رواية سجن العصفورة**
الفصل السابع عشر والثامن عشر قبل الاخير
خبرة هبة العاطفية المعدومة و عدم معرفتها ابدا بأي طريقة من طرق الاغراء كانوا حاجز امام محاولتها لجذب ادهم اليها ...ادهم اخذها مضطر ومن المؤكد الان انة يرغب في التخلص منها في اسرع وقت حتى يتفرغ لخططة الاخري..." لفريدة "....الغيرة تمزقها لكن باي حق تعترض وهى تعرف جيدا شروط الصفقة ...المساعدة الوحيدة لها كانت من عبير ونصائحها ...عبير نصحتها بالصبر والتغاضى عن تصرفات ادهم التي اصبحت مستفزة...كرامتها لم تسمح لها بالبوح حتى لعبير عن حقيقة زواجها بادهم ... هبة فكرت بسخرية " عبير فاكرة ان ادهم بيحبنى هقلها اية ..؟ " لكن تصرفات ادهم لم تعد تترك مجال للشك في طبيعة علاقتهم
الغريبة ...
تقريبا ادهم نقل اقامتة للفندق....منذ يوم حفلة الشواء وهو يقضى كل نهارة في الفندق ومعظم ليالية ايضا...حتى المظاهر لم يعد يحافظ عليها ... التغيير في موقفة بعد الحفل اربكها ...في الحفل رفع سقف توقعاتها للسماء عندما اصرعلي جلوسها بجوارة واعلنها عروسة ثم بعد ذلك اهملها بدرجة كبيرة وملحوظة ...هبة اصبحت الان في نظرهم العروسة المهجورة ...
نظرات الشفقة في عيون نجية وسليم كانت واضحة وظاهرة كأنهم يواسوها الالم في قلبها كان مضاعف ..الم الغيرة والم تأنيب الضمير ...في نظر الناس ادهم خائن مهمل لزوجتة وذلك المها جدا فادهم لا يستحق...
ليتهم يعلمون ماذا فعل ادهم لها ... ليتها تستطيع ايفائة حقة ...ادهم نشلها من المجهول.. امن لها حياتها وعرض عليها الحماية والامان وبدون اي مقابل ولوعندها الشجاعة الكافية لكان من المفترض ان تترك منزلة وتعود الى شقتها وتعفية من الحرج لكنها لا تستطيع التخلي عن لحظاتها المتبقية معة حتى لو قليلة ... المؤلم انها فتحت عيونها وقلبها كما اخبرها من قبل انها لا تفعل لكن للاسف بعد فوات الاوان...
الليالي القليلة التى كان يقضيها في المنزل كانت تسهر فيها وراء باب الحمام تستمع الي صوت المياة وهى تجري في المواسيرفتعلمها انة بالقرب منها ...فقط يفصل بينهم باب ... صورتة وقميص مستعمل لة يحمل رائحتة اخذتة سرا من غرفة الملابس... اخفتهم في مكان سري...كانت تلجأ اليهم عندما تتأكد انها بمفردها....رائحتة كانت تزكرها بحضنة بلمستة ...
تزكرت ايضا عندما قررت التجول في الحديقة منذ ايام لكنها كانت قد تعلمت من درسها السابق فاعلمت حراستها بنيتها في التنزة في الحديقة علي الرغم من عدم اقتناعها لكنها لم ترد ان تسبب لهم المزيد من المشاكل ولت جنب مواجهة شبية بمواجهتها السابقة مع الكلاب فضلت الجولة ومازالت الشمس تبعث باخر خيوطها...طلبها الوحيد من حراستها كان ان
111
يتركوها تتجول بحرية ...هى فقط كانت تعلمهم بمكان تواجدها لكن اخر ما كانت تريدة ٣ هو ان تتجول بصحبتهم الوحيد الذى تمنت صحبتة كان ادهم
وحدة...
تتبعت ممر حجري حتى نهايتة ...رائحة لطيفة من نباتات عطرية عطرت الجو برائحة اشبة بالتوابل ...في نهاية الممرلاحظت وجود درجات سلمية بسيطة تؤدى الي جلسة خشبية محاطة بالنباتات وفي داخلها ارجوحة كبيرة صعدت السلالم بفرح وجلست علي الارجوحة سعيدة باكتشافها لذلك المكان الرائع... المكان كان اشبة بكشك للشاي ...محراب يختلي فية احدهم بنفسة ...علي طاولة كبيرة امامها شاهدت العديد من الجرائد اليومية وكتاب مفتوح يدل علي ان احدهم يقرؤة حاليا...المكان كان معد لشخص يحب العزلة والتفكير والقراءة في هدوء ..لاحظت ايضا وجود علبة من السجائر وولاعة ذهبية انيقة وفنجان قهوة ممتلىء لمستة بلطف فعرفت من حرارتة انة مازال ساخنا وينتظر صاحبة ليقوم بشربة...
هبة قررت الانسحاب حتى لا تزعج صاحب الجلسة....همت بالعودة عندما سمعت صوت ادهم...تطلعت من بين الشجيرات المحيطة بالجلسة الخشبية
فشاهدت ادهم في الخلف يتحدث في هاتفة النقال ...
كان واضحا من اسلوب كلامة انه غاضب فهو كان يعنف احدهم بشدة علمت انها مكالمة خاصة بالعمل وسمعتة يقول ..
- بلغهم ان ادهم البسطاويسى محدش يقدر يلوى دراعة...موضوع الاثار دة موضوع قديم واللي هيتجرأ ويفتحة يبقي بيحاربنى انا شخصيا ...وانت عارف كويس انا اقدر اعمل فيهم اية ....
هبة انسحبت للارجوحة مجددا تزكرت كلام سلطان عن مصدر ثروة عائلة ادهم ....في خلال علاقتهم القصيرة لم تشاهدة من قبل بمثل ذلك الغضب الهادر ...صوتة كان يجمد الدم في عروق اشد الرجال ...فضلت ا عطاؤة الخصوصية في مكالمتة وعادت للجلوس علي الارجوحة ...
ادهم هو صاحب الجلسة اذن لا داعى لانسحابها السريع ...ربما لو تلكعت قليلا فسوف يعود ويراها ... تناولت الكتاب المفتوح من علي الطاولة لاحظت انة كتاب للكاتب البرازيلي باولو كويلو....
الصفحة المفتوحة امامها اشار احدهم الي جملة فيها .." يحَُب الْمَرْء ألأنَهَّ يحَُب، فلََا يوُْجَد سَببَ لألْحُب" قلبها خفق بعنف احست بغيرة تمزقها اذن بالفعل ادهم يحب ...اشارتة بالقلم علي تلك الجملة خصيصا دونا عن أي جملة اخري في الكتاب تدل علي ذلك...اغمضت عيناها المليئة بالدموع بالم ...
لماذا وضع القدر ذلك الرجل المميز في حياتها وفي نيتة حرمانها منة ...؟ بالفعل ادهم مميز ... رجولتة طاغية ، جاذبيتة مدمرة وفوق ذلك هو مثقف قوى ، مسيطروكريم لاقصى درجة...رجل من المستحيل ان تقابل مثلة مرة اخري في حياتها القادمة...رجل يستمع الي الموسيقي ويقرأ لباولو كويلو بالاضافة لنجاحة الساحق في عملة ...رجل يكاد يكون وجودة خيالي ولولا انها رأتة بنفسها لما صدقت وجود شخص مثلة ... هى ايضا تحب القراءة والموسيقى ...تزكرت اقتباس قرأتة من قبل لكويلو زكرها بحالتها قبل ادهم وبعدة .." بإأمْكَان الْكَائأن الْبشََ أري أنَ يتَحََمَّل الْعَطشَ اسْبوُعا وَالْجُوْع أسُْ بوُْعَيْن ، بأإأمْكَانأه أنَ يقْضَى سَنوََات دُوْن سَقْف ، ل أكَنهَّ لَا يسَْت أطَيْع تحمل الْوَحْدَ أة لأ نَهَّاَ أسَْوَأ أنَْوَاع الْعَذَاب وَالْألَمَ " هاهي
ستعود لوحدتها قريبا ...ربما تحتملتها في الماضى لانها لم تعرف غيرها لكن الان بعد كل ما مرت بة مع ادهم لن تستطيع الابتعاد عنة مجددا جففت دموعها بسرعة وتركت الكتاب مكانة حينما احست بعودتة ...
ادهم تفاجأ تماما عندما وجدها تجلس في صومعتة الخاصة عيناه بحثت عن مرافقيها وعندما اطمئن ان احدهم كان يراقبها من بعيد اعاد انظارة اليها ادهم تردد لحظات ثم جلس علي الارجوحة بجوارها ... الحارس المراقب لها من بعيد انسحب فوررؤيتة لادهم يجلس بجوارها...هبة تناولت فنجان القهوة من علي الطاولة في حركة دلال وقدمته لة وهى تقول بدلع ...
- قهوتك بردت...
ادهم مد يدة وتناول يدها الممسكة بالفنجان يداة احتوت يداها والفنجان للحظات ثم رفع يدها بالفنجان الراقص علي طبقة بسبب رعشتها الي فمة وارتشف بعض القهوة ببطء شديد ...هبة احست بفرح غامر من حركتة التلقائية ...ادهم ترك يدها الحاملة للفنجان والتقط علبة سجائرة واشعل
سيجارة ...
- مكنتش احب ادخن وانتى موجودة بس حقيقي محتاج سيجارة دلوقتى ..
هبة هزت رأسها بتفهم وعلقت بدهشة ..- انا معرفش انك بدخن...
ادهم اجابها بسخرية واضحة تحمل نبرة هجومية..
- بدخن احيانا مش دايما يعنى بس هو انتى فعليا تعرفي عنى اية...؟ غالبا عرفتى اسمى بعد عمليتك مش كدة ...؟ قبل العملية نسيتى كل حاجة عنى لدرجة انى شكيت انك انسانة بتتنفس مش راجل الي ...
هبة ردت علية في الم ...
- ادينى بحاول اعرف بس انت مش مدينى فرصة...
ادهم ركزعيونة علي عيونها وسألها بوحشية شديدة...
- هبة انا تعبت ... انتى عاوزة اية بالظبط ....؟ فهمينى لانى مش فاهمك
بحاول اريحك وانفذ ليكى رغباتك... عاوزة منى اية تانى ...؟
هبة ردت علية بيأس ...- مش عاوزة حاجة يا أدهم
ثم غادرت صومعتة وتركتة بمفردة ..كلامة المها حتى النخاع ..سألها ماذا تريدى منى ...؟ حظها العثرجعلة يعتقد دائما انها تريد منة اشياء مادية هى لا ترغب في نقودة ولا في شقتة ولا في سيارتة انما ترغب في حبة ولكن كيف ستطلب منة ذلك ...؟
دموعها غطت علي مجال رؤيتها فتعثرت في طرف فستانها الطويل وسقطت ارضا وهى تتأوة بألم ...وليد انتبة الي سقطتها فهى كانت قد ابتعدت عن صومعة ادهم كثيرا... وفي ثوانى قليلة كان بجوارها ومد يدة اليها ليساعدها علي النهوض ولكن فجاءة ادهم اقتحم المشهد بغضب....
وجة نظرات نارية الي وليد وقال لة بتهديد ...
- اياك تلمسها..ثم حملها برقة بين يديه واعادها الي الارجوحة وجلس الي جوارها ...
شهقات دموعها المتة فنظراليها وهم بالحديث لكن عندما تأكد من مدى عذابها فضل الصمت وما كان سيقولة فقد للابد ...وضع ذراعة حول كتفها واراح رأسها علي كتفة ...سألها برقة شديدة ...
- في الم في رجلك ...؟
هزت رأسها بالنفي ...كيف تشعر بالالم بعدما حملها بنفسة واحتواها بحنان امرها بلطف ....
- ابقي خدى بالك ... وخصوصا وانا مش موجود...عارفة لو كان وليد لمسك وساعدك تقومى كنت دفنتة هنا في الجنينة ....
هبة ضحكت علي الرغم من دموعها ...
- كان زمان عبير دفنت نفسها وراه... دى بتحبة جدا ونفسهم يتجوزوا بقي ادهم ادارة الية ونظر في عيونها ... وسألها متألما... - هبة تعرفي اية عن الحب ...؟ هبة اجابتة بحياء ...- الحاجة الوحيدة اللي اعرفها انة بيغيرالانسان وبيغير كل مفاهمية ...بيدخل من غيراذن وكمان من غير سبب...
ادهم سألها مجددا ...- وحب عبير لوليد هو اللي علمك الحب ...؟
ماذا ستخبرة ...؟ ليتها تتمتع بالجراءة الكافية للاعتراف لة بحبها لكنها تعلم النتيجة فهى حتى وان اخبرتة بحبها فستزيد وضعهم المحرج سوءا ...
هبة فضلت الصمت فالصمت احيانا ابلغ من الكلام ...
عندما لم يتلقى ادهم رد منها علي سؤالة اخبرها بألم ...
- عشان خاطرك هساعدهم يتجوزوا ...بعد ما نرجع هتكفل بكل مصاريف جوازهم ...
هبة نظرت الية نظرة عجز ادهم عن تفسيرها لكنة اخذها في حضنة بحنان عندما عادت دموعها للنزول مجددا ...
مراسبوعين اخريين وادهم لم يغيرمن نظام بقائة في المنزل حتى مشهد الحديقة الاخيرلم يحسن الوضع بينهم ...مزاجها المتعكربزيادة منذ يومين عرفت سببة ...دورتها الشهرية اختارت ان تنزل وتزيد من قلقها وتوترها الم بطنها منعها من النزول من غرفتها علي الفطور مثل كل يوم...
عبير قدمت لها شراب النعناع الساخن واقراص مسكنة لتخفيف المها تقريبا قضت اليوم كلة في السرير ...قضتة بين النوم والقراءة ...شهيتها للاكل معدومة من الالم.....
اخيرا المها اصبح افضل قليلا ولكنة مازال موجود ..قررت اخذ حمام سريع ...كسلها طوال اليوم اعطاها رغبة في بعض الحركة ففضلت احضارغياراتها بنفسها دون اللجوء الى عبير ...بدون ان تنتبة لقميصها الشفاف دخلت الي غرفة الملابس لاحضارغيار....بالصدفة وجدت ادهم هناك .. كان ايضا يحضرغيار لنفسة ....الصدمة جمدتهم سويا...ادهم قررالانسحاب ويتركها .. ..لكن ربما الالم الواضح علي وجهها المتوهج والضعف البادى عليها نتيجة قلة اكلها اوقفوة ...
ادهم سألها بقلق ...- هبة انتى كويسة ...؟
هبة افتقدتة لدرجة مخيفة لم تكن تدرك انة من الممكن الاحتياج لشخص ما بمثل تلك الدرجة العنيفة المسببة للالم الجسدى وليس فقط النفسي
هبة هزت راسها...
ادهم اقترب منها وسألها بشك...- وشك اصفر وشكلك تعبانة ...اطلبلك دكتور
هبة احمر وجهها من الخجل ..- لا لا مافيش داعى حاجة عادية ادهم سالها بقلق واضح ...- حاجة عادية ازاي يعنى..؟ انتى علي طول تعبانة ومش بتقولى...؟
احراج هبة وصل لاقصى درجة فكيف ستفهمة طبيعة مرضها الحالي...؟ هبة ركزت نظرها علي الارض وقالت بخجل .... - عادى دة تعب شهري عادى عند كل الستات
اخيرا ادهم فهم سبب مرضها ...لكن علي عكس ما كانت تتوقع الم شديد احتل ملامحة...هبة توقعت ان يشعر بالارتياح لانة اطمئن عليها او حتى ان يستقبل الامر بلامبالاة اذا كان فقط يسال من باب الواجب...لكن الالم الشديد الواضح علية اربكها
ادهم اقترب منها وامسك يدها بقوة وسألها بخشونة ...- متأكدة ؟ لمستة سببت لها نار في كل جسدها ..قربة منها جننها ...اخيرا بعد اسابيع احست بة بالقرب منها مرة اخري ...
هبة ردت بإرتباك ...- ايوة طبعا
يدة الممسكة يدها هبطت بجوارة علي الفور وقال في صوت امر ..
- خلاص اعملي حسابك هنسافر بكرة مافيش لزوم لاستمرارنا هنا اكتر من كدة...
هبة أهلت نفسها كثيرا للحظة الفراق لكن قدومها وتحويلها لواقع سببوا لها الم شديد لم تكن تتخيلة ...لاول مرة تعرف ان الالم النفسي يسبب الم جسدى حقيقي... الم احستة في رئتها داخل قفصها الصدري
بدون اضافة اي كلمة اخري ادهم دخل غرفتة ...هبة تسمرت في مكانها لوقت طويل تفكر في الصراخ والانهيار لا وربما افضل فكرت في الذهاب الية تترجاة ...كانت ممزقة بين التذلل لة والحفاظ علي كرامتها ...
لاول مرة تمتلك بيت حقيقي واسرة ..انا لا اريد العودة للقاهرة مجددا يارب ساعدنى اعمل اية...؟
ربما مرت ساعات وهبة علي نفس وضعها في غرفة الغيار ...اول عودة لها للواقع كانت علي صوت عبير...
عبير سألتها بدهشة ...- انتى هنا واحنا بندور عليكى...؟ هبة انتبهت... - بتدوروا علية..؟
- ايوة اختفيتى من فترة وقلقتينا واخر حاجة كنت اتوقعها انى الاقيكى هنا هبة تشجعت وسألتها بامل ...- ادهم بيدورعلية...؟
عبير اجابتها ... - لا البية خرج من بدري وقال انة هيبات في الفندق وطلب منى اجهز الشنط للسفر ...لكن انا ومامتة دورنا عليكى ...الحاجة قلقانة عليكى وطلبتك في غرفتها...
هبة تفاجئت بشدة لاول مرة نجية تطلبها في غرفتها فهى لم تدخل غرفتها من قبل... عبير ساعدتها علي استبدال ملابسها واوصلتها لغرفة نجية وتركتها عند الباب
هبة دخلت الغرفة بخوف وقلق... كانت متوترة بشدة وتسألتعن ماذا عساة
حدث ؟ نجية كانت مستلقية علي السرير..هبة سمعت صوت تأوهات صادرة منها بصوت عالي ....هبة فعليا قلبها خلع من الفزع ...فدخلت تجري علي نجية وبدون ان تشعر مالت عليها وسألتها بهلع واضح ...- ماما مالك خير...؟ تأوهات نجية انقلبت لابتسامة خبيثة وهمست ...
- روحى سكري الباب وتعالي
هبة مازالت مرعوبة ولا تفهم الوضع جيدا لكنها نفذت طلب نجية ...نجية اشارت لها ان تقترب اكثر منها واخذتها من يدها واجلستها بجوارها علي السرير
نجية قالت بحنان ...- انا حسيت بيكى كنتى تجصدي لما جلتى لية امى بصحيح حاساها يا هبة ...؟
هبة امسكت يدها وقالت بألم ... - انتى الام الوحيدة اللي عرفتها في حياتى
نجية ربتت علي يدها بحنان...- وانتى كمان يا بنيتى دخلتى جلبي...
البنت اللي اتمنتها وربنا مأردش جاتلي بعد صبرعشان كدة انا حاسة بيكى اسمعينى كويس صحيح ادهم ولدى بس انا مش غبية ولا غافلة عن تصرفاتة ناحيتك جاوبينى بصراحة وانا هساعدك ...انتى بتحبي ولدى وباجية علية ؟
الامل جواها نمى وترعرع... هبة ردت بلهفه ...- ايوة بحبة نجيه ضحكت بإنتصار ...- خلاص اعتمدى علي الله وعلية ...
صحيح يا بنتى انا مش متعلمة زيكم بس عاجلي صاحى وواعى ...ادهم شكلة ملموم علي واحدة استغفر الله العظيم من اياهم وهامل مرتة عشان كدة انا جلت لازمن اتصرف...مش ادهم بس اللي لية جواسيس انى كمان لية ...
انى شايفة انة كان مهتم بيكى اول ما جيتوا وبعدها من يوم ما العجربة دى جت وهو انشغل بيها عشان كدة انا مثلت انى بعافية شويتين عشان يفضل هنة وميسافرش ...انا يا بنتى صحتى زى الفل ..بس ادهم حنين مش هيهون علية يسافر وانا كدة ....انا عرفت ان العجربة هتسافر بكرة ....الله يسهل ليها تسافر وانتم افضلوا هنة لحد ماربنا ييسرها ليكم.. بردك بعيد عنيها افضل والدور والباجى عليكى بجى ....رجعى جوزك لحضنك الست ملهاش الا راجلها ...وربك حلل حبك لجوزك ...انتى ربنا وهبك جمال ...استغلية صحيح وهتكسبي...انا معرفش اية اللي بينتكم بس انا اعرف ولدى زين ...من يوم ما خبرنا انة اتجوز وهو حالة غير....
الامتنان الذي غمرها من موقف نجية اكبرمن انها تعبرعنة بالكلام...
كل ما استاطعت فعلة انها القت بنفسها في حضن نجية وبدأت بكاء مكتوم بداخلها منذ سنوات.. بكت سلطان وبكت وحدتها ...بكت حبها المستحيل لادهم..
نجية هدئتها ومسحت علي شعرها بحنان...- ابكى يا بنتى ..ابكى بس في حضنى بس.. . بنتى لازم تكون جوية ...لو هتدخلي الحرب لازم تستعدى ليها كيف تسمحي لجوزك يبات برة فرشتة ...؟
هبة قالت بألم ...- قوليلي اعمل اية ..؟
نجية اخبرتها بحكمة وبخبرة سنوات عمرها ...- الراجل يا بنيتى بيحب يحس برجولتة ...ضعفك بيجذبة أي نعم لكن ممكن يوصل لدرجة انة يخنقة الراجل لازمن يحس بالتهديد الخفي ...لو صرحتى انك هتسيبة هيفتحلك الباب ولو اطمن لوجودك وملي ايدة منك..هيهملك...صدجينى يا بنيتى ولدى عاوزك بس بيكابر انا ام وافهم...
ابدئي تشغلي وقتك بأي حاجة بعيدة عنة ...انا علي اعطلة هنة اسبوع كمان وانتى بجى شعليلة في الاسبوع دة خلي راسة تلف
هبة شكرت نجية بقبلة علي كفها .... خطة نجية بسيطة لكن مذهلة ...
"شعليلية "
******
الفصل الثامن عشر
هبة ذهلت من نفسها عندما اكتشفت انها تستطيع اغراء ادهم...شعلعلة ادهم بدأت كما خططت مع نجية...
بحكم الحصار الامنى الذى يفرضة ادهم عليها لذلك فمن المحال اثارة غيرتة بالاضافة الا انها لم تكن متاكدة من احتمالية غيرة ادهم عليها فالغيرة والحب تؤامان لا ينفصلان ولدا من نفس الرحم
صحيح اوقات تواجدة في البيت زادت بشكل ملحوظ لكنه مازال يغيب الليالي خارجا ... كانت تتحين اي فرصة لوجودة كى تنفذ خطتها...
مبدئيا تعمدت دخول غرفة الملابس باقل شيء تستطيع ارتدائة بدون ان تكون مبتذلة وخصوصا عندما كانت تسمع صوتة في الحمام لعدة مرات دخلت علية غرفة الملابس وهو يبدل ملابسة وهى ترتدى اقل القليل ...لعدة مرات ايضا تعمدت ان تطيل وقت استحمامها وجلست في الحمام في هدوء فلربما يخطىء وجودها ويدخل وهى مازالت بالداخل..
لكن للاسف طوال الاسبوع وهو حجرلا يلين....كان يتجاهل وجودها تماما اليأس تسلل الي قلبها دفاعات ادهم الحصينة ضدها احبطتها .....
- انا مين عشان املي عينة ويهتم بية ...؟
بمرور الوقت وصلت لدرجة الاستسلام ....- خلاص يا هبة ...ربنا يسعدة في طريقة ...ارحمى نفسك بقي
القراراختمر في دماغها سوف تطلب منة العودة الي شقتها بمجرد ان تراة نجية تحسنت او لم تستطع التمثيل اكثر من ذلك ولن تستطيع ابقاؤة بقربها ل وقت طويل...ربما الامل الوحيد الان ان يطلب منها البقاء عندما يشعر بنيتها في الرحيل ...راهنت علي اخر امل لديها فماذا لديها لتخسرة ...؟ هبة انتظرت ادهم ...سمعتة في الحمام ...شجعت نفسها ..- خلاص اتشجعي يا هبة ....لبست روبها وخبطت علي باب غرفة الملابس
ادهم فتح الباب صدم لرؤيتها وكأنها اخر مخلوق يتوقع رؤيتة عند بابة هبة قالت بأدب ....- لو سمحت ممكن اتكلم معاك...؟ ادهم اجابها بعد تردد ... - طيب استنى هلبس وارجعلك
بعد فترة ادهم خرج واخذها لخارج جناح النوم ...اخذها لصالون يري الحديقة من اعلي .. ادهم رفض استقبالها في غرفة نومة كانها وباء معدى سوف يلوث غرفتة
ادهم سألها بعصبية ....- خير؟
ارجوك يا ادهم انا من الاساس بحاول ارحمنى...فكرت في داخلها هبة قالت بطريقة مباشرة حاولت ان يخرج صوتها طبيعيا خاليا من المشاعر ....- انا عاوزة ارجع شقتى ....الدراسة خلاص هتبدأ
وكأن ادهم بركانة انفجر ولم يعد يستطيع السيطرة علية بعد الان ...
- انتى ابرد واغبي واحدة شفتها في حياتى....
اعملي حسابك انا ها اتجوز فريدة ...لو تحبي تفضلي مراتى براحتك ...
لو حابة تطلقى براحتك .. .بس يكون في علمك الطلاق مش هيتم الا لما تخلصى كليتك ...وعدى لسلطان مقدرش ارجع فية
121
الدنيا دارت من حولها بقوة... حاولت ان تسند نفسها علي اقرب حائط خلفها كى لا تهوى ارضا ....كلماتة ترددت في عقلها .." هيتجوز فريدة خلاص ياهبة املك مات واندفن" ...
معجزة مكنتها من تمالك اعصابها وقول..- مبروك ..اتمنالك السعادة مع الانسانة اللى انت اختارتها
غضب ادهم وصل لمرحلة الانفجار اقترب منها ...يدة تكومت في قبضة في لحظة احست انها موجهه لها لكنها في الحقيقة مرت من فوق رأسها بملليمترات قليلة وخبطت في الجدار من خلفها
قوة لكمتة احست معها انها حطمت الحائط ويدة معها .....هبة حاولت ان تلمسة تطئمن علي يدة ...ادهم منعها بنظرة نارية جمدتها فورا الدموع تهدد بالنزول .. .لكن كرامتها منعتها من السماح لهم بالحرية ...
ادهم امسك يدة المصابة بيدة الاخري ...وقال بغضب ...
- انتى لو مصنوعة من لحم ودم زينا كنتى حسيتى من زمان ...لكن اللي اكتشفتة انك مش حقيقية حتى الالة حقيقية وموجودة ... لكن انتى عايشة في دنيا لوحدك ومكتفية بيها ...لسة مرارتك مسيطرة عليكى ...
كمان عندك كمية غباء وسذاجة مشفتهاش في حياتى ...ازاي مش مدركة انى بحارب عشان اسيطرعلي نفسي وانتى بتتجولي بحرية ولابسة هدوم مثيرة تولع حتى القديس...
هبة حمدت الله انها حاليا ترتدى روب فوق قميصها الشفاف والا كانت قللت من نفسها لاقصى درجة واكدت عرضها لنفسها علية ...ادهم مد يدة السليمة وفك حزام روبها في حركة مفاجئة ...قميصها الشفاف انكشف وكشف جزء كبير من جسدها الجميل..... رغبة لمعت في عيون ادهم ...في لحظة كانت بين يدية...سعادتها بوجودها في حضنة لا يوجد لها وصف ...
قربة منها شلها رعشات بسيطة من كل عضلاتها كانت هي استجابتها لدقائق ادهم فقد السيطرة علي نفسة في انفاسها يداة كانت تتجول بحرية في كل جزء من اجزاء جسدها ...لكن عندما عاد الية الوعى ...ابعدها عنة بحركة عنيفة وقال بقرف ....- متخافيش وترتعشي كل اما اقرب منك اوعدك دى كانت اخر مرة اطمنى....ثم خرج من الصالون فورا...
مشكلة حياتها الاساسية ...ادهم لا يستطيع ان ينسي نفورها الاول منة الانطباع الاول يدوم كما يقولون .....هو فسررعشتها خوف ونفورولكنة مخطىء في ذلك . .لن يسامحها مطلقا علي رغبتها في القىء عندما رأتة لاول مرة في حياتها ....
لكن فعليا هى تستحق احتقارة ...ادهم يحب امراءة اخري وهى حاولت لايام اغراءة وعندما استجاب وضعف اخيرا ...ارتعشت بين ذراعية ولسوء حظها فسر موقفها بشكل خاطىء ....طبعا من حقة ان يحتقرها وينعتها بأسوء الالقاب
دموعها تحررت اخيرا ....الان سعادة ادهم هى ما يهمها فهو يستحق ان
يكون سعيد ..
جففت دموعها بعد رحيلة ...ارتدت ملابسها علي عجل وذهبت لرؤية نجية الان هى تحتاج لحضن الام بشدة...
طرقت باب غرفتها بلطف ...وعندما دعتها نجية للدخول هبة دخلت وهى محنية الرأس ....
بدون كلام نجية فتحت ذراعيها لاستقبال هبة بكل حب ...
عندما انتهت هبة من ثورة الدموع اخبرت نجية بألم ...- قال هيتجوزها يا ماما ...خلاص ما فيش امل ...
نجية ربتت علي كفها بحنان .. .- خابرة بحالك يا بنتى وعارفة نار الغيرة وجربتها قبل كدة ....مشكتك يا بنتى ان جوزك مش أي راجل ....جوزك جوي اوى ...وما فيش حد يقدر يغير قرارة ...هو صحيح ولدى لكن انا خابراة زين عنيد ولما بيقرر حاجة بيبقى وازنها مليح ....
وكأن نجية تخبرها ما لا تعلمة ...هبة سألتها بألم ...- حاولت معة كتير ...ما فيش امل هو مش بيحبنى ومش عاوزنى ...
- لا يا بنتى حتى لو قال هيتجوزها هو بيحبك بردك ...الصبر يا بنتى معلش استحملي...الست العاقلة تدافع عن بيتها وجوزها لاخر نفس ... - خلاص ما فيش بيت ...انا طلبت اتنقل شقتى لوحدى ...
نجية عاتبتها بألم ...- مش انا جلت لك يا بنتى لو طلبتى تمشي هيفتحلك الباب...ادهم كرامتة بالدنيا ...في راجل هيعيش مع مرتة غصب مين يقبلها علي نفسة ....انتى صغيرة يا بنتى وحظك ان جوزك اكبر بكتير ...لا هو عارف يفكر بعقلك وقلة خبرتك ولا انتى قادرة تكسبية لانك قليلة الخبرة وبريئة ...
انتى سبتية لواحدة عندها خبرة تلف أي راجل وواقفة تتفرجى
- لكن هو بيحبها ...
- لا ...انا مشفتش ابنى بيحب الا لما شفتك لكن هى عرفت تغرية وتحسسة انة راجل...
في النهاية نجية واجهتها بغبائها هى لا تستحق ادهم لانها اضعف من ان تكون زوجتة ....
هبة انتظرت ادهم امام غرفة مكتبة لساعات وعندما يئست من عودتة وعادت الي غرفتها تجر اذيال الخيبة... نجية امرتها بانتظارة في الداخل وعندما فتح ادهم الباب وشاهدها تنتظرة تردد للحظات ثم اغلق الباب وسألها بلهجة عادية ...- عندك طلب تانى ...؟
هبة اجابتة بألم ...- لا بس جيت اطمن علي ايدك ...شفت دكتور
ادهم هز رأسة بسخرية ...- لا اتعودت اداوى نفسي بنفسي ...عاوزة حاجة تانية ...؟
هبة تمالكت دموعها وانسحبت في صمت فدموعها الان لن تثير سوي اشمئزازة .....
الامر الجيد الوحيد الذى فعلتة في حياتها كان مساعدة عبير ووليد علي الزواج فأدهم وعدها بمساعدتم اذن فسوف يفعل
لن تنسي مطلقا فرحة عبير الغامرة حينما اخبرتها لدرجة انها احتضنتها وامطرتها بالقبلات ...مشاهدة الاحباء يجتمعون سويا امر لا تستطيع منع نفسها عن المساعدة فية اذا ما استاطعت لكنها ايضا رثت نفسها وحبها الميؤس منة لكن للاسف لن يستطيع احد مساعدتها ابدا ....