رواية زوجة على الهامش الفصل العشرون20 بقلم نداء علي


#الفصل_العشرون
رواية #زوجة_على_الهامش
بقلم ندي علي

بسم الله الرحمن الرحيم 
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين 


وللحياة مهما قست مذاق نستلذ به وربما وجودنا داخلها يبعدنا قليلاً 




عن مصير أبدي ينتظرنا بعد الموت، ميزان يتربص بنا يتوق إلى النهاية



 لذا نخشى مفارقة الحياة رغم قسوتها. 





اقترب رجلان من تلك الجثة الملقاة وسط قارعة الطريق على مقربة 





من سيارة يبدو أنها ملك لصاحبها الغارق بدمائه
تحدث أحدهما إلى الأخر بخوف قائلاً :

ده شكله ميت، تعالى نمشي لنلبس فيها احنا

اعترض الثاني بهدوء رغم خوفه قائلاً :





يابني حرام نسيبه كده، الدنيا دوارة يمكن نساعده وربنا يقومه لأهله بالسلامة واللي هنعمله مش هيروح عند ربنا

تأفف الأول بتردد إلى أن استمع إلى صوت مصطفى يقول :
بناتي، أه ارجوك ساعدني. 

قالها واستسلم لما به من جراح وكسور، أشفق الاثنان على حاله فعزما على نجدته

همَ الأول بالبحث عن هوية مصطفى، نظر إلى صديقه بدهشة قائلاً :
ده طلع دكتور ، سبحان الله . 

بحث الأخر عن هاتفه إلى أن وجده فقال:
خلينا نشوف حد من أهله ونبلغهم، أهو برده نأمن نفسنا لو حصله حاجة 

نظر الأول إلى قائمة اتصالات مصطفى وتحدث إلى صديقه بجديه:
اخر مكالمه كانت مع مراته 

الثاني : كلم المستشفى اللي هو شغال فيها الأول خلي حد من زمايله يلحقه، لو كلمنا الاسعاف هتتأخر ويمكن يموت على ما يوصلوا. 

تساءل الاخر : ومراته، هنتصل عليها ولا لأ؟

اجابه قائلاً :
كلمها، ماهي هتعرف ان مكنش النهارده هتعرف بكرة


لم تعط سوزي باديء الأمر اهتماماً لما قالته والدتها بل استمرت في طلاء اظافرها بتركيز إلى أن قررت والدتها قولها بغيظ:

ما تردي عليا يابت انتي

سوزي : في ايه يا ماما، هو حضرتك بتتكلمي جد!!!

نفخت والدتها ييأس من حال ابنتها وصاحت بحدة:
والجواز فيه هزار يابت انتي؟

سوزي : بس أنا هرجع لمصطفى 

هبت والدتها تنظر إليها بغضب ألجم لسان سوزي وانكمشت على حالها تحدثت بتحذير قائلة :






مصطفى مين ده، اللي ضربك وطلقك يا غبيه، ومين قالك اني هوافق ترجعيله حتى لو رجع وباس رجلك قبل ايدك، خلاص انسيه ده صفحة وهنقطعها

سوزي : اه وعاوزاني اتجوز ابن اخوكي ابو كرش ده، بقى بعد ما كنت متجوزه دكتور زي القمر صحباتي بيتجننوا عليه اروح لتامر بأسلوبه وطريقته البلدي دي

والدته بنفاذ صبر :
اسمعي كويس يا سوزان، مصطفى مش هيرجعك لعصمته وحتى لو عاوز مش هيقدر، أنا بعتله رجاله ضربوه وعلموه الادب، وزي ما مد ايده عليكي جبتله اللي يقدرله

سوزي بصدمة : ازاي حضرتك تعملي كده من غير ما ترجعيلي 

والدتها بغضب : لأن كل اللي احنا فيه بسببك، سطحية وعاوزه تمشي ورا المظاهر وبس، تقدري تقوليلي اخدتي ايه من جوازتك، شوية ملاليم وبعد ما كنت بخطط اجوزك لواحد يرفعنا لفوق طول العمر رجعتيلي مطلقة ومعاكي بنتين...

حتى لو سبتيهم لأبوهم، قدام الناس اسمك مطلقه ومخلفه، تامر عريس لقطه، بيحبك وغشيم ملفش ولا دار تقدري تخليه زي الخاتم في صباعك غير كده ربنا فتحها عليه أوووي بعد ما الأرض بتاعته دخلت كردون مباني 

سوزي : يا ماما ده وحش أوي 

والدة سوزي بدهاء ومحايلة :





فلوسه هتخليه حلو ياعبيطة، اشتريله لبس على ذوقك خليه يروح جيم ويظبط جسمه 

سوزي : وخطيبته، ولا برده هتقوليلي عادي

والدته بسعادة : لأ اطمني، أمك مش هتدخلك على ضرة من تاني، سابها ومبقاش في حياته غيرك، قولتي ايه؟

سوزي : ومصطفى ؟!

والدتها بضيق : ربنا معاه، خلي رضوى تقعد جنبه تخدمه لحد ما يخف، ده لو قام منها 

💬💬💬💬💬💬💬💬

ومهما افترقنا تعيدني الأقدار إليك لكن طول المسافة وتعرجاتها القاسية تأخذ من روحي الكثير فارجع اليك وقد تاه من داخلي تلك اللهفة وذاك الاشتياق.

نظرت همس إليه بترقب إلى أن قال بحزن وتوتر:

خلي الولاد معاكي، أنا رايح العياده ومش هرجع البيت اليومين دول

همس بهدوء : في حاجة حصلت؟!!!

فيصل : مصطفى عامل حادثة، في ناس بلطجية ضربوه بطريقه صعبه وسابوه مرمي عالطريق وهربوا

همس بنفس الهدوء : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، اللهم لا شماته..

فيصل : هو انتي ليه قلبك قاسي بالشكل ده!!!

 ها نفسي افهم ازاي بتقدري تحبي بجنون وتكرهي بقوة، مستحيل اللي يحب يكره...

همس بجدية : أنا مبكرهش مصطفى، أنا بحتقر تصرفاته، ولما بقول اللهم لا شماته فأنا بنبه نفسي ان كلنا معرضين لنفس






 الموقف يا دكتور، أما بقى بالنسبة لسؤالك الغير مبرر فأنا فعلا بحب بجنون لأني صعب أحب حد واثق فيه، فلما اسلم روحي وحياتي لشخص ويخون، بحرمه من وجودي في حياته وده أكبر عقاب له. 

فيصل ساخرا من ثقتها الزائدة:
غرور ده ولا ايه؟ !!!!!!

همس : لأ حقيقة، أنا لو حبيت ممكن اضحي بعمري كله بدون تردد علشان الانسان ده، مش غرور يا فيصل بس أنا صعب واحدة غيري تعوض غيابي ده لو مكنش مستحيل.

استكملت بهمس يعاتب حبا قد كان ومازالت نيرانه تحرقها
كفايه كده يا فيصل، بلاش مع كل كلمة تقولها تحاول تثبت اني غلط واني قاسية، حط نفسك مكاني لحظة واحدة...

 هتقبل يا فيصل تكمل مع ست قلبها مال غصب عنها لغيرك 
فيصل بندم لم تعهده من قبل :

لأ يا همس، مستحيل كنت هسامح 
همس بتعب : روح لصاحبك، وانا هحاول اشوف حد يقعد بالولاد واطمن على رضوى 

فيصل دون مجادلة : حاضر، لو احتجتي حاجة كلميني

همس بنظرات فارغه :ان شاء الله، متقلقش. 
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

وبعدما القيت بي إلى هاوية الهجر وصرت مهمشة بدأنا من جديد، طلبت إلىَ الصفح والنسيان وها أنا حبيبي معلقة بين ماضي وحاضر فماذا أفعل؟! 







كانت مشاعرها مبعثرة، لا تدر ما بها، ربما لو أن ما أصاب زوجها قد حدث منذ سنوات لذهب عنها عقلها، أما الأن فهي حزينة ومشفقة عليه لكنها قادرة على الصمود لم تفقد ثباتها. 
هل جرحه لها اكسبها بعض الصلابة أم أن جزء منها تمنى أن يتألم مصطفى كما تألمت هي من قبل.

فاضت عيناها ألما وتخبطا فاقتربت منها زوجة أخيها تربط على ظهرها بتعاطف قائلة:

اهدي كده يا ابله رضوى ووحدي الله، متعيطيش علشان البنات، ان شاء الله الدكتور مصطفى يقوم بالسلامة. 

تحدث شقيق رضوى بحدة وتهكم قائلاً دون مراعاة لمشاعر شقيقته وفتياتها :

يستاهل، يعني هو كان عدل أوي، وبعدين ايه اللي يزعلها عليه وتحرق دمها بكره يقوم بالسلامه

رضوى بغضب وكأنه قد فجر بداخلها براكين الخذلان الخامدة:

تفتكر يا ماجد ، يعني مصطفى من وجهة نظرك أذاني وغلط في حقي، طب انت كنت فين، مجتش خدتني في حضنك وقولتلي أنا في ضهرك ياختي؟؟

متحمليش هم، اتخليت عني ليه يابن امي وابويا؟ 

ماجد بتلعثم : وانتي يعني كنتي هتوافقي تخربي بيتك وتسيبي عيالك. 

رضوى : يا أخي كنت اضحك عليا ولو بالكدب، كنت اتخانق معاه عالأقل يحس اني ليا راجل، كنت خدني عندك بالعافية وقولي متقعديش في بيت راجل باعك يا رضوى 

ماجد : جرى ايه ، انت بتعلي صوتك عليا، هتنسي اني اكبر منك ولا ايه؟

رضوى : لأ منستش يا خويا، بس الكبير بأفعاله، بحنيته.






ماجد : والله البيت مفتوح قدامك في أي وقت بس أنا مش ملزم اربي واصرف على بنات غيري. 

رضوى بحزن : كتر خيرك ربنا ما يحوجهم لحد، لا ليك ولا لغيرك. 

نظرت زوجته إليه تلومه لكنه استكمل بحدة:

الواحدة منكم عاوزة الكون يمشي على مزاجها، ستات ناقصه بصحيح....

 عاوزاني اجي لراجل اقوله متتجوزش هنحرم اللي ربنا حلله عشان خاطركم، أنا مشفتش انه غلط في جوازه كل اللي ضايقني منه انه رماكي ونسي العشرة اللي بينكم غير كده حقه يتجوز اتنين وتلاته

رضوى : وأنا هستنى منك ايه غير الكلمتين دول، اللي زيك يعرف من شرع ربنا مثنى وثلاث ميعرفش ان النبي كان بيعامل بناته وزوجاته زي ما يكونوا أطفال، عمرك سمعت انه ضرب واحدة ست ولا ظلمها وجه عليها بحجة انها محتاجة تتربي؟ ربنا يهديك يا ماجد. 

تأفف بضيق وأمسك بهاتفه يتصفح بعض الأخبار كي ينهي حديثه معها فهو سريع الغضب لا يطيق الجدال. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

داخل غرفة العمليات يرقد جسد مصطفى بلا حراك ومن حوله الكثير من اصدقائه وزملاء المهنه والجميع يبذل قصاري جهد لانقاذ حياته 

بحث فيصل بعينيه عن كاميليا، كطبيبة تساعده داخل غرفة الجراحه لكنه لم يجدها وقف إلى جواره أحد الأطباء قائلاً :

هيحتاج نقل دم يا دكتور فيصل، للأسف نزف كتير. 

فيصل بعمليه وحزن من أجل مصطفى 

كل حاجة متاحة في المستشفى يا دكتور بدر، المهم يقوم منها. 






بدر : بأمر الله، اتمنى بس ميحصلش مضاعفات 

فيصل بترقب : حضرتك شاكك فى حاجة 

بدر : ما انت عارف اننا مبنقدرش نحدد غير بعد الحالة ما تفوق وتتحرك كمان، اتفاءل انت خير وربنا يلطف بيه.

بعد فترة طويلة خرج فيصل وباقي الأطباء تباعاً، هرولت إليهم رضوى قائلة:

دكتور فيصل، مصطفى فين، طمني بالله عليك

فيصل : اطمني، ربنا هيشفيه ان شاء الله

انتحبت سوسن قائلة بعويل

ياحبيبي يابني، منهم لله اللي كانوا السبب، يا قلب أمك يا مصطفى 

فيصل : حضرتك اطمني وادعيله

سوسن : بدعيله وربنا عالم بحالي وحاله، إلا ما له ولد يسانده وسايب وراه حمل تقيل.

بكت بحدة ورغم لسانها السليط تعاطفت معها رضوى واقتربت منها قائلة

متعيطيش يا طنط، ان شاء الله ربنا ينجيه علشانك وعلشانا. 

سوسن : تلاقيكي شمتانه فيه، ويمكن اللي حصله من دعاكي عليه انتي







 والمفقوده سوزي، ادي اللي جاله من الجواز والقرف 

نظر فيصل إليها مدهوشاً وبرق بعقله موقف همس من مصطفى وافعاله




 تجاه رضوى وهمس لنفسه :

ايه الست البشعه دي، ربنا يقومك بالسلامه يا صاحبي ده انت أمك مصيبه سوده 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

هم فيصل بالخروج من سيارته ليصطدم بجسد شقيقه الذي بات يرافقه أينما توجه كظله، لا يمل من ملاحقته يصر على




 الحديث إليه رغم رفض فيصل القاطع. 





تجاهل فيصل وجود محمود إلا أنه استوقفه قائلاً :

أنا مش فاهم انت خايف نقعد ونتكلم ليه، ايه خايف تحبني؟ !!!

ابتسم فيصل مرغما فذاك المدعو محمود خفيف الذي إلى حد ما 

محمود بحب : والله انا فاهم موقفك ومقدر رفضك 




لوجودي بس في حاجات كتير لازم تعرفها يا فيصل، انتي أخويا مهما حاولت تنكر. 





فيصل : لو سمحت ابعد عني، صديقي الوحيد جوة بين الحيا والموت مش فايق أنا للعبط اللي بتقوله ده وبعدين ما انت عندك 






اخوات بجد وعايش ومتربي معاهم، عاوز مني ايه ولا انت بتعمل دكتوراه عن حالتي وعاوزني اساعدك

محمود : اخواتي الله يرحمهم يا فيصل، سمير وهاله عملوا حادثة من سنه، انا مبقاش ليا حد غيرك 





فيصل بحدة : أه، هي دي الحكاية بقى، اخواتك ماتوا فجاي تتسلي بفيصل المعقد 




محمود : لأ، أنا جتلك لأن مفيش حد أقرب ليا منك، وعلى فكرة انت كمان محتاجني بس بتكابر 
فيصل ساخراً : تعرف انت بتفكرني بمين؟ 

محمود بترقب : مين؟ !!!!

فيصل تاركاً اياه خارج المشفى : بتفكرني بهمس مراتي. 

نظر محمود في اثره بصدمه ليكرر ما قاله بتعجب

مراته، مالها مراته؟!!!!

 وبيشبهني بيها مدح ولا ذم ماشي يا فيصل

 عارف انك عنيد بس أنا مقلش عنك عند برده ومش هسيبك


تعليقات