رواية حبيبتي الكاذبة الفصل العشرون20 بقلم فاطمة حمدي


 رواية حبيبتي الكاذبة 
الفصل العشرون
بقلم فاطمة حمدي

 (جرح عميق ) 

الي بقـولك عليـه تسمعيه يا سلمي فاهمة ولا لاء ؟؟ 
- أردف خالـد بتلك الكلمات ، وهو ينظر إلي زوجتـه بجـدية .. 
أومأت سلمي رأسها في طاعة وهي تقول : حاضر يا خالد ، بس ممكن تهدي شوية 
خالد غاضبا : أهدي إزاي وأنتي عاوزة تروحي تستني أخوكي لما يخرج من القسم أنتي شكلك إتجننتي خلاص يا سلمي ! 
حاولت سلمي تهدئته إلا أنه قال بقسوة : سلمي ، ياريت متتكلميش مع أخوكي عشان يعرف أنه غلطان لسانك ميخاطبش لسانه زي أمك ما هتعمل كده ، لأن لو إستقبلتيه كويس هياخد علي كده ولا كأنه عمل حاجة ! 





سلمـي بهدوء : حاضر يا خالد ، هعمل كده ... 
تنهد وهو يمسح علي شعره بعصبية ، بينما إقتربت سلمي منه قائلة بهمسٍ برئ : أنت لسه زعلان مني يا خالد ؟ 
أومأ خالد رأسه وهو يُطالعها بعبس ، فأردفت في هدوء : 
- أنا فعلا غلطانة جدا يا خالد ، بس .... 
قاطعها بحزم : خلاص يا سلمي مفيش فايدة من الكلام الي حصل حصل ، أنا بس شايف أن أخوكي ميستاهلش اهتمامك بيه لدرجة تبيعي شبكتك وحلقك وكل حاجة عشانه وياريته هيطمر فيه ! 
ما كان منها إلا إنهـا عانقتـه ودفنت وجهها في صدره قائلة بصدق : سامحني يا خالد بجد آسفة ، أنا جرحتك بغبائي ومفكرتش في زعلك ، بس أوعدك مش هعمل حاجة تزعلك تاني .. 
لف خالد ذراعيه حولـها ، وقال هامسا : ولا يهمك يا سلمي أنتي عندي أهم من أي حاجه فداكي .. 
....................

"في المستشفي" 

أنهـت سهيـلة حديثهـا مع شقيقتها أروي .. 
وبعـد مرور ساعة ، دلـف أمير بصحبة زيـاد إلي داخل الغرفـة ، فإبتسم زياد قائلاً : حمدالله على السلامه 
بادلته أروي الإبتسامة : الله يسلمك 
أردف أمير قائلاً بصوت رجولـي : ده زياد إبن عمتي ، يا أروي وكمـان هو الي إتبرعلك بالدم 
أروي بإمتنان : أنـا بشكرك جدا يا أستاذ زياد بجد مش عارفه أقولك إيه 
تابع زياد في هدوء : متقوليش حاجة ، المهم انك بخير .. 
كذلك إبتسمت سهيلة قائلة : شكرا جدا لحضرتك ، لولاك كان جري لـ أروي حاجة لا قدر الله .. 






العفو أنا معملتش غيـر الواجب ... قالها زياد مبتسماً ك عادتهُ .. 
نظـرت سهيلة إلـي ساعة يدهـا وقالت بتنهيدة : أنا لازم أمشي دلوقتي يا أروي ، وهحاول أجيلك تاني النهـاردة 
أومأت أروي قائلة : ماشي .. بينما قال زياد وهو يُتابعها بعينيه : تحبي أوصلك ؟؟ 
لأ .. قالتها بإرتباك ثم تابعت بتلعثم : آآ قصدي يعني أنا هروح لوحدي لأن في واحدة صاحبتي مستنياني .. 
أنهت جملتها ثم أسرعت مهرولة إلي الخارج ، بينما قال زياد موجها حديثه لـ أمير : 
- وأنت مش هتروح ؟؟ بقالك يومين صاحي شكلك تعبـان جدا 
أمير بنفي : لا مش مشكلة 
قالت أروي بجدية : لازم تروح ترتاح ، أنا تعبتك معايا جدا 
نظر لها نظرات ذات معني وهو يقول : أنا الي تعبتك يا أروي ! مش أنتي ، المفروض إني أكون مكانك دلوقتي ... صمت ليتابع مازحا : اه لو تقوليلي ليه عملتي كده هرتاح 
عضت علي شفتها السفلي وقالت بغيـظ : برضو ! 
ضحك زياد وهو يقول بإيجاز : طب يلا عشان تروح بقي يا أمير علي الأقل تغير هدومك دي 
نظر أمير إلي ملابسه وهو يقول بتأفف : فعلا ده أنا منظري بقي عار ... نظر إلي أروي وتابع : ساعة زمن بالكتير أغير وأجي 
إبتسمـت له وهي تومئ برأسها فـ بادلها الإبتسامة وإتجه إلي الخارج بصحبة زياد الذي قال بمـرح : 
- أيوة يا عم يا بتاع النظرات 
ضحـك أمير قائلاً بمراوغة : ايه نظرات دي تقصد ايه يا خفه ؟ 
زياد بمكر : أومال بس عمال تقولي مش عارف يا زياد مش عارف ، وأنت دايب يعيني 
وكزه أميـر في ذراعه وهو يتابع مازحا : ما تتحشم ياض ! 
ضحك زياد ثم قـال : طب قولي أعترفتلها ولا لسه ؟؟ 
أمير بتوتر وهو يتحاشي النظر إليه : أعترف بإيه ؟! 
زياد بغيظ : بحبك يا إبن الخال ! 
صمت أمير وهو يفتح باب سيارته ثم يستقلها بهدوء ، وكذلك فعل زياد ولكنه قال مواصلاً : ما ترد عليا يا عم التقيل 
أمير متابعا بهدوء : في ايه يا زياد أنا تعبان ومش فايقلك بجد 
زياد مصمما : نفسي أعرف بتكابر ليه ، ما تشق طريقك يابني وتتجوز وتفتح بيت ولا عاوز تفضل طول عمرك أعذب يعني ؟؟؟ 
تنهد أمير بعمقٍ ثم قال بمرح : وفيها ايه يعني لما أفضل أعذب مش كده أحسن ولا إيه 
رد زياد بغيظ : لا أنا عاوز عيال ألعب بيهم ، ومفيش غير عيالك عاوز أبقي عم ! 
أمير ضاحكا : طب ما تتجوز أنت يا اخويا وأبقي أب أنا مال أهلي 






صمت زياد ليتابع بمزاح : والله فكرة ، عندكش عروسة ؟ 
ضحك قائلاً : هشتغلك خاطبة كمان ده الي ناقص .. 
ضيق زياد عينيه ثم تابع بجدية : ممم طب سيبك مني ، قولي بقي بصراحة أنت حبيت فعلا أروي ؟؟ 
رفع أمير حاجبه وهو يُتابع الطريق ثم أردف بنفاذ صبر : ده أنت مصمم بقي 
أومأ زياد رأسه وقال : آه 
تنهد أمير وأجاب قائلاً بشرود : أنا حاسس بحاجة غريبة ، والحاجة دي زادت بعد الي حصل ده .. يعني لو الحاجة دي حب يبقي بحبها .. ! 
إعتدل زياد في جلسته وهو يقول بإهتمام : أيوووووة ، ايه بقي الحاجة الغريبة دي ؟ 
أضاف أمير مكملاً بمزاح ': بحس إني منشرح كده لما بشوفها ... .
زياد بتجهم : هي دي الحاجة الغريبة ؟؟ 
أجابه ضاحكا : أيوة 
عض زياد علي شفته السفلي وهو يرمقه بنظرات مغتاظه : تصدق أن أنا هقطع علاقتـي بيك ! 
........................

في منزل السيدة كوثـر .. 

طرق ماجد علي الباب بهـدوء ، بينما إتجهت سلمـي لتفتح وما أن رأته عبست بوجهها وهي تقول بملامـح متجهمة : أهلا .. 
ثم تركت الباب ودلفت ليدلف ماجـد خلفهـا قائلاً : ايه المقابلة دي يا سلمـي ؟؟ 
سلمي بغضب : أومال عايزني أقابلك ازاي وأنت .... 
قاطعها قدوم كوثـر وهي تقول بحدة : ايه الي جابك يا ماجد ؟؟ 
عقد ماجد حاجباه بإستغراب : نعم !! يعني ايه الكلام ده ؟ 
هتفت كوثر بغضب : يعني أنا بيتي ده نضيف ، وهيفضل نضيف ، انت ملكش مكان فيه ابدا ، مش عشان انت ابني هضلل عليا ، لاء ، فوق إظاهر اني معرفتش أربيك أصلا 
كاد ماجد إن ينفعل لكن كوثر قاطعته بصرامة واكثر حدة : أنت متكلمش أنا بس الي أتكلم احمد ربنا انك لقيت حد يخرجك من السجن ، أنا كان نفسي تتربي لكن هعمل ايه ، الله يجازيهـا أختك هي السبب ! 





صمت ماجـد وهو يفكر ، فإذا تطاول علي أمه سيزداد الوضع سوءا ، فحاول رسم إبتسامة علي وجه وتصنع الندم وهو يقول : أنا مش هنكر إني غلطـان يا ماما ، إديني فرصـة وإن شاء الله هتغير صدقيني ! 
لوت كوثـر فمها وهي تتابع بتهكم : بعد ايه ؟؟ ده أنت خليت رقبتي أد السمسمه قدام الجيران وجوز أختك وحماتها ! 
ماجد بهدوء : أن شاء الله كله هيتغير بس سامحيني واديني فرصة تانية عشان خاطري .. 
أقبل عليها ثم إنحني وقبل كف يدها ثم إستقام مجددا وهو يقول مبتسماً : سماح بقي يا أم ماجد .. 
صمتت كوثـر وهي تطالعه بعدم إقتناع ، فنهضت ودلفت إلي غرفتها دون أن تنبس ببنت شفه .. وكذلك فعلت سلمـي ! 
ووقف ماجد يمسح علي رأسه بعصبيه حتي تفاجئ بهاتفه يصدح عاليا معلنا عن إتصال فأجاب قائلاً بضيق : أيوة 
آتاه صوت سهيلة المُشتاق : ماجد أخيرا فتحت تلفونك ، بجد وحشتني أوي .. 
رد عليها بإيجاز : وأنتي كمـان ! 
تملكها القلق وهي تقول بحذر : أنت كُنت فين كل ده .. 
- كنت مسافر .. قالها ماجد بجدية 
لتردف سهيلة بإبتسامة : طب ممكن بقي أشوفك ؟ 
تنهد قائلاً : ماشي ، أنتي فين ؟ 
أجابته سهيلة بسعادة : أنا قدام البحر الي في **** مستنياك 
أغلق الخط ثم دلف ليُبدل ثيابه سريعا عازما علي أن يذهـب إليهـا !..    
...................

في المستشفي .. 






تفاجئت أروي بـ الباب يقرع ، فأذنت بالدخـول ، ليدلف كـرم الذي قال مبتسماً : ألف حمدالله على السلامه يا آنسة أروي .. 
تنهدت أروي بضيـق : الله يسلمك يا أستاذ كرم 
جلس كرم قبالتها علي المقعد ، ثم قال بتساؤل : أن شاء الله تكوني أحسن دلوقتي ؟ 
ردت بخفوت : الحمدلله أحسن بكتير 
إبتسم بإتساع : طب الحمدلله بجد قلقتيني عليكي ، متعرفيش أنا كانت حالتي عاملة ازاي ! 
رفعت حاجبيها بإندهاش وصمتت وهي تعبث بيديها ، فأردف كـرم مكملاً : أنا بصراحة يا آنسة أروي عاوز اسألك علي حاجة ! 
نظرت له أروي وهي تقول متنهدة : إتفضل 
تحدث كرم بحذر : أنتي مرتبطة ؟؟ 
صُدمت أروي قليلاً وتابعت : لأ ، ليه بتسأل ؟؟ 
إبتسم بإنشـراح وهو يتنفس بعمق قائلاً بسعادة : الحمدلله انك مش مرتبطة ، أصلي بصراحة معجب بيكي جدا ويكون ليا الشرف اني أتقدملك .. 
ساد الصمـت في المكان عُقب إنتهـاء جملته ، لم تستوعب أروي ولم تعرف ماذا تقول له الآن !! 
هي لم تري غير أميـرها الذي عِشقته هي بكُل جوارحها ... أما عن هذا فقد صدمهـا طلبه .. ! 
لمعـت عينيها بشقاوةٍ في لحظة واحدة ، فلقد قررت أن لا ترفض حالا لحين يأتي أمير وتعرف رد فعله تري ماذا سيكون رد فعـل الأمير ؟؟؟ 
.......................

وصـل ماجـد إلي حيث توجـد سهيلة ، فإقتررب منهـا مصافحاً إياها قائلاً لهـا بإبتسامة زائـفة : وحشتيني 
تطلعت إليه بإشتياق وكأنهـا كانـت ضائعة بدون ، فأردفت بخجل : وأنت كمان وحشتني جدا .. 
جذبها من يدها وجلس بها علي مقعد من الحجر ثم قال هامسا وهو يقترب منهـا : بس أنتي وحشتيني أكتر بكتير ... 
إبتعـدت عنه فجأة وهي تنهض واقفة قائلة بتوتـر : لأ يا ماجد بلاش كده أرجوك ! 
لوي فمه بتهكم وهو يتابع : ليه ؟؟ 
إزدردت سهيلـة ريقها وتابعت بخجل : خلينا في الحلال أحسن يا ماجد ، زي ما وعدتني ، أنا خلاص تعبت وقرفت من الحياة دي ، نفسي بجد ربنا يهديني وحد ياخد بإيدي ويبعدني عن كل ده 
ضحـك ... ضحـك عالياً مُقهقها وهو يضرب كفا علي كف مُستهزءاً لما نطقت به !!! 





عبست سهيلة بوجهها وهي تقول بقلق : بتضحك علي ايه يا ماجد ؟؟ 
أخيرا تحدث من بين ضحكاته : لا أبدا أصلك صدمتيني بكلامك ، خلي واحدة غيرك تقول الكلام ده ، مش أنتي .. يا .. يا سهيلة ! 
بدأ قلبها يخفق بعنف ، وهي تطالعه بإستغراب .. صمتت وهي تبتلع ريقـها الذي جف فجأه ، ثم قالت بصوت خافت جدا : يعني ايه فهمني كلامك 
نهض ليقترب منهـا قائلاً بـلا مبـالاه : 
- يعني الي زيك ملهمش جواز ، أنتي واحدة بتاعة رجالة ، شمـال يعني ! ... الي زيك ****** و ******** .. 
صمت مُخيف قاتـل ساد بينهما مرة أخـري ، شعـرت أنها علي وشـك الإنيهار بل والتحطم .. أهذه هي حقيقتهـا ؟؟ أم هي التي أوصلـت نفسهـا إلي هذا الموقـف المُهين !!؟ 
كادت أن تصفعه بشراسة إلا أنه أمسك يدها ولوها خلف ظهرها ليقول بقسوة : 
- أنا كُنت بسلي بيكي ، زيك زي اي عاهــرة ، بعمر مزاجي بس مش أكتـر لأن أنتي مينفعش معاكي إلا كـده ! 
إنهمـرت العبـرات من عينيها وتعالت شهقات مريرة عالية وهي تلعـن دنياها ونفسـها وأمهـا وكُل شيئاً كـان سبباً في ذلك .. 
أنـه العـذاب حين يلعـب بكِ أشبـاه الرجـال وتكونِ أنتِ السبب في ذلك ... تكوني أنتِ سببا في جرحك العميـق ...









تعليقات



<>