أخر الاخبار

رواية ذكريات امراه الفصل السابع7بقلم هناء النمر


 رواية ذكريات إمرأة

الفصل السابع

بقلم هناء النمر


ارتمت فى احضانه مرة أخرى وتكاد لا تصدق ما تراه وما تسمعه ،،ولف هو زراعيه حولها يعتصرها بين يديه من شدة شوقه اليها ..




لكن للأسف بقايا عقل داخلها يناديها لتفق مما هى فيه ،،فتداركت نفسها وابعدت نفسها عنه ،،وعندما أحس بذلك فك



 شبكة زراعيه من حولها ،،أبتعدت عنه وهى صامتة تكاد لا تعى الحالة التى هى عليها،، وفجأة انفجرت فى البكاء وخرجت



 تجرى ، ولم يحاول اللحاق بها ، ترك لها مساحة لتستعيد تماسكها ،،ويكفيه حتى الآن أنه رآها والأهم انه تأكد أنها ما



 زالت تذكره ،،غير أنه بالفعل ارسل من يتحرى عنها بعدما رأى اسمها فى قائمة ضيوف حفلة المنتجع ، وتأكد أنها هى من كان يبحث عنها ،، 



فى مكتب ادارة المنتجع يجلس أحمد نور الدين صامتا ولم يسمح لأحد بمقابلته منذ وصل للمكتب والاصح انه لم يتكلم


 مع أى شخص نهائيا منذ أن قابلها ليلة أمس ، لا يصدق انه بعد سنوات من بحثه عنها ، موجودة الآن بنفس المكان الموجود به هو ، 



دخلت السكرتيرة المكتب وظلت تناديه أكثر من مرة 

.....أحمد بيه ، أحمد بيه...

......مش قلت مش عايز حد دلوقتى .



.....أنا آسفة يافندم بس رامز بيه برة ومصمم يقابل حضرتك....



......دخليه ، كلمى جلال يجيلى حالا ....

دخل رامز ( رامز نور الدين ، ابن عم أحمد ، وأقرب أصدقائه له ،نفس السن تقريبا ، لكن رامز فضل التعليم المصرى ورفض أن



 يكمل تعليمه فى الخارج كأبناء اعمامه ، ورفض أيضا دخول دوامة عائلة نورالدين وفضل العمل فى المجال الذى يعشقه


 ، الإعلام ، أنشئ مجله كاريكاتيرية للأطفال، هو صاحبها ومديرها ،وبالفعل كان نجاحها باهر وأصبح لها صدى واسع فى



 عالم الأطفال )


.....إيه ياعم ده ، برن عليك من امبارح مبتردش ...

....وطى صوتك يا مزعج ، عشان انا مصدع ....



.....إيه مالك ، حسدوك ولا ايه ، بقى عميد عيله نورالدين كلها يكون ده منظره فى يوم افتتاح أول منتجع ليه فى مصر ... 

.....والنبى خف عنى يامازن الله يخليك ...




.....ده الموضوع بجد بقى ، مالك صحيح ، اطلبلك فنجان قهوة واجبلك حاجة للصداع. .



....اخدت وشربت ، من امبارح وانا كدة ...

.....نطلب دكتور بقى .....



.....لا لا لا ، انا عارف السبب ....

....أاااااااه ، قوللى ان فى سبب ، ايه هو بقى ...

......قابلتها ، هى يارامز ، هى ....

....هى مين ؟




.....اللى كنت بدور عليها ، شفتها امبارح هنا فى المنتجع ...

.....اللى انت اتجوزتها زمان ...

.....أيوة هى ...



.... كويس ، المفروض دى حاجة تفرحك مش تزعلك وتتعبك كدة ....



...اختفت تانى ....

...يعنى إيه اختفت تانى. ..

.... اسمها فى قايمة ضيوف الحفلة ، وشفتها امبارح ، لكن مش لاقيها تانى ، مفيش اى حجز فى المنتجع كله باسمها مش عارف هى فين ومع مين ...



...براحة شوية على نفسك ياابنى ، طول السنين اللى فاتت وانت قالب الدنيا ومش لاقيها لحد ما بدأت تصدق أنها شبح



 ، ودلوقتى هى موجودة والموضوع مسألة وقت ، اهدى شوية ...


طرق الباب وظهر جلال من خلفه ( جلال هو المساعد الأول ل أحمد نورالدين وساعده الأيمن وكاتم اسراره ورجل المهام


 الصعبة والحساسة بالنسبة له ، اوكله جده له منذ اكتر من 15 عام على أنه حارس شخصى له ومن يومها وهو ظل له ولا يفارقه ابدا )



....طلبتنى يافندم ...

.....سارة عبد الهادى ، فاكر الاسم ده ؟

....طبعا يافندم ...



....اسمها فى قايمة ضيوف الحفلة ، لكن مفيش اى حجز باسمها ، تقلب المنتجع كله وتعرفلى هى فين ومع مين ، ممكن


 تبدأ ب آدم نوار وسوزان ماير ، شفتها معاهم امبارح ...

.....امرك يافندم ....

.... بسرعة ياجلال. .

...حالا يااحمد بيه....

خرج جلال من المكتب وتوجه رامز لأحمد بعدما ظل مستمعا لحواره مع جلال مندهشا من حالته ، فلم يظن أن أبدأ أن أحمد



 نورالدين، ماتادور عائلة نور الدين ، وامبراطور الاقتصاد الدولى ، يكون متعلق بامرأة لهذا الحد ،


.....ها هديت شوية ، يلا نفطر بقى ولا انت عازمنى هنا عشان تجوعنى. ...

ابتسم أحمد .....خد الأمور بجد شوية ، يلا يافالح عشان تأكل يمكن تتكتم .... 


من جانب آخر لم تكن سارة بأحسن حاله منه ، فقد كانت منهارة بالفعل وقد لاحظ كل من حولها ذلك ولكنها طلبت من الجميع تركها بمفردها حتى تهدأ وطلبت من مها أن تأخذ ريم ورغد للنادى الخاص بالمنتجع حتى يستمتعوا بوقتهم ،،

خرجت سارة للتمشية على شاطيء البحر لعلها تهدأ ، وصراع قائم بداخلها بين عقلها وقلبها لا تصدق أنها قابلته بعد كل هذه السنين وكل هذه الاحلام ، لكن لماذا ،، لماذا انهارت بهذه الطريقة، ،كيف يكون رد فعلها بشكل لا يحمد عقباه ، حتى وإن كان الناس تعلم أنه كان زوجها ، كان يجب عليها أن لا تتصرف بهذه الطريقة ابدا ، ماذا سيحدث لو رأاها شخص يعرفها وهى على هذا الوضع ، فهى أرملة وتعيش وحدها بدون رجل ، ولها اختان لم يتزوجا بعد ،


بدأت تتحدث مع نفسها بهمس 

....فوقى ياسارة ،، فوقى ،،ايه الدوامة اللى انتى دخلتى نفسك فيها دى ،، ايه اتجننتى ،، من امتى وانتى ضعيفة كدة ، انتى وقفتى لعيلتك كلها عشان تحمى أمك واخواتك وتكملى تعليم ،،وقفتى لأبوكى نفسه لما أذى أمك وأذى اخواتك ،، وقفتى لجوزك واتحدتيه برغم جبروته وعنفه ،، وقفتى لأهل جوزك بعد ما مات وحميتى ميراث ابنك وميراثك ومحدش قدر ياخد منك حاجة ،، عملتى لنفسك ولابنك واخواتك مستقبل ومكانة فى وسط الناس ،، ومع كل ده كملتى دراسة واخدتى الماجستير و الدكتوراه فى وقت قياسي وبقيتى الأستاذة الدكتورة سارة عبد الهادى ، صاحبة أكبر مجموعة مراكز طبية فى البلد ،،، جاية دلوقتى تضيعى نفسك عشان حاجة زى دى ....

همت واقفة عند هذه الكلمة وقالت بصوت عالى وكأنها تتحدث لشخص أمامها ..... لأ ،، مستحيل ،، كفاية أحلام لحد كدة ،، مهما كان الواقع وحتى لو هو ظهر دلوقتى ......


توجهت للشاليه وخلعت كل ملابسها وهى متجهة للحمام ، فتحت الماء ووقفت تحتها واغمضت عينها وكأن هذه الماء ستعيد اليها توازنها الذى فقدته ،، توضأت وصلت ركعتين طلبا للحاجة ، وارتدت ملابسها ، وأثناء خروجها اتصلت بمها لتسألها عن مكان تواجدهم لتلحق بهم ، وقبل أن تصل للسيارة ، لمحت سيارة أخرى تقف بجانب سيارتها ، وانقبض قلبها وتوقفت عن الحركة عندما وجدت من يقف مستندا على السيارة ،،، كان مستند على السيارة بظهره ونظارته السوداء تغطى معظم وجهه ، وواضعا يديه فى جيب بنطاله 


تمالكت نفسها بشتى الطرق وحاولت التظاهر بالقوة ، ثم أكملت طريقها باتجاهه مع محاولتها إظهار الفرح بهذه المفاجأة

.....هشام ،، بتعمل ايه هنا ؟

...قولى حمدالله على السلامة الأول ، وحشتنى ياهشام ، أى حاجة تبل الريق كدة ، 

...حمدالله على السلامة ياهشام ، وحشتنى ...

....أيوة كدة فكيها ، وحشتنى الابتسامة اللى زى العسل دى ..

...هشام ! وبعدين ، إحنا متفقين على ايه 

...هو انا قلت حاجة ...

...بتعمل ايه هنا ياهشام ، انا استغربت برده انك وافقت بسهولة بس مكنتش متوقعة انك هتعملها تيجى ورايا ....

....لا لا لا اوعى تفهمينى غلط ، انا معزوم زييك بالظبط ..

....والله ، مين اللى عازمك بقى ، وايه علاقة المستلزمات الطبية بالسياحة ...

....هقولك بعدين ، المهم أن احنا هنقضى سوا يومين كاملين من غير شغل ولا ماما ولا اخواتى ولا الحوار ده كله ..

...هشااام ، وبعدين البنات معايا هنا ...

....عارف بس هيكونوا مش فاضيين ليكى بقى ...

...ليه أن شاءالله ، هو انت ناوي على ايه ...

..اوعى تفهمينى صح ، نخرج سوا ، نتكلم ، نقرب من بعض ..

...هشام ..

..إيه انا قلت حاجة غلط ، مش انا خطيبك وقريب هكون جوزك ..

...حيلك حيلك ، إحنا لسة متخطبناش رسمى اصلا ، يعنى مينفعش الناس تشوفنا سوا ..

...لا لا ، انا مستعد ألبسك الدبلة حالا بس وافقى...

...بعدين ياهشام ، المهم انا هروح اشوف البنات دلوقتى ونتكلم بعدين ، انت نازل فين..

...فى الشاليه اللى فى اخر الصف ده ...

....هنا ، ليه ؟ انت مين عازمك ..

....ابن عمى ، ماهو شريك فى المنتجع هنا ..

... أنت مش قلتلى انك قريب ملكش علاقة بعيلة نور الدين ...

...بعدين ياسارة ، انا هنا عشانك ، خلينا نقضى وقت كويس ، انا هروح ارتاح شوية من السفر لانى منمتش خالص بقالى يومين ، وأما هصحى هكلمك ..

...اوكى ..

تركها هشام واتجه للشاليه الذى أشار إليه ، أما هى فتساألت عن رفضه الإفصاح عن أى شئ يخص أسرته ثم قالت 

...ماشى ياهشام ..ياخبر بفلوس .. ثم اتجهت للسيارة التى تركتها مها لها لتتجول بها فى المنتجع 


اما عن احمد ، فاتصل به جلال منذ دقائق وهى يجلس على مائدة الإفطار مع مازن فى أحد المطاعم وأخبره أنها تسكن أحد شاليهات الملاك ، فهى ضيفة طارق عياد وصديقة زوجته ، أغلق الهاتف بعد أن طلب منه أن يأتى له بكل المعلومات التي يستطيع الوصول لها عنها ، وقبل أن يضع التليفون من يده وجده يهتز مرة أخرى ، فنظر للشاشة ثم ابتسم 

...إيه ياصايع انت فين ..

...الله يسامحك ، انت اخلاقك باظت من ساعة مارجعت مصر..

...ياض انا أخلاقى بايظة من زمان ، انت فين كدة ..

...لسة داخل الشاليه حالا. .

...هنا ، والله ، مش قلت مش هتيجى ...

...قلت اعملها لك مفاجأة. ..

...طيب ما تيجى تفطر معانا ، مازن هنا اهو ..

...كويس ، متقابلناش احنا التلاتة مع بعض من فترة ، بس انا هتجنن وانام ، خلصوا براحتكوا ، واكون نمت انا شوية ، اوك

...اوك ، سلام 


أغلق الهاتف ونظر لمازن وجده يضحك بشدة

....إيه اللى بيضحكك اوى كدة ..

....ااه لو سليم باشا عرف أن احنا التلاتة مجتمعين هنا ، الدنيا هتولع، وربنا تلاقيه على راسنا هنا ...

...هههههههههههههههه ، الأبناء الضالة لعيلة نور الدين ، أحمد وهشام ومازن ...

....المشكلة أن جدك مقتنع أن احنا التلاتة لما نتجمع ، يبقى فى مصيبة فى الطريق هههههههههههههههههههه. .

....اللى يعرفه أن هشام مش هييجى ...

...ربنا يستر...


كان أحمد وهشام ومازن أقرب أحفاد سليم نور الدين وأقدرهم على إدارة مجموعته التجارية خاصة أحمد ، ولكن قرر الثلاثة


 الانفصال المادى عن العيلة بسبب تعسف جدهم فى التعامل معهم ، وللأسف هو حزين تماما على انفصالهم عنه ويحاول


 جاهدا ليعيدهم مرة أخرى ،، فهل سيستطيع ؟


                      الفصل الثامن من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close