رواية حبيبتي الكاذبة
الفصل التاسع والثلاثون
والاربعون
بقلم فاطمة حمدي
الفصل التاسع والثلاثون
(صفعة علي قلب سهيلة )
جلست أروي بعدما خرج من الغرفة تبكي بإنهيـار وشهقاتهـا تتعالي ، عندما قبلها كانت في أشد حالاتها السعيدة ، ولكن هيهات ليتركها تعاني من جديد ..
لكنها لم تفقد الأمل بعد وستنتظر مهما طالت قسوته ..
إرتدت بعد ذلك منامة قطنية مُريحة وعصقت شعرها للأعلي علي هيئة كعكة .. ثم خرجت من الغرفة لتبحث عنه لتهبط الدرج وتجده جالس واضعـًا ساقا فوق الآخر وكأنه في عالم آخر .. بينما الإرهاق واضحًا علي ملامح وجهه وعينيه محمرتين مُجهتدين جدا .. أشفقت علي حاله فقالت متسائلة بحذر : ينفع أجبلك أكل ؟
نظـر لها بعبوس ونهض دون أن ينبس ببنت شفه ، ثم توجه إلي الدرج فأسرعت إليه تقول بثبات : طب أعمل إيه عشان تسامحني ، إطلب مني أي حاجه هعملها أرجوك أنا تعبت ومش قادرة أستحمل أكتر من كده والله كان غصب عني
أكمل صعود الدرج متجاهلا إياها وكلامها يمزق نياط قلبه ..
ما إن أكمل صعود الدرج نظر لها من الأعلي ليجدها تبكي وهي تدفن وجهها بين كفيها ..
فحدث نفسه بخفوت : أنا كمان بتألم زيك وأكتر أنا بحبك رغم كل الي حصل بس مش قادر أسامحك مش قادر ..
ذهب إلي غرفته وأغلق الباب خلفه ليرتمي علي الفراش بإنهاك ويغلق عينيه وثوانِ معدودة حتي غط في سبات عميق ..
لتمر ساعة ساعتان .. ثلاث ساعات لم تغفو أروي بل قامت بتأدية صلاة قيام الليل في أحدي الغرف كما شرحتها لها دارين وأخبرتها بمدي أهميتها ..
بالفعل صلت أروي ما تيسر لها من ركعات ومن ثم جلست علي الفراش وكادت أن تتسطح ولكنها نهضت فلقد أصابها الفضول للإطمئنان علي زوجها ..
توجهت إلي غرفته وفتحت الباب لتدلف ، فإرتفعا حاجباها بدهشة وهي تراه نائم بملابسه حتي أنه لم يخلع حذائه عن قدميه .. وقد ترك أنوار الغرفة مُشتعلة ..
إبتسمت بحزن وراحت تعدل من نومته حيث أراحت رأسه علي الوساده ثم خلعت الحذاء عن قدميه ورفعت عليه الغطاء ودثرته جيدا ، ودت لو أن تتسطح بجانبه وتُريح رأسه علي صدرها ، فإنها تعلم حجم جرحه منها ! .. تود مداوة الجرح ذاك ولكنه لم يمهلها الفرصة ..
أغلقت الإضاءة وخرجت من الغرفة مجددًا داعية الله أن يزيح هذه الغمة في القريب العاجل
......................
صباح يوم جديد يحمل في طياته مفاجآت كثيرة ، نهضت أروي ثم إغتسلت وتوضأت وآدت صلاة الضحي .. حتي إنتهت وختمت صلاتها كما علمتها أيضـًا دارين ..
شعرت بالراحة قليلًا عن الأيام السابقة ... تفاجئت بنجـاة التي دلفت تقول بإبتسامتها المُعتادة: صباح الخير يا أروي
فردت الأخيرة بهدوء : صباح النور يا عمتو
نجاة بإندهاش : ده إيه التطورات دي ما شاء الله ربنا يهديكي يا حبيبتي
أجابتها أروي بإبتسامة : يارب ، الحمدلله دارين فهمتني حاجات كتيرة أوي ربنا يثبتني علي الصلاة
قالت نجاة بتأمين ؛: اللهم امين .. ثم تابعت : بنت حلال يا دارين والله ربنا يجازيها
أومأت أروي قائلة : فعلا ربنا يكرمها ويجعله في ميزان حسناتها ..
إستكملت نجـاة : طب يلا نحضر الفطار
أومات لها أروي وإتبعتها حيث هبطتا الدرج وإتجهتا إلي المطبخ ، لتقوم سحر بمساعدتهما في وجبة الإفطار ويسود جو من المرح قليلًا بينهن .. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. حيث وجدت نجاة "سعيد " وهو يصيح ويطرق الباب : يا ست نجاة يا ست نجاة ..
أسرعت نجاة تفتح الباب وكذلك إتبعتها أروي ..
لتقول نجاة بلهفة : في ايه يا عم سعيد ؟!
سعيد وهو يمد يده لها بجريدة اليوم قائلًا بجدية : أنا كنت بقرا جرنال بتاع النهاردة وفجأة لقيت الخبر ده
نتشت منه الجريدة لتتسع عينيها وهي تري صورة أمير مع موظفته ومكتوب بخطٍ عريض فضيحة رجل الأعمال الشاب أمير عز الدين مع إحدي موظفات شركته
وكذلك إتسعت عيني أروي بذهول وهي تجذب منها الجريدة وقد عقدت حاجباها بغضب جلي ..
لم تنتظر حيث أسرعت تصعد الدرج ركضا إلي أن وصلت إلي غرفته لتفتح الباب لتصيح والغيرة تنهش قلبها : أمير .. أمير !!
فتح أمير عينيه علي أثر صياحها ليرفع رأسه قليلًا عن الوسادة ثم هتف بحنق : في ايه !
قالت أروي بحدة : قوم قولي ايه ده ، أنت بتخوني ؟؟؟؟
تأفف وعاد ليجذب الغطاء مره أخري عليه وهو يقول بضجر : إيه الهبل الي بتقوليه علي الصبح ده ، أخرجي وإقفلي الباب
صرخت به وهي تلقي له الجريدة : أهو إتفضل شوف دي فضيحة علني !!
إنتفض أميــر من الفراش وقد أمسك بالجريدة ونظر إلى الصورة والكلام المدون فوقها .. إتسعت عينيه علي وسعهما بصدمة جلية غير مُصدقا لما مكتوب !!!
دلفت نجاة إلي الغرفة ثم قالت بجدية : في ايه يابني فهمنا إيه الي مكتوب ده !!!
هز أمير رأسه بذهول وقد تذكر الذي حدث أمس عندما دلفت إليه إحدي الموظفات فعلم فورا أنها مكيدة لا محالة .. !!
قالت أروي بحدة : ما تفهمنا ده إيه !؟
أغلق أمير عينيه وقد إشتعلت النيران داخل صدره وهو يلعن بسامي فمن غيره سيفعل به هكذا !!
تفاجئ برنين هاتفه يصدح عاليًا ليلتقطه بعصبية تامة وما إن شاهد إسم المُتصل حتي هب واقفا وهو يُجيب بإنهيـار : آه يا إبن ****** ، والله العظيم لأدفعك التمن غالي يا سامي الكلب ..
آتاه صوته يقهقه بشدة وهو يقول من بين ضحكاته الباردة : إشرب يا معلم أنا محبتش أكون قليل الأصل وأخسرك فلوس زي ما خسرتني ، أنا بقي قولت أخسرك سمعتك أحسن يا أمير باشا ... أنهي جملته ليضحك عاليـًا مرة أخري .. !؛
فدفع أمير الهاتف في الأرض وهو يصر علي أسنانه بغضب جلي ، بينما وضعت أروي يدها علي فمها بصدمة فالآن وصل إلي أشد غضبه !!
حاولت تهدئته إلا أنه ذهب إلي المرحاض صافعا الباب خلفه ، علمت هي أنها خدعة ومكيدة من سامي فإطمئنت قليلًا أنها لم تكن خيانة فهذا تفكير ساذج منها هي تعرف أميرها جيدا وأنه أبدًا لن يخون !!...
بينما ضربت نجاة كفا علي كف وقالت بحزن : لا حول ولا قوة إلا بالله ، هما وصلت بيهم الدرجة يشوهوا صورته كده .. أمسكت بالجريدة لتتمعن في الصورة وهي تقول بجدية : الصورة باينة إنها مش غرامية خالص وباين أوي إن الموضوع متلفق ربنا ينتقم منهم
أردفت أروي بتوعد : ماشي يا سامي الكلب والله لأوريك
نجاة بإستفهام : هتعملي ايه يابنتي
أروي بخفوت : هقولك بعدين لما أمير يروح الشركة
فقالت نجاة بخوف : أنا خايفة لحسن أمير يتهور ولا حاجة ويروح يتخانق مع الي أسمه سامي ده و...
لتتفاجئ به يخرج من الحمام وهو يجفف شعره بالمنشفة ثم اسرع ليرتدي حذائه وأخذ هاتفه المُلقي علي الأرض وخرج لتتبعه أروي وهي تقول بقلق : أمير رايح فين
لم يجيبها إنما هبط الدرج ركضا وخرج ليستقل سيارته وينطلق بهـا ..
ثم أخذ يشعل هاتفه الذي إنغلق أثر الدفعه القوية ..
ما إن فتحه حتي أجري إتصالا حتي آتاه الرد ليهتف بصرامة : طارق عاوزك تتصلي بالجريدة الزبالة الي نشرت الخبر ، وتعرفلي مين بالتحديد الي عمل كده سمعتني !
أغلق الخط وهو يقول في وعيد : ماشي ، ماشي يا كلب يا ابن ****** !!
وصل بعد قليل إلي الشركة باحثا بعينيه في كل مكان عن تلك الموظفة التي فعلت ذلك معه فقسما إن وجدها ليخنقها بيديه هكذا كان يتوعد داخل نفسه .. !!
لم يجدها فهتف بحزم : هي فين ال **** دي ؟؟؟؟
فأجابه أحد الموظفين : مجتش النهارده يا أستاذ أمير !
مسح علي رأسه بعصبية تامة وإتجه إلي مكتبه وهو في حالة ضياع حينما سمع همسات الموظفين والموظفات عليه ...
ما إن دلف حتي وضع هاتفه علي آذنه عله يسمع أي شيئا في مكتب سامي لكنه لم يسمع أي شئ الآن .. وضع الهاتف علي سطح المكتب بغضب ، ليتفاجئ به يرن فأجاب وصدره يعلو ويهبط بغضب : خير يا زياد
فقال زياد بتنهيدة مُستفسرا : أمير إيه الي مكتوب في الجرنال ده ؟؟ حصل إزاي
فصاح أمير بنفاذ صبر : حصل إمبارح يا زياد !!
زياد بنبرة جادة : طيب إهدي بس كده ، وأنا هروح حالا أعمل محضر للجريدة دي ومحضر للصحفي الي نشر الخبر وهجبلك حقك بس أنت إستهدي بالله !
أجابه أمير وهو يصر على أسنانه : كل ده ميهمنيش الي يهمني سامي والله لعرفه إن الله حق بس يصبر عليا
فقال زياد بهدوء : طيب يا أمير بس إهدي يابني أنا هعمل المحضر وهجيلك لما أخلص شغلي نشوف هنعمل ايه ، يلا سلام دلوقتي !
أغلق أمير الخط معه وهو يزفـر بضيق ، بينما دلف طارق قائلًا بجدية : البنت ملهاش أثر حتي زمايلها بيقولوا تلفونها مقفول ولا حد عارف يوصلها
قال أمير مُتهكما : طبعا ما هو ده المتوقع ، روح شوف شغلك يا طارق ..
إنصرف طارق تاركا إياه يستشاط غضبا من جديد
...................
- بس وأنا خليت سهيلة تخلي أي بنت من الي تعرفهم تصوره عشان نمسك عليه ذِلة !
أردفت أروي بتلك الكلمات في حين قالت نجاة بإيجاز : طب حلو أوي كده إحنا نهدده إننا ننشر الصور دي زي ما هو عمل مع أمير ونفضحه
أروي بحذر : بس هو لسه معاه صور سهيلة أختي وأنا خايفة ينشرها ويفضح سهيلة ده قذر ويعملها !
نجاة بحيرة : ما هو لازم حل مش هينفع كده سمعة أمير طول عمرها زي الفل حرام عليه الله يخربيته الي أسمه سامي ده
أروي بحماس : أنا بفكر نبعت الصور دي لمراته عن طريق حد تاني غيرنا
نجاة بجدية : ما هو أكيد هيعرف إنك أنتي الي بعتيهم لمراته وساعتها ممكن ينتقم وينشر صور سهيلة
زفرت أروي بضيق وتابعت : ياربي طب وبعدين !
نجاة بهدوء : إحنا أحسن حاجة ناخد رأي أمير ونسيبه هو يتصرف !
...............................
بعد ما يقارب الساعة ..
قررت نجـاة الذهاب إلي شركة الأمير حتي تعطيه الصور الخاصة بسامي ، بالفعل ذهبت وقصت له ما قالته لهـا أروي وكيف آتت هذه الصور ..
فقرر أمير أن يراوده بمعرفته ويذهب إليه .. وفعلا ذهب إلي شركته وصعد بعد أن صف سيارته وراح يسير في الرواق المؤدي إلي مكتبه بثبات ..
لمحه ماجد من علي بُعد ففر هاربًا منه إلي مكتبه مُجددًا ..
أخبرت السكرتيرة هدي سامي بمجيء أمير ، فدلف بعد ذلك ليصيح سامي بإستفزاز :
- يا خطوة عزيزة ده إيه النور ده
إبتسم أمير بتهكم ، ثم تابع بجمود : إفرحلك يومين وإلعب لحد ما تتعب عشان يوم ما أديك الضربة القاضية تقع متقومش تاني !
قهقه سامي عاليًا ليقول بتحدي : أنا مبتعبش ومش سامي الي يقع يا برنس ، إحذر إنت بس مني عشان أنا خلاص قررت ألاعبك علي الهادي
أمير ضاحكا بسخرية : أوك وأنا موافق بس هنشوف مين الي هيكسب في الآخر ، ومهما حاولت تدمر سمعتي مش هتعرف لأن كل الناس عارفة مين هو أمير كويس أوي !! وإعتباري هيترد والصحفي الي عمل كده في القسم دلوقتي هيقول مين الي إتواصل معاه وقاله ينشر الصورة دي وكمان الشرطة بتبحث عن البت الي في الصورة دي يعني كده كده هسجنك يا معلم بس إتقل شوف غباءك وصلك لأيه ؟!
قال سامي بتجهم : وريني شطارتك لو عرفت تثبت حاجة !!
أمير بجدية : ليه واثق أوي من الصحفي ؟ ولا عكمته بقرشين ؟؟ ... علي العموم أنا معايا حاجة أحلي ..
أخرج أمير الصور من جيب بنطاله ، ثم رفع يده أمام وجهه وهو يقول بحدة : إيه رأيك في الصور دي ؟؟ فاكرهم !
هب سامي واقفا قائلًا بصرامة : إنت جبتهم منين
أمير بهدوء وهو يضع الصور مرة ثانية في جيب بنطاله : أظن إنك شوفتها قبل كده ، دي الصور الي كانت مع أروي وهددتك يا تديها صور أختها يا تبعتهم لمراتك الي أنت يعني بتترعب منها .. !!
تجهمت قسمات وجهه ثم قال بحزم : أنت متقدرش تعمل حاجة بالصور دي ، دي تبلها وتشرب ميتها
قهقه أمير عاليًا ثم قال من بين ضحكاته : لا أقدر أول حاجة هبعتها للمدام واوريها قذارة جوزها ، ثانيا بقي هروح اطبع منها نسخ وأفرقهم علي كل الشركات الي بتتعامل معاهم ثالثا بقي وده الأهم هنزلها علي أكبر جريدة فيكي يا مصر ومواقع التواصل الاجتماعي وأخليهم يكتبوا بالبنط العريض كده فضيحة سامي الزبالة بس يا عيني فضيحتك هتكون غير فضحيتي خالص أنا في مكتبي إنما أنت في أوضة نوم في بيت الدعارة !!!
صاح سامي بشراسة : طب فكر تعمل كده وأنا أقسم بالله هنسفك نسف و....
قاطعه أمير بتحدي : ولا تقدر تعمل حاجة لأني مش هديلك فرصة ، إلا بقاا إذا عملت الي أنا عاوزه ساعتها هتراجع عن قراري ده ! ها قولت ايه ؟؟
جلس سامي علي كرسيه مجددًا وهو يلهث بعنف ، فإبتسم أمير من رؤيته غاضبا هكذا وجلس هو الآخر قبالته قائلًا ببرود مستفز : عاوزك تبقي ريلاكس خالص أومال هتستقبل الصدمات الي جاية إزاي ؟؟
صاح سامي بغضب جلي : أنت عاوز ايه هات من الآخر ؟!!!!
تنهد أمير وقد وضع ساقا فوق الآخر وقال هادئا : أول حاجة هتديني صور سهيلة الي معاك ومعاهم الشيك الي كنت كاتبُه علي أروي ثانيا بقي هتنزلي إعتذار في نفس الجريدة الي عملتلي فيها الفضيحة دي بنفس الحجم !! وأقرأ بعيني مكتوب سامي يتقدم بالإعتذار الرسمي لـ أمير عز الدين ، ومتخافش أنا هتنازل عن المحضر ومش هشتكيك وأوديك في ستين داهية بس الناس تعرف أنها مكيدة زبالة منك !!
ضرب سامي علي سطح المكتب وقال والشر يتطاير من عينيه : أنت بتحلم لا يمكن طبعا ده يحصل
وقف أمير ثم هتف بصرامة : يبقي إستلقي بقي وعليا وعلي أعدائي قسما بالله لأفضحك
قال سامي محاولا إستعطافه : بس أنت كده هتخرب بيتي !
فرد أمير بعصبية : ما أنت كنت هتخرب بيتي !! ولا هو بيتك أحسن من بيتي ؟؟؟؟
صر سامي علي أسنانه وقال : إستني !
ثم فتح خزانته وأخرج منها الشيك والصور الخاصة بسهيلة وألقاها علي المكتب وقال : إتفضل !
مد يده أمير واخذهم ثم قال بهدوء : أيوه كده تعجبني !
فقال سامي بغيظ : هات الصور الي معاك !
أمير ضاحكا : لما تنزلي الإعتذار يا معلم .. ثم سار ناحية الباب وقال ببرود تام : عقلك في راسك يا سامي ، عاوز بُكرة ألاقي الاعتذار منور في الجرنال ، سلام يا يا واطي !
خرج صافعا الباب خلفه ليصرخ سامي بإهتياج وهو يطيح بكُل شيئا أمامه !! ....
.......................
إستقل أمير سيارته بعد ذلك ولقد شعر بالإنتصار قليلًا ، قاد سيارته مُتجهـا إلي المنزل وهو يُفكر في أشياء كثيرة ..
ظل شاردًا إلي أن وصل أخيرًا وصف سيارته ثم ترجل منها داخلًا إلي المنزل ..
ما إن دلف حتي أقبلت عليه نجـاة تتبعها أروي ، فقالت نجاة بقلق : ها يا أمير عملت إيه يابني ؟؟
قال أمير بهدوء : متقلقيش يا عمتي ، الصور الي إدتهاني جاتلي في الوقت المناسب والموضوع هيتحل إطمني
تنهدت نجاة بإرتياح وقالت : الحمدلله !
فأخرج من جيبه الصور والشيك ووضعهم علي الطاولة الصغيرة وقال بنبرة حادة موجها حديثه لـ أروي : صور أختك والشيك أهم !
ثم سار نحو الدرج بعد أن ألقي نظره أخيره عليها
فتنهدت أروي بحزن من حدة أسلوبه معها ، فأردفت نجاة بمواساة : هيسامحك إن شاء الله أكيد هيسامحك يابنتي ، هانت !
.......................
ظل سامي يسير ذهابا وإيابا داخل مكتبه والغل ينهش قلبه ، كان يتوعد لـ أمير وكذلك أروي فلقد علم أنها هي من أعطته الصور ، قرر أن ينتقم منها ويجعل قلبهـا يحترق هي وشقيقتها أيضًا ، فخطرت له فكرة شيطانية في الحال ليمسك هاتفه ويجري إتصالا لشرطة الأداب !!
آتاه صوت أحد أفراد الشرطة ، ليقول سامي بحقد : عاوز أبلغ عن شقة دعارة من فضلك.... آه العنوان في ****** في الدور ***** !!
ثم أغلق الخط وهو يبتسم بتشفي ويقول بإنتصار : يلا إشربي أنتي وأختك خلي قلبك يتحرق عليها !!
...........
بعد مرور ساعة
في منزل سهيـر ..
كعادة سهيلة الأخيرة إنتهت من صلاتها وجلست تدعي خالقها بالفرج القريب فإنها تخرج من الصباح تبحث عن منزل يكون سعره مناسب لها حتي تنتقل للعيش فيه لم تمل فيوميا تبحث علها تجد ! ..
جلست تسبح بعد أن أغلقت باب غرفتها وأحكمت الغلق ، فلقد وجدت راحتها في ذكر الله ..
ولكن هيهات لتسمع ضجيج وصراخ يأتي من الخارج فإنقلع قلبها هلعا وفتحت الباب لتتلقي الصدمة وهي تشاهد أفراد الشرطة يجذبون كل من في البيت خارج المنزل وسهير معهم ، إزدادت هلعا حين وجدت أحدهم يقترب منها ويجذبها بقسوة فصرخت عاليًا وهي تهتف بإنهيار : لا لالا لاااا أنا معملتش حاجه والله أنا توبت والله ! ..
لم يبالي أحد بصراخهـا ليجذبها العسكري ويهبط بها حيث السيارة ليدفعها بقوة إلي الداخل ويدفع خلفهـا سهير والبقية ، إتسعت عيني سهيلة بهلع وتساقطت العبرات فوق وجنتيها بغزارة ولقد علمت أن هذا آخر المطاف !!!!
الفصل الأربعون
( حُطام أنثي )
في مركز الشرطة (القسم ) ..
جلست سهيلة القرفصاء تبكي بإنهيار بعد أن دفعها العسكري داخل الزنزانه ، لم تصدق الذي حدث بالتأكيد هي إنتهت فمن سيصدق أنها تابت بالفعل !!
تفاجئت بالباب يُفتح ويدلف منه شخصا يرتدي بدلة الضابط الرسمية ..
ثم دلف خلفه العسكري وهو يهتف بصرامة : قومي يا بت أنتي وهي !
نهضن جميع الفتيات العاريات ونهضت سهيلة أيضًا !
بدأ الضابط حاتم النظر في وجوههن حتي وقعت عينيه علي سهيلة التي كانت تبكي مُطأطأة رأسها وترتدي إسدال الصلاة ..
رفع حاتم أحد حاجبيه وراح يرفع وجهها حيث أمسك بطرف ذقنها بقسوة وقال ساخرًا : وأنتي بقي كنتي بتصلي في الدعارة يا روح أمك ؟!!!
إزدردت سهيلة ريقها بخوف شديد وهي تحملق به بعينيها الدامعتين الحزينتين ، ليصيح بها صيحة جعلت جسدها ينتفض أثرها حين قال : ما تنطقي يا ***** !
إتسعت عينيها ذعرًا وهزت رأسها بذهول وهي تجيبه بنحيب : و... والله أنا تـ توبت مـ معملتش حاجة !
قهقه ساخرًا عليها ليقول بتجهم وقد أزاح يده عن ذقنها ليرفعها قليلًا و يتحسس وجنتها بتسلية : توبتي !! ممم شكلك بتستهبلي يا بت ، عموما أنا هظبطك ..
بغضت سهيلة ذاتهـا وهي تري يده تتنقل بحرية علي وجهها حتي أن أصابعه لامست شفتيها وهو يعض علي شفته السفلي بشهوة ، لم تتحمل فدفعته في صدره بقوه وهي تقول بصياح : إبعد عني !
إتسعت عينيه بغضب جلي من فعلتها تلك ، فما كان منه إلا أنه صفعها بقوة وقال جازا علي أسنانه :
- أنتي إتجننتي يا ***** ، شكلك متعرفيش مين الظابط حاتم ده أنا هسود عيشتك بس إصبري عليا يا ******
ثم قال وعينيه تتوهج غضبا : خدهم يا عسكري عشان يتعرضوا علي دكتور الطب الشرعي ولما يرجعوا هاتلي البت دي علي مكتبي !
أومأ العسكري بطاعة وإنصاع له ، بينما جذب سهيلة ليدفعها خارج الزنزانه وكذلك البقية ..
فكانت سهيلة تبكي بحسرة ، بينما همست سهير وهي تسير بجانبها : ياختي مشي حالك يعني جيتي عند الظابط وعملتي نفسك شريفة !
رمقتها سهيلة بنظرات نارية ثم قالت بصوتٍ ينبع من صميم قلبها ؛: أنا بكرهك ربنا ينتقم منك .. يارب ساعدني يااااارب !!
...................
في فيلا الأمير ..
جلست أروي علي الفراش لتهاتف شقيقتها سهيلة ، حتي تُطمئنها أن الصور أصبحت معها وكل شيئا سيصبح علي ما يُرام .. لكنها وجدت الهاتف مغلق فإستغربت قليلًا وعادت تتصل مرة أخرى لتجده مغلق أيضا ..
فوضعته علي الكومود وقالت بخفوت : أكيد فصل شحن ، هبقي أتصل بيها شوية كده تكون شحنته
دلفت نجـاة بعد قليل إلي الغرفة لتقول بهدوء : إيه يا رورو مش هتتغدي ولا إيه ؟؟
حركت رأسها بعلامة النفي وأردفت : لا يا عمتو مليش نفس ..
فقطبت ما بين حاجباها وقالت : أنتي كمان مش هتتغدي ، برضو أمير قالي مليش نفس ! .. ياربي ربنا يعدي الأيام دي علي خير
أروي بحزن : يارب
قالت نجاة في تساؤل : مالك يا حبيبتي في حاجة مضيقاكي ؟
مطت أروي شفتيها وقالت بقلق : مش عارفه تلفون سهيلة مقفول ليه ، كنت عاوزة أطمنها واطمن عليها بس لقيت التلفون مقفول وهي مش عوايدها تقفله ..
نجاة بإطمئنان : أكيد فاصل شحن
أروي بتنهيدة : ما أنا بقول كده بس أنا قلقانة مش عارفه ليه
ربتت نجاة علي كتفها وتابعت بحنو : لا متخافيش يعني هيكون في إيه ، دلوقتي تفتحه وتكلمك ربنا يستر
تابعت أروي : يااارب
...............................
في منزل السيدة نعمة ..
دلف خالد إلي المطبخ حيث وقفت سلمي تطهي الطعام الذي أصبح مُفضل لديها في الأونه الآخيرة ..
قال خالد بغيظ : سلمي ، كده كتير مش معقوله كل يوم هنتغدي كابوريا !!
رفعت سلمي حاجبيها وتابعت بتذمر : إبنك عاوز ياكل كابوريا يبقي كلنا ناكل كابوريا ، وبعدين مالها الكابوريا يعني ؟!
خالد بنفاذ صبر : الكابوريا دي تسالي يا حبيبتي كأني بتسلي مش باكل أنا عاوز أكل .. أكل يا لوما أغمس بالعيش وأعمل ودن قطة إرحمي أمي
ضحكت سلمي وقالت بمراوغة : أمك موافقة تاكل كابوريا أسكت أنت بس يا لودي وكُل وأنت ساكت
ضحك خالد وإقترب منها محاوطا خصرها بذراعيه قائلًا بهمس : أمري لله عشان خاطر نعمة وأم نعمة بس
عبس وجه سلمي وأردفت بخفوت : نعمة مين ؟
خالد ضاحكا : نعمة الي في بطنك ياروحي مش قولتي هتسميها نعمة لو طلعت بنت ؟
تنحنحت سلمي وقالت : اه .. اه طبعا .. ثم تابعت بخفوت : يارب يطلع ولد
خالد بجدية مصطنعة : بتقولي ايه ، مش عاجبك إسم أمي ؟؟
سلمي بتذمر طفولي : بصراحة لأ يا خالد .. يا خبر هيبقي إسمي أم نعمة يا فضحيتي أم جلاجل !
قهقه خالد عاليًا ، فشاركته سلمي الضحكات المرحة ، ليتفاجئ بعد ذلك بوالدته تهتف من الخارج وهي تضع يدها علي قمة رأسها : إلحقني يا خالد ..
إلتفت خالد ليركض إلي والدته التي كادت أن تسقط لكنه أسندها بذراعيه قائلًا بقلق : ماما مالك في إيه ؟؟
لم تعد قادرة علي فتح عينيها وتهاوي جسدها لتسقط من بين يديه وينقلع قلبه عليها وهو يهتف عاليًا : مـامـا !!!
.....................
بعد مرور ساعتان ..
ظلت أروي تسير ذهابا وإيابا وهي تتصل مرارا وتكرارا علي هاتف شقيقتها ، ولكن دون جدوى فلقد وجدته مغلق ، فتسرب القلق إلي قلبها ، وهي تقول بتوتر : لا لا سهيلة فيها حاجة أنا لازم أروح اشوفها
فأسرعت نجاة تقول : تروحي فين بس يابنتي مش هينفع أنتي هتروحي البيت ده تاني يعني !
لم تبالي أروي بحديثها حيث أسرعت بفتح الخزانة لتخرج ملابسها وتشرع في إرتدائها وهي تقول بقلق بالغ : أنا لازم أطمن علي سهيلة !!
...........
في فيلا زياد ...
لاحظت دارين أن ماهيتاب تصر علي موقفها وتحدث ذلك الشاب يوميا دون أن تبالي بنصائحها في البعد عنه ، فحسمت دارين القرار وقررت أن تخبر زياد حتي يرجعها عن هذا الهلاك الذي ستوحل نفسهـا فيه ! ...
بالفعل ذهبت دارين إلي زياد الذي كان يقف في الشرفة يهاتف أمير في أمور العمل ويحتسي قهوته ..
وقفت دارين إلي جواره حتي أنهي المكالمه ، ثم نظر لها وقال بتساؤل : خير يا دودو في إيه ؟
صمتت دارين في حيرة من أمرها هل تقول أم تصمت فإذا قالت ستغضب منها ماهيتاب وإن صمتت ستساعدها علي الهلاك ! ..
ظلت صامته وهي تفرك كلتي يديها في بعضهما بتوتر ، إلي أن قال زياد بقلق : في إيه يا دارين مالك ؟؟
قالت دارين بخفوت : زياد أنا عاوزة أحكيلك علي حاجة ، بس أوعدني تتصرف بحكمة !
عقد زياد حاجبيه وقال بجدية : إتكلمي يا دارين علي طول !!
تابعت دارين وهي تزدرد ريقها : بص يا زياد بصراحة كده ماهيتاب بتكلم واحد علي الانترنت وبتكلمه في التلفون ، بالله عليك يا زياد ما تمد إيدك عليها أنا بس عاوزاك تمنعها عن الطريق ده بس من غير عنف
إتسعت عيني زياد ثم قال مشدوها : بتكلم ايه ؟!!!! يا نهارك مش فايت يا ماهيتاب !
أنهي جملته وراح يسير مسرعا في إتجاه غرفتها ، لتهتف دارين بخوف : يا زياد الله يخليك براحة ..
وصل زياد إلي غرفتها لفتح الباب ويدلف بحركة مفاجئة ، فهبت ماهيتاب واقفة وقد سقط الهاتف من يدها بذعر ، فصاح زياد بغضب : بتعملي ايه يا ماهيتاب ؟؟؟
إزدردت ماهيتاب ريقها بخوف شديد وهي تنظر إلي دارين بعتاب ، ثم قالت : بكلم واحدة صاحبتي ..
إنحني زياد بجسده ثم جذب الهاتف ليضعه علي آذنه ويستمع إلي الصوت الرجولي وهو يقول : ماهي في إيه يا حبيبتي ؟
صر زياد علي أسنانه وصاح بحدة : أنت مين ياض أنت وعايز منها إيه .. ؟؟
فما أن سمع صوته حتي أغلق الخط ، ليقول زياد وهو ينظر إلي شقيقته بعدم تصديق: مين ده يا ماهيتاب ؟؟ بتكلمي شباب في التلفون يا ماهيتاب !!!!!
صمتت ماهيتاب وهي تتراجع للخلف بذعر ، فصاح زياد مجددا : إنطقي بدل ما أمد إيدي عليكي !
أومأت ماهيتاب رأسها وقالت بإرتجافة : هـ هقولك هقولك !!
.............
خرجت أروي من غرفتها تركض ، لتصطدم في أمير الذي كان يصعد الدرج ، فنظر لها بإستغراب وهتف بجدية : في ايه مالك ، وراحة فين ؟؟
فردت عليه بإيجاز : راحة أشوف سهيلة أختي ..
فقال بتجهم : راحة فين ؟؟ !!!
فتدخلت نجاة قائلة برجاء : عشان خاطري يا أمير خليها تطمن علي أختها من بدري بتتصل بيها تلفونها مقفول ..
فقال أمير بحدة : لأ طبعا إزاي تروح المكان ده تاني مستحيل طبعا
هتفت أروي بضيق : لأ هروح دي أختي الوحيدة لازم أطمن عليها ، أرجوك أوعي من طريقي .. أنهت جملتها وبكت بهستيرية فإنها قلقلة للغاية وقلبها غير مُطمئنا بالمرة .. !!
تعجب أمير لحالتها فتنهد بعمق واردف بجدية : طيب يلا تعالي هاجي معاكي ..
هبطت معه الدرج ، وهي تدعي أن تكون شقيقتها بخير ، لتستقل السيارة معه وتنطلق بهما ..
...............
في منزل السيدة نعمة ..
إنتهي الطبيب من فحص السيدة نعمة ، ثم قال بهدوء وهو ينظر إلي خالد : ، السكر إنخفض عندها جدا أدي لحالة إغماء وهبوط .. زائد إن عندها نزلة برد شديدة لازمها بس راحة تامة مع العلاج الي كتبته ليها واكل صحي وهتبقي زي الفل
تنهد خالد بإرتياح وقال هادئا : الحمدلله ، شكرا يا دكتور ..
إبتسم الطبيب وتحرك إلي الخارج وإتبعه خالد حتي خرج من المنزل ، ليعود قائلًا : هروح أجيب العلاج يا سلمي وجاي. .
أومأت سلمي برأسهـا ، فخرج خالد ، لتمسح سلمي علي رأس نعمة وهي تقول بإبتسامة : ألف سلامة عليكي يا طنط نعمة ربنا يشفيكي يا حبيبتي
إبتسمت نعمة بإرهاق لتقول بخفوت : الله يسلمك ويكرمك يا سلمي ، شكرا يا بنتي علي تعبك
قالت سلمي : شكرا علي إيه ده واجبي يا طنط نعمة ، المهم نامي إنتي وإرتاحي وأنا هقوم أعملك حاجة خفيفة تاكليها .. أنهت كلامها ونهضت متجهه إلي المطبخ ..
........
في غرفة وكيل النيابة بمخفر الشرطة ...
نظر إلي تقارير الطب الشرعي التي نتجت بعد أن تم الكشف علي جميع الفتيات ..
تمعن النظر فيهم حتي آتي في يده تقرير سهيلة .. فعقد حاجبيه بإستغراب ، وهتف مناديا بحزم : يا عسكري !
دلف له العسكري فورًا وهو يقول مؤديا التحية العسكرية : تمام يا فندم
فقال بجدية : بلغ الرائد سليم إني عاوزه !
أومأ العسكري برأسه وخرج من مكتبه ..
ليدلف بعد قليل الرائد "سليم محمد كارم " حيث وقف أمامه قائلًا بخشونه : خير يا مجدي بيه
فأردف مجدي بتعجب : شوف التقرير ده كده ، في بنت من الي جم هنا لسه عذراء تماما.. !
أخذ سليم منه التقرير ونظر إليه ليقول بجدية : فعلا ، غريبة !
أردف بلهجة رسمية : شوفلي الموضوع ده وإستعلم عن البنت دي ... دي الوحيدة الي الطب الشرعي أثبت إنها عذراء !
أومأ سليم برأسه وخرج من المكتب ذاهبا إلي مكتبه ، وكاد أن يُنادي علي العسكري إلا أنه آتاه إتصال فجأة جعله ينشغل عن هذا الآمر حاليا ..
.......................
أغلق العسكري باب مكتب الضابط حاتم بعد أن ترك معه سهيلة التي وقفت ترتجف وهي تري نظرات حاتم المفترسة لها ، وإبتسامة جائعة لاحت علي ثغره ، فنهض عن كرسيه مُقتربا منها بخطوات متمهلة إلي أن وقف أمامها وهو يضيق عينيه متمعنا في قسمات وجهها الحزين ، إتسعت إبتسامته الجائعة وهو يرفع يده ليفك طرحة إسدالها لكنها دفعته وحاولت أن تركض فـ جذبها من خصرها رافعا إياها عن الأرض فصرخت بإهتياج لينزلها ويدفعها بقوة فإلتصق ظهرها بالحائط ، حاول تقبيلها لكنها جاهدت بكل ما أوتيت من قوة فالذي حافظت عليه لسنوات من المستحيل أن يأخذه أحدٍ منها الآن إذا فلتأخذ روحي أولا .. !
صر حاتم علي أسنانه وكتم فمها بيده وراح يرفعها مجددا عن الأرض ليلقي بها علي الأريكة الصغيرة الموجودة داخل المكتب ، حاولت النهوض وهي تقاومه بشراسه ، صفعها مرة بعد أخري عدة صفعات متتالية لكنها لم تستسلم وظلت تقاومه بإرهاق حتي شعرت بالضياع فإذا أخذ مراده سيتبقي منها حُطام أنثي ...