أخر الاخبار

رواية ذكريات امراه الفصل السادس والثلاثون36بقلم هناء النمر


رواية الذكري اتإمرأة

الفصل السادس والثلاثين 



بعد السلام على جميع من كانوا ينتظروه وكانوا طارق ومها وريم ورغد ونور الصغير ، 



اتصل أحمد بنور دون علم سارة وتحدث معه كثيرا ، ووعده بهدية جميلة فور خروجه من المستشفى .



بالفعل عند وصول أحمد للمنزل ، تبعتهم سيارة تحمل الهدية التى تم التوصية عليها من قبل ، وقد كانت عبارة عن موديل


 مصغر من سيارات السباقات، مصممة خصيصا للأطفال .


بالطبع لم يفهم الجميع ومنهم سارة سر الاستقبال الحافل الذى قام به نور الصغير تجاه أحمد ، إلا بعد دخول الهدية ، التى كاد


 نور أن يطير بها من على الأرض من فرحته .


لكن من كان أكثر فرحة منه كانت والدته ، فقد كانت فكرة رجوع رائعة منه ليتقرب أكثر من نور ، وقد اتت بثمارها ، وها



 هو الطفل الذى لم يتعدى الخمس سنوات يزداد حبه له أكثر ، 


صعد للطابق الثالث ، وقد كان هذا الجناح الخاص بسارة 

( وللتذكرة : كانت فيلا سارة ، مصممة بشكل معين ومختلف



 عن باقى الفلل فى التجمع ، ليناسبها هى واسرتها ، قاعة استقبال كبيرة منفصلة تماما عن الفيلا مصاحب لها مطبخ


 بسيط لتحضير المشروبات وتواليت صغير للضيوف ، اقامتها فى جزء من الحديقة من أجل استقلاليتها وراحتها هى


 واخواتها حيث أنهن محجبات ، أما الفيلا مكونة من ثلاث طوابق ، فالطابق الأول فيها مجهز للمعيشة بشرفة واسعة


 مفتوحة على الحديقة ، مع مطبخ كبير وحمام أيضا وسلم كبير الأدوار العليا ، وأسانسير داخلى صغير انشأته خصيصا من



 أجل والدتها لعدم قدرتها على صعود السلم ،

الطابق الثانى مكون من أربع غرف رئيسية ، واحدة لرغد



 والثانية لريم والثالثة لوالدتهم والرابعة لنور ، رغم رفض سارة لوجود غرفة نور بعيدة عنها إلا أنها لم تستطيع الرفض تحت



 تصميم والدتها على وجود الصغير قريبا منها دائما ، 

أما الطابق الثالث فهو خاص بسارة فقط ، أنشأته واشرفت على



 تجهيزه بنفسها ، كان عبارة عن غرفة نوم كبيرة بحمام خاص ، أما باقى الطابق بشكل التصميم المفتوح ، ركن مصمم على



 شكل مكتبة ، مرتب فيها بعض الكتب التى تحبها سارة ، مع مكتب صغير زجاجى ، الركن الثانى عبارة عن حجرة جيم


 بسيطة فيها بعض الأجهزة الرياضية ، والثالث مطبخ تحضيرى صغير من أجل الوجبات البسيطة والمشروبات ، أما الركن الرابع


 فقد صممت منه غرفة صغيرة من أجل نور ، نقلته بجانبها بعد وفاة والدتها .


كانت هذه اول مرة يرى فيها أحمد الدور من الداخل ، أعجب كثيرا بأفكارها فى تجهيزه ، 

كانت قد أحضرت ملابسه مسبقا من فيلته المجاورة ، ورتبتها فى دولاب خاص به بجانب دولابها ، 


ساعدته ليغير ملابسه ، وتركته ليرتاح قليلا واستاذنت لتطمئن على نور ، غيرت له ملابسه ونام هو الأخر ، ثم ألقت نظرة سريعة على الفتايات، وعادت له ،


وجدته نائما فتركته ، فقد حزر الأطباء من أول خروج له من المستشفى ، قد يكون مرهقا جدا برغم المجهو د البسيط ، فجراحة القلب المفتوح التى أجراها ليست جراحة عادية وتحتاج لعناية خاصة من المريض ومن المحيطين به ،

بقيت تتأمله لوقت طويل جدا وهو نائم فى سريرها هكذا ، ياالله ، لطالما حلمت بهذه اللحظة لسنين .


ارغمت نفسها على القيام لتغيير ملابسها ، فقد أرادت أن تبقى هكذا أمامه ابدا ، 

انزلقت تحت الغطاء بجانبه ، وبمجرد أن أحس بها فتح لها زراعيه لتستقر بينهما ثم أطبق زراعيه عليها ، وقبلها من خدها وعاد للنوم فى لحظة ، 

ابتسمت من رد فعله واستسلمت للنوم هى الأخرى من شدة ارهاق يومها ، 

عادة ما كانت تستيقظ قبالة الفجر ، فتحت عيونها على لمسات حنونة لوجهها، وجدته مستيقظا ومسندا رأسه على يده يتأملها، 

أغمضت عيونها وعادت وفتحتها مرة أخرى لتتأكد ، ابتسمت وهى تقول 


... أنت صاحى ليه دلوقتى ...


...بتفرج ... 


...على ايه ؟


...على القمر ...


لم تستطيع إخفاء خجلها واحمرار وجهها مما فهمته من نظراته ، 

عاد يتلمس وجهها مرة أخرى ، وهو يقول 


...7 سنين ياسارة ، مروا كأنهم عمر تانى ، 

وحشتينى ياسارة ...


تلئلئت عينيها بالدموع ، فقد كانت تعشق هذه النظرات منه ، ولطالما عاشت على ذكراها لسنين .


مال على جبينها وقبله ، اخذ يتجول بشفاه على وجهها بكامله ، حتى وصل لشفاها ، أغمضت عينيها و استسلمت بل بادلته بالمثل ، فها هى الأحلام تتحقق ثانية ،

تعمقت قبلته ، ويداه تتجول على كل ما تصل له من جسدها ، ها هى الآن ملكه بعد بحث عنها دام سنين .

لم تعرف كم مر من الوقت ، و وما هو حد ما وصلا إليه حتى تداركت نفسها ، فهو مازال مريض ، مر بحراحة قلب مفتوح من 10 أيام ، وعاد من غيبوبته منذ 4 ايام فقط ، وقد منع الأطباء أى علاقة جسدية تماما ، على الأقل لمدة ثلاثة أسابيع ، حتى يتم الاطمئنان على حالة قلبه ، 


تمالكت نفسها وابتعدت بهدوء وهى تقول بصوت هامس يكاد لا يسمع ،


...أحمد ، أحمد ، انت لسة تعبان ...


بات يحاول التركيز فى كلامها ....نعم ...


...أنت سمعت الدكاترة كلهم قالوا ايه ، ممنوع نهائى. ..


...أنا اللى اقول مش الدكاترة ، انا أدرى بنفسى ...


وعاد ليقترب منها مرة أخرى ، تراجعت للخلف وهى تقول بلهجة قاطعة .... لأ ، لأ ياأحمد ...


أصابه الضيق ،ولمعت عيناه من الغضب ، فمتى يصل الرجل لهذه المرحلة من الرغبة ، صعب أن يردعه أحد ، وخاصة أن كانت رغبة متراكمة من سنين لشخص معين بذاته ،

رفع الغطاء وقام من جانبها بعصبية واتجه للشرفة ، 

قامت هى لتتبعه وتطيب خاطره ، وجدت نفسها عارية تقريبا ، ابتسمت وهى تقول 

...أنت شلتهم امتى ...

بحثت عنهم وارتدتهم مرة أخرى وارتدت فوقهم الروب وخرجت خلفه ، فزعت من مجرد رؤيته ، جرت وشدتها من يده فجأة 


...يانهار اسود ، سيجارة ياأحمد ...


...إيه ممنوع هى كمان ...


...ده دى الممنوع بذاته ...


...هو ايه اللى باقى بقى أن شاءالله. ...


...أنت محسسنى انك مكنتش موجود وهم بيقولو الحاجات دى مرة واتنين وعشرة ...


.... اف ، انا كويس ، انا داخل الحمام ...


ابتسمت ورفعت صوتها وهى تقول

... بميا دافية مش ساقعة ...


استدار لها ، وبدى عليه وكأنه سيقترب ويلقى بها من سور البلكونة ، 


....والله ...


رفعت أحد كتفيها بدلع وقالت ... أوامر الدكاترة ...


***************************


تركته فى الحمام ، ونزلت لتجهز له شيئا يأكله ، لتعطيه جرعة علاجه ، لم يمر نصف ساعة الا ووجدت نور خلفها ،


...إيه ده ، حبيب ماما صاحى بدرى ليه ...


حملته وقبلته واجلسته على الرخامة 


...مش عندى حضانة انهارضة ...


..ياواد ياواد ، منتظم فى الدروس اوى ، انا باجى اصحيك مبترضاش تقوم انهارضة ...


... طنط مها قالتلى أنها هتيجى تاخدنى ونروح انا وتالا مع بعض ...


..أه عشان كدة ، طيب ياسيدى ، هعملك كباية لبن الأول ، وتشربها كلها ... 


...اوكى ، هو انكل أحمد مصحيش. ..


... عايزه فى حاجة ...


...هو قاللى امبارح انه هيعلمنى أسوق العربية أذاى ...


...وأنا عند وعدى ... كان هذا صوت أحمد وهو يقترب منهم ، قبل نور على خده 


...هيييه هتعلمنى أسوق ، بس أما اجى من الحضانة بقى ...


...موافق ، أكون أنا كمان جيت من الشغل ...


اندهشت سارة من كلامه ، صحيح ، فهو يرتدى قميص وبنطلون ، وجاكت البدلة فى يده ،


...شغل ايه ؟ انت مش هتخرج ...


اقترب منها وهو يقول ...إيه ، ممنوع هو كمان ..


اخفضت عينيها فى الارض خجلا ثم رفعتها مرة أخرى ، لكن هذه المرة كانت لهجتها أكثر حنينة 


... احمد ، انا خايفة عليك ، انا مليش غيرك ، خد بالك من نفسك اكتر من كدة ، لو مش عشانك يبقى عشانى انا ، كفاية اللى حصل ، انا مش هتحمل تبعد عنى تانى ... 


أحاط رأسها بيديه ، قربها وقبلها من رأسها ، 


...متقلقيش ياسارة ، الحوار ده كله خلانى عرفت انا واقف فين بالظبط ، ومين معايا ومين عليا ، انا كويس ياحبيبتى ... 


اتجه إلى نور وقبله مرة أخرى وهم بالخروج ، اوقفه صوتها 

...استنى عندك ، إحنا هنهزر ولا ايه ، وبتقوللى متقلقيش. ..


...إيه ايه ، براحة ، الله ...


...راحة ايه ، فطرت ، خدت علاجك ، قست ضغط وسكر زى ما الدكتور قال ، ثم الساعة مجتش 7 ونص ، رايح فين انت دلوقتى ...


...يانهار اسود ، ماسورة وانفجرت ...


...الله يسامحك ، تعالى أشرب اللبن ده وكل سندوتش ، لحد ما اطلع أجيب جهاز الضغط والسكر ، واجبلك العلاج ...


...لبن أذاى يعنى ، انتى فاكرانى نور ولا ايه ...


...احمد ، أشرب اللبن ... ومدت يدها له بالكوب 


...حاضر ياماما ... وتبادل نظرات مع نور 


وبعدما صعدت ، قال لنور

...أمك دى مستبدة ، بس تصدق ، بموت فيها ...


*************************** 


تحركت السيارة بأحمد ، وبها السائق وفرد أمن بجانبه ، تتبعه سيارة أخرى ، بها 4 أفراد أخرى لتأمينه قد اختارهم جلال بنفسه ، 


وصلت السيارة لمنطقة المقابر ، توقفت امام مدفن عائلة نورالدين ، ترجل من السيارة ، تبعه أفراد الأمن ، فأشار لهم بالتوقف ، ودخل وحده ،


تجول بين بعض المقابر ، وتوقف أمام أحدهم ، مكتوب عليه 

،،،كاثرين لو ديني ، زوجة سليم نور الدين ،،،


نزل قرفصاء أمام القبر ، وقال 


...وحشتينى اوى ، محتاج لك اوى ، وطبعا مش هترجعى ، ده حلم وخلاص ، فاكرة لما قولتيلى 

أنى هبقى وحيد من بعدك ، واللى هيخاف عليا بجد هيكون مش من دمى ،، صدقتى فى كل كلمة قولتيها ، فعلا اللى بتخاف عليا بجد مش من دمى ، إنما أهلى وعيلتى ، كلهم بلا استثناء، مش عايزين منى غير فلوسى ، لكن أحمد نفسه ، ميفرقش معاهم فى حاجة ، حتى جدى اللى كنت متخيل للحظة انه بدأ يهتم ، اكتشفت ان ده عشان نفسه واسمه وعيلته وبس ، واللى أمر من كدة ، أن يكون اللى فى دماغى صح ، والله ما هرحم حد ولا حتى هو شخصيا ... 


قام من مكانه ، وأطال النظر للقبر لثوانى ، ثم خرج 


وجد جلال بانتظاره ، 

...خير ...


...ميعاد الاجتماع ...


...ماله ...


...أتقدم 3 ساعات ، هيبدأ بعد تلت ساعة ...


..لا والله ، ده متعمدين بقى عشان محضرهوش، كويس ، فى حاجة تانى ...


...حاجات كنت هبلغ حضرتك بيها لما توصل المكتب ....

أخرج سيجارة واشعلها وهو يقول ...قول اللى عندك ..

وقبل أن يتحدث جلال ، نظر لسيجارته وتذكر وعده لسارة ، ألقاها فى الأرض ، وأعطى العلبة لجلال ، 


...أبعد البتاعة دى عنى ، وتعالى ، قوللى اللى انت عايزه فى العربية ...


وفى السيارة .

... إيه اللى عندك ياجلال ... 


...هشام بيه وهيا هانم ...


رفع أحمد رأسه باهتمام وأشار له ليكمل 


..هشام بيه بقالى 3 أيام بيبات معاها فى اوضتها فى الاوتيل ...


...متأكد ...


... طبعا يافندم ، ودى حاجة برده هقولها من غير ما اتأكد منها ....


ادار أحمد وجهه للشباك وهو يقول 


...هيا معروفة ، بتميل على اى حد عشان مصالحها تمشى ، إنما هشام ، طلع حكاية ، كل ده مكانش باين وهو بعيد ، أول ما مسك مكان فعلى فى المجموعة ، المواهب بدأت تبان ...


..مش كدة وبس ، فى قرار صدر امبارح ، هشام بيه بقى المسؤول عن المشاريع المشتركة مع شركات هيا هانم ...


..والله ، حلو اوى ، كدة الرؤية بانت ، و ايه آخر معلوماتك عن الموضوع اياه ...


... الواد ايه ، اللى شكينا فيه ، طلع محترف فى الحاجات دى ، يعنى ، بلطجة ، سرقة ، قتل ، وكله بالفلوس ، هى الفكرة انه اتزرع عشان الموضوع ده ...


...واضح ان الموضوع متكلف ومتجهزله ، بس انت عرفت أذاى ، عرفت مكانه ...


...لا يافندم ، لسة ، الأفراد اللى انا وزعت عليهم الصورة عشان يدوروا عليه ، واحد منهم هو اللى عرفه، بس عموما دلوقتى ، فكرة أن احنا نلاقيه بقت أسهل بكتير ...


...تمام ، شد حيلك ، وميهمكش التكلفة ، تحت ايدك كارت مفتوح ، اسحب اللى انت عايزه ، اللى يهمنى النتيجة ، وسريعة جدا ياجلال ...


..طبعا ، ياأحمد بيه ، هى دى اول مرة ....


وصلت السيارة لمبنى إدارة المجموعة ، اتجه أحمد مباشرة لقاعة الاجتماعات المجاورة لمكتبه ومكتب سليم ، 

فتح الباب دون أن يطرق عليه ، فوجئ به الجميع يقف أمامهم بكامل صحته ، اضطرب الجد من رؤياه لكنه حاول إخفاء اضطرابه ،

بدأ الجميع بالسلام عليه وتهنيته بالعودة ، ثم اقترب من جده وهو يقول

...مش ليا فى الاجتماع ده ولا ايه ...


...طبعا ياأحمد ، حمدالله على السلامة. .


...الله يسلمك ...


...كدة كدة ، كانت نتايج الاجتماع هتوصلك لحد عندك من غير ما تتعب نفسك ، ا نت لسة تعبان ...


...لا ، انا الحمد لله كويس ، ربنا يخليك ليا ، انا عارف أنى تعبتك معايا ، كفاية كدة ، وأنا هبدأ اباشر شغلى بنفسى. ..


ثم استدار لهشام الذى كان يقف أمام كرسيه ، وكاد يجلس عليه قبل دخوله 


...تسمحلى بالكرسي بتاعى ...


... أه طبعا ، حمدالله على السلامة ياحمادة ...


..الله يسلمك ...


جلس قبل الجميع حتى جده ، ووضع قدم فوق الأخرى ، وقال 

...يلا نبدأ ، معتقدش أن اجتماعكم ناقص حد تانى ...


            الفصل السابع والثلاثون من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close