أخر الاخبار

رواية ذكريات امراه الفصل الثامن8بقلم هناء النمر


 رواية ذكريات امراه

الفصل الثامن 

بقلم هناء النمر


تقف سارة أمام فترينة أحد المحلات تنتظر مها ورغد وريم ، تقف وكأنها تنظر للأشياء المعروضة ولكن الحق أن عقلها سارح


 فيما حدث لها وهى لم تكمل حتى اليوم الأول من هذه الرحلة ، التفتت إلى المارة فى الشارع وكأنها تبحث عنه ، هل ستقابله


 مرة أخرى ، كان لقائه بها كأنه حلم وانتهى ، هل سيتكرر ؟ ماذا يفعل هنا ؟ هل عاد واستقر هنا أم أنها مجرد زيارة ؟ هل يعمل


 فى هذا المكان ؟ لا ، لا أعتقد ، لم يكن يبدوا عليه انه ممن سينتهي بهم الحال للعمل بهذه الطريقة ، فقد كان يملك كل شيء وأى شيء ،




أاااااااه ، تنهدت بقوة وعقلها يكاد ينفجر ، لا يكف عن التفكير فيه ،



تنبهت على نداء أخواتها لها ، كان السعادة تبدوا عليهم وكان هذه الرحلة أتت بثمارها فعلا ، كانوا يهرولون باتجاها ويحملون اكياس ممتلئة بما تسوقوا من المحلات ، وتتبعهم مها 




....سارة ، سارة ..

...من لحظة ما وصلنا وانتوا سارحيين على مزاجكوا، ايه ما صدقتوا. وايه ده كلوا ، اشتريتوا كل اللى فى المحلات ولا ايه



...حبيبتى ياسارة ، دى حاجات بسيطة ، وبعدين عايزة اقولك أن احنا قبلنا 6 بنات من أصحابنا فى الجامعة هنا وهيحضروا


 حفلة الافتتاح ، وانتى عارفة اخواتك بقى ، فتحنا على الآخر وقلنا أن احنا قاعدين فى شاليهات الملاك وان احنا من أهم المعزومين فى الحفلة ..



.....دا انتوا وسعتوها اوى ..

....انتى متعرفيش البنات دى بتتفشخر ازاى فى الكلية ، الفرصة دى جتلنا عشان نردهالهم ، وكمان اشترينا شوية هدوم جديدة لزوم الحبكة الدرامية ، وجبنالك برده شوية حاجات.



وجهت سارة كلامها لمها ....وانتى يامها ، سبتيهم يعملوا الجنان ده 

...أنا لقيتهم فرحانين فمرديتش ازعلهم ، وبعدين بصراحة انتى مشفتيش زمايلهم دول ، عيال زبالة وميسووش بصلة ،



 ونرفزتنى طريقة كلامهم ، حلفت لاأديهم على دماغهم انا كمان..

...اتفاقية يعنى ، ماشى ، اتفضلوا على الشاليه.. 



...احنا هنروح بس عشان ناخد حمام ونغير هدومنا ، عشان عزمونا نركب لانشات فى البحر، وعايزين نروح معاهم ...

...وبعدين يابنات ...



...سيبيهم ياسارة ، اهى فسحة ، ومكان اللانشات قريب من الشاليه اصلا ..

بعد تفكير لثوانى وهى تنظر لهم ...اوكى بس بشرط ، 

....موافقين من قبل ما تقولى 



....اسمعو للأخر ، تتحركوا بأدب وبحساب ومفيش هزار زيادة عن اللزوم مع الشباب ، والله يابنات لو عملتو حاجة تزعلنى ، هنرجع حالا ومش هكرر رحلة زى دى مرة تانية ، فاهمين ؟ 

....فاهمين، وهنعمل اللى انتى عايزاه 



...أتمنى ،، اتفضلوا قدامى 


هرولت رغد وريم للسيارة ، واتبعتهم مها وسارة 

...إيه مالك 

...هشام جه 

...جه فين ، هنا فى المنتجع ..

...وأنا خارجة عشان اجيلكم، لقيتوا قدامى ، وطلع ساكن فى شاليه جمبنا 

...شاليه جمبنا ، ليه هو تبع مين..

...عيلة نورالدين ، يبقى ابن عم أحمد نور الدين ..

...والله ، مش قلتى انه ملوش علاقة بيهم ..

...هو قالى انه قريبهم من بعيد ، بس برده بيتكلم عنهم بتحفظ اوى ، غير أنه قالى هيكلمنى فى الموضوع ده بعدين ...

...غريبة اوى ، بس مش مشكلة ، مادام هشام جه يبقى انتى تفكيها وتحاولى تقضى وقت حلو معاه ، يمكن تقربوا من بعض عن كدة شوية ، وتخرجى من الجو الكئيب اللى انتى فيه ده ..

...تفتكرى ...

...حاولى ياسارة ، ده موضوع وانتهى ، ولازم تحاولى تنسى وتعيشى..


سرحت سارة فى كلام مها..أقولها ايه ، إنه موجود هنا وانى قابلته ومن وقتها وانا ضايعة ، أقولها أنى مش قادرة افكر فى حد كأنه موجود معايا بالفعل ، أى حد ولا حتى هشام برغم طيبته ومحاولاته المستميته انه يقربلى ،، أقول ايه بس ...


وصلوا للشاليه ، وبعدها بساعة كانت البنات قد خرجوا لمقابلة اصحابهم ، اما مها زهبت للشاليه الخاص بها للتجهيز للعشاء مع زوجها فى أحد المطاعم ، وكان نفس المطعم الذى عزم هشام سارة على العشاء فيه بعدما اتصل بها واخبرها انه سيمر عليها فى السادسة ويتجولوا بعض الوقت ثم يتناولوا الطعام فى أحد المطاعم


ارتدت سارة فستان بسيط من الموف المشجر وعليها سترة قصيرة من ساتان ابيض لتغطي زراعيها وطرحة بسيطة من الشيفون الموف وشنطة يد صغيرة بيضاء مع جزمة بيضاء بكعب عالى ، كانت جميلة بحق برغم بساطة ما ترتدى ،

دق الباب عند السادسة وفتحت الباب وهى جاهزة للخروج معه


...إيه القمر ده ، انا كدة هتحسد انهارضة بالمزة اللى ماشية معايا دى 

...ياسلام ، اللى يسمعك بتقول كدة ، يقول أنى أحلى واحدة فى المكان كله 

...طبعا أحلى واحدة ، وكفاية انك فى عينى أحلى واجمل واحدة ومش فى المكان بس ، ده فى الدنيا كلها ، 

...هشام ..

..عيون عشان الأربعة ..

...ههههههههه ، كفاية ويلا بقى ..

...يلا ياقمر ، اتفضلى حضرتك ladies is first ..

.... thank you, بس بقولك ايه ..تعالى نتمشى وبلاش العربية

...موافق طبعا ، وناكل ترمس ودرة ونهيص..

....ههههههههه هنلاقى ترمس ودرة هنا ، اللى تأمرى بيه يكون عندك فورا ، وبعدين بينى وبينك الواد أحمد عامل المنتجع ده بطريقة جميلة اوى ، تلاقى فيه قمة الحضارة والتقدم فى التصميم وفى نفس الوقت تلاقى الحاجات البسيطة والتقليدية دى ، زى الترمس والدرة على الكورنيش ...

...كويس انك فتحت الموضوع ..

...عارف ان عندك اسألة كتير فى الموضوع ده وهقولك على اللى انت عايزاه خاصة انك ممكن تقابليهم فى الحفلة وكمان هعرفك على أحمد ومازن انهارضة ..

....حيلك حيلك اقابل مين واتعرف على مين ، انت قلتلى كدة قبل ما نخرج ..

..إيه كنتى هترفضى..

..اعرف بس ياهشام ، بتحطنى ادام الأمر الواقع يعنى ...

...ياستى لا أمر واقع ولا حاجة ، ولو مش عايزة بلاش ، انا نفسى مش عايزة اقابل حد ، بس أحمد صمم أنى أحضر ، بس رفضت بالفعل واتعللت بوجودى فى ألمانيا عشان أخلص شغلى ، بس وجودك انتى هنا هو اللى شجعني ، عملتها مفاجأة ليكى وليهم ، أنا ميهمنيش غير مازن وأحمد بس ، إنما بقية عيلتى ميفرقوش معايا فى حاجة ... 

...آسفة متزعلش منى ، بس انت فاجأتني ، انت مقولتليش حاجة عن عيلتك ، فجأة تقولى هتقابليهم. ..

.....سيبك ياستى حصل خير ، قوليلى انتى متعبتيش من المشى بالكعب الغريب اللى انتى لابساه ده ، انا عارف بتمشوا بيه ازاى ، انا عاجبنى انك قصيرة ، مش عايزك طويلة...

...ههههههههه انا فعلا تعبت وعطشانة كمان ..

...يلا ندخل الكافيه ده نرتاح ونشرب حاجة وبعدين نكمل المسيرة..

...يلا ، بس تحكيلى حكايتك مع عيلتك .

..من الألف للياء وحياتك ..


دخلا الكافيه ، واختار هشام طاولة بعيدة نسبيا عن الباقى ، وشد لها الكرسى لتجلس ثم جلس هو الأخر وسألها عن ما تشربه ، طلبت شاى ، أما هو طلب قهوة ، ثم اخبر النادل على طلباتهم .


...سارة ، انا عايزك تفهمى حاجة واحدة ، انى بحبك ، وبفتخر بيكى اوى ، بصراحة مع الاجتماع الغريب ده ، انتى موجودة وهم كلهم هيكونوا موجودين ، كان نفسى أقف وايدى فى ايدك وأقول للكل القمر دى خطيبتى ، مش عارف انتى ليه مأجلة ارتباطنا رسمى ..

...رسمى ازاى وانا طلعت معرفش عنك أى حاجة ..

....أنتى تعرفى عنى كل حاجة ، ما عدى المتعلق بعيلتى، ومكدبتش ، انا منفصل عنهم من سنين ودى حقيقة ، 

سارة ، عيلة نور الدين عبارة عن سليم نورالدين وبس والباقى كلهم اتباع ، جدى هو اللى عمل الإمبراطورية دى بعد والده ،، أوامره ماشية على رقبة الكل وبدون نقاش ، بيتحكم فى كل شئ فى حياتنا حتى اكلنا ولبسنا وطريقة تفكيرنا وعلاقاتنا الخاصة ، نحب مين ونتجوزمين ، كل شيء ، اعمامى اللى هم ولاده تلاته عمى سامح يبقى أبو أحمد و عصام يبقى أبويا وعمى رشدى يبقى أبو مازن ، 

جدى كان متجوز اتنين فى نفس الوقت ، واحدة مصرية وواحدة أمريكية ، انا ومازن وبقية الأبناء و الاحفاد من الجدة المصرية ، أما عمى سامح وابنه أحمد بس اللى من الجدة الأميركية ، 

أبويا بقى ياستى كان متجوز بنت عمه وخلف اتنين شهاب وشهيرة، اخواتى ، لكن يعتبروا من أتباع جدى ، مستحيل يطلعوا من تحت طوعه ، بعدها أبويا حب أمى ، كانت سكرتيرة فى المجموعة ، عمل فيها أسد وصمم يتجوزها ، طبعا جدى رفض وطرده من العيلة والمجموعة ، بس بعديها بفترة قلب من أسد لقطة وراح يتحايل عليه عشان يسامحه و يرجعه ، فى الاول جدى رفض ، لكن بعديها بسنة وافق بشرط انه يرجع هو وابنه بس ، أمى متدخلش العيلة ، هانوها وبهدلوها واخدونى منها بعد ما اذوا أهلها كلهم ، كان عندى خمس سنين فى الوقت ده ، رفضت الأكل تماما عشان عايز أمى ، وبعد شهرين من محاولاتهم الفاشلة معايا ، كنت فى المستشفى بموت بهبوط حاد فى الدورة الدموية مع ضعف وجفاف عام ، غصب عنهم جابولى أمى ، وبدأت صحتى تتحسن معاها ، بمرور السنين وكل أما أكبر واشوف معاملتهم لأمى اتعب وادايق ، مش قادر أتحمل ، بيعاملوها كأنها انسان درجة تانية ، خدامة عندهم ، حتى أبويا بقت معاملته بشعة ليها عشان ميخصرش جدى تانى ، وهى اتحملت عشانى ، بمجرد ما كملت 18 سنة ، اخدت أمى وسبت البيت والعيلة كلها واختفيت ، واللى ساعدنى على الاختفاء ده كان أحمد ، اشترى بيت فى ضاحية فى ريف فى ألمانيا ، عشانى انا وأمى ، وكملت دراسة ، ورجعت مصر بعد ما كملت 21 سنة عشان يبقى محدش له أى سلطة قانونية عليا 

...أنت مش بتقول أن انت وابن عمك فى نفس السن ، قدر يساعدك ازاى وهو صغير كدة ..

...لا ، أحمد ده حكايته حكاية، من يومه وهو رجل أعمال ناجح ، بدأ صغير اوى ،وساعدته جدته بكل الامكانيات ، عمل لنفسه هالة من السلطة والقوة ، محدش قدر يعملها فى السن ده ، بدأ شغل اول ما كمل 14 سنة ، مش زييى انا ومازن بدأنا بعد ما خلصنا جامعة 


...وبعدين ، عملت ايه لما رجعت؟ 

...مكنتش عارف ان حكايتى هتشدك اوى كدة ..

...أنت عشت حوار جامد ..

....بيتهيئلك، اللى سمعتيه ده الجزء السهل ، اللى بعد كدة هو اللى صعب ، ازاى قدرت اخبى شغلى عن جدى ، كان بيحاول طول الوقت انه يضيعنى ، ويدمر كل محاولاتى أنى أعمل شغل لنفسى ، والدتى اتوفت فى الوقت ده ، جالى جدى فى العزا، وأحمد كان معاه ، وفضل مستمع بس لكل اللى بيقول جدى فى الحوار كله ، طلب جدى أنى ارجع ورفضت ووعدته أنى أنجح وأخد حق أمى وحقى منه ، هاج عليا ووعدنى هو كمان أنى مش هقدر أعمل حاجة ، وخرج ومشى أحمد معاه ، جالى أحمد تانى يوم لوحده وطلب انه يساعدنى، الشركة كانت فكرته ، وهيمول المشروع بالكامل مقابل 45% من الشركة ، و 55% ليا مقابل الإدارة ، طلب منى أنى معرفش مخلوق عن المشروع ده ، وحاولنا على قد ما نقدر نخبى المشروع ده عن جدى ، وقف معايا بالكامل ، عرفنى على الموردين فى مجالى فى دول كتير ، وبدأنا بالمناقصات الحكومية ،لحد ما المشروع نجح فعلا واستمر النجاح لحد دلوقتى ، جدى معرفش حاجة غير من سنتين ، فوجئ بالشركة وبيا ولما حاول يدمرنى ، أحمد اللى وقفله تماما ، ومنعه عنى ، وادينى ادامك ، هشام نورالدين ..


...غريب اوى ابن عمك ده ...

..ليه ؟ عشان ساعدنى ، أحمد ملوش حد ، اعتبرنى انا ومازن عيلته

اتكأت سارة على ظهر كرسيها تفكر ، شدتها الشخصية الغامضة لابن العم هذا ، وأرادت أن تعلم عنه أكثر 

                       الفصل التاسع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close