رواية فتاه للبيع الفصل الاول والثاني بقلم ايمان شلبي


رواية فتاه للبيع الفصل الاول والثاني بقلم ايمان شلبي 


-عايز تجوز بنتك لواحد اكبر منها بعشرين سنه حرام عليك يابني آدم ا....

-خلاص اتجوزها انت!


كانت الأجواء مشحونه أشبه بال*حرب ما بين بابا و"يزن" مديري في الشغل  اللي كان واقف يدافع عني وبيلوم بابا علي قراره الغير عادل علي الاطلاق وكأني سلعه بتتباع بالرخيص 


صدمه احتلت كياني اول ما سمعت طلبه 

عيوني لمعت بالدموع وانا برخي ايدي من علي قميصه اللي كنت ماسكه فيه من بدايه الخناقه وكأني بتحامي فيه من ابويا وكأن الموازيين اتقلبت!


وكأن القريب اللي المفروض يحميني بكل قوته أصبح مصدر خوفي والغريب اللي المفروض اخاف منه أصبح هو مصدر قوتي وأماني 


رجعت خطوه لورا وانا بهز راسي بهستريه ودموع و ببص لبابا اللي كان واقف بيبتسم ابتسامه خب*يث*ه وهو منتظر رده 


"تمام وانا معنديش مشكله " 


نطق بيها "يزن " بنبره كلها جمود وجديه 


-ودلوقتي


ابتسم بسخرية :

-مش فاهم مستعجل علي ايه طب علي الاقل استني بكره اجي واجيب اهلي ونيجي نتقدم زيها زي اي عروسه


هز رأسه بنفي وغ*يظ:

-لا مفيش بكره يا النهارده ياما هجوزها الراجل التاني 


صمت رهيب من "يزن" وقع قلبي في رجليا تزامناً مع صوت أنفاسه العاليه اللي بتدل علي غضبه وغيظه من تحكمات بابا وتهديده 


حطيت ايدي علي قلبي وانا بغمض عيني وبدعي من جوايا أنه يوافق ويتجوزني 


كنت عارفه ومتأكده أنه وافق مضطر عشان ميضيعش مستقبلي ،كنت عارفه أنه راجل وعمره ما هيخذلني ،عارفه اني لو طلبت منه الطلاق فيما بعد هيوافق وكل واحد يروح لحال سبيله 


طلع الفون بتاعه وحطه علي ودنه وانا واقفه بترعش ومراقباه بصمت مُريب 


-الو 

-يزن باشا الصافي بيه اهلا وسهلا 

-سيف هات وائل والمأذون وماما وبابا واخويا وتعالوا علي العماره اللي ساكنه فيها جدتك 


سيف ببلاهه :

-نعم ياغالي قولت ايه مأذون اللي هو مأذون اللي بيقول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير !


جز علي أسنانه بغيظ وهو بيستغفر بصوت مسموع :

-اه يا سيف هو ويلا بسرعه متتأخرش عشان انا هتجوز 


سيف وهو بيزغرط بتلقائية :

-لولولولولولي الف الف مبروك ياحبيب قلبي و....ايه ده wait كده لا مؤاخذه هو مين ده اللي هيتجوز


نفخ بضيق :

-انا 


فتح بوقه وسكت لحظه وهو بيحاول يستوعب كلامه 


-سيف انت معايا؟؟

-هتتجوز جدتي ضاقت بيك الدنيا ورايح تتجوز جدتي ياصاحبي اخس عليك طمعان في عشه الفراخ اللي بتربيها فوق السطوح يا ض ولا طمعان في ال١٥٠ جنية اللي هي مخبياهم تحت المخده ،اخس عليك ياصحبي اخس و


قاطعته "يزن " وهو بيصرخ 


-جدتك مين يا مت*خلف انت اتنيل اخلص ولما تيجي هبقي افهمك كتك البله في معرفتك الهباب قال اتجوز جدتك قال 


قال كلامه وقفل الفون في وشه وهو بينفخ بضيق وبيمسح علي وشه اكتر من مره 


بابا بابتسامه سمجه :

-اتفضل ياعريس بنتي اتفضل اقعد 


بصله بصه كلها غضب وهو بيخز علي أسنانه ومن الواضح أنه ماسك أعصابه بالعافيه 


بصلي بابا من فوق لتحت بقرف وقالي بلهجه كلها أمر  :

-روحي اعملي فنجان قهوه لخطيبك 


هزيت راسي وكنت لسه هدخل المطبخ بس هو وقفني


-متتعبيش نفسك يا همسه انا مش عايز حاجه 


وقفت في مكاني وانا بحط وشي في الأرض بأحراج وبتمني الأرض تنشق وتبلعني من الموقف المُحرج اللي حطني بابا فيه 


بص لبابا بجمود :

-لو سمحت كنت عايز اتكلم معاها شويه 


بابا ونفس الابتسامه الخبيثه السمجه مرسومه علي وشه 


-خد راحتك ياحبيبي  


قالها وساب المكان وانا لسه واقفه في مكاني ودقات قلبي بتزيد دقه ورا التانيه ورا الثالثه كلهم في حاله من الاضطراب والخوف والتوتر 


قعد علي الكنبه وهو بيشاورلي بهدوء :

-تعالي ياهمسه 


قربت منه وانا رُكبي بتخبط في بعض وقعدت علي اقرب كرسي قابلني بسبب رجلي اللي مكانتش شيلاني 


بصلي وسكت لحظه بيحاول يلاقي كلام مُناسب للموقف اللي اتحط فيه ،بيحاول يكون لطيف في كلماته وتعامله بيحاول ميضغطش عليا اكتر مانا مضغوطه .


كنت عارفه ومتأكده أن شخص زي "يزن" ميطلعش منه غير كل شئ لطيف وجميل زي قلبه 


اتنهد وهو بيرفع عيونه في عيوني وبيقول بكل هدوء ولطف 


- طبعا أنا مش من حقي أسألك عن سبب تصميم والدك أنه يجوزك لاي شخص مهما كان مين هو بس كل اللي عايز أقولهو لك أن جوازنا هيبقي مؤقت لفتره معينه لحد ما باباكي يشيل فكره الجواز دي من دماغه أو لحد ما تقدري تستقلي عنه وتكوني حره وتبعدي عن تحكماته 


حطيت وشي في الأرض وعيوني مليانه دموع 

مكنتش عارفه اقول ايه ؟

مش عارفه اقول مُبرر للي بابا بيعمله 

مش قادره بالرغم من كل اللي بيحصل فيا اشوه سمعته واقول انه عايز يجوزني ويخلص مني عشان يتجوز الست اللي اتعرف عليها من حوالي شهر  وحبها  الست اللي رافضه تدخل البيت وانا فيه!


عارفه ومتأكده أن بيدور في بال "يزن" الف سؤال وسؤال 

عارفه أن شيطانه صورله ابشع سيناريو 

عارفه أنه اي شخص مكانه هيجي علي باله اني معيوبه وبابا عايز يخلص مني عشان العار...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-انت ياض يا يزن انت فين يااااض رايح تتجوز جدتي ياللي مشوفتش بربع جنيه تربيه طمعان في عشه الفراخ بتاعتها اااااه ما الفراخ غاليه دلوقتي ومحدش بيشتريها قولت اتجوز الست عشان أورثهاااا بعينك يالا بعيييينك ده انا اصور قتيل هنا وحياه امك ما انت مهوب من ال ١٥٠ جنيه تحويشه عمرها 


-يابني اخرس بقي حرام عليك فضحتنا 


قالها وائل بضيق وهو بيحط أيده علي بوق "سيف" 


سيف بتذمر:

-عايز يتجوز جدتي يا وائل يرضيك يتجوز جدتي!

-اه يرضيني 

قالها وهو بيبتسم ابتسامه سمجه وبارده 


سيف وهو بيبصله بقرف:

-اه مانت مشوفتش تربيه زي صاحبك 

عم منصور انت مربتش ابنك ليه!


منصور وهو بيلوي بوقه بسخريه:

-معلش مكنتش فاضي ولا انا ولا ابوك ولا ابو وائل عشان كده تلاقي التربيه مش اللي هي  


"بابا ماما تعالوا" 


قالها يزن وهو بيفتح باب البيت بعد ما سمع صوتهم اللي كان عالي وخاصه صوت سيف وهو بيصيح كالعاده من قبل ما يفهم الموضوع!


سيف بذهول :

-الاه انت ايه اللي جابك عند "همسه " 


يزن برفعه حاجب :

-انت تعرف همسه منين ؟

-جاره جدتي 


رد ببساطه وهو بيرفع أكتافه بلا مبالاه 


-طب اتنيل ادخل ياخويا 

-ادخل فين لا مؤاخذه!


يزن وهو بيمسح علي وشه بضيق :

-هتدخل فين يعني يا اذكي اخواتك 

-انت مش هتتجوز جدتي


شده من هدومه وهو بيدخله البيت بغضب أعمي 


-جدتك مين اللي اتجوزها دي رجلها والق"بر هنعمل الفرح في المدافن يا اهب*ل 


دخلوا كلهم البيت وبابا رحب بيهم وانا قاعده حاطه وشي في الأرض بتوتر وإحراج 


منصور بجديه:

-ممكن افهم ايه اللي بيحصل بالظبط ؟


يزن وهو بيبتسم ابتسامه مهزوزه :

-هتجوز يابابا مش انت نفسك تفرح بيا


منصور ببلاهه وهو بيشاور علي سيف :

-هتتجوز يعني المتخلف ده مكانش بيخرف بالكلام 


سيف وهو بيحط اسده علي صدره بخجل مصطنع وامتنان :

-كل الشكر ياعمي 

-اخرس ياحيوان 


قالها يزن ومنصور في نفس واحد وهما بيبصوا لسيف بغيظ 


بابا  ببرود :

-انا هفهمك يا استاذ 

بكل بساطه انا كنت عايز اجوز بنتي لواحد اتقدملها وهي رافضه بس انا كنت مُصر علي الجواز قامت بنتي المحترمه الواضح أنها حكت الموضوع لابنك المُبجل راح ابنك شرفني بزيارته الكريمه عشان يحاول يقنعني اني مجوزش بنتي لواحد اكبر منها بعشرين سنه قومت عرضت عليه أن هو اللي يتجوزها وهو وافق !


منصور وهو بيهز رأسه بذهول :

-انت بتقول ايه ياراجل انت ه هو في حد ممكن يعمل كده في بنته!


رد بسماجه:

-اه انا

-ايه اللي يخليك تبيع بنتك بالرخيص بالشكل ده


سكت لحظه وبعدها بصلي بقرف :

 إلا لو كانت معيوبه بقي وعايز تلبسها لابني


بابا وهو بيبصلي بدموع مصطنعه وخبث:

-منهم لله ولاد الحرام اللي عملوا كده في بنتي 


اتنفضت من مكاني بفزع وانا ببرق وبهز راسي بهستريه ودموع 


-لا لا محصلش لا صدقوني لا محصلش والله محصلش 


بابا وهو بيعيط جامد بخبث اكبر:

-للاسف هي عمرها ما هتفتكر لأنها من بعد اللي حصل عملت حادثه وفقدت الذاكره 


الفصل الثاني


حطيت ايدي علي قلبي وانا بغمض عيوني بوجع 

حسيت أطرافي كلها متجمده 

رجلي مبقتش شيلاني 


اترميت علي اقرب كرسي ودموع القهر والوجع نازله علي خدي زي الشلال 


مكنتش قادره انطق حرف 

وصلت بيا الحاله لدرجه اني مش قادره ادافع عن نفسي!


صعب جدا حد يصدقني ويكذب بابا 

هيجي في بال الجميع أن استحاله اب يتهم بنته بالباطل بالشكل ده  وان اللي اتقال اكيد حقيقي 


ابو "يزن " بجمود وقس*وه:

-وانا ايه اللي يجبر ابني يتجوز بنتك ويشيل الليله؟؟

وانا اضمن منين اصلا أن اللي حصل ده مكانش بمزاج بنتك و...


يزن بغض*ب:

-ايه اللي انت بتقوله ده يابابا ميصحش كده همسه شريفه 


منصور بعصبيه:

-وانت ايش عرفك انت ها ايش عرفك انها شريفه 

اسمع يا يزن قسماً بالله العظيم لو .....


يزن وهو بيقاطعه وبيقرب منه بلهفه :

-بابا ابوس ايدك عشان خاطري وافق وخليني اتجوز همسه انا بحبها يابابا 


الجميع بصدمه :

-بتحبها؟!!


كان الكل في حاله صدمه من اللي قاله يزن ماعدا انا !

كنت عارفه و متأكدة أن اللي قاله مش حقيقي 

مجرد كلمتين عشان منصور يوافق علي جوازنا 

مجرد مشاعر مزيفه غرضها انقاذي حتي لو علي حساب نفسه 


عارفه أن شخص زي يزن استحاله يتخلي عني 

عارفه أنه هيمدلي أيده ويخرجني من البحر الغويط اللي انا ب*غرق فيه 


وكل ده مش بدافع الحب زي ما الكل متخيل 

كل ده بدافع الانسانيه ،العطف ،الشفقه ،


شخص زي يزن قلبه فيه طيبه تكفي العالم 

عمره ما أتردد أنه يساعد اي شخص طلب مساعدته 

غريب او كان قريب 


بعد حاله الصمت اللي سيطرت علي الجميع اتنهد يزن وهو بيكمل كلامه بجديه 


-لو سمحت يابابا انا عايز اتجوز "همسه" وعلي فكره هي حكيتلي علي كل حاجه لما اعترفتلها بحبي كان سهل جدا انها تضحك عليا وتخدعني ومتقوليش الا يوم فرحنا!!


منصور بسخرية:

-والله وياتري بقي انت صدقتها لما قالتلك الكلمتين الحمضانين دول و.....


سيف وهو بيقاطعه بجديه :

-عمي منصور انا اعرف همسه من زمان اوي وكل الحته بتحلف بأدبها واخلاقها واستحاله تكون عملت حاجه زي كده صدقني انا عارف ومتأكد أن همسه شريفه و.....


قاطعتهم بعصبيه ودموع :

-انا شريفه محدش يصدق البني آدم ده والله العظيم انا شريفه ،ه هو بيعمل كل ده عشان يطردني من البيت ويخلاله الجو مع حبيبه القلب اللي بتدور حواليه زي القفعه 


بابا بغضب وهو بيقرب مني وبيشدني من شعري :

-وكمان بتكدبي يا زباله 


رفعت عيوني في عيونه وانا برد بتحدي وقوه :

-لا انا مش كذابه انت اللي كذاب انت اللي بتشوه سمعتي 

سمعه بنتك الوحيده بتشوهها عشان مصلحتك!


مفرقش معاك شعوري ولا فرق معاك الاذي النفسي اللي سببتهولي


انت اب انت ؟!

مفيش اب ممكن يعمل كده في بنته الوحيده 

دايما بشوف الاب سند وامان البنت 

دايما بشوف الاب بيدافع عن بنته ومستعد يضحي عشانها


ده د ده في اب مات عشان كان بيدافع عن بنته من شويه بلطجيه ضايقوها بكلمه !


نبره صوتي كانت كلها دموع وانا بكمل بهمس :

-عمري ما حسيت بالدفا ولا بالحنان في البيت ده 

عمري ما جربت شعور الحب الأبوي معاك 

عمرك ما خدتني في حضنك ولا عمرك كنت حنين عليا يا يابابا !


انا عايشه طول عمري يتيمه بالرغم من وجودك 

محدش كان حنين عليا ولا حبني زي ماما 


تعرف؟؟

انا بس دلوقتي بتمني لو كان ربنا مأخدش عمرها واخدك انت 


انا بكرهك اوي 

بكرهك وعمري ما هسامحك أبداً علي اللي عملته فيا 

عمري ما هسامحك علي احساسي باني يتيمه بالرغم من انك موجود 


قرب منه يزن وهو بيضغط علي أيده اللي كانت ماسكه شعري جامد 


-سيب شعرها واياك ثم اياك ايدك القذره دي تتمد عليها تاني 


قال جملته وهو بينفض ايده من علي شعري وبياخدني ورا ظهره 


-دلوقتي المأذون هيجي ويكتب الكتاب ودي اخر مره هتشوفها ولو بس فكرت مجرد تفكير تظهر تاني في حياتها صدقني هدفنك مطرحك 


منصور وهو بيتنهد بحزن وبيبص لوائل:

-هات المأذون يا وائل يابني 


وبص لبابا من فوق لتحت بقرف :

-من اللحظه ديه "همسه" بقت واحده من العيله 

لو فكرت تدور عليها أو تيجيلها علي سكه مش ابني اللي هيقفلك لوحده انا اللي هقف في وشك و هفعصك بجزمتي 


رفعت عيوني اللي كانت بتلمع بالدموع وانا ببصله بأمتنان وكل ذره في جسمي بتتنفض 


مكنتش اتوقع انه ممكن يوافق بالسهوله ديه 

مكنتش اتوقع أنه يتقبلني 

مكنتش اتوقع ان قلبه طيب وجميل بالشكل ده 


مكانش ده رد الفعل  المتوقع منه علي الاطلاق!


ام يزن وهي بتقرب مني وبتاخدني في حضنها بحزن وشفقه :

-من النهارده احنا عيلتك اوعي اشوفك زعلانه أبداً 


حسيت جسمي كله اتنفض 

قلبي دقاته زادت 


في حضنها حنان ودفئ غريب 

يشبه حضن ماما الله يرحمها 

حتي ريحتها فيها كتير من ماما 


لوهله حسيتها ماما هي اللي خرجت من قبرها وجت تحضني وتطبطب علي قلبي


حاوطت وسطها وانا بسند راسي نحيه قلبها وبغمض عيوني براحه وامان 


"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وعلي خير " 


كانت الجمله المعتادة اللي بيقولها المأذون واللي بتعلن اتمام الجواز 


اول ما سمعتها دخلت دنيا تانيه خالص

هو معقوله انا اتجوزت 

معقوله اليوم اللي اي بنت بتستناه مع حبيب عمرها جه 


هو المفروض اكون فرحانه زي اي بنت لكن في حاله لو كان الجواز تم بشكل طبيعي جدا 


اتفاق بين عيلتين

حب بين قلبين 

فرحه ممزوجه بلهفه 

انتظار فرحه اكبر في الطريق 

فستان وطرحه ومعاهم بدله 

بيت دافئ اتعمل بكل حب 


لكن كل اللي بيحصل ده مختلف تماما عن اللي اتمنيته!


-مبروك 


قالها يزن بهمس جنب ودني وخرجني من شرودي ...

رفعت عيوني في عيونه وانا بهمس بتوتر 

-ا الله يبارك فيك يا يزن و وشكراً 

-علي ايه؟؟

-انك أنقذتني 


كان لسه هيرد بس سيف قرب مننا وهو بيزغرط زعروظه بشعه في الحقيقه !


-لولولولولولي وافرحي ياعروسه 


وائل وهو بيرقص بشكل عشوائي وبيكمل :

-انا العريس 

-ياعروسه ياعروسه 

-انا العريس 


ضحكت بخفوت علي تصرفاتهم اللطيفه 


يزن بمرح :

-اعرفك علي صحابي سيف سخسخه 

وائل حركات 


رديت بذهول واستغراب :

-سخسخه وحركات!!


سيف وهو بيعدل قميصه بغرور مصطنع :

-اصل محسوبك ....


منصور وهو بيقاطعه بغيظ:

-مش وقته يا استاذه دينا للتعارف الجاد خلينا نمشي يلا 


سيف بهمس ليزن:

-ابوك ده فصيل ياجدع 


رفع حاجبه بتحذير :

-استاذه دينا 


-ا احم فضايح بقي وكده؟؟

-يااااااس 

-شكراً ياصاحبي أو ياللي كنت فاكرك صاحبي


منصور بجديه :

-يلا يا يزن انا وامك وصحابك هننزل وخليك انت مع مراتك عشان لو حابه تاخد حاجه من هنا وحصلنا 


يزن باحترام:

-حاضر يابابا 


كنت قاعده انا ويزن في كافيه علي البحر لوحدنا بعد ما اخدت كل حاجه تخصني في البيت وخرجت من غير ما ابص لبابا حتي!


اول ما خرجت اخدت نفس عميق كله راحه 

وكأني كنت في سجن 

وكأني كنت في بحر غويط وحد انقذني 

وكأن روحي كانت غايبه عني ورجعتلي من تاني 


نزلنا وعرض عليا أننا نقعد في أي كافيه عشان نتكلم شويه ووافقت


وصلنا وقعدنا كانت الساعه ١٢ بعد نص الليل والكافيه هادي ومفيهوش ناس كتير وخاصه أننا كُنا في عز الشتاء 


-تشربي ايه؟


رفعت عيوني اللي كانت وارمه من كتر العياط وانا بهمس بصوت مبحوح وبحضن ذراعاتي الاتنين بأيدي من البرد  


-هوت شوكلت 

-انتي بردانه؟


رديت وسناني بتخبط في بعض :

-ش شويه 


قام وقف وقلع الجاكيت بتاعه وانا ببصله باستغراب 


قرب مني وحطه علي كتفي وهو بيهمس برقه :

-البسيه 


هزيت راسي بنفي وكنت لسه هشيله بس هو حط ايده علي ايدي وبصلي بحده خفيفه 


-البسيه 


ابتسمتله وانا بهمس برقه :

-شكراً 


راح قعد مكانه مره تانيه والويتر جه طلب ليا هوت شوكلت وهو طلب قهوه ساده 


بصلي وسكت وانا لابسه الجاكيت بتاعه اللي كان كبير جدا عليا وكأني بغرق جواه!


لكن بالرغم من كده كان دافئ وريحه البرفيوم بتاعته محاوطاني من كل مكان 


-انتي كويسه ؟


هزيت راسي بنفي وعيوني بتلمع بالدموع :

-لا

بص في عيوني وهو بيسألني بهدوء:

-زعلانه عشان اتجوزتيني ولا زعلانه من باباكي ولا زعلانه من ايه بالظبط  


-زعلانه عشان ع عشان 


مسك ايدي كرد فعل تلقائي منه وهو بيبتسم ابتسامه طمنتني :

-اتكلمي متخافيش 


عيطت وانا برد بصوت مبحوح :

-زعلانه عشان ي يزن 

همس برقه :

-نعم 

-ا انت ا انت مصدق اللي بابا قاله عني 


رد بلهفه :

-اكيد لا طبعا 

-ليه؟

-ليه!!

-ايوه ليه مش مصدق وليه اتجوزتني وليه ضحيت بنفسك ومستقبلك عشاني ؟

كل ده عشان ايه 

انا مجرد واحده بتشتغل عندك 


-عايزه تعرفي ليه؟

-ايوه ليه 

اخد نفس عميق وسكت لحظه وهو بيبص في عيوني :

-عشان بحبك يا همسه 


"الدنيا بترتب صدف 

وكل قلب وإحساسه 

فجأه الطريق بينا بيقف

والحب بيجمع  ناسه " 


كانت اغنيه وائل جسار شغاله في الكافيه تزامناً مع اعترافه اللي مكانش متوقع علي الاطلاق 


ابتسمت بفرحه :

-بجد 

-بجد 

-و وانا كمان بحبك يا يزن ب بحبك اوي 


قولتها وانا بقوم من مكاني وبقرب مني وبترمي في حضنه


تعليقات



<>