رواية الام معطرة الفصل السابع عشر17بقلم فاطمة خضير محمد


 رواية ألام معطرة 

بقلم 

فاطمة خضير محمد

الفصل السابع عشر

 



يسير بخطوات بطيئة و لكنها ثابتة يدخل للمنزل مقتربا من 





غرفة الجلوس ليجلس على أحدى الارائك متنهدا بتعب ، أقتربت منه شاريل


 

- سيدي هل أقدم لك الغداء 

هز رأسه نافيا 




- لا سأكل مع أفنان .... هل عادت 

- لم تعد بعد و لكنها أخبرتني أن أقدم لك الغداء عند عودتك 

أنتبه لما تقول بتحفز 

- متى كان ذلك ...

- عند العاشرة صباحا.. جاءت للمنزل لتأخذ بعض الأوراق التي 




نسيتها و من ثم عادت للمركز ... أذا هل أضع لك الطعام الأن 

- لا سأنتظر أفنان..





. أعدي لي فنجان من القهوة رجاء 

تمتمت بالموافقة مغادرة بسرعة من أمامه فيما نزعت جاد 




سترته ليلقيها جانبا مشمرا كمي القميص 






يتأفأف بأستمرار،  يتطلع للوقت بين الحين و الأخر و القلق 



يتأكل قلبه لتأخرها أصبحت



 الساعة الثانية ظهرا و لم تعد بعد سرعان ما سمع صوت سيارة 




تدخل للمنزل لينهض مسرعا نحو الخارج بلهفة لرؤيتها 




و خيبته كانت أسرع من لهفته عند رؤية السائق عائدا وحده من دونها ليوقفه متسائلا 



- توقف أني أفنان لما لم أحضرها معك  



- سيدي لم أجد السيدة .. 




صدم لما سمع و ردد بعدم أستيعاب



 

- ماذا تقصد...

- لقد ذهبت لأ حضور السيدة ككل يوم و كنت أنتظرها كالعادة و لكنها لم تأتي و من ثم





 دخلت المركز و سألت عنها فأخبروني أنها لم تأتي اليوم للمركز و لم تحضر أية محاضرات لذلك عدت 

سأله محاولا فهم ما يحدث 





 - غير معقول أنت اليوم صباحا أوصلتها للمركز أليس كذلك 

هز السائق رأسه مؤكدا 



- أجل سيدي أوصلتها ككل يوم و أنزلتها عند البوابة الرأيسية و من ثم عدت للمنزل 

- حسنا بأمكانك الذهاب 




- حاضر سيدي. ..أخذت الأفكار تعصف بداخله 




- السائقأوصلها للمو لكنها لم تدخل المركز... أمل أن تكون بخير 



أخرج هاتفه من داخل بنطاله ليسرع متصلا بها لكن بلا جدوى  فهاتفها مغلق أسرع لداخل 





المنزل ينادي شاريل بأعلى صوته عدة مرات التي لبت ندائه 



فورا وقف مقابلا لها محاولا الثبات و الهدوء ليعرف كيف يتصرف 




- شاريل أفنان عندما عادت للمنزل هل أخبرتك أي شيء. ..لم تذكريه لي 

- لا.. أخبرتك كل شيء. .




 سألها بأصرار أكثر 

- أنت متأكدة تذكري أرجوك 




حاولت التذكر لتهتف فجاءة

- أجل أخبرتني شيئا و لكنني لم أفهم ماذا تقصد 

سألها بلهفة 






- ماذا ... أخبريني ماذا قالت....

 - قالت أهتمي بجاد 

- هذا ما قالته !

- أجل و سألتها هل ستذهبين لمكان ما فأجابتني بلا ...هذا فقط ما دار بيننا 

- حسنا بأمكانك الذهاب

- سيدي 

توتر أكثر لما سمعه من شاريل ليجري أتصالا 

- مرحبا رائد ... كيف حالك..





ليأتي رد الأخر صادما له محطما آماله بمعرفة مكان أفنان أذا كانت في منزله

- أنا بخير ... كيف هي أفنان 

- هي بخير. .

- جاد هل كل شيء على ما يرام 

حاول الثبات لكي لا يشعر رائد بما يجري 

- أجل أتصالت فقط للأطمئنان عليك 

أجابه الآخر بأمتنان 

- شكرا لك 

أسرع جاد منهيا المحادثه 

- حسنا سأغلق الخط .. وداعا 

أخذ يفكر و يحدث نفسه محاولا الهدوء قليلا متجها لغرفته

- أفنان ليست بمنزل رائد .. أين ذهبت أتمنى أن لا تصاب بأي مكروه

----------------------------------------------------------------

مرت فتره من الزمن وهو يدور بكافة أنحاء الغرفة والضيق و التوتر يزدادان لديه ألى أن وقعت عيناها على أحد أدراج الخزانة مفتوحا أقترب




 منه ليتفحصه جيدا ليلاحظ أنحاء جواز سفر أفنان الذي أعده خصيصا لأجلها منذ شهرين لأنها لم تكن تملك جواز سفر لدى 



هروبه معه من عائلتها فأيقن أنها صباحا عادت للمنزل لأخذ جواز السفر و ليس لأخذ أوراق تخص محاضراتها كما أخبرت شاريل لكن السؤال الأهم الذي يشغل تفكيره لماذا أخذت 




أفنان جواز السفر و ألى أين ستسافر دون أخباره ليلتقط جواز سفره و يغادر المنزل مسرعا 

------------------------------------------------------------

وصل سريعا للمطار و بعلاقته أستطاع معرفة معلومات عن أفنان ليصدم بسفرها مع والدها السيد صفوت لتعود ذاكرته لما أخبرته سابقا 





- عائلتي أذا علموا بمكاننا فأنهم سيقتلوننا الرصاصة الأولى ستكون لي و الثانية لك..لأن ما فعلته مخالف للعادات و التقاليد و شوه سمعة العائلة و عقابه الموت 

ليردد داخله بحزم شديد و قلق 





- ياألهي أفنان لن أسمح بأن يحدث لك مكره 

لينظر للموظفة أمامه قائلا 

- يا أنسة أحجزي لي تذكرة في أول رحلة مغادرة 

- حسناً الرحلة القادمة بعد ساعة 

أومأ برأسه موافقاً ليتراجع للخلف بعدة خطوات ليجلس و مخاوفه تطارده وكلما مرت دقيقة كلما زاد قلقه على أفنان و عدم مقدرته على إنقاذها و يشعر بمدى عجزه. 

------------------------------------------------------------

خطوات مترددة و حذرة تصل لمسامعها داخل ذلك القصر الكبير الذي يبدو تقليديا و من الطراز القديم و رغم ذلك يدل على ثمنه الباهض و مقدار الغنى لأصحابه ،تسمع تلك الخطوت تقترب منها وعيناها معلقتان على الباب لتعرف من القادم لها و هي مقيدة اليدين و القدمين  بالحبال ليفتح الباب ويقترب أحدهم منها مردد بصوت منخفض و متوتر 

- الطعام لابد أنك جائعة أفنان ...

ثم ينحني عليها مستكملاً 

- سأفتح يديك 

لترتسم معالم السعادة على وجهها محاولة الاعتدال عن الأرض التي كانت مستلقية عليها الخالية من أي فرش مجرد غرفة خالية تشبه السجن و تلك 







الأرضية الباردة تلامس جسدها لتردد بأشتياق تمطرها بعدة أسئلة متتالية 

- ألين أشتقت لكِ... أنت بخير... هل أنتِ سعيدة مع أياد..أه كم أنا غبية بالطبع أنت سعيدة لأنك تحبينه 

لتتفاجأ بما تقول أفنان لتتسأل وهي تفتح يداها 

- كيف تعلمين ...

لترتسم ابتسامه على شفتي أفنان متجاهلة سؤالها لتنظر لها مقلية عليه سؤال آخر

- لا عليك أنسي الأمر... أخبريني هل هو صبي أم فتاة 

وضعت يدها على بطنها مبتسمة 

- صبي.. هذا ما ضهر لنا في الفحص 

- مبارك لك ألين... هل أياد يحبك ؟

أومأت برأسها بحركة صغيرة تدل الأيجاب 

- أجل..

لتبتسم أكثر لتسألها مرة أخرى 

- في شهر أنتِ..

- الشهر الرابع من الحمل..




ثم توترت و تلعثمت بكلماتها 

 علي الذهاب أذا علم أبي أنني أتحدث معك فسيغضب كثيرا..هل ستأكلين أم لا 

هزت رأسها نافية 

- لا هيا قيدي يداي..




أنحنت لتقيد أفنان مبررةً موقفها 

- تعلمين لا يمكنني معارضة أبي .. أسفة 

لتأخذ الطعام وتغادر بسرعة بينما تعاود أفنان الأستلقاء على 




الأرضية الباردة و تتنهد بأرتياح متمتمةً برضا 

- ألين سعيدة مع أياد و عائلتي جميعهم بخير و أبي أيضا بخير و جاد بأمان لن يصاب




 بمكروه أذا لم أخطأ بقراري الأن لن أقلق على أي شيء حتى لو مت سأكون مطمئنة..

لتغمض عيناها بتعب لتغفو فوراً 

أفاقت عند منتصف الليل والظلام يحيطها على صوت أقدام أحدهم تقترب ليدخل




 الغرفة و هو يمشي ببطء تجاهها فرفعت رأسها عن الأرض لترى من



 لكن الظلام لم يسعفها لتتعرف على ذلك الشخص ليتملك الذعر و الخوف قلبها مرددةً بصوتً مرتعش 

- من....  من هناك 

فأقترب بسرعة منها مكمماً فمها بيده و اليد الأخرى ممسكاً 

كتفها لتخاف أكثر و ترتعش بين يديه...

                 الفصل الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا من هنا


تعليقات