالة بعده...


هبة بلهجة حالمة و هي تتذكر وسامة محمد

و جسده الرياضي الضخم '"لا في رجالة

بس مش زيه....

كاميليا بتهديد :"إتلمي بدل ما اقول لجوزك...

إنتفضت هبة من مكانها قائلة برجاء:" أنا كنت

حقول إنه مش أحلى من عمر طبعا".

كاميليا بحاجبين مرفوعين:"كذابة و جبانة..."

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

بعد نصف ساعة وصلت نور للجامعة...

نزلت من سيارتها لتجد ميار تقف مستندة

على سيارتها و كأنها تنتظر شخصا ما....تملكها

الغضب عندما رأتها لتتجه نحوها و قد عزمت

علي تلقينها درسا حتى تريها قيمتها الحقيقة...

ميار :" كويس إنك جيتي اصلي كنت

مستنياكي".

نور باشمئزاز :"خير عاوزة إيه ثاني...

ميار و هي تنظر في عيني الأخرى قائلة

بثقة:" عاوزة محمد ".

نور بضحكة مستهزئة:" نجوم السماء أقربلك

عشان محمد عمره    ماحيفكر يبص لواحدة

وسخة زيك....

ميار بابتسامة :"حنشوف بكرة مين فينا

اللي يضحك يا.. بنت سعيد.. ".

أجابتها نور بصفعة قوية نزلت على

وجنتها جعلتها تعانق الأرض ثم نزلت

لمستواها لتمسكها من شعرها لتصرخ الأخرى

بألم لكن نور لم تتركها بل كانت تهزها بعنف

حتى شعرت باقتلاع بعض الخصلات....

أسرع بعض الطلبة المتواجدين في المكان

لإبعاد نور التي كانت تضرب و تركل ميار

بكل قوتها  و هي تصرخ :"سيبوني أربيها

الحيوانة دي...إنتوا متعرفوش هي عملت

إيه.. يا شيطانة و الله لندمك على عملتك

السودا معايا بكرة حتشوفي ياميار بنت

سعيد حتعمل فيكي إيه أصبري بس ...

نفضت يديها من الفتاتين التين كانتا

تمسكانها ثم ألقت نظرة أخيرة على ضحيتها

التي كانت تبكي بعنف وهي تحاول لملمة

شعرها  و ثيابها قبل أن تتجه من جديد

نحو سيارتها لتنطلق مغادرة الجامعة..


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

عند شاهين....

إستدار بكرسيه ليصبح مقابل الحائط

الزجاجي مدلكا صدغيه بتعب :"مهما

عملت و صلحت.. ماضيك لسه حيفضل

يطاردك ياشاهين .....هي عمرها ما حتنسى

اللي حصل زمان...يارب...يارب....

هتف شاهين بخفوت قبل أن يلتفت

من جديد نحو مكتبه ليحاول التركيز

من جديد و إكمال أعماله بقلمي ياسمين

عزيز صفحتي على الواتباد..


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

مساء.....

طرقت نور باب شقة محمد و هي تعض

يديها بتوتر... فتح الباب لتدلف إلى الداخل

رفعت نظرها لتتفحص أركان الشقة التي

تدخلها لأول مرة في حياتها...

تشبه كثيرا شقتهم لكن هناك فرق طفيف

في  ألوان الحيطان التي تراوحت

بين البيج و الرمادي لون محمد المفضل..و

الأرضية الخشبية باللون البني الفاتح .

توجهت للأمام لتجد الصالون الذي تميز بلونه

الرمادي و الأحمر و البيج لونين متناقضين

لكنهم شكلا مزيجا رائعا  مريحا للعين


أغلق محمد الباب ثم سار نحو  المطبخ ليحضر

كوبين من  عصير الفراولة الذي تحبه نور...

وضع احد الاكواب على   الطاولة ثم جلس بجانبها

و كأنه يتعمد زيادة توترها أكثر...مد لها الكوب

الثاني لتتشبث به نور و كأنه حبل النجاة بالنسبة

لها....

حمحمت لتنظف  حلقها قليلا قبل أن تتحدث

بصوت منخفض :"شقتك حلوة اوي...

أجابها :" ميرسي... بس للاسف العفش كله

حيتغير بكرة.....

نور  هي تنظر له بدهشة :"ليه؟؟

محمد. هو يسند ظهره بارتياح على

الاريكة :"عشان مش معقول نتجوز بالعفش

القديم و إلا إنت عاوزة نعيش في الفيلا

َمع العيلة؟؟

نور :"عادي مش بيفرق معايا الكلام داه

بس إنت اكيد حتحب نقعد عنا عشان الشقة

قريبة من مكان شغلك...

محمد بابتسامة :" لا عادي.. اللي يريحك

حنعمله و إلا أقلك إحنا نعيش شوية هنا

و شوية هناك....

أومأت له بالايجاب و هي ترتشف من كوبها

معاتبة نفسها في داخلها:"يخرب بيتك يا نور

إيه اللي هببتيه داه.... مش على أساس جاية

عشان ترفضي ياشماتة كاميليا فيكي..

تحدثت هذه المرة بصوت عال و هي تضع

الكوب على الطاولة :" محمد... انا كنت عاوزة

أقلك على موضوع مهم....


محمد و هو يستند بكتفه على ظهر الاريكة

متوجها ببقية جسده نحوها :" إتفضلي...

نور :"أنا... بصراحة مش عاوزة أخبي عليك

أي حاجة عشان متلومنيش بعد كده... انا...

مش بعرف أعمل حاجة في شغل البيت

حتى اوضتي أحيانا بكسل أرتبها...كل

وقتي بقضيه في المذاكرة.... و مش بعرف

أطبخ و كمان عصبية و مجنونة....و مش

مبعرفش أتصرف أحم أحم أقصد يعني

معاك إنت...يعني انا مش بفهم في الحاجات

الرومنسية و كدا....

أمسك محمد يديها اللتين غابتا بين يديه

الضخمتين مدلكا إياهم بحنو ليحثها على

قول كل ما يعتمر قلبها ليجيبها بعد أن إنتهت

من إعترافاتها.

:"طيب مبدئيا انا مش   متجوزك عشان تطبخي

و تغسلي و تنظفي البيت...و متقلقيش انا بعرف

أطبخ كويس و حعلمك و باقي الحاجات في البيت

حتبقى نعملها سوى داه لما نبقى هنا و لما نروح

الفيلا في رحمة و البنات هناك هما بيعملوا كل حاجة

و بالنسبة للعصبية و الجنون فأنا متعود عليكي....

و حافظ تفاصيلك كلها متقلقيش اما موضوع

الرومنسية أحم أحم (تعمد تقليدها) فدي مشكلة

بصراحة....

توسعت عينا نور بدهشة ممزوجة بالخوف

من كلام محمد لتقاطعه بنبرة خافتة قبل أن تبتلع

ريقها بتوتر :"قصدك إيه... ميؤوس مني صح؟؟كنت

عارفة اصلا هبة و كاميليا بيقولوا عني لوح

ثلج متنقل....

أوشكت على البكاء ليكتم محمد ضحكته

التي كادت تفضحه ليسارع بمواساتها و إبعاد

هذه الفكرة من عقلها رغم إقتناعه بصحتها

:" فشر...مين اللي لوح ثلج اكيد بيتكلموا

عن نفسهم دول...

نور بعدم إقتناع :" ما إنت لسه قايل إني

مشكلة ".

محمد بابتسامة مشاكسة :" و كل مشكلة

و ليها حل بس إنت تطاوعني يا قمر ".

عض بوقاحة على شفتيه لتشهق نور و تجذب

يديها قائلة باضطراب:" أنا... انا لازم امشي

ماما زمانها بتدور عليا...

وقفت من مكانها تريد المغادرة لكنها ما لبثت

إن وجدت نفسها تطير في الهواء بعد أن

حملها محمد ليدور بها عدة مرات كما يفعل

ما أيسم إبن أخيه... تشبثت في قميصه

و هي تغمض عيناها بخوف و خجل لتتعالى

قهقهات محمد و ينزلها على الأرض محتفضا بها

بين أحضانه حتى لاتقع بسبب الدوار...

وضعت نور يديها على صدره لتدفعه عنها

رغم شعورها بعدم   توازنها ليحكم محمد ذراعيه

حول خصرها ملتهما شفتيها بقبلة قصيرة

قبل أن يبعدها عنه قليلا هامسا أمام شفتيها

برقة :" إوعي تخافي مني يا نور انا كنت بهزر معاكي بس .. نور إنت لازم تتأكدي إن انا عاوز كون

سندك و امانك في الدنيا مش مصدر خوف و رعب

ليكي.. إمتى حتفهمي إني بحبك بجد و إني

مش حيوان عشان يكون همي الحاجات دي...

أنا مستحيل أعمل حاجة غصب عنك و لو

قعدت أستناكي مية سنة لقدام مش حزهق

عشان انا غايتي قلبك قبل جسمك....

أنهى كلامه بغمزة :"و البوسة دي كانت

عشان تحاولي تتعودي عليا مش أكثر

يعني step by step ماشي يا قلبي...

أومأت له نور وهي مازالت تشعر و كأنها

في عالم ثاني لتقفز فجأة بعد أن أفاقت

من غفوتها قائلة :" ماما... ماما انا لازم

أمشي....

اوصلها محمد إلى الباب لتفتحه نور متلهفة

للخروج لكن محمد جذبها إليه بعد أن ألقى

نظرة أمام الشقة ليتأكد من عدم وجود أي

شخص... قبل وجنتيها الاثنتين قائلا

بتأكيد :" الصبح تكوني جاهزة تمام...عشان

نكمل كل اللي ناقصنا....

نور و هي تشعر باحتراق وجهها من شدة

الحرارة :" تمام...   تصبح على خير..

افلتها محمد و هو لايزال يراقبها حتى وصلت

نور لشقتهم قائلا بهيام :" و إنت من أهلي يا

نوري".

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

في فيلا فخمة.....

تجلس ميار فوق سريرها تبكي بحرقة

و هي تتوعد نور بأن تنتقم منها بأبشع

طريقة.... رن هاتفها لتجيب عليه..

ميار ببكاء:"كنتي فين يا زفتة عمالة

ارن عليكي من ساعة مش بتردي ليه؟

ديالا بملل :"كنت بدور على الرقم أصله

كان ضايع مني و كلمت كريم عشان يدهولي....

ميار بصراخ :"إخلصي هو إنت حتحكيلي

قصة حياتك... إبعثيلي النمرة حالا على

الواتس....

أقفلت الخط في وجه ديالا ثم رمت الهاتف

جانبا و دلفت إلى الحمام غسلت وجهها ونشفته

جيدا ثم عادت إلى الفراش لتجد رسالة

من ديالا....

إبتسمت بخبث و هي تدقق النظر في الرقم

الذي أرسلته لها هامسة بشر :"أقسم بالله

لخليكي تبوسي رجلي عشان أرحمك

يا نور و بردو مش حرحمك...العين بالعين

و السن بالسن و البادي أظلم... يابنت سعيد..


                الفصل الثاني عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close