رواية حبيبتي الكاذبة الفصل الرابع4 والخامس5 بقلم فاطمة حمدي


 
رواية حبيبتي الكاذبة 
الفصل الرابع والخامس 

بقلم فاطمة حمدي 







 (طير مجروح ) 



عادت أروي ومعها القهوة ثم قدمتها لـ السكرتيرة(هدي)  ومن ثم جلست هي الأخري تحتسي









 قهوتها ، حتي إنتهتا من تناول القهوة فنهضت السكرتيرة ، قائلة بإيجاز : أروح أشوف شغلي بقي ! 











أومأت لها أروي ، بينما قبل أن تخرج السكرتيرة نظرت إلي أصابع يدها وهي تشهق







 عالياً ، فأسرعت أروي إليها قائله في لهفة : في ايه مالك ؟ 

هدي بمكر خفي : الخاتم 







بتاعي كان في أيدي شكله وقع مني 

أروي بحزن : يا خبر طب تعالي ندور عليه وإن شاء الله نلاقيه ! 







بالفعل ظلت أروي تبحث بعينيها عن ذاك الخاتم وكذلك كانت هدي تتصنع البحث عنه 







حتي يأست وهي تقول : ياربي ده أكيد حد لقاه وخده ! 

مطت أروي شفتيها وقالت بتنهيده : ممكن ياريت تسألي باقي الموظفين يمكن حد لقاه ولا حاجة !







 

صاحت هدي بعصبيه مصطنعه : لأ ده أنا لازم أفتش كله النهارده ده خاتم تمنه غالي جدا !!!







 

تجمع الموظفين والموظفات علي أثر صوتها العالي وسامي علي رأسهم الذي إبتسم بتشفي ! 







فراح يسألها مردداً : في ايه يا هدي ؟؟ 

هدي وقد رفعت حاجبها الأيسر لتتابع : الخاتم بتاعي يا باشا مش لاقياه ، أنا لازم أفتش الكل دلوقتي ! 

أومأ لها سامي وهو ينظر لها نظرات ذات معني ، فيما شرعت هدي في تفتيش حقائب الفتيات واحدة تلو الأخرى حتي وصلت إلي أروي التي كانت تقف بثقه عاقدة ساعديها أمام صدرها تنتظر دورها في التفتيش .... 

أخذت منها الحقيبه وقامت بفتحها ثم سكب ما فيها علي سطح المكتب ، ليقع الخاتم 









منها فوراً مصدراً صوتاً علي زجاج سطح المكتب ، لتتسع عينا أروي التي قالت بصدمة جليه : ايه ده ؟؟ 

هدي بسخريه : آه يا حرميه يا نصابه ، بقي بتسرقي الخاتم بتاعي ! 

صاحت أروي بعصبيه وهي تهتف مردده : نعم ياختي ؟؟ خاتم ايه والله ما سرقت حاجة 

تدخل سامي قائلاً بقسوة : أومال ده ايه يا شريفة هانم !! ده أنتي مش شمال وبس لاء وحراميه كمان أنا لازم أطلبلك البوليس حالاً !! 









حركت أروي رأسها بهستيريه وهي تهتف ببكاء : والله العظيم ما سرقت حاجة أرجوك ما تظلمنيش أرجوك ! 

لم تأخذه بها الشفقه أبداً بل بالفعل اتجه إلي مكتبه وهاتف مركز الشرطه ، بينما هي











 تحاول الهروب ولكن دون جدوى فلقد لحق بها أمن الشركة وسط النظرات الساخرة التي تلقتها من الجميع والإستهزاءات بها ..... 



.............................



تلقي ماجد إتصالا حين أصدر هاتفه رنين فإلتقطه وأجاب قائلاً بعد أن وضعه علي آذنه : 

_ حبيبي أخبارك ايه ؟ 

مايا بغضب : حبك برص يا ماجد أنت ولا بتسأل فيا أصلا ولا فاكرني حتي 

حك ماجد رأسه وتابع : حبيبتي معلش بس شوية أشغال أنتي عارفة أمير بيطلع عنيا











مايا بتساؤل : لسه برضو مفيش أمل إني أرجع ؟ 

ماجد نافياً : بصراحة مفيش لا أمل ولا سهير 

صرت مايا علي أسنانها لتتابع بضيق : أنت بتهزر يا ماجد ! 

ضحك ماجد قائلاً : لا والله بس فعلا هو مش راضي خالص .. سيبك بقي أنتي عاملة ايه ؟؟ 











مايا بضجر : زي الزفت.. أنت مش ناوي تيجي تتقدملي ولا إيه يا ماجد ؟؟ 

تنهد وقال : ناوي بس لما ناخد الورث بتاع أبويا والأرض الي سبهالنا إنما دلوقتي آجي أتقدم وأقول لأبوكي وأمك إيه ؟ 

رق صوتها حين قالت بدلال : ماشي يا روح مايا أنا بس بفكرك لحسن تلعب بديلك كده ولا كده ! 

ماجد بهمس: مقدرش يا قلبي ده أنتي الي في القلب وربنا .. 

................................



في مركز الشرطة .. 



وقفت أروي تبكي بإنهيار شديد وهي تقول من بين بكائها المرير : والله ما سرقت حاجة .. ده آآ.... 

قاطعها الضابط بلهجة ساخرة : أومال الخاتم كان بيعمل ايه في شنطتك ؟؟ 











حركت رأسها بهستيريه وهي تتابع : معرفش معرفش والله العظيم مااعرف عنه حاجة 

رمقها الضابط بنظرات حادة قوية وقال بصوتٍ جوهري ؛: جري ايه يا .... قالوا للحرامي أحلف ، ما أنا عارف شوية المسكنة دول !! 

كادت أن تتحدث ولكنه قاطعها بصرامة : أخرسي ! 

صمتت وأغلقت عينيها الذابلتين والعبرات تنهمر منهما بغزارة .. 

دلفت هدي تتمايل في خطواتها وجلست علي المقعد واضعة ساقا فوق الآخر.. لتصر أروي علي أسنانها وتصيح قائلة : حرام عليكي أنا أذيتك في ايه .. قوللهم الحقيقه وأن أنا بريئة الله يخليكي .. ! 

تحدثت هدي بهدوء مستفز يتبعه إبتسامة صفراء : 

- أنتي واحدة حرامية ولازم تاخدي جزائك !! 











لم تتحمل أروي فـ الدماء غلت في عروقها لتنقض عليها جاذبة إياها من ملابسها وهي تهتف بغضب عارم : اه يا ولاد ****** حسبي الله ونعم الوكيل فيكي 









نهض الضابط بسرعة شديدة ليفض ذلك الشجار بينهما حتي أبعد أروي بعنف ورفع يده







 للأعلي لتهبط علي وجنتها بقوة لتصرخ باكيه واضعة يدها مكان الصفعه لتتحسسها بألم ينهش قلبها المُنهك ... 

قام الضابط بالإعتذار من هدي التي إبتسمت بتشفي وإنتصار ، لتجلس ثانية وتوقع علي المحضر .. وما إن إنتهت إنصرفت مُغادرة للمكان تاركة تلك 









المسكينة تبكي لا حول لها ولا قوه .. إزداد بُكائها بكاءاً حين إستمعت إلي صوت الضابط وهو يقول بلهجة آمرة موجهاً حديثه لـ ذلك العسكري الذي









 دلف مؤدياً التحية ، ... 

_ خدها من هنا إرميها في أي داهية لحد ما تترحل بكرة ... 

إتجه إليها العسكري جاذباً إياها من ذراعها بعنف ، وخرج بها من غرفة المكتب .... 









...................................



في شركة سامي .. 



ولجت هدي إلي مكتبه ، ثم جلست قبالته مبتسمه قائلة : عجبتك يا باشا ؟؟ 

غمز لها قائلاً بإبتسامة شيطانية : إلا عجبتيني ، سبكتي الدور صح يا بنت الإيه .. تصدقي كنت قربت أصدقك أنا كمان ..

ضحكت عالياً بصوت أنثوي ، ليضحك سامي هو الآخر .. 

_ يلا حلال عليها السجن عشان تبقي تتربي وتعرف بتكلم مين ال شريفة ال .. هتعملهم عليا بنت ****** 

آتاه إتصال فجأةٍ فأجاب علي المُتصل ؛ 









_ ها كلمت العميل .. ؟ 

- للأسف يا سامي بيه ، الشركة إتفقت مع شركة الأمير وهيستوردوا جميع المنتجات منهم .. 

هب سامي واقفاً وقال بصرامة : يعني ايه الكلام ده ؟؟ هو لعب عيال ولا إيه ، ثم إن من إمتي شركة الأمريكية دي بتتعامل مع الزفت أمير ! 











- ده أول تعامل بينهم بس يا خسارة دي مكسبها كبير اوي تتعوض بقي مع السلامه يا باشا ..









 

أغلق الخط ليجلس سامي ، وفتح علبة سجائره ليخرج منها سيجارة ثم قام بإشعالها بغضب









 ، وقام بتدخينها بشراهة وهو يصر علي أسنانه بشراسةٍ تنضج من عينيه التي تلونت تواً بحمرة الغضب ..









 

خرج صوته كفحيح الافعي حين قال بتوعد مُخيف : لا الصفقة دي هتكون من نصيبي أنا مهما كلفني الأمر !!!! 

..............................



حل ظلام الليل وأسدل ستائره ، إنقبض قلب سهيلة التي لاحظت تأخر شقيقتها أروي ، فأسرعت تمسك هاتفها لتبحث عن إسمها وتقوم بالإتصال









 عليها ، ولكن .. وجدته مُغلق مما زاد من قلقها فإزدردت ريقها وتابعت في توتر : يا تري إتأخرتي ليه يا أروي وتلفونك مقفول ليه يارب سترك ... 









أخذت تسير ذهاباً وإيابا .. لا تعرف كيف تتصرف الآن ، حتي دلفت سهير التي قالت بسخط : ما تيجي يا بت تشوفي الزباين !!! 

هدرت بها سهيلة قائلة بإرتباك : أروي ماجتش لحد دلوقتي من الشغل وتلفونها مقفول سبيني في حالي دلوقتي بلا زباين بلا زفت .. 









أجابتها سهير ببرود ولا مبالاه : تلاقيها بتصيع هنا ولا هنا !! 

حدجتها سهيلة بحدة ونظرات تحمل الغضب الشديد ، وما كان منها إلا أنها أسرعت مهرولة 









خارج المنزل لتبحث عن شقيقتها وأثناء سيرها قامت بالإتصال علي سامي ، الذي ما أن وجد إسمها أغلق الخط عليها قائلاً بضجر : مش وقتك علي المسا !!! 









ثم نهض قائلاً في غضب : أما أشوف أخرتها معاك ايه يا أمير !!! 

................................



كالطير المجروح والحزين كمن كُسر أجنحته وحُجز في قفص مغلق وبات محروما من الحياة 

هكذا كان حال أروي التي تورمت عينيها من كثرة البُكاء تنظر حولها بريبة ، وتنظر إلي شعاع النور المنبعث من تلك النافذة الصغيرة أعلي الحائط تناجي







 خالقها وقلبها يصرخ عالياً .. فمنذ أن نشأت وهي تحاول الفرار ولكن أين ستذهب في عالم إمتلئ ذئاب بشرية إذا وقعت فريسة لأحدهم ستُدفن بالحيا !! 



.....................



في شركة الأمير ... 



دلف ماجد إلي داخل مكتب أمير ، ثم وقف أمام مكتبه مباشرةً وقال : ماجد ، سامي برا وعايز يقابلك 

رفع ماجد بصره عن الأوراق التي كان ينظر إليها ، ثم قال بضيق طغي علي ملامح وجهه : 

- وده عاوز ايه وايه الي جابه ؟؟ 









حرك ماجد رأسه نافياً وتابع : مش عارف ، بس أنا مش مطمنله 

تنهد أمير ، وقال حانقاً : خليه يدخل 

أومأ ماجد برأسه ، ثم توجه إلى الخارج وبعد قليل ولج سامــي ، الذي هتف بإبتسامة ماكرة : واحشني يا أميــر باشا ...

نهض أمير وصافحه بثبات ..







 ثم أشار له أن يجلس قبالته ، ومن ثم قال في هدوء : أهلا وسهلا يا سامي بيه نورت !! 

إبتسم سامي وتابع مردداً : شكرا .. ثم أخرج سيجارة من علبة سجائره ، وقام بإشعالها وكاد







 أن يدخنها ، ولكن أوقفه صوت أميــر الصارم وهو يقول : لو سمحت ! أنا مانع التدخين في شركتي وأظن إن دي حاجة معروفة و من قواعد وتعليمات الشركة !! 









قطب سامي جبينه ، ونظر له بحنق وهو يتابع : نعم ؟؟ 

إستند أمير إلي ظهر المقعد بينما وضع ساقا فوق الآخر وتابع بنفس الثبات : زي ما قولتلك







 يا سامي بيه دي تعليمات شركتي ولازم أي حد يدخل يحترم قوانيني ولا أنت إيه رأيك ؟؟ 

صر سامي علي أسنانه ، ثم قام بإطفاء السيجارة رغما عنه وعينيه تُطلق شرار ...







 

تنهد أمير وراح يستند بمرفقيه علي سطح المكتب ، ليقول رافعاً أحد حاجبيه بجدية : خير يا سامي بيه ؟؟ 

وضع سامي ساقاً فوق الآخر ، ثم نظر له وتابع : الصفقة بتاعة الشركة الأمريكية ! 











ضيق أمير عيناه ، ثم أردف في تساؤل : مالها ؟؟ 

نظر له بنظرات ذات مُغزي ، وتابع : تخُصني !! 

رفع حاجبيه معا وقال بإندهاش : والمطلوب ؟ 









تنهد سامي وهو يرمقه بنظرات حادة : 

- المطلوب إنك تلغي الصفقة دي خالص لأن أصلا الشركة دي كانت بتتعامل معايا الأول ، وأنا محتاج الصفقة دي ضروري جدا وأنا جايلك لحد عندك عشان كده ، وعلي ما أعتقد يعني مش هتخيب ظني فيك !!! 

ضحك أمير ساخراً ، ثم قال : ضحكتني والله وأنا مليش نفس أضحك !! ... يعني حضرتك جاي لحد عندي عشان تاخد شغلي وعايزني أتنازل بكُل بساطة كده ؟؟ حد قالك إني فاتحها سبيل ؟؟ 

رفع أحد حاجبيه وقال بتجهم : ما قلتلك أن ده شغلي وإن الشركة كانت بتتعامل معايا و..  

قاطعه أمير بحزم : كانت !!! كان ياما كان ، ودلوقتي طلبوا يشتغلوا معايا أقولهم لاء أصل سامي بيه هيزعل !! 

هب سامي واقفاً والشر يتطاير من عينيه ، فهدر قائلاً : يعني مش هتتنازل !! 











حرك أميــر رأسه ببرود تام جعله يستشاط غضباً أكثر ... فرمقه بنظرات نارية قبل أن يتجه إلى الخارج، وقال في توعد : ماشــي يا أميـر ، سلام .. ولا أقولك من غير سلام !! 

إتجه صوب الباب وخرج ليدلف ماجد بعد ذلك وهو يقول في تساؤل : ماله ده كان عايز منك ايه ؟؟ 









أخذ أمير نفسا عميقا ثم زفره علي مهل ، وتابع بجدية؛ 

- البيه جاي آل ايه يجبرني أتنازل عن الصفقة بتاعة الشركة الأمريكية !! بكل بساطة وسهولة عشان هو عايزها ! 

عقد ماجد حاجباه وتابع : ايه الراجل الناقص ده !! لاء وجاي لحد هنا ومش مكسوف علي دمه 









زفر أمير بحنق وقال : يلا في داهية ، قوم إعملي فنجان قهوة بقي عشان فور دمي 

صر ماجد علي أسنانه وقال بغيظ : ياعم ما تشوف سكرتيرة بقي ، فالح بس تمشيهم واحدة ورا التانية !! 

أمير بجدية : أعمل إيه ما كلهم أستغفر الله شمال !! 

ماجد بحذر : طب ما ترجع مايا 

أمير بعصبية : قوم بسرعة من قدامي 

نهض ماجد سريعاً وهو يضحك عالياً وإتجه إلي الخارج ليعد له القهوة كما طلب .... 

 .............................



وصلت سهيلة وهي تلهث بشدة إلي شركة سامـي ، ثم ولجت إلي الداخل وصعدت إلي الأعلي سريعا .. 

ما إن صعدت توجهت إلي السكرتيرة هدي وسألتها بقلق وهي تلتقط أنفاسها : 

- لو سمحتي أروي فين ؟؟ 







هدي ببرود : أروي مين ؟؟ 

عقدت سهيلة حاجباها وتابعت بنفس القلق : أروي أختي ،كان أول يوم ليها هنا عشان تشتغل وهي إتأخرت أوي هي فين مكتبها ؟؟ 









أجابتها هدي بسخرية : أهااا ، هي الي إسمها أروي دي تبقي أختك ؟؟ دي حرامية وسرقت الخاتم بتاعي النهارده وطلبنا ليها الشرطة 









خبطت سهيلة علي صدرها وهي تقول بعدم تصديق : نعم ؟؟؟ لا أكيد في حاجة غلط أروي لا يمكن تعمل كده 









هدي بتهكم : لا عملت وهي دلوقتي في القسم وزمانهم حبسوها مع المجرمين الي شبها 

إتسعت عينا سهيلة وهي تقول بصدمة جليه : 


رواية حبيبتي الكاذبة 
الفصل الخامس 


 (مُساومة) 


صاحت سهيلة بغضب عارم وهي تهتف : 

- لا أنتي كذابة ، أختي لا يمكن تعمل كده أبدا 

أقبل عليها سامي وهو يقول بحدة : 

- في ايه وايه الصوت العالي ده !! 

أسرعت سهيلة تقول برجاء : يا سامي بيه ، قولي أختي فين الله يخليك وايه الي حصل أروي لا يمكن تسرق أبدا ! 

رمقها بنظراته الساخرة وتابع مُتجهما الوجه : لا عملت وأديها متلقحة في المكان الي تستاهله عشان تتأدب وتحرم تسرق الحرامية دي حركت رأسها نافية وقالت: لاء أكيد في حاجة غلط أرجوك يا باشا تعالي معايا نخرجها ، دي أختي الوحيدة ومليش غيرها دفعها بيديه بعنف ، ودلف إلي مكتبه ليتركها تبكي بشدة .. ولا تعرف ماذا تفعل الآن وكيف تتصرف مع الموقف .. لقراة الرواية الكاملة البحث من جوجل باسم

مدونة كرنفال الروايات وايضاء نرشح لكم رواية

رواية جبروت الادهم من هنا

رواية جحيم العذراء من هنا

لم تيأس إنما ركضت لتدلف خلفه وهي تتوسله بأن يصفح عن شقيقتها ، وما كان منه غير الطرد والإهانة !! بل والسخرية أيضاً ، فرحلت .. رحلت تبكي علي شقيقتها وتسير تُفكر كيف تنقذها .. 

...............................في منزل السيدة كوثر ... 


طرقت السيدة نعمة الباب تلك السيدة التي قاربت على الستون عام ، ذات الملامح الهادئة رغم كبر سنها .. 

فتحت سلمي الباب.. وهتفت بإبتسامة : إزيك يا طنط نعمة إتفضلي .. 

دلفت نعمة قائلة : أومال فين ماما يا سلمي ؟ .

آتيت كوثر من خلفها قائلة في ترحيب : أنا هنا يا حبيبتي يا خطوة عزيزة 

قامت بعناقها ، ثم جلستا فقالت كوثر سريعاً : إعملي شاي لخلتك نعمة يا سلمي 

أومأت سلمي برأسها وإتجهت إلي المطبخ  .. 

بينما تحدثت نعمة موجهة حديثها لـ كوثـر بعتاب : 

_ بصراحة بقي كده يا أم ماجد أنا زعلانة منك جدا 

تنهدت كوثـر طويلاً ، ثم أردفت قائلة : ليه خير يا أم خالد إيه الي حصل بس ؟؟ 

مصمصت نعمـة شفتيها وتابعت بمزاح : شوفي ياختي الولية !! رواية معشوقي من هنا

ما أنتي عارفة إني زعلانة من إيه ومع ذلك ولا عملالي إعتبار يا كوثر مكنش العشم .. 

إبتسمت كوثـر وتابعت بتفهم : يا حبيبتي أنتي إعتبارك علي راسي والله يا أم خالد ، بس أنا برضو أم ومن حقي أفرح ببنتي ويبقلها شقة زي مخاليق الله .. 

رفعت نعمة حاجباها وتابعت : ومين قالك إنه مش هيبقي بيتها ؟؟ أنتي تفتكري إني ممكن أضايقها في حاجة !! عيب يا كوثر ده أنا الي مربياها وبعتبرها بنتي وربنا شاهد علي كلامي 

تنهدت كوثـر ثم تابعت : عارفة والله يا نعمة ، بس برضو ياختي أخاف أي حاجه تحصل ونرجع نخسر بعض خصوصا إنك غالية عندي والله جدا ومهما كان إحنا مش ملايكة وممكن يحصل أي حاجه في أي وقت 

نعمة بإمتعاض : ياختي تفائلي ومتسبقيش بالشر كده بقي !! خليها علي الله بس وكل شئ هيبقي تمام ها قولتي ايه !؟ بالله عليكي توافقي بقي يا كوثر ، والله الواد خالد إبني بيعشق البت بنتك وأنا كمان عشمانة فيكي ومش معقولة هترديني كده ... 

ساد الصمت لحظات ، وراحت تُفكر كوثـر في تردد ... قطعت ذلك الصمت سلمي حين توجهت إليهما تحمل الشاي وهي تقول بتوسل : وغلاوتي عندك يا ماما توافقي الله يخليكي .. 

وكذلك هتفت نعمـة برجاء : ها بقي يا كوثـر ؟! 

أخيراً إبتسمت كوثـر وتابعت بتنهيدة : ماشي يا أم خالد عشان خاطرك موافقة وعشان العيش والملح وصداقة العمر موافقة .. 

وكأن هذه الكلمات خرجت منها عن عمد حتي تنبها أنها ستعطيها اغلي ما تملك فلتحافظ عليها .. ! 

إتسعت إبتسامة نعمـة التي أطلقت زغرودة عالية بينما هتفت كوثـر في خفوت : ربنا يسعدك يا سلمي يا بنتي 

إتجهت سلمي إلي أمها وعانقتها بفرحة عارمة وهي تقول : حبيبتي يا ماما ربنا يخليكي ليا .. ! 

دلف ماجـد مندهشاً من أصوات الزغاريد المُنبعثة من منزلهم فقال بجديـة : في إيه ..؟ 

نهضت كوثـر تقول بسعادة : كويس إنك جيت يا ماجد يابني عاوزين نقرأ فاتحة أختك بقي علي خالد 

عبس ماجد بوجه وتابع حانقاً : فتحة !! كده من نفسكم وأنا مليش كلمة ولا راجل البيت ده ولا إيه ؟؟ 

تأففت سلمي وهي تعقد ساعديها أمام صدرها بإعتراض وعدم رضا ، بينما تحدثت كوثـر وهي تقول : ما إحنا فيها أهو ده لسه كلام بس يا ماجد 

وفيما قالت نعمـة بتجهم : هو أنت عندك إعتراض علي خالد إبني ولا حاجة يا ماجد ؟؟ 

زفر ماجــد بضيق ورمقها بنظرات جامدة ثم تابع بنبرة تحمل من الغرور والتعالي : علي ما أعتقد إن إبنك معندوش شقة !! ممكن أعرف هيسكن فين !! 

رفعت نعمـة أحد حاجبيها وتابعت في ثبات : هيسكن معايا يا ماجد سلمي بنتي وأنا مربياها وهحافظ عليها وده وعد مني لأمك وبعدين يعني أنا كلامي مع امك مش معاك أنا برضو ست كبيرة ولهجة السخرية دي محبهاش !! أنا ماشيه يا أم ماجد ولينا كلام تاني !! ... 

هتفت كوثر سريعاً : إستني طيب يا نعمة 

لم تصغي إليها نعمة وتوجهت إلي الخارج صاعدة إلي شقتها مرة ثانية وقد غلت الدماء في عروقها ... 

أغلقت كوثـر الباب وإتجهت إلي ولدها قائلة بعتاب : مينفعش أبدا الست تمشي زعلانة من أسلوبك علي فكرة !! وعيب عليك تتكلم بالطريقة دي لا عملي إعتبار ولا أي حاجه !! 

ماجد بلا مبالاه : أنا مقلتش حاجة غلط يا ماما ! الواد ده معندوش شقة ومش عاجبني أصلا وأنا بقي مش موافق . !! 

صاحت به سلمــي ، وقد نفذ صبرها : 

_ هو أنت مالك أصلا !! .. أنا عمري ما هاخد برأيك أبدا ، أنت واحد مش بيفكر غير في نفسه وجاي دلوقتي تقولي مش موافق بأي حق بقي أن شاء الله !!! توافق ولا متوافقش أنا بحب خالد وهتجوزه غصب عنك .. 

إتسعت عيني ماجـد وإقترب يباغتها بصفعة قوية هبطت علي وجنتها وهو يقول هادرا بها : إخرصي يا بت أنتي !! أنتي إتجننتي ولا إيه 

صرخت سلمي وهي تبكي بحرقة ولقد إرتمت في أحضان والدتها التي هدرت به بغضب عارم : كسر إيدك يا ماجد أنت إزاي تمد إيدك عليها !! 

إنفعـل ماجد قائلاً بحـزم : وأكسر رقبتها كمان لو طولت لسانها عليا تاني مبقاش إلا سلمي الي مطلعتش من البيضة لسه !!! 

رواية حب يفوق السحر من هنا

بصعوبـة بالغة وصلت سهيلة إلي مركز الشرطة وبصعـوبة أشــد تقابلت مع شقيقتها التي ألقت نفسها في أحضانها باكيةٍ بمرارة 

أخذت سهيلة تهدئ من بُكائها وهي تربت علي ظهرها قائلة في إطمئنان : 

_ إهدي يا أروي ، إن شاء الله هتخرجي من هنا بس إحكيلي إيه الي حصل يا حبيبتي وأنتي فعلا مديتي إيدك وسرقتي الخاتم ولا هما ...

قاطعتها أروي بصيـاح وبُكاء هستيـري : أنتي بتتكلمي إزاي يا سهيلة !! أنا أسرق ليه وعشان إيه حرام عليكي أنتي كمان هتظلميني ليه ... 

عانقتهـا سهيلة مرة ثانية ، وقالت بضيق : مكنش قصدي والله بس بستفسر منك ، أنا آسفة حقك عليا إهدي يا حبيبتي .. 

أخذت أروي تكفف دموعها بأنامل يدها ، وتنفست بعمـقٍ محاولة السيطرة على خوفها وتوترها ... 

ربتت سهيلة علي كتفها وقالت محاولة بث الإطمئنان داخلها : 

_ إن شاء الله ربنا هينجيكي منها يا أروي متخافيش أنا مش هسيبك والله ..  

حركت أروي رأسهــا بيأس وهي تقول : هخرج إزاي والتهمة ثابتة عليا بشهادة كل الموظفين ، حسبي الله ونعم الوكيل

سهيلة بتأنيب ضميـر : آنا آسفة يا أروي أنا السبب وأنا الي خليتك تروحي تشتغلي عنده ،بس متقلقيش أنا هخليه يجي يتنازل عن المحضر ويخرجك بإذن الله متخافيش 

أغلقت عينيها بألـم وتابعت في حزن : معتقدتش هيتنازل أنا خلاص ضعت يا سهيلة ، ضعت خلاص 

تنهدت سهيلة وهي تعطيها طعام إشترته لها ، وقالت بحنان : طب أنا جبتلك أكل وهضطر أسيبك دلوقتي عشان اروح تاني للزفت سامي وإن شاء الله هاجي أقولك أنه إتنازل بس أوعديني تاكلي كويس ماشي ..؟ 

أومــأت أروي برأسهـا في صمت ، بينما ودعتها سهيلة وإنصرفت متوجهة إلي شركة سامــي مرة ثانية ... 

..........................


دلفت السيدة كوثـر إلي داخل غرفـة ماجد الذي كان مُستلقي بجسده فوق الفراش ويعبث بهاتفـه بلا مبـالاه ، إقتربـت تقـول بحـدة ؛ 

_ أنا بحذرك تمد إيدك علي أختك تاني يا ماجد ،والله ما هيحصلك كويس أنت سامعني ولا لاء ؟؟ 

نهض ماجد جالساً فوق الفراش وقال بتجهم ؛: 

- يعني عاجبك إنها تقل أدبها كده ولا إيه ؟؟ 

ردت كوثـر بغضب : كل كلامها صح أنا بس الي مش راضية أبوظ صورتك قدامها وأقولها لا عيب متقوليش علي أخوكي كده ، لكن تقدر تقولي فين إهتمامك بيها كأخ ؟؟ يعني فين دورك في حياتها !! ولا حاجه بتعملها ليها ده المفروض إنت تعوضها عن حنان أبوها الي إفتقدته مش ولا كأن ليها حد وأن طايح في الدنيا يا دوبك تيجي تاكل وتنام كأنك قاعد في أوتيل !! 

زفر بحنـق ، ثم أردف قائلاً : يعني أعمل إيه ما أنا بشتغل ليل مع نهار أعمل إيه يعني 

ضربت كوثر كفا علي كف وقالت بتعجب : وأختك يا بني !! أختك فين دي يتيمة عارف يعني إيه يتيمة يعني لازم تعوضها وتاخدها تخرجها وتفسحها عاوزها تحس إنك موجود في حياتها مش جاي في الآخر تضربها وتعمل نفسك راجل !! 

لوي فمه بإستنكار ، ثم تابع بحنق : أومال ايه !! ما أنا راجل فعلا 

حركت رأسها وتابعت بسخرية : مش دي الرجولة ، الرجولة دي ليها معني كبير أوي الراجل الي بجد هو الي يعرف يحتوي الي حواليه ويحسسهم بالأمان والحماية والسند ووقت ما نحتاجه نلاقيه !! 

تنهد ماجد بضيق غيـر مبالــي تمامـا بحديث والدته ولم يُحرك ذرةٍ واحدة بداخله ، فتنهدت بيأس ونهضت قائلة : طبعا أنا هتعب نفسي بالكلام ومفيش فايدة عموما أتمني تحس علي دمك شوية وتاني مرة لو مديت إيدك علي أختك هتشوف وش تاني مني ماشي !! 

أومأ ماجد بنفاذ صبر وتابع: طيب طيب ، قوليلي إمتي هناخد نصيبنا في ورث أبويا ؟؟ 

عقدت كوثر حاجباها وتابعت بإستغراب : بتسأل ليه يعني ؟! 

مط شفتيه ثم تابع : عادي عشان أشوف حالي وأتجوز بقي ولا أنا هفضل قاعد كده كتير 

رفعت أحد حاجبيها وتابعت : ممم تتجوز وياتري لقيت عروسة !! 

تنهد ماجد وقد إستند بظهره علي ظهر الفراش وقال : أيوة موجودة ومستنياني ... !!! 

كوثر في تساؤل : مين دي ؟ 

ماجد بهدوء : بنت إسمها مايا كانت بتشتغل في الشركة !!! .... 

..........................


وصلت سهـيلة إلي شركة سامــي وهي تلهـث بشدة ، صعدت إلي الطابق المتواجد فيه مكتبه ، ثم وقفت أمام السكرتيرة قائلة بٱرهاق : عاوزة أقابل سامي بيه من فضلك !! 

تأففت هـدي ونهضت قائلة بحـدة : أوف ، أنتي تاني !! بقولك إيه إمشي من هنا إحنا مش فاضينلك 

صاحت بها سهيلة مُصممة علي مُقابلة سامي ، فخرج علي أثر صياحها وقال بغضب : إيه الي جابك تاني يا سهيلة !! 

توسلت إليه سهيلة وهي تقول برجاء : محتاجة أتكلم معاك لو سمحت يا سامي بيه بترجاك 

تنهد بنفاذ صبر وقال : طيب تعالي ورايا .. ! 

دلفت خلفه وأغلقت باب المكتب بينما جلس سامي واضعاً ساقيه فوق بعضهما .. وقال بتعالـي : 

- خيــر ! 

إقتربت منه وقالت برجاء : ممكن تطلع أختي من الورطة الي أنت وحلتها فيها دي ، حرام عليك هي عملتلك إيه !! 

ضحك عالياً بسخرية وتابع : أنا معملتش حاجة هي الي سرقت وبتاخد جزائها ! 

سهيلة بإنفعال : لا أختي مسرقتش حاجة وأنت الي دبرت كل ده عشان تنتقم منها !! أبوس رجلك طلعها وإنشالله حتي تدخلني أنا مكانها بس هي مش حمل بهدلة والله 

مطت سامي شفتيه للأمام وهو يحدق في الفراغ مُضيقا لعينيه بتركيز ، وقد لمعت عينيه بمكر ثم قال بهدوء بعد ذلك : 

_ممم موافق يا سهيلة بس بشرط ! 

تحدثت سريعاً : شرط إيه !؟ 

نظر لها ثم تنهد بعمق وتابع مردفاً: 

_  في واحد بينافسني في شغلي ، وأخد مني صفقه بملايين ، وبما إن أختك عاوزة تخرجك يبقي تنفذ الي هقوله بالحرف الواحد !! 

عقدت سهيلة حاجباها وتابعت في تساؤل : وأروي إيه دخلها في كده يعني .. ؟ 

أشعل سامي أحد سجائره ، ثم أخذ نفساً عميقاً منها وزفره في هدوء وتابع : هقولك .. !! 

..........................


- ماما ، أنا هطلع عند طنط نعمة أعتذرلها عن أسلوب ماجد معاها ! 

نطقت سلمـي هذه العبارة وهي تكفف دموعها بأناملها .. 

كوثـر بجدية : أنا هبقي أطلعلها بكرة يا سلمي 

سلمي بتصميم : لو سمحتي يا ماما هطلع أعتذرلها وأطيب خاطرها ممكن ؟! 

زفرت كوثر بضيق وقالت : أنتي مصممة بقي ، عشان حبيب القلب مش كده !! 

لم تجيبها سلمي ، فأردفت كوثر : ماشي يا سلمي إطلعي خمس دقايق بس فاهمة 

أومأت سلمي برأسها وإتجهت إلي خارج الشقة وصعدت إلي الأعلي حيث شقة نعمـة وولدها خـالد .. ! 

طرقت الباب ، ثم وقفت تنتظر حتي فتـح خالد الذي إبتسـم قائلاً بإشتياق : سلمي ، تعالي إتفضلي 

تنهدت سلمي وقالت بضيق : طنط فين ؟ 

عقد حاجباه وتابع : مالك يا سلمي أنتي زعلانة مني ولا إيه 

حركت رأسها نافية ، ثم قالت بحزن : لا أنا عمري ما زعلت منك يا خالد 

إبتسم وقال : طب زعلانة من مين ؟ 

تنهدت وقالت : هقولك بعدين إندهلي طنط بقي عشان عاوزاها .. ! 

أومأ برأسه قائلا بإبتسامة : حاضــر 

..............


في مركز الشرطه .. 


قصت سهيلة علي شقيقتها أروي ما طلبه منها سامـي حتي إتسعت عينيها قائلة : نعــم !! 

سهيلة بنفاذ صبر : مفيش قدامك غير كده يا أروي يإما هتفضلي هنا علي طول ومش هتخرجي 

حركت رأسها نافية وقالت بغضب : حسبي الله ونعم الوكيل فيه ، هو ده شيطان ولا إيه !! إزاي عاوزني أسرق من واحد شغله وفلوسه وأروح بكُل بساطة أدهومله !! لا أنا لا يمكن أعمل كده أبداً !! 

زفرت سهيلة بحنق : يوووه يا أروي وإحنا مالنا ما يولعوا كلهم أنتي هتروحي تشتغلي في الشركة الي هو قالي عليها دي ،وهتفضلي هناك لحد ما تعرفي مكان الورق والفلوس الي هيقولك عليهم الزفت سامي وتمشي من الشركة وخلصت الحكاية شغلي دماغك بقي ! 

أروي بتصميم : لأ ، أنا ضميري ميسمحليش أبدا أسرق 

سهيلة بغيظ : يعني هتفضلي محبوسة هنا و مش هتطلعي !! 

أغلقت أروي عينيها بألم ، وضغطت علي شفتيها بحيرة ، فماذا تفعل ، هل توافق ؟ أم ترفض وتظل في هذا السجن وتُعاقب علي جريمة لم تفعلها ...


                 الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>