رواية سهر الفهد الفصل الثاني والعشرون22بقلم داليا السيد


 
 رواية سهر الفهد

الفصل الثانى والعشرون

بقلم داليا السيد


قارب

تحرك الضابط الثاني في اتجاه فهد وأخرج الأول القيود ولكن فهد لم ينتظر حيث رفع قدمه برشاقة ودار على قدم واحدة 






وأطاح بساقه الطائرة بيد الضابط الذي يمسك القيود عندما لامست قدمه الأرض كان الضابط الثاني قد اقترب فلكمه بوجهه بقوة ليسقط على الأرض





 ثم انطلق فهد بسرعة الفهد ليختفي بين المارة أسرع الضابطين خلفه بسرعة ولكن فهد كان يتخذ الطرق الضيقة المختصرة فضلل الضابطين إلى أن وصل إلى أحد الأماكن التي يعرفها





 فدق باب البيت وما أن فتح حتى دخل دافعا صاحبه أمامه وأغلق الباب خلفه وهو يحدق في ويل الطيار ..

أمضت ليلة مخيفة لم تنم لحظة واحدة من البرد والخوف وما أن ظهر





 النهار حتى خرجت من الكهف الصغير تبحث عن دفء الشمس .. اغتسلت من النبع وشعرت بصداع يدق رأسها ولكنها استسلمت إلى أن الألم لن يزول





 إلا بعودتها ولكن كيف؟ أين أنت يا فهد؟ وكيف لم تصل اليّ حتى الآن؟ هل تخليت عني؟ لا يمكن أن تتركني، أنا متأكدة أنك لن تفعل إذن أين أنت؟






 ومن وراء كل ذلك؟ وكيف يمكنني أن أعود وأنا لا أعرف أي شيء عن مكاني؟ يا الله ماذا أفعل الآن؟ ليس لي سواك أرشده إلى مكاني ولا تنصر الشر على






 الخير يا رب فأنت العدل يا رب، أنا عشت عمري كله محرومة من الأب والأم ولم أعترض على قضائك ورضيت بما نلت واليوم أنت الذي ألقيته بطريقي والقيت حبه في قلبي فلا تحرمني إياه يا رب لا أريد أن اعترض على قضاؤك فمن أنا لأفعل ولكني أرجو رحمتك لتعدني إليه فأنت فقط القادر على كل شيء..

أغمضت عيونها لتطلق لدموعها العنان وتعبر عن الألم الذي بصدرها لفراقه هي تعلم أنها تحبه ولم يعد يهمها إذا كان يحبها أم لا لكنها تريده فهو بالنسبة لها الأمن والأمان، السعادة والأمل، الحب والحياة، يا رب ساعدني يا رب.. 

عادت إلى الأشجار وانتقت بعض الثمار تناولتها كي تعيد إلى جسدها بعض الطاقة ثم تجولت على الجزيرة طوال فترة الصباح ولم تجد أي شيء مفيد، عادت إلى الأشجار لتحتمي من أشعة الشمس واستلقت تحتها فذهبت في النوم دون أن تشعر

جلس أمام ويل وقال "ويل اسمعني جيدا أنا الآن اصبحت مطارد من الشرطة بسبب نفس الأشخاص الذين خطفوا سهر وأنا بحاجة لمساعدتك"

هز ويل رأسه وقال "وأنا تحت أمرك مستر فهد فأنا مدين لك بالكثير"

“ أولا لابد أن ترشدني إلى كل الطيارين الذين تعرفهم والذين لك علاقة بهم لأن الوصول إلى رقمك لابد أن يكون من أحد يعرفك، ثانيا عليك بأن تبلغ بيل أن يسأل داخل المرفأ ربما يكون أحد قد رأى ذلك الرجل، لابد أن نسرع كل لحظة تمر حياة سهر تصبح بخطر أكبر"






أجاب ويل “ حاضر مستر فهد الآن يمكنني إخبارك بكل من أعرفهم وكل شيء عنهم وبالصباح أخبر مستر بيل بما تريد"

أعطاه ويل عنوان خمس طيارين، منذ الصباح الباكر كان قد بدء جولته متخفيا في ملابس ويل ولكنه لم يصل لثلاث رجال عرف أنهم في رحلات طيران منذ عدة أيام أما الرابع فلم يجده ولكن أحد الجيران قال

“ إنه لم يأت منذ يومين بدون سبب منذ أن زاره رجل وامرأة، أنا متأكد من أني أعرفها لكن لا أتذكرها"

انتبه فهد وقال "تعرفها أم تقصد رأيتها من قبل؟"

نظر الرجل إليه وقال "نعم رأيتها من قبل لكن لا أعلم أين؟"

ضاقت عيون فهد ثم قال "ممثلة مثلا؟ مونيكا دافنشي"

اتسعت عيون الرجل وقال "يا إلهي! نعم إنها هىي كنت أعلم أني أعرفها، ولكن كيف عرفت؟"

أبعد فهد وجهه لحظة ثم عاد وقال "ألا تعلم أي مكان آخر يمكن أن أجد جيمس به؟"

هز الرجل رأسه وقال "لا أنا لست على صلة به لا أحبه دائما يشرب ويعود فاقد الوعي كل ليلة"

تحرك فهد مبتعدا ثم قال "أليس لديك أي صورة له؟"







قال الرجل"لا بالطبع، ألن تخبرني من أنت وماذا تريد مني؟"

أخرج فهد مبلغ من المال ومنحه للرجل وقال "لا يهم، تفضل لكن لو رأيت جيمس مرة أخرى فاتصل بي على هذا الرقم فورا ولك مبلغ مضاعف"

وكتب رقمه الجديد للرجل ثم ذهب وقد عاوده الأمل ..

راقب فهد الشركة إلى أن رأى بيل يركب سيارته فاتصل به وقال "بيل أنا فهد اسمعني جيدا هناك بنك أمام المرفأ الخاص بنا وأكيد البنك لديه كاميرات خاصة هل يمكنك أن تصل إليها قبل الشرطة؟"

قال بيل "بالتأكيد كيف لم نفكر بالأمر من قبل؟ أين أنت؟"

قال فهد وهو يتحرك مبتعدا "بأمان، هل رأيت أحمد ومونيكا؟"

أجاب بيل بغيظ "نعم بمركز الشرطة ونظرات الغيظ تلتهمني من كلاهما وحاول أحمد أن يفرض وجوده بالشركة كأب لسهر ولكني رفضت وأصررت على الانتظار حتى تنتهي التحقيقات والشرطة الآن تبحث بالبيت على الجزيرة وهنا بالمدينة"

كان يتحرك مسرعا بين السيارات ثم قال "لن يجدوها هي ليست هنا أنا فقط اندهش من أحمد ومونيكا لو أن سهر معهم فلماذا أبلغوا عني؟ كان عليهم بمساومتي لا القبض علي فلا أفهم موقفهم"

قال بيل "وأنا لا أفهمك الآن"

قال "لا يهم ربما لا أجيد التفكير أو هو حدس يخبرني أن سهر ليست معهم ولكنها أيضا ليست هنا"

احتار بيل وقال "فهد!؟"

قال فهد "أكمل ما طلبته منك وبسرعه بيل من فضلك"







انتصف النهار وشعرت بأن هناك شيء يزحف على ساقها كادت تنهض بفزع ولكنها تذكرت كلام جدها "الحيوان ينفر من الجسد الصامت لذا ما أن يشعر بسكونه حتى يلفظه ويتركه"

ولكنها لم تستطع حيث انتفضت وهي تحرك ساقها بقوة لتجد ما يشبه الدودة لا يزيد طولها عن ثلاثين سم لونها بني وجسمها يشبه الثعبان ربما هي السحلية الدودية نوع من الزواحف يعيش بالقرب من الأماكن النباتية والكهوف وهي بدون أأرجل

انتفضت ونهضت على الفور وابتعدت وهي تفحص نفسها وحمدت الله أنها لم تكن أفعى أو سواها، عادت إلى الرمال وقد بدأت الشمس تميل للغروب يا الله ستمضي ليلة أخرى هنا، كيف وهذا الخوف الذي يملؤها من أين ستأتي بالشجاعة لتتحمل ليلة ثانيه؟ جلست على الرمال وهي تتذكر لحظاتهم هنا سويا عندما كان يطاردها في الماء ليحصل على قبلة ثم عندما انقذها من الغرق، وأخيرا ذلك القارب الذي شهد أول قبلة لهما أين أنت يا فهد؟ لماذا لم تأت حتى الآن؟ أنا تعبت والخوف تملكني ولم أعد أعرف ماذا أفعل؟ 

نهضت إلى الأشجار وأخذت تعبث ببعض الأغصان ثم جاءتها الفكرة نعم ولم لا؟ طالما إنها باقية إذن ستفعلها ستصنع ذلك القارب من الأغصان ربما كانت فتاة مدللة ناعمة الأيدي ولكن الآن الظروف تضطرها إلى أن تنقذ نفسها وعليها أن تفعل

لكن الأمر لم يكن سهل كما ظنت فمن أين ستحصل على الأغصان بحثت كثيرا إلى أن عثرت على بعض منها ولكن كان الظلام قد حل فأخذت بعض الاخشاب وعادت إلى الكهف وبعد صعوبة استطاعت إشعال نار صغيرة أثارت الدفء في المكان وأشعرتها بالأمان 

تناولت بعض الثمار وقد تعبت من البحث وأصابتها بعض الجروح ولكنها لم تهتم، ظلت تنظر إلى النار إلى أن ذهبت في النوم

ما أن انتصف اليوم حتى كان قد ذهب إلى الكثير من أماكن تناول الخمور وسأل عن جيمس ولكن لم يصل لأي شيء وما أن حل المساء حتى اتصل به بيل وقال 







“ والآن لابد أن ترى ذلك الفيديو ثم أخبرني رأيك"

أغلق وفتح الفيديو ورأى رجلا في العشرينات يتسرب إلى المرفأ فأدرك أنه جيمس ثم رأى سهر وهي تركب الطائرة التي اختفت بعيدا ثم مر وقت قصير وعاد الرجل وهو يتحدث بالهاتف أوقف فهد الفيديو على صورته وكأنه يحفظها ثم اتصل ببيل 

“ لم أعثر عليه حتى الآن هل أخبرت الشرطة بشيء؟"

قال بيل "لا، لابد أن نسبقهم بخطوة ماذا ستفعل؟"

تحرك فهد الى إحدى الحانات الليلية وقال "لا اعلم بيل ما زلت أبحث لا امل لي إلا أن أجده"

دخل فهد إلى الحانة وبدا أنها تضم أشكالا غير سوية من الرجال والنساء ولولا ما يبحث عنه لما فكر أن يأت هنا بأي يوم، تحرك بين الجميع وصوت الموسيقى الصاخبة والجميع يرقص بشكل غير مستحب وملابس النساء العارية تثير الرجال أكثر

لم يجد سوى مقعد بأحد الأماكن البعيدة جلس وهو يتابع الجميع باحثا بعيونه عن الرجل الذي أصبح يعرفه الآن ولا يعلم لماذا يشعر أنه هنا

مرت لحظات كاد ييأس إلى أن رآه خارجا من أحد الأبواب وبصحبته امرأة صارخة وهي تضحك بين ذراعيه، تابعه إلى أن خرج من الحانة ومعه المرأة فخرج خلفه بسرعة إلى الشارع الجانبي حيث ساد الظلام والسكون المكان تحرك الاثنان دون أن يشعران بفهد وكلاهما سكيرا، وأخيرا ناداه فهد 

“ هاى أنت "





نظر الرجل إلى فهد الذى لكمه بقوة في وجهه فترنح الرجل وصرخت المرأة فقال فهد بقوة 

“ اذهبي من هنا، هيا"

هربت المرأة بينما أمسك فهد بالرجل من ملابسه وقال بقوة "والآن ستخبرني أين أخذت المرأة التي كانت معك بالطائرة؟"

حدق الرجل بفهد لحظة قبل أن تلمع عيونه بابتسامة لم يفهمها فهد إلا عندما شعر بشيء قوي يضربه على رأسه




 بقوة فيفلت جيمس من يده ويسقط هو من قوة الضربة ..




تعليقات