رواية سهر الفهد
الفصل الرابع والعشرون
بقلم داليا السيد
زواج
ما أن وصلا المرفأ حتى كانت الشرطة تنتظر وبيل ووالدها ولكن
بدون مونيكا، نظر الضابط إليها وهي تعبر الجسر ومد يده ليساعدها ولكن يد فهد قبضت عليه وقال
"لا تلمسها"
تراجع الضابط وأنزلها فهد واتجه والدها إليها ولكنها تراجعت إلى الخلف لتجد يد فهد تحيطها وكأنه يشعرها بالأمان لأنه موجود قال أحمد
“سهر حبيبتي الحمد لله أنك بخير"
لم ترد بينما توجه الضابط إليها وقال "آنسه سهر ماذا حدث؟"
حكت للضابط ما حدث وسجل أقوالها ثم نظر إلى فهد وقال "نأسف مستر فهد ولكن أنت تعلم القانون، مستر أحمد لابد أن تأتي معنا لنغلق البلاغ الذي قدمته تجاه مستر فهد"
عاد الضابط إليها وقال "لابد أن تأت حضرتك أيضا لنعرف من فعل ذلك هل تشكِ بأحد؟"
نظرت إلى والدها بقوة فأخفض عيونه فقالت "لا يا فندم ربما أكون أنا تسرعت باتخاذي القرار بإلقاء نفسي أو لا أعلم ربما الطيار أراد بعض المال لا أعلم صدقني"
هز رأسه وقال "ربما، لو لم نصل للطيار لأغلقت القضية مستر فهد"
نظر فهد بقوة إلى احمد وقال"أغلقها يا فندم، أغلقها ربما بذلك نغلق على أشياء كثيرة لا داع لخروجها إلى الواقع"
كان أحمد يفهم نظرات فهد ولكنه أبعد عيونه، قال الضابط "تمام وقتما تشاء أحضر الآنسة إلى المركز"
تحرك بيل إليه وقال بسعادة "الحمد الله على سلامتكم يا صديقي، سهر سعيد بعودتك ومندهش من شجاعتك"
ابتسمت وقالت "شكرا بيل"
تحرك فهد وقال "أين الطائرة بيل؟ واذهب لتفعل ما أخبرتك به، هل وصل الطرد؟"
هز بيل رأسه وتابع أحمد الذي كان يحدق بهم وقال بيل "نعم وصل بالفجر وسأذهب لأعد ما تريد، مستر أحمد أين أوصلك؟"
نظر أحمد إلى فهد وسهر وقال "أنا مع ابنتي، لابد أن اطمئن عليها"
نظر فهد إليها فأخفضت عيونها فقال "مستر أحمد لا داع للتمثيل أكثر من ذلك، جميعنا نعرف الحقيقة وأعتقد أننا وصلنا لنهاية الفيلم وكلا منا لابد أن يذهب بطريقه"
تراجع أحمد بدهشة مصطنعة وقال "ماذا تقول؟ أنا لا أفهم أي شيء، سهر ابنتي هل تسمحين له بأن يطردني هكذا؟ سهر أنا والدك"
نظرت إليه وقالت "للأسف أنا لا أعرفك أما هو فهو كل ما أعرف، لذا لا يمكنني إلا أن أتبع طريقه"
نظر بعيونها ثم رفع يدها وقبلها وترك الاثنان أحمد وابتعدا وهو يتابعهم بغضب واضح بعيونه ..
اوصلهم ويل إلى المرفأ وعادا إلى البيت، أحاطها بيده وقال "وها هو البيت أخيرا قطتىي، حمدا لله على سلامتك"
ابتسمت له، فتح الباب ودخل ثم تبعته وما أن دخلت حتى أطلقت صرخة قوية وهي لا تصدق ما رأت ثم صرخت مرة أخرى
“ جدو"
وانطلقت إلى أحضانه بكل قوتها، أحاطها الرجل بحنان وهي تلتصق به كمن وجد ضالته بعد سنوات من الضياع، قبل الرجل رأسها وقال
"حبيبتى الحمد لله أنك بخير"
ابتعدت ونظرت إليه بسعادة وقالت "أنا لا أصدق أنك، هنا كيف؟ ومتى اتيت؟ أنا لا أصدق جدو لا أصدق"
ابتسم وقال "وهل كنت سأترك أحد آخر يكون وكيلك في الزواج؟ أنت ابنتي أنا وهذا حقي"
ضحكت بدموع السعادة وهتفت "نعم جدو إن هذا هو ما تمنيته أن تكون أنت وكيلي، شكرا جدو"
قال الرجل "اشكري فهد إذن، هو صاحب الفكرة وهو الذي دعاني للحضور"
نظرت إليه بحب وقالت "إنه رائع جدو كل يوم يبهرني بأعماله"
تقدم فهد إليهما وقال "أهلا مستر محمود، تشرفت برؤيتك، كنت أتمنى أن استقبلك بنفسي ولكن .."
ابتسم محمود وقال "لا عليك يا فتى أنت فعلت الأفضل، انقذت ابنتي وأعدتها إلي"
قال فهد "إلينا"
ضحك محمود بقوة وقال "إنه يغير يا سهر من الواضح أنه سيعانى كثيرا معك فهو لا يعرفك"
ضحكت وضحك فهد وقال "بل عرفتها جدا، هي فعلا متعبة جدا مستر محمود ولكني مع ذلك أعشق تعبها هذا"
احمر وجهها وأخفضت عيونها فضحك محمود وقال "إنه أقوى مما ظننت، ثم ما هذا المظهر؟ تبدين فظيعة يا فتاة هيا اذهبي لغرفتك وغيري هذه الملابس بما يليق بالليلة"
نظرت إليه وإلى فهد وقالت "أي ليلة؟"
نظر فهد إليها وقال "أخبرتك أننا سنكتب كتابنا اليوم وأنا لا أتراجع عن كلمتي سهرب ولم أكن أمزح"
تراجعت وقالت بجدية "لن تفعل"
قال بقوة "امنعيني إذن"
قالت بغضب "فهد لا يمكن أن نتزوج كذلك، أنا لست مستعدة لن أفعل"
تقدم منها فتراجعت وهو يقول بقوة "سنفعل وستصعدين الآن لتستعدي وإلا أنت تعرفين الرجل الذي ستتزوجيه وتعرفين ماذا يمكنه أن يفعل، هيا اصعدي الآن"
تراجعت من قوة كلماته وقالت بغضب "لن افعل وأنت تعلم أني لا أحب تلك الطريقة"
توقفت لأنها كانت على أول السلم فوقف أمامها ونظر إليها بقوة وقال "أي طريقة قطتي إنه زواج ليس له إلا طريقة واحدة المأذون ووكيلك واثنين من الشهود وأنا وأنت قطتي"
زاد غضبها وقالت "فهد لا تفعل"
زاد اقترابه وقد عرفت ما سيفعل فقالت "لا تفعل فهد"
ولكنه كان قد حملها وصعد بها إلى الأعلى واوصلها إلى باب غرفتها، أنزلها وسجنها بينه وبين الباب حاولت إبعاده بقوة ولكنها لم تقو طبعا أمسك يدها الصغيرة بين يده وقال
"أنا سأظل كما أنا الهمجي الذي أحبك بطريقته وليس بطريقتك وسأتزوجك أيضا بطريقتي التي أريدها لأنك سهري قطة متوحشة ولا يمكن اتباع الطرق الأخرى معك، أنت مثلى قطتي تعشقين الشراسة والتمرد وأنا أموت في شراستك سهري"
ثم قبل يدها وقال "هيا لا وقت لدينا قطتي وجدك لن يبق كثيرا رحلته غدا صباحا لن تؤلمي الرجل بعد أن قطع كل تلك الأميال من أجل سعادتك"
أخفضت عيونها ففتح الباب تحركت ببطء، لم يترك يدها إلى ان ابتعدت فقال "سهر"
توقفت دون أن تنظر إليه فقال "أريد أن أراك أجمل عروسة أريد للشمس أن تخجل من جمالك والقمر يركع من سحر عيونك"
تركت يده وهي تغلق الباب دون أن ترد عليه وأغلقت عيونها لحظة وهي تتساءل؛ لماذا تعترض على الزواج؟ أليس هذا ما أرادته وتمنته؟ هي فقط تريد إثارة غضبه لتسمع كلمات الحب منه وهو يمطرها بها في كل وقت، الآن لابد أن تمنحه ما يريد لأنها ستكون زوجته وبطريقته، ولكن من داخلها كانت تعترض على طريقته وتبحث عن نفسها هي..
فتحت عيونها لتتسع أكثر عندما رأت فستان الزفاف على فراشها وتذكرت أن جدها وعدها به، كان رائعا حقا وعرفته على الفور فقد رأته مع جدها منذ فترة قريبة بأحد عروض الأزياء العالمية وأبدت إعجابها به وهو لم يتوان عن إحضاره لها وكم كانت سعيدة به
أخذت حمام أعاد إليها نضارتها وإشراقها ودق الباب لترى مختصي البيوتي سنتر فابتسمت أكيد هو أحضرهم إنه رائع هذا الرجل
عندما انتهت دق بابها فدق قلبها هل آن الأوان، فتح الباب ورأت جدها يدخل، خرج الجميع وابتسمت له اتجه إليها وقال
"كنت أعلم أن ابنتي جميلة الجميلات أنت فاتنة يا فتاة"
ابتسمت وهي تقبله وقالت "الفضل لك جدو الفستان رائع كيف فكرت به؟"
ابتسم في بدلته الثمينة وأناقته المعهودة وقال "عيونك أخبرتني حبيبتي ثم أنا مصمم أزياء أعرف ما يمكن أن يليق بهذا الجمال الإلهي"
احتضنها ثم أخرج علبة وفتحها كانت أسورة ماسية أبهرتها، ألبسها إياها وقال "كي تتذكريني حبيبتي"
احتضنته بقوة وقالت "لا يمكنني أن أنساك، أنت أبي أنا أدين لك بحياتي كلها"
ربت عليها وأبعدها وقال "هكذا سيفسد عمل المختصين وأنا أريدك أن تبهري ذلك الرجل بجمالك ولكن حقا، إنه رجل رائع يا سهر أنا معجب به"
ابتسمت فقال "ويحبك"
احمر وجهها وقالت "أعلم جدو ولكن طريقته تجعلني أخاف"
ضحك الرجل وقال "ماذا؟ تخافين! أنت تخافين؟ لا أصدق، ثم لا يمكن أن تخافي وهو معك حبيبتي، هيا كي لا نتأخر"
وضعت يدها بذراع جدها وخرجت معه إلى السلم لترى ذلك الحفل الذي لم تتوقعه وأشخاص كثيرة تنتظر العروسة بالأسفل وموسيقى هادئة توقفت عند خروجها
وقف مع بيل وهو على لهفة وشوق الى تلك اللحظة التي تصبح زوجته لتكون له للأبد توقفت الموسيقى وتوجهت الأنظار إلى الأعلى فنظر إليها، وأخيرا أشرقت شمس حياته؛ كانت فاتنة حقا ولم يجد أي كلمة يصفها بها
يد بيل أعادته للواقع فتحرك مع دقات الموسيقى إلى الأعلى في بدلته التي أحضرتها هي له وقد أهتم به أيضا أحد المختصين فبدا جذابا وفاتنا .. عيونه كانت تأكلها وما أن وصل إليها حتى حيا جدها الذي منحه يدها فقبلها وهمس
“ بالتأكيد أنا أحلم أن الشمس والقمر اجتمعا سويا أمام عيوني، الشمس تخطف نظري، والقمر يخطف قلبي"
ابتسمت من كلماته وقالت "لم تخبرني أنك ستفعل كل ذلك"
قال "ربما أردت أن أسعدك حبيبتى ولكن هذا لا يمنع أني لي طريقتي"
وفجأة وضع يده بظهرها ثم رفعها بيده الأخرى بين ذراعيه وقال "ما زلت أفعلها كما أريد"
تعلقت به وهي تنظر بعيونه وهو ينزل بها السلم وسط تلك الورود التي قذفتها هالينا عليهم والموسيقى التي تعزف والموجودين يصفقون بسعادة للعروسين إلى أن أعادها إلى الأرض أمام الرجل الذي جلس وجلس جدها بجانبه فهمس
“ خطوة واحدة سهر ولن تفلتي مني أبدا بعدها"
لم تنظر إليه فجلست وجلس هو أمام جدها وبدأ الرجل كلمات الزواج إلى أن انتهى ليعلنهم زوجين على سنة الله ورسوله
قبلها جدها بسعادة وقال "الآن فقط اطمأننت على ابنتي الوحيد، ة مبروك حبيبتى، فهد ابنتي أمانتك الآن"
ثم منحه يدها فقبلها ثم قبل جبهتها بحب وقال "إنها روحي التي لا يمكن أن تنفصل عني إلا بالموت"
ارتفعت التهاني والموسيقى فأحاطها بذراعيه وهو يطير بها على أنغام الموسيقي وقال وهو ينظر بعيونها
“ وأخيرا زوجتي"
أخفضت عيونها فقال وهو يقربها منه "لا أتحمل خجل القطط هذا فهو يأخذ روحي اشرقي شمسي وانظري إلي"
ترك يدها ليحيطها بيديه فأحاطته بيديها وقالت "كلامك هذا يمنحني السعادة فهد شكرا لكل ما فعلته لي"
ضمها إليه وأسند رأسه على جبينها وقال "هذه السعادة هي التي تمنحنى الحياة، سهري هل يمكن أن يبعدك عني شيء؟"
همست بحب "أبدا فهد لن يبعدني عنك إلا الموت"
همس "حبك سهر، أحبك بجنون"
ابتسمت دون أن تنظر إليه أو ترد عليه كانت سعيدة بكل ما يدور حولها
كانت الأمسية رائعة وجميلة ضحكت كثيرا مع كل الموجودين وتناولوا العشاء والحلويات والمشروبات رقصوا كثيرا على أنغام السامبا وتمتعت معه بكل لحظة ..
توقفت بجانبه وهو يحيطها بيده وقال الجد "إلى أين رحلتكم فهد؟"
نظرت إليه فغمز لها وقال "شهر العسل زوجتي، أروبا كلها"
أطلق بيل صفارة إعجاب وقال "يا لكِ من محظوظة زوجة أخي"
ابتسمت بسعادة وقالت "نعم أنا فعلا محظوظة به بيل"
ضمها إليه بسعادة وقالت هالينا "لم أصدق يوما أن فهد سيتزوج"
قال بمرح "أعلم هالينا، أنا نفسي لم أصدق كيف فعلت ذلك أكيد لم أكن بوعي أليس كذلك؟"
ضربته سهر على صدره وضحك الجميع إلا الجد هو الذي صرخ فجأة
وهو يلقي بنفسه على سهر وتنطلق طلقات الرصاص لتصيب ما أطلقت له