أخر الاخبار

رواية الشيطان شاهين الفصل الخامس والسادس والسابع بقلم ياسمين عزيز


 رواية الشيطان شاهين 

الفصل الخامس والسادس والسابع 

بقلم ياسمين عزيز


› الشيطان شاهين › الفصل الخامس

الفصل الخامس


ليلا

في فيلا صفوت البحيري والد ايهم و عم ليليان.

تجلس ليليان على سريرها و هي تنظر إلى العلبة الورقية التي احضرتها لها إحدى الخادمات منذ قرابة الساعة لتخبرها ان السيد ايهم هو من بعثها لها و أمرها بارتداء ما بداخله و انها يجب أن تكون جاهزة تمام الثامنة.

نظرت الى هاتفها لتجدها السابعة و بضع دقائق، زفرت بحنق ثم فتحت العلبة لاكتشاف ما بداخلها...

شهقت بذعر و هي لا تصدق ما ترى فستان من الشيفون الأسود اقل ما يقال عنه فاضح قصير يصل إلى ما قبل الركبتين و عاري الظهر و ذو فتحة عنق منخفضة... رمت الفستان على الأرض بعنف و هي تتمتم بغضب:"لا دا اتجنن خالص هو فاكرني ايه؟ زبالة زيه علشان البس داه، انا مش عارفة حخلص منه ازاي الشيطان داه انا مش عارفة لحد امتى حستحمل الذل و الاهانه منه و اسكت مقدرش اتكلم علشان الناس اللي ربتني دي و اعتبروني زي بنتهم و لو لاهم الله اعلم كان حصلي ايه؟ يا رب نجيني منه انا خايفة يعملي حاجة حاسة ان مصيبة حتحصل ".

وقفت من مكانها متجهة الى خزانة ملابسها التي تحتوي على عدد قليل من فساتين السهرة فهي بطبعها لا تخرج كثيرا و لا تذهب الا الى حفلات الأقارب...اختارت فستان ازرق غامق طويل و بأكمام طويلة و صففت شعرها على شكل كعكة مهملة و تركت بعض الخصلات تنزل على جانبي وجهها بعشوائية، وضعت بعض مساحيق التجميل الخفيفة التي أظهرت جمال وجهها الفاتن و ملامحها الجذابة..

نزلت الدرج بخطوات مترددة حتى وصلت إلى الباب الخارجي وجدت ايهم أمامها ينظر بنفاذ صبر الي ساعته و على وجهه علامات التجهم...

رفع رأسه ليجدها أمامه سلط نظراته الحادة عليها مما أثار رعبها، لا ينكر انها بدت رائعة و ساحرة كعادتها لا يتذكر انه رأى امرأة تمتلك هذا القدر من الجمال مثلها هي

بشرة وجهها المستدير الأبيض تذكره ببشرة الأطفال حديثي الولادة و عيناها البنيتان الواسعتان كعيون الغزال تضللهما رموش كثيفة سوداء اما شفتيها الورديتين الناعمتين اللتين لا طالما اشبعهما تقبيلا رغما عنها


يتذكر جيدا ذلك اليوم الذي احضرها فيه والده الى منزلهم و طلب من الجميع الاعتناء بها و معاملتها كأخت لهم... الا انه لم يكن ليفعل ذلك،

آفاق من شروده على صوتها :"لو غيرت رأيك قلي بدل الوقفة اللي ملهاش لازمة دي"

ليجيبها بغضب و قد تذكر للتو انها لم ترتدي الفستان الذي احضره لها :"انت ايه اللي لابساه داه و فين الفستان اللي انا جبتهولك".

نظرت له بسخرية قبل أن تجيبه بتهكم :"قصدك الفستان اللي لونه اسود و شبه قميص نوم، اسفة انت عارف اني مبلبسش الحاجات دي ".

امسكها من ذراعها بعنف هادرا :"انت مش بتسمعي الكلام ليه هو عند و خلاص انا خطيبك و من حقي تلبسي اللي لنا عاوزه ".

تأوهت بألم و هي تشعر بأصابعه تنغرس شيئا فشيئا حتى كادت تخترق لحمها... لتهتف بصعوبة:" مقدرش البس الحاجات دي انت ايه مشفت... ش الفس.. تان قبل ما تشتريه دا عريان و قصير..."

قاطعها :" بردو تتنيلي تلبسيه...انت تسمعي كلامي و بس و ملكيش حق تعترضي عريان و الا مهبب ملكيش دعوة".

رفعت ليليان بصرها بضعف نحوه تستجديه ان يرحمها و يتركها فالالم الذي تشعر به لا يحتمل...حتى انها لاتصدق ان الفستان لم يتمزق حتى الآن

الا انه كان في عالم آخر لا يرى سوى رفضها و عنادها معه لم يكن يشعر بآلامها و خوفها منه، لم يكن يرى سوى نظراتها المشمئزة منه و التي كانت تطالعه بها كلما التقت عيناهما و كأنه مرض معد او حشرة مقرفة لا تريدها ان تقترب منها....

ترك ذراعها لتشهق ليليان بارتياح و ترمي حقيبتها أرضا لتمسد مكان قبضته تجزم انها ستترك أثرا بشعا لعدة ايام...

لم يمهلها ايهم وقتا طويلا حتى تسترد أنفاسها ليقبض على يدها ثم ينحني ليلتقط حقيبتها و يجبرها ورائه باتجاه سيارته....

فتح باب السيارة ثم دفعها الى الداخل بعنف و رمى الحقيبة بوجهها ثم استدار ليستقل مقعده...و ينطلق بالسيارة الى وجهته المحددة...

انكمشت ليليان مكانها و هي ترى ملامحه الغاضبة،

تجزم انه سيفتك بها في اي لحظة قاطع أفكارها صوته الغاضب الذي صدح عاليا و هو يضرب المقود بكل قوته :"دايما كده و مش حتتغيري...بتنفذي كل اللي في دماغك و مش عملالي اي اعتبار...في حياتي كلها مشفتش اغبى منك".

استدارت له ليليان لتقول بشراسة متناسية خوفها منه :"كل داه علشان مقبلتش اني البس فستان عريان... انت ايه يا اخي معندكش شرف و لا اخلاق دا انا حتى بنت عمك و معتبرني خطيبتك ازاي ترضى اني البس كده قدام صحابك و الا ليكون دفعولك مبلغ كويس علشان تعرضني قدامهم و يا عالم واعدهم بايه ثاني ما انتم شلة زبالة كلكم..."

توقفت عن الكلام عندما علمت بتوقف السيارة على احد جوانب الطريق مدت يدها محاولة فتح الباب علها تستطيع الخروج من هذا الجحيم...

صاحت بقوة و هي تشعر بأن شعرها يكاد يقتلع من مكانه جراء قبضة ايهم الذي جذبها اليه دون مبالاة بالمها هامسا بصوت مخيف :" اخرسي... تعرفي تخرسي مش عاوز اسمع صوتك لحد ما نوصل...

تلوت ليليان بين أحضانه محاولة التخلص منه دون جدوى فكانت كمن يدفع جبلا لا يتحرك و لا يتزحزح لتصرخ بنفاذ صبر :" انا بقول الحقيقة انت بتنكر ليه؟ مش دي أخلاقك العظيمة اللي عاوز تفرضها عليا... عاوز تخليني ابقى زي الأشكال اللي انت متعود عليهم...

زمجر ايهم بغضب و هو يهزها بعنف محاولا اخراسها لكن كيف ليليان صاحبة اللسان الطويل ان تسكت على حقها لتضيف :" عارف الراجل اللي يسمح لرجالة ثانية تشوف عرضه يسموه ايه...

:" ليليان.... اخرسي... اخرسي و لا كلمة"..

صرخ ايهم بجنون و هو يدفعها بقوة ليصطدم رأسها ببلور السيارة لتتأوه بألم و هي تتحسسه جبينها و رأسها سامحة لدموعها بالنزول...

ضرب ايهم مقود السيارة عدة مرات و هو يشتم بألفاظ نابية و كلمات غريبة غير مفهومة...

التفت الى جانبه ليجد ليليان تكفكف دموعها المنهمرة و تحاول إصلاح شعرها و ثيابها التي لم تسلم من قبضته...

رمقها باستهزاء قبل يقول آمرا و كأنها موضفة لديه :" آخر مرة اسمحلك تكلميني بالطريقة دي، انت تنفذي اللي اقلك عليه و بس و دماغك القديمة دي تغيريها... انت خطيبة ايهم البحيري يعني لازم تكوني لايقة عليا و خاصة قدام اصحابي... اقسم بالله لو صدر منك اقل تصرف معجبنيش لكون موريكي اللي عمرك مشفتيش...

و متنسيش ان المريض اللي انت قبلتي تخرجي معايا على شانه لسه حياته تحت ايدي يعني بتلفون واحد مني حخلي امن المستشفى يطرده برا.... ".

اومأت ليليان برأسها بايجاب و هي تحاول السيطرة على ارتعاش جسدها من الخوف تعلم أن ايهم لن يمر ما حصل مرور الكرام و ان ابتسامته الخبيثة ليست الا بداية انتقام...

لعنت لسانها السليط الذي لا تستطيع التحكم به و الذي دايما ما يوقعها في المشاكل..

بعد دقائق قليلة عبرت السيارة داخل حديقة كبيرة

تتوسطها فيلا بيضاء ذات تصميم خلاب...


انبهرت بها ليليان للحظات قبل أن تتذكر انها ليست سوى وكر للشياطين، توقفت السيارة ليترجل ايهم و يستدير بخفة ليفتح لها الباب و يجذبها من ذراعها بقوة حتى أصبحت واقفة أمامه...

ليبتسم لها بزيف و هو يضع يدها على ذراعه استعدادا للدخول...

خطت ليليان بتردد داخل الفيلا و هي تنظر يمينا و يسارا.. وصلا الي صالون كبير يتوسط الفيلا يجلس عليه عدة أشخاص لم تتعرف إليهم...

احست برهبة غريبة و هي تلاحظ ان كل العيون مسلطة عليها، ضغطت باصابعها على ذراع ايهم الذي التفت إليها قليلا ثم عاد ببصره الي الحاضرين ليقدما لهم بفخر :" اعرفكم... دي ليليان خطيبتي...".

سمعت ليليان عدة همسات لترفع عيناها لتجد ايهم يشير الى رجل وسيم ذو جسد رياضي ضخم، بشرته قمحية و تزين وجهه لحية خفيفة قائلا :" تعالي علشان اعرفك على الشلة... داه عمر الشناوي ابن خالة شاهين و شريكه في نفس الوقت....

همست ليليان بصوت خافت و هي تلاحظ علامات الضيق التي كست ملامح هذا الرجل و كأنه لم يعجبه وجودها :" تشرفنا يا استاذ عمر..."

أشار لها عمر برأسه دون أن يتكلم ليشير ايهم الي رجل آخر يضع يده على كتف فتاة ترتدي ملابس مكشوفة لا تخفي سوى مفاتنها.. :"و داه فريد ابو حجر ابن رجل الأعمال اسماعيل ابو حجر و دي ميرهان خطيبته...

جفلت ليليان و هي تلاحظ نظرات المدعو فريد الوقحة و الذي كاد يلتهمها بنظراته ليقف من مكانه فجأة و يمد يده حتى يسلم عليها...

مدت ليليان يدها بتردد و هي تنظر إلى ايهم الذي كان يشجعها بنظراته...

رمقته بنظرات كارهة قبل أن تشعر بملمس شفاه على ظاهر يديها،

شهقت بفزع و هي تجذب يدها بذعر و تتراجع بخطواتها الى الوراء....

تجاهل ايهم فعلتها و هو يكز على أسنانه من شدة الغيظ قبل أن ينتقل بنظراته الى رجل ضخم بشكل مخيف جسده يشبه أجساد المصارعين عضلاته بارزة بوضوح تحت قميصه الأبيض الخفيف الذي فتحت ازراره الأولى... عريض الكتفين وسيم الى حد ما بملامح وجهه السمراء الحادة و لحيته الخفيفة السوداء و عينيه الحادتين كعيني الصقر....

كان يجلس باسترخاء على الاريكة الأخرى و بجانبه فتاة تبدو في أواخر الثلاثين في عمرها سمراء ببشرة جذابة تضع بعض مساحيق التجميل على وجهها البرونزي و ترتدي فستانا قصيرا احمر اللون أظهر جمال و طول ساقيها المغريتين و قد اسدلت شعرها البني على جانبيها..


أشار إليها ايهم و قد رسم ابتسامة عريضة على وجهه قائلا :"اما الجميلة دي صوفيا....

ابتسمت لها صوفيا برقة و هي تشير لهما بالجلوس :" اهلا و سهلا يا ايهم بيه...و أخيرا قدرنا نشوف خطيبتك... بس الصراحة هي حلوة اوي زي ما حكيتلنا عليها بالضبط... ".

أحاط ايهم كتفي ليليان و هو يقودها برفق ليجلسا على احد الارائك ثم يهمس لها ببعض الكلام في أذنها.

قبل أن يقول بصوت عال :"ميرسي يا صوفيا...

ليليان يا حبيبتي داه شاهين الألفي صاحب الفيلا دي هو طبعا غني عن التعريف...

نظرت ليليان بتوجس أمامها لتصطدم بعينين ثاقبيتين اثارتا رعبها حتى انها عجزت عن تحيته...

جسده الضخم الشبيه بأجساد المصارعين و

عضلات صدرة المتكتلة الظاهرة بوضوح تحت قميصه الأبيض الخفيف و الذي فتحت ازراره الأولى،

وسيم الى حد ما رغم ملامح وجهه الحادة والمخيفة...و عيناه الشبيهتين بعيني الصقر...

تحيط به هالة من الثقة و الجاذبية تجعل الجميع

يهابه

ابتسمت ابتسامة مرغمة و هي تنظر لصوفيا تلك الفتاة التي بدت لها لطيفة رغم ان ايهم أخبرها بأنها عشيقة ذلك الوحش الذي يجلس بجوارها...ضحكت ليليان في سرها و هي تلاحظ الفرق الواضح بينها و بين ذالك الضخم فهي تبدو كابنته رغم طولها الفارع...

قاطع صمتهم فريد الذي هتف متسائلا :"تشربي ايه يا آنسة ليليان؟؟ متقلقيش هنا كل الأنواع موجودة".

نظرت ليليان بتوجس لأيهم الذي أشار له بلا مبالاة قائلا :"ليليان ملهاش في الحاجات دي... حقول لسامنثا تجيبلها عصير".

ضحك فريد بسماجة قبل أن يهتف بسخرية :"نسيت ان الآنسة دكتورة... اكيد بتخاف على صحتها ".

مالت ميرهان بجسدها للأمام لتسكب كأسا آخر مردفة بتسائل :"هي خطيبتك مالها يا ايهم بيه من ساعة ما جات و هي ساكتة مش بتتكلم ليه؟ ".

راقبتها ليليان بجمود و هي تعطي الكأس لفريد الذي همس لها بكلمات جعلتها تبتسم قبل أن ترمق شاهين بنظرات خفية ذات معنى لم يلاحظها أحد سوي ليليان و طبعا ذلك الشيطان الذي لا يخفى عليه شيئ..... شاهين.".

تناول ايهم كأس العصير الذي أحضرته تلك الخادمة الأجنبية التي كانت تقف مع بعض زميلاتها في إحدى زوايا الصالون المخفية حتى تجيب طلباتهم.. ثم أعطاه لليليان التي أخذته منه مع حرصها على عدم تناول اي شيئ في هذا المكان المخيف....

رسمت ابتسامة مزيفة قبل أن تقول بصوت خافت :"انا بس مش متعودة عليكم علشان كده مش لاقية كلام اقولة يا آنسة ميرهان".

رمقتها ميرهان بنظرات كارهة و هي تلاحظ جمالها الاخاذ رغم ملابسها المحتشمة و نظراتها البريئة.

وضعت ليليان الكوب فوق الطاولة بعد أن تظاهرت بأنها ارتشفت بعضا منه...و هي تتجنب النظر أمامها رغم شعورها بنظرات حادة تكاد تخترقها...

استجمعت كل قواها لترفع بصرها أمامها لتجد صوفيا تهمس في أذن شاهين بدلال و هي تمسح بكفيها على صدره باغراء...

رمشت عدة مرات و هي تلاحظ نظراته التي تسلطت عليها متجاهلا صوفيا التي كانت تسعى بكل مجهودها لاغرائه....

أشار لها شاهين برأسه لتقف صوفيا من مكانها و تحمل حقيبتها قائلة بابتسامة واسعة :"للأسف يا جماعة انا مضطرة اسيبكم بدري الليلة دي، اصلي بكرة مسافرة باريس عندي شوية حاجات لازم اعملها...نظرت ليليان و هي تكمل :" تشرفنا يا آنسة ليليان و اعذريني علشان مقدرناش نتعرف على بعض كويس بس اكيد حنتقابل كثير الايام الجاية... يلا اسبيكم انا ".

انحنت لتطبع قبلة طويلة على شفتي شاهين الذي استقبلها دون خجل قبل أن تغادر....

نظرت ليليان أرضا و قد احمر وجهها خجلا.. تظاهرت بفتح حقيبتها و البحث عن هاتفها و هي تشير بيدها لصوفيا دون أن ترفع وجهها...


مرت الساعات ببطئ حتى شعرت ليليان بالملل...

نظرت الى ساعة يدها لتجد ان الوقت يشير الى الحادية عشر و بضع دقائق، زفرت بضيق و هي تتذكر

يوم غد و الذي سيكون حافلا بالعمل...

ترددت قليلا قبل أن تقترب من ايهم الذي كان منشغلا في الحديث مع عمر و شاهين و تهمس في أذنه قائلة :"الوقت تأخر يا ايهم مش يلا بينا نروح.."

رمقها ايهم باستغراب قبل أن يجيب بصوت عادي :"الساعة لسه احداشر... احنا لسه في بداية السهرة".

ارتبكت ليليان باحراج عندما وجدت ان الجميع ينظر لها بتعجب لتقول بتفسير :"انا اقصد ان بكرة عندنا شغل..".

ليجيبها ايهم :" كل الموجودين دول كمان عندهم شغل... احنا حنفضل شوية كمان و حنمشي".

ايده فريد بابتسامة سمجة غير مريحة و هو يغمز ايهم بوقاحة :" ايوا ايهم بيه عنده حق دي لسه السهرة في اولها...و الا انتم مش ناويين ترتاحوا فوق شوية".

قهقه ايهم بصوت عال قبل أن يقول بوقاحة مماثلة و هو يحيط خصر ليليان :" لا احنا مبنرتاحش غير في بيتنا... مش كده يا لولو".

هزت ليليان رأسها ببلاهة دون أن تفهم لتتفاجئ بضحكات الجميع..

باستثناء عمر الذي قال موجها حديثه لايهم :" و الله خطيبتك دي باين عليها بريئة مش بتاعة سهرات زي دي... انصحك يا آنسة متجيش هنا ثاني علشان داه مش مكانك ".

ابتسمت له ليليان بارتياح و هي تقول في نفسها :"على الاقل في واحد باين عليه محترم في القعدة دي".

أشار له ايهم بعدم اهتمام و هو يتابع باهتمام فريد الذي جذب خطيبته من يدها و يصعدا الدرج الى احد الغرف...

اتسعت عينا ليليان بخوف و قد أدركت الان معاني ذلك الحوار الغامض الذي دار بينهم منذ قليل...

انتفضت عندما شعرت بيد ايهم تتحسس ظهرها و خصرها بطريقة غير مريحة لتتململ في جلستها و هي ترمقه بنظرات ذات معنى...

تجاهلها ايهم و هو يبتلع محتوى كأسه بجوفه دفعة واحدة قبل أن يوجه كلامه لعمر :"هو أنت مش ناوي ترحم نفسك من الوحدة الي انت عايشها يا عمر لحد امتى حتفضل سنغل كده"

رفع شاهين كأسه مؤيدا كلام ايهم قبل ام يضيف :"عمر و بنت ... حاجة مستحيلة و الا ليكونش ملكش في الستات لو كده قول و احنا حنساعدك متتكسفش".

ضحك عمر و هو يأخذ هاتفه من فوق الطاولة استعدادا للرحيل و هو يقول :" سيبك مني انت و هو خرجوني من دماغكم انا مرتاح كده.. يلا انا ماشي

تصبحوا على خير".

ايهم بصوت عال :" بكرة تندم يا شناوي..

أشار عمر بيده بلامبالاة بحديث اصدقائه الذين يحثونه دائما علي ضرورة وجود فتاة ما في حياته

لكنه لا يبالي و لا يهتم فكل اهتمامه موجه لعمله

و انه لحد الان لم يجد فتاة أحلامه المناسبة التي رسمها في خياله...

انتهت السهرة منتصف الليل و غادر الجميع... تنفست ليليان العداء و هي هي تجلس مكانها في السيارة... اتكأت برأسها على النافذة و هي تراقب شاهين و ايهم الذين كانا يقفان أمام مدخل الفيلا و يتبادلان أطراف الحديث...

همست بخفوت لنفسها :"يا ترى بيتكلموا في ايه دول...لا و الغريبة انهم واقفين عادي و كأنهم مش لسه شاربين خمس ازايز شمبانيا جوا... هي كانت شامبانيا و الا نوع ثاني... انا مش عارفة المهم خمرة.. اوووف هو انا بفكر في ايه دلوقتي... أعوذ بالله المكان هنا غريب و مخيف مليان حراسة داه و لا رئيس الوزراء... "

:" سلامتك يا لولو بقيتي بتتكلمي لوحدك ".

افاقت من شرودها على صوت ايهم الساهر الذي فاجأها بجلوسه بجانبها وراء المقود دون أن يشعر بها

سعلت بخفة قبل أن تجيبه متجاهلة سخريته:" هو انت حتسوق و انت سكران..

نظر لها ايهم قليلا قبل أن يدير السيارة و هو يقول :" خايفة على حياتك يا دكتورة على العموم متخافيش مش حيجرالك حاجة و حرجعك البيت سليمة ".

ارتحت ليليان بجسدها على الكرسي و هي تنظر بشرود الى الاضواء بالخارج دون أن تجيبه فهي تشعر بالتعب و النعاس و لا ينقصها سوى خوض جدال عقيم معه....

التفت لها ايهم بخبث قبل أن يهتف :" ايه رأيك شقتي قريبة من هنا نروح هناك علشان ترتاحي.. الفيلا لسه بعيدة شوية و انت باين عليك تعبانة و متخافيش بكرة الصبح حوصلك".

انتفضت ليليان باضطراب قبل أن تقول بتلعثم :"لا انا مش تعبانة و لا حاجة... انا كويسة ووديني الفيلا...

ايهم :" انا يهمني راحتك و بس.. المهم قوليلي عجبتك السهرة.. مش زي اللي في دماغك صح".

ليليان :"بنات و خمرة...يعني مفيش حاجة ناقصة".

ايهم بسخرية :"خمرة؟؟ ايه جو الأبيض و الأسود داه... و بعدين البنات دول بنات ناس ميرهان دي بنت وزير سابق و اللي معاها فريد خطيبها..

ليليان :"ايوا ما انا خذت بالي من لبسها العريان اللي شبه بنات الكباريه...

ايهم :"لبسها عادي.... كل البنات بتلبس كده على فكرة...


ليليان باشمئزاز :"يعني عاوزني البس لبس عريان زيها و اخلي الرجالة تبص عليا عادي...

ايهم :" على فكرة محدش يتجرأ يبصلك و انت معايا و بعدين دول صحابي...

ليليان مقاطعة :" و اصحابك دول ايه مش رجالة و بعدين انت ملاحظتش اللي اسمه فريد كان بيبص عليا ازاي داه كان حياكلني بعينيه باين فيه بتاع ستات و خطيبته مش مالية عينيه و هي كمان طول القعدة و هي قاعدة بتبص للي اسمه شاهين داه و مهتمة بيه...

ضحك ايهم بخفة و هو يخفى ضيقه قبل أن يقول :"كل داه اكتشفتيه من قعدة واحدة...علي كده بقيتي المفتش كرومبو...

ليليان بضيق :" على فكرة انا بتكلم جد و مش عارفة انت ازاي ملاحظتوش داه او انكم عارفين و مش مهتمين المهم داه ميخصنيش في حاجة علشان انا مش ناوية اروح هناك ثاني انا المرة دي جيت معاك علشان رامي و بس..".

قاطعها ايهم و هو يخطف قبلة سريعة من شفتيها و هو يقول بغموض :"حنشوف المهم بكرة تقدري تاخذي اجازة...و لو انك حتوحشيني ".

ابعدت ليليان رأسها و هي تخفي اشمئزازها منه نظرت أمامها لتجد ان السيارة قد توقفت أمام مدخل الفيلا حيته باقتضاب قبل أن تفتح الباب و تسارع بدخول الفيلا....

دخلت غرفتها بسرعة ثم فتحت حقيبتها لتجد هاتفها يضيئ بعدة مكالمات من صديقتها أمنية لم تلبث طويلا حتى أعادت الاتصال بها ليأتيها صوت صديقتها المتلهف:"انت كويسة يا لولو...حد عملك حاجة...

ابتسمت ليليان بخفة و هي تجيبها :" اطمني يا ميمي انا كويسة محدش عملي حاجة..

أمنية :"طيب و الدكتور ايهم اذاكي؟ عملك حاجة مش كويسة؟

ليليان :"مفيش حاجة يا ميمي اهدي بقى على فكرة انا في اوضتي دلوقتي.. "

أمنية :" طب احكيلي ايه اللي حصل.. و شفتي مين هناك"

ليليان بضيق: صحاب ايهم انا اول مرة اشوفهم بس كان في معاهم بنات بيقول انهم خطيباتهم بس البنات كانوا لابسين لبس اوفر زي بنات الكباريهات اللي بنشوفهم في الأفلام... و الغريبة ان ايهم عاجيبنه و بيقولي موضة و كمان عاوزني البس زيهم".

شهقت أمنية بصوت عال قبل أن تقول بغضب :" عديم الرجولة و الشرف ازاي يقبل على نفسه حاجة زي دي بقلك ايه يا لولو انت لازم تتصرفي اوعي تتجوزيه يا حبيبتي داه مش راجل انت لازم تحكي لعمك و مرات عمك كل حاجة و هما حيتصرفوا".

ليليان بنبرة يائسة:" يعني هما حيعملوا ايه داه قدامهم بيتلون و يبقى زي الملاك و هما مستحيل يرفضوله طلب و بعدين انا مش عاوزة أثقل عليهم كفاية انهم ربوني و حموني من الدنيا و مسابونيش للشارع زي ماعمل ابويا..

أمنية :"بس انت كده تبقى بتضحي بنفسك و جوازك من ايهم اكبر غلطة ممكن تعمليها في حياتك... داه بتاع ستات كل يوم مع واحدة بالرغم من انه يعتبر خطيبك يعني المفروض يحترمك و يقدر مشاعرك دا غير انه سمج و ثقيل و مغرور و فاكر كل الناس عبيد عنده و كمان عاوز يدخلك العالم الزبالة بتاعه....انت مش كده يا ليليان حاولي تتخلصي منه احسن ".

ليليان بتفكير :" انا عارفة كل داه.. انت مشفتيش أصحابه كانوا بيبصولي ازاي و هو مكانش مهتم...

أمنية :"يا لولو داه شي عادي عند الاغنياء دول...دول بيعملوا كل حاجة تخطر على بالك علشان يرضوا مزاجهم... اوعي ترجعي هناك ثاني".

ليليان و قد لمعت عيناها بحماس :" ميمي انا قررت البس الحجاب.. انت عارفة ان انا كنت عاوزة اعمل كده من فترة بس كنت مستنية الوقت المناسب.

صرخت أمنية بحماس مماثل :"و الله دي احسن فكرة انت بكده حترتاحي من زنه... و مش حيقلك البسي لا قصير و لا عريان بس داه ممكن تجيه جلطة لو شافك بالحجاب...يا ريت يبقى يريح الخلق منه... بس امتى حتنفذي".

ليليان و هي تتمدد على السرير بتعب :"بكرة انشاء الله...بالرغم من اني خايفة من ردة فعله بس كده احسن دا احسن حل...

امنية بضحك:"ما انت على طول كده بتستفزيه بالرغم من انك بتترعب منه بس دماغك ناشفة و مش بتعملي غير اللي في دماغك.. المهم اسيبك انا بقى ترتاحي... تصبحي على خير و اشوفك بكرة ".

ليليان بتثاءب :"و انت من اهله".

..............................

في مكان آخر شبيه بصحراء خال من المباني و البشر

ارتفع ازيز سيارات سوداء رباعية الدفع...ليشق سكون الليل و ظلمته...

جلس شاهين على كرسي خشبي بين سيارتين متقابلتين...ثم رفع يده ليقوم السائقين باطفاء محركات السيارات...

نظر أمامه الي الرجل المرمي أرضا أمامه و الذي لا يظهر عليه أي ملامح للحياة سوى انينه المتألم بسبب عظامه التي تكسرت على يد أولئك الوحوش التابعين له...

مسح جانب شفتيه بغضب قبل أن يشير الى احد الرجال الواقفين قريبا منه ليحضر دلوا كبيرا من المياه و يسكبه عليه لينتفض المسكين بفزع و هو يصرخ بصوت عال من شده الألم....

نظر شاهين بملل الى ساعة يده ليجدها قد تجاوزت الثانية صباحا زفر بضيق من طول هذا اليوم الذي يأبى ان ينتهي...

وقف من مكانه فجأة ثم ركل الكرسي بقوة حتى اصطدم بمقدمة السيارة ثم تقدم ليصبح واقفا بجانب الرجل...

تأمله باشمئزاز قبل أن يقول بصوت هادئ مخيف:"المدير بتاعك فين ...؟".

ارتعش الرجل بخوف قبل أن يصرخ :"ارجوك يا بيه اناااا ااااه".

تعالت أصوات صراخه المتألمة بعد أن دهس شاهين بحذائه على ذراعه المصابة و هو يقول بغضب :"انا دماغي مصدعة و مش عاوز كثر كلام هو سؤال واحد..ماركوس فين؟؟؟؟ ... انا حديلك آخر فرصة بعد كده حخلي العربية دي تعدي فوقك ثلاث مرات و انت و حظك يا تعيش يا تموت... قلت ايه"

الرجل ببكاء :"يا باشا هو سافر بس مش عارف فين اخر مرة كلمني...

هز شاهين رأسه يمينا و يسارا قبل أن يبتعد و هو يشير بيده...

استقل سيارته ببرود غير مبال بصراخ ذالك البائس الذي اوقعه حظه في طريقه...

قبض شاهين على يده بقوة قبل أن يضرب بلور السيارة عدة مرات و هو يهمس بوعيد و قد



› الشيطان شاهين › الفصل السادس

الفصل السادس


الساعة السادسة صباحا تململت كاميليا في فراشها الصغير وهي تتثاءب بكسل...فالبارحة لم تأخذ كفايتها من النوم لتظل مستيقظة حتى ساعات الفجر الأولى و هي تفكر ...

التفتت الي يمينها لتجد اختها نور تغط في نوم عميق تنهدت ثم قامت متجهة الى الحمام للقيام بروتينها اليومي...

وضعت القليل من الكريم الذي أعطته لها هبة مسبقا على وجهها و يديها ثم ارتدت تنورة سوداء فضفاضة و معها قميص وردي و حجاب باللونين الأخضر و الأزرق حتى يبدو شكلها غير متناسق و منفر

ثم تسللت على أطراف اصابعها خارج المنزل قبل أن تراها والدتها و تبدأ في الأسئلة .

وصلت إلى الشارع الرئيسي حيث كانت تقف هبة بملل تنتظرها...

تعثرت كاميليا في مشيتها مما جعل هبة تنفجر ضاحكة و هي تقول :"حاسبي لتوقعي و انت بنظارتك دي".

فركت كاميليا جانب انفها و هي تنظر لصديقتها شزرا قبل تجيبها :"صباح الخير و يلا بسرعة عشان مش عاوزة اتأخر من اول يوم كفاية التوتر اللي انا فيه"

هبة بضحك و هي تلحقها :"صباح النور...يا بنتي امشي على مهلك دي لسه الساعة سبعة ".

التفتت لها كاميليا ثم جذبتها من ذراعه تحثها على الإسراع قائلة بسخرية :" طبعا ماهي المرسيدس الكحلي الراكنة على جنب الشارع دي هي اللي حتوصلنا... يا بنتي ثريا هانم متأكده عليا اني ثمانية و نص لازم اكون جوا الفيلا يعني ساعة و نص شحططة في المواصلات و يدوب نوصل هناك في الوقت".

هبة :"عندك حق المكان بعيد بس انت لو كملتي شغل شهر كامل هناك حيبقوا يبعثولك عربية مخصوص تجيبك زي خالتي ".

كاميليا باستغراب و هي تشير الى التاكسي :" انت بتتكلمي بجد.. دا ايه الدلع داه كله...اوووف مفيش تاكسي راضية توقف في المكان داه".

هبة :" هو انت حتفضلي كل يوم تركبي تاكس على الحال حتفلسي و مرتبك كله حيروح مواصلات ".

كاميليا بارتياح عندما توقفت احد عربات الأجرى بجانبها :" الحمد لله... يلا تعالي نركب بلاش رغي انت حتوصليني الفيلا و بعدين تروحي الجامعة تحضري المحاضرات كلها عشان انقلها منك بعدين.. ".

هبة و هي تركب بجانبها :" ماشي بس اعملي حسابك دي آخر مرة اروح فيها معاكي...مش عاوزة اطب في احد الكائنات الغريبة اللي هناك... ".

كاميليا بتوتر :"حرام عليكي انا مش ناقصة خوف و مش عارفة ايه اللي مستنيني هناك مش كفاية وافقتك على الفكرة المجنونة دي... ".

ظلت الفتاتان تتحدثان طوال الطريق... فتارة تتراجع كاميليا و تقرر عدم الذهاب و تارة أخرى ترضخ لتشجيعات هبة...الى ان وصلتا أمام الفيلا..

ترجلت كاميليا من التاكسي متشبثة في هبة رافضة تركها لتصيح هبة بضجر:" مش قلتيلي من شوية اوصلك و اروح الجامعة.. في ايه مالك يا كاميليا.

كاميليا بخوف :" انت لسه بتسالي مالي... انا كل اما بدخل الكومباوند دا و جسمي بيبقى يترعش لوحده... انت مش شايفة كمية البادي قادرز اللي هنا و الاسلحة اللي عندهم يا نهار اسود...انا مش قادرة ادخل الفيلا لوحدي يا بيبة وصليني عند خالتك و بعدها روحي".

هبة بضجر و هي تقترب من احد الحرس المرابطين أمام الفيلا :" طول عمرك جبانة... يلا ورايا بس اعملي حسابك دي آخر مرة... ".

دفعتها كاميليا أمامها ثم تبعتها بخطوات متعثرة لتعرف هبة على نفسها قبل أن يسمح لهما الحارس بالدخول دون التفطن الى ان هناك زوج من الأعين تراقبهما بصمت...

خديجة بابتسامة كبيرة عندما رأت الفتاتين :"اتفضلوا يا بنات جوا ... انا حقول لفتحية توصل كاميليا عند الهانم و انت تعالي معايا يا هبة...

اومأت كاميليا بايجاب و هي تتبع الخادمة التي اخذتها الى الصالون حيث تنتظرها السيدة ثريا..

اما هبة فقد بقيت تتحدث قليلا في المطبخ مع خالتها.

هبة :" ايه رأيك في اللوك الجديد يا خالتو.. متغيرة صح".؟

خديجة :"ايوا مية و ثمانين درجة دا انا نفسي مكنتش حعرفها لو منكتيش انت معاها.. بس لو كنتي خليتيها تلبس لانسز اسود بدل عينيها الزرقاء دي".

هبة:"المرة الجاية بقى و بعدين هي عينيها مش باينة اوي تحت النظارة ".

خديجة :" المهم ربنا يستر و شاهين بيه ميعرفش حاجة المهم يلا انت دلوقتي روحي على جامعتك و انا لو عزتك حبقى اكلمك... اه و متنسيش تسلميلي على نجوي و قوليلها حبقي ازوركم قريب".

قبلتها هبة بحرارة و هي تقول :" حاضر يا خالتو حقلها.. يلا حمشي انا دلوقتي و مش حوصيكي خلي بالك من كاميليا..


طمئنتها خديجة بأنها سوف تعتني بصديقتها ثم اوصلتها الى باب الفيلا..و عادت لاتمام عملها...

سارت هبة ببطئ في حديقة الفيلا و هي تمتع انظارها بجمال المشاهد الطبيعية الممتدة امامها للنباتات و الورود النادرة و التي تراها لأول مرة في حياتها.. اخذت نفسا عميقا وهي تستنشق الهواء النقي المحمل بعبير و شذى الزهور...

انتفضت فجأة و هي تسمع صوت أحدهم يأمرها بالتوقف :"انت مين و بتعملي إيه هنا؟؟".

ارتعشت هبة بخوف ثم استدارت بجسدها ببطئ و هي تطمئن نفسها بأنه قد يكون احد الحرس...لتقول بتلعثم دوم ان تنظر له :"انا هبة... قريبة الست خديجة اللي بتشتغل هنا...".

:"طيب و بتعملي إيه هنا في الجنينة مش المفروض تروحي تشوفي شغلك".

هبة بتوتر:"لا انا مش بشتغل هنا... انا كنت بزورها و مروحة عن اذنك".

سارت هبة بخطوات راكضة باتجاه البوابة... لتتفاجئ بأحدهم يجذبها بقوة من ذراعها...و قبل أن تشرع في الصراخ كمم المجهول فمها بعد أن أحاط جسدها من الخلف ليزيد من رعبها و تشنج جسدها بين ذراعيه القويتين ظلت تتلوي و تدفعه دون جدوى حتى ظنت هبة للحظات انها تصارع حائطا او جبلا...

اتسعت عيناها بقوة و هي تسمع ضحكاته المتسلية بجانب اذنهاو يديه تستشعر دقات قلبها المتسارعة كأرنب مذعور وقع بين براثن أسد جائع....

انهمرت دموعها بصوت و عقلها الصغير يصور لها عدة سيناريوهات مرعبة...

قد يكون المدعو شاهين صاحب الفيلا او احد أصدقائه الشياطين الذين لا طالما سمعت خالتها خديجة تتحدث عنهم... او احد الحرس.. لا تعلم من بالضبط كل ماتعرفه انها على وشك الوقوع مغمى عليها بين يدي رجل مجهول و قد ينتهي بها الأمر مرمية في احد المستشفيات او الخرابات بعد الانتهاء منها....

تحفزت جميع حواسه و هي تستمع لصوته الهامس الذي تشوبه نبرة متلاعبة :"لسه مجنونة زي ما انت يا بيبة... متغيرتيش"...

في الداخل وجدت كاميليا نفسها في غرفة كبيرة يغلب عليها طابع طفولي باللونين الأزرق و الأخضر و قد زينت صور شخصيات كرتونية الجدران و الأرضية التي امتلأت بعدة انواع مختلف من الألعاب...

تحتوي على خزانة كبيرة و سرير صغير علي شكل سيارة زرقاء.. ابتسمت بانبهار عندما اصطدمت بعينين رماديتين تنظران إليها بتعجب...

شهقت كاميليا باعجاب من جمال هذا الطفل الواقف أمامها...متمتمة بهمس:"مشاء الله...يجنن زي اللعبة".

ظل فادي ينظر إلى كاميليا بتعجب و كأنها من كوكب آخر بملابسها الغريبة و نظاراتها الكبيرة التي تغطي اغلب وجهها... اقترب منها و امسك طرف تنورتها الطويلة ليجذبها بلطف و كأنه ينبهها الى وجوده...

لتنحني كاميليا و تجلس على الأرض على ركبتيها حتى اصبحت طوله، مدت يدها اليسرى لتصافحه و هي ترسم ابتسامة عريضة على شفتيها قائلة بمرح:"انا إسمي كاميليا بس تقدر تقلي كامي و انا المربية الجديدة بتاعتك".

مد فادي كفه الصغير ليصافحها بلطافة و هو يقول بصوته الطفولي :"تيتة قالتلي اناديلك miss kamilia".

ابتسمت كاميليا و هي تمسك نفسها على القفز عليه و اكله من شدة جماله و لطافته...لتجيبه :"ماشي احنا نسمع كلام تيتة و ننفذ كل اللي بتقوله... يلا بقى يا استاذ فادي قلي انت في العادة بتعمل إيه كل يوم الصبح".

جلس فادي على سريره الصغير ثم جذب جهاز الايباد الخاص به ليرفعه أمامه قائلا ببراءة:" بلعب..."

رمشت كاميليا بتعجب قبل أن تأنب نفسها قائلة بهمس :" امال فاكراه كريم اخوكي حينزل يلعب استغماية و كرة في الشارع.. يا ابن المحظوظة عمرك اربع سنين و عندك ايباد ثمنه يسددلي مصاريف جامعتي سنة بحالها امال لما تكبر ابوك حيشتريلك ايه... طيارة"

افاقت على صوت الصغير و هو مندمج في شرح احد لعب الرسم الموجودة على جهازه باللغة الإنجليزية.. لتقف كاميليا من مكانها و تجلس بجانبه محاولة استيعاب مايتكلم عنه...

في الخارج

رفعت هبة رأسها رويدا بعد تحررها من قبضة هذا المجنون المحتل....

لتجد رجلا طويلا ضخم ينظر لها و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة غامضة...انشغلت بترتيب ملابسها و شعرها و هي تفكر من يكون هذا المجنون و كيف عرف اسمها...

تعالت ضحكات الرجل و هو يشاهد ارتباكهها الظاهر و حركة يديها العشوائية لتكز هبة على أسنانها بغضب و هي تقاوم رغبتها في الانقضاض عليه و اشباعه ضربا على مافعله بها...

همست من بين أنفاسها المتلاحقة و هي توجه له نظرات كارهة :"انت تعرفني منين...".

تقدم بخطواته تجاهها لتتراجع هي بذعر قبل أن يقفز بخفة أمامها و يمسكها برفق من ذراعها و هي يهتف باسف :"مبدئيا انا آسف علشان خوفتك مني...اهدي يا هبة انا مش حأذيكي انا اعرفك كويس و انت كمان بتعرفيني بس الظاهر انك نسيتيني...".

عقدت جبينها بتساؤل و دهشة من كلامه و صوته المألوف لها قبل أن تجيبه محاولة التماسك أمامه :"لا مش عارفاك و مش عاوزة اعرفك سيب ذراعي...".

لم تصدق لوهلة نظراته المتلهفة عليها و هو يقطع كلامها :" انا عمر الشناوى يا هبة ابن الدكتور خيري اللي كان فاتح عيادة زمان في حارتكم... افتكرتيني".

كتمت هبة شهقتها بيدها الاخرى بينما عيناها كانتا تحدقان فيه ببلاهة و هي تعيد اسمه بهمس غير مصدقة :" مش معقول عمر.... ايوا صح عمر ابن الدكتور انا ازاي معرفتش....".


ابتسم عمر قائلا بمرح :" اتغيرت صح.. ".

هبة و هي تجذب يدها :" ايوا اتغيرت جدا...دول سبع سنين اكيد حيغيروك...".

عمر و هو يرمقها بنظرات فاحصة:"بس انت متغيرتيش لسه زي ما انت انا اول ماشفتك عرفتك على طول...حتى شعرك لسه قصير زي ماهو ".

هبة بتوتر و هي تمرر يديها على شعرها القصير :" ايوا...لسه قصير زي زمان...مقلتليش انت بتعمل إيه في قصر الأشباح داه ..

قهقه عمر بقوة و هو يهز رأسه بعدم تصديق قائلا :" دا انت مصيبة يا بنتي انا بقالي سنين بدور على الكلمة المناسبة اللي تليق على المكان داه و مش لاقي فهلا هو شبه قصر الاشباح... المهم انا ياستي

ابن خالة صاحب الفيلا دي و شريكه كمان و انا جيت هنا علشان محتاج شوية ملفات سرية للشغل و انت بتعملي إيه هنا؟؟

هبة :"ما انا قلتلك خالتي بتشتغل هنا فجيت ازورها..".

عمر بتفكير :"بس انا مشفتكيش هنا قبل كده و كمان الست خديجة بقالها سنين شغالة هنا.. طيب ليه مجيتيش قبل كده هنا؟".

هبة بتوتر :"ابدا.. اصلي مشغولة في الدراسة...

عمر :" بتدرسي؟؟ انا كنت فاكر انك سيبني المدرسة من زمان علشان مكنتيش بتحبي الدراسة و كنتي بتسقطي زمان في ثانوي".

شهقت هبة بضيق من وقاحته لتهتف بحنق :"انا سقطت سنة واحدة عشان كانت عندي ظروف و بعلمك بقى انا بقيت في رابعة هندسة و كل سنة بنجح بتقدير كمان".

عمر بابتسامة و هو يلاحظ انزعاجها :" طب كويس... لو رايحة الجامعة تعالي اوصلك قبل ما اروح الشركة ".

هبة برفض و هي تستدير باتجاه البوابة :"لا طبعا انا خاخذ تاكسي يلا عن إذنك و فرصة سعيدة "

جذبها عمر من يدها مشددا قبضته حتى يمنع افلاتها و جرها وراءه باتجاه سيارته قائلا بمرح:" طب اعتبريني تاكسي و خليني اوصلك و بالمرة نتكلم شوية على السبع سنين اللي عدوا بسرعة دول ".

هبة باصرار:"انت بتعمل ايه انا مستحيل اركب معاك... ايه داه ؟؟؟

فتح عمر باب السيارة و دفع هبة برفق الى الداخل ثم أغلق الباب بمفتاحه الإلكتروني حتى يمنع خروجها ثم استار الى الجهة الاخرى و استقل مقعد السائق الى جانبها... نظر الى هبة التي كانت تحاول فتح باب السيارة بكل قوتها و هي تضغط على عده ازرار بعشوائية ليتفجر عمر من الضحك عليها قائلا :"يا بنتي اهدي مالك حتبوزي العربية....

هبة بضيق:" يا سلام ما تنفجر حتى... بقلك ايه نزلني هنا لو سمحت "

عمر بضحك :" طب بذمتك معقولة انزل بنت زي القمر زيك كده في وسط الشارع... دي حتى عيبة في حقي".

هبة بتوتر:" لو سمحت.. يا استاذ عمر انا مش هبة بتاعة زمان لما كنا صغيرين ميصحش الكلام داه"

عمر بخبث :"يعني لسه فاكره كنت بقولك ايه زمان... طب الحمد لله وفرتي عليا يا بيبة".

تمسكت هبة بحقيبتها كدلالة على توترها و هي تقول بخفوت :" على فكرة اللي كنت بتعمله زمان داه كان اسمه.... تحرش و انا وقتها كنت صغيرة و قاصر كان عمري ستاشر سنة و انت وقتها كنت كبير و دلوقتي انت خليتني اركب العربية غصب عني انت عاوز مني ايه انا ماصدقت كابوس زمان انتهى و فرحت جدا لما والدك قفل العيادة علشان انت بطلت تيجي هناك....

عمر بنرفزة:"تحرش ايه يا مجنونة.. انا كنت بحبك على فكرة بس انت الغبية كل ما بتشوفيني بتبقي بتترعشي و كانك شفتي عفريت..

هبة بغضب :" حب و كلام فارغ ايه؟؟ انت فاكرني هبلة حصدق حدوثة الأمير اللي وقع في حب بنت فقيرة و تجوزها...

عمر :"ايوا كان لازم تصدقي...صح انت كنتي وقتها صغيرة و انا كنت طايش معرفتش اخليكي تقتنعي اني حبي ليكي كان صادق و لا كنت بضحك عليكي و بتسلى زي ما كنتي فاكرة...على فكرة انا كنت مسافر لندن كملت دكتوراه في إدارة الأعمال و مسكت فرع شركتنا هناك بس رجعت من شهور قليلة و كنت حرجع ادور عليكي بس مكنتش اتوقع الاقيكي قدامي بالسهولة دي ".

هبة بخوف مخفي:" و تدور عليا ليه.. انت عاوز مني ايه مش معقول حترجع تتنططلي في كل حتة زي زمان؟؟

عمر بمكر:"مش كده و بس دا انا حخليكي تشوفيني في كل حتة انت بتروحيها في الجامعة، في الحارة في الشارع... حنرجع ايام زمان يا بيبة..

هبة بعصبية :" بقلك ايه بلاش كلام فارغ و نزلني هنا انت باين عليك فاضي و انا مش فايقالك...

؟

عمر برفض و هو يواصل قيادة السيارة :"مش حنزلك الا لما نوصل قدام الجامعة...و كفاية عناد بقى انت كبرتي دلوقتي على حركات العيال دي ".

هبة :" انا عيلة... طب لما انا كده بتتعامل معايا ليه اساسا يا سي الكبير...

عمر و هو يرمقها بنظرات غامضة :" بكرة تعرفي...و دلوقتي هاتي رقم تليفونك بقى علشان اكلمك و قبل ما ترفضي فكري كويس لأحسن تلاقيني المساء قدام بيتكم في الحارة....

..........................

بعد ساعة وصل عمر الى الشركة و على وجهه ابتسامة عريضة لم تفارقه منذ أن ودع هبة أمام جامعتها...تلك المشاغبة الصغيرة منذ أن وجدها صباحا أمامه في الحديقة و هو يشعر بسعادة غريبة تغزو قلبه...

دخل الى مكتب شاهين ليعطيه الملفات التي جلبها له من مكتب الفيلا ليجد الاخر يعمل بتركيز على حاسوبه

جلس عمر مقابلا له ثم وضع الأوراق أمامه قائلا :"دول الملفات اللي انت طلبتهم...انا سبت نسخة منهم في الخزنة اللي هناك".

شاهين :"طيب و ايه أخبار الفيلا.. ازاي فادي و ماما ثريا...

عمر :" كويسين و المربية الجديدة جات النهاردة و بدأت شغل ".

استند شاهين بجسده على كرسيه الجلدي نافثا دخان سيجاره الكوبي الفاخر امامه و هو يقول ببطئ :"مربية جديدة.... حلوة؟".

زفر عمر بضيق من طباع صديقه الذي لا تتغير قبل أن يجيبه :"معتقدش انها حتعجبك دي محجبة و لابسة نظارة تقريبا وشها مش باين ".

شاهين بوقاحة:"محجبة... انا مجربتش النوع داه قبل كده الظاهر انه جا الوقت المناسب ".

عمر بلامبالاة:"اعمل اللي انت عاوزه بس دي محجبة يعني مش حتقبل.....

شاهين باستهزاء :" قدام الفلوس مفيش حد بيقول لا...عموما اكيد ليها سكة دا لو عجبتني طبعا..

عمر بضيق :"طيب في سهرة الليلة و الا نلغي..

ضحك شاهين استمتاع قبل أن يردف بوقاحة :"لا نبغى ايه داه حتى المزاج عالي بس بقلك ايه عاوز واحدة نظيفة و عارفة شغلها كويس مش زي بتاعة المرة اللي فاتت مكملتش خمس دقايق..

نظر له باشمئزاز قبل أن يجيبه :"داه ايه القرف داه... اي أوامر ثانية..

شاهين بنفي:"تؤ... كلملي ايهم عاوزه يجيني ظروري دلوقتي

..................................

مر اليوم بسلام و تأقلمت كاميليا بسهولة في عملها حيث وجدت ان فادي طفل هادئ و مطيع بدرجة كبيرة كما أن استأنست بوجود خديجة التي اهتمت بها جيدا و علمتها كيف تتعامل مع الجميع في الفيلا...

انا هبة فقد امضت بقية اليوم و هي شاردة و كأنها في عالم آخر فصورة عمر لم تفارقها خيالها.. حتى انها اضطرت لمغادرة الجامعة باكرا قبل إنهاء جميع محاضرتها...

ليلا.....

يجلس ايهم في صالون شقته و هيئته المبعثرة تدل على أنه قد خرج للتو من معركة حامية بقميصه المفتوح و خصلات شعره المبعثرة بعشوائية.....

نظر بغضب الى أثاث الشقة التي تحول في دقائق إلى ركام من الخردة جراء نوبة الجنون الذي تمكنت منه منذ رجوعه من مكتب شاهين...

مسح على وجهه عدة مرات بحركة عصبية و هو يتذكر وقوفه امام شاهين منذ ساعات و هو يأنبه كطفل لك يقم بواجبه المدرسي ....

شاهين:"انت عارف اني انا مليش أصحاب و لا ناس اثق فيهم غيرة انت و عمر علشان كده مش عاوزك تزعل مني لما انصحك او انبهك لحاجة انت قاعد بتغلط فيها....انت ازاي تجيب خطيبتك لسهرة امبارح مش قالك الف مرة متجيبهاش انت ايه عاوز تغلط نفسي غلطتي................................

....................... و على فكرة هي اذكي منك بمراحل علشان من قعدة واحدة اكتشفت حقيقة كل واحد من الموجودين انت ازاي منتبهتش على نظرات فريد اللي كان حياكلها بعينيه.....انت عاوز خطيبتك تبقى زي ميرهان و البنات اللي بنجيبهم للفيلا عندنا.. انت عارف احنا جايبينهم ليه... علشان نتسلى بيهم..... عاوزنا نتسلى ببنت عمك و اللي حتبقى مراتك.... طيب على الأقل سيبها الأول متبقاش انت في النص....بقيت زي الرجالة اللي بتعرض نسوانها على رجالة ثانية مقابل صفقة او شغل......

انا عارف انك مستهتر و زي ما بيقولوا open-minded بس مكنتش فاكرك للدرجة دي

.......

صرخ ايهم بشراسة و هو يحرك رأسه يمينا و يسارا يحاول انتزاع كلمات شاهين من رأسه...هل كان غبيا و أعمى لهذه الدرجة، هل كان يظن ان بقية الرجال مثله لن ينظروا الى امرأة صديقهم كما يفعل هو... هل كان يظن انه قادر على حماية خطيبته من نظراتهم الخبيثة عندما تكون معه و منعهم من النظر إليها.... لقد كانت ترتدي ملابس محتشمة فماذا لو ارتدت ذلك الفستان الذي احضره لها....

ذلك الحقير فريد يقسم انه سيلقنه درسا لن ينساه بعد أن تجرأ على النظر الى شيئ يخصه...

الى ليليانه.


الشيطان شاهين › الفصل السابع

بعد اسبوع

تجلس ليليان في مكتبها تترشف قهوتها الصباحية بهدوء...وضعت يدها على رأسها تتحسس حجابها و هي تبتسم بفرح... منذ أن ارتدته و هي تشعر بأحاسيس جميلة تغزو قلبها،مزيج من الطمأنينة و السكينة و السلام الداخلي خاصة مع تجاهل ايهم لها منذ تلك السهرة... لم تشعر بمثل هذه الراحة و السعادة منذ أن دخلت بيت عمها.... يا إلهي ما أجمل حياتها بدونه، قطع شرودها دخول أمنية...

أمنية بتذمر و هي تجلس على الكرسي بتعب:"الحقني يا ليلي حموت من التعب... اه ياني على ميلة بختك يا أمنية انا ايه اللي خلاني اتنيل ادخل كلية طب.. كان مالها الهندسة و الا ادارة اعمال بس..."

ضحكت ليليان برقة قبل أن تجيبها:"ايه مالك يا بنتي حصل إيه لكل داه؟؟؟".

أمنية و هي تخطف كوب القهوة من يد ليليان :" قولي محصلش ايه... هاتي رشفة عشان اصحصح كده و احكيلك... ".

ارتشفت بعض الرشفات ثم اكملت :"من شوية جات واحدة للمستشفى وجايبة بنتها قال ايه عندها برد و عايزاها تخف بسرعة علشان عندها مسابقة سباحة في النادي بعد يومين ...المهم انا جيت اديها الحقنة و هي اغمى عليها فالست قامت شبطت فيا و اتهمتني ان انا اللي خوفت البنت...".

ليليان بضحك :"طب و بعدين عملتي ايه ".

هزت أمنية كتفيها بلا مبالاة و هي تردف :" و لا حاجة ناديت الدكتور فهمي علشان يهتم بيها و جيت بصراحة انا مليش خلق للستات المدلعة دي هي كانت حقنة و الا مطوة علشان الهانم بنتها تخاف...".

ليليان :" طب اهدي بس و روقي كده زمانه الدكتور فهمي حل المشكلة...".

امنية بضجر:"يحل... يربط مليش دعوة هو دا اللي عندي..بس تعالي هنا قوليلي ايه سر الابتسامة و الضحكة الحلوة اللي من الودن الودن دي...ممممم لسه مكلمكيش صح؟ يا ترى عتقك أخيرا... يا سلام لو يفضل ناسيكي كده على طول او يتجوز مرة واحدة ...

ليليان برجاء :" يا ريت يا أمنية يا ريت ينساني و يتجوز و يشوف حياته بعيد عني انا مش قادرة اتخيل اني ممكن ابقى مراته في يوم من الايام، انسان متكبر و اناني ميهموش غير نفسه هو عاوز يتجوزني بس عشان يكسرني و يذلني لاني رفضته كذا مرة فاكر اني حبقى زي الستات اللي هو متعود عليها و بإشارة من صباعه حيلاقيني تحت رجليه

... بس انا خايفة اوي حاسة ان في حاجة مش مضبوطة سكوته طول المدة دي اكيد في وراه مصيبة انا عارفاه داه عنيد و لما يصمم على حاجة مبيرتاحش غير لما يوصلها بأي طريقة... انت متعرفيشه زيي داه شيطان ".

امنية :"متقلقيش يا ليلي بكرة كل حاجة تتصلح و....

قاطع حديثها رنين الهاتف لتنظر لها ليليان بخوف و هي ترى اسم ايهم مكتوب على شاشة هاتفها همست أمنية و ملامح الدهشة تكسو وجهها :" دا إيه اللي فكره بيكي دلوقتي.... يا ريتنا كنا ذكرنا مليون جنيه بدل اللي ميتسمى داه...

أمسكت ليليان هاتفها بأصابع مرتجفة و وضعته على اذنها و هي تحبس أنفاسها ليأتيها صوته الكريه يأمرها بالمجيئ الى مكتبه.

اغلقت السماعة ثم رمت الهاتف على الطاولة و هي تتمتم برعب:" مش قلتلك يا أمنية.. مش قلتلك انا قلبي كان حاسس..

وقفت أمنية من مكانها ثم استدارت حول المكتب حتى أصبحت بجانب ليليان، وضعت يديها على كتفيها محاولة تهدئتها و هي تقول بصوت متوتر:" إهدي يا ليلي.. في ايه مالك هو انت اول مرة تروحي على مكتبه؟ اهدي يا حبيبتي مش كده من امتى بتخافي منه دا انت ياما هزقتيه و اخذتي حقك منه ثالث و مثلث.

ليليان بتوتر و هي تنفي برأسها:" باخذ حقي بالكلام و بس لكن هو بالأفعال..... بالأفعال يا امنية... ".

_________________________

في فيلا شاهين الالفي

نزلت كاميليا الدرج ببطئ و هي تمسك بيد فادي الذي كان يتبعها بهدوء كعادته...

ابتسم الصبي بفرح عندما سمع صوت والده و هو يتحدث مع جدته في الصالون...ترك يدها فجأة ثم اندفع يجري بسرعة ليلقي بجسده الصغير داخل أحضانه...و هو يصيح :"بابي بابي انت جيت...؟


قهقه شاهين بصوت رجولي و هو يضع طفله فوق ساقيه بعد أن قبل وجنتيه المكتنزتين عدة قبلات طويلة..

تسمرت كاميليا في مكانها برهبة و هي تراه يجلس أمامها بكل ثقة و هيبة.

لم تتوقع وجوده هنا فطوال الاسبوع الماضي لم يكن موجودا بسبب سفره...

اول مرة تراه وجها لوجه... يشبه أولئك الحرس الذين يقفون بأسلحتهم أمام الفيلا بجسده الضخم الذي كان يملأ الاريكة و كتفيه العريضين و ملامح وجهه الحادة رغم وسامته الملفتة،

رفع رأسه فجأة ليجد أمامه فتاة غريبة ترتدي ملابس فضفاضة غير متناسقة و تضع نظارات كبيرة شبيهة بنظارات العجائز تخفي معظم وجهها اما شعرها فقد اختفى تحت حجابها الذي كانت تضعه باهمال

عقد جبينه بانزعاج من مظهرها المبعثر و شكلها الغير مرتب قبل أن يسأل والدته عنها :"مين دي يا أمي و بتعمل إيه هنا؟؟".

ثريا بابتسامة:"دي كاميليا مربية فادي الجديدة بقالها اسبوع هنا، دي شاطرة جدا في التعامل مع الأطفال و دودي مبسوط معاها جدا...".

رمقها بنظرات غاضبة و هو يشير بابهامه الى كاميليا بتقزز و كأنها حيوان مقرف قائلا بقسوة:"دي مربية ابني انا... شاهين الألفي..انت بتهزري يا أمي انت ازاي تسمحيلها تقرب من ابني و هي بالشكل الغريب داه...مليقيتيش غير دي عشان تاخذ بالها من فادي".

طأطأت كاميليا رأسها بألم تكبح بشدة جماح دموعها التي تهدد بالنزول و هي تستمع الى كلماته المهينة التي ألقاها على مسامعها دون مراعاة لوجودها،

طوال الاسبوع الماضي و هي تسمع عنه أحاديث و روايات مختلفة من الخدم أثناء تجمعهم لتناول طعام الغداء و كيف انه شخص وقح و قاسي لا يتردد في إهانة من يعملون عنده حتى أنه يعتبرهم كعبيد عنده و لو لاظروفهم الصعبة التي دفعتهم للعمل عند شخص حقير مثله و المرتبات المغرية التي يتقاضونها لما قبلوا بالعمل عنده ساعة واحدة.

انتبهت لصوت والدته و هي تقول بلوم:" و احنا مالنا بشكلها مدام بتقوم بشغلها كويس...كاميليا بنت محترمة و ذكية جدا و أكثر واحدة مناسبة تكون مربية لفادي انت ناسي البنات اللي جو قبل كدة كانوا بيتصرفوا إزاي...

زفر بملل من حديث والدته المعتاد حول المربيات السابقات اللواتي تقدمن للعمل هنا فقط للتقرب منه و إغوائه و هو لم يكن ليرفض عروضهن المجانية ليتمتع بهن لأيام قليلة قبل طردهن بطريقة مهينة فهو في الاخير لم يكن ليرضي أن تكون مربية ابنه إحدى العاهرات الطموحات....

تجاهل كلامها و هو يخاطب الصغير بود و كأنه ليس نفسه ذلك الفظ الذي كان يتحدث منذ قليل :"قلي يا حبيب بابي انت مرتاح مع المربية دي لو مش عاجباك خلينا نطردها و انا حجيبلك غيرها".

توسعت عينا كاميليا بصدمة من عجرفته و غروره و هو يتحدث الي طفله المدلل... بدا و كأنه يسأله عن رأيه في لعبة او شيئ ما اشتراه له، ليجيبه فادي ببراءة :"لا يا بابي خليها انا بحب miss كاميليا اوي هي علمتني ارسم على الايباد رسمها حلو اوي يا بابي دي حتى رسمتلي بانتان و سبونج بوب زي الحقيقيين ( شخصيات رسوم كرتونية).

تعجب شاهين من كلام الصغير الذي أبدى و لأول مرة ارتياحه مع مربية ليرمق تلك الواقفة بنظرة استعلاء قبل ان يسألها :" انت بتدرسي إيه؟؟

ثريا بفخر و هي تلاحظ توتر كاميليا :"رابعة هندسة و دايما الأولى على دفعتها... و بتتكلم ثلاث لغات بطلاقة الفرنسية و الانجليزية و الروسية كمان... انا تأكدت من داه بنفسي".

اردف شاهين بصوت واثق و هو يضع فادي على الاريكة بجانبه :" كويس جدا... ابني مسؤوليتك انت يا أمي بس انا لو لاحظت أي تقصير انا حتدخل فورا...

انا طالع ارتاح فوق قوليلهم يصحوني بعد ساعتين علشان عندي موعد مهم ".

ثريا :" انت مش حتتغدى قبل ما تنام؟؟".

أشار نافيا بيده قبل أن يتجه الى الدرج صاعدا الى جناحه... أخذ حماما دافئا ثم تمدد على سريره ليغمض عينيه و يغط في نوم عميق....

في الحديقة تجلس كاميليا تراقب الصغير الذي كان منشغلا بجهازه اللوحي و هو يحاول بكل جهده إكمال رسمته و كأن حياته تعتمد عليها.

نظرت له بحنق و كره للحظات... هذا الطفل المدلل الذي يعيش حياة الملوك... تعرضت للاهانة و السخرية من قبل والده منذ قليل و هو لا يهتم لشيئ سوى لهذه الرسوم السخيفة...

انتبهت لمجيئ فتحية تلك الخادمة البشوشة التي لا تكف عن الثرثرة و الحديث عن أخبار الباشاوات و الهوانم الذين يأتون الى هذا القصر حتى أنها باتت تعرف العديد منهم و تعرف أخبارهم دون أن تراهم حتى...

فتحية بابتسامة:"انت هنا و انا عمالة ادور عليكي عليكي من ساعة...داه وقت الغداء مجيتيش ليه؟؟".


كاميليا :"اتغدوا انتم بالهناء و الشفاء انا مليش نفس و فادي أكل من شوية قبل ما نخرج".

فتحية و هي تلاحظ نبرة صوتها الحزينة :"انت لسه زعلانة من كلام البيه...يا بنتي انسى بكرة تتعودي المهم انك مترديش عليه غير لما يسألك....

كاميليا ببؤس:"و انا في إيدي إيه غير إني أسكت و أبلع الاهانة يعني لو رديت عليه حيحصل إيه داه مش بعيد يشتمني أكثر و يطردني كمان و انا بصراحة مش عاوزة اخسر الشغل انا محتاجاه جدا و معنديش بديل انا لو عليا و الله ماكنت اقبل انه يهيني و لا يقلل من كرامتي بالشكل داه حتى لو اموت من الجوع بس انا بشتغل علشان اساعد عيلتي...

ربتت فتحية على كتفها بحنو و هي تجيبها:"كلنا كده يا حبيبتي لولا الحاجة مكنا قعدنا في الذل داه و كمان علشان خاطر الست ثريا هي طيبة و مش زيه ما انت شفتيها دافعت عنك إزاي".

كاميليا بانفعال:" الحيوان.. انت مشفتيش كان بيبصلي بقرف إزاي هو يعني علشان ربنا كرمه و رزقه شوية فلوش يدوس على الغلابة اللي زينا هو احنا بنشحت منه ما احنا بنشتغل اهو... إلهي يخذه بني آدم مستفز انا مش مصدقة إزاي هو اب لملاك زي داه".

أكملت كلامها و هي تشير بعينها لفادي لتضع فتحية يدها على فمها و تشير لها بأن تخفض صوتها:" يا بنتي اسكتي احسن يسمعك دي الحيطان ليها وذان داه بيبقى قاعد في اوضته و بيعرف كل حاجة بتحصل برا و بعدين انت مش قلتي انك حتشتغلي شهر أو شهرين و بعدين تمشي... اهدي كده و كولي عيش و خلي ايامك تعدي على خير إنت مش قد الناس و لا قد نفوذهم، دول إيديهم طايلة اوي و ما بيرحموش، نظرت فتحية يمينا و يسارا لتتأكد من حلو المكان حولهما قبل أن تسترسل في حديثها....داه سجن بنت مسكينة كانت بتشتغل معانا هنا منه لله لبسها قضية زور و سجنها خمس شهور داه غير العلقة اللي خذتها من القاردز... ".

كاميليا بهمس :" ليه؟ هي عملت إيه؟؟ ".

فتحية و هي تتنهد بحزن:" ابدا و الله دي مكملتش يومين شغل و اليوم الثالث لقاها بتنظف في مكتبه و الظاهر كده انها غيرت مكان ملفات او حاجة زي دي المهم شتمها و قلها يا حيوانة فهي المسكينة مستحملتش و دافعت عن نفسها انا فاكرة اليوم داه كويس اوي، انا لحد دلوقتي لسه سامعه صريخها في وذاني و هي بتستنجد و بتترجاه انه يرحمها انت مشفتيشه ازاي جرها من شعرها و رماها برا الفيلا و أمر الحرس انهم يكملوا عليها و بعدين ياخذوها للقسم ... الست ثريا وقتها للاسف مكانتش موجودة كانت بتزور واحدة قريبتها....المهم خلي بالك من نفسك حتى لو شتمك اسكتي داه ظالم و مش بعيد يلبسك قضية...

ارتجفت كاميليا و هي تتخيل نفسها مكان تلك المسكينة لتمتم بخوف :"يا نهار اسود إيه الذل داه يعني يا استحمل الاهانة و الشتيمة زي الحيوانة و اسكت و الا اتسجن و اتضرب... منك لله يا هبة ملقيتليش غير الفيلا الشؤم دي علشان اشتغل فيها دي كانت شورة مهببة انا لايمكن استحمل كل داه انا حخلص الشهر علشان اخذت سلفة و بعدين حعتذر من الهانم و ابطل شغل... خليله ابنه المدلل داه يشبع بيه و يربيه على مزاجه ".

فتحية بمواساة :" ربنا يسهل يا حبيبتي يلا هاتي البيه الصغير و تعالي ندخل علشان تتغدي اليوم لسه طويل مش حتقدري تركزي مين غير أكل...".

_________________________

في مستشفى البحيري

قلبت ليليان عيناها بضجر و هي تنظر لساعتها للمرة العشرون قبل أن تهتف بصوت غاضب موجهة حديثها لسكرتيرة أيهم :"لما حضرته مشغول كده بيناديني ليه...انا كمان عندي شغل اتصلي بيه دلوقتي و قوليله لو مش فاضي انا حمشي و حبقى أرجع وقت ثاني".

رمقتها وفاء السكرتيرة بنظرة حارقة قبل أن ترفع سماعة الهاتف ليأتيها الرد،

:"اتفضلي يا دكتورة الدكتور مستنيكي ". تشدقت وفاء و هي تمط شفتيها دون اكتراث بغضب الواقفة أمامها التي تكاد تنفجر غيضا...

فتحت ليليان الباب لتندفع داخلا و هي تصرخ بغل:" انت قاصد تهيني صح بقالي ساعة مستنية جنابك

عشان تفضى و تدخلني... بس الحق مش عليا انا الغبية اللي بنفذ اوامرك و باجي هنا".

إتكأ أيهم على كرسيه و هو يشاهد باستمتاع ملامحها الغاضبة...مشرقة وفاتنة كعادتها، وجهها محمر من شدة الغضب و عيناها تنبعث منهما شرارات الكره.

يعلم انها تكرهه و تمقته منذ طفولتها منذ اول يوم أتت فيه الى منزلهم بسبب معاملته الفظة لها عكس بقية عائلته، لطالما اعتبرها شيئا تابعا له من أملاكه يتحكم به كما يشاء،دراستها أصدقائها عملها كل ما يتعلق بها يخصه هو لوحده...

يعلم نقاط ضعفها و يستغلها جيدا للسيطرة عليها لكنها تفاجئه دائما بتمردها و شراستها، على مدى سنوات لم يتمكن من كسرها و ترويضها بل ازدادات عنادا و جموحا، و ازداد هو اصرارا على الحصول عليها،تليق به كثيرا رغم اختلافهما فالفرق بينهما كالثلج و النار.

ابتسم بتسلية في سره و هو يمثل عدم الاكتراث قبل أن يجيبها:"كان عندي شغل مستعجل اقعدي مالك واقفة ليه؟

رمقته باستهجان و هي تقول بغضب:" عاوز إيه؟ عندي شغل و مش فاضية.

مط أيهم شفتيه بعدم رضا و هو يتلاعب بقلمه بين اصبعه ثم قال بلهجة معاتبة مزيفة :"ليه كده يا ليلي دا انا حتى عندي ليكي أخبار حلوة حتفرحك...


ليليان بسخرية:" أخبار حلوة و منك انت؟؟

تجاهل نبرتها الساخرة ثم رمى القلم الذي كان يتلاعب به بين اصابعه قائلا بجدية:"أقعدي في كلام مهم لازم نحكيه.. و الا انت ناسية انك خطيبتي؟

ازداد حنقها من بروده و لهجته الآمرة التي تثير اشمئزازها يبدو أنه هو من ينسى انها خطيبته و هذا ما أكده لها عندما أخذه معها الى تلك السهرة...

تقر انها تفاجأت كثيرا عندما لم يعارض ارتدائها للحجاب و كأنه كان يتوقع ان تفعل ذلك في أي وقت

إضافة إلى أنه تجاهلها طوال الاسبوع،

لم تره و لم تسمع صوته و لم يأت الى منزل والديه كعادته هذا ما أثار ريبتها و شكها انه يخفى أمرا كبيرا.

جلست و هي تنظر إلى ملامحه الجامدة الخالية من اي تعبير....علها تفهم ما يلمح إليه كانت تنتظر ما سينطق به بقلب منقبض و أيهم بطبعه لم يكن ليخذل إحساسها كعادته عندما نطق بكل ثقة و كأن ما سيقوله امر مفروغ منه لايستحق النقاش او المعارضة.

:"انت كملتي دراستك زي ما كنتي عاوزة و بقيتي بتشتغلي كمان يعني كل طموحاتك و أحلامك حققتيها و مقعدش ليكي حجة علشان نأجل جوازنا...

تجاهل نظراتها المستنكرة و تابع :" حتى بابا موافق و مش هو بس كل العيلة خاصة ماما مبسوطة جدا و....

قاطعته ليليان بغضب و هي تضرب بقبضتها على المكتب :"يعني كلهم عارفين و انا اللي آخر من يعلم....

أيهم بحدة :"أقعدي خلينا نتكلم بهدوء و بلاش تعلي صوتك متخلينيش اتقلب عليكي و اوريكي وشي الثاني.

ليليان :"نتكلم في إيه انت عارف كويس ان انا مش موافقة عليك.... انا مش بحبك و لا انت كمان بتحبني احنا مش شبه بعض... انا رضيت علشان عمي و مرات عمي مكنتش عاوزة اكسر بخاطرهم....انا مقدرش اقلهم لا بس انت تقدر تعمل اللي انت عاوزه....

ايهم بتجاهل :" و انا عاوز اتجوزك و آخر الشهر داه خوذي بقية الشهر إجازة علشان تجهزي نفسك براحتك...".

ليليان بصدمة :"مستحيل انت بتهزر أكيد.... جواز مين اللي آخر الشهر انا مستحيل اقبل بداه مستحيل اتجوزك افهم يا بني آدم....انا زمان وافقت علشان عمي ...

أيهم بصراخ و قد بدأ الغضب يتصاعد الى رأسه :" ليليان.... احترمي نفسك و اعرفي انت بتتكلمي مع مين...مش علشان ساكتلك تسوقي فيها، جوازنا آخر الشهر و مش عاوز كلام ثاني في الموضوع داه اتفضلي روحي دلوقتي انا كلمت ماما من شوية و هي زمانها مستنياكي".

ليليان و هي تتمالك نفسها محاولة إقناعه ليتراجع عن رأيه :"أيهم...ارجوك داه جواز مش لعبة...بطل تتحكم في حياتي و تمشيها على مزاجك،دراستي و شغلي و حتى اصحابي انا كنت بنفذ كلامك و مش بعترض علشان دين عمي اللي في رقبتي علشان هو اللي اخذني و رباني و عاملني زي بنته بعد ما..... ابويا رماني... بس دلوقتي مقدرش...انا و انت مش شبه بعض انا ليا حياة و انت ليك حياة ثاني مختلفة عني...جوازنا مش حينجح ابدا و انت عارف كده كويس.

ايهم بملل:"بقلك إيه سيبك من الكلام الفارغ داه...انا صبرت عليكي اوي كل مرة تجيبي حجة شكل علشان نأجل جوازنا و بابا كان بيسايرك و لو لاه انا مكنتش حسيبك و كان زمانا متجوزين من زمان بس مش مهم و بالنسبة لأسلوب حياتي فانت حتتعودي اكيد".

ليليان بحنق:"حتعود على إيه بالضبط؟؟ على معاملتك الزفت ليا و الا اسلوب كلامك معايا و كأني خدامة عندك و الا سهراتك مع اصحابك الفاسدين و الشرب و البنات و الحاجات الحرام اللي انت بتعملها....دا انت كل يوم مع واحدة شكل ".

ايهم بوقاحة :" اصحابي دول اللي بتتكلمي عليهم من أهم رجال الاعمال في البلد و انت عارفة داه كويس اما في مايخص البنات فعاوزاني اعمل إيه لما سيادتك بتعامليني على أساس واحد غريب عنك كل ما أقرب منك بتصديني... انا في الاخير راجل و ليا احتياجاتي ".

ليليان و هي تنظر له باشمئزاز:" يعني كل داه علشان رفضت اسلمك نفسي ....

ايهم بنفاذ صبر :" على فكرة انت غبية اوي انا لو كنت عاوزك بالطريقة دي كنت خذتك من زمان و انت عارفة اني اقدر اعمل كده... انت ليا يا ليليان بتاعتي انا..... من يوم مادخلتي بيتنا و انا قررت انك تكوني ليا فيا ريت تبطلي عناد و رفضك داه ملوش لازمة انت ملكيش غيري....

صرخت ليليان يجنون و هي ترى حبل مشنقته يقترب من رقبتها :"انت مش طبيعي... حل عني بقى انا بكرهك و مش طايقاك انت مش حاسس ازاي بقرف منك و من كل حاجة ليها علاقة بيك انت واحد معندكش اخلاق و لا شرف اخر مرة كنت عاوزني البس لبس عريان قدام اصحابك انا ميشرفنيش اني ارتبط بوا....

بحركة سريعة قبض ايهم على حجابها من الخلف بقوة حتى كاد يقتلع شعرها من جذوره لتصرخ ليليان بألم و هي تتلوى بين ذراعيه محاولة تخليص نفسها، دفعها لتنحني و يصبح رأسها على سطح المكتب ثم مال فوقها ليهمس قرب اذنها بصوت مرعب كفحيح الافعي:"بقيتي قليلة الادب يا لولو و لازمك إعادة تربية من اول و جديد...بس المكان هنا مش مناسب ايه رأيك نروح شقتي اوعدك حتتبسطي هناك".

انهمرت دموعها بغزارة و هي تحس بضعفها و قلة حيلتها ككل مرة ينفرد بها...تعلم انها وحيدة و لا احد سينقذها من بين براثنه لا تمتلك اما تدافع عنها و لا ابا يهتم لامرها و لا حتى اخا تستند عليه وقت شدتها، تخبطت بعنف و هو يجذبها اليه ليصبح وجهها مقابلا له..

حاولت دفعه بياس لكنه شدد قبضته على شعرها من جديد غير آبه ببكائها المرير و هي تحس بيده الأخرى تتلمس مفاتن جسدها بطريقة وقحة.

تعالت أصوات أنفاسها  المختنقة بدموعها لتغلق  عينيها و أمل احمق تنامى بداخلها تتمنى ان كل ماتمر به مجرد كابوس...

كتمت أنفاسها التي امتلأت برائحته المميزة التي تمقتها... رائحة عطره الفرنسي الفاخر الممزوجة بالسجائر عندما جذب وجهها اليه ليمرر أنفه على خدها المبلل بدموعها و هو يهمس بصوت خافت مخيف  جعل الدماء تتجمد حرفيا في عروقها:"

اعقلي و بلاش تستفزيني اكثر.... آخر الشهر داه حنتجوز يعني كمان اسبوعين... كوني مطيعة و نفذي اللي بقلك عليه متخليش اقلب الوش الثاني انا مجنون و انت عارفاني كويس بتحبيني بتكرهيني مش مهم المهم انك حتكوني ليا في الآخر".

ترددت كثيرا قبل أن تهمس هي الأخرى بصوت منكسر :" انا بنت عمك ليه بتعمل فيا كده؟؟

ابعدها عنه قليلا ثم نظر الى وجهها الفاتن قبل أن يجيبها :"عشان انت الوحيدة اللي تحديتيني رفضتي ايهم البحيري اللي كل البنات بتتمنى إشارة منه... عاوز اكسرك و أذلك علشان نظرة الكبرياء و الغرور اللي في عينيكي تتمحي...انا كان ممكن اعمل كده بطرق ثانية كثير  يعني مثلا  آخذ منك اللي انا عاوزه و بعدين ارميكي او اصورك شوية صور حلوة ملي في بالي ساعتها حخليكي تبوسي جزمتي علشان ارضى عليكي...".

ليليان و هي تكتم المها:" أرجوك يا أيهم بلاش... سيبني في حالي و انا اوعدك مش حتشوف وشي ثاني.... انا حسافر برا و مش حرجع.....

أيهم و هو يقاطعها بحدة زادت من ارتجاف جسدها و بكائها:"مش حتروحي لأي مكان... و الله يا ليليان لو فكرتي تهربي ثاني ماحرحمك المرة دي...يلا دلوقتي روحي اغسلي وشك الحلو داه و روحي البيت ماما مستنياكي".

دفعها بعنف حتى كادت تسقط أرضا لو لا استنادها على الكرسي الذي كان وراءها مباشرة...

ارتعشت أطرافها و هي تشعر بجسدها عاجز على الوقوف او التحرك.

تنفست باضطراب محاولة الصمود و التماسك ليتعالى صوت لهاثها...رفعت يدها بصعوبة لترخي حجابها الذي بات يخنقها بشدة مررت اصابعها على عنقها تمسده بحركات لا إرادية و تمسح حبات العرق التي غزت وجهها و رقبتها فجأة...

انحنت لتستند على الكرسي بيديها الاثنتين و هي تفتح عينيها على وسعهما محاولة التخلص من الغشاوة التي اكتستهما...

ترنحت للحظات قبل أن تسقط أرضا، اقترب أيهم منها بسرعة و قد تبدلت ملامحه الغاضبة المتجهمة بأخرى قلقة...

انحني بجانبها لتتراجع ليليان بجسدها و هي تهز رأسها بهستيريا يمينا و يسارا و صوت شهقاتها المتقطعة يعلو شيئا فشيئا...

نظرت له بخوف و هي تضم يديها على صدرها المرتعش وكانها تحمي نفسها منه...

زاد ارتعاش جسدها بطريقة مخيفة ليصرخ ايهم بجنون و هو يحملها بين ذراعيه رغم مقاومتها و يضعها على الاريكة.

جلس مقابلا لها ووضع يده على يدها المرتجفة و الاخرى على وجهها محاولا تهدئتها:"ليليان مالك...فيكي إيه ،ايه اللي حصل، إهدي... إهدي".

ازدادت شهقاتها و دموعها التي أغرقت وجهها و رقبتها و هي تغمض عينيها بقوة و تتراجع برأسها الى الوراء مبتعدة عنه... ظلت تنتفض بعنف للحظات قبل أن تغرس أصابعها بعنف في خصلات شعرها التي ظهرت من تحت حجابها

...

وقف ايهم من مكانه ثم اسرع الى مكتبه ليعبث بأدراجه باحثا عن شيئ ما...


شتم  بصوت عال عندما لم يجد ما يبحث عنه التفت لليليان التي كانت في عالم آخر، يعلم جيدا ان ما أصابها هو انهيار عصبي حاد  لشدة ضغطه عليها،

دار حول نفسه بجنون و هو يشد خصلات شعره بغضب لم يكن  يتوقع هذا ابدا ... لم يتوقع انهيارها  ... فهذه ليس اول مرة يهددها و يهينها و يذلها بكلماته المسمومة ،و لا اول مرة يتعامل معها بقذارة...او حتى  يضربها... لطالما عاملها كما ما يحلو له كلما دعاها الى مكتبه.

رفع سماعة هاتفه ليستدعي احدى الممرضات و معها الدواء المناسب قبل أن يعود و

يجلس بجانبها جاذبا جسدها المرتعش بين ذراعيه القويتين ليضمها بقوة مسيطرا على ارتجافها ثم يضغط بيده خلف رأسها ليدفن وجهها  في صدره و يكتم صوت شهقاتها المتعالية.

___________________

وقفت هبة على رصيف احد الشوارع محاولة إيقاف سيارة أجرى لتقلها الى جامعتها، نظرت بتأفف الى ساعتها و هي تتمتم بغيظ :"انا تأخرت أوي اكيد مش حلحق على أول محاضرة...

تراجعت بذهول و هي ترى سيارة فاخرة تتوقف أمامها فجأة... ليترجل عمر منها و ملامح وجهه الغاضبة لاتبشر بالخير 

تراجعت بخطواتها الى الوراء عندما وجدته يتقدم نحوها.. صرخت بألم عندما قبض على ذراعها بعنف ليجذبها نحوه موقفا تراجعها و هو يهدر بعنف:"بقالي أسبوع بكلمك على التليفون مش بتردي ليه ها...

مش ناوية تعقلي بقى و تبطلي لعب عيال".

نظرت هبة حولها بتوتر مخافة ان يراها أحد  و هي تحاول باستماتة جذب يدها لكنها فشلت...لتهتف بحنق:"انت تجننت سيب إيدي.. عاوز مني أيه ابعد عني، و ملكش دعوة بيا".

مسح عمر على وجهه بعنف قبل أن يهدر بعصبية:" متستفزينيش يا هبة احسنلك...تعالي حوصلك الجامعة و بالمرة نتكلم".

جذبها ورائها بقوة ليجبرها على ركوب السيارة... لم تقاومه كثيرا حتى لا تجلب إنتباه المارة و ما أن صعد بجانبها حتى صرخت في وجهه :" انت عاوز توصل لايه بتصرفاتك دي... انت عاوز ترجع تبوزلي حياتي زي زمان يا ابن الدكتور ".

تراجع عمر برأسه على كرسي السيارة و هو يغمض عينيه بتعب متمتما برجاء:"و النبي يا بيبة اسكتي دلوقتي انا مش ناقص بقالي اسبوع منمتش ساعتين على بعض بسبب الشغل علشان شريكي كان مسافر اول ما جا جتلك على طول...".

تأملت هبة ملامحه المتعبة  للحظات قبل أن تخفض نظرها بخجل و توتر.

تجلس عمر في مقعده قبل أن يحرك السيارة باتجاه الجامعة...ابتسم بسعادة و هو يلتفت بجانبه بين الحين و الاخر.

كزت هبة على أسنانها بغيظ قبل أن تهتف:" انت بتضحك ليه...شايفني اراجوز قدامك؟؟ ".


قهقه عمر بخفة و لم يجبها  لتتوه هبة بمظهره الرجولي الوسيم  الذي خطف عقلها منذ ذلك اليوم الذي رأته في حديقة الفيلا...

ضغطت على باطن كفها بقوة حتى تطرد تلك الأفكار

ف

ي عقلها لتتفاجئ بيده تحتوي كفها بنعومة و يمرر ابهامه على الاحمرار الطفيف الذي ظهر على بشرة يدها مكان الضغط.

ابتلعت ريقها بتوتر قبل ترفع بصرها نحوه بحذر  لتجده يرمقها بنظرات حانية لم تفهمها.... ازدادت دقات قلبها عنفا و حرارة غريبة اجتاحت كامل جسدها...

انها نفسها،تلك النظرة التي كانت تراها في عينيه قبل سبع سنوات كلما مرت بجانبه او اعترض طريقها.

مرت دقائق قصيرة صامتة قبل أن يتوقف بسيارته أمام مبنى الجامعة...التفتت هبة بوجهها الى جهة باب السيارة استعدادا للنزول لتتفاجئ بأنه مقفل رفعت انظارها الى الجالس بجانبها لتجده يستند برأسه على مقود السيارة ...

ضحكت بخفوت على مظهرهه قبل تتمالك نفسها و تقول برقة:"عمر... ممكن تفتح الباب علشان انزل".

همهم عمر بأعتراض قبل أن يهتف :"تؤ.. خليكي جنبي كمان شوية".

هبة باستنكار:"انا تأخرت على المحاضرة لازم انزل".

عمر :"فاضل نص ساعة على محاضرتك التانية".

عقدت هبة حاحبيها دلالة على تعجبها ليقاطعها صوته من جديد :" متستغربيش.. انا حافظ الجدول متاع محاضراتك".

هبة :"طيب خليني انزل مش معقول حتفضل في الشارع.. و انت كمان باين عليك تعبان...

قاطعها عمر و هو يلتفت إليها بكامل جسده.. أمسك كفيها بين يديه وهو يتفرس في ملامح وجهها الناعمة قبل أن يقول :" تعبان اوي يا هبة و راحتي في حضنك... حضنك اللي تمنيته من سنين و حرمتيني منه بكل قسوة ، بس دلوقتي انا رجعت و مش حستسلم ابدا عارفك ليه علشان انت من حقي...

حاولت هبة التملص منه و هي تردد بتلعثم :" انت بتتكلم على إيه؟ احنا مكانش في بينا حاجة و لا عمره حيكون..متنساش انت تبقى مين و انا....

عمر بصراخ و قد احمرت عيناه بشكل مخيف و برزت عروق يديه التي زادت من ضغطها على معصميها حتى كادا يهشمهما :" اسكتي مش عاوز اسمع الكلام الفارغ داه... احنا كنا بنحب بعض انت صح كنتي صغيرة بس انا كنت كبير و فاهم كويس... انت كمان كنتي بتحبيني يا هبة بس كنتي خايفة و انا معرفتش اتصرف او يمكن الظروف مكانتش ملائمة دراستي و شغلي كنت لسه بأبتدي حياتي بس دلوقتي خلاص... رجعت و مش حسيبك ابدا و تبقي عبيطة لو فكرتي انك حتغيري رأيي بكلامك اللي ملوش لازمة داه... حتوافقي يا بيبة و حنتجوز انا خلاص جبت أخري".

أفاق من جنونه على صوت شهقاتها المكتومة و هي تضغط على شفتيها بقوة...زفر بحنق و هو يشتم غبائه في سره لقد جعلها تخاف منه من جديد عوض ان يقربها منه و يطمئنها بوجوده...

نظر الى معصميها ليجدهما محمرين بشدة بسبب قوة ضغطه عليهما.. انحنى ليطبع عليها قبلات خفيفة ثم يمسح عليهما بأصابعه قائلا باعتذار :"اسف يا بيبة.. حقك عليا متزعليش...مش حعمل كده ثاني انا بس كنت تعبان و مخنوق...انا والله بحبك و عمري ما نسيتك لحظة و لا فكرت في غيرك  و الايام حتثبتلك صدق كلامي... بس اوعديني انك

حتفضلي جنبي و مش حتتخلي عني ابدا".

أدارت هبة وجهها متحاشية نظراته المترجية و هي تغلق عينيها بضعف كم تتمنى ان تلقي بنفسها بين أحضانه و تخبره بأنه على حق و انها تحبه بل و  تهيم به عشقا لكنها لا تستطيع...

قلبها لا يتحمل وجعا آخر لا تريد أن تعد نفسها و تمنح قلبها آمالا مستحيلة،فتحت عينيها عندما حاوط عمر وجهها بيديه هامسا من جديد :"اوعديني يا هبة".

__________________________

الساعة الرابعة عصرا

نزل شاهين درج الفيلا الخارجي متجها الى سيارته التي توقفت بالقرب منه، ترجل منها الحارس ليعطي المفاتيح لسيده ثم ينحني انحناءة خفيفة قبل أن يشير له شاهين بالمغادرة...

كان على وشك إغلاق الباب عندما سمع أحد الحرس يناديه... تأفف بضيق  قبل أن يسمح له بالاقتراب قائلا بلهجة آمرة :"عاوز إيه يا أحمد؟؟".

تنحنح أحمد منظفا حلقه قبل أن يقول بارتباك :"شاهين بيه في حاجة... مهمة حضرتك لازم تعرفها بخصوص. ...

شاهين بحدة :" بخصوص إيه اتكلم؟؟

أحمد بتوتر :"بخصوص المربية سعادتك... اللي اسمها كاميليا".

نظر له شاهين بتساؤل  و قد ظهرت على ملامحه بعض الاهتمام ليتشجع الاخر و يكمل :"البنت دي جات اول يوم هي و صاحبتها علشان يقابلوا الست ثريا هانم علشان الشغل و رجعوا اليوم الثاني كمان مع بعض...

قلب شاهين عينيه بملل قبل أن يهتف بنفاذ صبر :"و بعدين.... فين الحاجة المهمة يا بني آدم الاثنين جو مع بعض اول يوم و ثاني يوم ... انت كده بتضيعلي وقت و بس...

ارتعش أحمد بخوف قبل أن يجيب باندفاع :" لا يا بيه انا كنت اقصد ان المربية لما جات اول يوم مكانتش كده اقصد شكلها...انا كنت فاكر انها بنت ثانية غير اللي جات اول بس انا تأكدت انها نفسها لما شفت هويتها 

سعادتك شوف CD علشان تتأكد داه تسجيل من الكاميرات بتاعة الفيلا.. الست ثريا هانم كانت أمرت مجدي انه يمسحهم يوم ما جات المربية اول مرة".

ترجل شاهين من السيارة ثم أغلق الباب وراءه بعنف... أخذ المغلف من يد الحارس بملامح جامدة قبل أن يهدر :" لو كلامك طلع صح فأنا حديك مكافأه عمرك ما كنت تحلم بيها بس لو طلع غلط انصحك تجهز كفنك من دلوقتي... ".


                     الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close