سكان العمارة
الفصل الحادي والعشرين
شعر بالجوع فنهض بتكاسل مستندا علي الاشياء أمامه الي الثلاجة لم يجد بها شي .. فافف بتزمر و استند علي الحائط الي أن وصل لباب المنزل و اتجة ببطء الي المصعد ليخفف عنه عناء الصعود و الهبوط على درجات السلم
خرج من المصعد فتكا علي الجدار ينظر حوله ليطلب المساعدة من أحد عله يريحه من عناء الوقوف على قدمه المتضرره .. التي لم يلتئم جرحها بعد .. و لكنه لم يجد ..فنتهد بقله صبر و استند علي الحائط للوصول لمدخل تلك العمارة التي ستغير حالة و ستجعله عاشق حد النخاع .. التف حوله بحيره من امره فوجدها تسير بهدوء.. شاردة و كأنها بعالم آخر .. ابتسم بخبث قائلا بداخلة نتسلي شوية بقي و اهي فرصة تساعدني في الطلبات اللي مش عارف هتتجاب منين دي
انجه بخفة كالفهد الذي ينقض علي فريسته.. محاولا عدم إصدار صوت و قد نجح فيها بطبيعة عمله الحذره بهذه النقطة وقف أمامها بمكر
شعرت بالملل فجرجت الي الحديقة للسير قليلا .. شاردة في الا شي و فجأة خبطت بشي صلب فظلت تدعي بداخلها أن يكون ما ببالها ليس صحيح و لكن قد اتتها الرياح بما لا تشتهي السفن ... نظرت لاعلي عل ظنها يخيب و لكن قد تاكددت شكوكها.. فرجعت خطوه إلي الخلف و ما زالت تنظر بعيناه
صخر بعبث تاني مره تخبطي فيا يا أروي .. سرحانة في أي اللي واخت عقلك
وقفت كالبلهاء بفم نصف مفترح .. شاردة بعذوبة صوته فقد أحست أنها استمعت له من قبل علي الرغم من أنها لم تتحدث معه اليوم على الإطلاق
طرقع صخر بصوابع يده أمام عينيها ليفيفها من حالة الشرود التي ما زالت مسيطره عليها قائلة بضحك طب اقفلي بوقك طب لدبان يدخل
اغلقت فمها بسرعة و وضعت يدها عليه بحركة لا إرادية ثم نظرت إلي الاسفل بخجل
صخر بغمزه مش هتقولي كنتي سرحانه في أي بقي
نظرت إليه بخجل شديد ليسود الزهول علي وجه مما رآه
.....
ما أن تأكدت من صحه حديثة حتي ارتمت بأحضانة و البكاء حليفها .. لم تستطع السيطرة على نفسها
احتواها يوسف بحنانه و احتضنها بشدة فعلي الرغم من ما فعلته لن ينسي أنها كانت و مازالت ساكنته قلبه .. فتبا لك ايها القلب الخائن .. الذي لن و لم يستطع كره حبيبه ابدا .. مهمها وصلت أخطائه الي حد السماء فستجده مرحب به في كل وقت .. ارتفعت شهقاتها قائلة تعبت في غيابك أوي يا يوسف .. اتمرمط أوي معنتش تتخلي عني تاني انا آسف عن كل حاجة عملتها و هعملها بس متسبنيش تاني.. انا حرفيا عرفت قمتك انت و الأولاد يا يوسف .. آسفة مش هعمل كدا تاني بس متسبنيش بالله عليك
ظل محتضننا إياها و يرطب على ظهرها بحنان يبثه لها علها تهدا قائلا .. انا آسف يا قلب يوسف آسف على اللي حصلك بس كان لازم اعمل كدا عشان اشوف نورا اللي واقفة قدامي دلوقتي صدقيني عمري ما هسيبك ولا هتخلي عنك .. متخليتش عندك قبل كدا ولا هعملها .. بس كان لازم اخليكي تعرفي قيمة الناس في حياتك و انك مش اعلي ولا أرقي منهم و أننا كلنا سواسية مهما كانت اختلاف طبقاتنا الاجتماعية .. كان لازم تشوفي واحده زي ام سوكة عشان تعرفي قيمه أم أروي اللي كنتي ممرمطاها معاكي في الطالعة و النازلة
ابتعدت عنه بصدمة تلقتها لتوها انت تعرف ام سوكة منين يا يوسف
....
بعد أن انتهي الطبيب من فحصها دون علي ورقة عدة أدوية .. موجها حديثه الي محمد
- لازم تبعد عن الشمس و اي اتربه و الحرارة الفترة دى.. و هتستعمل القطرات دي
محمد تمام يا دكتور يعني بعد ما تخلص الدوا ده هترجع زي الأول
ابتسم الطبيب بتكلف و قال أيوة هتبقي زي الاول و احسن كمان
محمد تمام يا دكتور تشكر عن إذن حضرتك
- اتفضل
خرج محمد باصتحاب زوجته متجها إلى كرنيش النيل
سهاد احنا بنعمل اي هنا يا محمد أروي قاعدة لوحدها
محمد أروي هتلقيها قاعدة مع أولاد بشمهندس احمد أو استاذ ياسين .. بقالنا كتير يا سهاد مقعدناش مع بعض لوحدينا تيجي افسحك شوية في النيل و ناكل حمص الشام
سهاد بخجل يا راجل احنا كبرنا علي الحاجات دي
امسك محمد يدها قائلاً كبرنا اي بس تعالي تعالي بقي بذمتك مش مشتاقه تشمي نفسك شويه
سهاد حق والله نفسي
جذبها محمد من يدها برفق قائلاً طب يلا .. ثم استأجر مركب بالنيل و أحضر كوبين من حمص الشام المشروب المفضل لدى الشعب المصري .. تحرك المركب للداخل و الابتسامه على وجوههم متاملين أن يقضوا وقت ممتع معا
.....
البيدج الاصليه عالم زهرة Zahra's World
......
احتلت الصدمة ملامح وجهه قائلا عيونك
أروي بخجل مالها
صخر لونها اتغير
أروي عادي هتلقيها فتحت بس
صخر لا دا لونها بقي أخضر
عقدت أروي بين حاجبيها قائلة نعم
امسك صخر بهادفه و قام بفتحه علي الكاميرا الأمامية ووضعه أمام وجهها
نظرت أروي بالهادف و بلمت قليلا فبالفعل عينيها قد تحولت إلى اللون الاخضر و لكنها تداركت نفسها سريعاً قائلة عادي عيوني بتتغير علي حسب الحالة المزاجية ليا
صخر باستغراب بجد دا
هزت أروي رأسها دلالة على الموافقة و قالت ايوة يعني لما افرح بتفتح بتبقي ازرق فاتح و لما اتعصب بتغمق و تتحول للاسود
صخر بس انتي لي شاكلك استغربتي لما عرفتي أن لونها أزرق
أروي بصدق عشان دي أول مرة يظهر اللون دا
صخر بعبث ايوه يعني حالتك كانت اي عشان تظهر باللون دا
خجلت أروي فازداد اللون الأخضر بعينيها و لم تجيب
ضحك صخر بشدة و قال أنا كدا عرفت
كادت أن تذهب و تتركه إلا أنه نادها باسهما أروي
وقفت ثانية تستعيد ثباتها ثم التفت إليه قائلة نعم
صخر عاوز اطلب منك طلب ممكن
أروي بصوت منخفض اتفضل
صخر زي ما انتي عارفة اني لسه جديد هنا في المنطقة و مش عارف حاجه و اديكي شايفة رجلي لسه تعبانه فلو ممكن يعني تاخدي الفلوس دي تجيبي بيها اكل
التقطت منه أروي المصاري بخجل قائلة حاضر اتفضل حضرتك اقعد هنا علي المقعد دا و انا مش هتاخر
صخر براحتك
علي مقربة منهم و بالاخص بالدور الثالث كان يحدث الآتي
هبه يا اخي اتاخر شوية بقي خليني اعرف اتفرج .. انا جبت الفشار اهو
عمر مليش دعوه انتي بتاخدي المكان كله يختي سبيني اتفرج بقي و هاتي الفشار دا كدا
سجده بس بقي خلوني اركز يمكن اعرف القط كلمه من اللي مش سامعينها دي
هبه عليا النعمه شكلها كدا هتقلب جد و هيحبوا بعض و يتجوزوا و هيييح بقي يولاد
سجده أنتي يا بنت مش هتسيبك من المسلسلات الهندي اللي واكله مخك دي
عمر سبيها لحد ما في يوم هتيجي تتكلم معانا زيهم
هبه لا انتوا هتقلبوا الحفلة عليا وألا اي .. اا اي دا
سجده و عمر بنفس واحد في أي
هبه هي أروي سابت صخر الحليوة و راحت فين
نظروا إليهم و قالت سجده مش عارفة بس هو صخر لسه قاعد مكانه لي
عمر اكيد مسنتيها انا مش هتحرك من مكاني لحد ما اعرف الموضوع كله
سجدة و ادي قاعدة لما نشوف اخره الموضوع دا اي
هبه طب انا هروح انادي فيروز و ياسمين يتفرجوا هما كمان ثم فرت هاربة من أمامهم
عمر و قت قلد صوت النساء اختك دي تموت في الفضيحة زي عنيها
سجده بضحك انت متأكد يبني أن انت في سته ابتدائي
عمر متصنع التفكير تفتكري اكون أصغر و انتوا بتضحكوا عليا مهو اللي يقعد معاكم ميعرفش رأسه من رجليه كتكم الارف
.....
البيدج الاصليه عالم زهرة Zahra's World
....
نتهد بقلق و قال أنا عارف كل حاجة بتحصل معاكي يا نورا من ساعة ما رجلك خطت المكان دا
نورا عارف و ساكت معملتش حاجة ولا حتى حاولت تدافع عني و تخرجتي من هنا
يوسف هو اللي انتي عملتية دا كنتي هتخرجي منه .. لولا بس اني اتحايلت على محمد أنه يخرجك و يتنازل عن المحضر
نورا برضوا تعرف ام سوكة منين
يوسف انا اللي كنت بطلب منها تعمل معاكي كدا يا نورا ارتاحتي
نورا بصدمة تطلب منها تعمل معايا كدا طب لي
يوسف عشان تتعلمي و تحمدي ربنا علي اللي في ايدك.. و متتكبريش علي خلق الله .. كل حاجة عملتها كانت بعملي كل حاجة كان ليها موقف كان لازم تجربيه عشان تعرفي انتي اذيتي الناس في أي
نورا تقوم تتآمر عليا يا يوسف مع واحدة رد سجون تخليها تمرمطني المرمطة دي و انت بايدك كان ممكن تخلي محمد يتنازل عن المحضر ساعتها
يوسف مكانش هيوافق و كان هيعند انتي ناسية ان نظر مراته كان هيروح من ورا راسك
نورا مش مبرر انت تتخلي عني و تعمل فيا كدا .. انت اللي المفروض تكون دائما سند ليا يا يوسف
يوسف كان لازم دا يحصل عشان تتعلمي
نورا بصراخ اتعلم.. اتعلم انت شايفني اي .. مش من حقك علي فكرة اللي انت عملته دا مش هسامك يا يوسف
يوسف بزعيق كنتي عاوزني اعمل اي و انا شايف واحده ممكن نظرها يروح في أي وقت بسببك انتي .. حذرتك كتير و انتي طنشتي كان لازم تتعاملي مع ناس من طينه ام سوكة عشان تحمدي ربنا علي أم أروي اللي مكانتش عجباكي .. و علي فكرة هي اللي اتنازلت على المحضر عشان خاطر الاولاد
لم تتحدث باي كلمه و لكن تحدثت عيناها بصمت قاتل
يوسف اتفضلي اركبي اوصلك البيت للأولاد اكيد وحشوكي
ركبت نورا بجانبة و اتجه يوسف إلي منزله في ذالك الحي البسيط
....
واد يا عندنان وديت الطبق للجيران الجداد يا واد
عدنان أيوة يا امي وديته و فتحت ليا بنت إنما اي قمر يا ماما
- يخربيتك انت لحقت .. ثم نظرت إليه بخبث حلوة اوي يعني
عندنان بهيام جميله جدا
- طب قوم يا موكوس وزع الأطباق علي باقي الجيران .. قال دكتور قال دكتور سرسجي
نظر إليها بضحك و قال طب اتخرج من الكلية الأول يا ماما الله ثم انصرف ليوزع باقي الأطباء على الجيران
.....
أحضرت الطعام و قدمته له قائلة اتفضل دا اكل و دي فاكهه
اخذ منها الطعام و شكرها و كاد أن يغادر فنادته قائلة استني
التف اليها ينظر لها باستغراب قائلاً في حاجة تاني
مدت يدها له ببعض النقود قائلة اتفضل دا الباقي
نظر إليها بابتسامة على امانتها و قال خليهم عشانك يا أروي هاتي بيهم اللي تحبيبه
نظرت إليه بعضب و قد تحولت عينيها إلي الازرق الغامق مائلة إلى السواد و قالت
.....
البيدج الاصليه عالم زهرة Zahra's World
.....
وصل إلى الحي البسيط الذي يسكن به فتفاجات نورا منه قائلة احنا مش هنرجع العمارة القديمة تاني
يوسف بثقة لا .. و هو انتي متخيلة أن ياسين هيرضي يدخلنا فيها تاني .. و طبعا انتي كنتي صارفة الفلوس اول باول علي حاجات انا معرفش لزمتها اي فاخدت الشقة البسيطة دي يلا انزلي
نزلت نورا من السيارة متجه خلفه الي المنزل البسيط الذي يقطن به اناسي من الطبقة المتوسطة .. دلفت معه و صعدت الدرج الي أن وصلت إلى الشقة
فتح يوسف الباب فوجد الصوت مرتفع في الداخل فدلف مسرعة خلفه نورا ليعرف ماذا يجري