رواية سهر الفهد الفصل السابع عشر17بقلم داليا السيد


 
 رواية سهر الفهد

الفصل السابع عشر
بقلم داليا السيد



نظرت إليه ونهضت تجاهه وقالت "هل يمكن أن توضح؟ لم أعد أفهم أي شيء"







نظر بعيونها وقال "بعد أن ضبط والدك هدى هنا كاد يضربها ويقتلها لولا أن اشتبك أبي معه في قتال شديد انتهى بفوز أبي 





ولكن أبي كان يخشى على سمعة هدى وسمعته وبالكلام مع والدك توصل إلى اتفاق"
حدقت بعيونه وقالت "لا تتوقف الآن





أدرك أنها على حق فقال "بالطبع المال يفتح كل الأبواب المغلقة، عرض عليه مال كثير كان أبي قد ادخره لشراء الشركة في سبيل أن يصمت ويطلق هدى، كان الاثنان قد توصلا 






للاتفاق في نفس الوقت الذي شعرت فيه هدى بآلام الولادة وبالفعل أحضر لها أبي طبيب وممرضة هنا وولدت أنت لتأخذك الممرضة إلى والدك ويعطيها طفل ميت وبدا أنه قد دبر أمره ليخبر الجميع بموتك






 وأخفاك دون أن يعلم أحد كيف، ثم طلق هدى قبل حتى أن تعود لنفسها وأخذ الأموال وسافر بعيدا دون أن تعرف هدى عنه أي شيء ولكن الجميع كان يعلم بعلاقته






 بمونيكا ثم تزوجها فيما بعد، كما تزوج أبي هدى ومن هنا وهناك عرف أن مونيكا هي المرأة التي كلمت هدى بالهاتف لتجعلها تأتي هنا كانت خطة"
ظلت تنظر إليه والدموع تملؤ عيونها وكأنها تسبح في دوامة لا تنتهي ثم قالت "لذا أخبرتني هدى أنها حكاية طويلة ليتها كانت بقت لتحكيها ربما وقتها لم أكن سأشعر بذلك الألم من أجلها"
اقترب منها وقال "وهي أيضا تمنت لو كنت معها بكل سنوات عمرك ودعت كثيرا أن تراك قبل أن تموت"
قالت بدموع وألم "ولكني لم أفعل، سبقني الموت ولم أفعل، لم أعش مع أم كباقي الناس حرمت من كل شيء الأم والأب والآن.."
ولم تكمل وانسابت الدموع دون حساب تألم من أجلها  ولم يملك إلا أن جذبها إليه وأحاطها بذراعيه بحنان وألقت رأسها على صدره وهي تبكي بقوة من أين أتت كل تلك الأحزان وكأنها اتفقت جميعا على اللقاء هنا وفي نفس الميعاد 
همس بحنان "ولكنها رأتك ولو حتى مرة ربما كانت كافية لها"
قالت دون أن تبتعد عن أحضانه "ولكنها لم تكفيني يا فهد لم تكفيني"








شد عليها أكثر وكأنه يحاول أن يبثها حنانه ويبعد عنها كل تلك الأحزان، لم يحاول أن يحكي لها الماضي كي لا يؤلمها ولكن أتى من فعل ..
ابتعدت قليلا ولكنه لم يفلتها وقال مازحا "والآن القطة الأليفة وهي مستسلمة"
ضربته على صدره وقالت "لن أفعل تعلم أني لن أفعل"
قال "نحن فريقان الآن فإلى من ستنضمي قطتي؟"
نظرت إليه ثم أخفضت عيونها وقالت "أظن أني فعلت"
أدرك أنها فعلت فعلا عندما أعلنت أمام والدها أنه يدير أموالها وخطيبها قال بحنان غريب "وأنا عند ثقتك بي سهر تأكدي من ذلك، لن أتخلى عنك أبداً هل تفهمين؟ لن أفعل ولو بموتي"
لم تشعر وهي تضع يدها على فمه وقالت بفزع "لا، الموت لا"
أمسك يدها وقبلها وقال "أجمل نظرة رأيتها بعيونك منذ عرفتك قطتي"
أبعدت يدها وفلتت منه بخجل وقالت "الطبيب قال أني بحاجة إلى الراحة"
ابتسم وقال "امم.. الطبيب! حسنا اليوم سأتركك لكن بعد الزواج لن تجدي مفر مني" 
قالت لتغضبه "أي زواج؟ لن تفوز ولن استسلم"
نظر إليها وقال "أنا لم ولن أتراجع سهري الزواج يوم الخميس القادم وعليكِ أن تستعدي"
ابتعدت وقالت "ستعود لطريقتك هذه"
أعادها أمامه وقال بقوة "أنا لم أتعلم طريقة أخرى سواها، أنا نشأت مع جدة جاهلة وعشت فقرا لم تعرفيه وأتيت هنا لأكمل مع الفلاحين البسطاء لم أعرف الكلام المعسول أو تحلية المر، أنا كما أنا سهر وسأظل هكذا الهمجي الذي عرفتيه"
كانت عيونه قوية وهي لم تجادله فأخفضت عيونها فقال "والآن؟"
نظرت إليه فأكمل "ربما اخترتيني أمامهم للحماية أليس كذلك؟"
أخفضت عيونها مرة أخرى فابتعد بضيق فأدركت أنها جرحته فقالت "كان يمكنني ألا أفعل وأنت تعلم أني يمكنني أن أحمي نفسي جيدا"
نظر إليها وقال "والآن لا أفهمك"
قالت وهي نفسها لا تفهم نفسها "أنا أكره طريقتك وأرفضها، لا أريد الزواج بهذه الطريقة ولا أحب كلامك هذا"
اقترب منها وقال بنبرة مختلفة "ولكنك لا ترفضيني أنا أليس كذلك؟"
لم تنظر إليه ولم ترد فابتسم وقال وهو يتحرك إلى الباب "ولكني لن أتغير قطتي والزواج في موعده ولن يأخذك أحد من الفهد"
قالت بضيق "لن أفعل ولن أستسلم"
تحرك إلى الباب وقد اكتفى بما عرف من عيونها وقال "الأيام بيننا سهري"
ابتسمت رغم كل شيء وهي تتابعه وهو يخرج، كانت تشعر بالراحة لأنه الآن معها وربما الأمور بدأت تهدأ بينهما والأكثر أنه هو الآن دفاعها ضد أولئك الناس الذين لا تعلم ماذا يريدون منها؟ 
في الصباح نزلت للإفطار لم تجده وإنما تفاجأت بذلك الرجل الذي أتى مع والدها يدخل من الباب، ابتسم لها وقال 
"صباح الخير آنسة سهر، كيف حالك اليوم"
هزت رأسها وهي تتحرك ببطء وقالت "بخير، هل البيت جيد؟"





ابتسم بأسنانه الصفراء وعيونه العسلية الضيقة وقال "صغير لكن نظيف ومرتب شكرا على الضيافة"
تحركت إلى غرفة الطعام وقالت "جاكلين أخبرتكم أن الإفطار فىي الثامنة؟"   
اجلسها بأدب وانحنى عليها بطريقة جعلتها تبتعد وهو يقول "عطرك رائع عزيزتي"
قالت بعصبية "اسمي سهر ولست عزيزة أحد، أين أحمد بيه وزوجته؟"
تقدم الرجل وقال "أنا والدك يا سهر لا يجوز أن تناديني أحمد بيه"
لم تنظر إليه هو أو زوجته وإنما قالت "ربما عندما أعتاد أفعل"
دخلت جاكلين بالطعام فقالت سهر "أين مستر فهد؟"
سمعته يقول "أنا هنا سهري صباح الخير"
كان أكثر جاذبية في ملابسه الأنيقة وشعره المبلل ولحيته المنمقة ابتسمت له كما فعل، جلس على رأس المائدة ولاحظت سهر عيون مونيكا إلى فهد بطريقة أثارت غيظها 
قال الأب “كنت أريد أن أتحدث معك مستر فهد"
قال فهد "فهد، وأنا تحت أمرك، لدي بعض الوقت قبل أن أذهب"
نظرت سهر إليه وقالت "تذهب؟"
نظر إليها ولاحظ الفزع بعيونها كاد يرد ولكن مونيكا قالت "ماذا؟ هل يأخذ الإذن منك أنت فقط؟"
نظرت إليها بضيق وقالت "هو زوجي ولابد أن أعرف مكان وجوده ألا تفعلين مع زوجك؟" 
لاح شبح ابتسامه على وجه فهد أخفاها بين تناول الطعام وسمع مونيكا تقول "ليس إلى هذا الحد لكل منا حياته"
قالت "وترى كيف يكون ذلك؟"
قالت مونيكا "كلا منا يتحرك كيفما يشاء وقتما يشاء لا قيود ولا استجوابات"
قالت بغيظ "أنا لا أفعل ذلك، فحياتي أنا وهو واحدة"
قالت مونيكا "بلى حبيبتي أكيد لا تفعلين فقط لأنكم في البداية"
شعر أنها تكاد تموت من الغيظ فقال مغيرا الكلام "مستر أحمد يمكننا أن نتحدث بعد الإفطار إذا لم تمانع"
هز الرجل رأسه وقال "لا، بالطبع لا أمانع"
قالت مونيكا بجرأة "فهد ألن تأخذنا بجولة في الجزيرة أحب أن أشاهدها وأكيد أنت تحفظها جيدا"
نظرت سهر إليه منتظرة رده فقال "للأسف ليس لدي وقت، عندي العديد من الاشغال وبخاصة مع سهر لا تنسي أننا نعد للزفاف"
نظرت إليه فلم ينظر إليها كان يعلم كيف يتصرف مع امرأة مثل مونيكا التي قالت "إذن ومن سيفعل؟"
قال "ربما أرسل لكم أحد ليأخذكم في جولة الجزيرة صغيرة ولا تحتاج وقت كثير"
انهى طعامه وقال "سهر سأنتهي مع والدك ثم نذهب كما اتفقنا"
نظرت إليه وهزت رأسها رغم أنها لا تفهم ولكن ربما أدرك أنها لا تريد البقاء معهم أو ربما يثبت لمونيكا أنها على حق وأن حياتهم واحدة 






دخل أحمد وفهد إلى غرفة المكتب وتحركت هي ولكن جاك قال "سهر هل ترشديني إلى الشاطئ؟"
قالت "آسفة أنا أنتظر فهد ربما تفعل وحدك، الأمر ليس بصعب"
قالت مونيكا "تحبينه؟"
نظرت سهر إليها وقالت "أرى أنأأمرنا يشغلك ترى لماذا؟"
ابتسمت مونيكا بخبث وقالت "بالطبع ألست ابنة زوجي وأمرك يهمني"
ابتسمت نفس ابتسامتها وقالت "لا تقلقي يمكنني أن أهتم بشئوني جيدا دون مساعدة أحد"
وابتعدت ولكن جاك أسرع إليها وأمسك يدها وقال "سهر انتظري أنا"
نزعت يدها بقوة وقالت "لا تلمسني هل تفهم؟"
تراجع من نبرتها الحادة وقال "تمام أعتذر لم أقصد ولكن لم لا تبقين معي أقصد معنا ربما نتعرف"
قالت بضيق "وقت آخر مستر جاك عن إذنك"
تحركت إلى غرفتها ونفخت براحة، غيرت ملابسها بملابس أفضل، كادت ترفع شعرها ولكنها تذكرته وهو يقول "هكذا افضل" ابتسمت ورفعته هي تحب إثارته ولن تفعل ما يريد اطمأنت على مظهرها عندما دق الباب ودخلت جاكلين وقالت 
“ مستر فهد ينتظرك آنسة"
دخل مع أحمد المكتب فنظر الرجل إليه فأشار إليه وقال "تفضل مستر أحمد"
جلس الرجل أمام مكتب فهد فقال أحمد "تعلم أنني الآن في مرحلة صعبة مع سهر وأحاول أن أكتسب ثقتها"
هز فهد رأسه ولم يعلق فقال الرجل "والآن الوقت لا يمكنني من ذلك أنا لابد أن أعود بعد زواجكم فورا والآن هىي لا تسمح لي"
قال فهد "مستر أحمد هل تتحدث بوضوح"
نظر أحمد إلى فهد وقال "ربما تؤجل الزواج إلى ما بعد سفري ربما"
بدء فهد يفهم ما يلمح له الرجل ولكنه لم يرد فأكمل أحمد "أقصد لابد أن اتأكد أن ابنتي أحسنت اختيار شريك حياتها"
ضاقت عيون فهد قبل أن يقول بهدوء "هل أفهم أنك تشك في أني الزوج المناسب أو أنني أجبرها على الزواج؟"
قال الرجل بوقاحة "ربما، لا تنس أن ابنتي عرفتك في مدة قصيرة ليست كافية لتأخذ قرار مصيري كهذا"
نهض فهد وتحرك إلى أحمد ثم جلس أمامه ونظر بعيونه وقال "ومن إذن الذي يحدد صحة قرارها إذا لم تفعل هي؟"
قال الرجل "أنا بالطبع، ألست ولي أمرها؟ وأنا أظن أن ابنتي لابد وأن تراجع نفسها قبل الزواج"
اقترب فهد من أحمد ونظر بعيونه مباشرة وقال "هكذا اذن! وأنا أخبرك أن سهر خطيبتي وستكون زوجتي الخميس القادم وأنا لن اتخلى عن ذلك أبدا حتى ولو وقف العالم كله ضدي"
نهض الرجل وقال بقوة "ليس من حقك"
نهض فهد وقال بقوة "إذن امنعني لو استطعت"
كانت نظرات التحدي بعيون الرجل الذى قال "وحقوق ابنتي"
تدارك فهد الأمر وقد كان يتوقع ذلك فقال "أي حقوق؟ لا أفهم"
ابتعد الرجل وقال "أموالها، ميراثها من هدى"
وضع فهد يده بجيوب بنطلونه وقال "وماذا عنها؟"
قال الرجل "لابد أن أعرف مصيرها أنا والدها وهي حقي"
نظر إليه فهد بقوة وقال "حقك في ماذا؟ إنها أموال سهر وليس أنت"
قال الرجل بغضب "وأنا والد سهر إذن أنا الذي يجب أن أحميها عليها أن تمنحني توكيل لأدير كل شيء"
قال فهد بثقة "أعتقد أنها أجابت على هذا الأمر من قبل"
قال أحمد "بالتأكيد هناك شيء خطأ وأنا لابد أن أصححه أنا سأتحدث إليها"









ابتعد فهد وقال "فالتفعل مستر أحمد ولكني أحب أن أنبهك أن سهر ليست كما تظنها إنها ليست ضعيفة وأنا لم استولى على أموالها كما تظن، حقوقها محفوظة ولن يخاف عليها أحد مثلي لأنها ابنة هدى وزوجتي"
ثم تركه وخرج، نظر إليها وهي تتجه إليه عند باب البيت ابتسم وقال 








"تحسنين اختيار ملابسك قطتي وتشعريني أني لا أفهم شئيء في الأزياء بجانبك"
ضحكت وهي تفتح الباب دون أن يفعل كالعادة وقالت "أمضيت عمري كله في عالم الأزياء لم أعرف سواه"






تحركا إلى المرفأ ركبا الطائرة فقالت "فيم أرادك؟"
نظر إلى عيونها وقال "لا شيء، يحاول أن يختار لك عريس آخر سواي"
نظرت إليه بقوة فابتسم وقال "لا تقلقي إنك لن تكوني إلا لي قطتي"
قالت بضيق "فهد لا تمزح"
تغيرت ملامحه وقال "لا شيء سهر إنه يريد أن يتقرب منك أكثر ويريدني أن أساعده"
أبعدت وجهها كما فعل فقالت "لا أريده" 
لم يرد عليها، ما أن وصلا لسيارته حتى قال "أشعر بالجوع ما رأيك لو نتناول فول وطعمية"
ابتسمت وهزت رأسها فابتسم محاولا أن ينسى ذلك الرجل على الأقل الآن وهي معه
أوصلها لأحد الأسواق التجارية ثم أخرج لها بطاقة ائتمان وقال "هذه بطاقتي ورقمها هو ... والآن ستذهبين لشراء ما يلزم عروستي الجميلة انفقي كما يحلو لك ولكن اهتمي أكثر بتلك الملابس التي، أقصد أنا أحب اللون الأزرق السماوي يليق بلون عيونك قطتي"
أخفضت عيونها واحمر وجهها فرفعه وقال "لا أصدق أن القطط تخجل"
نظرت إليه فقال "ولكن خجلها فاتن"
تحركت فأوقفها وقال "البطاقة"
قالت "معي بطاقتي"
ابتسم وقال "هذا عندما كنت حرة أما الآن أنت زوجتي مسؤولة مني ولن تنفقي إلا من أموالي أنا هل تفهمين؟"
ابتسمت وهزت رأسها وأخذت البطاقة وهي سعيدة، احساس رائع أن تجد من يهتم بها وبأمورها،  دفاعها وحصنها وأمنها فقط هو ..
لم تشعر بالوقت إلا عندما جلست بالكافية وقد تعبت من الشراء ثم انتبهت كيف ستصل إليه ليس معها هاتف ولم يتفقا على موعد و..
“ بالتأكيد لم أتأخر نحن بموعد الغداء"
نظرت إليه بدهشة لقد كانت تفكر فيه قال "ماذا وكأنك رأيت الشيطان؟"
قالت"لا، فقط كنت أتساءل كيف سأصل إليك"
ابتسم وأخرج هاتفها وقال "تفضلي"
نظرت إليه وقالت "ولماذا الآن؟" 
قال "حتى أطمئن عليك، نتناول الغداء ونذهب هناك عاصفة اليوم"
قالت "مرة أخرى؟ فالنذهب الآن إذن"
ابتسم وقال "لا تقلقي ما زال هناك وقت"
طلب الغداء ثم نظر إلى الحقائب الكثيرة وقال "أرى أنك لم تضيعي الوقت"






هزت رأسها وقالت "بصراحة أنفقت الكثير أنا .."
اقترب من طرف المائدة وقال "لا أتحدث عن المال سهري، وإنما أتحدث عن شيء آخر، اللون الأزرق" 
وغمز بعيونه فابتسمت بخجل واضح ولم ترد 
ضحك وقال "هناك شيء نسيت أن أسألك عنه"
قالت "ماذا؟"
قال "الفستان الأبيض عروستي الجميلة"
ابتسمت وقالت "لم أنساه"
ابتسم وقال "هل أراه" 
هزت رأسها وقالت "عندما يصل" 
ضاقت عيونه وقال "يصل؟ من أين؟"
ضحكت وقالت "من مصر جدو سيرسله لي"
لم تنفرج ملامحه فقالت "الاتصالات هنا جيدة على فكرة"
وصل الطعام فلم يعلق وأخيرا عادا إلى الجزيرة وما أن دخلا البيت حتى انشق الرعد من وسط السماء فصرخت لتسقط بين ذراعيه كالعادة نظر إليها وقال
"أعشق فزعك هذا قطتي فهو يقذفك بين أحضاني"
ابتعدت عنه في الحال وأسرعت مبتعدة فضحك عندما رأت والدها أمامها يقول بغضب "والآن بين أحضانه؟ ما هذا الذي أراه؟"
نظر الاثنان إليه بدهشة، اتجه إليها وقال "سهر ما الذي تفعليه؟ تقيمين معه ببيت واحد وتخرجين معه والآن بين أحضانه، إنه ليس زوجك بعد ما هذا الذي تفعليه؟"
قالت بقوة "أفعل ما أراه صواب" 
تحركت ولكنه أمسكها من ذراعها وقال "انتظري هنا وكلميني"
أبعدت يدها وقالت "من فضلك لا تلمسني"
تراجع الرجل وقال "سهر أنا والدك"
قالت "وإلى أن أتقبل هذا الأمر عليك أن تعاملني على أنني شخص لا يعرفك لأنها الحقيقة"
تحرك فهد إلى المكتب وتركهم فهو يعرف امرأته جيدا أقوى من السوط وحادة كالسيف، اتجه الأب إليها بقوة وقال 
"سهر أنت لا تمنحيني أي فرصة"
قالت "لأن تفعل ماذا؟"
قال "لأن اكون والدك وأعوضك عما فات، سهر أنا أريد أن أعيدك لأحضاني"
قالت"وكيف يكون ذلك؟" 
قال بقوة "أولا لابد أن توقفي هذا الزواج، ثانيا تعودي معي أمريكا لأن هذا الشخص لا يناسبك"
ضاقت عيونها وعقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت "حقا؟ ومن إذن الذي يناسبني" 
قال وهو يبعد عيونه "مهند مثلا إنه مدير أعمالي وشخص ناجح له مستقبل ناجح أضمنه أنا، عندما نعود ستعرفينه"
قالت بهدوء "وإن لم أفعل؟"
التفت إليها وقال بغضب "ستفعلين لأني سأجبرك أنت ابنتي الوحيدة" 






فكت ذراعيها وقالت بهدوء "من الواضح أنك لا تعرف ابنتك جيدا أحمد بيه لأن ابنتك لا يمكن لأحد أن يجبرها على أي شيء، أنا لن أتزوج إلا فهد ولن أرحل من هنا هذا هو المكان الذي أرادت هدى أن أبق فيه وأنا اريد ان أفعل وسأفعل"






كادت تذهب لولا أن أمسكها من ذراعها بقوة وقال بغضب "لن تفعلي، لن يأخذ ذلك الرجل أموالك أنا والدك وأعرف مصلحتك جيدا"






خلصت نفسها منه بقوة وقالت "أخبرتك ألا تلمسني وأموالي بأمان مع فهد ولن أمنحها لسواه"






قال بغضب "لا، أنا من لابد أن يدير أملاكك لا هو"
تراجعت وقد فهمت الأمر فقالت "اه هذا هو الأمر إذن؟ أموالي هي سبب وجودك هنا"






ابتعد الرجل وقال بارتباك "بالطبع لا، أنا هنا من أجلك أنت وأريد أن أعيدك، تعرفيني وأعرفك أنا لست بحاجة لأموالك تعلمين




 أنني مخرج مشهور ومعروف أنا فقط أريد أن تكوني معي وتتزوجي ممن يليق بك وبي"





قالت وهي لا تصدق كلامه "اطمأن أنا اتزوج ممن يليق بي ولن أتزوج سواه عن إذنك"



وتحركت إلى الأعلى وقد انتابها القلق من ذلك الرجل وما يمكن أن يدبره لها أو لفهد


                      الفصل الثامن عشر من هنا


 لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات