الواحد والثلاثون والثاني والثلاثون
بقلم مروة عبد الجواد
بعد محاولات ومحاولات للتقرب لمن تحب تبتعد وتزهد هذه
المحاولات ، لكن احيانا يكون البعد هو الحل فعندما تمتلك
شيء لاتشعر بقيمته لانه ملكك ، بينما عند فقده تشعر بأهميته هذا هو حال علاء ونانسي .
تطلع لها علاء في احد الكافيهات بنظره غامضه كأنه لم يراها
من قبل ، كأنه يتعرف عليها من جديد .. هتف لها بنظره اشتياق ..
-- تعرفي اني مكنتش شايفك صح .
هزت راسها نافيه بضيق .
-- مش شايفني ازاي ، لدرجادي انا متشافش .
قاطعها نافيا .
-- لا طبعا مقصدش اللي فهمتيه ، انا قصد ي اني مكنتش
شايفك من جوه .. قلبك .. احساسك و شعورك .. ازاي برتاح
معاكي وانا بتكلم .. ازاي بتسمعيني .. حتى لو كان كلامي
هايف او هزارى تقيل ، و ازاي بتصحيني بحب وخوف حتى لو
ده كان ضد رغبتك ، انتي فعلا انسانه هايله في كل حاجه .
ابتسمت بسعاده هاتفه .
-- وياترى ايه اللي اتغير خلاك تحس بكده .
-- اللي تغير اني بدات ابصلك من جهه تانيه خالص ، خصوصا بعد ما حضرتك اتجاهلتيني وخدتي جمب وابعدتي عني ، حسيت اني في حاجات كثير نقصاني ، حاجات افتقدها ومحستش بيها غير لما بعدت عني .
-- يعني بعدي عنك هو اللي خلاك تحس بكده .
-- الصراحه اه ، اوقات لما تكون الحاجه في ايدينا مبنحسش بيها لانها ملكنا ومهما ابعدنا او قربنا مش بتفرق معانا لانها كده كده موجوده ومعانا ، انما اول لما نفقدها بنحس قد ايه بقيمتها وقد ايه ان في حاجه نقصانا ، ومبنعرفش بقيمتها للاسف الا لو ملقنهاش .
ابتسمت هاتفه .
-- للدرجادي دي انا مهمه عندك بقى .
-- جدا جدا يا نانسي ، ومش عايزك تبعدي عني تاني محتاجك جنبي قوي ، محتاج اتكلم معاكي واحكيلك عن كل اللي جوايا ، محتاجك تشاركيني كل حاجه في حياتي .
هتفت بحنق .
-- اشاركك ايه بالظبط الشغل مثلا .
قاطعها بلهفه .
-- الشغل والدراسه ، وقلبي ..
هتفت بسعاده .
-- قلبك .
هز راسه بالتاكيد .
-- اه قلبي يا نانسي ، قلبي اللي مكانش شايف ، وكان فاكر مجرد اني بفضفض وادردش معاكي انها مجرد زماله .
-- امال ايه .
-- دي مشاركه .. عايزك تشاركيني كل حاجه بفكر فيها وبحسها وبعملها ، بحب اسمع كلامي ونصايحك بحب اتكلم براحتي معاكي وافضفض لكل حاجه سواء العمليه او العلميه او حتي العاطفيه .
لم تفهم من حديثه سوا المشاركه فهو حتي الان لم يعرب حتي بإعجابه بها هتفت بحنق .
-- انت فعلا زميل عزيز عليا يا علاء وبعتز بصداقتك ، انما الحياه اوقات بتضغط علينا ، ومش كل اللي بنتمناه بيحصل ولو احتجت اي نصيحه في اي حاجه تخصك انا اكيد مش هبخل عليك ، لكن ياريت تبقي تعذرني لو الشغل او الدراسه ضغطوني في اني مقدرش اقابلك او اتكلم معاك ، وهفضل اعتز بيك كصديق .
قاطعها نافيا .
-- وانا مش عايزك صديقه وبس ..
هتفت بتهكم .
-- مش فاهمه ، اومال عايز ايه .
-- انا معجب بيكي .
-- اممم عجب بيا ازاي ، وضح .
ابتسم هاتفا.
-- يعني معجب بيكي ، لكن ازاي دي مش ملكي ، قلبي هو اللي معجب بيكي انا عارف انك ممكن متصدقنيش لاني كنت بكلمك قبلها على نور لكن ...
تراقص قلبها من ابدأه بالاعجاب بها فهي تحبه منذ بدايه تعرفهم علي بعض في الجامعه قاطعته هاتفه .
-- انا ميهمنيش اللي فات المهم اللي جاي ، و طالما انت حاسس بده ناحيتي دلوقتي ، فانا عمري ما اقدر الومك على اللي فات ، لانك لسه قايلها القلب مش ملكنا .
-- ودي اكتر حاجه بتعجبني فيكي عقلك الكبير وانك فهماني وبتعرفي تحتويني ، بحس معاكي بحنان ودفع الاسره والعائله وانك يعتمد عليكي في حاجات كتير وانك قد المسؤليه وعقلك ناضج ومتفهم ، لك الصراحه مش حابب اسرع واعترف بحاجه اكثر من اعجابي علشان مظلمكيش .
هتفت بسعاده .
-- فهماك ومقدره مشاعرك ، وانك لسه بتخرج من قصه حب لسه حتى مكانتش بدأت او حتى بدات ومكتملتش ، المهم دلوقتي يا علاء .
هز راسه مؤكدا بسعاده .
-- فعلا المهم دلوقتي ، تشربي ايه بقى لحد لما يجهزوا الغداء .
-- باتون ساليه بالسمسم هات ...
-- ههههههه ، دا انا لسه بقول عليكي عاقله .
............
ذهب رافت الى منزل سهي هاتفا عند دخوله .
-- سوسو .. سوسو .
بحث في المنزل فلم يجدها ، دخل الغرف فوجد الدواليب مفتوحه وفارغه وليس بها اى ملابس ..
تمتم بتعجب .
-- هي خدت هدومها وراحت فين .
التقط هاتفه و اتصل عليها ولكن هاتفها خارج نطاق الخدمه .
الامر الذي اثار قلقه فقاطعه دخول البواب وهو يفتح باب الشقه هتف رافت به .
-- انت ازاي تدخل البيت كده ، وجبت المفتاح منين .
-- اسف ياباشا ، لكن الست سهي سلمت المفتاح وقالت انها مسافره ومش راجعه تاني ، وعقد الايجار بتاعها انتهى مفاضلش فيه الا يومين ، وزي محضرتك عارف الشقه مفروشه فانا كنت جاي اروقهت وانضفها علشان اللي يجي يأجرها يأجر على نظافه .
وقع حديثه على رافت كالصاعقه هتف والغضب يتملكه بصوت حاد .
-- سافرت ، سافرت فين وازاي .
-- معرفش يا بيه وانا يعني اسالها انتي مسافره فين وليه .
-- وفلوسي .. وفلوسي فين .
هم مسرعا الى البيوتي سنتر فوجد امراه غريبه به .
-- انتي مين و سهي فين .
-- سهي مين حضرتك .
-- احنا هنستهبل سه اللي شاريه المكان دا ، انا قاري العقد بنفسي .
-- اه مدام سهي ، هي فعلا دفعت عربون علشان تشتري البيوتي ، لكن من يومين كلمتني واعتذرت انها مش هتقدر تكمل ؛ لان والدتها تعبت فجاه وعايزه تعملها عمليه بره وانها محتاجه الفلوس .
-- امها مين ، دي ملهاش حد اساسا و امها ميته .
-- معرفش يا فندم ، دا الكلام اللي قالتهولي .
-- ولما انتي كنتي عايزه تبعيه المكان ، اديتها فلوس تاني ليه ، ولا دي لعبه لعبينها سوا .
-- ايه اللي انت بتقوله دا ، انا معرفكش ولا اعرفها اساسا ، وبعدين وقتها مكنش مععايا سيوله تكفي ، ان ما دلوقتي لقيت شريك يدخل معايا ولما عرضت عليا تاخد العربون انا وافقت قلت بدل مااجيب مكان تاني جديد اجدد هنا ، علشان كده رجعتلها الفلوس .
هتف بإنكسار .
-- طيب متعرفيش هي فين او مسافره فين .
-- اكيد لا طبعا ، انا اعرف منين انا معرفهاش اساسا ، دا السمسار هو اللي كان جايبها .
ضرب بيده على كفيه بحسره .
-- دي اخرتها ياسهي تعملي فيا كده ، تغدرى بيا بعد اللي عملته علشانك .
ثم خرج وهو تائه لا يعلم الى اين يذهب فأهله تبرؤا منه بعدما غدر بزوجته واصبح طوعا لامرأه ليل التي غدرت به بعدما ورطته بشيكات بقيمه مليون جنيها .
اعترضت طريقه سياره ونهض منها رجلان وتقدما نحوه واخذاه مكتف الايدي بداخل السياره وانطلقا .
.......
وقفت دره بسيارتها في الجراج الخلفي للمستشفى ، بانتظار علي امن المستشفى ، الذي اتي خلفها مسرعا يهتف .
-- نعم يا دكتوره .
-- اركب يا علي .
تعجب وهو يصعد الى السياره اردفت دره .
-- عايزاك في خدمه تعرف تسد ولا ....
-- اكيد يا دكتوره اؤمريني .
-- هي خدمه اه ، بس بفلوس انما مش سهله دي صعبه حبتين ، لكن هتاخد دول عليها .
فتحت طابلون السياره واخرجت منه خمسون الف جنيها ، تطلع هو الي النقود بشراهه هاتفا .
-- دا انت لو قلتيلي ارمي نفسك من فوق الكوبري هرميني .
ابتسمت هاتفه .
-- ومش بس دول ، بعد ما تخلص اللي هاقولك عليه هديك زيهم كمان .
تطلع لها بحنق هاتفا .
-- دي باين عليها مش خدمه دي جنايه .
قاطعته .
-- برافو عليك جنايه لكن سهله قوي زي شكه الابره .
-- رسيني طيب يا دكتوره .
-- عربيه الدكتور وائل .
-- ما لها .
-- عايزاك تشبك سلك الفرامل بتاعها.
-- اقطع سلك الفرامل يعني .
-- لا انا قلت تشبك السلك ، بحيث لما يمشي بالعربيه السلك يتقطع لوحده يعني تخليها على الشعرا .
-- اه يعني اشبصه علي الشعره .
-- عليك نور ولا بلاش نور ، برافو عليك .
ابتسم بسخريه فهو يعلم قصه نور مع دره ، هتف .
-- لكن الدكتور وائل ممكن يروح فيها لمؤاخذه ودي فيها سين وجيم .
-- انت هتعمل كده هنا في جراش المستشفي من غير محد يشوفك ، ومتهيالى مفيش أأمن منك يعملها انت عارف الكاميرات ومكانها ، واظن شغلك قبل كده كان ميكانيكي .
ابتسم بتهكم .
-- فعلا كنت شغال ميكانيكي قبل ماشتغل امن .
-- تمام يبقى احنا كده اتفقنا .
تطلع الى المبلغ بشراهه ، هاتفا .
-- لكن المبلغ شويه يعني يا دكتوره .
-- ما انت كنت مستكترهم ، دلوقتي بقوا شويه .
-- اعذريني يا دكتوره بس الموضوع مش سهل وبرده دكتور وائل مش اي حد ، والموضوع لو اتكشف هروح في الكلابوش .
-- وايه اللي هيكشفه بس ، ما كل حاجه هتمشي تمام .
-- لا الموضوع كبير عليا يا دكتوره لازم اعمله بحرفيه شديه ولمؤاخذه لو الدكتور حصله حاجه فيها والامر اتكشف هيكون فيها البدله الحمرا وانا اللي هشيل الليله .
قاطعته بضيق .
-- خلاص خلاص اللي انت عايزه هدهولك .
-- مليون جنيه .
-- مليون ايه ، مليون عفريت لما يركبك انت اتجننت .
-- لايه الكلام دا بس يادكتوره ، ما احنا حلوين على العموم براحتك .
-- اعقل الكلام كدا مليون ايه دا ..
-- خلاص علشان خاطرك وعلشان لو عزتيني في حاجه تانيه ابقي اسد خليهم نص مليون .
-- لا طبعا كتير قوي .
-- لا دا اخرى شوفيلك حد تاني بقي سلامو عليكو .
وبدا بالهبوط من السياره .
قاطعته .
-- استني خلاص اتفقنا ، خد دول والباقي بعد التنفيذ .
-- لا المبلغ كله قبل التنفيذ .
-- ازاي بقى ، وبعدين ما انت ممكن تاخذ الفلوس ومتنفذش .
-- بقولك ايه يادكتوره ، الموضوع كبير وانا متجوز وعندي عيال ولومؤاخذه يعني لو حصل في الامور امور والموضوع انكشف حضرتك مش عليكي حاجه ، اللي هيلتطط العبد لله ، اهو وقتها ابقى سايب حاجه للعيال بدل ما يتيتموا من بعدي ، وعلشان اريحك.واريح نفسي هاخذ مائتان وخمسون الفا قبل العمليه ونصهم بعد العمليه .
-- طيب موافقه ، الموضوع عايزاه يتم النهارده بالليل .
-- عنيا ، جهزي الفلوس وفي الدقيقه اللي بعدها هيكون كل حاجه خلصانه .
-- تمام هجيبهم بالليل لما يجي المستشفى ، اول ما ادخل الجراج تعالى ورايا استلم فلوسك وتخلص الموضوع علي طول ، وانا هحط عربيتي جنب عربيه وائل عشان تداري عليك برضوا .
-- وبالنسبه للكاميرا انا هكلم حد من حبايبي يقفلها الكاميرا اللي متسلطه علي عربيته خمس دقائق .
قاطعته .
-- اوعي تجيب سيره الاتفاق اللي بينا .
-- عيب عليكي متقلقيش ، بس ابقي زودي عشرون الف ولا حاجه .
-- لايه تاني .
-- علشان الراجل بتاع الكاميرا نراضيه برضو .
-- طيب طيب .
اخذ المبلغ ونهض من السياره ، فالتقطت دره هاتفها واتصلت على صفاء .
-- عاوزاكي تيجي المستشفي النهارده بالليل ضروري .
-- ليه انا خلصت شغل خلاص ، في حاجه حصلت .
-- انا خلاص اتفقت مع بتاع الامن اللي هيخلص النهارده في عربيه وائل ، وكنت عايزاكي تيجي علشان نخلص موضوع جميل ده مع الممرضه ، وعشان تتبعيها .
-- برده نفذتي اللي في دماغك .
-- اه طبعا ، قبل موضوع جواز وائل علي ماينعرف ، ووقتها لو حصله حاجه ممكن الشكوك تكون حواليا .
-- ده انت مدبره ومخططه بقى يا دره .
-- طبعا ، لازم اتغدى بيهم ، هستناكي النهارده .
-- لا يا دره ، انا مش موافقه على كده اول مره ربنا ستر ، تاني مره مش عارفين ايه اللي هيحصل ، انا من رايي استهدي بالله كده وسلمى امرك لربنا وكله نصيب ، وانتي لسه الفرص قدامك مخلصتش و بيتقدملك احسن ناس في البلد ، سيبك من وائل بقى وانسيه .
-- مستحيل ، انا ضيعت من عمري تمن سنين مستنياه من و احنا بنشتغل سوا و قبلها خمس سنين في الكليه يعني 13 سنه عايزاني انسى بسهوله عمري كله .
-- تاني يا دره ، متضحكيش على نفسك هو موعدكيش بحاجه ، انت اللي استنيته بمزاجك وانا ياما نصحتك تسيبك منه .
هتفت بضيق .
-- المهم هتيجي ولا لا .
-- اسفه يادره مقدرش ادخل نفسي في جريمه زي دي .
اغلقت دره السماعه بوجها وتمتمت بضيق .
-- ماشي يا صفاء تسيبيني في وقت زي ده ، والله لعلمك الادب بس لما افضالك .
..........
دلفت نهال مهروله وهي مشتته الذهن الى اول ماكينه صرافه صادفتها ، سحبت منها النقود ثم التفتت الي ماكينه ثانيه وثالثه لاكمال النقود فالماكينه الواحده لم تخرج اكثر من اثنا عشر الفا فتأخرت بعض الشيء ، ذهبت مسرعه الى العياده لتعطيهم الى الممرضه وتطمئن علي ابنتها هاتفه .
-- خذي يا بنتي الفلوس اهي ، ميار عامله ايه دلوقتي خرجت من العمليات ولا لسه .
التقطتهم الممرضه هاتفه وهي تعد النقود .
-- ايه اللي اخرك كده يا مدام .
-- معلشي يابنتي المكنه مطلعتش المبلغ كله فضلت ادور على علي مكن هنا ، المهم بنتي عامله ايه دلوقتي طمنيني عليها ربنا يباركلك ، هي خرجت من العمليات ولا لسه .
-- اه خرجت ونزلت الجنين لكن حصلها نزيف ، ياريت تطلبي اي عربيه تيجي تاخدها علشان توديها المستشفى امان ليها .
-- يا لهوي بنتي ، بنتي فين حصللها ايه ومطلبتوش الاسعاف ليه ، والدكتور اللي عمل عمليه فين .
آتي الطبيب علي عجل هاتفا الي الممرضه .
-- جابت الفلوس .
-- اه يا دكتور كاملين .
هتفت نهال به .
-- بنتي فين وعامله ايه اللي حصلها يا دكتور ، ابوس ايدك طمني عليها .
-- متقلقيش بنتك بخير ، لكن شويه نزيف بسيط ، ابعتي هاتي عربيه تنقلها المستشفي وانا هخلي الممرضين ينزلوها ، ثم اشار الى ممرضه بتحذير .
يلا عشان تقفلي العياده .
هتفت نهال به .
وبنتي عايزه اشوفها استنا اطلبلها الاسعاف ، هو انت مش دكتور .
هتفت الممرضه بها .
-- لا ينفعش نطلب الاسعاف يامدام ، لو طلبنا المسؤليه هتكون كبيره علي الدكتور لان عمليات الاجهاض ممنوعه ، دي العياده ممكن تتقفل .
-- متقفل ولا تروح في داهيه انا عايزه اطمن على بنتي .
شاهدت رجلان يسندان ميار ، رجل من الجهه اليمنى و اخرى من الجهه اليسري ، اما ابنتها فكانت بحاله لا يرثى لها ترتدي بدله العمليات و بقع الدماء تملاء ملابسها ، بل مازالت تنزف حتي ان الارض امتلأت دماءا ، كانا الرجلان يجراها وهي مغيبه الوعي .
تخشبت نهال محلها وعيناها تفيض بالدموع تمزق قلبها لرؤيه ابنتها هكذا ، وقفت بخطاه غير متزنه وغير مدركه مايحدث .
هامس الطبيب الي الممرضه .
-- ابقي خلي حد يمسح السلم مكانها ، واقفلي وامشوا .
هزت الممرضه راسها بالتاكيد .
دلف الطبيب الي الخارج وقامت الممرضه بأطفاء الانوار تمهيدا لغلق العياده ، هتفت نهال بصوت مبحوح وهي تشاهد ابنتها امامها.
-- بنتي ميار مالك يا قلبي فيكي ايه ، ردي عليا انتي سمعاني .. حاسه بيا ..
ولكن لم تجيبها فهي مازالت فاقده الوعي ، اردفت نهال .
-- انتو هتنزلها كده ازاي ياظلمه ، دي مش حاسه بحاجه ودم عمال ينزل عليها ، حرام عليكو عملتوا في البت ايه ، اطلبولها الاسعاف .
ولكن تجاهلها الرجلان وانزلاها الى الاسفل ، دلفت نهال خلفهم ، واغلقت الممرضه العياده ودلفت .
هم الرجلان بسرعه في الشارع و تركا ميار علي بعد عشره متر من العياده ووالدتها مهروله ورائهم هاتفه
-- انتم رايحين فين وسايبين بنتي ، طب هاتولها عربيه ،
حرام عليكوا تسبوها كده منكم لله ياظلمه ، الحقوني يانااااس .. ياهووه حد ينجدنا ..
لم يستمع لها احد فقد كان الوقت بعد منتصف الليل ، اما المنطقه بأكملها كانت نائيه بعض الشيء ..
جلست والدتها بجوارها وهي تحضن بنتها هاتفه .
-- مياار بنتي ، ردي عليا يانور عنيا ، ردي عليا .
فتحت ميار عينيها بصعوبه وهي بحاله سيئه تجاهد للحديث .
-- سامحيني يا ماما .
تطلعت لها الام وعيناها تفيض بالدموع ورجفه تنتفض بقلبها خشيه فقدان ابنتها الوحيده هتفت بإنكسار .
-- انتي اللي تسامحني يا بنتي ، سامحيني اني مهتمتش بيكي ، ومكنتش بفكر الا في نفسي انا هاجيبلك الاسعاف دلوقتي ، اصبري شويا .
هتفت بصوت مبحوح مليء بالجشه .
حد يلحقني يا ناس يا هووو بنتي بتموت ، غثوني ياناااس .
-- خلاص يا ماما خلصت .
-- ما تقوليش كده يا ميار انا مليش غيرك متسبنيش يابنتي ، اوعي تسبيني .
ابتسمت ميار هاتفه .
-- بحبك يا ماما .
ثم اغلقت عينيها وقد فارقت الحياه ، حركتها والدتها وهي بين احضانها لافاقتها هاتفه .
-- بنتي فوقي يا ميار ، فوقي يانور عنيا ، لاااااااااا ميار ماتت لااااا .
مشهد مؤلم ينخلع له القلوب ، بكت نهال بحرقه على فراق بنتها وهي تضمها لصدرها نافيه بعقلها موت ابنتها هاتفه .
-- قومي ياحببتي قومي ياميار هجبلك كل اللي انتي عيزاه قومي يانور عنيا هفضل جمبك ومش هسيبك ولا ابعد عنك تاني ، قومي يانن عيني متسبيش امك لوحدها ، انا مليش حد ياميار غيرك .
..............
علا صوت ضحكات باسم الساخره مع صديقه هاتفا .
-- كده علمت عليها وعلى امها كمان علشان تعيش مكسوره طول حياتها ، بدل القلم اللي اديتهولي اديتهولها عشره في بنتها ونفسها اتكسرت واتذلت ، ياما كان نفسي اشوف الكسره والذل في عينيها .
هتف صديقه به .
-- كنت استني يااخي لحد ما البت تخرج من عمليات وتطمئن عليها .
-- اطمئن على مين يابا دي ناس سارقه فلوسي وفلوس ابويا خليها تشبع ببنتها ونفسها مكسوره علشان كل ما تبصلها تفتكر اللي عملته فيا .
-- طب واللي في بطن ميار ،ابنك مصعبش عليك تخليها تنزله .
-- انت كنت عايزني اخلف من بت شمال كانت مدوراها قبلي .
-- لكن انت عارف ان ميار من وقت ماعرفتك وهي مبتكلمش حد وان اللي في بطنها دا ابنك انت .
-- اه كان ابني ، والدكتور قالي انها لو نزلت الجنين ممكن تشيل الرحم ، وانا اللي قلتله يعمل العمليه ويشيلها الرحم كمان .
-- ليه كده ياباسم حرام عليك تحرمها طول حياتها من الخلفه .
-- زي ما امها حرمتني من فلوس ابويا .
-- وانت فاكر كده فلوسك هترجعلك .
-- اه طبعا هترجع كلها .
-- ياسلام ازاي ، بعد ماطيرت البت من ايدك .
-- في واحد صاحبي اتفقت معاه يلف على الوليه العقربه نهال ، ويدخلها بدور العاشق ولهان لحد ماخلاص اتفقوا علي الجواز ، هخليه يمضيها علي اللي وراها واللي قدامها .
-- ده انت دماغك سم عملت الكلام ده امتى .
-- يا ابني الدماغ دي متكلفه .
-- قشطه يا مان .
-- قوم بقى هاتلنا شمتين خلينا نحيي الليله .
-- ايوه بقى ما انت قابض يا معلم من البت يعد مارمتها في العياده ومدفعتلهاش فلوس العمليه .
-- دي فلوس ابويا هي في كانت فلوس امها .
........
ذهب وائل الى سيارته في جراش المستشفي وصعد بها ، تطلعت دره به من شباك مكتبها بالمستشفى وهي ترتسم على وجهه علامات النصر والغدر ، ثم استدارت الى الممرضه التي كانت تقف خلفها هاتفه وهي تلتقط حقنه معبأه تعطيها الى امل الممرضه .
-- عيزاكي تفضي الحقنه دي في الجلوكوز بتاع جمال اللي في العنايه .
-- حاضر يا دكتوره .
-- اوعي تخلي حد يشوفك .
-- متقلقيش ، اصلا دلوقتي معظم الدكاتره روحت والباقي ممرضات وما بدخلوش العنايه الى كل 10 دقائق .
-- والدكاتره النبطشيه فين .
-- في مكاتبهم .
-- تمام ، لو لقيتي اي حد من الممرضين في العنايه حاولي توزعيهم ، وبعد ماتخلصي ابعتيلي رساله انك خلصتي .
-- حاضر يا دكتوره .
دلفت الممرضه الى الخارج ، تمتمت دره .
عايز تتجوز يا وائل واحده غيري ، ابقى اتجوزها بقى في الجنه .
ثم التقطت شنطه يدها ودلفت للخارج ........
#البارت_الثاني_والثلاثون .
بعدما يبكيك القدر تحاول وتحاول حتي تبتسم لك الحياه مره اخرى ، جاهدت نور وجاهدت حتي وصلت لمبتغاها سواء العلميه او العاطفيه بدا قلبها يتراقص بعدما انكسر وتهشم من القريب قبل الغريب ، حاولت وحاولت حتي وصلت لهدفها ...
ولكن للقدر رأي أخر ...
صعد وائل الي سيارته والتقط هاتفه ليتحدث الي محبوبته هاتفا بصوت عاطفي ذو خشونه رجوليه
-- وحشتيني قوي ياعشق القلب .
ابتسمت هاتفه بخجل .
-- وانت كمان .
-- وانا ايه بس جننتيني ، قوليها بقي .
-- وانا زيك .
-- انتي زيي اللي هو ايه بقي .
-- زي ماانت قلت .
-- اه دا احنا هنستهبل بقي ، طب والله العظيم لومقلتهاش لكون تحت بيتك حالا وهكلكسك بالعربيه ومش همشي الا لما تطلعي تقوليها قدام الناس كلها .
-- يامجنون .
-- تمام يبقي نجرب .
-- لا لا خلاص هقول .
-- ها ..
صمت قليلا هي فهتف هو .
-- سامع .. مستني .. قولي .. وبعدين ...انا منتظر ...
هتفت بخجل .
-- وحشتني .
قاطعها بتهكم نافيا .
-- لا وحشه مش عجباني .
هتفت باستنكار
-- لا والله .
-- اه وحشه قوي ومن غير نفس ، انا عايز بدلع بحنيه بشوق ولهفه وحنااا...
قاطعته هي .
-- ايه ، ايه ودي اعملها ازاي بقي .
هتف بصوت حاني .
-- غمضي عينك .
-- اغمض ليه .
-- هو انا هاكلك ماتغمضي دا انا في العربيه وانتي في بيتك غمضي يعني مش هعضك ، يلا .
-- حاضر ، حاضر غمضت .
-- بجد غمضتي .
-- اه والله .
-- وانتي مغمضه عايزك تبصي بعيد بعيد ، وانتي هناك لابسه فستان الفرح الاابيض كله ورد وواقفه مبسوطه وفرحانه ، وانا جايلك ولابس بدله فرحنا جايلك جري وملهوف عليكي ، جايلك بقولك بحبك ، بحبك يانور ، بحبك يانور قلبي ونور روحي ونور عقلي منتظر كلمه منك نفسي اروي قلبي بيها قلبي العطشان والولهان بحبك ، حاسه بايه ياقلب وائل .
هتفت وهي مغمضه الاعين حالمه في خيالها وحلمها الذي رسمه لها وائل هتفت بصوت مثخن بالعاطفه والعشق .
- بحبك ، بحبك قوي ياوائل ، بحبك يااكتر حلم اتمنيته .
-- بجد بتتمنيني يانور وبتحبيني زي مابحبك .
-- اه ، بحبك وبتمني اعيش عمري كله معاك .
-- انا اللي بتمني ان اللي فضلي من حياتي يكون معاكي نفسك بنفسي وحسك بحسي وحياتك ترتبط بحياتي عايزك تقاسميني كل حاجه حتي النفس اللي بتنفسه ، بتمني من الدنيا دي كلها انتي وبس يانور .
-- وانا مش عايزه غيرك بحبك انت ، انت الحب وانت الناس وانت الدنيا كلها ، انت حياتي اللي عدت وحيااتي اللي جايه ، عايزه اكمل بيك انت ، يافرحه قلبي وسنيني انت .
-- الله علي احلي واجمل كلام حسيته في حياتي كلها .
-- بحبك قوي ياوائل ، خلي بالك مني انا قبلك اتعذبت قوي.
-- وانا موجود بس علشان اسعدك ، وانسيكي اي حاجه قبل مني ، بعشقك ياقلب وائل .
-- حبيبي ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك العمر كله .
-- ويخليكي ليا ياعشق حبيبك ، فتحي عينك بقي .
هتفت بتغنج .
-- لا ، سبني مغمضه .
ابتسم هاتفا .
-- لا افتحي عينك ، علشان لومفتحتيش هغمض انا كمان وانا سايقك العربيه .
-- لا خلاص فتحت اهو ، انت لسه موصلتش البيت لحد دلوقتي .
-- ايه زهقتي مني .
-- لا خالص ، لكن الوقت متاخر وانا خايفه عليك من الطريق .
-- متقلقيش ياقلبي ، قوليلي بقي عملتي ايه النهارده بعد ماخلصتي شغل .
-- يعني العادي اتغديت وزاكرت شويا ، اه كان في حاجه حصلت الصبح ونسيت اقولك عليها .
-- حاجه ايه يا قلبي .
-- الصبح وانا جيالك المكتب ، دره قابلتني وهددتني انها هتمسح اسمي من الطب ، انا مش عارفه ليه حاسه ان هي اللي ورا حادثه جمال و اللي حصل .
ابتسم بحنق هاتفا .
-- حاسه ، لا اتاكدي .
-- يعني ايه .
-- يعني هي فعلا اللي ورا موضوع جمال .
هتفت بتسرع .
-- وانت عرفت ازاي ، ومين اللي قالك ، ولما عرفت معملتش حاجه معها ليه .
-- اهدي بس ، لما اقابلك بكره هقولك على كل حاجه ، المهم حددتي ميعاد مع بابا ولا لسه .
-- ميعاد ايه .
-- ميعاد فرحنا طبعا .
-- لا لسه .
-- لسه ليه بقى ، انا هقفل معاكي دلوقتي تروحي تكلميهم ، وتتصلي عليا وتبلغيني علي طول .
-- لكن بابا نام دلوقتي و الوقت اتاخر .
-- لا مليش دعوه صحيهم ، انا متفق معاكي من الصبح مقلتلهمش ليه .
-- مينفعش دلوقتي بكره ، وبعدين انت مستعجل ليه .
-- هو دا سؤال علشان بحبك ، لكن بجد لو مفتحتهمش في موضوعنا وحددتي معاهم ميعاد هتلاقيني عندك بكره وبكلمهم انا .
-- لا ، حاضر حاضر هكلمهم انا بكره باذن الله .
-- لو جيتي بكره من غير ميعاد الفرح ، مش هدخلك .
-- هههه ، حاضر يله بقي علشان انام والحق اصحي بكره بدرى واكلم ماما وبابا .
-- بقي كده اقفل يعني ، اوكي .
-- لا بجد علشان تركز في السواقه ، انا خايفه عليك .
-- انا اصلا ماشي علي سرعه هاديه علشان اكلمك اطول فتره ممكنه ، مش عايز اسيبك ولا ثانيه .
-- حبيبي ، توصل بالسلامه ، خلي بالك من نفسك .
-- وانتي بخير يا قلبي ، لا اله الا الله .
-- محمد رسول الله استودعك الله الذي لا تضيع عنده ودائعه .
-- الله على اجمل دعوه سمعتها ، ربنا يخليكي ليا ويقرب البعيد .
.............
في مخزن قديم يجلس رأفت علي كرسي مربوط اليدين والقدمين ، تقدم نحوه خالد فهتف رأفت به .
-- في ايه انت عايز مني ايه وجايبني هنا لايه ، والرجاله دول مربطني كدا ليه .
-- عايز فلوسي .
-- لكن ميعاد الشيكات لسه مجاش .
-- اه ما انا عارف لسه شهر ، وعارف برده ان سهي اخذت الفلوس وهربت .
-- سهي هربت ، عرفت منين طيب راحت فين ، هي معاك .
-- لا طبعا انا مبصحبش الاشكال دي ، وعرفت منين دي مش شغلك ، المهم انا عايز فلوسي كامله .
-- لكن انا ممعيش المبلغ ، سهي خدت كل حاجه وانا معرفش راحت فين.
-- مليش فيه فلوسي تجيلي لاما هتشوف الوش الثاني .
-- طيب اديني فرصه اجمعلك الفلوس .
-- هتجمعهم منين من اهلك اللي اتبروا منك ولا من مراتك .
-- وانت مالك ، انت ليك فلوسك وبس .
سحب خالد كرسيا وجلس امامه هاتفا بتهكم .
-- بص علشان نجيب من الاخر انت عليك وصلات امانه بمليون جنيه و لو مدفعتش الفلوس هتدخل السجن كام سنه حلوين هينسوك اسمك ، كل شيك من الخمسه اللي معايا هعمل به قضيه يعني خمس شيكات في خمس سنين ب خمسه وعشرين سنه في اللومان ، ولو بصينا ان اهلك يساعدوك فمحدش فيهم معاه المبلغ دا ، ولا حتي مراتك .
قاطعه رافت .
-- لا هما ٢٠٠٠٠٠ الف اقدر اجمعهم .
-- لا مليون مش ٢٠٠ .
-- ازاي انا واخد ٢٠٠ الف مش مليون .
-- لكن الشيكات بتقول مليون ، واهم حاجه عند الحكومه الورق ، هتقدر تسد ولا .
هز راسه نافيا بأستياء ، فهتف خالد به .
-- يبقي معندكش الا حل واحد .
قطب رافت حاجبيه بتعجب .
-- حل ايه .
-- تطلق مراتك .
هتف رافت بدهشه .
-- اطلق مراتي ، وايه دخل مراتي باللي بيننا .
-- اهو بقى مزاجي كده .
-- هي ريهام اللي بعتاك علشان تعمل فيا كده ، انتو متفقين سوا .
-- انا معرفش مراتك اصلا، وبعدين هي اللي بعتاني او غيرها ملكش فيه .
-- لا ليا دي مراتي ام بنتي ، لازم اعرف .
-- طيب تمام ، طلقت بالتراضي يبقى شيكاتك اتبخروا ، مطلقتش هسيب الرجاله اللي حواليك دول عليك ، لحد متقول غثوني .
-- يعني ايه هتسيبوني كده .
-- برافو عليك ، لحد ميبانلك صاحب هو ده اللي عندي .
.............
غلق وائل هاتفه بسعاده بعد حديثه مع نور ، ثم بدأ يزيد سرعه سيارته للوصل سريعا للمنزل ، ولكن عندما صادفته سياره مقابله له بدأ يبطيء سرعته ، فضغط علي الفرامل ولكنها لم تبطيء ، حاول ان يضغط عليها اكثر من مره بقوه ودهشه ولكن السياره لم تتوقف ، فحاول تفادي السياره المقابله له ولكن سرعته كانت عاليه ، فتصادم بسور جانبي يفصل بين الطريق وترعه الماء ، فانقلبت سيارته عده مرات حتى تهشمت ووصلت على حافه الترعه ، وهو بداخلها فكان بحاله سيئه جدا بعد ارتطامه بالسياره ففقد الوعي وقبل ان تسقط السياره في الترعه به .
شاهده شخص وحاول مساعدته وسحبه بصعوبه للخارج قبل وقوع السياره في ترعه الماء .
اجتمع الناس حوله سريعا وهو ملقي علي الارض مغرق بالدماء اثر انقلابه ، طلبوا له الاسعاف وانتقل الى اقرب مستشفى حكومي ، ولكن كانت حالته خطيره للغايه فامر الطبيب بدخوله العمليات فورا .
حاولت الممرضه اخذ بياناته من مقتنيات ملابسه التي يرتديها ، لكنها لم تجد اي اثباتات .
...........
دلفت دره مسرعه من مكتبها الي الخارج قبل وقوع جريمه جمال حتي تبعد الشبهه عنها ،
ذهبت الممرضه لافراغ محتويات الحقنه في جلوكوز جمال دون ان يراها احد وسارعت بالخروج في دقائق معدوده .
فبدات حاله المريض تدهور ونبضات قلبه تتسارع ، بعدها بخمس دقائق ذهبت احدي الممرضات للاطمئنان علي المرضي فشاهدت جمال وهو ينازع ، فطلبت الطبيب فورا لاسعافه ولكنه فشل بعدما ساءت حالته وفارق الحياه .
...............
صباح اليوم التالي دلفت نور الى المستشفى بسعاده لتزف اخبار تحديد ميعاد زواجهم الي وائل ، ولكنها تفاجات بأنتظارها دره لها علي باب المستشفي الداخلي تهتف لها بصوت حاد .
-- ايه اللي جابك .
هتفت لها نود بدهشه .
-- نعم ، جايه شغلي .
-- اه شغلك دا كان زمان ، امشي اطلعي بره والزمي بيتك لحد ما الشرطه تيجي تاخدك .
تطلعت لها نور بتعجب .
-- شرطه ، شرطه ايه انا مش فاهمه انتي بتقولي ايه .
-- المريض اللي حضرتك ادتيله الحقنه الغلط مات .
ابتلعت نور ريقها بتوتر هاتفه
-- ايه اللي انتي بتقوليه ده .
ثم بدأت نور بالدخول فجذبتها دره من مرفقها هاتفه بتحد .
-- اطلعي بره المستشفى ومشوفش وشك هنا تاني ، الا لوعيزاني اطلبلك بنفسي الشرطه .
هتفت نور بصوت حاد.
-- هو ايه اللي اطلعي بره ، انا داخله لوائل .
-- اه وائل ، دكتور وائل مش موجود لما يجي ابقى ادخلي .
هتفت بتوتر .
-- إز ازاي مش موجود ، اومال راح فين .
حاولت نور الاتصال على هاتفه ولكنه مغلق ، رفعت دره احدي حاجبيها وهي تطلع لها بابتسامه سخريه هاتفه .
-- بره .
وقفت نور بخطاه غير متزن وغير مدركه ما يحدث حاولت ان تتمالك نفسها وتجر قدميها بعدم اتزان للدلوف الي الخارج .
ذهبت دره الى مكتب وائل وجلست علي مكتبه وهي تطلع بتوعد الي صورته الموضوعه علي المكتب .
-- لو مسجنتهالك مبقاش انا دره ابوالمجد .
ثم التقطت وبادرت بالاتصال هاتفه .
-- الو ..عايزه تقرير حاله جمال .... اه هو ... لا التقرير يكون تدهور الحاله بسبب الحقنه اللي الدكتوره نور ادتهاله ... زي ماقلتلك تكتب وتخلص التقرير وتجبهولي علي طول .
آتي الطبيب مسرعا اليها هاتفا .
-- ايه الكلام دا يادكتوره دره ، الكشف النهائي بيقول إن الوفاه كانت تحت تاثير نوع حقنه تانيه اخدها المتوفي خلال ساعات .
هتفت دره بتحذير له .
-- انت سمعت انا قلت ايه ، التقرير اللي قلتلك عليه يتكتب وجيبه علشان اختمه ، ولا انت عايزه المستشفى تتقفل لو حد عرف ان الغلط من المستشفى .
-- لكن احنا ممكن نعرف مين اللي كان عنده بالليل ، واداله الماده اللي دخلت جسمه وادت لتدهور حالته ، ونعرف مين المتسبب الحقيقي ويتعاقب .
هتفت بصوت حاد محذره .
-- انت تنفذ اللي قلتلك عليه حالا ، و تجهز التقرير ولا اشوف حد بدالك علشان ياخذ مكانك ، ثم هي دي مكنتش النبطشيه بتاعتك يادكتور احمد وحضرتك المسؤل قدامي وقدام الشرطه اللي هتحقق في الموضوع ، يعني ببساطه ممكن انت اللي تشيل الليله بكل سهوله .
هز راسه بأستياء هاتفا .
-- تمام ، حاضر يا دكتوره .
هتفت بحنق .
-- افهمني يا دكتور انا طبعا مقصديش اهددك ، لكن احنا مش عايزين شوشره للمستشفى احنا في غنى عنها .
آتت صفاء اليها هاتفه بضيق .
-- جمال مات يا دره ، بردوا عملتي اللي في دماغك .
تطلعت لها دره بتحذير ، ثم القت بنظرها الي الطبيب هاتفه .
-- لما تجهز اللي قلتلك عليه ابعتهولي علي طول .
هز الطبيب راسه مؤكدا بتعجب علي حديث صفاء ، ثم دلف للخارج ، هتفت دره الي صفاء بضيق .
-- انتي تجننتي ايه اللي بتقوليه دا ، وايه اللي في دماغي انا معملتش حاجه .
-- دكتور وائل فين ، لسه مجاش لحد دلوقتي .
-- معرفش ، بيتصلوا عليه مبيردش .
-- انتي نفذتي اللي قلتي عليه ، خليتي بتاع الامن يقطع الفرامل بتاعت عربيته ، انتي قاعده في مكتبه ليه يادره من امتا وانتي بتيجي مكتبه وهو مش موجود..
تطلعت لها دره بتحذير هاتفه .
-- اسمي دكتوره دره يا صفاء ، ويا ريت تروحي تشوفي شغل
وترمي بلاكي علي حد غيري .
-- يعني ايه يا دره انتي نفذتي اللي قلت عليه فعلا ، حتى وائل مسلمش منك .
-- هتروحي تشوفي شغلك ، ولا اشوف حد ياخذ مكانك .
هزت راسها باستياء .
-- ياخساره يادره الانتقام عماكي ياصاحبه عمري ، بجد انتي صعبانه عليا .
ثم تركتها ودلفت ، لوت دره فمها باستهزاء وتمتمه .
-- ميصعبش عليكي غالي .
...........
في مشهد مؤلم ينخلع له القلوب ، تقف نهال امام نعش بنتها في التربه تشاهد الحانوتي الذي يدفن ابنتها والشيخ الذي يلقنها الشهادتين .
وقفت بخطاه غير متزنه عيناها تفيض بالدموع حزينه ومكسوره ، ووحيده ايضا فليس بجوارها احد ، قلبها يتمزق لفراق ابنتها الوحيده .
تعالت شهقاقتها وبكت بكاء مرير وهتفت بانكسار وصوت مبحوح .
-- سامحيني يا ميار .. سامحيني يا بنتي .. متزعليش مني يا بنتي انا السبب .. انا السبب انا اللي سبتك لوحدك .. انا اللي مهتمتش بيكي سامحني يا حبه عيني .. سامحيني ياقلب امك ... فراقك صعب علياا يابنتي .. حراام حراام اللي انا فيه دا ياارب .. يارب سامحني يااارب .. انا السبب ياارب .
........
رفعت نور يدها علي رأسها تقاوم الصداع الذي يهاجمها من كثره التفكير الي ان هداها تفكيرها بالاتصال علي فادي فهو صديق وائل الذي يأتمنه .
-- دكتور فادي .. وائل فين وتليفونه مقفول ، انا قلقانه عليه جدا ، سألت عنه في المستشفى زمايلي ميعرفوش حاجه عنه ولا حد في المستشفي .
-- انا فعلا معرفش وائل فين يادكتور نور ، حاولت اكلمه في البيت ، عم حسن اللي بيخدموا بيقول مجاش من امبارح ، واخته مسافره بره متعرفش حاجه عنه .
-- يعني ايه مروحش من امبارح ، دا كان مكلمني بالليل وهو في الطريق ومروح ، ازاي موصلش البيت من امبارح .
-- مش عارف يمكن عمل حادثه مثلا ، او في حاجه حصلت .
قاطعته باستياء .
-- بعد الشر عنه متقولش كده .
ثم اردفت بتوتر .
انا بجد مش فاهمه حاجه ، وبعدين دكتوره دره بتقول إن جمال مات بسبب تدهور حالته واني المسؤله .
-- اه للاسف مات امبارح بالليل ، بعد ما حصله مضاعفات لكن متقلقيش .
-- مقلقش ازاي ، وائل مختفي وجمال مات ، انا حاسه إن الدنيا بتلف بيا ، ارجوك لو عرفت اي حاجه عنه وائل طمني .
-- اكيد طبعا .
...............
بدأت دره السيطره على المستشفى فهي الان المسؤله الاولي عنها بعد غياب وائل المفاجيء ، استدعت دره زوجه المتوفي ، بعدما اخبرتها ان زوجها مات اثر حقنه خطأ من طبيبه متدربه ، وبادرت بمساعدتها في خطه خبيثه منها على ان يقوم احدي محاميها برفع دعوى قضائيه ضد الطبيبه المتسببه في الوفاه ، وأن اداره للمستشفي متنازله عن باقي حسابها بل وستعطيها مبلغ من المال كتعويض لها وان تقف بجوارها ، وتقوم لها محامي للاخذ بحق زوجها من المتسبب في وفاته .
وعلي اثاره تم استدعاء نور الى النيابه للادلاء بأقوالها حول الخطا الطبي المذكور ضدها ..
ادلت نور بأقوالها ولكن كان تقرير المستشفى في صالح زوجه المتوفى ، مما اضعف موقفها وتم حبسها اربع ايام على ذمه القضيه ؛ لضعف موقفها وانها المتسببه الوحيده في وفاه المريض .....
............
فكر كثيرا فوجد انه خسر كل شيء ، خسر ابنته جنه بسبب نزواته وخسر زوجته واهله ايضا ، حتي سهي غدرت به فلم يجد مخرج من المأزق الذي وضع نفسه به غير ان يوافق علي عرض خالد ، بعد خساراته الكثيره فلايريد ايضا ان يقضي باقي حياته في السجن ......
ذهب امجد سعيدا الي ريهام في العيادخ وبيده قسيمه طلاقها ، التقطتت منه القسيمه ولم تصدق عينيها من السعاده هاتفه .
-- انا مش مسدقه عنيا معقوله ، الحمد لله .. الحمد لله .. ياا اخيرا
-- انا محبتش ابلغك في التليفون ، وفي نفس الوقت مقدرتش استني لما نتقابل ، جبتهالك او مااستلمتها علشان اشوف الفرحه اللي انا شايفها دلوقتي على وشك .
هتفت بسعادخ
-- انا روحي ردت فيا ، انت متعرفش انا كنت تعبانه قد ايه بسبب الموضوع ده .
-- يعني هتعملي ايه دلوقتي يا ريهام .
-- يعني ايه ، هعمل ايه في ايه .
-- انتي دلوقتي بقيتي حره ، انا طبعا مش قصدي حاجه معينه علشان متفكريش اني عملت كده علشان اني لسه بحبك .
قطبت حاجبيها وهتفت بأستياء .
-- انت بطلت تحبيني .
هتف بتسرع .
-- لا لا طبعا ، اقصد ان عملت كده علشان انا عايز اشوفك مرتاحه وسعيده ، ومش عايزك تبعدي عني تاني .
هتفت بتوتر .
-- مش وقته الكلام ده يا امجد .
-- امال امتا ولحد امتا هنفضل كدا ياريهام ، انتس مبسوطه باللي احنا فيه ....
قاطعته باستياء
-- انا عارفه انك وقفت جمبي كتير .. لكن انا مستحيل ابني سعادتي على حساب بنتي ، منه كبرت ومينفعش ادخل راجل غريب عليها احساس صعب عليها قوي ، مقدرش اتحمل نظرتها ليا .
هز راسه بتهكم هاتفا .
-- خلاص يا ريهام ، مش وقته الكلام ده .
...........
خرج وائل من العمليات وحالته صعبه بعض الشيء ، وضعوه في العنايه المركزه دون الوصول الى اي اثبات هويه له .
....................
بعدما سيطرت دره علي المستشفي ، جلست في مكتب وائل تضع قدما علي الاخرى ، تتطلع الي صورته بكبرياء متمتمه .
-- دا اخره اللي يقف قصادي ياوائل ، انا معرفش انت فين وايه اللي حصلك ومبقاش يهمني ، لكن يكفيني اني مكانك دلوقتي وخدت كله حاجه منك ، حتي حببتك رمتهالك في السجن عقبال ماتحصلك .
قاطعها دخول فادي بصوت مرتفع وحاد .
-- ايه اللي انتي بتعمليه ده .
-- في ايه يا دكتور .
-- التقارير اللي بعتيها للنيابه دي تدين نور ، ثم ازاي ان حاله المريض تدهورت مره واحده كده بسبب الحقنه اللي نور ادتهاله ، الحاله كانت مستقره يادكتوره ، انا سالت تحت وعرفت ان في مغالطه وان الوفاه حصلت بسبب حقنه ثانيه جمال خدها ، و هي اللي ادت للوفاه وتدهور حالته انا عايز افهم في ايه بالظبط .
هتفت ببرود .
-- والله مش اختصاصك يا دكتور ، يا ريت تخليك في حالك وفي شغلك .
هتفت بتحذير .
-- خلي بالك اللي بتعمليه ده غلط وممكن يودينا كلنا في داهيه ، دكتور وائل لو عرف مش هيحصلك كويس .
هتفت باستهزاء .
-- وهو فين دكتور وائل .
ثم اردفت بتحذير .
والله انا اللي مسؤله لحد مايظهر بحكم اني شريكه في المستشفي ، ومش هسمح بغلط هنا ولا ان حد ، يتجاوز حدوده معايا ، غير كده تقدر تنهي عقدك في المستشفي وتتفضل .
تطلع لها بتهكم وهو يهز راسه مؤكدا .
-- تمام يادكتوره دره .
..........
ذهب فادي للاطمئنان علي نور في النيابه ليحاول اطمئنانها فوجد محمد اخيها الذي هتف به .
-- دكتور فادي ، التقارير دي لو سليمه نور مستقبلها وحياتها هيضيعوا .
-- انا بحاول افهم في ايه يادكتور محمد وايه سبب الوفاه ومين المتسبب انا مش ساكت .
قاطعته نور .
-- وائل فين ، لسه معرفتوش حاجه عنه ، انا هتجنن عليه ، خايفه ليكون حصله حاجه .
هز فادي راسه نافيا .
-- للاسف لسه مفيش اي اخبار عنه ، محدش يعرف عنه حاجه ، حتى اخته هدير هتوصل النهارده وهروح استقبلها واجيبها من المطار ، ركبت اول طياره لما عرفت ان اخوها مختفي .
-- لو عرفت اي حاجه عنه يادكتور فادي طمني لو سمحت ، انا هموت لوحصله حاجه .
قاطعها اخيها هاتفا .
-- خليكي في نفسك دلوقتي يا نور ، انت في ايه ولا في ايه .
هتفت نور بأستياء .
-- مش مهم انا يا محمد ، المهم اطمن على وائل .
قاطعها فادي .
-- اسمعي كلام محمد يانور وفكرى في نفسك شويا ، وان شاء الله وائل هيظهر .
................
ليس الصديق من يقف بجوارك في الصح والخطأ فقط ، بل الصديق الصدوق هو من يقف بجوارك في الصح ويردعك عن الخطأ ويكون بجوارك وقت سيرك في خطأك .
ذهبت صفاء الى دره هاتفه .
-- هدير اخت وائل وصلت المستشفي .
هتفت دره بعدم اهتمام .
-- وايه يعني .
-- دي وصلت هي ودكتور فادي ، ويظهر بيسالوا على التقارير السليمه بتاعت جمال .
هتفت دره باستهزاء .
-- اه ، وانتي جايه بقى وعامله نفسه خايفه عليا .
تطلعت صفاء لها بأستياء .
-- عيب يا دره الكلام دا ، متنسيش اننا صحاب من واحنا صغيرين ومتربين سوا وكبرنا سوا .
-- وانتي حقيقي عملتي بالعشره ، ومفكرتيش تقفي جنبي لما طلبت مساعدتك ، هي دي الصداقه .
-- هو انا لازم اودي نفسي في داهيه علشان اثبتلك الصداقه ، انا لو مش خايفه عليكي مكنتش جيت علشان انبهك .
-- لا طمني مفيش تقرير سليم اصلا ، والتقرير اللي طلع هو اللي راح النيابه .
-- طيب و الدكتور اللي كتب التقرير .
-- ميخصكيش يا صفاء ، و ياريت تخليكي في شغلك وبس .
-- يا خساره يا دره .
القت دره بنظرها الي باب المكتب بشبه طرد هاتفه
-- اتفضلي على شغلك .
هزت صفاء راسها باستياء .
-- حاضر يادكتوره دره .
.
........
رسمت دره علي وجهها الابتسامه الصفراء واردت قناع المحبه ، همت مسرعه الي هدير في مكتب وائل لترحب بها .
-- اهلا اهلا يا هدير ، عامله ايه يا حبيبتي .
تطلعت لها هدير ببرود هاتفها .
-- اهلا.
فتطلعت دره الي فادي هاتفه .
-- اذيك يادكتور فادى ، لسه مفيش اخبار عن دكتور وائل ، بجد حاجه تجنن بصحيح يا ترى اختفى فجاه ليه كده ايه اللي حصله .
تجاهلها فادي هاتفا الى هدير .
-- مش هتروحي البيت ، انتي لسه جايه من السفر ومستريحتيش .
تطلعت له دره بأستهزاء ، فهتفت هدير .
-- لا طبعا انا هروح اعمل بلاغ في القسم باختفاء وائل الاول ، وانشر صورته على السوشيال ميديا علشان لو حصل اي حاجه يمكن الصوره حد يشوفها ويتعرف عليه .
قاطعتها دره بتهكم .
-- تنشري صورته ليه هو بيبي تايه ، انتي كده هتفضحيه .
قاطعته هدير بضيق .
-- افضحه !! إني ادور على اخويا الوحيد ابقى بفضحه ، انا مش هسيب مكان الا لما ادور عليه واعرف اخويا راح فين وايه اللي حصله .
هتفت دره بحنق
-- اه يا حبيبتي طبعا حقك بس بالعقل متنسيش برده ان المستشفى لها اسمها وسمعتها ، وممكن المستشفى تتاثر بحاجه زي كدا ، احنا نسيب الشرطه هي اللي تدور .
هزت هدير راسها نافيه بضيق وتحذير .
-- انا مطلبتش رايك يا دره ، ياريت تخليكي في شغلك وبس ومتدخليش في امور متخصكيش .
قاطعتها دره .
-- اسمي الدكتوره دره ، وياريت تلاحظي فرق السن اللي بيننا اظن انك لسه متخرجرتيش من جامعه لورين للعلوم .
هتفت هدير بحنق .
-- اظن برده ان نسبه والدك في المستشفى اقل من نسبه وائل اخويا ، وإنك زيك زي باقي الدكاتره هنا بعقد عندنا ، ولا نسيتني إن وائل هو نسبته الاكبر .
وقفت دره وهتفت بضيق .
-- لا انت زودتيها قوي ، انتي ازاي تكلميني كده .
وقفت هدير وهتفت بثقه .
-- اولا انا اتكلم زي ما انا عايزه ، ثانيا ده مش وقته ولا مكانه لو وقته كنت رديت عليك كويس قوي .
ثم تطلعت الى فادي مردفه .
-- انا عايزه اعرف ايه قصه نور دي بالضبط والدكتور اللي كتب تقرير المريض اللي توفي يجيلي حالا .
هتفت دره بأستهزاء .
-- الدكتور احمد واخذ اجازه شهر .
رفعت هدير حاجبيها هاتفه
-- يقطع الاجازه ويجي .
تطلعت لها دره بعدم اهتمام وتركتها ودلفت ، هتف فادي بها .
-- خلينا الاول نروح نبلغ عن اختفاء وائل ، وانا هستدعي الدكتور احمد ، لان نور لو حصلها حاجه وائل هيضايقك قوي دي خطوبتهم كانت من قريب .
هزت هدير راسها بأستياء .
-- عارفه يا فادي انه بحبها ، كان دايما بيكلمني عنها ، علشان كده لازم اتابع الموضوع بنفسي .
بعد عده ايام تحولت قضيه نور الى المحكمه ، و بعد تهديد دره للدكتور احمد شهد ان لتقرير سليم ، وحكم على نور بفصلها من الجامعه وسبع سنوات سجن مع الشغل والنفاذ .
فاضت عينيها بالدموع وبكت بكاء مرير حتي انتفخت عينيها ، وتعالت شهقاقتها اثناء النطق بالحكم هاتفه .
-- انا بريئه ، انا معملتش حاجه حرام عليكم ، انا بريئه .. انا بريئه .
تعالت صرخات والدتها ووالدها هاتفين ، بنتي مظلومه .. حراام .. بنتي بريئه .😇😇😇😇