رواية سهر الفهد
الفصل الثامن والعشرون
بقلم داليا السيد
أين الحنان؟
نام اليوم كله، كان يستيقظ لتعطيه الدواء ثم يعود
للنوم فقد كان متعب حقا ولم يقاوم، لم تتركه لحظة واحدة اتصلت
لتطمئن على جدها واتصل بيل للاطمئنان على فهد لكن غير ذلك كانت بجانبه.
نامت على الكرسي الذي أمام فراشه وقد عادت العاصفة مرة أخرى فقامت مفزوعة من الرعد اعتدلت وذهبت لتغلق النافذة وقد أسدل الليل ستاره وعندما عادت وجدته يتحرك بالفراش أسرعت إليه وساعدته على الجلوس
لامست يده يدها فقال "يدك كالثلج أخبرتك أن تنامي"
قالت والصداع يدق رأسها "أنا نمت على المقعد فهد ولكن الرعد أفزعني"
نهض فأسرعت إليه وقالت "إلى أين؟"
نظر إليها وقال "غرفتي كي ترتاحي ومن فضلك لا تجادلي طالما أنك ترفضين النوم معي بفراش واحد"
أخفضت وجهها وانطلقت الحرارة إلى جسدها فابتعد ولكنها اتجهت إليه وقالت "فهد ليس الأمر كذلك"
نظر إليها بقوة فقالت "صدقني أنا فقط لم أكن أريد أن أنام حتى لو استيقظت أنت أو احتجت شيء أكن معك"
نظر إليها بقوة فعادت تقول "حتى لو ذهبت غرفتك سأبقى معك وسأبقى على أي مقعد بجانبك، الأمر ليس كما تفكر فهد"
أغمض عيونه ثم فتحها وضع يده على وجهها وقال "حسنا سهر أنا سأذهب وأنت ستنامين الآن وعندما تستيقظين سأكون بانتظارك"
لم ترد وتركته يذهب وهي تعلم أنه لا يصدق كلامها، إنها لم تفكر في أن تشاركه الفراش من عدمه، لقد فكرت في مساعدته والسهر على راحته إنها رغبتها في أن تفعل واجبها كزوجة ولن تتراجع ..
تبعته إلى غرفته كان بالحمام أعدت له ملابس أخرى والفراش وما أن اغتسل وخرج حتى رآها فاتجه إليها وقال بقوة "أنت لا تسمعين"
لم تنظر إليه وهي تعد الفراش وقال "أنت الذي لا تفهم"
أمسكها من ذراعها وجذبها إليه بقوة فنظرت بعيونه الغاضبة بعيون فزعة من حركته وهو يقول "أنا افهم سهر، أفهم أنكِ لا تريدين تلك العلاقة، أنت لا تتحملين حتى لمساتي ولا قربي"
لم تبعد يده التي تؤلمها ولم ترد فقال "والآن لا تردين ولا تنكرين"
قالت بألم "لأنك لا تريد أن تسمع ولو سمعت فلن تصدق إلا ما تريده أنت هذا هو خلافنا فهد أنت تسمع نفسك أنت فقط ولا تسمعني"
ترك ذراعها وابتعد فقالت "فهد أنا أخبرتك قبل الزواج أنني لا أعرفك وأنت لا تعرفني ولكنك لم تستمع لي، اتخذت قرار الزواج وحدك دون أيضا أن تستمع لي، حتى عندما أعدتني من الجزيرة أخذت قرار كتب الكتاب والزفاف ولم تستمع لي، أين أنا فهد في كل ذلك؟ أين سهر؟ أنا لم أعتد على ذلك، أنا اعتدت أن أناقش وأجادل وإما أقنع من أمامي أو أقتنع به لا أن أجبر على كل شيء وأنت فعلت ذلك"
نظر إليها وقال "أخبرتيني أنه ليس إجبار"
قالت بدموع "لأني أردت ذلك وأقنعت أنا نفسي به، وظننت أن الزواج أمر وانتهى ولن تتبع هذا الأسلوب معىي ولكنك زدت واستمررت عليه وأنا لا أريد ذلك"
تراجع من كلماتها وقال "ما الذي لا تريديه بالضبط؟"
نظرت إليه وقالت ببراءة "لا أريد ذلك الأسلوب وتلك الطريقة، أريدك أن تسمعني وتناقشني، نتجادل ونتحاور، تسمعني وأسمعك لا أن تأخذ القرار وعليّ أنا بالطاعة أنا لا أعرف ذلك لا أعرف"
ابتعد ومرر يده بشعره لحظة قبل أن يلتفت إليها ويقول "ولكنك لا تريدين إنهاء زواجنا؟"
حدقت فيه بذهول ولم تجد كلمات فاقترب منها وقال "لماذا لا تجيبين؟ هل تريدين ذلك؟"
عادت الدموع إلى عيونها فأغمضتها لحظة ثم فتحتها وقالت "من الواضح أني لم أوضح لك ما أريد، لا فهد أنا لم أفكر بإنهاء زواجنا إلا إذا؟"
كانت نظراته قوية أو غاضبة وعندما لم تكمل قال "إلا إذا ماذا؟ أكملي"
قالت بحزن "إلا إذا أردت أنت ذلك، أنت من تتضرر من الأمر"
ضاقت عيونه وقد أدرك أنه الآن يدمر كل شيء لابد أن يعيد الأمور لنصابها الصحيح إنها تحتاج إلى أن يفهمها وتفهمه
اقترب منها وهو ينظر إليها وقال بنبرة مختلفة "أنا؟ أنا سهر؟ أنا متضرر من ماذا؟ وكيف؟ إنه أنا من أرادك وأصر على زواجنا أنا من أردت"
قالت تقاطعه بغضب وهي تبتعد "والآن هذا هو ما كنت أقوله، أنت، أنت، فقط أنت، وأين أنا؟ أين قلبي الذي أرادك؟ أين حياتي التي تركتها من أجلك؟ أين حبي ل؟"
جذبها إليه مرة أخرى وقال "أريدهم سهر، أعيش من أجلهم، من أجل قلبك أنا ظننت أنه يكفي أن أحبك كي نتزوج، لم أجبرك حتى على التعبير عن حبك واكتفيت بوجودك معي وبزواجنا فماذا أفعل؟"
قالت بألم "ليس كافي فهد، لابد أن تعرف أني أصبحت زوجتك وشريكتك وأريد أن أشاركك كل حياتي لا أن أكون التمثال الذي أردته وأحضرته هنا من أجل متعتك"
ابتسم وقال براحة "تعلمين أنك أكبر مجنونة عرفتها بحياتي. أعلم أنك زوجتي التي تمنيتها ولم أرد سواها، ولست تمثال، حبيبتي أنت جزء مني بل نصفي الآخر، سهر أنا أخبرتك أني لي نشأة مختلفة عنك لذا ربما لا أعرف أن أفعل ما تريدين ولكن لابد أن تفهمي أني لا أريد منك شهوة جسدية تنتهي بمجرد أن أترك الفراش، لو أردت ذلك فهناك المئات بل الآلاف من النساء يصلحن لذلك، أنا أردت زوجة، حبيبة، شريكة على السراء والضراء بالمودة والرحمة ربما لا أعرف كيف أفعلها بطريقتك ولكني أحاول فقط أنت لا تساعديني"
زادت دموعها وقد ارتاحت من كلماته فأخفضت عيونها وقالت "أنا آسفة"
رفع وجهها إليه ثم مسح دموعها وقال بحنان "أنا لا أريد أسف، أنا أريد ابتسامة، أنا مريض وبحاجة للراحة النفسية وهذا الوجه الحزين سيزيد من مرضي وهذا لم يصفه الطبيب لي"
ابتسمت من بين دموعها وقالت "هل أحضر لك ممرض؟"
ابتسم وقال "لا، أنا أريد ممرضة ستكون أفضل"
كشرت وقالت "لن تدخل البيت ممرضات أخرى، لن يحدث"
قال وهو يداعب وجنتها "قطتي تغير"
أخفضت عيونها ولم ترد فقال "هل يمكن أن تسمح لي قطتي أن أرتاح الآن وتذهب هي لتنام؟"
نظرت إليه وقالت "بالطبع ستنام وأنا سأبقى على المقعد بجانبك، فهد أنا أريد ذلك، أريد أن أكون بجانبك"
ابتسم وقال "ولو طلبت منك أن ترتاحي على الفراش هل سترفضي؟"
أخفضت رأسها فتحرك وقال "كما تشائين، أنا فقط أريد راحتك"
تابعته وهو يدخل الفراش وساعدته وترددت لحظة قبل أن تقول "أحب أن أنام من هذا الجانب هل يضايقك؟"
نظر إليها بدهشة ثم ابتسم وتراجع في الفراش فدخلت تحت الغطاء بجانبه دون أن يتلامسا ثم أطفأت النور شعرت بالدفء وبرائحة عطره بالغطاء، كانت ضربات قلبها قوية يكاد يسمعها ولكنها أرادت أن تثبت له أنها أيضا تريده ولكنها بحاجة للوقت كي تعتاده
عاد الرعد بشدة فارتجفت في الفراش واقتربت منه معتقده أنه نام ولكنه كان مستيقظ ويحاول أن يمنحها إحساس بالأمان من أنه لا يريد فقط متعة جسدية وإنما يريد زوجة كما أخبرها
عندما عاد الرعد مرة أخرى انتفضت لتلتصق به فرفع ذراعه وأحاطها بها فلم تمانع وألقت رأسها على صدره فشعرت بالأمان فقال "هل تهدئي حبيبتي إنه الرعد"
أغمضت عيونها دون أن ترد فنامت على الفور، ونام هو الآخر
استيقظت على دقات الباب فتحت عيونها لتجد نفسها مازالت بين ذراعه رفعتها ببطء ونهضت لترى جين التي قالت "مستر بيل بالأسفل ويريد أن يرى مستر فهد"
سمعته يقول "أخبريه أني قادم جين"
ذهبت المرأة فنظرت إليه وقد نهض من الفراش وقال "تبدين مشرقة اليوم حبيبتي"
ابتسمت وقال "لأني نمت، وأنت؟"
اتجه إلى الحمام وقال "سأنزل لأرى بيل، ما رأيك أن نستمتع اليوم سويا؟"
كانت تعد الفراش فتوقفت وانتظرته حتى اغتسل وخرج فقالت "هل قلت نستمتع؟هل تقصد أنك لن تذهب للعمل؟"
ارتدى روبه وقال وهو يصفف شعره "لا ما زلت بحاجة للراحة أليس كذلك؟"
ابتسمت وهزت رأسها وتحرك إلى الخارج حيث كان ينتظره بيل وقال عندما رآه "أنت أفضل اليوم؟"
هز رأسه وقال "نعم، كيف حالك؟"
دخلا المكتب فقال بيل "بخير، أحمد ومونيكا ما زالا هنا"
حدق فيه وقال "أين؟ لابد أن أصل إليهم، تعلم أن حياتها بخطر"
قال بيل "حياتكما، أنت أيضا فهد هما يريدان كل شيء"
قال فهد بغضب "لا يهمني نفسي المهم هي بيل لن أعجز مرة أخرى في الدفاع عن زوجتي هل تفهم؟ أين هم؟"
قال بيل "سأخبرك بآخر مكان شوهدوا فيه وللأسف رجالي لم يمكنهم القبض عليهم وعلينا أن ننتظر حتى يظهروا مرة أخرى، فقط كن حريص أنت وسهر"
ابتعد وقال بنفس الغضب "لو أمسكتهم لن أرحمهم"
كانت قد أخذت حمام وارتدت فستان أزرق قصير، ضيق ومفتوح أحضره لها جدها وقد كان من تصميمه، ورفعت شعرها كالعادة، عندما تأخر خرجت لتراه فرأته يصعد أمامها
نظر إليها بقوة وتوقف أمامها وقال
"أين تذهبين بهذا الفستان؟"
نظرت إليه وقالت "أبحث عنك، ألم تخبرني أننا سنخرج لنستمتع؟"
تحركت عيونه على جسدها وفستانها المثير ثم عاد لعيونها وقال "لا خروج بهذا الفستان"
نظرت إلى نفسها ثم إليه وقالت "لماذا؟ أنا أحببته، إنه هدية جدو"
قال بقوة "لن تخرجي به سهر، أنه لي أنا فقط، لن يراك رجل آخر هكذا"
ابتسمت وقالت "أنا أرتدب مايوه وأسبح به أمام الجميع أما هذا فهو فستان"
شعر بالغضب يجتاحه ولكنه تمالك نفسه وقال "كنتِ حبيبتي، كنت، وهذا الأمر انتهى ولن يتكرر الآن"
قالت لتثيره كالعادة "ولكني أحب أن أفعل من فضلك فهد"
قال بنفس القوة "سهر لا داع لنتجادل في هذا الأمر، أعتقد أن هذا حقي، أنت تزوجتِ رجل وليس شيء آخر، لن تخرجي هكذا أبدا خارج باب غرفتك هل كلامي واضح؟"
هزت رأسها ولا تعلم لماذا لم تزد في معارضتها، فتحرك إلى غرفته لم تتبعه فتوقف وقال "والآن ماذا؟ ألن تأتي؟"
هزت كتفيها وقالت "سأغير الفستان"
قال "ولماذا؟ ألن تبقي معي"
تباطأت وهي تتحرك تجاهه ثم قالت "بدا أنك لا تريد"
توقفت أمامه فقال وهو يقاوم أن يجذبها إليه بقوة ويقتل شفتيها بقبلته "لا أريد إلا أن أكون معكِ قطتي"
ابتسمت فتح الباب ودخل فتبعته أغلقت الباب وقالت "كنت تتحدث عن الاستمتاع ألن نخرج؟"
خلع روبه بصعوبة وقال "شعرت أني مازلت متعب فهل تمانعين أن نؤجل الأمر؟ ما رأيك أن نبق سويا ونشاهد أفلام أو"
قالت بلهفة "أنت متعب؟ هل أحضر لك مسكن أو"
تحرك تجاهها وقال "اهدي حبيبتي، أنا فقط لا أتحمل الحركة الكثيرة"
وقف أمامها وقال "على فكرة نحن لم نتناول الإفطار حتى الآن وأنا جائع"
شهقت وقد تذكرت فأسرعت تطلب جين لتحضر الإفطار تابعها وهو يعلم أنه لابد من أن يبقيها بالبيت ربما الأمن هنا افضل ..
على الظهيرة تركته عندما نام من تأثير المسكنات بعد أن تناولا الغداء وذهبت لتغير ملابسها واتصلت بجدها ثم غيرت ملابسها بملابس بيتية مفتوحة وقصيرة أيضا فهى اعتادت على ذلك ولكن فهدها يغير ولا يقبل بذلك، كانت تشعر بالراحة فقد تغير معها وبدء يمنحها اهتمامه أكثر ويناقشها كما أرادت فارتاحت لذلك
عادت إليه ولكنه لم يستيقظ فسرحت مع الهاتف على النت إلى أن شعرت بأنفاسه على كتفها وهو يهمس "قطتي ماذا تفعلين؟"
صرخت من الفزع فضحك وابتعد فغضبت وتمسكت الوسادة وقذفته بها وهي تقول "والآن أنا غاضبة"
لم يتوقف عن الضحك وهو يمسك الوسادة ويبعدها ليتلقى منها أخرى إلى أن قال "أعشق فزعك حبيبتي فماذا أفعل؟"
نظرت إليه وقالت "وأنا لا أحبه، قلبي يؤلمني من الفزع"
اقترب منها إلى ان وقف أمامها وقال بحنان "وأنا لا أتحمل أن يؤلمك قلبك سهري، فلو تألم لتألم قلبي فأنتِ قلبي سهر"
لم تبعد عيونها عنه مرر يده على وجهها فأخفضت عيونها فتراجع وقال وقد تذكر قراره "ما رأيك أن نذهب للشاطئ؟ القمر مكتمل الليلة غيري ملابسك وأنا أيضا سأفعل، هيا"
توقفت قليلا وقد فهمت أنه يبتعد عنها كي تشعر بالراحة، قالت "نعم معك حق"
تبعها وهي تذهب وهو يتمنى أن يكون قد أعادها إليه مرة أخرى
كان القمر رائعا ويطبع صورته على صفحة مياه البحر توقفا فقالت "ألا تشعر بالتعب؟"
ابتسم وقال "لا بل في أفضل حال القمر والشمس بوقت واحد"
ابتسمت وهو ينظر إليها وقالت "أريد أن نذهب للجزيرة، هل تعلم أنني أتمنى أن نبني بيتا لنا على النبع؟"
حدق فيها فقالت "ماذا؟"
قال "هدى أرادت ذلك أيضا ولكن موت أبي منع ذلك"
ابتسمت وقالت "هدى كانت رائعة"
جلس على المال فجلست بجانبه فقال "لم لا تقولين أمي؟"
قالت "لم أعتاد عليها، فقط عرفتها هدى، هل تعرف أني أحسدك عليها؟"
ابتسم وقال "وأنا أشكرها لأنها أنجبتك ولأنها وضعتك هنا بحياتي"
ابتسمت وقالت "أنا أيضا سعيدة أنها فعلت، فقط تمنيت أن أعرفها أكثر ولكن الموت سبقني"
ظلا جالسين وقتا غير قصير ولكنه لم يأخذها بأحضانه كما كان يفعل فقد أبعد نفسه عنها كب يمنحها وقتا لتعتاد عليه
نامت بجانبه مرة أخرى وقد أصبحت تقريبا تقيم بغرفته فب اليومين التاليين إلى أن انتهى الأسبوع عندما استيقظت لتراه يرتدي ملابسه، اعتدلت في الفراش وقد كان الوقت مبكرا فقالت
"فهد إلى أين؟"
ابتسم وهو يصفف شعره وقال "حبيبتي ألم تكتفي مني بعد؟"
تذمرت وقالت "لا تخبرني أنه العمل؟"
ارتدى جاكتته وقال وهو يتجه إليها "لابد من العمل، هذا أمر واقع لن اتأخر، ما رأيك أن تدعيني على العشاء من يدك"
تراجعت وقالت "ولكن أنا لا أجيد الطهب"
طبع قبلة على وجنتها وقال "إذن تعلمي حبيبتي، أريد أن أتذوق طعام زوجتي"
ذهب وتركها وهي في ذهول، أي طعام هذا؟ إنها لم تفعل من قبل مجرد معلبات أو ساندويتشات ..
بالطبع كان يوما صعبا جدا عليها وهي تحاول البحث عن وجبات برازيلية على النت ولكنها بالنهاية قررت أن يكون الطعام مصرى وشرعت في الإعداد بمساعدة جين، لم تشعر بالوقت إلا عندما انتهت وقالت
“ جين سأذهب لإعداد المائدة ثم أغير ملابسي وما عليك إلا التسخين كما أخبرتك"
قالت جين "أمرك مدام"
خرجت لتعد المائدة ولكن لفت نظرها أن فورك غير موجود أخرجت هاتفها واتصلت بفهد ولكنه لم يرد شعرت بالضيق منه، تحركت إلى خارج البيت ونادت على فورك ولكنه لم يرد
تحركت بالحديقة ولا تعلم لماذا شعرت بعدم الاطمئنان وما أن ابتعدت عن البيت حتى شعرت بحركة خلفها استدارت لتجد مونيكا أمامها ...
استدارت فرأت أحمد فحولت نظرها بينهما وهي تتراجع ولكن مونيكا قالت
“ من الواضح أن الجميع يفشل أمامك يا حلوة"
نظرت إلى أحمد وقالت "ماذا تريد؟ ألم تكتفي بما فعلت بي وبجدي؟"
ابتسم وقال"للأسف أنا لم أفعل شيء بدليل أنك هنا أمامي سليمة وبصحة جيدة ولكن ليس لوقت طويل، كما أن جدك أيضا بخير"
كانت تتراجع وهما يتقدمان منها ولكنها فجأة شعرت بذراعين قوية تطبقان عليها من الخلف قاومت ولكن دون جدوى، فنظرت لتتسع عيونها وهى ترى فورك هو الذب يمسكها ويرفعها عن الأرض فقالت
“ فورك لا، أنا لا أصدق"
قال فورك "آسف سيدتي المال يفعل الكثير"
حملها وتحرك بها بعد أن ربط قماشة على فمها وأخيرا وجدت نفسها في بيت ريفي صغير، أجلسها فورك بعد أن ربطها بالمقعد وتوقف بجانبها بينما اقتربت مونيكا منها وقالت بابتسامة
“والآن يا حلوة كل ما عليك أن توقعي على بعض الأوراق ثم أعدك أن نتركك لزوجك الجميل"
هزت رأسها بالرفض ولكن مونيكا أمسكتها من شعرها بقوة وقالت "ستفعلين وإلا أقسم أن تخرجي من هنا جثة لا قيمة لها"
هزت رأسها موافقة فغضبت مونيكا وصفعتها على وجهها بقوة وقالت "تريدين الموت حسنا وأنا سأقتلك ليرثك أبوك، في كل الأحوال الأموال لنا"
وأخرجت مسدس
ولكن أحمد رفع يدها وقال "موني انتظري من الأفضل أن توقع التنازل حتى لا يشاركنا فهد في شيء"
قالت مونيكا بغضب "فهد؟ أم أنك لا تريد قتلها ابنة هدى التي باعتك من أجل الفلاح؟ الآن تخاف على ابنتها"
ابتعد وقال"تعلمين أن ذلك ليس صواب هدى لم تبيعني، أنا الذي فعلت معك كل شيء نحن من دبر الأمر"
قالت مونيكا بغضب "والآن ضميرك يؤنبك أم ابنتها أعادتك للماضي؟ أنت تغرق يا أحمد بالديون، أفق يا أحمد لابد أن نحصل على المال"
قال "ليس بالقتل مونيكا"
قالت "كدنا نقتلها يوم الفرح هل نسيت؟"
قال بغضب "أنت من أراد، أنا كنت أريد فهد فقط، لكن أنت اتفقت على ابنتي وأنا لم أوافق"
ثارت مونيكا "والخطف؟ ألم تشارك معي في خطفها؟ أنت كنت معي في كل شىء لا تدعي البراءة أمامها وسنكمل
سويا، هي لابد أن تموت هل تفهم؟ لو عاشت ستشهد علينا ولن نأخذ أي شيء، دعني وأنا سأقتلها لأنها لابد أن تموت"
وصوبت المسدس تجاهها وهي عاقدة العزم على قتلها ولن يمنعها أي شيء وانطلق الرصاص مرة أخرى