رواية سهر الفهد الفصل العشرون20بقام داليا السيد


 
 رواية سهر الفهد

الفصل الحادي والعشرون

بقلم داليا السيد

خوف

بالتأكيد تأكد جاك أنها أصبحت له ولكنها لم تكن لتستسلم بسهولة فقد



 تذكرت حركات الرشاقة والفتنس فرفعت ساقها اليمنى بقوة ودفعته في مؤخرته ليفقد اتزانه




 ويسقط رأسه في الطين فيضطر إلى أن يترك يدها التي بحثت عن أي شيء بجانبها لتجد




 غصن شجرة وقد كاد جاك يعود إليها ولكنها كانت أسرع وضربته على رأسه بالغصن بقوة فصرخ مبتعدا عنها 





نهضت بصعوبة ثم عادت وضربته مرة أخرى على رأسه ثم أسرعت تعود إلى البيت ربما تتصل بفهد أو تذهب إلى المرفأ أو ربما تجده 






أسرعت بما تبقى لديها من قوة إلى البيت، مرت ببيت هالينا ثم شعرت بجاك خلفها مرة أخرى فعاد الخوف يتملكها وزادت من سرعتها وكان الخوف يزيد من طاقتها، جرحتها الأغصان المتشابكة وتعبت من الجري وهي تسمع خطوات جاك تقترب وما أن وصلت إلى البيت حتى رأت فهد يخرج من البيت مفزوعا لأنه لم يجدها وقد رأى البودرة الملقاة على الأرض 







وقفت وصرخت باسمه “فهد"

فزع من منظرها وما أن تحرك بكل قوته تجاهها حتى رأى جاك يخرج خلفها من بين الأشجار، نظر إليه وقد فهم ما حدث ثم عاد ونظر إليها وقال 

"أنت بخير؟ هل فعل بكِ شيء هل؟"

هزت رأسه من بين دموعها وقالت "لا لم يستطع أن يفعل شيء، أنا بخير اطمئن"

فاطمئن وقال "سأذهب هل.."

هزت رأسها فأسرع خلف جاك الذي عاد إلى الأشجار ولكن كيف يهرب من الفهد؟ وليس أي فهد إنه فهد الغاضب لأن أحدهم حاول أن يلمس امرأته فالويل له 

قبل أن يصل جاك إلى بيت هالينا حتى كان فهد يلقي نفسه فوقه ليسقط به على الأرض، نهض جاك مرة أخرى ولكن فهد كان أسرع فانقض عليه ولكمه بقوة في وجهه لكمات متتالية بغضب، حاول جاك أن يصدها ولكنه لم يستطع رغم أنه أفلت من بعضها ووجه لفهد لكمة في وجهه ارتد لها فهد وما أن انقض عليه مرة أخرى حتى دفع جاك المبرد الخاص بسهر بجانب فهد بقوة تألم فهد وارتد إلى الخلف ثم نزع المبرد ولم يتركه ونظر إلى جاك من بين المطر وقال 

“والآن سأجعلك تتمنى الموت لم فعلته بها"

ابتسم جاك وهو يمسح الدماء من فمه "مذاقها رائع يا رجل لم أستطع أن أقاومها" 

زاد غضب فهد وهو يصرخ بقوة ليثير الخوف والرعب في قلب جاك الذي حاول أن يهرب ولكن فهد انقض عليه بقوة ليلكمه لكمات متتاليه بوجهه وأنفه 

رفع جاك ذراعه ليضربه به ولكن فهد أمسكه بقوة ولفه إلى الخلف فصرخ جاك من الألم فقال فهد "هذه ذراعك التي لمستها"




وفجأة سمع جاك صوت ذراعه وهو يكسر فصرخ بقوة وابتعد عن فهد توقف فهد يراقبه وهو يتألم ثم قال بغضب "هيا أيها الجبان، هيا"

اندفع جاك مبتعد ولكن فهد أعاده وأسقطه أرضا ثم لف قدمه حول قدم جاك بطريقة مدروسة ومعروفة وقال "وهذه قدمك التي طاردتها"

ثم ضغط فهد عليها بقوة والرجل يصرخ صراخا مختلطا بصوت الرعد إلى أن سمع عظم ساقه يكسر وصرخ من الألم 

انقض فهد عليه مرة أخرى وهو يكيل له اللكمات ولكن فجأة أمسكه أحدهم وأبعده بقوة عندما نظر كان بيل وهو يناديه "فهد كفى ستقتله، فهد ماذا حدث؟"

تعالت أنفاسه وهو يقاوم بيل في أن ينقض عليه وقال بغضب "بيل ابتعد عني لابد أن اقتله، لا يجرؤ أحد على أن يمس زوجتي" 

أبعده بيل وقال "فهد اهدئ أرجوك، أين زوجتك الآن؟ كيف تركتها وحدها؟ اترك هذا الكلب وأنا سأرسله إلى حيث لا عودة وأنت اذهب إلى سهر أكيد هىي بحاجة إليك "

ولكنه قال "لا ليس قبل أن أقتله"

أبعده بيل وقال "فهد هذا مواطن أمريكي ولن ننتهي من مشاكلهم يكفيه ما ناله منك، هل سهر بخير؟ هل أصابها شيء" 

هز رأسه، فقال بيل "إذن يكفي ذلك اذهب الآن ودعه لي" 

اقترب فهد منه وقال "لو رأيتك مرة أخرى هنا سأجعلك لا تصلح لأي امرأه، هل تفهم؟"

وتركه وهو يمسح بعض الدماء من على شفته وأسرع إليها فوجدها على الأرض حيث قابلها كانت منهارة وفقدت القدرة على الحركة أسرع إليها وركع أمامها وهو يمسكها من ذراعيها وقال بلهفة وهو يشعر بها ترتجف 

"سهر أنت بخير؟ سهر؟"

كانت تبكي بشدة فحملها ودخل بها إلى البيت ثم إلى غرفتها، أجلسها على طرف الفراش وأحضر لها منشفه أحاطت بها نفسها وجلس على ركبتيه أمامها وقال 

"سهر ماذا حدث؟ اجيبيني ماذا فعل ذلك الجبان؟" 

بدأت تحكي له ما حدث وما أن انتهت حتى أغمض عيونه، كان سيقتله لو مسها أكثر عادت إلى البكاء فجذبها إليه بقوة وقال "أنا 








آسف أني تركتك وحدك آسف سهر أنا السبب"

هدأت فأبعدها وقال "هيا بدلي ملابسك لتنامي أنت بحاجة للراحة"

تحرك إلى الباب فقالت "فهد" 

نظر إليها فقالت "أنا خائفة" 

عاد إليها وضمها إليه مرة أخرى ثم أبعدها وقال "إذن ادخلي واغتسلي وبدلي ملابسك وأنا سأبقى هنا لن أذهب" 

هزت رأسها وفعلت كما قال، شعر بألم في جانبه فتذكر جرحه ولكنه لم يشأ أن يشعرها بشيء على الأقل حتى تنام وحمد الله أن قميصه أسود ولا يظهر الدماء ..

وأخيرا خرجت، كان يجلس أمام فراشها ويضع أصابعه بين عيونه ويغمضها وما أن شعر بها حتى نهض ونظر إليها وقال وهو يتجه إليها 

"هل أنت بخير؟"

هزت رأسها وقالت "أنا آسفة"

ابتسم وقال "على ماذا قطتى الشرسة؟"

نظرت إليه وقالت "أني أخفيت عنك أنه حاول معي من قبل"

كتم غضبه وتنهد بقوة ثم قال "حسنا سهر لكن من فضلك لا تفعليها مجددا يمكنني أن أحسن التصرف في بعض الأحيان لذا عليك الثقة بي"

هزت رأسها وقالت "أنا لا أثق إلا بك أنت حصني وأماني فهد"

ابتسم وقال "حسنا هل تنامي الآن؟ اوشك النهار أن يظهر"

هزت رأسها ودخلت الفراش وجلس هو أمامها وتابعها إلى أن أغمضت عيونها وهو يفكر في ذلك الرجل، بالتأكيد هذا الأمر مدبر ولن يخرج عن مونيكا تلك المرأة تخطط ولأسوء من ذلك وعليه أن يحترس ..

ما أن غابت في النوم حتى اتجه إلى غرفته وابتسم عندما رأى تلك البدلة والقميص على الفراش وتذكر ما أخبرته به .

فتحت عيونها بصعوبة مع ضوء النهار لحظة قبل أن تعتدل فجأة فتتذكر كل ما كان تراجعت لتبحث عنه فلم تجده رأت ورقة بجانب الفراش أمسكتها وقرأت







“ صباح العيون الجميلة، لن أتأخر هناك رجل أمن موجود بالأسفل وجاكلين لم تعد موجودة"

كلمات مختصرة كيف تركها وحدها هكذا؟ نهضت بصعوبة فقد شعرت بالتعب بحثت عن الهاتف ثم اتصلت به أجاب على الفور 

“ قطتي الشرسة كيف حالك اليوم؟"

قالت "انا غاضبة ولا أريد أن أتحدث إليك"

ابتسم وهو يبتعد عن بيل ومن معه وقال "ولكن أنا أريد أن أتحدث إليك إلى نهاية العمر سهري"

قالت بغضب "فهد أنا لا أمزح، لماذا طردت جاكلين؟ ولماذا ذهبت دون أن تأخذني معك"

قال "أولا جاكلين ساعدت جاك أمس لذا اكتفيت فقط بطردها ثانيا آخذك معي إلى أين؟"

قالت "إلى أين تعتقد؟ أرسل الطائرة يا فهد الآن، لدي موعد مع البيوتي سنتر"

ابتسم وهو يتخيل وجهها الغاضب ثم قال "وإن لم أفعل قطتي" 

قالت بغيظ "لن يكون هناك زواج"

ضحك بصوت لفت انتباه الرجال ولكنه لم يهتم ولكنها قالت "فهد أنا لا أمزح"

قال "حاضر قطتي، ربع ساعة وتكون عندك هل من أوامر أخرى"

هدأت وقالت "لا سأذهب لأغير ملابسي"

قال "ما هذا؟ ألا استحق مكافأة حتى؟"

قالت "لا لم أسامحك بعد"

قال بحنان "إذن عندما أراك لابد أن نصفي حساباتنا" 

ابتسمت وقالت "لن أفعل سنؤجل الحساب لم بعد الزواج"

قال "ما بعد الزواج هذا أمر آخر سنتحدث فيه وقتها أما ديونك فلابد من سدادها"

ابتسمت ولم ترد فقال "سهري"

قالت برقة "نعم"

قال "ذوقك رائع أعجبتني جدا"

زادت ابتسامتها وقالت "دعني أذهب كىي لا أتأخر"

كانت سعيدة بما بينهما ربما أصبحت الأمور عادية كأي عروسين وتجنب كلاهما ما كان في الماضي وما حدث بالأمس 






انتهت من البيوتي سنتر وعادت لمكان لقاؤهم لتجده ينتظرها ابتسمت له برقة فقال "ومتى سأرى تأثير كل ذلك؟"

لم تنظر إليه واحمر وجهها وقالت "ليس من اللائق أن تسأل"

اقترب من المائدة وقال "أخبرتك أني هكذا ولن أتغير"

نظرت إليه وقالت "وأنا لن أجيب"

ارتد في مقعده وقال "والدك وزوجته سيعودون غدا صباحا بعدما عرفوا بأمر جاك"

نظرت إليه بقوة وقد عاودها القلق فقال "أخبرتك أن هناك رجل أمن على البيت"

قالت "أعلم، أنا لا أريدهم" 

ضاقت عيونه وقال "أعلم ولكن كيف يمكنني أن أتخلص منهم"

قالت بقوة "إذن سأفعل أنا سأخبرهم أنهم غير مرحب بهم"

ابتسم وقال "مجنونة، إنها عدة أيام سهر وسيذهبون بعد الزفاف"

نظرت إليه فأبعد عيونه ثم عاد وقال "لم تسألي عن شهر العسل ولا الحفل ألا تهتمين؟"

هزت كتفيها فهي فعلا لم تفكر وظنت أن الأمر عائلي فقالت "لا أعلم ظننت أن الأمر عائلي وبعض الأصدقاء المقربين لك فأنا لا أعرف أحد "

ابتسم وقال "حسنا"

قالت "حسنا ماذا؟"

قال بهدوء "إنه عائلي وبعض الأصدقاء"

هزت رأسها ولم ترد، تناولا الغداء ثم قررا العودة أوصلها للطائرة وقال "لن تغضبي أليس كذلك؟ دون سينتظرك عند المهبط"

نظرت إليه بقوة وكأن عيونها تترجاه ألا يتركها ولكنها أبعدت عيونها وكادت تذهب ولكنه أمسك يدها وقال "سهر لابد أن انهي كل شيء قبل أجازة الزواج"





لم تنظر إليه فعاد يقول "لن أتأخر، سأعود قبل العشاء ثم أكيد لديك الكثير لإعداده، على فكرة عليك بنقل كل شيء إلى غرفتي لأنها ستكون غرفتنا"

أخفضت وجهها دون أن تنظر إليه ولكنه أدار وجهها إليه فلم تنظر إليه فقال "احتاج لمن يملأ فراغ حياتي ولن يفعل إلا شخص واحد"

نظرت إليه فقبل يدها وقال "قطتي الشرسة"

سحبت يدها فضحك وقال "الرضا يا سهري"

قالت وهي تنزل "أبداً"

ابتسم وتابعها وهي تركب الطائرة وتذهب بها ..

عندما عاد في المساء قبل العشاء لم يجد أحد فنادى على دون رجل الأمن الذي أسرع إليه فقال "أين الآنسة سهر؟"

نظر إليه دون وقال "منذ أوصلتها إلى الطائرة في الصباح كما أمرتني مستر فهد ولم أراها"

نظر إليه فهد بقوة ثم اتصل بقائد الطائرة الذي نقلها وقد بدء الخوف والقلق يتسرب إليه لقد تابعها وهي تركب الطائرة بنفسه 

ما أن رد الرجل حتى قال "ويل، متى وصلت الآنسة سهر"

قال ويل "لم تصل مستر فهد، أنا لم أراها منذ الصباح حينما نزلت المدينة"

توقف وقلبه يتسارع من الخوف وهو يقول بقوة "كيف انا أوصلتها في الثالثة إلى المرفأ وركبت أمامي معك"

قال ويل "لم تركب معي مستر فهد أنا لم أكن موجود أصلا، لقد اتصل بي أحدهم وأخبرني أن زوجتي وبيتي احترقا فتركت العمل وأسرعت إليهم و"





قذف فهد الهاتف بقوة على الأرض فتحطم بقوة وقد أدرك أنها خطفت فصرخ بقوة وبغضب "سهر لاااا"



تعليقات