رواية حبيبتي الكاذبة
الفصل السادس
بقلم فاطمة حمدي
( اللقاء الأول )
روادتها الأفكار وتخبطت داخلها ماذا تفعل الآن ؟!
حسمت القرار ووافقت علي عرض سامـي فليس أمامها إختيار آخر ، فإذا رفضت ستظل حبيسة في هذا السجن .. !
قطعت شرودها سهيلة حين قالت : ها يا أروي قولتي إيه .. ؟
تنهدت بعمق وأومات برأسها وهي تقول بحزن مُوافقة بس أخرج من الزفت ده !!
أومأت سهيلة رأسها بسعادة وهاتفت سامـي علي الفور .. وأبلغته بموافقة أروي ...
فبعد ما يقارب النصف ساعة حضر سامـي فأسرعت سهيلة تقول : ها يلا بقي عشان تتنازل في مدونةكرنفال الرويات كل ما هوا حصري وجديد فقط ابحث من.جوجل باسم مدونة كرنفال الروايات واسم الرواية اللتي ترغب في قراتهاضحك بسخرية وأضاف : وأنا بقي أضمن منين إني لما أتنازل تعمل الي قولت عليه .. !! صاحت أروي بنفاذ صبر : يعني أعملك إيه ، أنت إيه شيطان كز علي أسنانه بشراسـة وحدجها بنظراتٍ قاسية ، ثم قال بغضب وهو يرفع سبابته أمام وجهها :
- إلزمي حدودك ، وٱعرفي إن حياتك كلها في إيدي وفي ثانية واحدة أدمرك !!
إنفعلت أروي وقالت بإختناق : ياريت تخلص وتقول عاوز إيه !!
حك صدغـه بإبهامهُ ، ثم تابع ببرود تام وهو يخرج من جيب سترتهُ ، ورقة مطوية ، ثم أخرج قلم ووضعهم علي الطاولة الصغيرة :
- إمضيلي هنا !
قطبت أروي ما بين حاجباه في إستغراب ، وتابعت مرددة في تساؤل : إيه ده ؟؟..
ضحك بإصفرار ، ثم تابع بهــدوء مستفـز : ده شيك بـ ١٠٠ ألف جنيه ، متخافيش ده هيبقي ضمان ليا عشان لو فكرتي تلعبي بديلك كده ولا كده أنهي حياتك في لحظة !!
تجهمت ملامح وجهها ، ثم هتفت بصياح ا هو أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا كده حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا شيخ !
ضحك بلا مبالاه ثم أضاف بإستفزاز : حظك الأسود رماكي في طريقي ، ويا تعملي الي بقولك عليه يا همشي وخلصيني بقي عندي شغل ..
تحدثت سهيـلة قائلة بإمتعاض : بس إحنا متفقناش علي كده يا سامي بيه !! أنت قلت هتتنازل وهي هتنفذ الي قولته إيه لازمته بقي الشيك ده !!!
زفر سامي بحنق وتابع بنفاذ صبر : هو ده الي عندي ، خلصوني بقي !
ضغطت أروي علي شفتيها بغضب وعيناها تزوغ بحيرة وتترقرق فيهما العبـرات ....
لم يُبالي سامي بحالها فأردف بإبتسامة ماكرة : لو مش عاوزة تمضي خلاص ، خليكي هنا وأمشي ..
رفعت بصرها إليه وهي تكز علي أسنانها ، تود أن تفتك به وتخنقه حتي تخرج روحه في الحال وما كان منها غير المُوافقة ، وقامت بالتوقيع علي الوصل ...
فإبتسم سامـي بإنتصار وتنهد بإرتياح .. ثم قام بالأتصال علي السكرتيرة ( هدي ) لتأتي وتتنازل عن المحضر .. وبالفعل حضرت وتنازلت وتم إخلاء سبيل أروي .. ثم إصطحبها سامي بصحبة شقيقتها سهيلة إلي الشركة ...
..........................
في شركة الأمير ....
- اااه ، لأ بجد تعبت ياعم أنت هو مافيش غيري في أم الشركة دي !!
أردف ماجـد بتلك الكلمات بتعب وهو يجلس علي الكرسي المُقابل لأمير ..
ضحك أمير وقال : حظك كده ، ربنا يسهل بقي ونلاقي سكرتيرة كويسة مش أنت نزلت إعلان خلاص ؟؟
أومأ ماجد رأسه بحنق : أيوة نزلت الزفت .. حليني بقي علي ما نلاقي واحدة تدخل دماغك وتعجبك ..
تابع أمير أعماله علي الحاسوب وهو يقول بجدية : هنلاقي إن شاء الله ، بس الصبـر .. !
لوي ماجـد فمه وهو يُتابع : أدينا صابرين .. ! وبعدين كلها شهر ولا شهرين وهتجوز وهاخد أجازة طويييلة ..
عقد أمير ما بين حاجباه وهو يقول مُستغرباً : هتتجوز !! ..
إبتسم ماجد وقال : آه إيه مش وش جواز
رفع أمير أحد حاجبيه وتابع : ومين دي بقي الي هتتجوزها ؟..
تنحنح ماجـد بحذر وقال : إحم ، مايا
إتسعت حدقتا أميـر وقال بعدم تصديق : ميــن ؟
ماحـد مكرراً : مايا ، في إيه
أميـر بإشمئزاز : أنت أهبل يا ماجد !! هتتجوز واحدة شمال أنت شكلك إتجننت .. !
ماجد بنفي : لأ ، هي مش شمال ولا حاجة زي ما انت فاهم ، إحنا بنحب بعض ..
رفع أمير حاجبيه معا وتابع ساخرا : والله ! وهو في واحدة محترمة تسمح لحد يتعدي حدوده معاها ويقرب منها زي ما انت كنت بتعمل !! ثم إن من إمتي يعني وأنت بتحبها أنت كُنت بتقول إن دي هفوات وخلاص !!
تنهد ماجد وقال : أيوة فعلا الأول كانت هفوات ، بس إكتشفت إني بحبها ولازم نتجوز .. !
مط أمير شفتيه للأمام ، وقال بجدية : أنت حر ، بس مش هي دي الي هتعمر معاك وإبقي إفتكر كلامي ..
لم يبالي ماجد بحديثه ولم يقتنع فـ في إعتقاده أنه مُتزمد لا يعرف الحب .. إذا فلن يأخذ بـكلامه
...........................
في شركة سامي ...
جلست أروي علي مضض قبالته وجوارها شقيقتها سهيلة ..
بينما وضع سامي ساقيه فوق بعضهما وقال بثبات :
- طبعا عشان تروحي تشتغلي عند الزفت أمير يبقي لازم حياتك الـ **** دي تتغير كُلها .. !
هبت أروي واقفة قائلة بصرامة : كفاية غلط بقي وإحترم نفسك !!
قامت سهيلة بتهدئتها حتي جلست مرة ثانية بينما سامي لم تهتز منه شعرة وظل علي وضعه المستفز مُبتسماً بسخريـة ..
زفرت أروي وهي تكاد تموت قهراً ..
تحدث سامي مرة ثانية : إسمعي الي هقولك عليه ، أولا هتنتقلي من البيت الزبالة بتاع امك ده وهتروحي تعيشي في شقة في *** ، هي بالإيجار ومفروشة ده اولا ثانياً بقي لازم لبسك ده يتغير وتلبسي لبس محتشم لأن صاحبنا مبيشغلش عنده أشكالك دي !
ضغطت علي أسنانها والدماء تغلي بعروقها تهدد بالإنهيار في الحال ، فلقد إستكفت إهانة ولم تعد قادرة علي التحمل أكثر من ذلك ..
ولكنها صمتت وإستمعت لما قاله سامي حيث سرد عليها كُل شئ يريده ، وأنهي حديثه حين قال لها : الي بقولك عليه لو محصلش متلوميش إلا نفسك ، أنا عايزك تكسبي ثقته لحد ما يقولك علي كل حاجة وقسما بالله لو لعبتي بديلك لتكون نهايتك علي إيدي ... ومن بكرة هتروحي الشركة وتعملي الي قولت عليه ...
ثم أخرج مفتاح من جيب بنطاله وقال : ده مفتاح الشقة ..
أخذته منه يد مُرتجفة وعقلها سينفجر من كثرة الضغوطات .. ثم رحلت بصحبة شقيقتها دون أن تتفوه بكلمة واحدة .. وبدأ الصراع داخلها ، لماذا يحدث معي كل هذا ، وكأني خُلقت لأعاني ويتحطم كياني .. فـ إلي آين أنا ذاهبة هل سأكمل رحلة عذابي ، أم سيكون هذا فراري .. !
هكذا راحت الأفكار تتردد داخلها حتي وصلتا إلي المنزل ، ذاك المنزل الذي شهد عذابهما معا ذاك المنزل الذي حطما الأختان تحطيماً .. وبقيّ من كل منهما حُطام أنثي فـ هل سيأتي اليوم الذي تجدا الأثنان من يرمم تلك الجراح ويداويها ، أم سيرحلا في متاهات الحياة وضواحيها !!!
..................................
أبدلت سهيلة ملابسها وجلست علي الفراش بإرهاق وكذلك فعلت أروي ، وبينما فتحت سهيـر الباب ودلفت قائلة في غضب :
- أنتوا كنتوا فين .. ؟!
زفرت أروي بضيق ولم تجيبها فأجابتها سهيلة بجدية : كان في مشكلة وحلناها خلاص ..
- مشكلة إيه . ؟
تأففت سهيلة : أوف ، مش لازم تعرفي خلصنا بقي !!
صرت سهيـر علي أسنانها وقالت : طب قومي ياختي يلا شوفي شغلك
- لأ أنا تعبانه ومش متزفته النهاردة
- نعم !! لأ بقولك إيه ....
قاطعتها سهيلة وهي تقول بحدة : قسما بالله ما هقوم واعلي ما في خيلك اركبيه ها ..
إتسعت حدقتي سهير التي ضغطت علي شفتيها بغيظ وقالت وهي تتجه إلي الخارج : ماشي يا سهيلة .. ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها
زفرت سهيلة بضيق وقالت بإختناق : يارب توب عليا بقي من القرف ده .. !!
- قولتلك تعالي نهرب مسمعتيش كلامي ، عاجبك حالنا المهبب ده ! بوظتي نفسك وبوظتيني معاكي يا سهيلة
أردفت أروي بتلك الكلمات وعينيها تتلألأن بالعبرات ..
فيما تنهدت سهيلة وقالت : أكيد هيجي اليوم الي ربنا هيتوب عليا فيه يا أروي وهنعيش زي مخاليق الله ..
أروي بتهكم : ممم ومين بقي الي هيرضي يتجوز واحدة سلمت نفسها لرجالة كتير ؟؟ ها ! أنتي شكلك بتحلمي يا سهيلة فوقي !!! فوقي يا سهيلة
ترقرقت العبرات في عينا سهيلة وهبت واقفة قائلة بإنفعـال : لأ ، لا يا أروي أنا مسلمتش نفسي لحد أنا لسه بنت والله العظيم بنت يا أروي
وقفت أروي ، ونظرت لها بعدم تصديق ': إيه !! بنت إزاي ؟؟ والرجالة الي كنتي .... آآ
قاطعتها سهيلة وهي تقول بدموع : أنا مكنتش برضي اسلم نفسي لحد يا أروي أنا أخري حضن أو أرقص وأضحك وأتمايع وخلاص لكن كنت بفضل أشربهم زفت خمرة لحد ما يسطلوا ويبقوا مش دريانين بالدنيا وأهرب ، أختك لسه بنت يا أروي صدقيني
إزدردت أروي ريقها وإبتسمت بسعـادة ، ثم هتفت قائلة : أنا مش مصدقه ، طب ليه معرفتنيش ده ؟
- مش فارقه يا أروي كده أو كده أنا ضايعه بس علي الأقل نص الهم ولا الهم كله .. المهم أنتي يا أروي ، أنتي أهم حاجه لازم تعيشي غيري
تنهدت أروي بعمق وأردفت : هعيش إزاي إنتي ناسيه إني داخلة علي بلاوي يا سهيلة
إبتسمت سهيلة وهي تكفف دموعها : إن شاء الله ربنا هينجيكي وهيقف معاكي وكله هيعدي علي خير ....
أومأت أروي ، وإتجهت إلي الباب لتوصده جيدا ثم إتجهت إلي الفراش وجلست ..
- أروي !
نطقت بها سهيلة والتوتر بادي عليها..
نظرت لها أروي وتابعت بإهتمام : نعـم يا سهيلة في إيه ؟
تنهدت سهيلة وقالت : أروي هو أنا فعلا ممكن حد يحبني ولا يكون بيضحك عليا لو قالي كده !
أروي بتساؤل : ليه ، هو في حد قالك أنه بيحبك ؟
أومأت سهيلة رأسها ببطئ وتابعت بخفوت : أيوه ، في مرة من المرات قابلت واحد وقعدت معاه شوية كان دمه خفيف وإرتاحت ليه ، فقالي إنه بيحبني فالأول مصدقش لكن جه تاني وتالت عشان يشوفني بس وبصراحة بقينا بنتكلم في التلفون كتير وأنا حاسة إني بدأت أتعلق بيه ..
عقدت أروي حاجباها وقالت : مش عارفه يا سهيلة بس خليكي حريصة معاه ولو صادق خير وبركة ولو بيكذب في داهية وعشان كده متتعلقيش بيه ولا تثقي في حد يا سهيلة
تنهدت سهيلة وقالت : ماشي
أروي بتساؤل : هو إسمه إيه ده ؟
إبتسمت سهيلة وقالت : ماجــد ...
...................................
في صباح اليوم التالي ..
نهضت أروي وإغتسلت ثم إرتدت ملابس واسعة عن ذي قبل ورفعت شعرها للأعلي كذيل حصان ، ثم إتجهت إلي خارج المنزل بتوتر وإرتباك ، فلقد بدأت الرحلة ولا تعلم ستربح ام تخسر وكيف سيكون مصيرها مع ذاك الأمير
وصلت بعد مرور ساعة إلي شركة الأمير ، صعدت إلى الأعلي وتساءلت أين يوجد مكتب أمير .. فتوجهت إلي حيث قالوا ، وطرقت الباب بيد مُرتجفة فآتاها الصوت : إدخل
دلفت ، فوجدت ماجد يجلس علي المكتب ، إبتلعت ريقها ووقفت أمامه قائلة بثبات : حضرتك أستاذ أمير ؟
رفع ماجد بصره إليها وإبتسم بإعجاب ثم قال بنظرات متفحصة : لا مش أنا ، بس ممكن أبقي أنا لو حبيت يا جميل ..
أروي بجدية : نعم !
رفع ماجد حاجبه وقال في نفسه : ممم شكلها هتتعبني بس علي مين !
آفاق من شروده حين قالت : فين أستاذ أمير لو سمحت عاوزة أقابله ..
ماجد بتساؤل : ليه ..؟
أروي بتوتر : أنا عاوزة أشتغل وجيت بناء علي الإعلان وإنكم عاوزين سكرتيرة ممكن أقابل بقي أستاذ أمـير .. ؟!
- خيــر !!
قالها أميــر وهو يدلف من باب المكتب بجدية تامة ...