رواية امراة لا تعرف المستحيل
الفصل السابع عشر والثامن عشر
بقلم مروه عبد الجواد
السابع عشر
التقط وائل الشيتات وهو يلقي بنظره اليها ، فوجد اسم اول شيت باسم نور السيد متولى .
قطب حاجبيه بضيق وتمتم .
-- انتي طلعالي في البخت ولا ايه ، طب والله لوريكي
التقط امتحانها ومزقه الي نصفين ثم القاه بضيق في سله المهملات بجواره .................
............
جلس محمد مبتسما وبيده مفتاح شقه يعطيها الى والدته ،
نظرت له باستغراب والتقطته منه.
-- ايه ده يا محمد مفتاح ايه ده يا ابني .
-- ده مفتاح شقتكو الجديده يا ماما .
-- شقه ايه .
-- انا شفت شقه تمليك كويسه وفي مكان حلو دفعت مقدم لها ، و هقسط الباقي كل شهر دفعه .
ابتسمت والدته بحب واعطته المفتاح .
-- لا يا حبيبي الشقه دي تتهني بيها انت وعروستك ده شقاك وتعبك يا ابني .
نظر الي المفتاح ووضعه جانبا بابتسامه .
-- متقلقيش عامل حسابي وحجزت الشقه اللي قصادكم بالضبط علشان تكونوا جمبي .
قاطعته .
ولايه يابني المصاريف دي كلها .
-- انا عايز اريحك انتي بابا نفسي افرحكو ، انتوا ياما تعبتوا علشانا وكمان الشقه هنا ضيقه ومحمد و نور كبروا لازم كل واحد يبقي ليه اوضته خصوصا ان النور في كليه صعبه عايزه تركيز ، كفايه عليكم كده من حقكم ترتاحوا شويه .
-- ياحبيبي يابني ، لكن ده كتير عليك وانت داخل على جواز ومصاريف عفش وفرح وقسط الشقه كمان .
-- يا ست الحبايب متقلقيش انا عامل حسابي على كل حاجه و الحمد لله الدنيا متظبطه معايا .
-- ربنا يستر طريقك ويعلي مراتبك ويفرحك بعروستك .
رتب علي يدها بحب .
-- ربنا يخليكي يا ست الكل هتنقلوا امتى بقى .
-- اشور علي ابوك الاول يمكن ميوفقش احنا ، دا احنا بقالنا عشره سنين هنا اتعودنا ع المكان والجيران وخدنا عليهم وهما خدوا علينا .
قاطعهم دخول نور بضيق قاطبه حاجبيها بوجه عابس وهي تلقي الكتب على الكرسي بضيق .
نظرت لها والدتها باستغراب .
-- بسم الله ، مالك داخله قالبه بوزك ليه .
نظرت لها بضيق .
-- مفيش .
نظر لها محمد .
-- لكن انتي وشك متغير فعلا في ايه .
نظرت نور الى والدتها .
قفلت في كل الامتحانات الشهريه و جبت الدرجه النهائيه .
قاطعتها والدتها .
-- اومال زعلانه وداخله ببوزك علينا ليه .
نظرت نور الى محمد ما عدا الدكتور زفت جبت 25 من 50 يعني يادوب معديه .
نظر لها محمد بتهكم .
-- دا اللي كنت قلقان منه ، مش قلتلك .
-- والله يا محمد من وقتها وانا ما بعملش اي حاجه وسمعت كلامك ولا بجيب سيرته حتى .
قاطعتها والدتها .
والدكتور اللي منزلك في درجات الامتحان دا عامل كده ليه ، ما يمكن يا بنتي انت مكنتيش مذاكره مادته كويس .
نظرت لها نور رادفه .
لا يا ماما هو مستقصدني انا مجاوبه كويس قوي و مراجعه على اجاباتي دا امتحان اوبن بوك يعني حتي اللي مش مذاكر لو فتح الكتاب ونقل الاجابه هينجح .
هزت فاطمه راسها بالتاكيد .
-- يمكن نزل درجاتك علشان انتي غشيتي من الكتاب .
نظرت نور الي محمد .
-- فهمها انت يامحمد علشان انا مش رايقه ومش طايقه نفسي .
نظر محمد الي والدته .
-- متشغليش بالك ياماما .
ثم عاود النظر الي والدته رادفا .
-- مضيقيش نفسك ، انا هروحله بكره واتكلم معاه .
نظرت له نور بتهكم .
-- لا يامحمد سيبني انا احل مشكلتي بنفسي .
.........
وقف علاء مع نانسي مندعشا .
-- ازاي ده انا نفسي شايف اجابه نور قبل ما اسلم الشيتات ومراجع عليها لدرجه اني نبهرت جدا باجاباتها اجابتها نموذجيه جدا .
شعرت نانسي بالغيره وحاولت تمالك نفسها رادفه .
-- شكله حاطتها في دماغه ومنسيش ردها عليه في اول محاضره ، انا حظرتها واللي حظرتها منه حصل .
-- انا اقدر اروح معها واشهد في صفها ونصعد موضوعها لعميد الكليه ده ظلم ليها جامد .
قاطعته بخوف .
-- اوعي تعمل كده الدكتور ممكن يحطك انت كمان في دماغه وانا خايفه عليك اوي .
نظر لها علاء باستغراب لاستماتتها له ، فابتلعت نانسي ريقها في محاوله لخروجها من هذا المازق .
-- انا بحب نور و بخاف عليها لكن الدكتور دا شكله مش ناوي علي خير وانت زميلنا ولازم الزمايل تخاف علي بعضها .
-- مينفعش بردوا نسيبها كده .
-- نا كمان يا علاء عايزه ساعدها لكن مش عارفه ازاي .
................
قطب رافت حاجبيه بضيق .
انتي بتعايرني يا ريهام .
نظرت له ريهام باستياء .
-- صدقني مبقاش في وقت للمعايره خلاص اللي انا كنت مستحمله علشانهم واحده منهم بين الحياه والموت .....
قاطعها رافت .
انا مش هحاسبك على الكلام ده دلوقتي ، لانه مش وقته ولا مكانه .
اردفت الممرضه اليهم باستياء ووقفت امامهم متردده .
نظرت اليها ريهام وقلبها ينبض بالقلق ولسانها متلجم بعض الشىء .
نظر لها رافت ، في حاجه .
لحظات من القلق والخوف مرت بين عيني ريهام وهي تنظر الي الممرضه .
ابتلعت الممرضه ريقها متلفظه .
البقاء لله شدوا حيلكوا قاطعتها .
القت كلماتها كصاعقه على مسمعهما وعلي مسمع ريهام خاصه .
-- مستحيل .. مستحيل بنتي ماتت .
نظر لها رافت باندهاش .
ماتت ازاي انا سايبها حلوه انتوا عملتوا فيها ايه .
وقفت الممرضه باستياء وصمت تنظر لهما .
وقعت ريهام علي الارض من الصدمه واغمى عليها .
...........
طرقت نور باب مكتب وائل بالكليه ودلفت دون استئذان ، واغلقت الباب وراءها ، نظر لها وائل وهو جالس في مكتبه يتصفح الكتاب الذي امامه وهي يرتدي نظارته الطبيه ، فنظر لها بدهشه .
-- انتي .
دلفت اليه بتحدي متجهه اليه ووقفت امام مكتبه .
-- ايوه انا يا دكتور كويس ان حضرتك لسه فاكرني .
خلع عويناته الطبيه والقاها علي المكتب ونظر لها بنصف ابتسامه وهو يرفع احدي حاجبيه بحنق .
-- انتي اللي زيك ميتنسيش .
قطبت نور حاجبيها بضيق رادفه .
-- ممكن اعرف انا ازاي نزلت في درجات الشيت في ماده حضرتك و درجاتي ناقصه ليه .
اقترب من المكتب ووضع مرفقه علي المكتب واطراف اصابعه السبابه والابهام علي ذقنه ونظر لها بتهكم وبعض البرود رادفا.
-- مش من حقك تساليني هو انا الدكتور اللي بيصحح ولا انتي .
نظرت له بضيق واردفت بعصبيه .
-- لا من حقي يا دكتور دي درجاتي وده غلطي ومن حقي اعرف غلطي كان فين علشان مكررهوش تاني .
ابتسم وائل بسخريه وجلس باريحيه وهو يستند ظهره علي الكرسي .
-- اجابتك كانت من خارج المنهج اللي عليكي .
-- ازاي انا اجابتي كلها صح و مراجعه عليها كويس قوي .
-- برافو عليكي هي فعلا صح لكن حضرتك دمجتي اجابات من كتاب الكليه واجابات جايبها من بره المنهج عن طريق النت بقي او مواقع طبيه .
رفعت نور حاجبها بحنق وهزت كتفها .
-- لكن صح .
قطب وائل حاجبيه من هذه الحركه الاستفزازيه التي حركت بعض المشاعر لديه فوضع يده على المكتب بقوه متمردا عليها .
-- انا اللي اقول ايه الصح وايه الغلط مش انتي .
-- حضرتك بتتلكك بقى ، لما اكون مقفله في كل المواد وحضرتك الوحيد اللي تنزلني في درجات مادتك ، يبقى في حاجه غلط .
جز علي اسنانه بضيق ثم نظر اليها واشار بعينيه الي باب المكتب رادفا .
-- المقابله انتهت .
اقتربت نور من المكتب وانحت بجزعها الاعلي وهي تضع مرفقها علي المكتب امامه ونظرت له بتهكم وصوت هامس .
-- معنى كده ان الدفعه لما تعرف اني مقفله في كل المواد ونازله بس في ماده حضرتك هيتاكدوا انك مستقصدني وبتستغل مكانتك علشان تنزل من درجاتي في مدتك علشان مبقاش من العشره اللي هيكونوا تحت تدريبك في تمرين المستشفى بتاعت حضرتك .
ثم نظرت له نصف نظره من اعلي الي وسطه رادفه .
-- شكلك هيبقى وحش قوي يا دكتور .
محلق وائل لها باندهاش واقترب منها و فوضع مرفقه علي المكتب وعينيه تشع شراره ونظر الي شفتاها التي بينها وبينه انشان فقط فجز علي شفتاه ، فهو لم يعلم ان كان يريد تقبيلها بشده او يريد عضها في هذه الشفاه المتمرده عليه بشده اكثر .
ابتعدت عنه نور فجاه ووقفت فقد ارتبكت بعض الشيء وحاولت سريعا تمالك نفسها ، فنظرت له من اعلي ثم رفعت احدي حاجبيها بحنك وهزت كتفها وتركته واتجهت الي الباب وفتحته .
تمتم وائل وهو كان يتبع خطواتها.
-- البنت دي ازاي جريئه كده .
اغلقت نور الباب وراءها وهي تتمتم .
-- هو انا زودتها ولا ايه .
شاهدها علاء وهي تهبط من درج سلم الكليه واستوقفها .
-- نور ازيك .
نظرت له .
-- الحمد لله .
-- انا عرفت انك نزلتي في ماده دكتور وائل وقلت لنانسي لو حابه تروحي لعميد الكليه وتصعدي الموضوع انا هشهد معاكي لان شفت اجابتك وكانت نموذجيه جدا .
-- اه نانسي قالتلي ، لكن خلاص الموضوع اتحل .
-- اتحل ازاي .
-- انا لسه جايه من عند دكتور وائل وقالي على غلطي ، انا متشكره جدا ليك ولوقفتك معايا .
-- لا ابدا احنا زمايل ولازم نقف جنب بعض ، لكن ازاي عندك غلط انا قريت بنفسي الحل بتاعك ومتاكد من اجابتك انها صح مليون الميه .
قاطعته .
-- متشغلش بالك يا علاء خلاص الموضوع انتهى .
..............
الهدوء يخيم المنزل ، كانه كحيل مدسوس على ارجاء المكان وقفت منه امام غرفه والدتها ، والدموع تفيض من عينيها تحمل طبق به بعض السندوتشات بيدها ومسحت باليد
الاخرى دموعها من علي وجنتيها ، ثم اطلقت زفيرا وفتحت الباب فشاهدت والدتها تجلس على السرير تثني قدمها واضعه راسها بين ركبتيها وتبكي .
دخلت منه وضعت الطعام بجانب السرير وجلست على اطرافه ثم وضعت يدها على راس والدتها
ماما .. ماما ..مش هتاكلي حاجه انتي من وقت ماجيتي من السفر وانتي تقريبا مبتاكليش .
رفعت ريهام راسها ونظرت لها بعيون منتفخه من شده البكاء وجهها قد شحب لونه الي الصفار .
-- ومين له نفسي ياكل ، بعد اختك ماماتت وسابتني .
ثم ذرفت الدموع ، مسحت ابنتها الدموع بحنو علي وجنتيها واقتربت منها واحتضنتها بشده وهي تبكي .
-- ربنا يصبرنا على فراقها انا مش عارفه حصل ازاي كده ، انتي قايلالي انها كانت كويسه انا لحد دلوقتي مش مصدقه .
اذرفت ريهام دموعا متتاليه وقد خارت قواها وهي في حاله لا يرثي لها وضعك يدها على راسها هاتفه .
-- انا السبب .. انا السبب .
قاطعتها منه .
متقوليش كده يا ماما دا امر الله ربنا يرحمها ويصبر نا علي فراقها .
وفي محاوله لتهدئتها اردفت منه .
يا ماما انا خايفه عليكي متعمليش في نفسك كده انا مبقليش غيرك انتي وبابا .
ثم نظرت الي الطعام والتقطت منه سندوتش واعطته لوالدتها .
-- علشان خاطرى كلي ياماما .
ابعدت ريهام الطعام بيدها نافيه براسها .
-- مش عايزه .
-- طيب بابا فين من وقت عزا جني وهو مش موجود في البيت وببات عند تيته ، ليه مبجيش البيت هنا ، انا مش فاهمه حاجه .
وضعت ريهام يدها على راسها وقد شرعت بدوار امال راسها وانهك جسدها فقد سقط راسها علي السرير .
صرخت منه .
-- ماما .. ماما ..
#الثامن_عشر
#امراه_لاتعرف_المستحيل
وقفت نور ونانسي وعلاء يتبادلان الحديث بالقرب من بوابه مبني الكليه .
اردفت نانسي وهي تضحك .
-- والله ياعلاء انت ملكش حل والواد اللي دخل يكلمك ده على فيسبوك طلب يجوزك كده على طول بدون مقدمات . ابتسم علاء .
-- قال ايه معجب بمنشوراتي اللي بنزلها على النت واني هاكون زوجه مثاليه وصالحه .
ضحكت نور بصوت مرتفع قليلا .
-- ما هو فعلا ما فيش فرق بين علاء وولاء بالانجلش .
-- يلا علشان نفرح بيك .
دلف وائل بجوارهما اثناء مروره للخروج من مبني الكليه ، وهو يراقب صوت وضحكه نور التي لمست مسمعها قلبه وهو ينظر لها وعيناه تشع الشراره موجها حديثه لها .
-- انت بتضحكي كده ليه ، ايه المسخره دي فاكره نفسك فين هنا .
نظرت له نور بدهشه .
-- انا .
تلفت كلا من نانسي وعلاء لبعضهم باستغراب .
نظره وائل الي نور من اعلى الى اسفل بضيق تركها وذهب .
اردفت نانسي .
-- هو ماله ده ايه اللي دخله بينا اساسا .
قاطعها علاء .
حاجه غريبه فعلا ، هي نور كانت عملت ايه احنا بنضحك عادي .
تطلعت نور علي اثره وعيناها تتلالاء بالدموع المحتبسه و قلبها وعقلها يشعا نارا .
نظرت لها نانسي .
-- نور .. نور ...
اشار لها علاء بيده امام عينيها .
رحتي فين .
اردفت نور .
-- انا ماشيه .
قاطعتها نانسي .
متزعليش هو شكله معقد اساسا يلا نمشي .
اردف علاء .
-- تحبوا اوصلكوا .
قاطعتهما نور بعدما ابتلعت عيونها الدموع وبتهكم .
-- لا انا ورايا مشوار مهم هروحه الاول قبل ما اروح البيت .
وتركتهم وذهبت .
نادت نانسي عليها ولكن لم تابه نور لها
اردفت نانسي الي علاء .
-- ربنا يحبس دمه زي محبس دمها هي كانت عملت ايه لدا كله .
شعر علاء بالضيق رادفا .
-- شكل الدكتور فعلا مستقصدها ربنا يعديها علي خير وميحطهاش في دماغه .
ذهبت نور الجهه الاخرى من المبنى الذي به خروج السيارات.
( فلاش باك )
دلفت نانسي ونور بالدخول الي مبني الجامعه ، فاشارت لها نانسي بيدها .
-- تعالى ندخل من الباب ده .
نظرت لها نور باستغراب .
-- باب ايه ده .
-- ده باب دخول عربيات الدكاتره .
-- والامن هيرضى يدخلنا .
-- تعالى بس وملكيش دعوه هنصرف .
اقتربت نانسي من الامن الذي يقف علي البوابه .
-- لو سمحت ممكن ندخل .
الامن : ممنوع دا للدكاتره بس
اردفت نانسي باستعطاف .
-- هنتاخر عن المحاضره والدكتور هيطردنا ربنا يخليك ، ربنا يخليك عيالك دخلنا واخر مره .
نظر رجل الامن يمينا ويسارا ثم اشار لها بخفوت .
-- طيب ادخلي بسرعه .
فدلفا الي باب الدخول بسرعه وابتسمت لها نور رادفه .
-- يا مجنونه كنا دخلنا من البوابه بتاعتنا وخلاص .
-- البوابه التانيه لفه جامده و بتبقى زحمه انما هنا روقان والدنيا هدوء شايفه منظر العربيات اللي تفرح .
مرت سياره لامبورجيني مفيمه زجاج الابواب مسرعه بجوارهما وهي تمر الي الامام وتوقفت بصوت صدح ، هبط منها وائل وغادر سيارته .
نظرت نور ونانسي وهما يراقبانه من بعيد اثناء دلوفهما تجاه ، وهو يعطي لهما ظهره دالفا الي مبني مكتبه .
لفتت سيارته اعين نانسي .
-- شفتي يا بت العربيه تهوس دي توزن تمن العربيات اللي موجوده هنا كلهم بدكاترتهم ، دكتور وائل ده شكله غني قوي .
-- فعلا العربيه دي شكلها غالي قوي غير باقي العربيات بس يلا يغور بقى بعربيته ودمه السم .
ابتسمت نانسي رادفه .
بس مش عارفين هو متجوز ولا لا .
ضربتها نور ضربه خفيفه على كتفها بابتسامه .
-- اتنيلي ودا يتعاشر ازاي ، ده لو متجوز زمان مراته طفشت من البيت .
بااااك
ذهبت نور الى الجهه الاخرى من المبنى حيث توجد سيارات الدكاتره والمكان هادئ نوعا ما ، تلفتت نور حولها تبحث عن سيارته فرمقتها وحاولت النظر بداخلها من بعيدا فلم تلاحظ وجود احد بها بسبب زجاجها المفيم .
ابتسمت بتهكم واقتربت من السياره وتمتمت بسخريه .
-- يلا دا رزقك انك لسه ما خرجتش من الكليه .
فتحت شنطه يدها وسحبت مشرطا صغيرا من ادوات ماده العملي وهي تخفيه بيدها لصغر حجمه .
وقفت نور خلف السياره بجوار الشنطه تجاه اليمين ، ثم نظرت الي الجهه الاخرى في محاوله للتمويه انها تمر بجوار السياره وليس لخدشها مدت يدها وهي خدشتها بالمشرط انتقاما منه و تسير بجوارها بابتسامه حتى اقتربت من الباب الامامي للسياره فسمعت صوت زجاج السياره يفتح ، فانحت بجزعها الاعلي بدهشه فشاهدت وائل يجلس علي مقعده في الجهه الاخرى فتخشبت مكانها وهي تحملق عينها به .
وائل .......
نظر لها وائل الذي كان يتحدث في الهاتف ولم يلاحظ وجودها الا عندما انهي مكالمته شاهدها بجوار سيارته .
نظر لها وهو يراقب تعبيرات وجهها باستغراب قائلا .
-- عايزه حاجه .
انتفض قلبها وهي تمحلق به بشده غير مدركه هل شاهدها وهي تخرب سيارته وقد تخشبت مكانها لوهله .
-- هزت راسها نافيه ، لا .
وانطلقت مسرعه .
..............
يخرج الحج ابراهيم متكأ بمرفقه علي نهال التي تسنده بيدها بعد ان هزل جسمه وتكاثر عليه الامراض وهي تطلع له بابتسامه مكر هاتفه .
-- منحرمش منك يا سيد الناس ، كنت متاكده انك مش هتسبني اتبهدل من بعدك ولا تحوجني لبشر .
نظر لها بإعياء .
-- انا مش عايز باسم يعرف يا نهال ؛ علشان ميزعلش مني .
-- ما تقلقش حطي في بطنك بطيخه ، وبعدين باسم بقي راجل يقدر يعتمد على نفسه وميتخفش عليه .
-- انا كتبتلك كل حاجه علشان انتي وعدتني انك مش هتخلي عنه وهتديله نصيبه بما يرضي الله .
-- طبعا باسم ده الغالي ابن الغالي ، انا لولا خايفه علي شقاك وفلوسك وان ابنك متهور ممكن يضيعنا بلفه مع البنات الشمال اللي يعرفهم والزفت اللي بيشربه مكنتش عمرى افكر ابدا انك تكتبلي حاجه ، انما متشلش هم انا هحطه في عنيا .
..............
رمق الامن الخاص بالمشفي سياره وائل القادمه تجاههم فوقف احدهم والاخر دلف مسرعا اليه وقد ولاحظ وجود الخدش عند اقترابه من السياره الواضح اثاره بالجهه اليسري .
هبط وائل من سيارته واعطي المفتاح لرجل الامن .
فاخذ المفتاح وهتف .
-- اودي العربيه التوكيل يادكتور .
نظر له وائل باستغراب .
-- توكيل ايه .
-- علشان الخدش اللي فيها .
-- خدش اي انت شارب حاجه علي الصبح .
-- اغمس رجل الامن عينيه بيده فشك في نفسه لوهله ، ثم ذهب مره اخري ليسار العربيه واشار الخدش اهو يادكتور .
التفت وائل لجهه اليسار ونظر باندهاش ثم التفت بالنظر لرجل الامن .
-- ايه دا ، ايه اللي عمل في العربيه كده .
اردف رجل الامن بخوف وتردد نافيا براسه .
-- والله ما اعرف يادكتور انا لسه شايفها حالا لما حضرتك دخلت بالعربيه المستشفي .
فجز علي اسنانه وشفتيه بضيق عندما تذكر مرور نور بجوار السياره وهي تتلفت حولها ولكنه لم يلاحظ يدها
-- مفيش غيرها ، حسابك تقل اوي .
اردف رجل الامن بتطفل .
-- هي مين دي يادكتور .
نظر له وائل بضيق وصوت شجون .
-- وانت مالك .
ودلف وتركه .
اشار له رجل الامن رادفا .
-- والخدش يادكتور .
ولكن لم يآبه له وائل .
دلف وائل الي غرفه مكتبه وفتحها فوجد دره تجلس علي الكرسي المقابل لمكتبه بانتظاره .
نظر لها باستغراب .
-- دره ، في حاجه .
نظرت له باعجاب وهي تترقبه يجلس امامها ويضع مفاتيحه وهاتفه علي المكتب بابتسامه هاتفه .
-- هو لازم يكون في حاجه علشان اشوفك .
-- لا بس انا مستغرب اجي الاقيكي مستنياني في المكتب .
اردفت بابتسامه وهي تلتقط علبه قطيفه صغيره وتعطيها له بابتسامه .
-- كل سنه وانت طيبه النهارده عيد ميلادك .
نظر لها وائل بابتسامه ساخره .
-- دي تاني هديه تجيلي النهارده .
-- ومين بقي اللي سبقني وجابلك هديه
تذكر هديه نور وهي تخدش له سيارته ، فتجاهلها رادفا .
-- وانت طيبه بس مكنش له لزوم .
-- وضعت مرفقها علي الكرسي ونظرت له باعجاب وبصوت هامس رومانسي .
-- ازاي ده اهم يوم في حياتي .
فتجاهلها مره اخرى .
-- شكرا يا دكتوره .
اردفت بحب .
-- مش هتبطل بقى حكايه الدكتوره دي ، احنا لوحدنا ولا انت مش واخد بالك .
هتف ببرود .
-- المقامات محفوظه يادكتوره .
ابتعدت دره قليلا .
-- وامتى بقى المقامات دي هتتشال .
التقط هديتها ووضعها جانبا هاتفا .
-- يا دكتوره علشان متتعبيش نفسك على الفاضي ، انتي دكتوره وجميله وعلى مستوى مهني وثقافي ومادي وشخصي ممتاااااازه اي احد في الدنيا يتمناكي .
قاطعته .
-- وانا مش عايزه اي احد انا عايزاك انت .
اطلق وائل زافيرا مليء بنفاذ الصبر .
-- وانا منفعكيش ياكتوره ولا حتى بفكر في الجواز اصلا ، فمتتعبيش نفسك في ميه واحد غيري يتمناكي .
فقاطعته هاتفه .
-- وانا مش عايزه الميه دول ، انا هستناك انت لو العمر كله ، انا بحبك ياوائل ومستحيل افكر في غيرك .
-- يادكتوره افهمي بقي ميصحش كده .
قاطعته بضيق .
-- دكتوره .. دكتوره .. قولي يادره .
اطلق زفيرا مليئا بالضيق .
قاطعهمم دخول دكتور فادي المفاجيء وهو يفتح الباب ويضع يده علي المقبض .
نظر له وائل وكانه طوق النجاه له فلم يعد يستطع احراجها اكثر من ذلك ، فاشار له بعينه بغمزه عابسه لم تلاحظها دره .
-- تعالا يا فادي عايزك .
ففهم فادى انه يريد دخوله استنجادا من دره ومهاتراتها وتطفلها عليه ، فنظر الي وائل بعبث وهزار .
-- لا لا انا شكلي جيت في وقت مش مناسب ، وهز راسه نافيا ، انا ماشي وهاجي وقت تاني .
نظر له وائل ورفع احدي حاحبيه بضيق وهو يجز علي اسنانه .
-- بقولك ادخل .
فنظرت له دره وقد اشعرت بالحرج رادفه الي فادي .
-- تعالي انا خلصت كلامي في الشغل مع الدكتور .
دلف فادي الي الكرسي وهو يتمتم شغل بردوا ، عض شفتيه وهو يضحك في صمت .
دلفت دره الي الخارج واغلقت الباب .
فالتقط وائل العلبه القطيفه ورماها عابسا علي فادي بضيق هاتفا .
-- مش قلتلك ادخل .
التقط فادي العلبه بابتسامه وفتحها .
-- الله دي ساعه روليكس دي غاليه اوي ، انتي جيبهالي ولا ايه .
وبدا بوضعها علي معصم يده .
نظر له وائل دي دره جيبهالي لعيد ميلادي .
فنزعها ووضعها ع المكتب .
-- وانا اللي فاكرك جيبهالي ، يابختك ناس تتهادي بساعات وناس تتهادي بدباديب .
-- اجبهالك ليه كنت ابويا ، المهم سيبك منها ، شفت نور عملت ايه .
ابتسم فادي بحنق .
-- عملت ايه .
-- خلتي في العربيه وانا بتكلم في التليفون ، ومشيت جمبها وخدش.......
قاطعه فادي .
-- اوعي تقول انها اللي خدشت العربيه .
قطب وائل حاجبيه ، وانت عرفت ازاي .
قهقه فادي هاتفا .
-- عيب يادكتور دا الخدش منور عربيتك ، البت دي عفريته ازاي عملت كده .
-- جننتني ، اللي يغيظ اكتر اني كنت جوه العربيه .
قهقه فادي مره اخرى .
-- عربيتك متفيمه طبيعي انها هي متشفكش ، انما انت ازاي مشفتهاش .
-- ماقلتلك كنت مشغول في مكالمه شغل .
-- وهتعمل معاها ايه بلغ اداره الجامعه يتصرفوا معاها .
نظر له بتهكم .
-- لا .
نظر له فادي بحنق هاتفا .
-- مش عارف حاسس ان الحوار دا داخل في اتجااه ....
واشار بعينه الي قلب وائل .
قاطعه وائل وهو يهز راسه نافيا .
-- لا .. لا انت بتقول ايه .
ولكن كانت عينيه تفضحه بعض الشيء كلما اردف الحديث عنها تلمع عيناه ، ولكن قلبه قابل اعتراض عقله بإيجاب كلما تذكر نور الاستفزازيه مردفا بتهكم .
-- انا هلاعبها بنفس اللعبه اللي بتلاعبني بيها .
قطب فادي حاجبيه .
-- ازاي مش فاهم .
-- انا مش عارف اخذ معها حق ولا باطل في الكليه خصوصا انها ممتازه و شاطره يعني مش هعرف العب معها في ملعبها هتبقى اللعبه مكشوفه للكل ، علشان كده انا هجيبها في ملعبي .....