رواية عذراء بين الذئاب كامله جميع الفصول من الاول للاخير بقلم عادل عبد الله

رواية عذراء بين الذئاب الفصل الاول


 

عذراء بين الذئاب 

بقلم عادل عبد الله 

الفصل الاول 



بينما تجلس وردة بجوار أمها تبيع الفاكهة علي رصيف احد الشوارع الكبري مرت سيارة فارهة جذبت انظار كل الموجودين بالمكان .





كانت تنظر وردة ابنة التاسعة عشر من عمرها  الي السيارة  تحلم وتتمني ان تجلس في مثلها يوما ما .

كل ذلك مر في مخيلتها في ثواني معدودات ثم قالت لأمها : بصي يامه العربية دي عاملة ازاي ؟!!!!! دي تحفة !!!

ردت أمها : احلمي علي قدك يا وردة .اللي زينا اتولدوا وعاشوا وهيموتوا فقراء .ويوم ما تحلمي احلمي علي قدك  .العربيات اللي زي دي نتفرج عليها بس مش اكتر .

بدأت السيارة تبطئ من سرعتها حتي توقفت ثم عادت للخلف في بطء حتي توقفت امامهم .





رفع الشاب الذي يقودها نظارته الشمسية  من علي عينيه ثم فتح الشباك الخلفي للسيارة وكانت به سيدة تبدو عليها اناقة الاثرياء ركزت نظراتها  صوب وردة وابتسمت وقالت لها : هاتي شوية فاكهة حلوين زيك كده يا عسولة .

ارتبكت وردة وابتسمت لها دون ان تستطيع ان تتكلم .

ثم بدأت في تجهيز بضعة اكياس من الفاكهة وكانت اعين هذه السيدة تتفحص وردة ومفاتنها وجمالها المبهر الذي يسلب العقول .





لاحظت امها نظرات هذه السيدة  الجريئة لبنتها فقالت لها : اخلصي يا بت ومشي الهانم علشان مستعجلة .

اخذ السائق الفاكهة من وردة ثم سألها : كام حساب الفاكهة ؟ ثم اعطاها حساب الفاكهة وابتسمت لها هذة السيدة التي تجلس في الكرسي الخلفي  ثم غادرت السيارة المكان .

كانت وردة تنظر للسيارة وهي تمشي وتقول في خاطرها : يا بختك يا ست هانم بالعز اللي انتي عايشه فيه .





مرت عدة أيام ثم جاءت هذه السيدة مرة اخري بسيارة اخري اكثر فخامة من السيارة الاولي و طلبت شراء بعض الفاكهة من وردة ثم سألتها : انتي اسمك ايه يا حلوة ؟ 

: اسمي وردة .

: فعلا انتي وردة واجمل وردة في الدنيا كمان .

قاطعتها ام وردة وقالت لها : انتي عايزة مننا ايه يا ست هانم ؟ انتي مش جاية تشتري فاكهة .قولي عايزة مننا ايه من الاخر ؟

: وانتي زعلانة ليه يا حجة ؟ انا مش عملت حاجة تزعلك ولا انتي مش عاوزة تبيعيلي ولا ايه ؟ 





: لأ طبعا يا هانم .احنا خدامنكم .

بعد انصراف هذه السيدة قالت ام وردة لبنتها : الست دي انا مش مرتحالها  .الست دي وراها حاجة .بصي يا بت لو الست دي جت في يوم وانا مش معاكي اوعي تضحك عليكي بأي حاجة .خليكي مفتحة وصاحية لنفسك كويس .

وفي المساء عادت وردة وامها الي منزلهم الصغير وبينما تجلس وردة وسط امها و اخوتها الصغار يتناولون العشاء دق باب المنزل .





قامت ام وردة وفتحت الباب فاذا بهذه السيدة تقف امامهاوتطلب منها الدخول .

جلست هذه السيدة الانيقة بينما وردة وامها يفكرون في ما وراء هذه السيدة من سر خفي .

لاحظت هذه السيدة الانيقة علامات التعجب و الاستفهام في عيونهم فقالت :  انا شايفة في عيونكم اسئلة كتير وانا هجاوب عليها كلها في كلمة واحدة بس انا عايزة اجوز وردة لابني مازن .

كانت كلماتها صادمة لهم .صمتوا ولم يستطيعوا نطق كلمة واحدة من المفاجأة المذهلة .

سألتها ام وردة : اشمعني وردة بنتي  ؟ احنا مش قد المقام يا هانم .انتوا ناس اكابر واحنا غلابة علي اد حالنا .






: انا كنت بدور لابني علي بنت جميلة واخلاقها عالية وطيبة وكل الحاجات دي لقبتها في وردة .انما الفلوس اخر حاجة نبص عليها .احنا املاكنا منعرفش اد ايه وارصدتنا في البنوك بتزيد كل دقيقة ومش عارفين كام .المهم عندنا عروسة ابني نفسها مش مستواها المادي او الاجتماعي .

كانت وردة تسمع كلمات هذه السيدة ويكاد عقلها ان يطير من الفرح .

ثم اخرجت من حقيبتها صورة ابنها مازن واعطتها لوردة  وقالت : دي صورة عريسك  يا عروسة لو قولتي موافقة في




 خلال اقل من شهر هتكوني مع عريسك في القصر بتاعنا وتختاري البلد اللي تحبي تقضي فيها اجمل شهر عسل في الدنيا . بالنسبة لوالدتك فأحنا هنعملك  معاش شهري تقدري




 تعيشي  منه كوبس  علشان ترتاحي  من الشغل و مش هنكلفك ولا جنية واحد احنا عايزين وردة بالهدوم اللي عليها بس وهيكون في دولابها اجمل فساتين من اكبر بيوت الازياء العالمية . ها يا عروسة قولتي ايه ؟ موافقة ؟ 

ابتسمت وردة فاحتضنتها هذه السيدة وقالت السكوت علامة الرضا زي ما بيقولوا يا عروسة ابني .




بعد كلماتها اطمأنت و  ضاعت مشاعر الخوف والقلق عند ام ورده وتبدلت بمشاعر الفرح والبهجة و شعرت بأن طاقة القدر قد أتت ابنتها .

بعد انصرافها جلست ام وردة بجوار  ابنتها وقالت لها : مكتوبالك يا وردة طاقة القدر انفتحت لك يا حبيبتي  .ربنا يسعدك ويجعل ايامك كلها خير .




ردت وردة : انا مش مصدقة نفسي يامه معقول بعد ايام هعيش في العز اللي الست دي عايشة فيه !!! انا زي ما يكون بحلم !! بس انا مستغربة ليه هي مش جوزت ابنها بنت غنية زيهم ؟

: علشان مكتوبلك انتي يا حبيبتي السعد والهنا معاهم .وهي هتلاقي في جمالك وحلاوتك فين !! 

في اليوم التالي اتصلت بها هذه السيدة وقالت لها : النهاردة هعدي عليكي بالعربية علشان نقعد في النادي وابني هيكون موجود علشان تتعرفوا علي بعض .





ارتدت وردة افضل ما لديها من ملابس وعندما جائتها بسيارتها ركبت معها حتي وصلوا للنادي .

حينما شاهدت العريس علي الطبيعة لم تصدق عينيها وكأنها تري احد نجوم السينما فهو شديد الوسامة شديد الاناقة جذاب بشكل لا يصدقه عقل .





كان يتكلم معها باسلوب لم تعتاده من قبل فكلماته واسلوبه كأمراء العصور الوسطي مملوء بالهيبة والفخامة .

لم يتكلم معها كثيرا ولكنه سلب منها عقلها ورغم خجلها لم تستطع ابعاد عينيها عنه طوال الوقت .

انتهي اللقاء سريعا وتمنت وردة ان لو لم ينتهي فقد شعرت بمشاعر الحب وقد غمرتها .




مرت الايام حتي جاء موعد الزفاف وقد اتي لها بفستان من اكبر بيوت الازياء العالمية . وقدم لها شبكة عبارة عن مجوهرات من الالماس .

كان حفل الزفاف في احد اكبر الفنادق الفاخرة بحضور اشهر المطربين والفنانين وكبار رجال الاعمال .




وبالرغم من الملابس الفاخرة التي اشترتها ام العريس لام العروسة واخوتها الا ان شعور الفقر كان يلازمهم وهم وسط الحضور فلم يستطيعوا ان يتجاوبوا مع الاجواء وظلوا يشاهدون وردة ويكاد قلوبهم ان تطير من السعادة .




واثناء حفل الزفاف التقطت اذن ام وردة كلمة احدي الحاضرات لصديقتها وهي تقول لها :  الجوازة اللي فاتت مش كملت شهر واللي قبلها اسبوعين لما نشوف دي هتقعد معاه أد ايه . ثم سمعت ضحكاتهم .

انقبض قلب الام فأم العريس لم تخبرهم بأنه تزوج من قبل سواء مرة او مرتين !!! كما ان طلاقه كلتا العروستين سريعا لهذه الدرجة اكيد ورائه  لغز كبير !!!!!!




انتهي الحفل واخذ مازن  عروسته وذهبوا الي القصر .

عندما دخل مازن بسيارته الفارهة  من بوابة القصر كانت وردة تتلفت وتنظر يمينا ويسارا غير مصدقه انها ستعيش في هذا القصر .هذه الحديقة الشاسعة التي اخذت السيارة عدة دقائق حتي وصلت الي باب القصر .




نزلت وردة مع مازن  ووجدوا حوالي ثمانية اشخاص هم خدم القصر في انتظارهم .وبعد استقبالهم ذهب كلا منهم الي عمله ثم اخذ مازن عروسه وحملها علي يديه وصعد بها الجناح الخاص بهم .




دخلت وردة الجناح الخاص بهم ثم قال لها مازن  : انا هدخل اخد شاور علي ما تغيري فستانك يا عروسة .

دخل مازن  وترك وردة تنظر حولها فهذا الجناح اشبه ما يكون بقصص الف ليلة وليلة وهي غير مصدقة حتي الان انها ستعيش هنا في هذا القصر الفخيم .




فتحت دولاب ملابسها وعقلها غير مستوعب  كمية الملابس وذوقها العالي والوانها الجذابة التي لم تري مثلها الا حينما كانت تشاهد التلفاز .

اخرجت احد ملابس النوم وبدا عليها احمرار الخجل ولا تعرف كيف سترتدي تلك الملابس التي تكشف  اكثر مما تستر  امام هذا الرجل الذي اصبح زوجها .




حاولت التغلب علي خجلها فهي تعرف ان ذلك الرجل الذي اصبح زوجها له حقوق وهي في ذات اللحظة حقوقها هي ايضا حتي تحيا بحياة سعيدة .

وبدأت في خلع ملابسها وارتداء اجمل ملابس النوم ومسكت احدي زجاجات العطور التي يبدو عليها انها صنع الخارج وبدأت في التعطر  حتي خرج مازن ...............

.


                        الفصل الثانى من هنا

تعليقات