رواية امراه لا تعرف المستحيل الفصل الاول1والثاني2 الثالث3 بقلم مروه عبد الجواد
المقدمه
شاهد اي من محطات الحياة ستسير بنا لما نريد وايا منها سينقلب بنا دون
الوصول إلى الهدف المنشود.. لا أعلم ولا أحد يعلم... وربما في
هذا الغيب تكمن أسرار اللعبه.... لعبه الحياه .....
التي لا خطط فيها محكمة ولا معرفه مسبقة لما سيحدث منها ... ناس
كتير هتتخلي عنك في حياتك بس دي مش نهايتك ..
دي نهايه دورهم في قصه حياتك.👌👌
لكن متى واين ؟ . هنا تكمن سر تلك هي اللعبة
كم من نقص يشعرك بالضعف ، وكم من ايمان يدفعك للقوه.
الحب ضعف ام الحب قوه .. الحب اهتمام ام الحب
تجاهل .. الحب عزه ام الحب ذل .
القوه ان تدوس وجعك تحت قدمك وتسير مبتسا ، امام كل من ينتظر سقوطك ، وتذكري عزيزتي جيدا ان الحياه تميت الضعيف قهرا.
نور فتاه جميله الملامح ذات عيون عسليه كلون الشمس وقت الشروق
، هادئه الطباع من اسره اقل من المتوسطه ، تتعرض لبعض مصاعب الحياه
التي تضعف وتقهر اي فتاه ، سواء حب مخادع او زواج فاشل ....
تقع وتضعف وتنكسر مثل زجاج منثور علي الارض ، يدوس عليها القريب قبل البعيد ..
تتمرد علي حياتها وتبدا من نقطه الصفر وتبدا رحلاتها بقوه واثناء رحله حياتها التي اختارتها بارادتها تقابل
وائل الشرقاوي ثلاثيني العمر .
حاد الطباع عنيد ولكن وسيم وقوي البنيه وايضا انيق ذات العيون البنيه كعيني الصقر صاحب اكبر مستشفي بالشرق الاوسط وايضا دكتور بالجامعه .
متمرد الطباع ودكتاتور في رايه فمهما كان رايه خطا مقتنع انه الاصح .
فكيف تجتمع علاقه نور الفتاه البسيطه مع وائل الدكتاتور وما سيحدث من مواقف وخبايا لاتوجد حتي بالخيال .
البارت الاول
بقلم / مروه عبد الجواد .
انا نور السيد متولي عندي ١٨ سنه مخلصه تعليم متوسط وبشتغل مع ابويه.
ابويه السيد متولي بواب عماره كبيره او زي انتوا ما بتقولو برج ، هو برج قديم شويه مش زي بتاع اليومين دول ، ابويه فارش باترينه صغيره قصاد العماره ، او زي ما احنا بنقول نصبه ، فيها شويه كراتين شيبسي وبيبسي وجبن يعني حاجه تساعدنا شويه ، انا وامي بقي اللي مسؤلين عن النصبه دي اهو بنستنفع من سكان العماره بااي حاجه تساعدنا في مصاريف البيت
، اصل مصاريف البيت كتير اوي ومش علي قدي انا وبس لا دا لسه في محمد اصغر مني بسنه وفي تانيه كليه ومحمود كمان ، اصغر مني بتلات سنين وتعليمه متوسط واد اوير كده ومش هامه تعليم ولا غيره ، وامي حبيبه قلبي فاطمه اللي اتجوزت ابويا وبدات معاه من الصفر ، اه متستغربوش ما اهو من عيشه في اوضه في بيت ستي لشقه صغيره في برج يبقي دا بالنسبانا حاجه كبيره اوي ، هي مش شقه اوي برضوا انما اوضه وصاله ، انا وامي بنام في الاوضه ، وابويا واخواتي كل واحد علي كنبه
ابويا وامي تعبوا عليا انا واخواتي اوي علشان يعلمونا ويبقي معانا شهاده ، او اللي انا كنت فكراها شهاده ، هكحيلكوا حكايتي وانا كنت ايه وبقيت ايه ومين السبب في اللي هكون فيه ، نسيت اقولكوا حاجه مهمه ان الحب زي مابنزلك سابع ارض يقدر برضوا يكون سبب انه يطلع سابع سما بس مش بالحبيب لا بعزيمتك وارادتك انتي ... انتي وبس .
في برج مكون من عشر ادوار ، في شقه دور ارضي تعيش نور مع والدها السيد متولي ووالدتها فاطمه ويلقبها زوجها باام محمود ويعيش معهما ابناءهما نور ومحمد ومحمود .
يعيش ايضا في البرج في الدور الخامس والسادس وفي شقه دوبلكس صاحب العماره الحاج ابراهيم ابو الجنب ، وولده باسم ذات الخمس وعشرون عاما خريج كليه تجاره خاصه ، وزوجته نهال وابنتها ميار ذات الثمان عشر عاما في الصف الاخير بالثانويه العامه.
وايضا يسكن في الدور الثالث المهندس رافت سعيد ، وزوجته الدكتوره ريهام ومعها ابنتيهما منه التي تبلغ ثمان عشر عاما ، وجني التي تبلغ ثلاث اعوام.
اما الدور السابع يسكن صاحب محلات ملابس استاذ حسن وزوجته رشا وابنيه مازن ذات الثالث والعشرون ويامن ذات الخامس والعشرون وهما صديقان باسم.
وفي الدور الثاني شقه المقدم امجد البحراوي.
والباقي سكان العماره.
نور وهي بطله قصتنا ، بنت ذات ملامح بريئه فاتحه البشره عينيها عسلي كلون الشمس وقت شروقه ، وشعرها بني متسلسل وقصير بعض الشيء تقف نور بالبنطون الجينز والتيشرت التي اعطتهم لها مدام نهال زوجه صاحب العماره ، تقف علي نصبه محل والدها فهما اغلي واشيك ماعندها من ملابس رغم القطع الموجود اعلي التيشرت التي داوته فاطمه بالخياطه لابنتها ، اما البنطال فبه بقعه تكاد تكون غير مرئيه عن بعد.
تنتظر باسم فتي احلامها فتي جان طويل وعريض البنيه ، ويذهب الي الجيم ليقوي عضلاته ، فهو يعمل في محل هواتف نقاله ملك له، فهو فاشل في حياته يحب مداعبه البنات ومنهم نور التي وقع قلبها له .
اتي باسم الي ناصبه محل والد نور يرمقها بعينه .
-- ينظر لها باسم بابتسامه ، اذيك يانور .
-- نظرت له بحب ، الحمدلله ياباسم عامل ايه مشفتكش، وانت نازل .
-- اه اصل انا كنت بايت عند واحد صاحبي ولسه جاي .
-- طيب مردتش علي تلفونك ليه طول الليل بتصل عليك مبتردش.
-- قاطعها ،هستناكي النهارده في الكافيه ، فيرمق والده نور بطرف عينيه ويقول ناوليني علبه سجاير ويضع يده في جيبه ليخرج النقود .
فتلاحظ نور والدتها ، فتعطيه علبه السجائر ، اتفضل وتتناول منه النقود .
وقد اتت فاطمه من مدخل العماره تجاه نور .
-- شكرا يانور ثم ينظر لفاطمه اذيك ياطنط .
فاطمه : اذيك ياباسم بيه ، وتبدا بالجلوس علي الاريكه الخشبيه ، وتنظر له بطرف عينيها عندما ادار ظهره بخطوات سريعه تجاه مدخل العماره.
ثم تنظر الي نور .
-- مش ملاحظه يانور ان باسم رجليه خدت علي النصبه هنا .
-- بتردد وتلعثم ، ها .. اه .. مش عارفه ياماما ، اهو بشتري زيه زي اي زبون .
--ترفع حاجب وتشرد ، غريبه دا الاول مكنش ، بيجي ولا عمره نفعنا بجنيه ثم تنظر الي نور ، دا كمان مبشتريش مني ولا من ابوكي مبشتريش الا وانتي واقفه علي النصبه .
-- تتلفت بعينيها وبدات تتوتر ، مش عارفه ياماما بس دا باين عليه محترم.
تلوي فاطمه شفايفها بسخريه ، اومال مش محترم الواد دا صايع وبتاع بنات ، دا فاشل ابوه فاتحله محل تليفونات وكل مايخربها ويفلس ابوه يمونه تاني .
-- هزت كتفها ورفعت حاجبها بعدم اهتمامها ، ملناش دعوه بحد ياماما هنشيل ذنوب علي الفاضي .
-- انا بفطمك يانور وبرسيكي علي اللي فيها ، الاشكال ديه يابنتي مش بتاعت جواز ولا هما مننا ولا احنا منهم ، ويوم مابفكروا في الجواز بتجوزوا اللي شبهم .
-- قطبت حاجبيها بضيق ، تقصدی ايه ياماما وبعدين انا مالي اصلا.
-- طرد دت فاطمه زفيرا وكأن قلبها احس بشيء ما ، قائله بتهكم هو فعلا مش مالك ولا هيكون مالك بيه يانور ، ثم ترفع حاجبها فهماني يابنت بطني.
-- نظرت الي الارض وكانها تريد الارض ان تفتح فمها وتبتلعها .
يأتي سيد والد نور بالجلباب البلدي والعمه محملا كرتونتين مياه واخري شيبسي وقاروصتين سجائر علي كتفيه .
سلامو عليكو اتناولي مني يانور .
فاطمه : وعليكم من السلام .
نور : حمدلله علي السلامه يابابا كويس انك جبت السجاير اصل السجاير خلصت .
مدت نور يدها وبدات بحمل الكراتين ووضعها في الارض ، ويبدأ سيد بالجلوس وهو ينهج مقطتع النفس .
-- اومال يابنتي دي رزقتها احسن من اي مكسب تاني.
فاطمه : بس فلوسها حرام ياسيد ، ويا ما قلتلك معنتش تجيبها هنا تاني ، وانت مبتسمعش الكلام .
سيد : حرام ايه هو حشيش ولا مخدرات علشان يبقي حرام ، انتي بتتكلمي علي قدكي .
فاطمه : تضرب ظهر يدها اليمني علي بطن كفها اليسري ، الحلال بين والحرام بين انا سمعت الشيخ بقول كده في التليفزيون هو علشان انا متعلمتش يبقي جاهله ، لا دا انا متنوره وفاهمه ، والشيخ قال كل اللي يضر ويأذي صحه الانسان يبقي حرام ، علشان صحتنا دي امانه ربنا مدهالنا ، يعني لازم نحافط عليها ومنضرهاش.
بدات نور بتفريغ محتويات الكراتين ورصها في الفاترينه ، فتضحك .
-- ياماما دا انتي طلعتي بتتكلمي احسن من بتوع التليفزيون .
سيد موجها كلامه الي نور.
-- امكي كفرتنا علشان بنبيع علبتين سجاير نسترزج منهم ثم ينظر الي زوجته ياوليه دا رزج للعيال ، وبعدين احنا مالنا بياذي الناس ولا لا ، هو احنا اللي بنشرب السشاير.
تلوي فاطمه شفتيها بضيق .
-- اهو دا اللي بيجبنا ورا كل واحد يقول وانا مالي ونسيب الدنيا تخرب .
تقف وتلف طرحتها السمرا وتمسك طرف العبايه زرقاء اللون ، انا داخله اعمل اكل ثم تنظر الي نور ، خلصي وتعالي ساعديني يانور .
سيد : ينظر الي فاطمه ، خلصي بسرعه انا جعان .
نور : تنظر لوالدتها ماشي ياماما .
تبدأ فاطمه بالتحرك تجاه مدخل العماره .
سيد : ينظر الي نور ، امك علشان قعدت قدام التليفزيون شويه هتعمل شيخه علينا .
نور : امي خايفه علينا يابابا.
سيد: يعني انا يابت يانور هضرجوا .
نور : لا مقصدش ، انا خلصت اهو .
سيد : طيب يلا روحي ساعدي امكي ، ربنا يباركلي فيكي يانور .
نور : باابتسامه ، حاضر يابا.
.........
قي شقه المهندس رافت والدكتوره ريهام.
تفتح ريهام باب غرفه نومها علي رافت فإذ يتنفض والهاتف علي اذنه ، ففزع .
تقطب حاجبيها بااستغراب ، انت اتخضيت كده ليه.
-- مترددا ، مفيش، اصل اتخضيت من فتحه الباب مش قلتلك ابقي خبطي قبل ماتفتحي الباب .
-- رفعت حاجبيها ، اخبط قبل ماافتح باب اوضتي ودا ليه ان شاء الله ، ثم تدخل وتفتح خزانتها وتبدا بتحضير ملابس الخروج .
رافت : يأخذ نفس ، كنت نايم ياريهام وانتي خضتيني.
ريهام : تلتفت تجاهه ، مش ملاحظ انك بقيت تتخض كتير اليومين دول ، فتضع ملابسها علي السرير ، ثم اني دخلت لقيتك صاحي والموبايل علي ودنك ، يعني مش نايم زي مابتقول .
رافت : يدا بالنهوض من السرير ، كنت لسه صاحي وماسك التليفون ياريهام فيها حاجه دي.
ريهام : لا مفهاش يلا علشان انا جهزت الغدا خلينا نتغدي علشان الحق البس وانزل علي شغلي.
تدخل جنه علي والدها فيحتضنها وحشتيني ياجوجو .
جني : وانت كمان يابابي ، تعالي اوريك خدت ايه في الحضانه .
ريهام : مش دلوقتي ياجوجو نتغدي الاول وبعدين وري بابي اللي انتي خدتيه .
رأفت : ينظر الي ريهام بسخريه ، اه ياجوجو بعد الغدا لاحسن مامي تروح العياده من غير ما اتغدينا ونفضل جعانين لحد بالليل .
نظرت له بتهكم ولم تطرق له مسمعا وخرجت من الغرفه ، وهي وتنادي
-- منه.... يا منه يلا ياحببتي الغدا جاهز .
رأفت حمل جني يلا ياقلبي علشان نتغدا لمامي ومنه يخلصوا علي الاكل .
جنه : تضحك ، يلا بابي .
جلس جميعهم علي السفره لتناول الغداء .
ريهام : ها يامنه ناويه علي علمي ولا ادبي .
منه : لسه مقررتش ياماما بس انا مايله للعلمي حاسه اني هستوعبه اكتر ثم تضحك خصوصا انك انتي وبابا علمي .
رافت : والله يابنتي انا بفضل تختاري ادبي حتي تدخلي كليه خفيفه كده ومرحه علشان انتي بنت يبقي دمك خفيف وتسيبك من التعقيد دا.
نظرت ريهام الي رافت ، في حد بقول لبنته كده دا بدل ماتشجعها تبقي دكتور ولا مهندسه ، ثم انت شايفنا متعقدين في ايه.
منه : تبتسم ، بابا ميقصدش هو خايف عليا من اني اتعقد او اصتصعب المواد يا ماما.
رافت : لا اقصد يامنه ثم ينظر الي ريهام ، اه ياريهام تعقيد انتي مش شايفه حياتنا عامله ازاي انا في المكتب الهندسي الصبح وطول النهار في المواقع وانتي الصبح في المستشفي وبالليل في العياده ، هي دي العيشه اللي كنا بنتمناها ولا بنحلم بيها .
ريهام : هو احنا مش ، هنخلص من موضوع كل يوم دا يارافت ، مبقاش ورانا غيره .
جنه : هو كل يوم خناق.. خناق اوف.. انا زهقت فتتزحزح من علي قدم والدها وتمشي خطوتين ، ثم تلتفت وتنظر لهما وبصوت مرتفع.
-- انا داخله اوضتي اعمل الهوم ورك ومش عايزه اسمع صوت .
ريهام : تقف من علي الكرسي وتنظر الي رافت عاجبك كده ، ثم ذهب الي جنه تعالي ياجوجو ناكل وبعدين نعمل الهوم ورك .
هزت جني راسها نافيه عدم رغبتها بالجلوس معهم ، فاتي اليها رافت .
-- حبيبه بابي يلا ناكل سوا .
-- فتنظر له بطرف عينيها لا .
رافت : طيب لو جيتي كلتي هجبلك شوكلت .
جني : ابتسمت ثم تهز راسها بالموافقه ، بس بشرط من غير ماتتخانقوا .
فيبتسم كلا من ريهام ورافت ويبدا بالجلوس علي السفره.
منه : تعالي ياجوجو اقعدي جمبي .
جنه : ماشي يا منه .
رافت : ينظر الي ريهام جني خدت الدوا .
ريهام : تنظر الي جنه وهي امامها وبنظره عطف اه خدته .
منه : تبدا باطعام جنه ، عارفه لو خلصتي طبقك هنزل اجبلك كل الشوكلت اللي في السوبر ماركت .
جنه : تفتح فمها وتبدا بالتهام الطعام من منه .
بدات ريهام بالنهوض من مقعدها ، انا هلبس وانزل العياده خلي بالك من اختك يامنه .
منه : حاضر يامامي .
ذهبت ريهام بالدخول الي التواليت لغسل يديها ثم الي غرفتها لتبديل ملابسها .
رافت : ينظر الي منه ، شايفه عمايل مامتك دا بدل ماتقعد معانا طالعه تجري علي العياده .
منه وهي تطعم جني وتنظر الي والدها ، يابابا دا شغلها ثم ان ماما مبتقصرش ، معانا الصبح في المستشفي وبتوصل البيت الساعه 12 الضهر بتيجي تطبخ وتعملنا الاكل وتروق البيت وبنتغدا وهي بتلبس وتنزل بتروح العياده تلات ساعات وتيجي تغسل المواعين وتشوفنا عملنا ايه في دراستنا وبتاخد يومين اجازه في الاسبوع طول اليوم مبترتحش ولا دقيقه كتر خيرها بتتعب جدا .
رافت : اهو انا بقي عايز اريحها من التعب دا تقعد في البيت زي اي ست تخلي بالها من بيتها وعيالها ودوا جنه.
منه : متكبرش الموضوع يابابا ، ماما بتحب شغلها ومش عايزه تسيبه وبعدين ماما عمرها مانسيت ميعاد دوا جنه ولا قصرت معانا.
-- يقطب حاجبيه بضيق ، وبصوت خافت لكن قصرت معايا انا.
تخرج ريهام من غرفتها متجهه الي السفره وبابتسامه تقبل وجنتي رافت .
-- متزعلش ياحبيبي مش هتاخر عليك.
فينظر رافت اليها ببرود مبتسما ويهز راسه بالموافقه
-- ولا يهمك
ثم تتجه تجاه منه وجنه وتقبل وجنتيهما
-- خلوا بالكوا من بعض .
-- منه وجنه حاضر يا مامي .
.............
يدخل باسم من باب شقته فيجد نهال تجلس علي الاريكه وتضع المانكير علي اصابع قدمها ، فتنظر له وهي تضع المانكير .
--- لسه فاكر تيجي ما كنت تبات النهارده كمان بره.
-- يضع المفاتيح علي الترابيزه انا عايز انام محدش ، يصحيني ويتركها ويدخل تجاه غرفته.
تنظر له نهال بضيق .
-- هي دي لوكانده ابوك .
وتغلق علبه المانكير وتذهب وراء باسم وبصوت مرتفع .
-- انت كنت بايت فين امبارح يااستاذ ومعرفتنيش ليه انك هتبات بره.
يضع باسم ضهره علي السرير وينظر لها ببرود .
-- ولو عرفتي يعني هتعملي ايه.
تضع نهال يدها علي وسطها .
-- هعمل ايه ، ماشي ياباسم .
وبصوت مرتفع .
--يا ابراهيم .. ياابراهيم .. تعالا شوف ابنك اللي كل ليله والتانيه بيبات بره .
يااتي ابراهيم الي غرفه باسم موجها كلامه الي نهال
-- في ايه صوتك عالي ليه .
نهال : ابنك مش هامه حد وعملي البيت لوكانه وبايت بره ومنعرفش عنه حاجه.
ينظر ابراهيم الي باسم.
-- كنت فين ياباسم امبارح.
يعدل مجلسه ويجلس علي السرير .
-- كنت سهران عند واحد صاحبي يا بابا ، وقلت بدل مااجي بالليل ابات هناك واجي الصبح .
نهال : ومتصلتش ليه تعرفنا .
باسم : يرفع حاجبه ، التلفون فصل شحن.
نهال : فصل شحن ولا انت اللي قفلته .
ابراهيم : خلاص يانهال مش قالك فصل شحن روحي حطيلي الغدا .
ثم يذهب الي الريسبشن .
تنظر نهال الي باسم بضيق.
--صاحبك بردوا ولا صحبتك .
فرد جسده علي السرير ، دا انتي لو امي مش هتهتمي بيا اوي كده طيب ماتروحي تشوفي بنتك ام 55 في الميه في الثانويه العامه وتركزي معاها بدل ما انتي مركزه معايا اوي كده .
تنظر له نهال بتوعد .
ماشي ياباسم .
ثم تغلق الباب بشده وتخرج وتذهب الي غرفه ميار وتفتح الباب عليها فتجدها نائمه فتوكزها في جمبها اصحي يازفته .
تتمغط ميار علي السرير ببرود وتنظر لها وبتريقه.
-- ايه الصباح الحلو دا ياماما .
-- وحيات امك ، صاحيه العصر.
-- تضع الكوفرته جانبا ، احنا في اجازه عايزاني اصحي من بدري اعمل ايه .
-- اجازه ولا غير اجازه ، انتي مأنتخه ، وبعدين اجازه ايه دي وانتي جايبه 55 في الميه ودي هتدخلي بيها اي ان شاء الله .
-- تقترب من والدتها باابتسامه وتحتضنها ، ما دا بقي دورك ياست الحبايب .
-- تقطب حاجبيها مستغربه ، دور ايه.
-- تدلعي علي عمي الحج شويه وتخليه يفك الكيس ، ويدخلني كليه خاصه زي ابنه .
-- وهو هيوافق.
-- بقي لولا بحلاوتها وجمالها ودلعها مش هتقدر تطلع من الحج كام الف علشان خاطر بنتها ، اومال انتي متجوزاه لايه وانتي لسه صغيره وفي عز شبابك 45 سنه وهو كاسر الستين عجوز وكهنه .
-- بس انا سمعت ان الكليات دي مبتخدش الف ولا اتنين دي بتخشلها في الترم اربعين الف غير المصايف التانيه .
-- وهو هيسيب الفلوس لمين لابنه الصايع علشان يصرفهم علي البنات .
-- تضع يدها علي ذقنها وبتهكم ، اه معاكي حق يصرف ويطلع اومال هيسيب الفلوس دي لمين.
-- طيب يلا بقي يالولا ، شدي حيلك.
-- يلا يامضروبه الرقبه ياللي جيبالي الكلام وتجذبها من دبر البجامه الي خارج الغرفه.
-- يالهووي ، حاضر اهو طالعه متزقيش .
-- قال البت بتلعب في راسي قال.
تخرج ميار مسرعه بعيدا عن يد والدتها وتعدل ثيابها وتشاهد زوج امها ابراهيم فتذهب اليه وبتمسكن.
-- اذيك يا بابا ابراهيم وتمسك يده وتقبلها بااحترام
ابراهيم يجذب يده منها .
-- لسمح الله يابنتي.
نهال تنظر الي ابنتها وتبتسم .
-- بصوت منخقض اروبه يا ميار ثم بصوت عالي حطي الاكل ياهنادي .
ميار : انت زي ابويه يابابا ابراهيم دا لو بابا موجود مكنش رباني زي ما انت ربتني ولا صرف عليا وعلي تعليمي زيك .
تجلس نهال وتستمع لمكر بنتها باابتسامه .
تردف ميار كلامها ، دا ربنا هيجازيك كل خير عن اللي عملته معايا اللي زيك هيدخل الجنه علي طول ، عمرك ماخرت عني طلب ولا خلتي اتحوج لحد .
ابراهيم : وانتي زي بنتي ياميار انا ربنا معوضنيش ببنات لكن عوضني بيكي يابنتي .
ميار : يااا علي احلي كلمتين سمعتهم في حياتي كلها ، وانا بحبك اكتر من ابويا يابابا ابراهيم يلا الله يسهله مطرح ماهو .
ابراهيم : يضع يده في جيبه ويخرج خمسمائه جنيها خدي ياميار دا نقوط نجاحك.
ميار : والله كتير عليا يا بابا ثم تمد يدها وتاخذهم ربنا يخليك لينا ياسيد الكل ولا يحرمنا منك ابدا .
نهال : تمتمت ، البت المسهوكه لقطت الفلوس بكلمتين ازاي ، ثم تنظر الي ابراهيم ربنا يخليك لينا ياهيمتي ياقلبي ، بس كتير دا ياهيما .
ابراهيم : يبتسم مش كتير علي ميار.
نهال : بمكر : طيب وام ميار ملهاش نصيب .
ابراهيم : يقهقه وام ميار الخير كله ثم يضع يده في جيبه ويخرج النقود ويعطيها الف جنيها .
نهال : حبيبي ياهيما وتاخذ منه النقود .
تاتي هنادي الاكل علي السفره ياستي .
نهال: تقف وتجذب ابراهيم وتضع يدها في يده يلا ياحجوجتي ننتغدا.
هنادي : انادي علي باسم بيه .
نهال : لا هو نايم .
ابراهيم : روحي صحيه يمكن يكون جعان .
نهال : هو مش قال هينام .
ميار : تغمز لنهال ، يمكن ياكل ياماما .
نهال : طيب روحي ياهنادي نادي عليه .
هنادي : حاضر ياهانم.
ثم اردفت كلامها الي ابراهيم وهما يجلسان علي السفره محدش هيبوظ الواد دا الا دلعك فيه ياابراهيم .
ابراهيم : سبيه يدلع بكره يتجوز ويتحمل المسوءليه .
ميار : اه والله يا بابا ابراهيم معاك حق اهو يعيشله يومين حلوين قبل مايتجوز .
نهال : تنظر الي ميار بضيق ، يتجوز ايه وهو لسه عيل .
ابراهيم : دا راجل ومتخرج من الكليه وبقي يشتغل .
نهال : هو بصرف علي نفسه ياخي اما هيتجوز دا خاربها ان كان بنات ولا في المحل دا بدل ما يحمد ربنا انك فتحتله محل.
في غرفه باسم هنادي تقترب من باسم .
-- ياسي باسم.. ياسي باسم .
باسم : يفتح عينيه : ها .
هنادي : مش هتتغدا ياسي باسم .
جذب مرفق هنادي بقوه فالتصقت بصدره وهو ناءم ، هتغدا بيكي .
هنادي : حد يشوفنا ياسي باسم وتحاول ان تبتعد عنه .
فيجذبها بشده .
- وحشتيني ياملبن.
هنادي بدلع .
-- عيب ياسي باسم وتبتعد عنه .
باسم يضحك وانا بموت في العيب .
هنادي : انا هخرج ليستعوقوني .
باسم وانا هنام طالما مش هتغدي بيكي يانونا .
هنادي تضحك وتخرج من الغرفه .
في قسم شرطه الاسبيكيه .
الرائد امجد في مكتبه .
يلتقط هاتفه ويتصل برقم فلم يرد احد ، ثم يضع الهاتف امام عينيه بضيق ماشي ياريهام والله ماانا سايبك ، وبصوت عالي انت يازفت يا اللي بره.
يدخل العسكري اسعد .
نعم يا باشا.
امجد : عايز قهوه بسرعه.
فيدخل الراءد كريم :وينظر الي امجد اعصابك ياباشا ، ثم ينظر الي اسعد خليهم اتنين عناب يابني .
اسعد : حاضر معاليك .
كريم : وبعدين ياامجد مينفعش كده كل يوم علي النبره دي صحتك يا باشا.
يضع امجد الهاتف علي المكتب .
انا مش عارف بتعمل فينا ليه كده ، هتستفاد ايه من اللي بتعمله دا.
-- لا هتستفاد ياامجد ، عندها بيتها وجوزها وحياتها انت عايز منها ايه.
-- اه جوزها الصايع اللي مقضيها مع كل واحده شويا تسيبني انا علشان الحيوان دا .
-- لا هي مش سيبتك ياامجد انت قايلي ان والدها هو اللي رفضك علشان كنت لسه بتبتدي حياتك وهو برضوا اللي غصبها علي جوازها ، واهي اتجوزت وخلفت وبقي عندها بنتين زي ماانت قلتلي ، سيبك منها بقي واتجوز وشوف حياتك ، حرام عليك نفسك .
-- مش قادر.. مش قادر ياكريم اول ما عرفت انها جت من السفر بقالها ثلاث سنين وانا هتجنن مسكتش غير لما خدت شقه في نفس البيت اللي هي ساكنه فيه .
-- بالشكل دا عمرك ماهترتاح وهي مبسوطه ببيتها وجوزها وعيالها وانت عايش في سراب .
-- انا لما بشوفها في العماره بحس انها مش سعيده ، عينيها بتقول حاجات كتير اوي ، حاجات لا يفهمها ولا يحسها غير العاشق .
لعبه الحياه ( امراه لاتعرف المستحيل )
البارت الثاني
وقفت نور تفرك يدها بالاخرى بخجل وهي تتلفت حولها في بدايه الطريق تبعد خصلات شعرها المتغنحه علي وجهها وسط الماره والشباب الذين يمرقونها باعينهم بهدف الاعجاب او التطفل ، وقفت لدقائق باانتظار حبيبها باسم .
دلف باسم بسيارته الهايونداي فضي اللون ، فرمقته وقد انتفض قلبها وتطلعت له بابتسامه ، فغمز لها بعبث هاتفا .
-- يلا ياحلوه .
اومأت راسها بالتاكيد ونهضت الي السياره هاتفه .
-- وحشتني اوي .
-- وانتي كمان ياكوكو ، تحبي نروح فين.
-- اي مكان.
التقط يدها وطبع قبله رقيقه عليها ، انتفض قلبها وجسدها خجلا ولكنها شعرت بسعاده غير طبيعيه ، تطلع لها بحب مصطنع .
-- ايه رايك نغير النهارده ونروح مكان بعيد عن عيون الناس ، علشان محدش يشوفك غيري ، اصل انتي وحشاااني اوي ونفسي اخبيكي عن عيون الناس
جزت علي شفتيها بخجل وتطلعت له .
-- ماشي بس ميكونش بعيد علشان متاخرش
-- قلبي بقي اللي بعشقه .
-- انت بجد بتحبني يا باسم .
-- بقالنا مع بعض شهرين اهو ولسه بتسالي بحبك ولا لا .
-- اصل انا لحد دلوقتي مش مسدقه نفسي .
ثم ابتلعت ريقها وبتردد ، علشان انا بنت البواب اللي بشتغل عندكو ، واهلك مش هيوافقوا عليا .
هز راسه نافيا وقاطعها في محاوله لاطمئنانها .
-- انا مليش دعوه بحد ، ثم تطلع لها .
انا بحبك انتي .. اهم حاجه عايز اللي احبها تسمع كلامي وتكون بتثق فيا.
وقع حديثه لها كالهواء الذي تستنشقه فهو حبها الطفولي وكلماته روت ظمأ قلبها كالزهره الدبلامه الذي نزل عليهاالمطر ليعيد لها حياتها هاتفه .
-- وانا والله بسمع الكلام وبثق فيك جدا.
تطلع لها وجذب يدها وهو يطبع عليها بعض القبلات الرقيقه ووجهه تجاه قلبه .
-- قلبي دا بيموت فيكي بيعشق عشق .
اطردت زفيرا مليئا بالراحه .
-- قلبك دا انا اللي بموت فيه .
ثم اردفت بخجل ، مش عايزاك تاخرني زي المره اللي فاتت .
رمقها برومانسيه .
-- حاضر ياقلب قلب باسم يانقطه ضعف باسم وروح وعشق باسم .
همست له .
-- بحبك اوي ياباسم مش مسدقه نفسي انك بتحبني لدرجادي ، انا مبسوطه اوي .
تطلع لها بتهكم .
-- حبيبي طول ما انتي معايا هعيشك في سعاده دايما هخليكي اسعد واحده في الدنيا بس اهم حاجه تسمعي كلامي بحبك .
هزت راسها بالتاكيد واردفت بابتسامه بحبك .
...........
جلس سيد علي اريكه خشبيه هو وزوجته امام الناصبه ، وبيد كل منهما كوب الشاي ، يدلف اليهما محمد.
-- انا رايح اصور شويه ورق .
تطلع له والده .
-- مش عايز فلوس .
-- لا يا بابا معايا كتر خيرك ياحج .
قطب حاجبيه بدعشه .
-- اومال يابني انت بتصرف منين ، دا انت مبتاخدش ايوتها فلوس مني ، اوعي تكون بتعمل حاجه غلط .
ابتسم ابنه له وهو يهز راسه نافيا .
-- ربنا يبعد عنا الغلط يابابا.
تناولت والدته رشفه من الشاي وتطلعت الي زوجها هاتفه .
-- غلط ايه ياسيد دا محمد ابني الادب والاحترام كله فيه ، ثم ابتسم وهي وتطلع الي ابنها واردفت ..
-- دا هو الوحيد في عيالي اللي عمره ماتعبني ودايما يطلع من الاوائل ، ربنا يراضيك يابني .
قاطعها زوجها .
-- يووه بلاش اطمن علي ابني ، بطمن يافاطنه بلاش يعني ، بصرف منين الواد من ساعت مادخل الكليه مبخدش ، مني ايوتها فلوس.
جذب محمد كرسي بلاستيك صغير ، وجلس عليه بجوار والده هاتف .
-- وانا هطمنك يابابا واقولك انا بجيب مصاريفي ازاي .
تطلع والده له واستمع بتمعن ، فاردف محمد .
-- دلوقتي في دكاتره عندنا في الكليه بتعمل كتب وبتبيعها في الكليه عندنا ، الكتاب بحوالي ٢٠٠ جنيه ، انا باخد بقي الكتاب دا من اي زميل ليا يكون اشتراه واصوره وبعدين اقعد عليه لحد ما اخلص قرايته وافهمه وبعدين الخصه واكتبه في ورق واروح اصوره وابيعه بقي لزمايلي اللي مبقدروش يشتروا الكتاب ، فبشتروا مني الملخص دا بقي بخمسين جنيه.
تطلعت له والدته بسعاده وفخر هاتفه .
-- ربنا يخليك للغلابه يابني ويعلي مراتبك .
ابتسم لها ابنها .
-- كلنا غلابه ياماما.
تطلع سيد الي زوجته وقلبه ينتفض بالقلق هاتفا .
-- غلابه ايه يافاطنه ، كده الدكتور بتاعه لو عرف باللي ابنك بعمله مش بعيد يسقطه ، دا بيقطع عليه في رزقه.
شهقت فاطمه ووضعت يدها علي صدرها هاتفه .
-- يالهوي يسقطه.
تطلع محمد له بابتسامه .
-- بقطع عليه ايه بس ياحج ، في زمايل كتير في دفعتي بشتروا الكتاب ؛ لان هو بياخد اسماء الناس اللي بشتروا الكتاب وبديهم عليها درجات ، انما بقي في ناس مش مقتدره بتشتري الملخص مني ، وبعدين انت عارف الكليه بتاعتي فيها كام طالب علشان الدكتور يسيبهم ويركز معايا انا .
هتفت والدته بتطفل .
-- كام يابني .
اردف ابنها .
-- فيها حوالي الفين طالب واكتر كمان.
-- ماشاء الله دا كله .. وانتوا بقي بتفهموا منه ازاي .
قاطعها زوجها بتمعن .
-- يعني لو باع الكتاب لالف وخمسميه طالب في متين جنيه يبقي كسب تلاتين الف جنيه.
محلقت زوجته عينيها هاتفه .
-- يالهوي ، تلاتين الف جنيه بحالهم من كتاب واحد .
قهقه محمد من الضحك ساخرا .
-- انت لحقت حسبتهم ياحج دا انا محسبتهمش.
رفع والده حاجبه بفخر مصطنع .
-- اومال ايه مش ببيع واشتري من صغري.
قاطعته فاطمه هاتفه .
-- يارب اشوفك دكتور يامحمد زي الدكتور اللي بكسب تلاتين الف
ضحك محمد بصوت شجون هاتفا .
-- دا في دكاتره بتبيع الكتب ب ٢٥٠ ج و ٣٠٠ ج كمان ، وبعدين انا لو بقيت دكتور تفتكري انا ممكن استغل الطلبه كده .
قاطعه والده بحنق هاتفا .
-- ما انت تبقي ناصح وتعمل الكتاب ب ٢٠٠ جنيه ، للناس اللي معاها فلوس تشتري واللي مش معاه تعمله ورق من اللي بتعمله دا ، وتكسب من الناحيتين.
اردف محمد هاتفا .
-- دا انت بقيت خبره يا حج .
تطلع له والده داعيا .
-- ربنا يعلي مراتبك يابني . وبتهكم ، وانت بقي بتبيع لكام واحد الورق اللي بتعمله دا.
قاطعه ابنه بتهكم .
-- انت هتحسبلي انا كمان ولا ايه ياحج.
-- لا انا بطمن عليك الفلوس يعني بتقضيك يابني.
-- الحمدلله يابابا ، نعمه وفضل من الله.
تطلعت له والدته .
-- لو احتجت فلوس يابني اطلب من ابوك مش تتكسف .
هز محمد راسه بالتاكيد هاتفا .
-- ربنا يخليكوا ليا ، انا همشي بقي علشان الحق اصور الورق واظبطه علشان الامتحانات .
لردف له والده .
-- ماشي يابني .
هتفت له والدته ..
-- روح ربنا ينجحك ويعلي مراتبك.
نهض محمد تسلمي ياست الكل ويبدا بالدلوف ، ومن الجه الاخرى دلف محمود اليهما هاتفا .
-- اذيك ياحج ، اذيك ياحجه.
تطلع له والده .
-- انت فين يابني كده ، غاطس علي طول .
مرر اطراف اصابعه علي خصلات شعره بهروب .
-- تحت النظر ياحج .
تطلعت له فاطمه هاتفا .
-- هتاخد مع الواد دا حق ولا باطل ، نايم طول النهار وسهران طول الليل .
اشار لها بيده هاتفا .
-- ماتقولي كلمه خير ياحجه .
ثم تطلع الي والده عايز فلوس .
قاطعته والدته .
-- فلوس لايه ان شاء الله ، انت مش خلصت امتحانات ، روح اشتغل وبطل سرمحه مع الصايعين صحابك .
اردف محمود هاتفا .
-- يعني بلاش اخرج مع صحابي واتفسح .
قاطعهما سيد .
-- سبيه ياام محمود ، عايز كام يامحمود .
اردفت فاطمه حديثها لزوجها .
هو ايه اللي سبيه مايروح يشتغل ويصرف علي نفسه ، بدل ماهو صايع كده.
قاطعها محمود هاتفا .
-- بلاش اتفسح ياما ، انتي مش شايفه الناس حواليكي عايشين ازاي وبصرفوا ازاي.
رمقته هاتفه .
-- ملناش دعوه بحد ، ربنا مدي لكل واحد رزقه .
تطلع محمود والده بتهكم .
-- ايه ياحج انت هتسمع كلامها ولا ايه.
اشار له والده بيده هاتفا .
-- براحه يابني امك خايفه عليك وعيزاك تبقي راجل ، ثم يمد يده في جيبه وخرج حفنه صغيره من النقود عشرات وخمسات واعطي ابنه عشرين جنيه .
التقط محمود النقود وهو يتطلع لها ساخرا .
- عشرين جنيه هتعمل ايه ، دي متجبش حاجه.
التقطهم والدته من يده وقاطعته هاتفه .
-- انت صح هاتهم بقي طالما بتتبطر علي النعمه .
هز محمود راسه نافيا .
-- خلاص ياحجه رضا . والتقطهم منها مره اخرى .
تطلعت له والدته هاتفه .
- اعمل حسابك بعد كده مفيش فلوس تروح تشتغل وتصرف علي نفسك احنا في اجازه .
هز راسه نافيا .
انا ماشي. عايزين حاجه .
تطلع له والده .
-- استني خد عشره جنيه اهي .
التقطها منه هاتفا .
-- تسلم ياكبير ، وبدا بالدلوف .
تطلع سيد الي زوجته باستياء .
-- الواحد مقصر مع العيال دي بس الايد قصيره هعمل اي ولسه كمان عايزين نجهز نور البت بقت علي وش جواز ، الا هي فين .
-- راحت لصحبتها تقعد معاها شويه ، اه والله ماعارفين هنعمل ايه في جهاز البت دي.
-- متولي البواب اللي في العماره اللي جمبنا كان بقولي حايب عريس لنور.
-- بجد ياسيد مين هو ، وبشتغل ايه.
-- واحد عنده محل عطاره بس مقتدر ومش عايزها الا بشنطه هدومها.
-- طيب ماحلو اهو اومال جهاز ايه اللي بتقول عليه.
-- لسه مش عارف تفاصيل ، هيجيلي يشرب الشاي معايا ونعرف ، ايه نظام العريس دا .
-- ربنا يسهلك امورك يابنتي وافرح بيكي قريب .
..........
في العياده ، تحديدا في غرف الكشف تجلس ريهام علي مكتبها ، وامامها السكرتيره عفاف .
ريهام : دخلي الحاله اللي عليها الدور.
عفاف : هي مش واحده يادكتوره دا راجل.
ريهام : راجل ومعاه مراته يعني .
عفاف : لا يادكتوره لوحده.
ريهام : بااستغراب ، ودا جاي يعمل ايه في عياده النسا.
عفاف : ماانا سالته قالي جاي علشان مراته.
ريهام : طيب خلاص دخليه .. في كام حاله لسه بره.
عفاف : سبع حالات زي ماحضرتك امرتي بعدد الحالات كل يوم ناخد عشرين حاله بس ،والي بيجي بحجزله لبكره.
ريهام : تمام.
تخرج عفاف الي الخارج فتنظر الي الشخص اتفضل يافندم.
يدخل المقدم امجد الي غرفه الكشف ، ويغلق الباب وراءه ، فتنظر له ريهام في دهشه .
ريهام : امجد.
امجد : يتقدم اليها ويمد يده ، اذيك ياريهام.
ريهام : تتلبك وتنظر الي يده ، انت ايه اللي جابك .
امجد : دي مقابله تقابليها ليا بعد السنين دي كلها دا حتي اول مره نبقي لوحدنا ، ويجلس علي الكرسي مش هتقوليلي اتفضل .
ريهام : امجد لو سمحت انا في الشغل ، وبعدين انت جاي ليه اصلا .
امجد : علشان مبترديش علي تلفوناتي.
ريهام : مفيش سبب علشان ارد عليك.
امجد : وحشتيني اوي ياريهام .
ريهام : امجد ، انا ست متجوزه وبحب جوزي .
امجد : مستحيل تكوني بتحبي حد غيري.
ريهام : ليه مستحيل انا عايشه معاه بقالي ١٩ سنه ومخلفه منه ، ليه محبوش بقي .
امجد: نظر في عينيها بشده علشان عنيكي بتقول غير كده في كل مره ببصلها.
ريهام : تتهرب بعينيها ، امجد ابعد عني وسبني في حالي ارجوك .
امجد : مش قادر ياريهام.. حاولت ومش قادر انساكي .
ريهام : لو سمحت انا ورايا شغل.
امجد : ماشي ياريهام وانا مش هعطلك بس ياريت اما اكلمك تردي علي اتصالاتي.
ريهام : مش هرد ياامجد ، وتضغط علي جرس السكرتاريه .
فدخلت عفاف.
-- نعم يادكتوره .
نظر لها امجد ثم اعاد النظر الي ريهام .
ريهام : دخلي الحاله اللي عليها الدور.
امجد : بضيق ، بقي كده ياريهام ، اوعي تكوني فاكره باافعالك دي اني هسيبك.
تقطب عفاف حاجبيها بتعجب.
ريهام : يلا ياعفاف مستنيه ايه ، نادت عفاف الحاله رقم ١٥ تدخل.
ريهام : لو سمحت ورايا شغل وتبدا عينيها بالرغرغه.
امجد : ماشي ياريهام بس لينا كلام تاني . ويبدا بالانصراف.
فتمسح ريهام بيدها الدمعه اللي نزلت علي وجنتها واخذت نفسا.
..........
في سياره باسم.
-- انا مقدرش اعيش من غيرك ياباسم انت اول حب في حياتي.
-- وانا كمان يا كوكو ، ثم يقف بالسياره امام عماره وينظر الي نور ، يلا ياقلبي.
-- تنظر حولها فتجد عماير ، يلا فين .
-- هنطلع نقعد في شقه واحد صاحبي علشان محدش يشوفنا ياقلبي.
-- بااستغراب ، يالهوي شقه ايه لوحدنا لا مينفعش .
-- قطب حاجبيه ، ليه يانور انتي مبتثقيش فيا ولا ايه.
-- بثق فيك طبعا ، بس ياباسم لوحدنا وفي شقه يعني .
-- طالما بتثقي فيا يبقي خلاص ياقلب باسم .
شعرت بالتوتر والانقباض وتتلفت حولها ، ........
الفصل الثالث
وقف باسم بسيارته ونور تطلع به هاتفه .
-- انا مقدرش اعيش من غيرك ياباسم انت اول حب في حياتي .
-- وانا كمان يا كوكو ، يلا ياقلبي
نظرت حولها فوجدت عده بنايات والهدوء يحوم المكان .
-- يلا فين .
-- هنطلع نقعد في شقه واحد صاحبي علشان محدش يشوفنا ياقلبي .
قطبت حاجبيها بدهشه هاتفه .
-- يالهوي شقه ايه لوحدنا لا مينفعش .
تطلع لها بضيق .
-- ليه يانور انتي مبتثقيش فيا ولا ايه .
-- بثق فيك طبعا ، بس ياباسم لوحدنا وفي شقه يعني .
تطلع لها بحب .
-- حببتي ، طالما بتثقي فيا يبقي خلاص ياقلب باسم .
انتفض قلبها وهي تتلفت حولها يسارا ويمينا وفركت يدها بالاخرى بتوتر عندما هبط باسم من السياره وبانتظار هبوطها هي الاخرى لشقه صديقه ........
فهتفت له .
-- باسم .
فصعد للسياره مره اخرى .
-- نعم ياحببتي .
-- خلينا نروح اي كافيه زي كل مره ، ملوش لازمه شقه صاحبك .
تطلع لها بهدوء في محاوله لاطمئنانها ، علشان خايف عليكي ومش عايز حد يشوفك ولا يبصلك ، واهو نبقي براحتنا .
هزت راسها نافيه .
-- لا ياباسم انا مبطلعش شقق مع حد .
جز علي اسنانه واغلق باب السياره بشده هاتفا .
-- حد ، انا حد معني كده انك مبتحبنيش ولا بتثقي فيا ، انتي لو واثقه فيا وقلتلك ارمي نفسك من البحر كنتي هترمي نفسك وانتي مغمضه كمان.
تطلعت له باستياء .
-- هو الحب عندك اني اطلع معاك الشقه .
ادار محرك السياره وهتف بضيق .
-- خلاص خلاص انا فهمت .
تطلعت له باستغراب .
-- فهمت ايه.. ثم اردفت بهدوء ، متزعلش مني يا باسم انا مقصدش ازعلك بس الشيطان شاطر .
بصوت شجوت مليء بالحده والغضب .
- - شاطر عليكي انتي مش عليا ، فهمت انك ظهرتي علي حقيقتك.. انتي مبتحبنيش انتي بتمثلي انك بتحبيني علشان انا ابن صاحب البيت اللي انتوا ساكنين فيه .
-- والله بحبك ، ايه الكلام دا يا باسم متقولش كدا .
-- اعتبري كل اللي بينا انتهي خلاص .
انتفض قلبها ومحلقت به والدموع تتلالا بعينيها هاتفه .
-- لا ياباسم متقلش كدا خلاص انا بثق فيك وهروح معاك اي مكان .
لوي فمه بسخريه .
-- بعد ايه خلاص اتكشفتي علي العموم دا كان اختبار ليكي علشان اشوفك بتحبيني ولا لا وخلاص عرفت .
وبتأثر ومكر مصتنع اردف .
للاسف طلعتي مبتحبنيش.. بعد الحب اللي حبيته ليكي دا كله في الاخر صدمتيني .. صدمه عمري ..
خفق قلبها بشده وانهمرت من عينيها الدموع هاتفه .
-- حقك عليا انا غلطانه .. متزعلش مني انا هروح معاك اي مكان وانا مغمضه .. مش هعارضك خالص ..
حاولت التطلع لعينيه والتقرب منه فابعد عينه عنها ملتفتا للجه الاخرى وبصوت مليء بالمسكنه المصتنعه .
-- بعد ايه بعد ما ظهرتي علي حقيقتك ، خلاص انتي من طريق وانا من طريق .
احمرت عينها من شده البكاء وهي تمسح دموعها من وجنتيها بينما خصلات شعرها الذهبي تتمرد عليها وعلي وجهها الذي اشعل بكاءها حمره علي وجنتيها وشفتاها ، مما زادها جمالا واثاره علي جمالها وهو يتطلع لها بمكر يود ان يقف ويلتهم هذا الدلال فتطلعت له بصوت شجن مسحوب بالبكاء .
-- والله العظيم بحبك متعملش فيا كدا ارجوك ياباسم متسبنيش .
تطلع امامه علي الطريق وبصوت مليء بكاء مصطنع .
-- انتي جرحتيني اوي ..انا مش قادر حتي ابص في عينيكي من صدمتي فيكي .. مش عارف هقدر اداوي جرحي ازاي بس .
-- والله اسفه مش هتتكرر تاني سامحني انا مقدرش اعيش من غيرك ياباسم حرام عليك متعملش فيا كدا.
وبحركه مكر ودهاء اوقف السياره علي جانب الطريق هاتفا .
-- لو سمحتي انزلي يانور لاني تعبت نفسيا جدا .
-- يعني ايه خلاص سبتني مبقتش تحبني
-- ارجوكي انزلي .. لو سمحتي انا فعلا مش قادر .
تطلعت له بعيون تمتلا انكسار وفتحت باب السياره وهبطت منها .
..........
في الكافيتريا يجلس كل من يامن واخوه مازن اللذان يقيمان في برج والد باسم ، فهم اصدقاء باسم ايضا.
هتف مازن .
-- اومال باسم ايه اللي اخره كده .
هتف له يامن .
-- لازم يتاخر اصله مع القطه الجديده.
ابتسم مازن بسخريه .
-- انهي فيهم .
-- نور بنت سيد البواب.
تطلع له مازن بدهشه .
-- نور .. نور دي غلبانه حرام عليه مش لاقي الا نور .
اشار له بيده .
-- حد قالها تروح معاه .
-- نور دي عيله وبعدين معانا في نفس البيت وابوها غلبان .
-- عيله مين دي هي اللي راحت وقالتله بحبك ورمت نفسها عليه.
دلف باسم لهما هاتفا .
اذيك يامان ، وجلس بجوارهما .
ابتسم له يامن بحنق .
-- ايه يابرنس خلصت بدري يعني مش عادتك .
تطلع له باسم بتهكم .
-- نقك دكر ، طول ما انت بصصلي في كل واحده كده
-- ما انت طول عمرك وقعاتك حلوه
قاطعه مازن .
يعني ايه ياباسم .
تطلع له باسم .
-- يعني اخوك بصلي في الحته اومال لو حلوه بقي هههههه .
قاطعه يامن .
لا البت حلوه بنت عود بطل اصلي ، لكن يعني زي مارحت زي مجيت ولا انا فاهم غلط .
لوي باسم فمه .
-- بت مسهوكه كده ولبسالي توب الشرف
قاطعه باسم .
- حرام عليك دي بت غلبانه سيبها في حالها وابوها شغال في البيت عندنا وغلبان .
ابتسم باسم بسخريه ورفع صوته قليلا باشاره بيده الي النادل .
-- شيشه هنا ، ثم نظر الي مازن رادفا .
كلهم ببقوا غلابه في الاول ، طيب عارف بعد مازعلت منها انها مطلعتش معايا عملت ايه.
رد يامن بفضول .
-- ايه يامان .
-- وحياتك فضلت تتحايل عليا اخدها الشقه ، وبسخريه يقلد صوتها هطلع معاك ياباسم حقك عليا باسم .
قاطعه مازن .
-- وطلعت معاك .
باسم : عيب عليك انت لسه بتتعلم ، انا هسويها علي نار هاديه الاول علشان اما انوي الاقيها جاهزه علي الاكل علي طول .
ابتسم يامن بمكر .
-- استاذ .
.........
استلقت نور علي سريرها وهي تضع وجهها للمخده وتدير ظهرها لباب الغرفه ، دلفت والدتها عليها الغرفه وبدات بارتداء العبايه هاتفه .
-- مالك يانور نايمه بدري ليه .
هتفت نور بصوت مبحوح .
-- عايزه انام.
-- طيب انا رايحه لخالتك منال اصلها تعبانه شويه هروح اطل عليها ، سلام.
-- بدات تلتقت انفاسها وقد ارهقت عينيها وهي تفيض بالبكاء ، التقطت هاتفها واتصلت علي باسم ، وبصوت مبحوح من الدموع تمتمت .
-- رد ياباسم ابوس ايدك رد طب والله بحبك .. بحبك من واحنا صغيرين ، لما كنت بتنزل تلعب مع صحابك وانا اقف اتفرج عليك من بعيد ، ولما كنت اجي العب معاكو ....
ثم التقطت انفاسها مره اخرى والدموع تفيض من عينيها وقلبها ينتفض اما جسدها ارتجف من عذاب قلبها وتمتمت بانكسار .
-- مكنتوش بترضوا علشان انا بنت البواب ودايما تنادولي يابنت البواب ، وانت تقولي مبلعبش مع بنات وحشين علشان لبسي قديم ومقطع ... كنت بفضل باصه عليك وببقي مبسوطه اني شيفاك وقلبي برقص من الفرحه ، وببقي هتجنن اما بشوفك بتعلب مع البنات وانا بعيد عنك ، حبك كان بيكبر جوايا كل يوم من وانا صغيره ، وانت عمرك مافكرت فيا ولا حست بيا ..
ثم اخرجت زفيرا مليء بالالم وتمتمت .
-- ماسدقت انك تفتح محل والاقي اي حجه علشان اجي واتكلم معاك ، ومسدقتش نفسي وانت بترد علي تلفوني .
( فلاش بااااااك ) .
بعد تردد نور الكثير علي محل الموبايلات الخاص بباسم بعده حجج فقد لاحظ باسم ذلك من نظراتها وحججها التي معظمها قد تكون تافهه .
التقطت نور هاتفها وبادرت بالاتصال علي باسم بسعاده هتفت .
-- الو باسم .
-- اه ، مين.
-- انا نور.
-- نور مين.
اردفت بخجل .
-- نور بنت سيد البواب.
قطب باسم حاجبيه بدهشه .
-- نور وجبتي رقم تلفوني منين .
ابتلعت ريقها وبكل براءه هتفت بتوتر .
- لما كنت عندك واتصلت علي صحبتي من التليفون اللي عندك خدت الرقم منها .
-- اها ، في حاجه متصله ليه.
-- اصل كنت عايزه اقولك علي حاجه.
-- ها ورايا شغل .
-- طيب ينفع نتكلم بره.
-- بره ، لا طبعا قولي عايزه ايه ماانتي كنتي هنا مقلتيش ليه اللي عيزاه .
-- اصل مينفعش في المحل.
-- ها وبعدين.
ابتلعت ريقها مره اخرى وبتوتر .
-- كنت عايزه اقولك اني.. اني بحبك.
-- ابتسم بحنق فهو قد شعر ان مجيئها لمحل عمله وراءه سبب وقد لاحظ نظرات اعجابها له فغروره اكد له ذلك فهتف .
-- انا ورايا شغل دلوقتي هخلص واكلمك ..
واغلق الهاتف قبل ان تجيب عليه .
بسعاده طفوليه هتفت
-- هيكلمني ، وسقفت علي ايديها بفرح طفولي .
( باااااااك ) .
اردفت تمتمتها بالدموع ..
مسدقتش نفسي لما لقيت رقمك بتصل عليا وكلمتك ، وبدانا نطلع سوا وقلت اخيرا حبني وحس بيا ، واجي انا بهبلي وغبائی اضيعك من ايدي كدا ، انا مستحيل ازعله مني تاني ، دا انا ماسدقت انه كلمني وحبني زي ما بحبه ..
ثم مسحت دموعها والتقطت هاتفها وعاودت الاتصال به ، رد بقي ياباسم.. رد..
ولكنه لم يجيب .
فمن دهاء الرجال ان يضعون النساء الاتي تغوينهم علي نار هادئه فكلما المراه احبت تنازلت ، وكلما تنازلتي عزيزتي كلما وضعوا اقدامهم عليكي .... فلا تبقي كما كنتي ولا تستطيعين الرجوع الا ......
............
اعطت نهال تعطي فنجان القهوه الي زوجها وهما يجلسان في الريسبشن هاتفه .
-- وبعدين بقي في ابنك دا .
رشف ابراهيم رشفه من القهوه هاتفا .
-- في ايه تاني يانهال.
-- في ان ابنك كبر وبقي راجل وبنتي كبرت كمان ، والصراحه كده مينفعش هنحط البنزين جمب النار وكمان انا مبعرفش اقعد براحتي في بيتي ، قعدته وسطنا مبقتش تنفع .
تطلع لها بحده .
-- ابني مش هيطلع من بيت ابوه الا علي بيته وهو متجوز مش هسيبه يتمرمط وابوه عايش .
-- يووووه ، وبصوت مرتفع انتي يازفته يا هنادي ...
دلفا هنادي مسرعه .
-- نعم ياستي.
-- اعمليلي ، فنجان قهوه .
-- ما اهو قدامك اهو ياستي سلامه النظر .
قاطعتها نهال بضيق .
وانتي مالك اعملي غيره .
-- حاضر ياستي ، انا خلصت شغل هعمل القهوه واروح.
-- روحي اعملي الزفت الاول .
-- حاضر ياستي ، عايز حاجه ياحج.
قاطعتها نهال .
وانتي مالك هو كان طلب حاجه امشي من قدامي.
دلفت هنادي للمطبخ.
تطلع لها زوجها ما القهوه قدامك اهدي شويا في ايه لدا كله.
لوت فمها .
-- اوف بردت ، وانا مبحبهاش بارده عندك مانع .
........
يستلقي رافت علي السرير في غرفته يتحدث مع صوفي .
-- وحشتيني ياصوفي .
-- لو وحشتك كنت جيت.
-- دا انا كنت لسه عندك من يومين.
-- وايه المشكله ماتيجي تاني يارورو.
-- قلب رورو ، انا كمان يومين كده هقول لمراتي عندي شغل وهاجي اقضي معاكي ليلتين.
-- هنروح فين يارورو .
-- المكان اللي تشاوري عليه ياروح رورو .
-- هههههه يبقي الساحل يابيبي.
-- ماشي ، جهزيلي بقي الحته الحمرا اللي بحبها.
-- هههههه، اموت في شقاوتك .
-- اموت فيه.
-- هههههه ايه دا.
-- هههههه هو دا .
-- سافل يابيبي .
-- معاكي انتي بس انتي اللي بتخرجي كل المشاعر اللي جوايا .
-- ومراتك بتخرج ايه .
-- لايه السيره الهباب دي ، خلينا في الملبن ياملبن .
-- ياقلب الملبن .
........
يجلس امجد في مكتبه يشرب السجائر بشراهه ، ينتقده كريم هاتفا .
-- متحاولش اللي انت عملته غلط ، مفيش واحد عاقل يعمل كده .
اطفأ السيجاره في الطفايه وبحده .
-- انا مبقاش فيا عقل خلاص .
-- طيب اهدي شويا من وقت ما جيت وانت زعيق وصوت عالي وخلص علبتين سجاير صحتك .
-- تطلع له بحزن ، يمكن لو مت ارتاح .
-- انت حالتك بقت تحزن ياامجد .
قاطعهما صوت طرق الباب ودخلت الظابط غاده وتطلعت الي امجد .
صباح الخير ياسياده المقدم ، ثم تطلعت الي كريم صباح الخير .
تطلع لها كريم باعجاب هاتفا .
-- صباح الخير ياغاده.
اوميء امجد راسه لها بالسلام هاتفا .
-- في حاجه ياغاده.
تطلعت له باحراج ، انا كنت في مكتبي وسمعت وحضرتك بتزعق ، فقلت اجي اطمن في حاجه في الشغل .
اومأ امجد راسه بالنفي .
تطلعت غاده الي كريم باحراج ثم عاودت النظر الي امجد بخجل .
- طيب حضرتك مضايق من حاجه .
شرد امجد للحظات فهتف كريم لها .
-- رد يا امجد .
تطلع لها امجد .
-- نعم ياغاده .
تطلعت غاده الي كريم وقد خجلت مما فعلته فمشاعرها تنتفض تجاه امجد رغم فارق السن الكبير بينهما ، ولكن لاحظها كريم الذي قلبه يدق لها .
هكذا هي مشاعرنا تدق لمن يتجاهلنا واما من نضمن وجوده فنتجاهله فهذه هي (رحله الحب بل رحله العذاب ) .
فكريم معجب بغاده ، وغاده معجبه بمن في سن والدها وهو امجد ، اما امجد فيعشق ريهام .
تطلعت له غاده باستياء .
-- لا خلاص انا هروح علي مكتبي.
-- اتفضلي .
جز كريم علي اسنانه واطرد زفيرا ملء بالغضب .
فتطلع له امجد هاتفا .
-- مالك ياكريم في ايه .
-- مفيش.
-- امال وشك قلب ليه كده لما غاده جت .
-- انا رايح مكتبي.
وبدا بالنهوض والتحرك تجاه الباب .
قطب امجد حاجبيه باستغراب هاتفا .
-- رايح فين يابني ، مالك .
دلف كريم الي الخارج .
.........
تمتمت غاده وهي تجلس علي كرسي مكتبها وتفرك يدها بالاخري بتوتر .
-- انا غبيه كان مفروض اقول اني جايه لاي حاجه في الشغل اول ماشفت كريم ، اكيد لاحظ اهتمامي باامجد وتوتري ، وبعدين بقي انا عايزه اطمن علي امجد ، ياربي كل مااحاول اقربله يحصل حاجه كده .
ثم تطرد زفيرا ياترى هو حاسس بيا ولا لا ، طيب اروحله تاني ، اووف وبعدين بقي في الحيره دي ياربي .
.............
دلف كريم الي مكتب غاده وهو قاطب حاجبيه ويطرد زفيرا مليئا بالغضب وفتح الباب عليها فجاه .
اتنفضت غاده ومحلقت عينيه به ...........