رواية ألام معطرة
بقلم
فاطمة خضير محمد
الفصل الثاني و العشرون
و الأخير
------------------------------
أوجاع تستحوذ على قلبها عقلها لا يستوعب ما حدث قبل عدة
ساعات كان جاد بين أحضانها و الأن تفتح ذراعيها لايوجد
شيء داخل أحضانها هو هنالك يقطن بتلك الغرفة الباردة
يصارع بين الحياة و الموت و هي بعيدة عنه ما أغرب هذه الحياة بلحظة واحدة تفقد أعز ما تملك تستمع لصوت أياد الذي
بقربها يسرد لهم ما حصل بندم ويلقي باللوم على نفسه بما حدث لجاد و كيف كان سيئا معه طيلة الفترة الماضية تقف بجواره ألين تخفف عنه
-أنا من كان مقدراً له ذلك الحادث لكن جاد أنقذني من ذلك كنت أظنه بخير لم أكن أعلم تأذى من أجلي أنا و ألين
ربتت ألين على كتفه بحزن مهدئةً أياه
- أياد أهدئ أرجوك... جاد سيكون بخير
ليتنهد بيأس مخفياً وجهه داخل كفيه
- أتمنى ذلك لن أسامح نفسي أذا أصابه مكروه كان لطيفاً معي و أنا كنت أضايقه بكلامي...
صمت الجميع بحزن أقتربت والدة أفنان من أبنتها عندما
لاحظت سوء حالتها، خائفة و ترتجف و تبكي كثيرا أحتضنتها تمسح على ظهرها
- عزيزتي أهدئي جاد قوي و سيكون بخير
لتجهش في البكاء أكثر
- أمل ذلك.. أمي ماذا لو أصاب جاد مكروه... كيف سأعيش بدونه... سأموت من دون جاد ... حقاً سأموت
------------------------------------------------------------
تمر الساعات و الجميع ينتظر و هي تنتظر على أحر من الجمر ليخرج الطبيب أخيراً حالما وقعت عيناها عليه حتى أسرعت نحوه شبه راكضة تقف أمامه دون التفوه بكلمة ليقطع الصمت صوت الطبيب مطمئناً إياهم
- نحن بذلنا جهدنا و العملية كانت ناجحة ووضعه مستقر حالياً و نأمل أن يبقى كذلك خلال الأربعة و عشرون ساعة القادمة وعندها سنطمئن على وضعه
شكره والدها بأمتنان
- شكرا لك هل نستطيع رؤيته الأن
ليهز الطبيب رأسه نافياً
- لا يمكنكم ذلك أنه في العنايه المركزة الأن ولا يسمح بالدخول هنالك دعونا ننتظر ليوم واحد و بعدها سنسمح لأحدكم برؤيته
- حسناً
سمعت كلام الطبيب لتتساقط دموعها على وجنتيها بحزن أقتربت من غرفة العناية لتطلعه بعشق و تجهش في البكاء لتجلس أرضاً و تستمر بالبكاء ليقتربا والداها و يحتضناها و هما يبكيان معها حزناً على حالها
------------------------------------------------------------يجلس الجميع بغرفة الأنتظار و يتحدثون حول وضع جاد و أفنان ليتحدث عمها
لم أتوقع أن أفنان تحب جاد لهذه الدرجة
لترد والدة أفنان عليه
- أجل هي تحبه كثيرا
ليتابع عم أفنان الكلام
- بالطريقة التي تزوج بها كنت أظن أنها ستكرهه أو حتى ستتقبله فقط كزوج لكن أن تحبه بهذه الطريقة
لتجيبهم ألين متفهمة حبهما
- جاد شخص طيب جدا و الدليل أنه حاول حمايتنا أنا و أياد و لم يدع مكروهاً يصيبنا... لميكن مضطراً لذلك و لكنه فعل ذلك من أجل أفنان بسبب حبه لها
جاد يعشق أفنان كثيرا و الشرط الذي وضعه للزواج بأفنان لم يكن لأجبارها بل من أجل الفوز بحبها لم يرغب بخسارتها لذلك عرض عليها ذلك الإتفاق.. أنه شخص جيد بحق
ليمسك أياد يدها
- أتفق مع ألين لو أننا تعرفنا على جاد في غير هذه الأوضاع لكانت نظرتنا مختلفة تجاه جاد و لأحببناه منذ البداية و لم نستغرق كل هذا الوقت لفهمه... أتمنى أن يتحسن بسرعة
------------------------------------------------------------
تنتظر جالسة بالقرب من غرفة العناية تتابعه بصمت لتأتي أحدى الممرضات و تمنعها
من البقاء أكثر بقرب غرفة العناية لتنهض بيأس تتجه نحو غرفة الأستراحة عندما شاهدتها ألين أقتربت منها تجلسها بقرب والدتها لتعطيها والدتها بعض الماء
- خذي عزيزتي أشربي الماء
لتشرب القليل بسبب أصرار والدتها لتأخذها والدتها داخل أحضانها لتشكو لوالدتها ما تعانيه
- لم يفتح عينيه و لم يتحرك مطلقاً أنقضى الوقت و لم يتحرك ماذا سأفعل أريده أن يعود لي
.. أرغب بسماع صوته أريده يناديني.. يخبرني أنه يشتاق لي كما أشتقت له و يثير ضجة حولي و يضحك معي يأخذني
و نتجول في المدينه و يقول لي أفعلي هذا و لا تفعلي هذا يخبرني أنه يحبني كما كان يفعل عندما يعود من العمل.... بدأت لا أطيق رؤيته بهذه الحالة
أصبحت أتألم كثيرا لأجله
لتجهش بعد كل هذا بالبكاء الشديد ليحزن الجميع أكثر لأجلها
------------------------------------------------------------
مرت الساعات و حل الليل و الجميع ينتظر فأتت أحدى الممرضات تخبرهم بأستعادة جاد لوعيه لتسرع أفنان بسرعة نحوه راكضة لتدخل العناية و تتجه نحوه تعانقه تبكي فرحاً و أنفاسها تتسارع و دموعها تنهمر
على وجنتيها أخذت تقبله بكل أنحاء وجهه و قبلت يديه و أكتافه ثم عادت تقبل وجهه مرةً أخرى تعبر له عن مدى أشتياقها و حبها له بينما هو متعب جدا و مندهش من فعلتها ليبتسم
- جاد لا تفعل ذلك مرة أخرى فأنا كنت خائفة عليك كثيرا
لتستمر بتقبيله
- لن أكررها أعدك... أفنان يعجبني ما تفعلينه و لكن عائلتك ينظرون لنا
لتحتظنه أكثر هامسة له
- لا يهمني فلقد أشتقت أليك
- حقا.. لم أكن أعلم أنني أذا دخلت للمشفى سوف تخافين علي هكذا و سيظهر حبك بهذه الطريقة لكنت دخلت منذ وقت طويل
وضعت أناملها على فمهه تمنعه من التفوه بأي كلمة أخرى تبكي
- لا تقلها فأنا لن أحتمل حدوث أي مكروه لك ألم تفكر ما سيحدث لي بدونك كيف سأعيش قل لي جاد
قبل يدها و مسح دموعها
- أسف لا تبكي أرجوك
- حسناً
لينظر لها بمكر هامساً لها حوار أذنها
- من هذه الحادثة علمت أنك تهتمين لأمري كثيرا لذلك كوني جاهزة لأعطائي أي شيء أريده
لتنظر له بحب و خجل بعدما فهمت ما يقصده
-سأعطيك ما تريد أنا ملكك أنت فقط
ليقبلها بجبهتها متمتماً بالشكر و عبارات الغزل التي تزيد أحمرار وجنتيها خجلاً
------------------------------------------------------------
مضت عدة أيام و غادر جاد المشفى لمنزل عائلة أفنان وسط أهتمام الجميع حتى أياد الذي أستغرب جاد أهتمامه لكن سرعان ما تقبل ذلك أصبح
جميع أفراد العائلة يحبون جاد و تقبلوه كفرد من العائلة و هذا ما كان يتمناه ، بعد شهر عاد جاد و أفنان لمنزلها و ذهبا لزيارة
رائد و سيمار و تهنئتهما بخبر حمل سيمار و بعد بضعة أشهر كانت أفنان تحمل طفلة سيمار بين ذراعيها بسبب تعب سيمار قبل الولادة و تدهور صحتها و تغير ولادتها لذلك بقت سيمار عدة أسابيع في المشفى قبل الولادة وسط جنون رائد و هلعه و خوفه عليها لكنبعد الولادة أستقرت حالة سيمار و تحسنت ، أقترب جاد من أفنان هامساً لها
- متى سيأتي دورنا ليصبح لدينا مثل هذا الملاك
لينحني مقبلاً الصغيرة بجبهتها
لتبتسم له هامسة بقرب وجهه
- قريبا حبيبي
ليحتضنها من الخلف مقبلاً أياها برأسها بكل عشق
تمت