رواية الام معطرة الفصل التاسع عشر19بقلم فاطمة خضير محمد


 رواية ألام معطرة

 بقلم 

فاطمة خضير محمد

الفصل التاسع عشر 

-----------------------

حيرة ترتسم على وجوه الجميع بينما هو يحتضنها بين ذراعيه بثبات أستغربه الكل أما هي



 تائهة بأفكارها بين خوفها عليه و بين موقف عائلتها من 



الحقيقة التي كشفت للتو قطع ذلك الصمت صوت والدها ملتفتاً لأياد 




- أياد سيحل الصباح قريبا أذهب لدائرة العقارات و تأكد من الأمر 

أومأ برأسه موافقاً 

- حاضر عمي سأفعل ذلك بالتأكيد 

أومأ برأسه ليتكلم بصوت قوي قبل أن يرحل متجهاً لداخل المنزل 

- ضعوهما في الغرفة وأقفلوها جيدا لكي لا يهربا 

ليجيب مؤيد بسرعة 

- حاضر أبي 

ليقترب مؤيد نحوهما حال مغادرة أبيه ينظر نحو أخته بحب و لكنه عاجز لفعل شيء لمساعدتها 

أنحنى جاد قليلاً ليضع أحدى ذراعيه تحت ساقيها ليحملها نحو تلك الغرفة و الحرس يحيطونه و مؤيد يسير أمامه 

------------------------------------------------------------

مرت عدة دقائق و جاد جالسا على الأرض و أفنان بين أحضانه يحاول جعلها تهدأ و تتنفس فهي متعبة جدا و أنفاسها تكاد تختفي و ذلك يرعبه بشدة حتى سمع صوت فتاة تحادثه 

- تفضل 

رفع رأسه عن أفنان تجاه تلك الفتاة التي تمد يدها ببخاخة الربو من خلال تلك القضبان الحديدية المتواجدة في الباب تستكمل حديثها 

- هذه بخاخة الربو من أجل أفنان 

نهض نحوها بعد أن ترك أفنان تستلقي أرضا ليأخذ منها بخاخة الربو شاكراً أياها 

- شكرا لك 

ما لبث أن عاد مسرعاً نحو أفنان يأخذها بين أحضانه مرةً أخرى يضع البخاخة داخل فمها يهمس لها بصوت يملؤه الحنان قرب أذنها 

- أفنان هيا خذي حبيبتي 

مضت فترة من الزمن لتستقر حالة أفنان ليمسكها من كتفيها يتطلع لها بنظرات عاشقة متلهفة 

- أنتِ بخير 

أومأت برأسها لتستند على كتفه الأيمن بتعب 

- أنا بخير .... جاد ماذا سيحدث الأن بعد أن أخبرتهم بالحقيقة 

أحتضنها بذراعه و يده الأخرى تربت على وجهها بحب 

- لا يهم ما سيحدث... عليك النوم قليلاً و لا تفكري بشيء أبدا.. أنا سأهتم بكل شيء ... هيا أرتاحي 

أغمضت عيناها و يده تمسح على شعرها لكن سرعان ما فتحت عيناها مبتعدةً عنه تنظر له أستغرب من ابتعادها بهذه السرعة لينظر لها فيراها تنظر له بنظرة غريبة لم يفهمها 

- ماذا... ما بك 

لتجيبه بسرعة 

- جاد أخبرني كيف دخلت للمنزل كيف لم يرَك أحدهم..كيف 

صدم من سؤالها الغريب سرعان ما أطلق ضحكة من بين شفتيه ثوانً و توقف عن الضحك محاولاً الهدوء و أجلاء صوته ليجيبها 

- كأنك تأخرتي بسؤالك.. لكن لا يهم سأجيبك.. بصراحة والداك رجلٍ ذكي بل كل عائلتك أذكياء لأنني عندما وصلت إلى المنزل شاهدت الكثير من الحراس يحيطونه و قد تعبت من أيجاد منفذ للدخول لكن عائلتك أرتكبو غلطة واحدة...

ليصمت قليلاً لتسأله هي بدورها وهي تضم شفتيها بطفولة و تعقد حاجبيها تحاول التفكير 

- ماهي... أخبرني 

تنهد قليلاً 

- السور الخلفي للمنزل لم يكن حوله حراس بسبب وجود منزل جيرانكم ملاصقاً له و أنا من خلال السور الخلفي دخلت للمنزل بعد أن قفزت من فوقه و أيضا دخولي لمنزلكم بوقت متأخر من الليل ساعدني للوصول لك و عدم أمساكي لأن الجميع كانوا نيام ... 

جذبه لأحضانه مرةً أخرى مربتاً على كتفها مستطردا بأمر لشعوره بتعبها و أجهادها 

- هيا نامي و لا تتكلمي لأنني لن أجيب على أي سؤال آخر.. نامي حبيبتي 

قال جملته الأخيرة بحب طابعاً قبلةً على شعرها 

-----------------------------------------------------------

تنام بين أحضانه يراقبها بصمت أنفاسها المنقطعة بين الحين و الأخر تؤكد له أنها ليست بخير مطلقا و هذا البخاخ ما هو الأ مسكن لفترة قصيرة جدا و أنها بحاجة أما أن تذهب للمشفى أو معالجة طبيب بأسرع وقت متعب مما حدث و أكثر شيء يتعبه هو عجزه لفعل شيء لمساعدتها تساقطت عبراته على وجنتيه دون أن يشعر بها لينتبه فيمسحها سريعا محاولاً التماسك و عدم الأنهيار من أجلها فقط فهو لا يعلم تصرف عائلتها عند تأكدهم من ما قاله هل سيؤذونها أم لا ، كل هذه الأسئلة تشغل تفكيره. 

------------------------------------------------------------

الجميع يجلس في غرفة الجلوس الكبيرة ينتظرون بصمت حتى دخل أياد فأشار له عمه صفوت بالأقتراب منه سرعان ما أقترب الأخير منه بخطوات كبيرة ليقف على مقتربةً منه ليشير له بالتكلم ليرد أياد بهدوء 

- كان يقول الحقيقة 

ليصدم الجميع أثر جملته و يتنفسون الصعداء بذات اللحظة ليستكمل حديثه 

- كانت جميع الأملاك بأسمه و قد تم التنازل عنها يوم هربت أفنان...

نظر له بجدية

- هل انت متأكد 

أومأ برأسه ليتكلم بصوت أكثر هدوئاً 

- أجل تأكدت جيدا من كل السجلات 

ليتكلم والد أياد مخرجاً الجميع من دوامة التساؤلات 

- ما العمل الأن ... أفنان بريئة لا يمكننا قتلها 

بينهم والد أفنان من مكانه و عيناه تدمعان ليتمالك نفسه قليلاً مردداً 

- أفنان لن تموت هي ستحظى بنفس مكانتها سابقا وأكثر 

لتقترب ألين منه ببطء 

- أبي ماذا ستفعل 

ليربت على كتفها بحب 

- أياد أتصل بالطبيب و أنت مؤيد تعال

لتحضر أختها

لتعلو ثغره أبتسامة ليسرع لأعلى نحو الغرفة المتواجدة بها أفنان 

- حسناً أبي 

------------------------------------------------------------

ألتقطت أذناه صوت أقدام تقترب ليفتح الباب و يقف الجميع أمامه ليوجه كلامه لوالد أفنان بكل ثبات و من داخله ينهش الخوف بقلبه لا يعلم ماذا سيفعلون بأفنان ليشدد عليها بين أحضانه 

- هل تأكدت..

رمقه بنظرة كره و غضب مستعر 

- أجل.. أفنان بريئة..مؤيد هيا أحمل أختك و ضعها في غرفتها 

أومأ برأسه متقدماً نحو جاد و أفنان لينحني لأخذها من أحضان جاد ليمسك جاد ذراعه بقوة وهو متوتر 

- توقف ألى أين تأخذها 

ليرمقه مؤيد بنظرة باردة 

- سأخذ أفنان لغرفتها ليعالجها الطبيب 

- حسناً 

ليترك يده لينتشل أفنان من أحضان جاد بينما الأخر لا يستطيع فعل شيء كل ما يهمه أنتكون بخير حتى لو لم يكن معها و ما يشعره بالعجز أكثر نظرات الكره المسلطةنحوه من الجميع 

سأغادر الجميع ليوقف جاد تلك المرأة يرجوها مقترباً منها 

- سيدتي أهتمي بأفنان رجاءً 

لترمقه هي الأخرى بنظرات كره و أشمئزاز 

- لا داعي لأن تخبرني فأنا أمها و لن يكون هنالك أحد يحبها أكثر مني أو يهتم بها كما أفعل 

همس بأستياء 

- أعلم ذلك 

لتغادر بسرعة و يغلق الحراس الباب على جاد الذي أمسك القضبان الحديدية يضع رأسه عليها بعد أن غادر الجميع و لم يعد بأستطاعته لمح أفنان ليتنهد بتعب و أنفاس مثقلة بالهموم 

------------------------------------------------------------

متوترا و قلقاً و الأفكار السيئة المخيفة تعصف برأسه يسير هنا و هنالك ينظر للممر الذي أمام الغرفة من خلال القضبان الحديدية جهله لما يحدث الآن مع أفنان يوتره و يخيفه أكثر لمح أياد يسير بالقرب من الممر ليناديه بلهفة 

- لو سمحت.. 

لتتوقف خطوات أياد ملتفتاً نحو جاد يرمقه بنظرات كره التي تجاهلها جاد بإرادته لاتهمه كل ما يهمه هي أفنان ليقترب أياد منه بخطوات بطيئة ليتوقف على مقربة منه لا يتفوه بكلمة واحدة ليقطع جاد ذلك الصمت بسؤاله

- أردت سؤالك عن أفنان.. هل هي بخير ماذا قال الطبيب 

- هي بخير طالما أنها بعيدة عنك 

ليقطب جاد حاجبيه بعدم فهم 

- ماذا تقصد  ؟

ليجيبه بغضب 

- أبتعد عن أفنان هل فهمت 

تضايق مما قاله أياد

- أفنان زوجتي 

ليرد أياد بأستنكار 

- بالأجبار.... و هذا الزواج لا معنى له عندنا طالما أفنان كانت مجبرة على الزواج بك 

ليمسك جاد بقضبان الحديد بكل قوته مزمجراً بغضب يشتعل 

- أصمت 

تحفزا لبدأ المشاجرة لولا أن ألين أوقفتهما تتجه نحوهما بخطوات سريعة 

- توقفا أنتما الأثنان.. لماذا تتشاجران أفنان مربضة و هي نائمة الأن و أذا سمعت صوتكما ستستيقظ.. أنتما بالغان بما فيه الكفاية لا داعي لمثل هذه الحركات الصبيانية 

- صرخ أياد بغضب مغادراً بسرعة 

- كل ما يحدث بسببه 

نظرت بتعب لأياد بعد مغادرته ثم ألتفت على صوت جاد 

- لم أفعل شيئا له... سألته عن صحة أفنان فقط 

همست بخفوت 

-حسناً لا بأس 

- أخبريني هل أفنان بخير و ماذا قال الطبيب 

أجابته بهدوء ترتسم على شفتيها بسمة صغيرة لأحساسها بلهفته على أفنان 

- أطمئن هي بخير و الطبيب أكد ذلك تحتاج للراحة فقط و قد أعطاها أدوية تساعدها في التحسن.... هي نائمة الأن 

تنهد براحة كبيرة متمتماً بالشكر 

- شكرا لك ألين 

أستغربت نطقه لأسمها 

- تعرف أسمي 

أبتسم لملامحها المستغربة.

- أفنان هي من أخبرتني كانت دائما تذكرك و تذكر عائلتها 

لاحظت حبه الشديد لأفنان 

- هل تحبها 

أبتسم بعشق لذكرها 

- أجل و ألا لما كنت وضعت ذلك الشرط لأتزوجها 

هزت رأسها بأستيعاب 

- فهمت ذلك الشرط مجرد عذر لتتزوج أفنان 

أومأ برأسه موافقاً 

- أنتِ محقة... رجاءً أهتمي بأفنان 

-حسناً سأفعل 

لتغادر من أمامه بسرعة

------------------------------------------------------------

يجتمعون حولها البعض يجلس بقربها والبعض الآخر يقف بأحدى زوايا الغرفة تربت والدتها على رأسها بحنان أموي يفيض بالحب أقترب والد أفنان من زوجته مربتاً على كتفها لترفع رأسها نحوه 

- أنا سعيدة لأن أبنتنا عادت ألينا 

هز رأسه بأرتياح وأبتسم لها 

- و أنا أيضا و لكنني سأعاقب الشخص الذي تسبب بأبتعادها عنا و عذبها 

لينحني نحو أفنان النائمة و لا تعي لأي شيء من حولها بفعل الأدوية 

- سأجعله يدفع ثمن ذلك 

لتبتلع ريقها بصعوبة مجيبة 

- فكر جيدا بقرارك قبل أن تتخذه لأنه ربما يضر أفنان 

أستقام بوقفته بكل قوة و غضب مردداً بحزم 

- لا سأفعل ماهو الافضل لأفنان و هذا الشخص سأتخلص منه للأبد لكي لايؤذي أبنتي مرةً أخرى 

غادر الغرفة بسرعة تلاحقه نظرات زوجته 

-----------------------------------------------------------

جالساً على الأرض عندما دخل عليه والد أفنان حاملاً مسدسه ليسير نحو جاد بخطوات سريعة يمسكه من مقدمة قميصه يجذبه ليقف أمامه ثم يسحبه لخارج الغرفة ينزل به لساحة المنزل حالما وصلا لهنالك دفعه بقوة ليسقط جاد أرضا على جانبه الأيمن بينما الجميع يشاهدون ما يحدث بصمت ليردد والد أفنان بغضب و أسنانه تصطك على بعضها 

- سأجعلك تدفع ثمن ما فعلته بأبنتي 

ليرفع جاد رأسه ناظرا نحو والد أفنان بكل ثبات و برود 

- أفعل ما تريد بي لكن لا تؤذي أفنان 

------------------------------------------------------------

أقتربت بسرعة من أفنان تجلس بقربها السرير تحاول أيقاضها تهزها بكتفيها الظاهران من خلال ملابيس النوم التي تم استبدالها بملابسها المتسخة بالأتربة قبل فحص الطبيب لها تهزها و تحرك رأسها 

-أفنان أفيقي... أفنان.. أفنان... أفيقي أرجوك 

لتفتح عيناها على صوت ألين و يدها التي تهزها 

- أ.. ألين ماذا حدث 

لتنظر حولها لثوانً ثم توجه كلامها لألين 

- أنا في غرفتي كيف  ؟

لتمسك يدها تنبهها 

- لاوقت للشرح... أنهضي بسرعة أرجوك و أذهبي لجاد 

لتنهض من مكانها تجلس تردد بخوف 

- جاد ما به أين هو 

لتضغط على يدها بقوة تستكمل حديثها 

- أبي سيقتله الأن لأنه أجبرك على الزواج منه 

لتهلع مما سمعت و تنهض بسرعة من السرير و تركض حافية الأقدام خارجاً تقع و تنهض تكرارا 

-----------

يضع المسدس على رأسه يستعد لأطلاق النار على رأس جاد 

-هذه أخر لحظات حياتك 

ليغمض عينيه بهدوء مستسلماً لقدره 

- لايهمني أذا مت.... كل ما يهمني أن أفنان بخير 

ليستغرب من عدم خوفه و لامبالاته ليلصق المسدس بجبهته ليضغط بسرعة ليتعالى صوت أطلاق النار 

                   الفصل العشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا من هنا

تعليقات