أخر الاخبار

رواية ذكريات امراه الفصل العاشر10بقلم هناء النمر


روايةذكريات إمرأة 

الفصل العاشر 

بقلم هناء النمر


ظلت سارة متوترة طوال العشاء ولم تتحدث كثيرة ، كانت ترد على الأسئلة الموجهة لها وباختصار شديد حتى لا يظهر توترها



 من خلال كلامها ، ومن حين لآخر تنظر له بدون أن يلاحظها أحد ، وبعض مرات تصطدم الأعين فتجده ينظر لها هو الأخر فى نفس اللحظة ، 



أما هو فقد كان هادئ جدا كعادته ومتحكم جدا فى كلامه وكأن رؤيتها من جديد وللمرة الثانية فى يومين لم تأثر عليه


 إطلاقا ، كان ينظر لها من حين لآخر ، ويحاول صبر أغوار قلبها وعقلها من خلال كلامها ونظراتها ، ولكنه فشل ، فهى رغم



 توترها الواضح له فقط ، متحفظة جدا فى ردودها ، لكنها متوترة جدا ، فهو يعرفها جيدا وهى فى هذه الحالة ،،،،، ولكن ،،،،،، تبدوا له كما كانت ، جذابة ، شهية ، رغم السنين ، رغم





 الحجاب والتحفظ فى اللبس ، رغم الحزن الواضح فى عيونها وملامحها ، إلا أنها كما كانت ، وهو متأكد أنها مازالت تكن له


 مشاعر معينة داخلها ،، ما زالت تذكره جيدا ،، وما يؤكد له أكثر هو رد فعلها أمس عند سماع الأغنية الخاصة بهما ، رد فعلها


 عندما وجدته أمامها فى نفس اللحظة ، فقد كان كرد فعل طفلة تائهة وفجأة وجدت نفسها أمام والدها ، ارتمت فى


 احضانه بدون تفكير وظلت تبكى ،، مستحيل أن يكون هذا رد فعل طبيعى منها حتى لو كان لها مجرد زوج سابق ، هى


 تحبنى بل تعشقنى ،، إذن لماذا قررت أن تتزوج مرة أخرى ؟ ، فقد تزوجت بعدى مرة ، لماذا ؟ لماذا هشام بالذات ، فهو لا يرى أى من نظرات الإعجاب أو الحب منها له ، لماذا ؟




وعند ذكر اسم هشام تحول اتجاه نظره إلي ابن عمه وكأنه يلومه ويلومها ويلوم نفسه أيضا قائلا لنفسه ...اتاخرت أوى يا


 أحمد ، اتاخرت أوى ، أوى .... لكن لماذا يلومه هو وهى ، يجب أن يلوم نفسه فقط ، فهو لم ببدأ فى البحث عنها إلا بعد فشل


 زواجه ،، لم يتذكرها إلا بعد أن تأكد أن أيامه معها كانت مميزة وجميلة ، وأنه ليس كل زواج رائع كزواجه منها ، وليس كل


 امرأة مثلها ، فلم يرى هذا التجمع من الصفات فى امرأة واحدة كما رأاه فيها ، كانت مجنونة جدا ورزينة جدا فى نفس


 الوقت ، كانت هادئة جدا فى أوقات ومملوئة بالعنفوان والمرح فى أوقات أخرى ، كانت حنونة جدا ومحبة جدا رغم أنها لم


 تقل له ابدا كلمة أحبك ، 


كانت امرأة رائعة بكل المقاييس ولكنه كان صغيرا جدا ليدرك ذلك وكان مشغول فى أمور كثيرة أخرى ولم يفكر حتى بالأمر 




، واعتبر أن هدوء حياته معها أمرا مسلم به وكأنه من مهامها



 الأساسية أن تجعل حياته بسيطة .


كل هذا كان يدور فى عقله وكأن به حجر دائر لا يقف وعيناه تتجول بين الجميع ثم تعود لتستقر عليها 9


انتهى العشاء وكل منهما يحمد الله على انتهائه ليعود كل منهما لتمالك ذاته ، 

وعند خروج الجميع طلبت سارة من هشام أن تعود مع مها وان تتركه يكمل سهرته مع أولاد عمه ولا يقيد نفسه بها ، ووافق هو




 على ذلك ، أما مها فيبدوا أنها لاحظت ما حدث لمها طوال العشاء فقد كانت ترمقها بنظرات ذات معنى معين ، ولكن سارة



 لم تلاحظ هذه النظرات إلا بعد خروجهم .

أوقف طارق السيارة أمام الشاليه ونزلت سارة بعدما أخبرت مها أنها لا تريد التحدث الآن فى أى شئ وان غدا لناظره قريب


 .


بعدما دخلت الشاليه ، اطمأنت أولا على اختيها النائمتان وقبل أن تدخل غرفتها سمعت طرقات على الباب واتجهت لتفتح قائلة بصوت عالى



....أنا عارفة يامها انك مش هتنامى غير لما تفهمى بس مينفعش تسيبى جوزك لوحده ........ولم تكمل عندما وجدته


 امامها


.....أنت بتعمل ايه هنا ...

دخل بدون استئذان قائلا....محتاج أتكلم معاكى ضرورى ....

.... مفيش بينا كلام ثم مينفعش تدخل هنا ، اخواتى نايمين


 جوا ولوحدنا ....

....خايفة منى ولا ايه .... 

...أنت عارف ان الموضوع مش كدة ، بس لو حد شافك هتبقى



 مشكلة ...

التف بوجهه لها والتقت الاعين وفقد كل منهما نفسه لثوانى ، وعادا كل منهما لتمالك نفسه فى نفس الوقت ، وكأنها حرب دائرة بينهما 




.....فى كلام بينا ياسارة ولازم يكون دلوقتى قبل بكرة ، عندى أسئلة محتاجة اجابة ...

.... اسمعنى انت كويس ، اللى بينا انتهى ، وكل واحد فينا


 دلوقتى له حياته وطريقه ، وحتى لو انت ناوى على اى شئ ، فأنا مش ناوية على اى ارتباك فى اى شئ فى حياتى دلوقتى ،



 ولا ناوية على اى تغيير ، أظن انا كدة جاوبتك على كل أسئلتك ، تقدر تتفضل بقى ...

...يعنى هتتجوزى هشام فعلا ...



....ملكش فيه ، أرجوك أفهم ، اللى بينا كان حاجة معينة بطريقة معينة وتحت ظروف انت عارفها كويس اوى ، وانتهت


 ، انتهت يااحمد ، انتهت ، أرجوك ، انا أم لابن محتاجنى ، واختين...


قطع كلامها قبل أن تكمل .....أنا عارف عنك كل حاجة وبأدق تفاصيلها ، ابنك واخواتك وأمك ، وابوكى اللى سبتيه واخدتى


 اخواتك وامك ومشيتى بعد ما اتجوزتى ، ودراستك وشغلك والمراكز اللى عملهالك جوزك وانتى كملتيها بعد ما مات ،


 ومشاكلك مع أهله عشان الميراث ، عارف عنك كل حاجة ياسارة .....


أصابها الذهول ولم تنطق بكلمة ، وظلت تنظر له وهو يكمل كلامه 


.... عارف أنك اتجوزتى غصب عنك ومات جوزك بعد سنتين ، عارف أنك مرتبطيش بأى شخص تانى ولا قربتى من أى


 شخص تانى طول السنين اللى فاتت ، ولا حتى هشام اللى المفروض انك خطيبته ، مشفتش فى عنيكى حاجة ليه ،



 عارفك كويس لما بيكون جواكى حاجة ، بفهمك من نظرة عنيك ، وده اللى جابنى دلوقتى ، عشان أفهم انتى ناوية على


 ايه ...

لم تستطع حتى أن تقف على قدميها ، استندت على زراع الكرسى وهى لا تصدق كل ما قال ، لا تصدق أنه يعلم عنها كل هذا ، لا تصدق انه يكاد يقترب من السبب الحقيقى لرفضها



 اقتراب أى شخص منها ، و سألته بدون حتى تنظر له 


...من امتى ؟ من امتى وانت تعرف عنى كل ده ؟ وإذاى ؟

....أذاى ! يعنى إيه ازاى ،،،،، أنا أحمد نور الدين ياسارة ، اللى عايز أعرفه بعرفه ، مسمعتيش عنى ولا ايه ...

...سمعت ، بس انهارضة كانت أول مرة اعرف انك نفس الشخص اللى كنت أعرفه زمان ، ومن امتى بقى ؟ 

....تقصدى من امتى وانا بدور عليكى ، بالظبط من 3 سنين ، كان فى فريق كامل بيدور عليكى ، من جامعتك هناك عرفت


 جامعتك هنا ، ومن الجامعة هنا جبت عنوانك فى الشرقية ، وهناك عرفت عنك كل حاجة لحد ما اتجوزتى وسيبتى اوكى


 هناك واخدتى أمك واخواتك واختفيتى ، ومرجعتيش هناك غير يوم دفن ابوكى وبعدها اختفيتى من غير ما أى حد يلحق


 يسألك عل حاجة ،، حاولت اعرف اسم جوزك او عنوانك ، معرفتش ، اختفيتى تماما ، أما باقى المعلومات دى عرفتها


 امبارح بس ، بعد ما اتقابلنا فى المطعم ....

...وايه المطلوب منى دلوقتى ....

...ولا حاجة ، بس على الاقل بعد الفترة اللى دورت عليكى فيها وألاقيكى فجأة تظهرى وانتى خطيبة ابن عمى ، يبقى من حقى أن أعرف كل إجابات الأسئلة اللى انا عايزها ...


نظرت سارة إليه بتحدى وهى تقف أمامه 

...أنت ملكش أى حقوق عندى ، ولو على انك دورت عليا ، ده لنفسك مش ليا ، ولو سمحت بقى انا تعبانة وعايزة ارتاح ...

.....اوكى ياسارة ، هسيبك دلوقتى ، وده عشان انا عايز كدة ، عايزك تفكرى فى كل كلمة انا قلتها ، وبعدين نبقى نتكلم ، 

تصبحى على خير ....


تركها وخرج دون حتى ان بعطيها فرصة للرد ، تركها وسط دوامة من التفكير تكاد تقتلها ، أعادت شريط ذكرياتها معه ، وحاولت مضاهاته بما حكاه هشام لها عنه ، وصلت إلى أنها دخلت فى حياته بعد استلامه لأعمال جدته رسميا بأكثر من أربع سنوات وهى نفس الفترة التى توفت فيها جدته وبدأ جده فى الضغط عليه ليعود له ولعائلته فى مصر ، طوال الاسبوع كان يهتم محاضراته وجامعته ايضا مباشرة أعمال جدته فى أمريكا ، أما عن سفره الدائم فى اخر يومين فى الاسبوع فمن الممكن انه يكون فيهم فى مصر مع جده وجدته ، 


....ااااااه ، ايه اللى بيحصلك ده ياسارة ، وبعدين ، كدة هتبدأى تفقدى السيطرة على نفسك وعلى كل الأحداث اللى حواليكى ، متسمحيش لوجوده يربكك بالشكل ده ، مهما كنتى بتتمنيه أو محتاجاه فى حياتك ، صدقينى طريقكم مش واحد ، فوقى ارجوكى ياسارة .... 


                 الفصل الحادي عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close