أخر الاخبار

رواية ذكريات امراه الفصل السادس6بقلم هناء النمر


رواية ذكريات إمرأة

الفصل السادس

بقلم هناء النمر


هذه المرة هى من قربته منها ، أخذته بين زراعيها ووضعت رأسه على صدرها وبدأت تحرك يدها على شعره بحنان ،



 متجاهلة تماما الدماء التى تسيل من شفتيها ، فهذه هى أول مرة يلمح لمكانتها عنده منذ قابلها ، فلمست كلماته قلبها ، بعد



 دقايق وجدت أنفاسه تنتظم ، نام ، حبيبها نام بين زراعيها ، ووجودها معه خفف عنه ما به ونام فى احضانها ، شدت


 بزراعيها عليه ووضعت زقنها على رأسه ونامت هى الأخرى ، وكانت أسعد ليلة من لياليها معه رغم العنف حدث لها .




وجدت نفسها تبتسم وتربط وتطبطب بيدها على يدها الاخرى وكأنه مازال نائما فى احضانها وتربط على شعره

فجأة انتفضت على صوت مها ..




.....إيه يابنتى ،رحتى لحد فين كدة ....

....قاعدة مستنية الفرج ....

...ما تيجى نروحله احنا ...

....هو مين ...

....الفرج ....

.....هاها خفيفة يابت ، هى الساعة كام ؟

......سبعة ونص....

...البنات اتأخرو ....

....كلميهم....

أخرجت سارة التليفون واتصلت بريم 

....أيوة ياسارة ...

...اتاخرتوا ليه كدة انتو فين ؟

...لسة فى المول ، المحلات هنا تحفة ، مش عارفين نجيب ايه ولا ايه ..

....ياولاد المجانين ، الفيزا يابت ...

...ههههههههه متخافيش ، لسة مستعملنهاش اصلا، إحنا بنشترى بالكاش إللى معانا ...

...طيب يلا كفاية بقى ...

....سيبينا شوية والنبى ياسارة ، ...


أشارت لها مها قائلة ...قوليلهم لو رجعوا وانتى مش فى الشاليه ميقلقوش ، عشان انتى هتخرجى نتمشى شوية...

....ماشى ياريم ، انا هخرج أتمنى شوية ، ولو اتاخرت متقلقوش

.....اوكى ياسارة ، بااى. ...


ظهر طارق قادما باتجاهنا ، 

.....ازيك ياسارة ، حمدالله على السلامة 

...الله يسلمك , ازيك ياطارق ، مبروك الافتتاح..

....متشكر اوى ، انا همشى بقى ، عايزين حاجة ..

ردت مها ...متشكرين ياعم ، زي ما قلتلك بقى عشان اصحابى والعشا. ..





....اوكى ، بس خليكى طول الوقت معايا على التليفون. ..

....تمام ، خد بالك من نفسك ...

وقبلها من خدها ثم ذهب ،وظلت عيناها تتبعه حتى وصل لسيارته وانطلق بها 





...ما تقومى تروحى معاه احسن بدل ما عينيك هتطلع كدة..

....ااه ياسارة، بحبه اوى ووحشية اوى ...

...ههههههههه ، ما انتى فى حضنه من الضهر لحد دلوقتى، مشبعتيش لسة ...




....مستحيل اشبع منه ابدا ابدا ابدا....

...بس براحة ، لتنزلى على جدور رقبتك..

....لا ياسارة ، طارق كويس ..




....طيب ياستى ، ربنا يخليهولك ، بس قوليلى أصحاب ايه وعشان ايه ..

...ما احنا هنخرج عشان كدة ، سوزان هنا من امبارح وآدم 



وصل انهارضة وكلمتهم وعزمتهم على العشا فى مطعم قريب من هنا ، يلا بقى عشان الوقت قرب ، خلينا نفكر أيام زمان ..

...على الأقل كنتى قولتيلى. ..



....منا بقولك أهو ، وبعدين احنا هنعقد هنا يومين بس يعنى مفيش وقت للمقدمات ، يلا قومى البسى...

...ماشى ياست المستعجلة... 


ارتديت بنطلون جينز اسود وفيست زهرى يصل لفوق الركبة وجاكت قصير اسود ، واشاربى كان مزيج من اللونين، وكانت مها ترتدى فستان كحلى فى احمر وعليه جاكت قصير من الجنز الكحلى واشارب من اللونين 

ذهبنا للمطعم فى تمام الثامنة ووجدناهم هناك ، كانت مها أكثر سعادة منى بمقابلتهم ، فقد كانت أقرب لهم منى أيام الجامعة ، وما لاحظته هو سعادة آدم بمقابلتى ، وكان اهتمامه واضح ، أما عن سوزان فضايقنى مجرد الجلوس معها وهى بهذه الملابس الفاضحة ، 

بدأنا الحديث عن ذكرياتنا ومواقفنا القديمة ، وبدأت ببطئ استمتع بالحديث معهم ،ولكن هيهات فقد تشتت انتباهى وعدت ادراجى بعد ذكر موقف حمام السباحة فى البيت المجهول والاحتفال فيه ، 

يالله ،يبدوا أن ذكرى هذا الرجل لن تتركنى ابدا ، ولكنى حاولت تجاهل أحاسيسى المتضاربة وحاولت جاهدة الاندماج مع المجموعة ، كنت غافلة تماما عن نفس العيون التى راقبت مجموعتنا للمرة الثانية ولكن هذه المرة لم تكن مليئة بالغضب كلمة السابقة ولكن الحنين الجارف لمن يراها ،،انا،، 


كان فى الخلفية عرض رائع لسلسلة اغانى جميلة تناسب جو هذا المطعم ، تم تغيير الأغنية المعروضة قبل انتهائها لأغنية أخرى ،وعندما سمعتها سارة ،قالت داخلها ...لا ليس الآن ارجوكم فأنا بين الناس ....


إنها هى اغنيتهما الخاصة بها وبه فقط ،،بين ايديك لأصالة، ، هى لا تستطيع التماسك وهى تسمعها فهى تتجنب دائما سماع هذه الاغنية أمام أحد ، ستبكى ، وبدأ يظهر عليها التأثر بها بالفعل حاولت الهاء نفسها بهاتفها حتى لا يلاحظ أحدهم حالتها، ولكن هيهات ،، استأذنت منهم لدخول الحمام وخرجت إلى شرفة المطعم تستنشق الهواء وكأنه قد منع عنها فى الداخل ،ولكن الأغنية مازالت تسمعها ، أنها اغنيتها معه ، كانوا يمارسون الحب على موسيقاها فقط ، يعلون ويهدأون فى مشاعرهم وحركاتهم مع موسيقاها ، سنين وهذه الأغنية تتردد على اذنيها مع كل ذكرى وفى كل حلم ،،وضعت يدها على اذنيها فلم تستطع منع اذنيها من سماعها ، كان الصوت عالى جدا ،

وضعت يدها على حديد الشرفة وانحنت للأمام مخفضة رأسها للارض واغمضت عينيها ،، تركت نفسها للذكرى ، كل همسة من فمه ، أنفاسه التى كانت تعشقها وتستنشقها كالهواء ، لمسة يده القاتلة لجسدها ، قبلته ، عناقه .......يالله ،،

قالت هامسة، ،.....وقفوها ارجوكم.... 


جائنا صوت مفاجئ من خلفها يقول .... ليه ؟ ....


انتفضت عندما سمعت الصوت ورفعت رأسها ثم استدارت ببطئ لتواجه المتحدث 

أصابها الذهول واتسعت عيناها بدون تصديق ،،،،،،إنه هو،،،،، ،،،،،،مستحيل،،،،، ،،التقت الأعين التى تشتاق للقائه من سنين ،،إنه هو ،،أمامها ،، نفس الأعين والوجه والجسد ،،إنه هو ،،، حلم السنين تحول الى حقيقة تجسدت أمامها مباشرة ،،عشق عمرها الذى لم تنساه حتى الآن على بعد خطوتين منها ، وعلى الانغام التى لطالما كانت الشاهد الوحيد على هذا العشق الذى سكن قلبها .


ألجمت المفاجأة لسانها ولم تنطق بكلمة ،،امتلئت عينيها بالدموع دون سقوط ،،هل ما تراه فى عينيه حقيقة ،،هلى هذا اشتياق وفرح برؤيتها ،، وكأن عيناه تقول ،،،،،أين كنتى ،،،،،

لطالما استطاعت قرائة نظراته ،،فهل مازالت تستطيع؟


اقترب منها ببطئ ووضع يديه حولها وامسك بسياج الشرفة من الجهتين وكأنه يحتجزها بينه وبين صور الشرفة ،،وانحنى بوجهه بجانب وجهها مباشرة واخذ نفسا طويلا وكانه يستنشق رحيقها الذى افتقده من سنين ثم قال هامسا بجانب اذنها


..... وحشتينى ،،، وحشتينى أوى ....


لم تتحمل كلمته وشهقت بتنهيده حارقة ،، ورفعت عينيها الى عينيه التى لا يفرقهما الا سنتيمترات بسيطة وكانت هذه النظرة القريبة بمثابة القشة التى قسمتها فأرتمت فى احضانه وتركت لدموعها العنان ،،

،،فقال لها هامسا وهى بين يديه

......عرفتك من اول لحظة لمحتك فيها اول ما دخلتى ،،مستحيل أنسى ملامحك ابدا ،بالرغم من الحجاب اللى انتى لابساه ده 

،،،، بس كان لازم اتأكد انك لسة فاكرانى قبل حتى ما أحاول اكلمك ،،وطبعا كانت الحاجة الوحيدة اللى تأكدلى هى اغنيتنا سوا 

رفعت له عينيها ،،ابتسم لها وأكمل كلامه


، بالظبط ، انا اللى أمرتهم يشغلوها ،،وعينى عليكى اشوف رد فعلك ،، لقيتك حتى متحملتيهاش ، وقمتى من معاهم فقمت وراكى ،،قد ايه فرحان انك لسة فاكرانى بالشكل ده .


ارتمت فى احضانه مرة أخرى وتكاد لا تصدق ما تراه وما تسمعه ،،ولف هو زراعيه حولها يعتصرها بين يديه من شدة شوقه اليها ..

لكن للأسف بقايا عقل داخلها يناديها لتفق مما هى فيه ،،فتداركت نفسها وابعدت نفسها عنه ،،وعندما أحس بذلك فك شبكة زراعيه من حولها ،،أبتعدت عنه وهى صامتة تكاد لا تعى الحالة التى هى عليها،،وعيناه مازالت متعلقة بعينيه ،، وفجأة انفجرت فى البكاء وخرجت تجرى ، ولم يحاول اللحاق بها ، ترك لها مساحة لتستعيد تماسكها ،،ويكفيه حتى الآن أنه رآها والأهم انه تأكد أنها ما زالت تذكره ،،غير أنه بالفعل ارسل من يتحرى عنها بعدما رأى اسمها فى قائمة ضيوف حفلة المنتجع ، وتأكد أنها هى من كان يبحث عنها ،، 

                         الفصل السابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close