أخر الاخبار

رواية ذكريات امراه الفصل الحادي عشر11بقلم هناء النمر


 رواية ذكريات إمرأة 

الفصل الحادي عشر 

بقلم هناء النمر


قضت سارة يومها الباقى من الإجازة فى الشاليه ولم تخرج إلا عندما أصر هشام أن يقضى معها بعض الوقت ، فاكتفت


 بالجلوس معه على شاطئ البحر أمام الشاليه ، تحب مقابلة هشام والتحدث معه ، فهو صديق جيد وسهل العشرة والمعاملة


 ويهتم بها فعلا ، ولكنه لا يثيرها كرجل ، حاولت كثيرا ان تتخيله كزوج ولم تستطيع ، أما أحمد ، فمجرد التفكير فيه


 يخطف أنفاسها و يثار جسدها وكأنها فى وضع حميمى معه ، فكيف الحال وهو امامها .




مها ورغد وريم قرروا الذهاب للكوافير للتجهيز للحفلة بالرغم أنهن محجبات ، أما سارة فقررت المكوث فى المنزل لحتى


 موعد الحفلة وقررت تجهيز نفسها بنفسها ولم تذهب معهم للكوافير .




مازن قرر الرجوع للقاهرة لإحضار زوجته لحضور حفل الافتتاح 




هشام قضى جزء من يومه مع سارة على شاطئ البحر والجزء الآخر قضاه فى التفكير فيها وكيف سيقنعها بتفعيل خطوبتهم وزواجهم .



أحمد لم ينم منذ أمس بسبب التجهيزات الأخيرة للمنتجع وحفل استقبال ضيوفه ، فقد جهز لأحتفال عالمى ، سوف


 يحضره أهم رجال الاعمال فى العالم وليس مصر والوطن العربى فقط ومجموعة كبيرة من الفنانين المشهورين ، وسوف


 يغطى الحفل وسائل إعلام دولية ،

ولكنها تغذوا عقله طوال الوقت ، لا يكف عن التفكير بها ،، بماذا


 تفكر الآن ، به أم بهشام ، ماذا قررت بشأنه ، وماذا سيحدث بعد ذلك ؟ ، ما هى نيته بشأنها ؟ ولماذا يفكر بها طوال الوقت


 بهذه الطريقة ؟ ، هل هو مستعد لخسارة ابن عمه اذا علم ما كان بينهما أو حتى بما يريده الآن منها ؟ ، المهم عنده الآن أنه



 متأكد أنها لا تحب هشام ، وهذا بالفعل يريحه جدا ويعطيه مبرر لنيته بشأنها . 




حان موعد الحفل ، وبدأ ضيوف الحفل بالوصول ، وبالطبع من بينهم أفراد عائلة نورالدين جميعا ، لكن الجد لم يصل بعد ،


 كانت الحفلة فى فضاء أخضر واسع جدا ومجهز بطاولات مزينة ويحوط كل واحدة كراسى مزينة بنفس اللون ، فى



 الجانب الآخر يوجد بار كبير جدا للويسكى والمشروبات الكحولية ، وفى نهاية المكان يوجد مسرح واسع مزين لا يزيد


 ارتفاعه متر واحد عن الأرض . 

باقتراب الساعة الثامنة كان جميع المدعوين قد وصلوا ، وبدأت مراسم الحفلة الفعلية من غناء ورقص ، وبدأ الجميع بتهنئة



 أحمد على هذا المنتجع الرائع وهذه الحفلة الراقية ، 

وصلت ،، هيا ،، زوجة أحمد ، كانت سيدة شقراء ، يبدوا عليها


 الرقى والثراء الواضح ، فهى سيدة أوروبية من اصل عربى ، كانت ترتدى فستان أحمر داكن ، ضيق جدا ويصل طوله حتى


 الركبة ويرتفع بحمالة واحدة على الكتف الأيسر ، الغريب انه لم يسأل أحد عنها لأن الجميع على علم بانفصالهما وأنها مسألة


 وقت على الانفصال الرسمى .

أما سليم نور الدين فكان وصوله مشهد رائع ، فور دخوله انتبه له الجميع وتهافتوا على الوصول له والتعريف بأنفسهم ، كان



 رجل فى السبعينات من عمره ، طويل القامة وسيم جدا ، رغم سنه مازال متحفظ بلياقته وصحته ، 


ظل أحمد قلق من عدم وصول سارة حتى الآن ، حتى ظن أنها لن تحضر ، وما يعطيه الأمل الوحيد أن هشام هو الأخر لم


 يظهر بعد ، 

ابتسامته كانت واضحة عندما رأاها تقترب من باب الدخول بفستان ازرق سماوى فاتح بتلبيسة داخلية من الأزرق الغامق



 وحزام ابيض عريض، وترتدى طرحة من اللون الأبيض المتداخل مع اللون الأزرق الخفيف ، كانت فى عينيه كأنها



 أميرة تتمايل فى هذا الفستان الرائع ، ولكن ضاقت ابتسامته عندما رأى هشام بجانبها ، الآن سيتعرف عليها الجميع على أنها



 خطيبة هشام ، وهذا لم يكن يريده ، ولكن ليئجل التفكير فى هذا الآن حتى لا يتشوش عقله ، وهو فى حاجة الآن إلى كامل


 تركيزه .

دخلت سارة الحفلة مع هشام سويا وتبعها اختاها فى الدخول ، برغم رفضها لدخولهم معا ، ولكنه أصر على ذلك ، فوافقت على


 مضض منها بشرط أن لا يحاول تعريفها لأى أحد يخصه ، فتكفيها حتى الآن صدمتها من تعريفها بأبناء عمه ، 


كانت الطاولة المخصصة لهم قريبة جدا من طاولات أهم رجال الأعمال وعائلته أيضا وكان هذا بتدبير مسبق من أحمد حتى تظل تحت عينيه طوال الحفلة ،،،




بعدما سلمت على مها وزوجها ، فقد كانوا على نفس الطاولة ، ظلت عيناها تبحث عنه حتى التقت بابتسامته الساحرة التى



 تزايدت معها دقات قلبها ، كان يقف مع جده وبعض رجال الاعمال الاخرين ، وبعد تحية بسيطة من رأسه ، أبعدت عينيها عنه ، حتى لا يلاحظ أحد ذلك .

استأذنهم هشام ليسلم على جده ، وتبعته سارة بعينيها ، الفضول يقتلها لرؤية هذا الجد الذى يتحدثون عنه ،

اتجه هشام صوب التجمع الذى يقف فيه أحمد وجده ، وألقى التحية على الجميع ، ثم انحنى على يد جده وقبلها ، اندهشت


 مما فعل ، ولكن لم يبدوا ذلك على من يقفون حولهم وكأنها حركة معتادة منهم جميعا 

....سليم باشا ، وحشتنى والله.... 



.....ازيك ياهشام ...

...الحمد لله ياجدى... 

...أنا بقالى قد ايه مشفتكش ياهشام ..

...متزعلش ياجدى ، كنت مشغول اوى الفترة اللى فاتت ، حتى مكنتش هاجى الحفلة لولا بس إصرار أحمد. ..




...كمان مش هتيجى ، اه ما انت بقيت رجل اعمال مهم حتى على جدك ، وبعدين مين اللى انت دخلت معاها دى ، ووصلتها


 كمان لحد ما قعدت وبعدين افتكرت انك تيجى تسلم عليا ...

فرح هشام بملاحظة جده لذلك ، فهو الآن مضطر لتعريفها دون أن يخلف وعده معها ،، لكن أحمد تدايق جدا لذلك ،، أما سارة فلاحظت اتجاه أنظار الواقفين معهم لها وكأن الجد يسأل عنها ، فأرخت عينيها عنهم .

...دى بقى ياجدى النص الحلو بتاعى...

...يعنى إيه. ...

...يعنى زوجة المستقبل...

...إيه ، من غير علمى ...وظهر الغضب على وجهه

...مفيش حاجة رسمى لسة ، ده باعتبار ما سيكون ، كل حاجة هتم

بإذن حضرتك طبعا ...

...ودى تبقى مين أن شاءالله ، واحدة من الشارع ..

...متقلقش ياجدى ، دى بنت ناس جدا ، صحيح مش من عيلة عريقة ، بس هى ليها مكانتها ، أستاذة فى الجامعة ، وصاحبة مجموعة النور الطبية ....

....امممم ، عموما مش وقت الكلام فى الموضوع ده ، عايز اقابلها بعد الحفلة وبعدين أقرر ....

تجهم هشام من هذا الأمر لأنه يعلم أن سارة بالتأكيد سترفض ، ولكن سليم باشا أصدر فرمانه وما على الجميع إلا السمع والطاعة. 

بدأت مراسم الحفل بكلمة الترحيب من أحمد نورالدين وتبعها فقرات الغناء من أشهر الفرق والمغنيين ، من بينهم ،، آدم ،، الذى أثناء أدائه لأغنية رومانسية عن الم الفراق ، اختص سارة ببعض النظرات التى لاحظها الجميع ، مما أطلق بعض التساؤلات عن شخصية هذه السيدة ، ولكن الأمر أغضب أحمد وهشام جدا ، خاصة أحمد لأنه يعلم الصلة القديمة بين سارة وآدم . 

أثناء استمتاع الجميع بالغناء ، اقتربت هيا من أحمد لتتحدث معه ، فقد لاحظت انه غير مهتم بها على الإطلاق منذ سلم عليها عند وصولها ، مالت عليه بدلال قائلة 

.... l missed you ....


....والله بجد ، من امتى ...

...إيه يامادى ، موحشتكش ...

....sure baby. ..

...بتتريأ. ..

....طبعا بتريأ ، من امتى وانت مهتمة اصلا ..

....ليه بتقول كدة ، انت اللى مش بتدينى فرصة أصلح إللى حصل ...

....هيا ، خلصنا الكلام فى الموضوع ده خلاص لوسمحتى ، وبعدين احنا اتفقنا أن اللى اتكسر بينا صعب يتصلح ...

...صعب لكن مش مستحيل. ..

....هيا , please , we are so done , واتفقنا طول ما انت محافظة على أسمى ، هتفضلى شايلاه ، ولو عايزة تتطلقى رسمى ، معنديش مشكلة ، It's up to you. ...


فى هذه اللحظة بدأت الرقصة الجماعية وبدأ كل رجل بتقديم العرض لسيدة للرقص معه 

....تحب ترقص ...

...ليه ، عشان الناس لاحظت انك مش فارقة معايا ، فبتحاولى تثبتى العكس ، عارف دماغك يايويو ، كلام الناس عندك أهم. ...

....أبدا ، انا مهتمة اغير فكرتك عنى فعلا ...


لمح من بعيد هشام يتجه لسارة ، تجهم وجهه فقد بدأ يثار من مجرد فكرة قربه منها 


...هيا ,, please , we are done and this is my last ward ....

تركها واتجه خلف سارة ، فقد لمحها تتجه ناحية الفندق المطل على ساحة الحفلة ثم غيرت اتجاهها للخارج .

ظل يبحث عنها لثوانى حتى رأاها من بعيد فى اتجاه البحر ، تبعها حتى وصل إليها فوجدها تجلس على أحد الكرسى على الشاطئ، تبدوا مستغرقة فى التفكير فى شئ ما .

...هربتى من الحفلة ليه ...

انتفضت من الصوت المفاجئ ، بعدها قالت...وههرب ليه ، انا بس حسيت بصداع فحبيت أبعد عن صوت DJ شوية ، وانت سبتها ليه ...

....جيت وراكى ....

جلس على الكرسى المقابل لها بعدما التفتت بوجهها له 

....لسة مبتحبيش الصوت العالى ولا جو الحفلات اللى من النوع ده ...

....أنت لسة فاكر ...

..أنا منستش حاجة ابدا ، ومتأكد أن انتى كمان فاكرة ...


ظل كل منهما يتعمق فى عين الآخر ليبحث عن نفسه فيها


....أنت عايز ايه يااحمد ...

...عايزك انتى ياسارة ...


ظلت تنظر له وينظر لها ، ولا تعرف لكم من الوقت ظلا على هذا الوضع ، بدون كلام ، فاجأها تصريحه بهذه الطريقة ، رغم أنها تعودت على صراحته فى الوقت الذى عاشته معه ،


......عايزانى ازاى يعنى. ...


....معرفش، كل اللى أعرفه أنى عايزك قريبة وبس ، مدايقنى وجودك مع هشام أو حتى مع أى راجل تانى ، فرحت اوى لما قالولي انك أرملة ، وفرحت اكتر لما قالولي انك مرتبطيش تانى ، وفجأة لقيتك مع هشام ، هو بيحبك وباين عليه ، بس انتى لا ، ودى حاجة بصراحة ريحتنى جدا ، ...


...برده مش فاهمة ، يعنى انت جاى تقتحم حياتى بعد 6 سنين ، وفى 48 ساعة تقولى عايزك ، ، اقلب حياتى 180 درجة بالبساطة دى ، ويعنى ايه عايزنى اصلا ، يعنى عايز تتجوزينى ولا عايز تصاحبنى. ...

......الشكل اللى يعجبك ، المهم تكونى معايا ، عايزك حبيبتى مرة تانية ، عايزك ترجعيلى تانى ... 

....أنت ايه ، انت بتفكر أذاى ...


....الموضوع بسيط ياسارة ، انا بدور عليكى من سنتين مش من 48 ساعة ، ودلوقتى لقيتك ، وانتى عارفة أنى بطبعى صريح ، وبقول اللى عندى من غير خوف ، وهو ده اللى عندى ، وهعمل المستحيل عشان اوصله ....


نظرة التحدى فى عينيه اربكتها ولكنها تماسكت وبلهجة قاسية قالت


... انت بتتحدانى ،،،،حتى لو انا رافضة كل اللى انت بتقوله ده ...


....وليه ترفضى ، انا عايزك ومتأكد انك عايزانى ، وعندى استعداد لكل طلباتك ، حتى شكل العلاقة بينا هسيبهالك تحدديها براحتك ، متدخليناش فى دايرة التحدى ، تأكدى تماما أن مش هكون انا الخسران فيها ، عاجلا أو آجلا بوصل للى انا عايزه ...


لهجته كانت مليئة بالتحدى والثقة بالنفس التى يتسم بها هذا الرجل ، وهى علم كامل بهذه اللهجة ، وهو بالفعل دائما ما يستطيع تنفيذ ما يقول ، فهل سيستطيع الآن ؟


ولكن هى ليست من النوع الذى يرضخ للظروف أو لهذا التحدى السخيف ، فهل ستوافق أم ستقبل التحدى ؟

                  الفصل الثاني عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close