رواية الام معطرة الفصل الخامس عشر15 بقلم فاطمة خضير محمد


 رواية ألام معطرة 

بقلم فاطمة خضير

الفصل الخامس عشر 

--------------------------

جفاء ، غضب ، عدم سماع رأي الأخر ، و الإصرار على الخطأ و البعد هذه طبيعة العلاقة 



بين جاد و أفنان طيلة الأيام التي تلاحقت نظرات الغضب




 من أحدهما تقابلها نظرات العتاب و الأنكسار من الأخر...و 



تبادل النظرات الباردة دون التفوه بأي كلمة.



..

كانت أفنان في المركز عندما تلقت أتصالاً هاتفياً من شاريل 






فعادت مسرعة عند الساعة العاشرة صباحاً لتغلق الغرفة عليهما 

- تفضلي سيدتي هذا الظرف يحتوي على ما تريدين 



ألتقطته أفنان من شاريل تنظر له بسعادة كأنة دعوة لدخول 





الجنة رفعت أنظارها من على الظرف لتسقط على شاريل مؤكدة عليها 





- شاريل هذا الظرف يجب أن يصل لجاد مباشرةً سلميه له عند عودته من العمل... 








أخذته شاريل لتخبئه في جيب زي الخدم الخاص بها 

- سأفعل... 

-----------------------------------------------------------

أستقبله حال عودته مرحبةً به لتعطيه الظرف أخذه منها قاطباً حاجبيه لعدم وجود أسم المرسل على الظرف بعد أن تفحصه جيدا من كافة الجوانب 

- ماهذا...

أبتلعت ريقها بصعوبة خوفاً من أن تكشف 

- لا أعلم سيدي كان في البريد مكتوب عليه أسمك لذلك سلمته لك 

- حسناً شكرا لك شاريل.  

سار للداخل يفتح الظرف ليجد به قرص ذاكرة فوضعه في الجهاز الخاص بشاشة العرض المتواجدة في غرفة الجلوس ضغط على زر التشغيل الخاص بجهاز التحكم لينصت جيدا لما يرى أمامه بينما زوجة والده و أبنتيها صعقن مما يظهر أمامهن ، كان مقطع فيديو يظهر تأمرهن ضد جاد و أفنان حيث تظهر أيرام محدثة والدتها 

- أمي مع أنك أتهمتي أفنان بخيانة جاد مع أبن عمها لكن جاد لم يطردها بعد من المنزل 

ردت عليه  هي تبتسم بخبث 

- لاتقلقيقريبا سترحل أفنان و جاد هو من سيطردها فبعد موضوع التسجيل لم يتبقى من علاقتهما شيء أسترخيا قليلاً سنتخلص من أفنان و بعدها جاد سيقع بسببها 







أقتربت أرام من والدتها و أختها مرددةً بمكر 

- أمي لا تنسي أنني كنت السبب الرئيسي لما حدث فلقد علمت تسجيل بنبرة صوت يشبه صوتها.. رددت الأخت الأخرى بسرعة 

- لكن أنا قمت بالجزء الأهم من الخطة ،لقد سرقت هاتف أفنان لتضعا عليه تلك الرسائل عن طريق برنامج الأختراق الخاص ولذلك لم يشك جاد بألامر لأن الرسائل بتوايخ مختلفة.. أفنان الغبية لم تشعر بي عندما سرقت هاتفها أو عندما أعدته 

أستمر شجار التوأمين واحدةتقول فعلت هذا و الأخرى تجيب أنا فعلت ذاك حتى أوقفتهما والدتهما تنهرهما بحزم 

- كفاكما شجاراً... أنتما الاثنتان لكما دور في نجاح خطتي لذا ألزما الصمت حتى نتخلص من أفنان و جاد ... أسمعتماني 

رددتا بخفوت أشبه بالهمس سوياً 

- حاضر أمي 

واقفة بعيدا عنه تراقب صدمته و تعابير وجهه التي أرتسم عليها معالم الحزن والاسى تألم قلبها لأجله بشدة لاحظت أقتراب زوجة والده بخطوات متوترة نحوه تحاول التكلم بثبات راقبتها بصمت لتسمعها تبرر موقفها لجاد 

- جاد بني كلهذا كذب.. تعلم كم أحبك أنت أبني 

ألقت بنظرة تشع بالكره نحو أفنان توجه لها كلماته الحادة و الغاضبة مستطردةً هجومها مشيرة بأصبعها تجاه أفنان 

- لا بد أنها هي من فعلت ذلك تريد تفريقي عنك 

وافقتها الرأي أبنتيها متحدثتان الواحدة تلو الأخرى 

- أجل أمي هي بالطبع من فعلت 

أكملت بعدها أيرام مقتربةًمن أفنان تسحبها من ذراعها لتقوم بطردها 

- أنتِ محقة أرام هي تريد تفريقنا نحن الأخوة.. علينا طردها في الحال من المنزل 

حاولت أفنان أفلات ذراعها من قبضة أيرام مرددةً بضيق 

- أيرام أتركيني ... 

صرخت بوجهها بصوت عالً 

- لا عليك مغادرة المنزل... هيا 

سحبتها نحو الخارج فيما أستنجدت أفنان بجاد الذي ما زال غارقاً بصدمته يتابع ما يحدث بصمت مميت... فجأة توقفت أفنان و هي تشير به يتمسك بها بقوة من ذراعها الأخرى ألتفت

نحوه تطالعه بنظرات يملؤها الأمل و الحب همست بأسمه بخفوت مملوء بالعشق : جاد..








صرخ بغضب مكبوت بتلك الممسكة بذراع أفنان و أسنانه تصطك على بعضها بغضب أشد يرمقها بنظرات تكاد تحرقها 

- أتركيها...

ردت عليه أيرام 

- لماذا علينا طردها.. هي خائنة 

صرخ بها بغضب أشد من سابقه مزمجراً بوجهها 

- أخبرتك أتركيها ...

أصابها الخوف و التوتر فتركت ذراع أفنان و هي ترتعش سحبها لخلفه ليصبح كدرعً حامً لها، سلط نظراته بقوة نحو من كان يضعها بمنزلة والدته 

- لم أتوقع انك تكرهينني لهذه الدرجة 

أنفجرت بوجهه صارخةً 

- أجل أكرهك.. أكرهك كثيرا 

لم يتوقع أعترافها بهذه السرعة أبتلع تلك المرارة التي أجتاحته محاولاً الثبات و عدم أظهار تأثره 

- أعتبرتك أمي... 

ثم أسار بأصبعه نحو أبنتيها مستكملاً حديثه 

- و هن أختاي.. و لكن يبدو أن حبيلم يستطع أن يحل محل الكره في قلوبكن 

أطلقت صوتاً ينم عن السخرية 

- حب...عن أي حب تتحدث.. لا وجود له أبدا..أنت لست أبني أنت أبن زوجي و لن أحبك مطلقا 

أجاب بحزن لم يستطع أخفائه 

- لم تكوني أمي و هن ليستا أختاي و مع ذلك كنت أحبكن كثيرا.. 

عندها نزلت دموعه أعتصر الألم قلب أفنان لرؤية دموعه 

- لا يهمني ذلك...كل ما يهمني الأملاك و المال أنت لا تعني لي شيئا 

أنهت كلامها لترمقه بنظرات أحتقار 

- هكذا أذا... غادري منزلي حالاً 

  قطبت حاجبيها مستنكرة 

- ماذا... لن أغادر.. هذا المنزل لي 

أجابها بتهديد صريح ينم عن غضبه 

- مخطئة هذا منزلي و هو موثق بأسمي لذا هيا غادري بسرعة مع أبنتيك وألا أتصلت بالشرطة.... هن ليستا أختاي أنهن أبنتيك من زوجك الأول







 أما أبي أشفق عليهن و جعلني أحبهن كأخ لهن لكن لا هن يشبهنك بكل شيء الكره و الحقد تعلمنه منك لذا ليس لكن مكان في منزلي بعد الأن... أخرجن 

صارخاً بأعلى صوته بهن 

رمقته بغضب متمتمةً بين أسنانها 

- ستندم كثيرا جاد أنت و زوجتك 

- غادري... 

مزمجراً بوجهها بصوت عالً جدا 

رمقن أفنان بنظرات ساخطة متوعدة مغادرتهن فيما تملك جاد الحزن الشديد لما يحدث معه 

______________________________________

نظرات الامتنان والشكر ترسلها من خلال عينيها لتنفي الأخرى بكل أحترام

- سيدتي لا داعي لتشكريني ...

قاطعتها الأخيرة بكل أمتنان 

- بلا.. لا بد لي من ذلك فبسببك أنت جاد عرف الحقيقة 

- لا بل هي خطتك بأن أضع الكاميرا في الغرفة.. أنت ذكية جدا..و أنا لم أفعل شيئا مهماً 

- بلافعلتي ... لولا موافقتك على مساعدتي لما

أستطعت كشفها لجاد 

- المهم الأن أنه لا يوجد سوء تفاهم بينكما الأن 

تنهدت أفنان بحزن يشوبه القلق على جاد 

- جاد.. ما حدث كان صعباً عليه...

ما لبثت حتى نهضت من مكانها بسرعة مرددةً مسرعة نحو الخارج تبحث عنه 

- علي الذهاب لرؤيته..

بحثت عنه في أرجاء المنزل فوجدته جالسا في الحديقة بصمت همست بخفوت

- لستُ سعيدةً لرؤيتك حزينا..

تراجعت عدة خطوات للخلف لكي لا يلاحظها و أجرت أتصالاً هاتفياً و بعد أنتهائها أخذت تراقبه من بعيد و علامات الحزن والأسى تحتل معالمها

______________________________________

سمع صوت خطوات تقترب منه فرفع رأسه ليرى من فصدم بشدة لرؤية رائد يقف على مقربة منه فرائد قدماه لا تخط بيته بسبب بوجود تلك التي كان يناديها بأمي... أقترب رائد منه خطوات أخرى ليجلس بجانبه دون التفوه بأي كلمة سرعان ما جذبه لأحضانه يعانقه بكل 






حب يشعره بأنه بجانبه مهما حدث صديقه و أخوه و سنده في هذه الحياة... سرعان ما أنسابت دموعه بقهر و ندم على خداع تلك المرأة له و أستهزائها بحبه

لها.. ربت رائد على كتفه بحب محاولاً تهدئته 

أستجمع أنفاسه ليقول و عيناه تنظران للأسفل بخجل 

- أنا أسف رائد لم أصدقك عندما كنت تخبرني بحقيقتها... بطالما منعتك من التفوه بأي كلمة ضدها.. أسف

ربت رائد على كتفه 

- لا تعتذر و أنسى ما حدث.. جاد لا تحزن فهي لا تستحق حبك.. هيا من الجيد أنك عرفت الحقيقة هذا أفضل لك حياتك ستكون أفضل هيا تشجع فالمستقبل ينتظرك و ربما به أشياء جميلة لك كأفنان مثلاً 

ألقى كلماته الأخيرة بمزاح فبادله جاد الأبتسامة التي سرعان ما أختفت و حل محلها الحزن و دمعت عيناه 

- أخطأت بحق أفنان... فهل ستسامحني 

ضربه رائد على كتفه بخفة 

- مجنون... بالطبع ستسامحك فهي فعلت كل ذلك لتكشف الحقيقة لك و هذا يعني أنها تهتم لأمرك و لا تريد الأبتعاد عنك 

مسح دموعه بسرعة لتجدد الأمل داخله 

- أنت محق 

أحتضنه بسرعة مربتاً على ضهره 

- جاد... أنسى ماحدث 

همس بخفوت يستجمع شجاعته 

- سأفعل 

------------------------------------------------------------

تنتظره و قلبها يتأكله الحزن و القلق عليه لم يتناول شيئا منذ الصباح مع أنها أرسلت له العشاء عن طريق شاريل لكنه رفض 

تقف بجانب السرير فدخل جاد لتتقابل نظراتهما الحزينة أرادت مغادرة الغرفة لولا أنه أقترب منها بسرعة ليعانقها و دموعه تنزل على خديه ، أحتضنها بقوة هامساً لها بصوت أجش 

- أفنان أنا متعب جدا... أنا أتألم كثيرا...أشعر أنني ضائع 

بكت لما قال لتحتضنه 

- جاد لا  تقل ذلك أنا هنا معك ... أهدئ أرجوك

-----------------------------------------------------------

يسير بهدوء ليسمع صوتها يناديه ألتفت لها و أبتسامة أرتسمت على وجهه بينما هي أقتربت منه 

- هل جاد بخير 

هز رأسه نافياً 

- لا... لكنه سيكون بخير قريبا طالما أفنان بقربه 

- أنت محق... المهم أنه عرف الحقيقة و هذا شيء جيد 

- أنه كذلك 

- هل أضع لك العشاء 

- أمي تناولت العشاء 






أومأت برأسها بحركة صغيرة 

- أجل وهي نائمة الأن 

شكرا لك 

قطبت حاجبيها مستغربة 

- على ماذا ...

قبلها على جبهتها 

- لأهتمامك بأمي... أتعلمين أنتِ جوهرة حياتي 

لمعت عينيها بحب و سعادة لسماع كلماته و ضعت  يديها على جانبي وجهه تلمسه برقة 

- رائد لا تشكرني كل شيء يخصك يخصني هي بمثابة والدتي... حنانها عوضني عن فقدان والدتي...

أحتضنها مقربا أياها لصدره يتنهد بحب لوجودها بقربه و حصوله عليها يشكر القدر الذي جمعهما. 

------------------------------------------------------------ 

 نائماً على ركبتيها بعد انهياره باكياً ، تتأمله بصمت تلمس على رأسه بلطف تهمس له 

- كل شيء سينتهي... و هذا الألم سيزول أنا سأكون بجانبك 

ألقت كلماتها واضعة رأسها على رأسه لتسقط هي الأخرى في نومً عميق ....

في الصباح الباكر فتح عينيه فتقع نظراته عليها تضع رأسها على رأسه نظر لها بحب ثم تسللت يداه ليرفع شعرها المتساقط على وجهها ليضعه خلف أذنها شعرت بلمساته فتحت عيناها... فأعتدلت بجلستها تنظر له بينما هو أعتدل أيضا ينظر للأسفل و التوتر و الخجل يرتسم على وجهه و هو يتذكر كيف أهانها سابقا و لم يصدقها 

بقيا صامتين لفترة حتى قاطعهما طرق على باب غرفتهما كانت شاريل تعلمهما بموعد الفطار 

-----------------------------------------------------------

مرت الأيام سريعا فقد أعتذر جاد لأفنان عما فعله بها و طلب منها فرصة أخرى ليعوضها وافقت هي على أن يمنحها فرصة للتأقلم على العيش معه وافق على ذلك و مع مرور الوقت أصبحا مقربين أكثر من السابق...





يوميا يجلسان في الحديقة يستمتعان بالحديث سوياً لكن لا يعلمان أن هنالك أعين خبيثة تراقبهما و إبتسامة شريرة تتوعد بتفريقهما و الأنتقام منهما 

- جاد صدقني لن أرحمك كما طردتني أنا و أبنتاي فأنا سأخرج أفنان من حياتك عائلتها سيسعدون كثيرا لمعرفة مكانها 

توعدت لهما ثم أستدارت لتغادر لتنفذ ما خططت له وهو أعلام عائلة أفنان بمكانها 

-----------------------------------------------------------

توالت الأيام السعيدة على أفنان و جاد و تقربا أكثر و أصبحت حياتهما تملؤها السعادة و الحب الظاهر بينهما، وصلت أفنان للمركز الذي تدرسبه ترجلت من السيارة لتخطو بأتجاه البوابة الرئيسية و على شفتيها ترتسم أبتسامة لكن سرعان ما أختفت أبتسامتها و حل محلها الصدمة و الخوف أرتجفت أوصالها و أجتاحت البرودة قلبها حاولت أخراج الكلمات من بين شفتيها لتتلعثم حروفها أبتلعت ريقها بصعوبة و همست بخفوت أشبه بالهمس 

- أبي .... 

بقيت متجمدة مكانها بينما هو يقترب منها أكثر و نظراته الغاضبة تكاد تقتلها 

لتبدأ حرباً من نوع آخر 

                 الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا من هنا

تعليقات