أخر الاخبار

رواية الشيطان شاهين الفصل الثلاثون والحادي والثلاثون بقلم ياسمين عزيز


 رواية الشيطان شاهين

الفصل الثلاثون والحادي والثلاثون

بقلم ياسمين عزيز


الفصل الثلاثون

الساعة التاسعة صباحا كانت السيدة

ثريا تجلس في الصالون تلاعب فادي و معها

خديجة.....


فادي بضجر :"هو بابي و مامي فين..... انا عاوز

ألعب معاهم"؟؟؟


ثريا بضحك :" لسه نايمين يا حبيبي إستني

لما يصحوا و يفطروا و بعدها حيبقوا يلبعوا

معاك زي ما إنت عاوز....


فادي ببراءة :" اووف بابي كان دايما يصحى بدري و يلعب

معايا قبل ما أروح الحضانة ".


ثريا :" طب ماتروح الحضانة دلوقتي و بعدين.....

فادي بانزعاج :" لا انا مش حروح غير ما أشوف بابي... انا عاوز بابي.. "


إنفجرت ثريا بالضحك قبل أن تنظر لخديجة التي كانت تخفي ضحكتها لتقول :" يا حبيبي بابي دلوقتي نايم....مش حنقدر نصحيه إيه رأيك تكمل

الرسمة لي في إيدك عشان توريهاله لما ينزل".


أومأ الصغير لها بالايجاب ليلتفت إلى

ورقة التصويرالكبيرة التي كان يضعها

على الطاولة الصغيرة أمامه ليلونها....


نظرت ثريا لفادي المنشغل برسمته ثم إلتفتت إلى

خديجة لتسألها :" هي الساعة كام دلوقتي؟؟؟؟


خديجة :"حوالي تسعة و ربع يا هانم".


ثريا بتعجب :" غريبة....شاهين عمره ما أهمل شغله بالشكل داه....من لما رجع الشغل من أسبوع بقى بيروح متأخر...


خديجة :"أكيد البيه تعبان من حفلة إمبارح....

ثريا :" إمبارح حفلة جواز صاحبه طب و

الايام اللي قبلها... لا يا خديجة أكيد في حاجة

هو عمره ما أهمل الشغل و الشركات بالشكل داه

حتى لما كان متجوز مها..أنا متأكدة إن في حاجة. مهمة بتحصل معاه "..

خديجة بخبث :"باين إن البيه بقى.... عاشق يا ست هانم...حضرتك مش ملاحظة حالته متغيرة إزاي ".

ثريا بابتسامة فرحة :" الحمد لله كل الكره و القسوة إللي كانت مالية قلبه تحولت لحب و عشق...

خديجة بصدق :"ربنا يفرحه كمان و كمان

و يرزقهم الذرية الصالحة و الله كاميليا هانم بنت

طيبة و بنت حلال مش زي اللي ماتتسمى و إلا بلاش...


ثريا :" آمين يا خديجة آمين...".

في الاعلى...


خرج شاهين من غرفة الملابس بعد أن إرتدى

إحدى بدله الفاخرة ذات اللون الاسود ليجد كاميليا قد إنتهت من إرتداء ملابسها و تقف

مستندة بيديها على طاولة التسريحة عينيها مغلقتين و هي تتثاءب بنعاس...


إقترب منها بخفة من الخلف حتى لاتسمع خطواته و على وجهه إبتسامة ضاحكة ليحاوط خصرها و يصرخ في أذنها في نفس الوقت :"بتعملي إيه.....

صرخت و هي تفتح عينيها بفزع لتجد شاهين

يضحك عليها.... تأملته قليلا من خلال المرآة

كم يبدو وسيمابل شديد الوسامة ببشرته

الحنطية و شعره الأسود كسواد ليل الشتاء...عيناه الخضراء الداكنه كلون الغابات الاستوائية

أنفه المرفوع بشموخ و فكه المستقيم و شفتيه

الغليضتين الشهوانيتين التين لا طالما أشبعتاها تقبيلا....+


أفاقت من شرودها لتجد شاهين ينظر إليها

و على شفتيه إبتسامة خبيثة قبل أن يهتف:" حلو

مش كده...عجبتك ؟؟؟

صعقت كاميليا من إعترافه لتحرك رأسها يمينا

و يسارا و هي تكاد تبكي من فرط خجلها... إحمر وجهها بشدة حتى كاد ينفجر من شدة الحرارة

أداره نحوه بلطف ليقبل جبينها قائلا بنبرة عاشقة:" مكسوفة ليه؟؟ داه من حقك علي فكرة؟؟

فتحت عينيها ببطئ و قد بدأت أنفاسها بالتسارع

و هي تشعر باقتراب إغمائها ككل مرة عندما يقترب فيها منها.

تحدث شاهين بهمس و هو يجوب وجهها الفاتن بعينيه الهائمتين :" انا كلي ملكك زي ما إنت ملكي صح ".

هزت رأسها عدة مرات بالموافقة و هي مازالت

تحت تأثير سحرعينيه الخضراء ليبتسم شاهين بفرح لنجاحه في التأثير عليها قبل أن يضيف :"يلا ننزل نفطر عشان انا تأخرت على الشغل..عمر إتجوز و ساب الشغل كله عليا...".

قادها بلطف أمامه ليتجها نحو الاسفل...ليجدا

خديجة و ثريا تتحدثان.....

صرخ فادي بفرح و هو يهرول نحو والده الذي

إلتقفه بخفة بين ذراعيه :"باااااابي...

وقفت خديجة من مكانها بسرعة لتقف بجانب كرسي ثريا التي طلبت منها تحضير طاولة الفطور...

شاهين و هو يتجه نحو والدته ليقبل جبينها :" صباح الخير يا ست الكل..

ثريا بابتسامة واسعة :"صباح الخير يا حبيبي... صباح الخير يا بنتي".

إتجهت نحوها كاميليا لتقبل يدها باحترام و هي تهمس :" صباح الخير يا طنط....

توجهوا جميعا نحو طاولة الإفطار ليتحدث فادي بتذمر و هو يحاول الصعود على الكرسي :"بابي انا مش رحت الحضانة النهاردة....

نظر له شاهين بهدوء و هو يكمل ترشف قهوته :" و السبب؟؟

فادي بضجر :" مش عاوز اروح يا بابي انا عاوز العب مع مامي عشان واحشاني...مامي مبقتش تلعب معايا

زي زمان...إنت أخذت مامي لوحدك هي بقت على طول معاك ".


تصنمت كاميليا مكانها بصدمة من كلام الصغير و قد تلون وجهها بالوان الطيف تتمنى لو انها كانت تمتلك طاقية الاخفاء حتى تختفي من أمامهم من شدة الاحراج او تنشق الأرض و تبتلعها ...


بينما تعالت قهقهات شاهين و ثريا و هما يمرران نظرهما بين فادي و كاميليا....

ليتحدث شاهين بصعوبة من بين ضحكاته :" إنت متأكد إن عمرك اربع سنين...

اطبق فادي ذراعيه و هو يطالع والده بحنق ليزداد ضحك شاهين عليه أكثر :" و الله معاك حق انا بقيت مستحوذ على مامي كثير الايام دي عشان كده انا

حسيبهالك النهاردة بس متاخدش على كده...عشان حرجع و آخدها....فادي ببراءة :"اوووف يا بابي...انا عاوز مامي تلعب معايا بالنهار و إنت خدها بالليل....+

شاهين بصرامة :"لا..... طول ما انا بالبيت مامي ليا انا لوحدي...كفاية إنها حتكون معاك و انا برا...


همهم فادي بضيق ثم رمى شطيرته في الصحن بقوة قبل أن ينزل من كرسيه و يهرول إلى الأعلى َمتجها نحو غرفته لتنطر له ثريا بعتاب قائلة :"ليه كده يا إبني...حاطط دماغك من دماغ طفل عنده اربع سنين

و بتعانده ".

شاهين بلامبالاة :"داه دلع أطفال بعد شوية حيهدى....


وقفت كاميليا من كرسيها قائلة :" أنا حروح أشوفه...زمانه قاعد بيبكي دلوقتي ".

قبض شاهين على يدها قبل أن تتحرك ليخاطبها

بنبرة آمرة :"لا... سيبيه و تعالي انا خارج دلوقتي...

وقف من مكانه ليجرها ورائه نحو باب الفيلا....

كاميليا بعتاب :" مينفعش اللي بتعمله داه.. كل اللي في البيت بيضحكوا علينا......

اوقفها شاهين أمامه ليحاوط وجهها بيديه قائلا :"محدش له عندي حاجة... داه بيتي و انا حر أعمل إللي أنا عاوزه"...

كاميليا و هي تتجرأ لتنظر في عينيه لأول مرة :" طيب و فادي...داه ولد صغير و مينفعش....

شاهين بطفوليه :"عاوز ياخذك مني... "


كاميليا بعتاب :" داه طفل...


شاهين مقاطعة :"مش بإيدي بقيت بغير عليكي حتى من فادي عاوزك ليا لوحدي...

سكتت كاميليا و هي تشعر باحراج كبير ليقترب منها شاهين و يقبل جانب فكها بنعومة هامسا لها بصوت مغري :"مش حتأخر الليلة إستنيني و متفكريش في فادي حبقى اصالحه بطريقتي لما أرجع ...

أومأت له بطاعة ليتركها على مضض و يغادر..

عادت كاميليا إلى الداخل و هي تتحاشى النظر

إلى ثريا و خديجة التي كانت تنظف طاولة الفطور

و تأخذ الصحون إلى داخل المطبخ...

صعدت إلى الأعلى حيث وجدت فادي

يجلس على سريره و هو يمسك بالايباد الخاص

به...

نظر نحوها قليلا قبل أن يعود لينشغل بلعبته

مدعيا عدم الاهتمام بها.

إقتربت منه لتجلس بجانبه و تحيط كتفيه

بيديها و هي تنظر إلى الايباد :"بتعمل إيه؟؟؟

فادي بلامبالاة مزيفة :" و لا حاجة.... بلعب ".

أخذت كاميليا الجهاز من يده ثم أغلقته

ووضعته بجانبها على السرير قائلة بهدوء :" حبيبي

إيه رأيك تقضي اليوم مع مامي...عشان إنت وحشتها جدا...

فادي بنبرة حزينة :"أنا بقيت بقعد كثير لوحدي

َ مفيش حد بيهتم بيا رجعت لوحدي من ثاني ".

كاميليا بشفة. هي تشتم شاهين في سرها :" لا يا حبيبي متقولش كده...انا دايما معاك و حفضل على طول معاك و تيتة و بابي كمان..فادي برفض :" لا بابي مش بيحبني...عشان أخذك مني....+

كاميليا بقلة حيلة :" لا يا فادي متقولش كده داه بابي أكثر واحد بيحبك في الدنيا دي كلها.. داه حتى قلي من شوية إنه حجيبلك هدية لما يرجع عشان يصالحك.. هو بس خرج عشان مستعجل عنده شغل كثير و وصاني كمان أعملك كل حاجة إنت عاوزها...

أشرقت عيني الصغير بابتسامة فرحة ليقفر بين ذراعيها محتضنا إياها بلهفة و هو يصرخ :"بجد يا مامي بجد....

ضحكت كاميليا بمرح و هي تحتضن جسده الصغير مقلدة إياه بصوت طفولي شبيه بصوته :" بجد يا روح مامي....

تعالت ضحكات فادي و هو يخبرها بكل مايريد فعله لهذا اليوم و كاميليا تستمع له بانتباه.

في فيلا عمر الشناوى..


صاح عم للمرة الالف و ه. يصرخ على هبة النائمة

بهدوء كطفل صغير..

:" هبببة بييييبة حبيبتي قومي الساعة

بقت تسعة و نص إتأخرنا على معاد الطيارة".

تململت هبة على السرير قليلا قبل أن تتحدث

بصوت يغلبه النعاس :"خمس دقايق و حصحى".

إلتفت نحوها عمر و هو يربط كرافتته ليجيبها

بانزعاج:"بقالك ساعة بتقولي خمس دقائق

و بترجعي تنامي... يا قلبي مينفعش كده ورانا طيارة..


هبة بانزعاج مماثل :"مش عايزة أسافر خلينا هنا. ".

عمر بلين :" طيب قومي خوذي دوش و غيري هدومك و لما تطلع الطيارة إبقي إرجعي نامي...

أشارت له بيدها بلامبالاة قبل أن تأخذ إحدى

الوسائد و تضعها على رأسها لتعود للنوم

من جديد....

زفر عمر بضيق من فعلتها لينحني فوق السرير

و يجذب الغطاء بقوة قائلا :"إصحي يا كسولة

و إلا حشيلك و أرميكي في البانيو....

صرخت هبة بفزع و هي تقفز لتجذب الغطاء

و تلفه بحرص على جسدها العاري :" بتعمل

إيه يا مجنون..إنت ناسي إني أنا مش لابسة هدومي و عر.....

نفخت وجنتيها بانزعاج كطفل صغير و هي تتحاشى

النظر له و قد إحمرت عيناها من شدة الحرج....

كتم عمر ضحكته و هو يتأمل ملامحها المضطربة

و هي تلعب بطرف الغطاء بأصابعها...


ليقول بنبرة عادية راحما خجلها الذي تحاول إخفائه وراء نوبة غضب مزيفة :"طيب قومي غيري

هدومك عشان نلحق معاد الطيارة الساعة إحداشر

و نص".

رفعت هبة إحدى يديها لترجع إحدى خصلات

شعرها الشاردة وراء أذنها و هي مازالت تنظر أمامها

بحرج متصنعة عدم الإهتمام و هي تجيبه :" يعني

فاضل ساعة و نص و بعدين... مش الطيارة

خاصة يعني نسافر وقت ما إحنا عاوزين ".

إبتسم عمر بتلقائية و هو يرتمي بحانبها

على الفراش قائلا بمرح :"يا حبيبتي الطيارة

صحيح إنها خاصة بس في حاجة إسمها إحترام

للمواعيد و انا رتبت مواعيدي على الساعة

إحداشر و نص يعني لازم دلوقتي تقومي

تجهزي نفسك يا دوب نلحق ".أومأت له بالايجاب قبل أن تضيف :"طب ممكن

تستناني برا....+

داعب عمر وجنتها الحمراء باصبعه لتبعده

عنها مصطنعة الضيق ليقهقه عمر بصوت عال...

قبل أن يهتف بعبث :"مستحيل... عاوزة تبعديني

عنك من يوم صبحيتنا...

اجابته هبة بضجر و هي تجذب الغطاء

فوقها جيدا :"لو مش حتطلع مش حقوم من السرير

و إبعد دلوقتي عشان اكمل نوم.... ".

عمر :" حبيبتي ارجوكي إرحميني بقالي ساعتين

و انا بصحيكي...

رفعت كتفيها بعدم إهتمام و هي تلتفت نحوها

باحثة عن أي شيئ ترتديه...لتصرخ فجأة

إثر حمل عمر لها :" ااااه عمر بتعمل إيه.... نزلني".

عمر برفض :"تؤ...حعرفك إزاي تتجاهليني ....

هبة بخوف :" حتعمل إيه؟؟؟

عمر بخبث:"حساعد بنوتي الحلوة عشان تاخذ

شاور.... اصلي عارف تعبانة بعد مجهود إمبارح....".

خبأت وجهها بيديها و هي تصرخ بصوت باكي:"و الله قليل الأدب..... بكرهك ".

قهقه عمر بصوت رجولي و هو يفتح باب الحمام

و يستمع لهمهات هبة الباكية لينزلها بهدوء

على الأرض وهو مازال يضحك عليها....دثر جسدها جيدا بالغطاء ثم إنتقل ليقبلها من جبينها هامسا

بنبرة عاشقة :"نسيت اقلك مبروك يا حبيبتي".

حاوط وجهها بكفيه ليمسح دموعها مضيفا

بنفس النبرة :"حسيبك دلوقتي عشان لسه

متعودتيش عليا بس يكون في علمك دي

آخر مرة...

غمزها في آخر الجملة ثم خرج تاركا

هبة في عالم آخر غير واعية بنفسها حتى

انها كانت تقع على الأرض مكانها.

الساعة الثالثة عصرا......

تنفس شاهين الصعداء بعد أن أنهى آخر ملف أمامه ليمسح وجهه بتعب

تراجع قليلا ليستند بظهره على كرسي مكتبه

الجلدي و هو يفك قليلا ربطة عنقه المزعجة....

ثم نظر إلى ساعة معصمه و هو يبتسم تلقائيا

عندما تذكر زوجته الصغيرة التي تركها صباحا

على مضض ليتمتم في داخله :" وحشاني

اوي.... يا ترى عملتلي إيه عشان تخليني ملهوف

عليها بالشكل داه...اااااوف نسيت الزفت التاني".

أكمل شتمه في شره و هو يتفقد مفاتيحه و هاتفه و بقية أغراضه الشخصية ليلتقطها جميعا ثم يغادر المكتب.....

بعد حوالي نصف ساعة توقفت سيارته أمام مبنى فاخر تقع فيه شقة أيهم...طرق باب الشقة لتفتح

له أميرة...

:" إزيك يا أبيه عامل إيه؟؟

إحتضنها شاهين بمحبة و هو يجيبها :" أنا كويس إزيك إنت و عاملة إيه في المذاكرة...


أخذت منه معطفه لتعلقه في مدخل الباب قائلة :"كله تمام بس السنة دي صعبة شوية و محتاجة حضور".

أومأ لها شاهين بتفهم قبل أن يقاطعهما صوت أيهم الذي ناداه من الداخل :" أخيرا إفتكرت إن ليك صاحب و جاي تسأل عليه....ضحك شاهين قبل أن يتحدث :" كنت مضطر أروح الشركة... في حاجات مستعجلة و لازم اكون موجود بنفسي خاصة إن عمر مش موجود".+

جلس بجانبه ليتمتم أيهم بتذمر :" إبن المحظوظة

هو الوحيد اللي مرتاح فينا....

شاهين بمقاطعة:" إتكلم على نفسك... انا الحمد لله

كل أموري بقت تمام....

أيهم :"يعني مفضلش غيري...توقف عن الحديث عندما وجد أميرة تجلس معهم... حك طرف ذقته

باصبعه قبل أن يستأنف حديثة :" ميرا حبيبتي ممكن

تعمليلنا فنجانين قهوة مضبوط.....

قاطعه شاهين :" أنا عاوزها سادة..

أميرة و هي تتجه إلى المطبخ :" حاضر....

نظر شاهين في أثرها قبل أن يشير لصديقه

بمعنى ماذا تفعل شقيقته هنا.... ليزفر أيهم بملل

قبل أن ينتقل إلى كرسي أخر ليكون أقرب

منه قائلا بصوت منخفض :"ماما بعثاها

قال إيه عشان تتطمن عليا"

شاهين بهمس :" تطمن عليك؟؟ على أساس إنك

تلميذ في إبتدائي و مامتك قلقانة عليك....

أشار له أيهم بأن يسكت ليستأنف هو حديثه

بتفسير :" اوووف من الاخر ياعم مراتي عرفت

إني بخونها و حصلت خناقة كبيرة في البيت

و عاوزيني أطلقها".

هز شاهين حاحبيه بتعجب و هو يهمهم بتفكير :" مممم فهمت... و أميرة دي أول مرة أشوفها هنا ؟؟

ايهم بلامبالاة :" مش عارف يمكن عشان تنظف

الشقة او بالأحرى تفتش...

كركر ضاحكا ليرمقه أيهم بانزعاج ثم إلتقط

إحدى السجائر ليشعلها و يدخنها بشراهة...

أحضرت لهما أميرة فناجين القهوة ثم غادرت

تنهد أيهم بصوت عال قبل أن يتحدث بصوت

هادئ مسترسل و هو يتكئ بجذعه إلى الأمام واضعا ذراعيه على فخذيه ناظر إلى نقطة وهمية أمامه:" مستحيل...انا و ليليان مش حيفرق بينا غير الموت

أهينها، اضربها، أخونها... أقتلها بس مستحيل

إني أطلقها...

شاهين بنبرة مؤكدة:" بس دي بنى آدمة...مش لعبة

في إيدك عشان تعمل فيها اللي إنت عايزه... دي إنسانة و من حقها تعيش....لو مش عايزها

سيبها هي حتلاقي حد غيرك يقدرها و.....

رمقه أيهم بنظرة نارية و هو يصر على أسنانه

بغضب هادرا بنبرة غاضبة:" شاهين...


رفع الاخر يديه باستلام هاتفا بهدوء:" داه رأيي

الشخصي و إنت حر...البنت مرمطتها معاك بما

فيه الكفاية سيبها تاخذ نفس هي مش حمل

عمايلك....

دهس أيهم بقايا سيجاره داخل المنفضة قبل أن يلتفت إليه و يحدثه بصوت منفعل :" هو انا جايبك

هنا عشان تلاقيلي حل وإلا عشان تزيد همي.... يا تتكلم عدل يا تسكت انا مش ناقصك..كفاية اللي أنا

فيه".

شاهين بسخرية :" عاوز تقلي إنك نادم...

أيهم بصوت عال :" لا مش نادم و مش متأسف... اللي حصل حصل هي يومين و حتهدا و نرجع زي ما كنا انا عارف ليليان كويس ...شاهين ببرود مستفز:" إنت مجنون يا إبني.... مين دي اللي تهدأ.. إنت واعي بنفسك و بالكلام اللي بتقوله

إوعي تكون شارب حاجة ثقيلة....

ايهم بتأفف:" شاهين أسكت... صوتك بقى بيوترني.

شاهين بضحك :"ما إنت اللي عمال بتقول في حاجات غريبة و مش منطقية الصراحة.... يعني

عاوز من مراتك اللي مسبتش حاجة وحشة و معملتهاش فيها إنها تهدأ و تسامحك....

رمقه بسخرية قبل أن يتحدث بانفعال:" عاملي نفسك الملاك البريئ ما إنت ألعن مني...دا انا مجيش نقطة في بحرك..

زفر شاهين الهواء بقلة صبر و هو يكور قبضة يده

بعنف يحاول تهدأة نفسه لكي لا يفتك بصديقه قبل أن يتحدث بنبرة اكثر هدوء و عقلانية :" أنا فعلا

غلطت كثير في حياتي و عملت حاجات كثير

و يمكن حتى أسوأ منك بس مع اللي يستاهل....و الانسانة الوحيدة اللي ظلمتها هي مراتي..

انا أذيتها كثير و عذبتها كثير بس مخنتهاش...

و إنت عارف إن أنا أكثر إنسان إتوجع من الخيانة...عارف لما توصل تحب إنسان لدرجة إنك تأمنه على بيتك و شرفك .. و شغلك و حياتك كلها بس تتفاجئ إنه غدر بيك

و خلاك تفقد الثقة في كل اللي حوالك و حتى

في نفسك...عشان كده انا تغيرت و تهت عن

نفسي شوية بس خلاص الحمد لله أديني

بحاول ارجع واحدة واحدة...و الفضل كله لمراتي

انا ندمان على كل حاجة عملتها معاها و

حفضل لآخر لحظة في عمري أحاول أرجعها ليا و أخليها تحبني....

بالمختصر المفيد انا لا عايز ألومك و لا اعاتبك

على اللي إنت عملته عشان اكيد في غيري

كثير عملوا كده بس عاوز اقلك حاجة واحدة

إن إنت لسه مش معتبر نفسك غلطان لكن لو حطيت

نفسك مكان مراتك و قبلت إنها تعمل معاك نفس اللي عملته معاها و ترجع تسامحها و تقبل تكمل حياتك

معاها فكده انا اقلك عداك العيب و إنت صح....

قاطع كلامه حضور أميرة التي كانت تحمل حقيبة يدها قائلة :"عاوزين حاجة قبل ما اروح.

أومأ لها أيهم و قد كان تائها في عالم آخر يفكر في كلام صديقه الذي لا يعني سوى حقيقة واحدة و هي

إن ليليانه قد ضاعت منه إلى الأبد....

أما شاهين فقد اجابها :" إستني حوصلك في طريقي...

رمقته أميرة و قد إرتسمت على وجهها إبتسامة

عريضة :" مفيش داعي انا معايا العربية....

هز شاهين حاجبه بتعجب قبل أن يهتف بمداعبة :"كبرتي يا مرمر و بقى عندك عربية...

الظاهر إن انا فاتني كثير....

أميرة بضحك :" أنا بقى عندي سعتاشر سنة....إنت بس مبقتش تحضر حفلات عيد ميلادي عشان

كده لسه معتبرني صغيرة.....

شاهين بضحك :"طب متزعلش عيد ميلادك

اللي جاي حبقى آجي و معايا العيلة كلها....

صرخت أميرة بحماس و هي تتقدم لتجلس

معهم :"بجد يا أبيه يعني حتجيب مراتك معاك لعيد ميلادي.أومأ لها بالايجاب لتهتف هي بثرثرة :"على فكرة يا أبيه إنت ذوقك تحفة.. مراتك قمر آخر حاجة كل الناس فاكراها اجنبية....انا حبيتها جدا عشان

باين عليها طيبة جدا دي إمبارح طول الحفلة و هي

قاعدة مهتمة بفادي كأنه إبنها بجد.....

إبتسم شاهين و قد لمعت عيناه باشتياق و لهفة

لمجرد ذكر إسمها لينتبه لصوت صديقه المزعج

الذي هتف بنبرة حادة:"مش كنتي مروحة.... قاعدة ليه و إلا مصدقتي لقيتي موضوع تتكلمي فيه...

رمقته أميرة بانزعاج و هي تتمتم بداخلها :" يا ساتر على البوز... عندها حق ليليان و حتستحملك على إيه..

اردفت بصوت عال. هي تتجه نحو باب الخروج :"بليز يا ابيه سلملي على مراتك و إبقى

إسالهالي هي بتستعمل وصفات لشعرها عشان

يبقى حلو بالشكل ده و كمان بشرتها.... بليز متنساش

شاهين بقهقهة :"طيب حبقى أسألها و اقلك...

أيهم بغل :"أنا نفسي اقوم أخنقك بإيدي إنت

و هي و أخلص البشرية منكم بقى انا واقع في مصيبة سودا ميعلم بيها إلا ربنا و إنت عمالين

بتتكلموا على وصفات شعر و اضافر...


شاهين بضحك :"كده مراتك حترتاح منك للأبد....


تعالى رنين هاتفه ليخرجه من جيب سترته

و هو يواصل ضحكه... ليزداد إشراق وجهه و

تلمع عيناه بعشق عندما قرأ إسمها الذي يزين

شاشة هاتفه....


تافف أيهم بصوت عال قبل أن يتجه إحدى

الغرف تاركا صديقه يتكلم على راحته...

أغمض شاهين عينيه ببطئ مستمتعا بنبرة صوتها

المميزة عندما تحدثت :"الو...

شاهين بلهفة :" وحشتيني..

كاميليا بخجل :"أنا كنت عاوزة افكرك بهدية

فادي عشان هو مستنيك من بدري...

شاهين بتسلية :" هو بس اللي مستنيني.....

طال سكوتها و لم يصدر منها سوى انفاسها

المتلاحقة التي تدل على توترها ليستانف شاهين

حديثه من جديد و قد لمعت في رأسه فكرة ما

:" أنا مضطر اتأخر النهاردة... عشان عندي شغل

كثير

يمكن اخلص الساعة تسعة او عشرة بالليل....

كامليا بصوت رقيق :" بس إنت كده حتتعب يعني. اقصد ممكن تقسم الشغل شوية النهاردة و تكمل الباقي بكرة..

شاهين بتأسف مزيف :"مينفعش انا اصلا يدوب

لقيت شوية وقت عشان اتغدى انا و السكرتيرة...قبل ما نكمل الشغل

كاميليا بتردد:"يعني هي... اقصد السكرتيرة

حتفضل معاك للساعة عشرة؟؟؟

إبتسم شاهين بخبث و هو يتراجع بجسده إلى الوراء

قبل أن يجيبها بتأكيد :"طبعا...حتفضل معايا للساعة عشرة بالليل.... بتسالي ليه؟؟

سالها و هو يترقب إجابتها بفارغ الصبر

كاميليا :"أنا بس كنت بسأل عشان هي بنت

و الشوارع بتبقى خطر بالليل...و هي يمكن حتروح لوحدها....

لوي ثغره بخيبة امل على فشل خطته ليردف بنبرة جافة و هو يتمنى بداخله لو كانت الان أمامه حتى يعاقبها على غبائها :" يعني انا بقلك إني حفضل للساعة عشرة بالليل في المكتب مع السكرتيرة

و حضرتك مفكرتيش غير في إنها حتروح لوحدها.... يا برودك يا شيخة إقفلي يلا... إقفلي و انا حبقى

اشوف شغلي معاكي لما اروح بعدين....

أعاد هاتفه إلى جيب سترته و هو يبرطم بشتائم

كثيرة قبل أن ينتبه لايهم الذي كان يقف مستندا

على باب الغرفة و يرمقه بنظرات خبيثة قبل أن ينفجر ضاحكا و هو يقول :"كنت عاوزها تغير عليك صح...يلا إعترف...

شاهين بضجر :" يا شيخ إتلهى....

ايهم بسخرية :"دا إنت حالتك صعبة جدا و لازمك حل في أقرب فرصة....

شاهين :" خليك في حالك انا مبسوط كده.... بقلك

أنا رايح دلوقتي و متنساش تفكر في كلامي.... و أي حاجة جديدة تحصل بلغني...

أيهم بتهكم :" عشان تقفل السكة في وشي زي ما عملت النهاردة الصبح ...

شاهين بضحك و هو يتذكر ما حصل صباحا :"غصب عني و الله... قلبك أبيض...




› الشيطان شاهين › الفصل الواحد و الثلاثون

الفصل الواحد و الثلاثون


:"تعالي يا حبيبتي زمانك جعتي... انا جبتلك كل

الأكلات اللي بتحبيها و عملتلك العصير داه بأيدي...

ليليان و هي تجلس بجانبها :" تسلم إيدك يا طنط

بس مكانش في داعي تتعبي نفسك انا مش جعانة

جعدت كاريمان ملامحها بانزعاج قبل أن تهتف

برفض :"ميصحش كده إنت لازم تاكلي و تتغذي

عشانك و عشان الي في بطنك كمان...

ليليان بلوم :"ارجوكي يا طنط وطي صوتك

لأحسن حد يسمعك...

كاريمان بتأفف :" أنا مش فاهمة لازمتها إيه تخبي

حاجة مهمة زي دي...دي العيلة كلها مستنية

الحفيد داه بفارغ الصبر ليه تحرمينا من الفرحة

دي؟؟

مسحت ليليان دموعها بسرعة قبل أن تراها

كاريمان قبل أن تقول بصوت جاهدت لكي يخرج طبيعيا :" بعد ما أيهم يطلقني حبقى أعلن الخبر داه... انا لو لا حضرتك شفتيني مكنتش حقلك كمان.....

وضعت ليليان الصينية فوق ساقيها و هي تقول

بتشجيع محاولة تغيير الموضوع حتى لا تزيد

من حزنها قائلة بحماس :" طيب يا حبيبتي

إعملي اللي يريحك و دلوقتي لازم تاكلي

عشان النونو باين عليه جعان و لازم يتغذى".

إغتصبت إبتسامة صغيرة على شفتيها قبل أن

تنظر لزوجة عمها اللطيفة التي ما فتئت تساندها

منذ تلك الليلة....

نزل شاهين الدرج بخطوات مسرعة متجها نحو

غرفة والدته.... دخل دون أن يطرق الباب ليجدها

في شرفة غرفتها تسقي نباتاتها المفضلة التي

زرعتها في أصص صغيرة و تضعها فوق سور الشرفة القصير....

وضعت المرش من يديها على الأرضية عندما

رأت إبنها يدخل الغرفة بوجه متجهم....

إنحنى ليجلس على ركبتيه أمامها  و يضع

رأسه في حجرها متمتما بصوت حزين :"بتكرهني

يا أمي.... بتكرهني لدرجة إنها عاوزة تموت

إبننا مش عاوزة حاجة تربطها بيا... مش عاوزاني

مش عاوزاني...

صمت قليلا ليتنفس بعنف قبل أن يكمل بنبرة

ضعيفة غريبة عنه :" بحبها و الله العظيم بحبها

أنا تغيرت عشانها، تغيرت بس عشانها... انا ليه

حظي كده ليه؟؟ ليه كل ما إحب واحدة

تغدرني مش من حقي أحب و أتحب زي بقية

الناس..... للدرجة دي وحش و ما أستحقش

لو تشوفي انا تغيرت إزاي عشانها... بقيت زي

الطفل الصغير بفرح بأي كلمة منها...بفكر فيها

في كل لحظة حتى لما أكون بعيد عنها ببقى بعد

الساعات و الدقائق عشان أرجع لحضنها.... في

الليل بقيت بصحي من النوم عشان أتأكد إنها

جنبي و إنها حقيقة مش حلم جميل و حصحى

منه.....

رفع شاهين رأسه لينظر لوجه والدته التي كانت

تطالعه بحزن و أسف ظاهر على إنكساره و ضعفه

الذي لا يبينه لأحد غيرها...

إستأنف حديثه من جديد بصوت متحشرج:" اول مرة في حياتي بحس بالعجز.. مش عارف أتصرف إزاي

مقدرش اجبرها على حاجة هي مش عاوزاها بس كمان مقدرش أخسرها.... هي بقت روحي و حياتي

الهوا اللي بتنفسه..... انا مش عارف انا إزاي او إمتى

حبيتها كده بس كل اللي عارفه إني مش متخيل

حياتي من غيرها.. إنت و فادي و هي و البيبي

الصغير اللي جاي في السكة اهم ناس في حياتي

بس هي عاوزة تحرمني منها و منه...بتهددني

حتقتل نفسها لو مطلقتهاش.. عاوزة تسيبني

يا أمي...قوليلها متعملش كده هي بتحبك و أكيد حتسمع كلامك... ارجوكي يا ماما ارجوكي

بدأ يتمتم بهذيان و هو ينظر لوالدته باستعطاف

لتحيط ثريا وجهه بيديها قائلة بصوت حنون

يبعث الدفئ و الطمئنينة بداخله:"ششش

إهدى يا حبيبي إهدى....كاميليا متقدرش تعمل

كده دي متقدرش تأذي نملة حتقتل إبنها... دي

كانت بتقول كده عشان مصدومة بالخبر....

كاميليا حنينة و طيبة و لايمكن تعمل حاجة

وحشة زي دي... إهدى و كل حاجة حتتصلح

اصبر شوية و حتشوف بنفسك هي كمان

محتاجة وقت عشان تسامحك إنت كمان

متنساش إن اللي عملته فيها مكانش شوية....

زي ما جرحتها لازم تداويها.. و عشان ترجعها لحضنك لازم تكون صبور....

أومأ لها بإيجاب و قد لمعت عيناه بفرح بسبب

تأثير كلام والدته الذي كان كالبلسم الشافي

قبلت ثريا جبينه بلطف  و هي تختم كلامها

بمرح :"فادي حيفرح أوي عشان حيكون عنده

اخ يلعب معاه..."


شاهين :"صح إنشاء الله حيبقى عنده اخوات

كثير...بس ربنا يهدي المجنونة اللي فوق دي

عشان هدت حيلي".

ثريا بضحك :"آمين...

شاهين و هو يقبل يديها الاثنتين هامسا بامتنان

:" شكرا ليكي يا ست الكل مش عارف من غيرك

كنت حعمل إيه...

منتصف الليل.....

صعد شاهين الدرج بخطوات متثاقلةنحو غرفته بعد أن أمضى بقية وقته في المكتب و إكتفي بسؤال

زينب عن  كاميليا من حين لآخر.

فتح الباب ببطئ و حذر حتى لا يزعجها ثم

مشى باتجاه السرير بهدوء ليجلس على حافته

مد يده بتردد ليدثرها بالغطاء جيدا قبل أن يتوجه

نحو غرفة الملابس ليغير ثيابه و يخرج ليندس

بجانبها تحت الغطاء تاركا مسافة بينهما حتى

لا يزعجها...

تمدد على ظهره ليحدق في سقف الغرفة بشرود

بعد أن جافاه النوم....منذ ساعات و هو يحاول

التفكير في حل أو طريقة تجعلها تتراجع عن

قرارها ليهديه تفكيره أخيرا إلى الاتصال غدا

صباحا بوالدتهاو إخبارها بكل شيئ.

أعاده صوتها الهادئ من شروده عندما سمعها

تقول بصوت هامس :" أنا عاوزة بنت".

إلتفت إليها و على وجهه علامات الحيرة....لم

يصدق ما تسمعه أذناه او تراه عيناه كانت مستندة

على ظهر السرير و تضع يدها على بطنها تحسسها

برفق.. تساءل في داخله كيف تحركت بجانبه

و لم يشعر بها الهذه الدرجة كان غارقا في تفكيره

واصلت كاميليا كلامها دون أن تنظر إليه :" أنا

إللي حسميها وانا اللي حختار لبسها و انا

اللي حهتم بيها بنفسي و مش حسمح لحد يلمسها

او يلعب معاها غير طنط ثريا او فادي.....

تنهد شاهين بصوت مسموع و هو يبتسم

على هذه المجنونة التي سيموت بسببها

ذات يوم...رفع جسده قليلا ليجلس على

السرير مثلها و هو يشعر و كأن صخرة عملاقة

قد إنزاحت من على صدره لتعود له أنفاسه

من جديد قائلا بتسلية:"طيب و أنا مليش أي حق فيها دي مهما كان بنتي ؟؟؟

نظرت له بحنق قبل أن تنفي برأسها :" لا

ملكش دعوة بيها دي بنتي أنا و بس....

اجابها بمسايرة :"طيب عاوزة تسميها إيه؟؟؟

هزت كتفيها بلامبالاة قبل أن تجيبه :" مش

عارفة... في دماغي أسامي كثيرة بس لسه

مقررتش ".

شاهين بهمهمة :"طيب نامي دلوقتي عشان

بكرة الصبح لازم نروح المستشفى".

كاميليا بنفي :" لا مش عاوزة انام انا جعانة....

رمش شاهين قليلا بعينيه قبل أن يبعد الغطاء عنه قائلا  :" طيب حنزل أجيبلك حاجة تاكليها......

كاميليا بجدية :" لا انا نفسي في بيتزا و إنت اللي

تعملها....

شاهين باستغراب:"حطلبلك دلفري احسن...

كاميليا باصرار:"لا مش عاوزة دلفري... انا عاوزاك

إنت اللي تعملها....

شاهين :"بتتكلمي جد...

كاميليا :" أيوا داه إسمه وحم يعني مش ذنبي

لو طلبت من حضرتك طلبات غريبة كده.....

شاهين و هو يقف من مكانه متمتما بحنق :"ما انا

عارف إنه زفت وحم بس مكنتش عارف إنه كله حيقع على دماغي انا....و على فكرة انا معرفش

اعمل بيتزا....

جذبت كاميليا روبها من فوق الاريكة لترتديها

فوق ملابسها و هي تجيبه :" ما انا عارفة عشان

كده حنزل معاك.... إسبقني إنت بس على

المطبخ و انا حلبس حاجة ثقيلة و ألحقك....

شاهين برجاء أخير :" طيب مينفعش نطلب

دلفري و بكرة اعملك البيتزا اللي إنت عاوزاها.....

تجاهلته كاميليا لتسير نحو غرفة الملابس و هي تمتم في سرها :"و هو إنت لسه شفت حاجة

داه حخليك تقول حقي برقبتي...مش عاوز فرصة

ثانية إشبع بقى... يا انا يا إنت يا شيطان ".

بعد دقائق عديدة كان شاهين يجلس على طاولة

المطبخ و هو يراقب بذهول كاميليا التي كانت تعلمه

طريقة صنع للبيتزا.

قهقه بسعادة للمرة الالف و هو يتعمد وضع المقادير

بطريقة خاطئة حتى يشاكسها و يتمتع برؤية ملامحها اللذيذة الحانقة حامدا الله في سره

عدة مرات على مرور تلك الغيمة السوداء التي

كادت تدمر حياته من جديد.


            الفصل الثاني والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close