رواية ألام معطرة
بقلم فاطمة خضير محمد
الفصل الثامن عشر
-
تشعر بأنفاس دافئة تلامس بشرتها و تستنشق عطر ينعش
أنفاسها تسمعه يهمس لها بصوت هادئ يطرب أذنيها
- أفنان هذا أنا ..
لتتوسع عيناها بخوف لتأكدها من هوية هذا الشخص
- لا تصدري صوتا أتفقنا .. سأبعد يدي
لينزل كف يده عن شفتيها
لتهتف بخوف ظاهر عليه
- جاد... كيف جئت ألى هنا ... كيف علمت بمكاني .. لماذا أتيت
ليلمس وجنتيها مزيحا دموعها منيرا ضوء هاتفه ليتلاشى الظلام لينظر لها بحب مهدئا أياها
- اهدئي .. سأخبرك
زاد بكائها لدى رؤيتها لملامح وجهه لينتفض قلبها خوفا عليه
- جاد ما كان يجدر بك المجيء ألى هنا
ليعانقها بشوق لم يستطع السيطرة عليه
- وكيف ذلك هل أتركك... لا... لن أتركك ... كنت قلقا و خائفا عليك أفنان
لتبتعد عنه متوسلةأياه
- جاد أرجوك أرحل من هنا بسرعة قبل أن تعلم عائلتي بوجودك
لينظر لها بأصرار
- لن أرحل بدونك
توترت أكثر لأصراره
- جاد سيقتلونك أرحل بسرعة أرجوك
ليفتح قيد يديها ومن ثم ينحني لقدميها ثم يعاود ليمسك وجهها بحب مرددا
- سأرحل. .. لكن سأخذك معي .. وألا فأنني لن أغادر و لن يهمني حتى لو قتلت المهم أن أبقى معك لأخر لحظة في حياتي ... أفنان أنا لا أخاف الموت لكنني أخاف العيش من دونك .. أفنان لن أتركك ابدا
لتردد ييأس و تعب
- لماذا تفعل كل هذا. ..
ليسرع مقبلا جبهتها مرددا بأنفاس عاشقه باكيا بشدة
- لأنني أحبك أنت حياتي و أذا لم أستطع المحافضة عليك سأموت حتما
لتنزل دموعها هي الأخرى محتضنة أياه بسرعة تهمس له
- جاد أنا أحبك ليقترب أحدهم يراقبهما بغضب ليغادر بسرعة ينزل السلالم بسرعة ليوقفه صوت ألين عند أخر السلالم ليقترب منها متسائلا
- ماذا تفعلين هنا بهذا الوقت
لتتجاهل سؤاله بشيء أخر تقوله بنبرة أشبه بالتوسل
- أياد لا تخبر العائلة بوجوده هنا دعمها يهربان و يكملا حياتهما سويا .. هما يحبان بعضهما
ليقاطعها بالرفض
- لا علي أخبار العائلة
لتصدمه بردها
- هذا يعني أنك تحب أفنان
ليقطب حاجبيه مما تفوهت به مستنكرا
- أنا لا أحبها و كان زواجي منها هو قرار والدي وعمي و أنا لم أكن أرغب بالزواج منها .. كنت مجبرا على القبول تعلمين نحن جميعا لا نستطيع رفض ما يقرره أبي و عمي ..
ليلامس بشرة وجهها بحب مستكملا
أنا أحبك أنت فقط
لتهمس له بحب و أمل
-أذا ما تقوله صحيح أذا أتركهم و نحن دعنا نكمل حياتنا مع طفلنا القادم و لنعش سعداء من دون دماء أرجوك
ليقترب منها أكثر يحتضنهاو يلامس بطنها مبتسما
- حسنا لأنني احبكما فقط
لتتطلع له متسائلة
- ماذاسنفعل الأن
- لا شيء نحن سنذهب لننام وهما سيهربان لا دخل لنا بهما
لتومأ برأسها بالموافقة ليغادرا لغرفتهما
------------------------------------------------------------
بعد الكثير من الجدال بينهما و المحايلةأستطاع جاد أقناع أفنان بالهروب معه كان حينها قد بلغ الفجر و الظلام بدأ يختفي قليلا
- أفنان انهضي علينا الهرب بسرعه قبل أن يستيقظ الجميع
- حسنا
لتمسك يده تاركة الأرض ليسيرا سويا بحذر لينزلا السلالم بهدوء أتجها نحو بوابة المنزل و عندما وصلا لها رأهما أخاها مؤيد ليصرخ بهما منبها جميع من في المنزل
- توقفي أفنان ..لاتهربي
ألتفتا ليشاهداه مقبلا بأتجاههما بسرعة ليسحب جاد نحوه ليركضا لخارج المنزل أستيقض الجميع عند سماع صراخ مؤيد الذي لم ينقطع مناديا الجميع
يصرخ بالحراس النائمين ليخرج جميع الحرس و الشباب للحاق بهما بينما أستمر جاد و أفنان
بالركض و هما لا يعلمان ألى أين يتجهان أختبئا خلف أحدى السيارات المركونة في الطريق
لعدة دقائق يلتقطان أنفاسهما و يستطلعا أذا كان هنالك أحد يتبعهما ، عاودا الركض مرة أخرى و أفنان متعبة جدا و لا تستطيع
التنفس جيدا لتعثر فتقع أرضا فتفترق يدها من يد جاد ليلتفت لها يعود خطوات قليلة للخلف ينحني عليها ما لبث أن جلس على ركبتيه بقربها يلتقطها بذراعيه تتكأ على صدره داخل أحضانه يبعد شعرها الملتصق على وجهها بسبب العرق يهمس بقرب أذنيها مهدئا اياها
- أفنان أهدئي أرجوك. . هيا تنفسي
ليدير وجهها نحو لينظر مباشرة لعينيها مستطردا
- حاولي التنفس .... ستكونين بخير حبيبتي
أنفاسها المضطربة توتره كثيرا و تزيد خوفه عليها أكثر ليقترب منها أكثر ينفخ على وجهها
ليرتاح و تتحسن حالتها حاولت الهدوء و ألتقاط أنفاسها لكن أتسعت عن عيناها خوفا لترتجف وهي تشاهد شباب عائلتها يقتربون منهما لتمسك قميصه بقبضتها تناديه
- جاد ....
ليتسائل بحب يزينه القلق
- ماذا ..
- لتتطلع له بهلع يطل من تعابير وجهها
- جاد أهرب بسرعة عائلتي قادمة ... ه.... هيا أرجوك أتركني و أذهب بسرعه
لينظر خلفه ثم يتطلع لها بهدوء
- لا لن أذهب و لا يهمني أمرهم
تتساقط دموعها بكثرة و أنفاسها تعلو لتتوسله
- أرجوك جاد أتركني و أرحل بسرعة
ليردد بحزم شديد و أصرار
- سأبقى معك
لتهمس بقلة حيلة و تعب
- أرجوك أرحل
ليقبل رأسها و يحتضنها هامسا
- لن أتركك مهما حدث حبيبتي
عدة دقائق و ألتف الجميع حول أفنان و جاد و أمسكوهما يسحبونهما للمنزل
------------------------------------------------------------
تتطلع لأبنتها مع بقية نساء العائلة و فتياتها قلبها يرتجف بشدة تدعو لتنجو أبنتها بأي طريقة
كانت حتى لو أخطئت أفنان بهروبها لكنها في النهاية أم تريد الحياة لأبنتها لا الموت دموعها تتوالى على خديها تحتضن
ألين التي هي الأخرى تبكي بشدة لاتتحمل أن تصاب أختها بأذى مهما كان السبب أما بقية النساء و الفتيات بين مؤيد و معارض والأخر لا يهتم مطلقا لكن الجميع لايقوى على التكلم
ملقاة أرضا لا تستطيع التنفس وجهها شاحب و أنفاسها تتعالى و تنخفض بسرعة عيناها
تذرفان الدموع ملعقتان بجاد الذي يتعرض للضرب و شهقاتها تتعالى تتوسل بصوت يتقطع بين الحين والﻹخر ليتركوه
، أرهق من شدة الضرب ليسقط أرضا تركوه ليتجهو نحوها و هو يتابعها يتقدمون منها و عيناه بالكاد يفتحهما بسبب الالم ليردد
بأنفاس متقطعة وهو يشاهدهم يمنحون عليها لرفعها عن الأرض بضربها هي الأخرى ليصيح بهم
- لا تقتربو منها ... توقفو
يتجاهله الجميع ليضربوها على ضهرها ووالدها وعمهاو أخيها و أياد يراقبون لتتوسع
عيناه عندما ضربوها وشهقة عالية تفلت من بين شفتيها بينما تعالت دقات قلبه هلعا عليها ينهض بسرعة متجها نحوها يحتضنها
ليكون أمامهم ليتلقا الضرب بدلا عنها ليصرخ بهم بصوت أعلى ليخافو فيتراجعو قليلا
- أخبرتكم لا تضربوها أنا هنا
أضربوني أذا أردتم لكن أفنان لا تقتربو منها
ليصرخ والدها به بغضب يشتعل أكثر مؤكدا
- أنتما الاثنان ستموتان بالتأكيد واليوم
ليتطلع جاد بعينيه مباشرة ليردد بثبات أستغربه الجميع و شجاعة أدهشتهم بذات اللحظة و أفنان بين أحضانه بين الوعي واللاوعي تسمع ما يقولونه لكنا لا تقوى على شيء
- لا يهمني أذا مت و لكن عليك أن تعلم أمرا ابنتك التي تريد قتلها ضحت بنفسها لأجلك لأنها تحبك كثيرا
ليردد بأستهزاء و تهكم
- ماهذا الهراء
ليردد بتصميم أكثر
- أنا أقول الحقيقة كلها ممتلكاتك هذه... المنزل و المصنع و كل شيء تملكه كان ملكي أنت خسرته و هي جائت لي لأعيد لك هذه الأملاك و أنا طلبت منها المقابل ... وهو حياتها.. و هي وافقت على الزواج بي من أجلك و أخفت عنك الأمر حتى الأشعار هي تخلصت منه لكي لا تعلم بالأمر و تمرض أنت لا تعلم شيئا عن ما فعلته هي من أجلك و من أجل عائلتها ضحت بحياتها من أجلك و وافقت بشرطي و تزوجتني رغما عنها من أجلك
لم يصدق ما قاله جاد
- أنت تكذب
تكلم بغضب شديد
- لا أكذب أذهب و تأكد من دائرة العقارات و حينها ستعلم أنني أقول الحقيقة .
.. ستجد كل الوثائق التي تثبت صحة كلامي..... كل شيء كان
ملكي و أنا تنازلت عنه في اليوم الذي تركت فيه أفنان منزلك ..
. هيا أذهب و تأكد
صمت الجميع بسبب جديته في الكلام و ثقته التي لم تهتز مطلقا ليقفو حائرين بين تصديقه أو لا
لقراءة باقي الفصول من هنا من هنا