أخر الاخبار

رواية الشيطان شاهين الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم ياسمين عزيز


 الشيطان شاهين › الفصل السابع عشر

الفصل السابع عشر/والثامن عشر 

👇👇👇👇👇

الفصل السابع عشر


إستمرت قبلته لدقائق طويلة و هو يتنقل بشفتيه

ببراعة لاثما كل جزء من وجهها و رقبتها بقبلات

رقيقة قبل أن يعود من جديد ليأسر شفتيها

الطريتين يسحبهما بخفة بين أسنانه و يدخل لسانه مستكشفا بواطن ثغرها....

أنًت كاميليا بصوت مكتوم و هي تدفعه بيديها عندما

شعرت باختناقها ليزمجر شاهين بغضب و يمسك

بذراعيها بقوة و يلفهما حول رقبته بالقوة دون أن

يفصل قبلته و يرفع يده ليضعها خلف رأسها ليدفعها

نحوه أكثر و يده الأخرى تتحسس خصرها و ظهرها

بحركات جريئة من فوق فستانها... كان يشعر

بأختناقها و عدم قدرتها على مجاراة عاطفته

المحمومة التي كان يبثها إياها بلا توقف...و رغم ذلك

لم يبالي بها... فكل ما كان يشغله هو إطفاء نار

شهوته التي سيطرت عليه

شعر بأرتخاء جسدها و توقف مقاومتها ليبتعد عنها

مجبرا و صدره يعلو و يهبط بأنفاسه السريعة...

لف ذراعيه حول جسدها الصغير يعتصره بقوة دافنا

إياه داخل صدره الضخم حتي باتا و كأنها جسدا

واحدا...أغمضت كاميليا عينيها بتألم و هي تكبح

جماح دموعها التي تهدد بالنزول...قلبها يكاد يتوقف

عن الخفقان و جسدها لا يكف عن الارتعاش رغم

الحرارة التي كان تلفها و المنبعثة من جسد شاهين

الذي كان يشتعل حرفيا... عيناه أصبحتا حالكتان

بطريقة مرعبة و رغبة مجنونة تملكت كامل جوارحه...

تمالك نفسه بصعوبة و هو يخرجها من أحضانه

ليقابله وجهها الأحمر و عينيها الدامعتين و شفتيها

المنتفختين جراء قبلاته... ظل يتأملها للحظات قبل

أن تفتح كاميليا عينيها بتردد و هي تتحاشي النظر

إلى وجهه و عينيه التين كان تفترسان كل جزء منها

بنظرات شهوانية جعلتها ترتبك أكثر لتتململ بعدم

راحة تريد الوقوف من فوق ركبتيه و مغادرة الغرفة...

أحست بيديه تضغطان على كتفيها ثم بصوت

الهامس الذي تسلل إلى مسامعها و هو يقول :"رايحة فين؟؟

بللت طرف شفتيها الجافتين بلسانها و هي تطأطئ

رأسها إلى الاسفل دون أن ترد عليه...فنبرة كلامه لم

تكن تتضمن سؤالا ينتظر إجابته بل كان يخبرها بأنه

لم يأذن لها بالذهاب بعد..

إكتفت بتحريك رأسها يمينا و يسارا منتظرة خطوته

الثانية باستسلام لتظهر شبه إبتسامة على شفتيه و

هو يشاهد خضوعها الذي أرضى رجولته و شعوره بالتملك نحوها...

لف ذراعه من جديد باحكام حول ظهرها قبل أن

ينحني بجسدهما نحو الطاوله ليمسك بأحد الكأسين

قبل أن يعتدل بجسده مرة أخرى و قرب الكأس إلى

شفتي كاميليا قائلا بأمر :"خدي إشربي.....

حدقت به بنظرات مذهولة غير مصدقة لما تسمعه

منه...و هي تتراجع بجسدها إلى الخلف مبتعدة عن

يده التي تحمل الكأس ضغط بأصابعه على خصرها

بقوة لتنكمش ملامح وجهها بألم و لكن رغم ذلك

ظلت تلف جسدها إلى الجهة الأخرى و تحرك يديها

بعشوائية محاولة الفكاك منه... ليضع شاهين الكأس

على الطاولة بحركة سريعة ثم يحكم قبضته على

جسدها من جديد مانعا إياها من مغادرة مكانها...

يئست كاميليا من الفكاك من قبضته لتهمس

بتوسل :"أرجوك بلاش....إعمل فيا اللي إنت عاوزه

بس داه لا".

همهم شاهين باستمتاع مرضي بكلامها و هو

يتحسس عنقها الأبيض بأنامله الدافئة مقتربا اكثر

فأكثر حتى لامست شفتاه جانب شفتيها ليهمس

بخطورة:"مش إتفقنا انك تسمعي الكلام...".

صعد بأصابعه إلى وجنتيها ليمسح دموعها المنهمرة

بصمت و هو لايزال يهمس فوق بشرتها

الناعمة :"آخر مرة قلتلك إني حنفذ اللي في دماغي

من غير كلام...

إبتلعت كاميليا ريقها بذعر من نبرته الهادئة التي

تخفي ورائها تهديدات صريحة لتهمس بدورها

باستفسار:"قصدك إيه؟؟؟


تجاهل شاهين صوتها المرتعش ليقبض فجأة على

مقدمة عنقها بأصابعه و يضغط عليه ضغطة خفيفة

لتتسع عيناها برعب من حركاته الجنونية التي أصبح يفاجئها بها كل مرة....

همس لها شاهين يتلاعب و هو لا ينفك يحرك أصابعه

كيفما شاء :" نور و الا كريم.... إختاري؟؟؟؟؟

إنتفضت كاميليا فجأة و هي تدفعه على حين غرة

حتى فقدت توازنها و إرتدت بجسدها إلى الوراء

فكادت تقع على الأرض لو لا ذراعه القوية التي

إلتفت حولها بسرعة لتعيدها إلى مكانها و هو ينظر

لها بنظرات غاضبة جعلتها ترتجف لثوان مدركة مدى

فداحة خطأها لتقول بنحيب:" إنت ليه بتعمل فيا

كده؟؟ انا عمري معملتلك حاجة وحشة و بنفذ كل

اللي إنت بتقولي عليه؟؟؟؟

سلط شاهين أنظاره على شفتيها المرتعشتين قبل أن

يمرر إبهامه عليهما بحركة بطيئة متلذذا بملمسهما

الطري قائلا :" و اللي إنت عملتيه من شوية داه

إسمه إيه؟؟؟؟

فهمت كاميليا مايعنيه لتهمس بصعوبة :" ارجوك لا...

انا عمري ماشربت الحاجات دي و لا حتى شفتها غير

في الصور...

رفعت عينيها الزرقاوتين التين كانتا تتلئلئان بدموعها

لتناظره بنظرات مستعطفة عل قلبه الحجري يرق لها

لتكمل حديثها بارتجاف:" انا حعمل كل حاجة بس دي... مقدرش ".

بادلها شاهين نظرات غامضة مخفيا تعاطفه معها

الذي لاح للحظة في ملامح وجهه قبل أن يتراجع

قائلا بقسوته المعهودة:"يبقى إنت اللي إخترتي".

كاد ان يغمى عليها و هي تراه يخرج هاتفه من جيبه

و يضغط على بعض الازرار ثم يظهر باب شقتهم

القديمة فجأة لتشهق كاميليا بصوت مسموع وهي

تضع يدها على فمها متنقلة ببصرها بين وجه شاهين

الذي كان يرمقها بتحدي و بين الهاتف المسلط على

باب الشقة... و دون أن تحتاج لتفسير علمت كاميليا

بأن عائلتها مراقبة من طرف رجاله....

أغلق الهاتف ثم وضعه بعيدا مردفا بملل :"ها.. قلتي

إيه؟؟؟

رفعت عينيها المتوسلتين مرة أخرى لتصطدم بعينيه

الخاليتين من أي رحمة لتتأكد من إصراره على

إذلالها

دون سبب لتهتف دون وعي:" انت مش طبيعي...

إنت مجنون عاوز بس تذلني... آه...

صرخت بأعلى صوتها في آخر كلامها بعد أن هوى

على خدها بصفعة قوية جعلتها تعانق الأرض لتصبح

تحت قدميه

إنحنى إليها ليشد شعرها بقبضته ويرفعها نحوه من

جديد ليصبح وجهها مقابلا لوجهه و هو يرمقها

بنظرات مميتة ليعيد صفعها بقوة أكبر ويرتطم

جبينها بأرضية الغرفة....وضعت كاميليا كفها على

وجنتها اليمني و بيدها الأخرى ترتكز على الأرض

لتسند جسدها رغم ألمها الشديد الذي جعل عبراتها

تنهمر من عينيها...

تعالت أنفاسه الغاضبة و نظراته مازالت مثبتة عليها

يمنع نفسه بصعوبة من الفتك بها و تلقينها درسا لن

تنساه حتى لاتتجرأ مرة أخرى و تتمرد عليه....

هو الذي لم يتجرأ أي رجل من قبل على التحدث

أمامه دون إذنه لتأتي هي و تهينه بهذه الطريقة

فلتتحمل ماسيحدث لها إذن.....

ضيق عينيه بتوعد عندما لمعت في عينيه فكرة

شيطانية أعجبته بشدة...

أخذ نفس الكأس الذي وضعه منذ قليل بين يديه قبل

أن يتراجع بجسده على الاريكة ليترشفه قائلا

بخفوت:"إطلعي الجناح فوق...

صباحا...

ظلت كاميليا ممددة على السرير تشعر بالآلام المبرحة

تفتك بجسدها كلما تحركت... مسحت دموعها للمرة

الالف متذكرة تلك الساعات الجحيمية التي مرت

عليها ليلة البارحة...

لم تكن تتصور في أقسى كوابيسها انها ستمر بهذا

القدر من التعذيب و الألم على يدي ذلك الوحش

المسمى زوجها...

ظلت تصرخ طوال الليل و تتوسله ان يرحمها و يتركها دون جدوى


و كلما كان يغمى عليها يجعلها تستيقظ من جديد

ليعيد إغتصابها مرة أخرى و اكثر عنف ووحشية...

تعالت شهقاتها و هي تتذكر كيف كان يهمس في

أدنها بعبارات بذيئة لم تفهم معظمها و هو يصفها

بعاهرة رخيسة لا تطيع سيدها...و ان ما يفعله معها

هو عقاب لتجرأها علي عصيان أوامره....لم تكن تظن

انها ستبقى حية ليوم الغد بل كم تمنت ان يأخذ الله

روحها عله يريحها من معاناتها.

ضغطت على رأسها بيديها محاولة إخراج صوته و

همساته التي مازالت تتردد داخل عقلها...

لتدخل عليها خديجة و تضمها إليها بحنان و هي

تهمس لها بكلمات مهدئة... تشبثت بها كاميليا و هي تبكي بقوة

و تهمهم بكلمات غير مفهومة تدعوها فيها بعدم تركها

لتشدد خديجة من إحتضانها قائلة بحنان:"خلاص يا

بنتي إهدي بلاش عياط... إنت كده حتأذي نفسك أكثر....

أجابتها من بين شهقاتها بصوت مبحوح :" مش

قادرة... يا طنط جسمي واجعني أوي... هو.... هو...

لم تستطع مواصلة كلامها لتنفجر مرة أخرى ببكاء

مرير تحت أنظار خديجة المشفقة و التي لازالت

لاتصدق لحد الان ما حصل مع كاميليا رغم سماع

فتحية الثرثارة و هي تحكي لزينب انها سمعت

السيدة ثريا و هي تتشاجر مع شاهين حول ضربه لزوجته ليلة البارحة....

لذلك إستغلت وجوده في المكتب هذا الصباح حتى

تأتي و تطمئن عليها لتفاجئ بمظهرها المزري

لتتأكد انه لم يكن ضربا فقط بل يبدو أنه قد تجاوز حدوده كثيرا...

شهقت كاميليا برعب و إرتعش جسدها و هي تتمسك

بقوة بخديجة حالما لمحته يدخل من باب الغرفة بجسده الضخم المخيف....

أشار لخديجة بعينيه الحادتين حتى تغادر قبل أن يدلف إلى الحمام

دون أن يغلق الباب وراءه...

أبعدت خديجة كاميليا عنها بلطف قائلة بهمس:"انا حنزل أحضرلك فطار انت أكيد جعانة".

نظرت لها كاميليا بعينيها الدامعتين ترجوها ان تبقى

معها حتى تنقذها منه لتقابلها الأخرى بنظرات

منكسرة فهي أيضا لا حول و لاقوة لها أمام جبروت الشيطان...

خرج شاهين و هو يرمق خديجة بنظرات غاضبة

لعدم مغادرتها ليصرخ فيها:"انا مش قلتلك تطلعي

برا... بتعملي إيه هنا لغاية دلوقتي....

إرتجفت خديجة بذعر من صوت صراخه و هي

تحاول التملص من يدي كاميليا المتمسكة بها كطوق نجاة...

لتنجح الأخرى في الإبتعاد عنها و هي تقول بتردد :"

من فضلك يا شاهين بيه خليني شوية مع الهانم عشان حالتها....

لم تكمل كلامها حتى قاطعها الاخر بنظراته الحادة قائلا بصرامة:" برا.....

ألقت عليها خديجة نظرة أخيرة مشفقة قبل أن

تخرج من الغرفة عازمة على الذهاب للحديث مع

ثريا هانم لعلها تجد حلا و تنقذ تلك المسكينة من براثن إبنها....

رمى شاهين علبة الاسعافات الأولية التي أحضرها

من الحمام ثم إتجه إلى التسريحة و أحضر بعض

المناديل المعقمة...

إقترب من كاميليا لينزع عنها غطاء السرير الذي

كانت تستر به جسدها لتتمسك به و هي تنظر إليه

بفزع خوفا من أن يعيد ما فعله معها ليلة البارحة..

زفر شاهين بملل و هو يجلس بجانبها و يأخذ منديلا

من العلبة ليمسح وجهها من الدماء المتخثرة بسبب الصفعات التي تلقتها منه...

تفاجئ بها تخطف المنديل من يده و تبدأ في مسح

وجهها بسرعة حتى أن بعض الجروح بجانب شفتها

عادت تنزف من جديد لكنها لم تكن تبالي فكل ما

تريده هو أن يبتعد عنها و لا يلمسها....

رمى لها العلبة ثم قام من مكانه متجها إلى غرفة

الملابس ليحضر لها بعض الملابس لترتديها

خرج و هو يحمل في يده منامة قطنية باللون الرمادي الغامق


رماها عليها و هو يقول بغطرسة:" إلبسي دي عشان

مينفعش تقعدي بالملاية.. بالرغم من إنها لايقة عليكي خالص..".

تحاشت كاميليا النظر إليه رغم شعور الحقد الذي

تملكها تمنت لو انها لديها بعض القوة لتخنقه بيديها دون تردد....

إستقامت في جلستها بصعوبة و هي تعدل من الغطاء

الذي إنزاح قليلا كاشفا عن ذراعيها و أسفل عنقها...


ضيق شاهين عينيه متأملا جسدها الذي إمتلأ

بالكدمات و الجروح التي غيرت لون بشرتها إلى

العديد من الألوان الزرقاء و البنفسجية...

مد يده دون وعي منه إلى الغطاء ليزيحه عن ذراعيها

مرة أخرى بعد أن غطته كاميليا بارتباك بعد أن


لاحظت نظراته المتفحصة لها التي صرخت :"إبعد عني...متلمسنيش".

رفع بصره إليها يحذرها ثم عاد يتفحص كتفيها و

يزيح الغطاء عن باقي جسدها و هو يقول ببرود:"

مش حستأذن عشان المس حاجة بتاعتي...

أجابته رغم إرتجافها :" عاوز إيه ثاني مش مكفيك اللي انت عملته فيا إمبارح ".

تجاهلها ما تعنيه و هو يخرج مرهما طبيا من العلبة

ثم أفرغ بعضا منه في كفه قائلا :" داه عقاب بسيط عشان تتعلمي تنفذي أوامري...رفع عينيه لها مكملا :" قربي....

هزت رأسها يمينا و يسارا رافضة ليزفر بملل على

عنادها ثم قال بنفاذ صبر :" لو عاوزة أعيد االي

عملته فيكي إمبارح انا معنديش مانع... قربي... ".

صرح في آخر جملته لتجفل كاميليا و تقترب منه رغما عنها خوفا من تنفيذ تهديده...

إبتسم بغير مرح و هو يوزع المرهم على الكدمات

التي غطت معظم جسدها متفقدا بعض الأماكن

خوفا من وجود رضوض ... إنتهى ثم دلف إلى

الحمام ليغسل يديه قبل أن يعود إليها ليجدها قد

إنتهت من إرتداء ملابسها بسرعة قياسية و هي

تتمتم ببعض الشتائم غافلة عن وجوده...

:"حبعثلك الاكل و الدواء مع فتحية.. تاكلي و تنامي، بعد ساعة لو ملقيتكيش نايمة حتتعاقبي".

هتف بها قبل أن يخرج مغادرا الغرفة لتتنهد كاميليا

براحة و هي تدعو في داخلها ان تتخلص منه في أقرب وقت.....

بعد دقائق سمعت صوت دقات على باب الغرفة تلاه

دخول فتحية و هي تحمل صينية الطعام لتزفر

كاميليا بفتور و هي تتمتم داخلها :" مش ناقصني

غير فتحية...عشان تكمل عليا".

سارعت إليها فتحية و هي تلطم على صدرها بعد أن

وضعت صينية الطعام على حافة السرير و تقترب

من كاميليا تتفحصها بدقة قائلة بذعر:"يا لهوي يا

مصيبتي...إيه اللي حصلك يا هانم.....

لوت كاميليا ثغرها بحركة مستنكرة لتجيبها

بتهكم :"يعني بجد مش عارفة إيه اللي حصلي...

رمشت فتحية بعينيها عدة مرات قبل أن تقول بنفي

بعد أن أدركت ما تفوهت به :"لا طبعا يا هانم و انا

حعرف منين...انا جبتلك الاكل و الدواء زي ما أمرني

شاهين بيه و لو عاوزة حاجة ثانية انا حساعدك...

تنهدت كاميليا بقهر من كلمات فتحية فقد فهمت ان

شاهين هو من أمرها بعدم الحديث او السؤال عن أي

شيئ لكن فتحية و بما انها فضولية بطبعها لم

تستطع منع نفسها من الثرثرة و التدخل....

نزعت الغطاء من فوقها قبل أن تهتف بصوت

متعب :"مليش نفس لأي حاجة يا فتحية...يا ريت تساعديني عاوزة آخذ شاور....

أومأت لها الأخرى و هي تساعدها على الوقوف مانعة

نفسها بصعوبة من الثرثرة بسبب تنبيه شاهين لها.

خرجت كاميليا بعد دقائق طويلة بعد أن ساعدتها

فتحية على الاستحمام و إرتداء ملابسها...فهي

حرفيا كانت عاجزة عن التنقل او التحرك بمفردها....

تمددت على السرير بعد أن تناولت بعض الأقراص

المسكنة لعلها تساعدها في التخلص من الألم الذي

مازال يحرق جسدها كلما تحركت....

دثرتها فتحية بالغطاء لتنكمش فتحية على نفسها و

تطلق العنان لدموعها التي إنهمرت على خديها

المحمرتين،

تذكرت ليلة البارحة عندما إنتهى منها شاهين و

تركها عارية مغادرا الغرفة دون إكتراث كأي عاهرة

رخيسة لا قيمة لها...

نظرات فتحية المشفقة و هي تتفرس جسدها

المكدوم بعدم تصديق دون أن تتكلم فماتراه أمامها

خير إجابة على جميع تساؤلاتها ....

مرت دقائق قبل أن تغظ في نوم عميق من شدة تعبها.

في المكتب...

تحديدا في غرفة الكاميرات الموجودة داخل مكتب

شاهين و التي تضم عدة شاشات كل شاشة تبين

مايحصل داخل الفيلا و خارجها...

ركز شاهين بصره على كاميليا النائمة ليبتسم بخبث

و هو يتذكر ليلة البارحة و هو يهمهم بتلذذ و كأنه

يتذوق قطعة حلوى شهية:"عمري ما إستمتعت زي

إمبارح..... تستاهل الملايين اللي هي أخذتها كلها".

إبتسامة مختلة شقت طريقها إلى ثغره قبل أن

يتجرع بقايا كأسه دفعة واحدة و يغادر الغرفة إلى

وجهته المحددة....


👇👇👇👇👇👇👇👇👇_

الفصل الثامن عشر


بعد عدة ساعات إستيقظت كاميليا على لمسات حنونة تربت على شعرها و ظهرها لتفتح عينيها

ببطئ و تجد ثريا تجلس على كرسيها المتحرك

بجانب السرير... إبتسمت لها قائلة :"مكانش قصدي

أصحيكي بس فتحية قالتلي انك مكلتيش حاجة من

إمبارح و الساعة دلوقتي بقت أربعة العصر....".

تململت كاميليا في مكانها بكسل تحس بأن جميع

عظامها تئن من الألم و الصداع في رأسها لايحتمل...

أدمعت عيناها و هي ترفع جسدها لتستند بصعوبة

على حافة السرير لتهتف ثريا بشفقة:" بالراحة يا

بنتي جسمك لسه تعبان... انا حنادي لواحدة من

البنات عشان تساعدك ".

أمسكتها كاميليا من يدها قبل أن تستدير بكرسيها

نحو الباب توقفها قائلة بهمس :"مفيش داعي يا ثريا

هانم انا كويسة...

ربتت ثريا على يدها بحنان و هي تجيبها و على

ثغرها إبتسامة حانية :"إنت بقيتي بنتي خلاص فبلاش هانم دي... قوليلي ماما ثريا".

بادلتها كاميليا ابتسامة خجولة لتستأنف الأخرى

حديثها من جديد :" انا عارفة إني مهما حقلك مش

حقدر أخفف عليكي او انسيكي اللي حصل بس

عاوزاكي تتأكدي إنك من يوم ما دخلتي البيت داه و

انا بعتبرك زي بنتي و ربنا يعلم إني مش راضية على

تصرفات شاهين و إني كل يوم بتخانق معاه

عشانك... تنهدت طويلا قبل أن تضيف.... هو طباعه كده عصبي بزيادة و متحكم و

مش بيحب حد يناقشه في أي حاجة بيعملها حتى

أنا...بس صدقيني هو مكانش كده زمان بالعكس كان

راجل بتحلم بيه أي بنت و مراته عاشت معاه أجمل

أيام حياتها بس بعد كده تغير و بقى زي ما انت

شايفة....انا حاولت كثير أرجعه لطبيعته بس فشلت

بقاله سنين على الحال داه قاسي و مفيش في قلبه

الرحمة..... انا مش بحكيلك عشان أفكرك باللي

قاسيتيه على إيديه....

جففت كاميليا دموعها التي إنهمرت من عينيها و

تهمس :"آسفة غصب عني...".

تتنهد الأخرى قبل أن تجيبها بضعف :"انا اللي آسفة

عشان مقدرتش أحميكي منه... انا اللي وافقت إنك

تشتغلي هنا رغم إني عارفة إبني كويس و عارفة انه

حيكتشف اللي إحنا عملناه بأي طريقة... انا آسفة يا

بنتي كل اللي حصلك داه بسببي".

خجلت كاميليا من كلامها فهي تعلم جيدا انها لم تكن

تقصد ذلك لتسارع بالنفي قائلة:" حضرتك ما

تقوليش كده انا عارفة إن كل اللي حصل داه مش

ذنبك... هو بس كده عاوز يعذبني و خلاص بالرغم

من إني و الله معملتله حاجة.. انا مش عارفة اعمل

إيه عشان يسيبني انا عاوزة اروح من هنا... حضرتك

انا مش حقدر استحمل... إنت مش عارفة اللي حصل....".

تمتمت كاميليا بكلمات مبعثرة غير مرتبة لتصف ما

تشعر به لثريا لعلها تساعدها و تنفذها في الخروج

من جحيم إبنها قبل أن تنفجر في بكاء مرير و هي

تحيط جسدها بيديها عندما تذكرت  ليلة البارحة.....

ضغطت ثريا على زر الكرسي المتحرك حتى تقترب

منها أكثر و هي تربت على ساقيها من فوق الفراش

لتنظر لها كاميليا بتحفز ظنا منها انها شخص آخر و

قد إختلطت ذكرياتها بواقعها لتبعد ثريا يدها و على

وجهها علامات الخوف بعد أن فهمت ما تمر به....

أدارت كرسيها المتحرك لتغادر الغرفة بحزن على ما

رأته فكما توقعت، حالة كاميليا النفسية بدأت تسوء

و قد تلجأ إلى إستدعاء طبيبة نفسية لإصلاح ما أفسده إبنها....

طلبت من فتحية إحضار هاتفها لتتصل بعمر و تستدعيه للحديث معه.

__________________________

في فيلا البحيري...

ل

فت ليليان حجابها الأبيض حول وجهها بإحكام و

ه

ي تمط شفتيها لتعدل أحمر الشفاه الذي وضعته

على شفتيها إستعدادا للنزول إلى الاسفل...

نزلت الدرج و هي تدندن بأغنية ما وصلت إلى

الصالون لتجد زوجة عمها كايمان  تترشف قهوتها الصباحية المعتادة....

ليليان بمرح :"صباح الخير يا طنط...إيه الجمال داه

كله هو انت كل بتحلوي أكثر ليه ها.... مش ناوية

تقوليلي على سرك دا انا لولو حبيبتك".

كاريمان بضحك :" يا بكاشة انت مش حتبطلي

حركاتك دي... و بعدين إنت ليه نازلة لوحدك .. فين

جوزك؟؟".

قلبت ليليان عينيها بملل قبل أن تهتف:" راح المستشفى من بدري... قال إنه زهق من قعدة البيت

و عاوز يطمن على الشغل ".

نظرت لها كاريمان بتعجب و هي تضع فنجان القهوة


فوق الطاولة :" إزاي يروح الشغل و انتوا لسه في

شهر العسل؟؟؟

مطت ليليان شفتيها بسخرية قائلة:" شهر عسل إيه

بس يا طنط داه كان زمان الكلام داه هو في حد

النهاردة بيقضي شهر عسل كامل داه هو بالكثير

أسبوع و بعدين بيرجعوا لايامهم العادية و بعدين ما إحنا سافرنا انا و أيهم ".

كاريمان :" آه سافرتوا بس رجعتوا بسرعة عشان

فرح شاهين داه ما يعتبرش شهر عسل انتوا لازم

تسافروا ثاني...".


أخفت ليليان ضيقها من كلام زوجة عمها فهي طبعا

لا تريد السفر ثانية و البقاء مع أيهم طوال الوقت و قد فرحت كثيرا عندما أخبرها

أيهم بضرورة العودة إلى مصر لحضور زفاف

صديقه لتجيبها:" مفيش داعي للسفر ثاني اصلا أيهم رجع الشغل خلاص و انا كمان كلها اسبوع و حرجع

شغلي".

كاريمان باعتراض:" إنتوا لسه عرسان ليه مستعجلين على الشغل....باريس حلوة ممكن تكملوا شهر العسل هناك او تروحوا تركيا...".

قاطعتها ليليان برفق محاولة تغيير الموضوع:"هي أميرة راحت فين يا طنط؟؟

أشارت لها كايمان بيدها بلامبالاة و هي تقول :"انتوا حرين.. انا مالي عنكوا ما سافرتوا الإثنين أعند من بعض... أميرة خرجت من بدري مع سيف راحوا النادي..".

ليليان بضيق :"اووف يا ريتني رحت معاهم.. أصلي زهقت بقالي يومين قاعدة في البيت مش بعمل حاجة".

كاميليا بسخرية :"طبعا لازم تزهقي عشان المفروض واحدة مكانك كان زمانها في باريس و الا في دبي".

إبتسمت لها الأخرى إبتسامة صفراء قبل أن تستأذن قائلة :" عن إذنك يا طنط انا رايحة المطبخ حقول لسنية تحضرلي الفطار... ".

إتجهت إلى المطبخ و هي تتذمر بداخلها من زوجة عمها التي لا تعلم شيئا عن حياتها و تصر على لومها و عتابها غافلة عن تصرفات إبنها التي حولت حياتها إلى حجيم متواصل....

________________________

إبتسمت وفاء (سكرتيرة أيهم) و هي تضع الملفات  قائلة :"دي كل الملفات اللي حضرتك طلبتها يا دكتور... تأمرني بحاجة ثانية؟؟".

أيهم بعدم إهتمام و هو يفتح اول ملف:"أطلبيلي الدكتورة هند خليها تيجي دلوقتي".

أومأت وفاء برأسها و هي تقول :"أمرك يا دكتور....عن إذنك".

أغلقت الباب ورائها ثم إتجهت إلى مكتبها لتقوم بعملها و هي تهمس بداخلها بحقد:" يخربيت جماله كل يوم بيحلو على اليوم اللي قبله

انا مش عارفة قمر زيه قبل يتجوز اللي إسمها ليليان دي إزاي...بس هو رجع بسرعة داه بقاله عشرة متجوز.. اكيد زهق منها دي كئيبة و دمها ثقيل...يا ريت يطلقها... أحسن عشان مش لايقة عليه....

جلست على مكتبها ثم أخذت الهاتف لتطلب عدة أرقام و تستدعي الدكتورة التي أخبرها عنها أيهم منذ قليل....

مرت عدة دقائق قبل أن تأتي هند و هي طبيبة مختصة في جراحة القلب و الشرايين مجتهدة  جدا في عملها و طموحة حتى انها تمكنت من أن تصبح رئيسة قسم أمراض القلب بالمستشفى  منذ العام الأول من إلتحاقها بالعمل هنا و هي أيضا إمرأة جميلة تبلغ من العمر 31 سنة مطلقة منذ سنتين بعد زواج دام أربعة سنوات و إنتهى بالطلاق بسبب مشاكل مع زوجها.....

هزت وفاء رأسها من على شاشة حاسوبها لتتأملها ببطئ


طويلة القامة بجسد ممشوق ترتدي تنورة عملية قصيرة باللون الأبيض تصل إلى تحت ركبتيها و قميص ازرق سماوي خفيف رغم برودة الطقس و حذاء بكعب عال...

أشارت لها وفاء بيدها لتدخل إلى المكتب ثم تعود لإكمال عملها بتذمر:"مش ناقص غير العقربة دي عشان تكمل تلف عليه.. انا بقالي سنتين هنا و مالقيتش و لا فرصة عشان اتقرب فيها منه كل يومين بتلف عليه واحدة...و في الآخر إتجوز طول عمره حظك زفت يا وفاء.....اوورف عاوز إيه داه كمان".

في الداخل

وضع أيهم سماعة الهاتف بعد أن طلب فنجان قهوة لهند و يعود للحديث معها :"

دكتورة هند انا كنت واثق من إختياري لما كلفتك بإدارة المستشفى في غيابي إنت و الدكتور ضياء...".

إبتسمت هند و هي تعيد خصلات شعرها الشقراء إلى الوراء قائلة:" داه واجبنا يا دكتور أيهم و بعدين إحنا معملناش حاجة عشان حضرتك كنت مرتب كل الأمور قبل ما تسافر".

أومأ لها أيهم ثم فتح ملفا ما و قربه منها ثم قال و هو يشير بإصبعه إلى رسومات ما في الورقة:" طيب... داه مخطط عشان قسم الأمراض النفسية اللي ناويين نزيده في المستشفى..الاسبوع اللي جاي إنشاء الله حنبتدي الأشغال عاوزه يكون جاهز في أقرب وقت ".


هند و هي تتفرس الصور و المخطط :"واضح إن المبنى حيكون كبير اوي داه تقريبا حيضم خمسين أوضة....

أيهم مؤيدا :"أيوا فعلا انا مش عاوزه يكون أقل من الأقسام الثانية داه غير الطلبات الكثيرة اللي جاتنا من ناس كثير اول ما سمعوا إني حضيف قسم الأمراض النفسية للمستشفى ".

هند بفخر:" طبعا يا دكتور...دي مستشفى البحيري يعني داه شيئ طبيعي".

إبتسم أيهم لقولها ثم جمع الأوراق و أعادها مكانها قبل أن يسمع طرقا على باب المكتب.

سمح لوفاء بالدخول لتضع فنجان القهوة أمام هند و هي تخفي ضيقها لوجودها....

إرتشفت هند قهوتها قبل أن تهتف باستدراك:" انا نسيت أسأل حضرتك...هو انت حتقدر تيجي بكرة عشان الإجتماع الشهري لرؤساء الأقسام".

أيهم :"أيوا طبعا داه إجتماع مهم جدا خصوصا المرة دي علشان موضوع القسم الجديد...".

هند بتردد :"بس حضرتك لسه في إجازة...".

أيهم بلا مبالاة :"لا خلاص انا أجلت الاجازة...عشان عندي شغل كثير و لازم اكون موجود هنا... تقدري تتفضلي على شغلك دلوقتي ".

هند بتذكر:"دكتور أيهم انا كنت بعتلك ملفات ثلاث مرضى منهم طفل عمره خمس سنين دول محتاجين عمليات جراحية مستعجلة بس للاسف هما مقدروش لحد دلوقتي يدفعوا كامل تكاليف عملياتهم....

قاطعها أيهم و على وجهه علامات الضيق:"و لما هما مش قادرين يدفعوا التكاليف حضرتك قبلتيهم ليه في المشفى".

هند بخبث:"حضرتك داه الدكتور ضياء هو اللي أمضى على قرار دخولهم تقدر تتأكد من دا بنفسك... انا لما تكلمت معاه قالي انه متأكد من قراره و إنه هو بنفسه اللي حيشرف عليهم...بس انا قلتله إننا لازم نستشير حضرتك قبل مانعمل الخطوة دي بس مرضيش و قال ان هو اللي حيكون مسؤول قدامك".

دلك أيهم جبينه بإرهاق  قائلا :" طيب مفيش مشكلة أنا حبقى أتكلم معاه.. تقدري تتفضلي دلوقتي ".

رمقته هند بنظرة شاملة قبل أن تغادر المكتب و في رأسها عدة أفكار عزمت على تنفيذها.

___________________________

ليلا في شقة أيهم الخاصة....

إجتمع الأصدقاء  الثلاثة  كعادتهم لقضاء السهرة لكن هذه المرة مختلفة فقد منع شاهين حضور النساء مما ضايق أيهم الذي كان يترشف كأسه بتذمر....

:"هو انا جاي هنا ليه؟؟ طالما مافيش بنات يحلوا السهرة".

ضحك عمر علي صديقه قبل أن يجيبه:"يا إبني إرحم نفسك بقى إنت بقيت راجل متجوز.... يعني أيام الشقاوة و العك خلاص راحت لحالها"

مط أيهم شفتيه متمتما بعدة شتائم قبل أن يصرخ بصوت عال قليلا حتى يسمعه شاهين الذي كان يحضر زجاجة مشروب أخرى من الداخل :" لا ياعم الكلام داه يتطبق على الشيطان اللي جوا انا مليش دعوة...انا راجل حر و حبقى طول عمري كده... ".

صفعه شاهين على رأسه بمزاج عندما كان مارا بجانبه متجها إلى كرسيه قائلا :"قصدك إيه يا دكتور...

ايهم بتذمر:" قصدي إن حضرتك تجوزت و قررت إنك مش حتجيب بنات ثاني لسهراتنا... طيب داه قرارك إنت و انت حر فيه... انا ذنبي إيه".

رمقه شاهين بجمود قبل يتحدث بصوت صارم :" ذنبك إنك خلاص بقيت راجل متجوز يعني الحاجات اللي إنت كنت عاوزها من البنات دي بقت عندك.. إنظف بقى و بلاش قرف. "

أيهم بانزعاج:" انا حر يا أخي إنت مالك.... انا بموت في القرف داه و عاوز أستمر فيه ملكوش دعوة بيا.

أشار له شاهين بيده غير مبال فهو يعلم طباع صديقه العنيد و لن يستطيع تغييره مهما قال له... اما عمر فقد حاول التدخل بعد أن لاحظ توتر الأجواء بينهما قائلا :"إهدوا بقى في إيه...أيهم معاه حق كل واحد حر في نفسه سيبه يعمل اللي هو عاوزه.. أكيد حييجي يوم و يقتنع بغلطه لوحده".


إبتسم شاهين باستهزاء قائلا :"بعد عمر طويل إنشاء الله...صاحبك داه الستات بتجري في عروقه بدل الدم و مستحيل حيتغير.. مش بعيد تلاقيه في دماغه واحدة جديدة ".

عمر بنفي:" تؤ مش للدرجة دي داه لسه عريس ".

شاهين بسخرية :" و إيه يعني... ؟"

قاطعها أيهم قائلا بعصبية:"بطلوا تتكلموا عليا و كأني مش موجود...و إلا أقلكم انا رايح... سهرتكم بقت مملة بجد ".

اوقفه عمر هاتفا بكذب :" أقعد بس رايح فين...إحنا بقالنا كثير مقعدناش مع بعض دي حتى شقتك و إحنا اللي ضيوف...

جلس أيهم مرة أخرى تحت إصرار عمر الذي تمسك به بقوة ليقنعه بالمكوث :"قريب جدا انا كمان حتجوز و ساعتها مش حعبركم....

شاهين باهتمام  :" أنا نسيت أسألك... عملت إيه في موضوعك ".

هز عمر كتفيه بيأس مردفا بقلق ظهر جليا في عينيه :" و لا حاجة.... ابوها ضربها و حبسها في البيت و انا مقدرتش أتدخل...كل أما أجي أعمل حاجة تمنعني... خايفة من الناس إنهم يعرفوا بللي بينا و مستحملة قسوة أهلها و اللي بيعملوه فيها... بس انا مش حسكت و لو إضطريت إني أخطفها".

شاهين ببرود :"طيب مستني إيه؟؟؟

عمر :"مستني هبة توافق...و انا حخطفها و نتزوج على طول....

أيهم بضحك :" داه إنت واقع بقى... ".

عمر دون خجل :" هبة هي حب حياتي انا عمري ما حبيت بنت غيرها...كل يوم بيمر عليا و كأنه سنه  و هي بعيد عني...خصوصا و انا عارف إنها دلوقتي بتعاني بسببي....

شاهين :"روح لأبوها و إتكلم معاه و لو ماوافقش خذها غصب عنه... داه أكيد زمانه بيفكر يجوزها لواحد ثاني انا عارف دماغ الناس اللي زيهم مش بيفكروا غير في سمعتهم و مكانتهم بين جيرانهم  ".

قبض عمر على كأسه بقوة و قد أثرت به كلمات شاهين فهو لا يستطيع حتى تخيل ان تكون حبيته  لرجل آخر غيره ليهتف بإصرار :" مستحيل... انا عمري ما حسمح لحاجة زي دي إنها تحصل...هبة حتبقى مراتي و لو إضطريت إني اقتل ابوها.... انا أصلا مستحلفله عشان مد إيده عليها و ضربها"

إبتسم شاهين باستهزاء و قد تذكر ما فعله البارحة مع زوجته المسكينة قبل أن ينتبه لايهم الذي قال محدثا عمر بثقل و قد بدأ يظهر عليه بوادر الثمالة:"بكرة حتتجوزها و تزهق زينا كده...إنت مش شايف صاحبك داه بقاله يومين متجوز... الظاهر إن مراته طلعت نكدية بالرغم من إنها حلوة اوي و أي راجل ...

لم يكمل أيهم كلامه بسبب لكمة قوية من قبضة شاهين أطاحته أرضا بسبب ضعف جسده الذي كان تحت تأثير المشروب....

أمسكه شاهين مجددا من مقدمة قميصه ليرفع جسده المترنح قليلا عن الأرض و يصرخ فيه قائلا بصوت محذر:"إياك تجيب سيرة مراتي على لسانك... إلا مراتي يا أيهم إنت عارف إنها خط أحمر ... انا بحذرك مش حرحمك حتى لو كنت أعز أصحابي".

أسرع عمر إليه ليزيحه عنه و قد تفاجأ من هجوم شاهين المفاجئ عليه :"ياعم سيبه داه سكران و مش عارف هو بيقول إيه اصلا.... أكيد مش قصده اللي هو قاله....

رماه شاهين على الارضيه ثم إستقام من مكانه و هو ينظر لعمر بعيون حالكة من شدة الغضب :"فهمه يا عمر.... المرة الجاية مش حيفلت من إيدي سليم..انا مش زيه... اي راجل  حيتكلم على مراتي حدفنه".

أومأ له عمر بإيجاب محاولا تهدئة غضبه و هو يتجه لإسناد أيهم الذي كان في عالم آخر بسبب شربه لزجاجة كاملة من المشروب و هذه ليست من عادته.... وضعه علي الاريكة ثم سارع إلى شاهين الذي كان يرتدي معطفه إستعدادا للمغادرة و هو يتمتم :"  أيهم الغبي بوز كل حاجة.... انا إزاي ححيبله سيرة الموضوع اللي كلمتني عليه طنط ثريا دلوقتي داه مش بعيد يكمل عليا، احسن حاجة أخليه لبكرة... شاهين إستني إنت رايح فين؟؟؟

نزل شاهين الدرج بخطوات غاضبة غير مبال بنداءات عمر الذي يئس من اللحاق به و عاد إلى داخل الشقة للاطمئنان على أيهم....الذي إستسلم لنوم عميق على الاريكة.


                    الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close