رواية سجن العصفورة**
الفصل الثالث عشر والرابع عشر
تفكيرها في تهديد ادهم منعها من التركيز في اي كلمة طوال فترة وجودها مع العائلة في الصالون ...ادهم قال .." قريب اوى" ...يا تري ماذا كان يقصد من وراء كلماتة...؟ لكنة تعمد ايصال رسالة لي ...في الحقيقة ادهم لم يكن يحدثهم هم بل كان يعلمها هى ...يطلب منها اخيرا سداد ديونها ...
اتمام نصيبها المؤجل من الصفقة
صوت ادهم وهو يطلب منها ان ترافقة لمشاهدة البيت نبهها انها غائبة في دنيتها الخاصة منذ وقت طويل ... الروتين اصبح انة يمد يدة لها وهى تتقبلها بدون نقاش...
اول مكان اخذها الية كان غرفة مكتبه الخاصة ...المكتب ممتليء بتماثيل وتحف كأنه متحف...ادهم اجلسها علي كرسي مريح وسألها ...
- تحبي تشربي حاجة ؟ هبة هزت راسها بالرفض...
ادهم اتجة لجهاز فونوجراف قديم وشغل اسطوانة موسيقيه هادئة ادهم سألها بفضول ...- بتحبي الموسيقى ؟
هبة اجابتة وهى تستمتع بالموسيقى التى ادارها ادهم ...
- اكيد هى تسليتى الوحيدة ..هى والقراية...دة الكونشراتو 80 لمودزرت ادهم اجابها باعجاب واضح لتعرفها علي المعزوفة الرائعة...
- برافو ...فعلا المدرسة تستاهل تمنها الغالي...اتعلمتى السباحة والموسيقي هبة ردت بحدة واضحة لم تتمكن من السيطرة عليها ...
- ايوة... وكمان اتعلمت التنس . ..مهارات بنات الطبقة اللي انا مش منها بس فلوسك خلتنى منها ظاهريا ...مش ممكن حد يعلق علي لبسي او طريقة اكلي او تصرفاتى ادام معارفك...بس اللي انت نسيتة ان محدش ابدا سألنى عن رائى في مصيري ...قررتوا واتصرفوتوا بالنيابة عنى...
عمرك سألت نفسك انا موافقة ولا لا مش يمكن كنت بفضل حياتى القديمة ؟
انفجارهبة الان لم يكن لة أي مبرر ...حتى ان ادهم لم يكن يتوقعة فهو كان يفتح معها مواضيع مهذبة للنقاش ..
ولكن اخيرا الكلام المحبوس داخلها لسنتين تحرر..فعليا هذة اول محادثة لها مع ادهم بإستثناء المحادثات التقليدية المهذبة اللي كانت بينهم منذ يوم مرضها هبة كانت تدرك جيدا ان أي شيء اتفق عليه سلطان مع ادهم كان لمصلحتها الخالصة ...وضعها الحالي لا يقارن بوضعها السابق ...ماديا وعلميا وثقافيا لكنها احتاجت لقول ما قالتة... ادهم لابد لة من دفع الثمن... اضافت بسخرية متعمدة ايلامة بشدة....
- طبعا المزايا دى كانت تمن بيعى...الحمد لله تمنى كان غالي لازم احس بالفخر..
لاول مرة تشاهد ادهم المتكب ر الواثق من نفسة ...بمثل تلك العصبية ادهم اقترب منها وامسكها من كتفيها وهزها بعنف...
- انتى قررتى تقفلي عقلك وعنيكى عن كل اللي بيجري حواليك...عجبك دور الضحية ..الطفلة اللي الراجل العجوز اتجوزها من غيرعلمها ولا رضاه ا... لو بس فكرتى شوية هتشوفي الحقيقة...
هبة اغمضت عينيها وهزت راسها برفض لكل ما يقول هى لا تمثل دور الضحية فهى لا تنكر فضلة عليها لكنها كانت يجب ان تخرج الكلام المحبوس داخلها منذ سنوات كى تتحرر منة ربما تأخر كثيرا في الخروج حتى فقد معناة لكنها احتاجت الي ذلك بقوة ....
ادهم مازال يتزكر كلامها عنة في مكتب المحامى...مازال مجروح من وصفها اياة بالعجوز...
ادهم اكمل كلامة بمرارة واضحة ...
- انا فعلا كنت قررت بعد مقابلتنا في مكتب عزت انى امسحك من حياتى اديكى حريتك بعد ما تخلصى كليتك عشان ابقي وفيت بوعدى لسلطان اخلصك من الراجل العجوز واسيبك تعيشي حياتك بالطريقة اللي انتى تختاريها بس للاسف..عمليتك غيرت حاجات كتير....
هبة حاولت ان تشرح لها سب وصفها اياة بالعجوز وانها كانت تعتقدة اكبر من سلطان وان سبب عتراضها علي وضعها ليس لة علاقة بسنة ابدا ولكن صوتها خرج متقطع وجملها غير مفهومة...
ادهم تجاهل محاولتها للكلام واكمل بخشونة...
- انتى دلوقتى مش الطفلة اللي انا خالفت قوانين الدنيا كلها واتجوزتها من
4 سنين ...دلوقتى انتى ناضجة وتقدري توزنى الامور صح...
بغض النظر عن سبب جوازى منك ..انتى اية كانت خياراتك من
غيري؟...طيب حاولتى طول سنتين انك تفهمى قفلتى علي نفسك وعلي مرارتك ...لو بس شغلتى عقلك يمكن كنتى حاولتى تفهمى...بس احب ابلغك ان فرصتك للفهم ضاعت ...وجة وقت التنفيذ الفعلي ...لازم تأهلي نفسك ان جوازنا بقي حقيقة ما فيهاش خلاف وكل الناس عرفوا انك مراتى وتحويلة لحقيقة هى مسألة وقت....اعملي حسابك انك هتجيبى لية وريث ...متوقع منى اجيب وريث .. عيلة البسطاويسي لازم تستمر...
انا هسيبك الوقت اللازم لحد ما تتعودى علي الفكرة بس حابب انبهك ان انا استنيت كتير ومش هستنى تانى اكتر من ايام
الدموع غلبتها...شهقاتها غطت علي صوتة ...قسوتة جرحتها
ادهم اشار لها بقرف ...
- اطلعى غرفتك يا هبة ...احسنلك تختفي من وشي الليلة دى
..............
هبة تقريبا جرت حتى الباب ..لاول مرة يتركها تغادربمفردها من دونة او من دون عبير ..لكنة لم يستطع تحمل وجودها اكثر من ذلك هبة خرجت من المكتب ودموعها الغزيرة تمنعها من ايجاد طريقها...
البيت الكبير مازال متاهة بالنسبة اليها ... حاولت ان تتزكر مكان السلالم كى تصعد للطابق العلوى... بعد صعوبة هبة كانت في غرفتها اخيرا ...
وضعها الجديد مخيف بالنسبة اليها ...الامان الوهمى الذى احتمت فية تخلي عنها الان..
كلمات عزت ترن في اذانها...لماذا لا تستطيع الاستسلام وتقبل وضعها ...؟ الا يكفيها انها سوف تصبح زوجة الملياردير ادهم البسطاويسى ...؟ حقيقة انها اجبرت علي الزواج بدون علمها تكتفها وتجبرها علي الرفض اة لو سلطان كان مازال حى لربما كان تحمل نصيبة من اللوم بدلا من ان تحمل ادهم كل لومها وحدة ...ادركت انها تريد من ادهم اكثر من مجرد زواج تقليدى لانجاب وريث لة ...لكنها لم تدرك جيدا ماذا كانت تنتظر منة بخلاف ما اعطاها اياة مسبقا...
علي حسب كلامة ان عمليتها غيرت مصيرها...وجودها في بيتة تسبب في تحويل زواجهم لحقيقة...ادهم مجبرعليها بسبب اهلة ...مجبرعلي ان يستخدمها من اجل انجاب الوريث المنتظر وهذا اكثر ما المها....
مصيري تحدد من يوم موافقة سلطان علي الصفقة مع ادهم ولكن ادهم لدية الان خيارات كثيرة بخلافها ....
التفكيرارهقها ...فتحت باب تراسها وخرجت تستنشق هواء الليل النقي اول ليلة تقضيها خارج القاهرة...منظر ظلام الليل الدامس بتلك الطريقة كان جديد بالنسبة لها ...من تراسها راقبت السماء السوداء وهى مزينة بالنجوم السماء كانت اشبة بثوب مخملي اسود مرصع بحبيبات الماس اللامعة الظلام منعها من رؤية الحديقة ...جو الصباح الخانق تبدل الان الي جو مغري بة نسمة هواء باردة ...
هبة قررت النزول لاستكششاف الحديقة ...لم تري عبير من قبل ان يتناولوا العشاء وهى حتى لا تعرف مكانها الان... حتى لو حاولت الوصول اليها فلن تستطيع ايجادها في هذا البيت الكبير
هبة لفت حجابها بنفسها ...نزلت السلالم فتحت باب البيت واتجهت للحديقة لم تقابل أي احد في طريقها ...مشت بدون هدف محدد...الضوء المنبعث من المنزل والحديقة حولة منعها من رؤية السماء المخملية كما كانت تريد ان تراقبها ...شاهدت منطقة مظلمة خلف البيت فقررت الذهاب اليها كى تراقب السماء منها بشكل افضل ...بالتاكيد الرؤية من هناك افضل ...
عندما وصلت لتلك البقعة المعزولة تأكدت انه كان معها حق ...
السماء منظرها مذهل من الجزء المظلم كما توقعت ...استمتعت بالحرية اخيرا حتى ولو لوقت بسيط ..هبه اخذت نفس عميق ...رفعت راسها للسماء في لحظة جنون بدأت تدور حوال نفسها برقة فستانها لف معها ..منظر السماء مع الدوران منظر خيالي لكنها بدأت تشعر بالدوار ...الارض اصبحت تدور معها بعنف قررت ان توقف الدوران وتوقفت فجاءة ...
ضحكت عندما احست بالدوخة تضربها بشدة مع توقفها المفاجىء . ..راسها مازالت مرفوعة للسماء انزلت راسها واستعدت للعودة ...عيناها قابلت افزع منظر شاهدتة في حياتها كلها...
فهناك في الظلام كان يقف اضخم كلبان رأتهم في حياتها ..الكلبان المتوحشان كانا يراقباها بتحفزوينظران اليها بنظرة مرعبة انبئتها انهم سوف يهجمان عليها حالا
من غيران تتنبة هبة صرخت بصوت عالي ...
- ادهم
وكأن ملاكها الحارس سمع ندائها. ..ادهم ظهر فجاءة من العدم وهو يجري بلهفة واخذ جسدها المنتفض من الرعب بحنان وحماية بين يدية وهو يقول - متخافيش يا حبيبتى انا معاكى
هبة تعلقت بة برعب شديد دفنت راسها في صدرة واغمضت عينيها لا تريد رؤية ما سوف يحدث لاحقا... كانت تعتقد ان الكلبان سوف يهجمان عليهما معا...يداة ضمتها اكثرالى جسدة ...احست بة بيرتعش مثلها تماما...
سمعتة يتحدث الي الكلبان ويأمرهما بالهدوء ... ادهم حملها بسهولة شديدة بين ذراعية القويتان كأنها لا وزن لها واتجة بها للمنزل...
طوال الطريق للبيت هبة ظلت تدفن راسها في صدرة ...سمعتة يهدد ويسب بأسوء الالفاظ... كان يسب ويهدد حراستة الخاصة وغفر المنزل الذين
لحقوا بة ....
الحراسة والغفر كانوا قد تجمعوا بعد وصولة اليها ...سمعته يخبرهم انة لولا رؤيتة لها من نافذة مكتبة وهى تتجة بمفردها الي منطقة تواجد الكلبان لكانت هوجمت من الكلبين بعنف ...
توعدهم ان هذا الاهمال لن يمرعلي خير ...
ادهم صعد وهو يحملها الي طابقهم العلوى..رفض بقسوة اي عرض للمساعدة من اي حد ...ارقدها علي السرير بلطف ...مازال يشعر برعبها ورعشتها العنيفة وتمسكها بة بقوة ...
ادهم حضنها بقوة فترة فشلوا في تحديدها ..دقائق وربما ساعات
ادهم طمئنها بصوت هامس ...
- هش متخافيش خلاص ...الحمد لله عدت علي خير..بس انتى عارفة دى اول مرة تنطقي اسمى
هبة ما زالت متمسكة بة بكل قوتها ...رعشتها من الكلاب انتهت وبدأت رعشة من نوع اخر ...رعشة وجودها في حضنة
ادهم حاول تهدئتها بلطف ...فك حجابها كى يساعدها علي النوم براحة ساعدها علي التخلص من جاكيتها ..مال علي ارجلها ونزع عنها صندلها هبة كانت مستسلمة مغمضة العينين ...ادهم عاد لشعرها ومسح علية بحنان فائق وسألها بقلق...
- هبة حبيبتى ...انتى كويسة...؟
هبة ارتعشت وهزت راسها تمسكت بة خائفة من ان يتركها بمفردها ادهم نهض من السرير ...قرر المغادرة علي الرغم من اعتراضها الواضح ورفضها مغادرتة ...- هبعتلك عبير تساع...
فجاءة قطع كلامة وكأنة حسم معركت ة الخاصة ...عاد الي جوارها في صمت وانضم اليها في السرير مرة اخري ...خلع سترتة واخذها في حضنة بلهفة ...
*****
لفصل الرابع عشر
هبة استيقظت بعد الفجر ..اكتشفت انها في السرير بمفردها ...اغمضت عينيها وتزكرت ما حدث بينهم منذ ساعات
ادهم نفذ تهديدة ...الزوجة التي كانت فقط علي الورق اصبحت الان زوجة فعلية ...فستانها المرمى علي الارض والسرير المدمر اعادوا لزاكرتها لحظات تملك ادهم لها...
حاولت ان تنهض كى ترتب الغرفة وتخفي اثار الدمارالواضح لكن جسدها المرهق رفض الاستجابة لها ...التجربة كانت رهيبة ...الامرالمثير للدهشة انها لم تشعربالنفوراوالقرف كما كانت تتوقع...هي استسلمت لة تماما وعلي الرغم من خوفها من التجربة لا تستطيع الانكارانها كانت مستمعة بكل لحظة قضتها معة وانها كانت تستطيع ايقافة عدة مرات ولكنها لم تفعل...
الباب فتح بهدوء... عبير دخلت متسللة وكأنها تخشي ايقاظها ...
هبة اغمضت عينيها وتظاهرت بالنوم...احساسها بالخجل منعها من مواجهة أي احد...
عبير جمعت ملابسها من علي الارض ...اتجهت لغرفة الملابس وجهزت لها غيار...دخلت الحمام ملئت المغطس بالمياة الدافئة ...عادت للغرفة وايقظت هبة بلطف ... - مدام....
اصحى عشان تصلي انا جهزتلك الحمام ...ومدت لها روب تغطى بة جسدها العاري المغطى باللحاف ...عبيرادارت وجهها وتركت لهبة المجال لستر جسدها بالروب .. ..ساعدتها في الوصول للحمام وانتظرتها في الغرفة هبة دخلت الحمام والقت نفسها في المغطس ...تمددت فية حوالي عشرة دقائق ثم جففت نفسها وارتدت ملابسها وخرجت لغرفتها...وجدت عبير رتبت الغرفة وجهزت لها السرير.. هبة صلت وعادت لسريرها عبير طلبت منها بلهجة حانية ...- نامى انتى محتاجة للراحة ..ولا تحبي اجيبلك فطار
هبة هزت راسها لكن فضولها غلب خجلها وسألتها ...- عبير...انتى اية اللي جابك عندى دلوقتى ؟
عبير وجهها احمر بشدة ...- ادهم بية طلبنى وقالي اجى لعندك لانك اكيد محتاجانى
هبة اصبح وجهها بلون الطماطم الملتهبة من شدة نضجها ...
عبير طمئنتها ...- متتكسفيش يا مدام دة العادى وانا هنا عشان اساعدك لو محتاجة اي حاجة ...ربنا يسعدك مع جوزك ويوعدنى باللي في بالي عقبالي انا كمان....
هبة لاحظت ان عبيراصبحت تناديها بالمدام بدلا من الانسة او الهانم كما اعتادت مناداتها من قبل...
- نامى دلوقتى ولو احتاجتى اية حاجة اطلبينى
هبة عادت للفراش ...جسدها مرهق محتاج للنوم العميق...استرجعت كلام ادهم لها احست بالخجل مجددا... كلامه لها وهو يهمس بكلام الحب منذ ساعات زكرها بحلمها الرائع في المستشفي يوم عمليتها
عندما استيقظت مرة اخري الشمس كانت في وسط السماء ...قدرت الوقت بانة وقت الظهيرة ... مدت يدها علي الطاولة الصغيرة بجوارفراشها لتلتقط ساعتها كى تعلم منها الوقت ...يدها امسكت ساعة ادهم .. .ادهم نسي ساعتة في غرفتها الليلة الماضية...تزكرتة وهو يخلعها ...كانت اخر شيء خلعه...
هبة امسكت الساعة الفخمة .. .الساعة كانت الواحدة ظهرا لقد نامت طوال النهار من ارهاقها...
ساعتة كانت تنطق بالرجولة الصارخة مثلة ...مجرد لمسها لساعة يدة يعيد اليها الزكريات ...هبة اعادت الساعة لمكانها واتجهت للحمام كى تتوضأ...دخلت الحمام علي عجل فوجئت بوجود ادهم يقوم بحلاقة ذقنة وهو عاري الصدر ...شهقت من الصدمة وخرجت لغرفتها مرة اخري...لاول مرة منذ اقامتها هنا يتصادف وجودهم سويا في الحمام
طرقات علي باب غرفتها بعد قليل نبهتها انها تجلس متخشبة منذ بعض الوقت...
ادهم دخل الغرفة من الباب الرئيسي وليس من باب غرفة الملابس كما كان يفعل...
ادهم تكلم بلهجة برسمية احبطتها للغاية ....
- اتوقع انك مستنية اعتذار منى ...وانا جيت اعتذروعشان اطمنك اللي حصل دة مش هيتكررتانى ابدا ولما نرجع من هنا هترجعى شقتك زى الاول...والطلاق هيكون بعد ما تخلصى الكلية ومتقلقيش من حاجة حياتك
هتفضل في نفس المستوى وهتكونى مرتاحة ماديا مدى الحياة...وبدون ان ينتظرردة فعلها علي قرارتة الفجائية خرج كالاعصارمن الباب المفتوح....
علي الرغم من انها كانت تتمنى الحرية وكانت تشعربالظلم والقهرمنذ معرفتها بزواجها الاجباري . ...الا انها احست بقلبها يتوقف عن العمل عندما زكر ادهم الطلاق احست بالفعل كأن قلبها توقف عن العمل لثوانى لم تشعر بة ينبض داخل صدرها .."طلاق اي طلاق..؟" هى لا تريد الطلاق .. بل انها اخيرا تقبلت فكرة انها زوجتة....ملكة....اخيرا احست بدفىء العائلة وحضن الام...
تزكرت مواجهتها مع الكلاب وحضن ادهم القوى الذي حماها بعيد عن الخطر...طلاق..لا ...هى لا تريد الطلاق خاصة بعد ما حدث بينهم ...بعدما اتحدوا واصبحوا شيء واحد...بعدما ازيلت كل الحواجز من بينهم فكرت مع نفسها بحسرة ... " ياة ياهبة ....خسرتى تانى ....لحظات سعادتك كانت محددودة جدا ..الامان والحماية هيختفوا...اي سعادة عرفتها هتختفى مع الطلاق" سوف تعود لشقتها الباردة وحيدة منبوذة .... لكن ادهم قال عندما نعود مما يعنى انة مازالت لديها فرصة لاصلاح الوضع لكن ادهم يبدوانة نادم ولا يريدها في حياتة...مهمتها مستحيلة ...كرامتها لن تسمح لها بالتوسل ولكن وجودها بقربه اهم من كرامتها ..اهم من أي شيء يااارب ....يااارب ""
اغلب الظن انة سوف يواصل معاملتها كزوجتة حتى يوم سفرهم حفاظا
علي المظاهر فقط اذا كان زمن المعجزات لم ينتهى اذن فهى بحاجة الي معجزة ...
ادهم لسنوات لم يزكر الطلاق وهى بعيدة عنة اذن فلماذا اختارة عندما اصبحت زوجتة...؟ الحقيقة ضربتها ...بالتأكيد هو يخشي ان اطالبة بحقوقي اذا ظننت انى زوجتة الحقيقة ... ادهم اراد ان يضعها في مكانها الحقيقي حتى لا تتأمل المستحيل..مجرد زوجة اشتراها لغرض في رأسة ....
بالتأكيد ليلتهم امس اصابته بخيبة الامل...
91
مريومان وادهم كان يتجنبها فيهم تماما . ..لكن في اوقات الوجبات كان بيتعمد النزول معها للطابق السفلي مما اكد شكوكها بانة لا يرغب الا في الحفاظ علي المظاهر وربما انة لم يكن يرغب في فتح باب التساؤلات بخلاف ذلك فعليا لم تكن تراة...حادثة الكلاب لم تمرعلي خير كما توعد ادهم قام بطرد كل طاقم الحراسة واستبدل الغفر...
عبير اخبرتها بحزن واضح ...
- ادهم بية غضب بشدة عشان كنتى من غير حراسة طردهم كلهم وبدل
الغفر...
هبة احست بتأنيب الضميرفهى السبب في قطع ارزاقهم
عبيراستعطفتها ...- يعنى لو ممكن تدخلي ليهم عندة وتخلية يديهم فرصة هبة احست من لهجة عبيرانها تترجاها بصفة شخصية فسألتها بفضول لانه كان لديها بعض الشكوك حول اهتمام وليد حارس ادهم الشخصى بعبير ...
- يهمك حد معين فيهم..؟
عبير ارتبكت بشدة...- هو يعنى فية حاجة لكن لسة في اولها...وليد الحارس الشخصى لادهم بية معجب بية ومكذبش عليكى انا كمان معجبة بية ...
والشغل مع ادهم بية مميزلانة انسان محترم وخلوق... بيحترم العاملين معاة ورواتبة اضعاف اضعاف اي مكان تانى لكن لو وليد ساب الشغل طبعا ارتباطنا هيتأخر كتير....
هبة طمئنتها...- خلاص ان شاء الله هكلمة
عبير ضحكت بفرح ... .- شكرا ليكى كتير يا مدام ...اكيد ادهم بية مش هيقدر يرفض طلبك...واضح اوى هو بيحبك اد اية
هبة فعلا احست بالذنب... فهى السبب لانها تهورت ونزلت بمفردها بدون تفكير...والان شباب بريء سوف يدفع الثمن ...احست بالاختناق من فكرة انها السبب في قطع ارزاقهم ... لابد لها وان تتحدث مع ادهم...لكن كيف ستفعل ذلك والعلاقات شبة مقطوعة بينهم ... عبير تتوقع منها التدخل لصالح وليد ولكنها لا تعرف انها نفسها بحاجة الي من يتوسط لها عندة قررت ان تتحدث معة اليوم في الليل بعد العشاء فهى الفرصة الوحيدة التى سوف تحصل عليها قبل ان يختفي كعادتة ...
مر العشاء بهدوء مثل المعتاد ..تمت مناقشة موضوعات عامة..
اغلبيتها كانت تتعلق بكيفية ادارة ادهم لاعمال العائلة ...حنان نجية الواضح اثارها بشدة فأكثر ما سوف يؤلمها عندما يحين وقت الرحيل هو انها سوف تفقد الام التى اخيرا حظيت بها ...حتى سليم نفسة اكتشفت ان جمودة مجرد قناع مضطر لوضعة بسبب مكانتة لكن في حقيقتة هو قلب حنون...
شوكتها سقطت من يدها في صحنها عندما قالت نجية فجاءة بلهجة خبيثة ...
- انتى متغيرة يا بنيتى بجالك يومين ...ساكتة بزيادة وهادية اكتر من طبعك بس بسم الله ما شاء الله احلويتى كمان وكمان ...الله يعينك علي جمالها يا ادهم اكيد مدوخك يا ولدى للحظات تلاقت عيونهم لكنها عادت وخفضتها عندما اجاب ادهم بجمود ...
الجمال مش كل حاجة يا ست الكل المهم جمال الروح ...نجية اجابتة بحنان ..
- وكدة كمان .... ما في زى جلب مرتك بعد انتهاء العشاء مباشرة ادهم اعتذر منهم وقررالانسحاب الي مكتبة بحجة العمل...
هبة لحقتة عند باب المكتب وقالت بخفوت - ادهم لو سمحت... ممكن اتكلم معاك. ..؟ ادهم رفع احدى حاجبية وركز نظراتة عليها بدهشة...لاول مرة هبة تطلب منة الحديث معة بنفسها دون واسطة بينهم ...
ثبات هبة تحت نظراتة اجبرة علي الاستسلام والموافقة علي طلبها...اشار لها بالدخول قبلة...هبة دخلت بدون تردد وهو دخل خلفها واغلق الباب هبه كانت تشعر بحيرة شديدة ممتزجة بالخجل ....انتظرت منة اخذ المبادرة واعفائها من الحرج الشديد ...فكلما تراة يتوقف قلبها من الخجل ولا تستطيع ترتيب الكلام ودائما ادهم يفهم خجلها بطريقة خاطئه...يفهمة علي انة نفور...وهو ابعد ما يكون عن النفور
ادهم احس بحيرتها ...اشار لها بالجلوس علي كنبة سوداء جلدية تحتل جزء ضخم من مكتبة ثم جلس بجوارها...
ادهم ضغط علي جرس ...ام السيد دخلت فورا...- هبة تحبي تشربي اية..؟ هبة اجابته بخجل ....- شاي ادهم وجة حديثة برفق لام السيد وقال ...
- لو سمحتى يا ام السيد ..شاي لهبة وقهوة عشانى
ام السيد كعادتها خرجت فورا بدون اي كلمة ...لولا ان هبة هبة سمعتها تتحدث من قبل لبعض الخادمات لكانت اعتقدت انها خرساء...
ادهم قام بتشغيل موسيقي كلاسيكية مرة اخري كأنة يكرر مشهد المكتب الاخير....
ادهم علق باعجاب وهو يلمس الفوونوجراف بلطف...- مهما اخترعوا من الالات الحديثة ....الاسطوانات من الفونوجراف صوتها مختلف.... تحبي تسمعى حاجة معينة..؟
هبة هزت راسها فهى متأكدة من ذوقة العالي في الاختيار ...- لا اللي انت تحبة
ادهم ابتسم بسخرية .....- اللي انا احبة ... خلاص ماشى ثم اختار اسطوانة بحيرة البجع " لتشايكوفسكي "... سألها بحدة شديدة ... - اية رأيك ؟؟؟؟
علي الرغم من الحدة الواضحة في صوتة ...هبة اغمضت عينيها
واستمتعت بالموسيقى ...
- روعة يا ادهم لما بسمعها بفتكر جناين قصرك في القاهرة معرفش لية ادهم نظراليها بدهشة شديدة وردد بعدم تصديق ...- جناين قصرى انا..؟ هبة هزت رأسها وأكدت...
- ايوة جناينك ...تحفة الجناين يا ادهم ...نفسي اقابل الفنان اللي صممها عشان اهنية علي ذوقة وعبقريتة...
اصبحت تستخدم اسمة بسهولة ادهشتها هى نفسها ...
ادهم مازال يسألها بعد تصديق ....- عجبتك الجناين فعلا ...؟ طيب دة لسة هيكون رأيك لوعرفتى ان انا اللي صممتها بنفسي ...؟
هبة هزت رأسها وقالت ...- طبعا .... دة انا كمان بقيت منبهرة اكتر...
انت فنان ... طيب انت عارف ... وانا بسمع الموسيقى دلوقتى تخيلت نفسي برقص في النافورة اللي في الجنينة زى البجعة في البالية ...
ادهم اجابها بسخرية مريرة... - بس للاسف انا مش الامير...الشاب الوسيم الموجود في البالية..
هبة ردت بعند ..- انا كمان مش اميرة زى البجعة انا بنت الفراش عم سلطان .. بس بردة نفسي ارقص في النافورة
لدهشتها ادهم قال بنبرة غامضة ..- انتى ملكة مش اميرة
قبل ان تتاح لها فرصة للرد ام السيد طرقت الباب ودخلت قدمت القهوة لادهم والشاي لها وخرجت فورا...
هبة بدأت تشرب الشاي ...جو الموسيقي الهادىء ووجودهم بمفردهم اعاد
لها الم معدتها البسيط ...ادهم سألها فجاءة ..
- قلتى عاوزة تتكلمى معايا في حاجة ...؟ هبه شعرت بالخجل من نفسها فوجوده معة انساها سبب رغبتها الاساسية في مقابلتة
صفت صوته بنحنحة خافتة وقالت...
- ايوة ....بخصوص طقم الحراسة
ادهم سألها بدهشة بالغة ...- مالهم طقم الحراسة...؟
هبة اخبرتة بندم واضح... - حقيقي اللي حصل كان غلطتى هما مالهمش اي ذنب انا اتصرفت من دماغي والحمد لله مافيش اي ضرر حصل ادهم ضحك بسخرية وسألها بنفس السخرية....- متأكدة...؟ هبة احمروجهها بشدة لانها فهمت الى ما يلمح بسؤالة
هبة تجاهلت تلميحة واكملت ...- ارجوك يا ادهم...اديهم فرصة تانية...انا مش قادرة استحمل فكرة انى اكون مسؤلة عن قطع رزقهم
ادهم اجابها بصوت هامس.... - في العالم بتاعى ياهبة فية حاجات مافيهاش تهاون او تقصير ..بس انا للاسف مقدرش ارفض ليكى اي طلب ...حاضر يا ستى تحت امرك هيفضلوا...
عيناها لمعت بالامتنان وتعلقت في ذراعة في حركة تدل علي السعادة...
- شكرا
ادهم ضيق عينية وركز نظراتة علي يدها المتعلقة به ...
- معقول الموضوع دة كان مهم كدة لدرجة انك اول مرة تشكرينى واول مرة تطلبي منى طلب ثم قبض علي يدها بقوة ...واول مرة تلمسينى بارادتك
هبة هزت رأسها بسعادة بالغة ووضعت يدها الاخري علي يدة التى تغطى يدها...- ايوة مهم جدا متتخيلش مهم ازاي
ادهم اجابها وحيرة واضحة تحتل كل ملامحة ...
- حقيقي بتحيرينى...بقدملك الدنيا كلها ومستعد البي ليكى أي طلب ومافيش مرة واحدة شكرتينى علي أي حاجة عملتها عشانك...وبتشكرينى وحاسس السعادة في عنيكى دلوقتى عشان وافقت علي طلب ميخصكيش اساسا...
هبة هزت رأسها بالموافقة...
ادهم قال لها بنفس الحيرة...- ادفع نصف عمري وافهمك ...
ثم امسك ذقنها بين اصابعة ورفع راسها لمواجهتة...
هبة اغمضت عينيها ...لمستة سببت لها الرعشة ...قربة منها اصبح عذاب ولكن عذاب من نوع اخر ..عذاب لذيذ...
هبة خرج صوتها اجش ...- الموضوع ابسط مما تتخيل ..مافيش اي صعوبة في فهمى ...بس يمكن بشكرك عشان دة الطلب الوحيد اللي انا طلبته بإرادتى ومتفرضش علية...
ادهم اكمل كلامها بمرارة ....- قصدك انى اجبرتك وحبستك مش كدة ...
انا عرفت اللي في قلبك يوم ما فتحتى القفص للعصفورة
هبة اخبرتة بألم واضح.. . - متصدقش كل اللي تشوفة....مش يمكن يومها انا ندمت بعد ما فتحت القفص ادهم ردد بدهشة ....- ندمتى؟
هبة هزت رأسها ...- ايوة ندمت .. .خفت عليها ..صحيح ادتها حريتها بس من غيرحماية وانا معرفش هى تقدر علي حماية نفسها ولا لا ...
انا عرضتها لمخاطرالقفص كان مانعها عنها....
ادهم اقترب منها اكثر ...نفسة يحرك شعرها...
- طيب انا هديكى حريتك وهأوفر ليكى الحماية كمان ...لاخر يوم في عمري هفضل احميكى حتى بعد انفصالنا...
هبة كتمت دموعها بداخل عيونها المغلقة ... ادهم الان يعرض عليها حريتها علي طبق من ذهب وليس فقط حريتها بل حريتها تحت حمايتة كى لا تتعرض للمجهول مثل عصفورتها التى اطلقت سراحها بدون حماية لكنها لا ترغب في حريتها الان...
طرقات علي الباب منعتها من الرد عليه ورفض عرضة القاسي ادهم رفع يدية عنها وقال ...- مين؟
صوت رجالي من خلف الباب قال باحترام......- بفكر حضرتك بموعدك بعد نصف ساعة
ادهم امرة ... - خلاص روح انت يا وليد استنى في العربية...وانا هاجى وراك
هبة استغلت فرصه انشغالة بالرد علي وليد وجففت دموعها ادهم اعتذر منها ....- انا عندى موعد مهم ولازم امشي دلوقتى هبة هزت رأسها بتفهم وخرجت من المكتب...