رواية ألام معطرة
بقلم
فاطمة خضير محمد
الفصل الواحد و العشرون
فتح عينيه ببطء ليتلمس الفراش فيجده خالياً لينتفض من
مكانه يبحث عنها بعينيه يجوب أرجاء الغرفة ليقاطع خوفه
دخولها و أبتسامة صغيرة تعلو وجهها لتقترب منه تجلس بقربه فوق السرير
- صباح الخير تفضل أعددت لك القهوة
ليقبلها بجبهتها متمتماً بالشكر
- شكرا أرتاحي و لا تتعبي نفسك صحتك لم تتحسن كلياً
- لا تقلق أنا بخير هل أعجبتك
- أجل..لذيذة
نهضت من مكانها و بدأت ترتب السرير وهي تحثه على النهوض
- جاد هيا انهض... أبي لا يحب أن يتأخر أحد عن موعد الفطور
نهض من مكانه متجهاً نحوها ليحتضنها مردداً بطاعة
- حسناً سأفعل كل ما يعجب والدك حتى يتقبلني... سأفعل ذلك من أجلك حبيبتي
لتدمع عيناها من شدة سعادتها لحصولها على زوجٍ مثله يعشقها بلا حدود همست بخفوت
- شكرا لك
رفع رأسها للأعلى قليلاً يمسح دموعها ممسكاً وجنتيها بين كفيه
- لا تبكي أريد رؤية أبتسامتك و ليس دموعك
- أنا سعيدة جدا لوجودك معي
- أنتِ حياتي و كل شيء أملكه أنتِ كنزي.. أعدك سأسعدك دائما
هزت رأسها مؤكدة
- أعلم ذلك جاد
أنتبها لوجود والدة أفنان تراقبهما منذ عدة دقائق فأبتعدا عن بعضهما بسرعة بأحراج
لتخبرهما بسعادة لم تستطع أخفائها لمعرفة حصول أبنتها على شخص يحبها بهذه الطريقة الرائعة
- الفطور جاهز نحن بأنتظاركما
هزا رأسيهما إيجابا لتغادر هي بينما يتجهجاد نحو الحمام
- سأغسل وجهي سريعاً حتى لا نتأخر عليهم
ليدخل للحمام تحت أنظار أفنان التي تتبعه
------------------------------------------------------------
نائمة بقربه بينما هو يراقبها و يلامس بطنها محدثاً طفله
- عزيزي والدتك جميلة جدا و أنت ستكون جميلاً مثلها سأعتني بكما و سأحبكما كثيرا
لتفتح عيناها لترمقه بنظرات عاشقة متلهفة
- كلامك جميل شكرا لك
ليتذمر من فعلتها
- سيمار منذ متى و انتٍ مستيقظة
لتلقي بنفسها داخل أحضانه
- من البداية سمعت كل شيء و قد أعجبني ما قلته
نهض من مكانه بسرعة ملقياً عليها أوامره
- أبقي مكانك سأحضر لك الفطور
ليغادر من أمامها بينما هي تطالعه بعشق حتى أختفائه
------------------------------------------------------------
بعد عدة أيام جاد و أفنان تجولا في المدينة و قاما بشراء العديد من الهدايا لجميع أفراد العائلة حتى أياد فقد قدم له جاد ساعة يد باهضة الثمن
عند عودتهما للمنزل فتقبلها أياد على مضض و تم توزيع الهدايا على باقي أفراد العائلة
في نفس كان لدى سيمار موعد مع الطبيبة المختصة بحملها حيث تم اللقاء بحضور
طبيب سيمار الخاص المشرف على علاج قدمها و هنالك تلقت سيمار هي و رائد خبراً سيئا حول حملها
لتتكلم طبيبة سيمار موجهة كلامها لكليهما
- أعلم أن الأمر صعب عليكما لكن يجب أن تقررا بسرعة هل ستكملان هذا الحمل أم لا لأن
ولادة سيمار ستكون صعبة جدا بالنسبه لحالة ساقها كما أخبركما الطبيب الأن ليردف الطبيب قائلاً
- لا أنكر أن الولادة ستكون صعبة لكن نستطيع ببعض العلاج الفيزيائي والأدوية المساعدة بنسبة لا بأس بها أذا ما قراركما
تأهين بما سمعاه للتو رائد
يتملكه الخوف على سيمار بينما هي حزينه على طفلها الذي لم تراه بعد ليجيب رائد بحزن
- لا شيء أهم من سيمار لدي..
. لتقاطعه سيمار بأبتسامة لأنه أختارها و هي تمسك كفه تهز رأسها تطمئنه
- رائد أنا أريد الاحتفاظ بهذا الطفل كل ما أحتاجه منك هو أن تدعمني و تبقى بجانبي أرجوك كن واثقاً أن الرب سيكون معنا لا تفقد إيمانك حبيبي
هز رأسه متفهماً يحتضنها بحب و عينيه تدمعان
- دائما سأكون معك
لتردد الطبيبة بدعم و تشجيع
- لا تقلقا نحن معكما سيكون كل
شيء بخير أطمئنا
لتبتسم كلاً من رائد و سيمار داعيين بصمت أن يمر الأمر على خير
------------------------------------------------------------
دخان متصاعد ملئ المنزل بأكمله بسبب حريق نشبى بسبب تماس كهربائي و صرخات
تتعالى بينما جاد و أفنان بفرفتهما سوياً و الخوف يستحوذ على أفنان طمئنها جاد
- أفنان أهدئي... لا تتوتري
وضع وشاحاً على أنفها و فمها
- أبقيه على وجهك لكي لا يدخل الدخان لرئتيك
أومأت برأسها بحركة صغيرة تدل الموافقة ليحتضنها يحاول أخراجها من المنزل وصلا لخارج المنزل ليجدا جميع العائلة في الخارج ينتظرون سيارات
الإطفاء و من تبقى ينادون عليهم ليخرجو حالما خرجت أسرعت والدتها نحوها تحتضنها بلهفة باكية
- أفنان أنت بخير عزيزتي
أنا بخير أمي
ليقنرب منها والدها مربتاً على كتفها
- جيد أنكما بخير... بكن ألين و أياد لم يخرجا بعد أتمنى أن يكونا بخير
أسرع جاد مرةً أخرى للمنزل يوصيهما
- أهتما بأفنان أنا سأرى أياد و ألين و سأحضرهما معي
نادته ببكاء تمنعه من الدخول للمنزل
- جاد لا تدخل أرجوك
بينما هو يركض بأتجاه المنزل أستدار نحوها مطمئناً أياها
-لا تقلقي حبيبتي لن يصيبني مكروه... أنتظريني سأعود
بعد هذه الكلمات أختفى من أمامها بينما هو
يبحث عن أياد و ألين ليجدهما بأحدى ممرات المنزل وسط النار و ألين مغمى عليها و أياد تارةً يحاول أفاقتها و تارةً أخرى يحاول البحث عن مخرج
و يبدو عليه الخوف و عقله مشتت أشفق عليه جاد فأقترب منه و كسر الباب المشتعل
بالنار بقدمه فوقع أرضاً ليستدير أياد نحو الصوت ليتفاجىء من وجود جاد ليقاطع أفكاره صوت جاد مشيراً له
- هيا أحملها و تعال معي
- حسناً
ليحمل ألين بين ذراعيه يتبع جاد كانت النار تتوسع و الدخان يزداد و جاد لم يعد قادراً على الخروج من حيث أتى لذلك بقي يبحث هنا و هنالك عن
مخرج أخر فلفت أنتباهه أنزلاق أياد على قضيب من الحديد المسنن الحاد فأسرع ليقف أمامه يسنده
فتراجع جاد بسبب ثقل أياد و ألين إلى الخلف هتف أياد متسائلاً
- جاد أنت بخير
تمالك جاد نفسه مجيباً مشيراً نحو ممر يوصل للخارج
- أجل هيا لنسرع من هناك الخروج
ليخرج أياد بسرعة يتبعه جاد ببطء و تعب و أنفاس مثقلة حال خروج أياد أستقبله الجميع بلهفة و أطمئنان ليضع ألين أرضا و رأسها على قدميه يرش
بعض الماء على وجهها أعطته أياه والدتها ربت أيادعلى وجه ألين بخوف
- ألين... ألين
لتفتح عيناها على صوته تطمئنه بصوت ضعيف
- أنا بخير أياد
ليحتضنها بقوة مردداً
- لقد أخفتني عليك ... جيد أنك بخير
نهضت أفنان من جانب ألين ذاهبةً بأتجاه جاد الذي يسير ببطء نحوهم أسرعت نحوه تريد
أن تشكره لمساعدة أياد و ألين لتحتضنه و قبل أن تنطق أي كلمة أغمي عليه على كتفها
- جاد ما بك
لتشعر بسائل لزجٍ دافئيلامس كفها لترفع كفها مقابلاً لعينيها لتشاهد الدم لتصرخ باكيةً بجزع
- جاد ما الذي حدث لك...
لتجلس أرضاً به بسبب ثقل جسده تبكي بشدة
- جاد أجبني أرجوك.. جاد...جاد
تعالى صراخها ليقترب الجميع منها ليصدموا بحالة جاد
لقراءة باقي الفصول من هنا من هنا