رواية اخطر من الحب الفصل الثامن8بقلم رحمه ايمن


 رواية اخطر من الحب الفصل الثامن8بقلم رحمه ايمن



« غزل» 

كنت قاعدة في ممر المستشفي بعد ما خرجت الصبح وبدأت شغل علي طول 
خايفة أدخلها،  خايفه أنهار ومكملش اليوم. 
سندت راسي علي الحيطه إلي ورايه وغمضت عيني وأنا بفتكر أخر كلام بينه وبيني. 

« غزل أنتِ كويسة؟» 

كانت الجملة دي كفيله بنزولي علي الأرض وأني أصرخ من كل قلبي،  عايزة أقولوا لاء!  عايزة اقلوا لاء أنا مش بخير ومش عارفة أعمل أي بكل الضغط ده،  أنا تعبت أوي 
بس الشهور إلي فاتت دي علمتني الصمود،  علمتني اقف وأكون شجاعة قدام المواقف اللي زي دي عشان مستناش شفقه من حد. 

- أنا كويسة 
- بس... 
- هرجع بدري أنهارده ولو اتاخرت هكلمك،  هات رقمك؟ 
- رنيت عليكي قبل كده،  اخر 53 
- تمام 

خرجت وقفلت الباب بسرعة وحمدت ربنا أنه موقفنيش شاورت لاي تاكسي وجيت علي المستشفي.. 

« أم اربعه وأربعين المكتئبه» 

فتحتها وإبتسمت علي جملته ف حسيت بحركته جنبي علي المقعد الطويل وريحته إلي حفظاها عن ظهر قلب.. 
رديت بهدوء عكس طبيعتي معاه 

- أهلا بالشملول،  قلبته المستشفي مقابلات وحب ولڤلڤه 
يا وقح أنتَ وهي،  كده تنجسوا المستشفي الطاهره 
- لاء يا بت حوشي من كتر طاهرتها معقمنها بديتول
دي بلاطها أغلق من التشرت بتاعي 
- نقول أي؟  ناس معندهاش دم 
- يا بت هتغبي عليكِ وأنا محترمك بالعافية لدلوقتي فتلمي 
- خلاص يا باشا احنا اسفين،  غور من هنا 
- مش همشي. 

قلها بمرح وبُقرب عليا وهو بفتح دراعه فدخلت جواه ونمت علي صدره وأنا بغرس وشي فيه وبعيط بحرقه 

- مش قادره أدخلها يا إبراهيم،  مش قادرة والله 
- هي محتجالك دلوقتي، والله هتكون كويسة،  أدهم قال هتتحسن قريب صح؟ 

رديت بحركه من راسي  علي كلامه الي بحاول يطمني بيه وهو بطبط عليا بحنيه وكاد اجزم أنها من المرات القليله جدا إلي بينا أنا وهو لأننا ببساطة مبنطقش بعض. 

أول ما رجعوا مصر هو وشروق كان مش نازلي من زور، وأنا كمان كان نفسه يقتلني لحد ما خدنا كلمتين «انتوا خوات في الرضاعه»  جابوا أجلنا أنا وهو،  وده شيء مقللش العداوه ما بينا بالعكس زودها،  بس وقت الجد والازمات أول أيد بطبط هو وأول إيد بتقومني وبتشجعني هو برضه لانه أخويا الي مجبتوش أمي وأحن واحد في الدنيا عليا بعد بابا. 

« خياانه!  ده انا لسة معملتهاش يا ست غزل!»

مسحت دموعي وبعد عني بسرعة و بضحك علي «نهي» الي هتنكد عليه وهطين عشته دلوقتى 

- احضن يخويا احضن بذمه،  ده أنا هقتلك! 
- البنت تعبانه ومحتاجه حضن رُوهيف يرضيكي معملوش 
- والله! اشحال مبتقطعوش شعر بعض لما بتتقابلوا أو بتشوفه خلقت بعض يا عسل أنتَ وهي 
- شوف نكره الجميل الي قاعد معاها طول اليوم إمبارح عشان متقعدش لوحدها،  خطيبه واطيه 
- متكلمش معايا وخليك ف حضن السنيوره يا بابا

حدفت جملتها وتحركت فبصلها برجاء 
- يا نهى استني طيب،  مش فاضي لشغل الستات ده دلوقتي ورايه شغل ومحتاج لسة اروح اخد دوش ،  خدي يا بت هنا . 

حركت راسي بقله حيله عليهم فلقيت حد بيضربني علي راسي بالملف ومن كترها حفظت صاحبها 
- يا أدهم بقي ! 
- قاعدة زي المطلقات كده ليه 
- بتحسر علي جوزي العشرين الشهر ده 
- كويسة؟ 
- بحاول 
- يلا طيب؟ 
- يلا 

~~~~~~~~~~~~~

«شروق» 

- لركب هنا لمركبش؟ 

وجهت سؤالي ليه مستنيه إجابته فرد وهو بينفخ بديق من دماغي النشفه بعد ما سمعتها من همسه وديقه 

- اركبي انجزي 
- هتكلم بالأسلوب ده مش هرك... 
- اقسم بالله يا شروق لو ما ركبتي بزوق لنزل اركبك بقله الزوق الي مشفتهاش في حياتك

فتحت باب العربية زي الصروخ وأنا برمي نفسي علي الكنبه الي ورا وبشوف ملامحة المتعصبه من المرايه وبيتنفس بهدوء عشان يتمالك اعصابه معايا،  أنا عملت أي دلوقت.

- نعم عايز أي؟ 
- ممكن أعرف لي متجهلاني بطريقة دي؟  لو عشان اخوكي والموقف إلي حصل أنا مستعد اتكلم معاه و..  
- لاء اخويا مش السبب 
- اومال أي السبب؟ 
- اكتشفت أني بغلط لما بتكلم معاك،  أنا كنت بتكلم مع كل الزباين بحدود لكن المرة دي مكنتش عاملة ده وإبراهيم حذرني وعرفت أنه معاه حق 
- امم يعني أنا مجرد زبون زي أي حد بيجي صح؟ 

اتقابلت عيونا وهو مترقب إيجابتي فنزلت راسي بسرعة ومعنديش حاجة ارد عليه بيها،  هو فعلاً مش مجرد زبون 
جايز إعجاب لكن عمره ما هيكون أكتر منه 

- أنا هنزل عشان أتاخرت 

حركت إيدي علي الباب بتوتر زي نبرتي في الجملة الي قلتها فلقيته مقفول 

- أنتَ بتعمل أي؟! 
- اربطي الحزام هوصلك القاهرة 
- لاء طبعاً نزلني فورا

شغل العربية واتحرك بيها ول كأني كنت ب لحن من شوية وهو بسوق في الطريق العام إلي بوصل لقاهرة وأنا محجوزه في العربية ومشاعري الي بتشقلب جوايا دي من تصرفاته.. 

~~~~~~~~~~~~~~~

«موسي» 

- حاااضر يا زفت جي! 

صحيت علي الجرس إلي برن وخرم وداني ومش ناوي يحرك إيده من عليه،  كانت السبه هتطلع من جوه قلبي لي علي أم الغباء ده بس تمالكت أعصابي لما لقيت عامل التواصيل 

- نعم 
* ساعة يا فندم بتفتح!
 أنا أخر ما زهقت مشلتش إيدي من علي القابس،  الناس الي جنبكوا فتحت وقفلت في وشي وحضرتك لسة مفتحتش ومينفعش اسيبه مع أي حد ي.... 

دعكت راسي بديق علي كميّة الرغي الي بقت تنزل علي راسي الايام دي بشكل مش طبيعي فقطعته بإبتسامة صفره يكش البعيد يحس 
- المهم عايز أي نعم؟  
* احم الطرد ده جي باسم غزل عبد العال حسيني 
- تمام هبقي أقلها 

اخدته منه ولسة هقفل الباب سمعت صوته الرزل تاني 
* استني يا فندم لازم توقع هنا 
- هات وريني 

اتنهدت واخدت منه القلم عشان اوقع اتجمدت لما شفت أسم المرسل «عبد العال حسيني» طيب ازاي؟! 

- هو الظرف ده متوصي عليه من زمان ول قريب؟ 
* والله يا فندم معرف أصل أنا عامل توصيل علي قدي وكنت باكل مع مراتي سمك فقلولي لازم ت.... 

"آااه يراسى " 
- تمام هوصلوا ليها شكرا
* استني بس اما اكملك ده السمك كان حكايه

رزعت الباب في وشه وأنا بتنهد بتعب علي الدماغ الي هو عاملها دي، حركت عيني علي الطرد وترددت أني افتحه بس في الاخر فتحته 
لقيت هديتين متغلفين وجواب،  اندهشت من وجودهم معقول لسة عايش؟! 
مسكت الجواب فلقيته بيتقفل وبتفتح بسهولة يعني لو قراته مش هتلاحظ،  حركت راسي علي إيدي بحيره وأنا معرفش افتحه ول هكون بدّخل في خصوصيتها ومينفعش 
بس في الآخر فضولي اتغلب عليا وفتحته.. 
~~~~~~~~~~~~~

«غزل» 

اتنهدت بتعب والدموع لسة متحجره في عيوني وأنا بطلع الدور التاني الأوضه الشرقيه في إتجاه اليمين 
قربت منها بخطوات بطيئه وقعدت علي الكرسي جنبها وحضنت إيديها في إيدي الي بترجف 

- ماما
وحشتيني أوي،  انهارده عيد ميلادك ،  انهارده كبرتي سنة ومفروض اديقك وقلك كبرتي يا نودي وباين عليكي ويلهوي الحج بضيع مننا ول تجميل نافع ول حقن وبتوكس والدنيا بايظه و هيجوز عليكي يا ناديه وتموتي بحصرتك 

فتشهقي بطريقه كوميديه وأنتى بتردي عليا وتهزري وتقوليلي فشررر! يقدر! ده أنا حلوه ومسمسه والف مين يهواني يا بنت عبد العال يا سوسه 
فصفر وانا بقولك في جون يا ستهم ونضحك 
هه وحشني الفقره دي منك،  وحشني صوتك وكلامك وحنيتك،  بقيت لوحدي يا ماما،  البيت بقي مقبره 
الدنيا بقت وحشه أوي من غيرك، عشان خاطري قومي 
قومي وأنا مش هديقك تاني،  قومي وأنا والله لقولك أنك أحلي ست في الدنيا دي كلها،  أنا محتجالك 
أنا محتاجلك لحضنك أوي يا ماما 
سندت بجبهتي علي إيدها وانا بشوف دموعي الي بتتسابق للخروج وشهقاتي العاليا وبين كل كلمة وكلمه ببوس إيديها بكل وجع وامل انها تقوم من جديد وتحضني دلوقتي وتقولي أنها بخير؟ 
مسحت دموعي وانا بضحك وبقولها بحب 
- انهارده كله افتكر عيد ميلادك،  ملك ووحيد 
وادهم الي جيه وديقني عشان عارف أنه انهارده عيد ميلادك ومش عايزني ابقي لوحدي 
كله وحشه كلامك وصوتك والكيكه الي بتوزعيها كل عيد ميلاد واحد فينا هنا في المستشفي حتي نهي،  نهي يا ماما وحشتيها 
قومي اقطعي التورته ووزعيها بينا وضحكي زي زمان يا ماما 
قومي متعمليش فيا كده انا معنتش قادره استحمل الوحده إلي انا فيها،  ماما قومي عشان خاطري

زاد صراخي وف شفت ملك بتجري عليا تلحقني ودموعها مغرقه وشها قبل ما نهار 
كله واقف بره،  كله عارف غلاوت اليوم ده في السنة 

- شوفي يا ماما كلهم وقفين عايزين يسلموا عليكي ويقولولك كل سنة وأنتِ طيبه مش هما عيالك أكتر مني 
ارجعي كويسة عشان عيالك طيب،  أنا تعبت من هروبك وهروبي 
قومي وكوني معايا،  قومي نعالج نفسنا لو سمحتي 
لو سمحتي يا ماما  

دخلت في حالة انهيار تانية و نهي بتقرب مني وبتحضني ودموعها علي خدها وهي بتترجاني من قلبها 

- غزل متعمليش كده،  مينفعش تنهاري بشكل ده 
دكتورة ناديه هتقوم وهتكون زي الفل،  هي محتاجة وقت وكلنا حاوليها وجنبها تمام 

حركت راسي وأنا لسه دموعي بتنزل من غير صوت وبتحضني بحب غريب عليا وعليها 
بس احنا في المواقف الصعبه كده،  في المواقف فريق واحد.
~~~~~~~~~~~~~~~

« يوسف» 

اتقابلنا ‏مرة واحدة
‏وكل مرة بستنى صدفة حلوة تجمعنا
‏يمكن تطير الوحدة
‏مواضيع كتير حضرتها
‏وسيناريوهات ‏من غير عدد
‏إزاي اقرب منه
‏وتشوفني يوم
‏ضهر و سند
‏أكون لها ‏طبعا أمير
راجل خطير ‏في الجدعنه
‏تهرب في حضني بالساعات
‏من ذكرياتها المحزنة
‏هاشوفها تاني ولا الوقت فات
‏خايف أحلامي تموت من سكات
‏هاشوفها تاني ولا الوقت فات
‏خايف أحلامي تموت من سكان 

- اقفل الدوشه دي!  انا مبحبش الكائن ده 
- مبتحبيش أمير عيد يا عديمه الفن !  
- أيوه مبحبوش وبحس انه صوته وحش وكلها تأثيرات صوت ومعظم كلامه مش مفهوم وبقولها بصوت عالي وقدام أي حد وقلبي ميت حصل 

ابتسمت علي كلامها وأنا برواغها بمكر 
- علي فكره عارف أنتِ بتحبي صوت مين؟ 
- وازاي بقي؟ 
- حسيت 
- علي كده احب اقلك حاجة يا أستاذ،  طريقتك في الشقط قديمممه جدااا أنا بقلك بس عشان الجديد فايتك 

ضحكت علي كلامها وردها المدافع إلي طمني برجوع معاملتها معايا زي الأول ومفيش بينا حاجز ورديت بتحدي

- تحبي تتاكدي،  هأكدلك 

مسيلي على الحبايب
الحاضر واللي غايب
القعدة الليلة حلوة
والسكر فيها دايب
كل الصحبة الجميلة
متجمعين في ليلة
مش هنسيب حد يمشي
لسه السهرة طويلة
لسه السهرة طويلة

ما تيالا بينا نعيش شوية
لسة السنين الحلوة جاية

- تامر حسني مش كده؟ 

بصت لي بصدمه فضحكت علي ريأكشن وشها وركنت علي جنب 
- شوفتي
-أنتَ بترقبني؟ 
- ممكن بس متقلقيش مش معجب مجنون ومعلق صورك في كل حته وناوي اخطفك رغم انه نفسي يعني 
- استني أنتَ رايح فين 
- أنا مأكلتش حاجة من إمبارح علي العشاء غير القرص ام عجوه إلي عندكوا في الكافيه دي ومشبعتنيش 
أنا هنزل وراجع علطول،  طبعا أنتِ مش طفله عشان اقفل عليكِ العربية،  دقيقه وراجع. 

ركنت علي جنب، وتحركت علي محل بيبع شورما وكريب وسندوتشات سريعه وكان في سوبر ماركت متواضع جنبهم جبت منه بيبسي وقزازه مايه وتحركت علي العربية 

وقفت شوية وتاملتها وهي بتغير الأغاني في ألبوم تامر حسني إلي نزلته وكل ما تسمع أغنيه عرفاها تغني معاه بحماس وسعادة،  جيت قدامها وأنا بلف من ورا عشان تشوفني وفعلا رجعت مكانها تاني وجمدت تعبير وشها كالعاده فدخلت وأنا بنزل ل أكياس علي الكرسي الي جنبي 

- اتاخرت؟ 
- لاء عادي 

حركت حزام الأمان علي وسطي ومديت الكيس ليها ونظري علي الطريق بعد ما حركت العربية 

- كيستك 
- لاء شكراً
- أنا مبعرضش عليكِ أنا بجبرك  
- وأنا قلتلك شكراً مبخدش حاجة من غير مقابل للاما تاخد حقها 
- طيب امسكِ يا شروق ونبقي نشوف الموضوع ده بعدين
-.......
 - امسكِ بقلك؟ 
طيب خلاص هرميها 

فتحت الشباك وأنا خلاص مصمم ارميهم فأخدتهم من إيدي وتكلمت بديق 

- أنتَ مجنون حرام! 
- هتاخديهم؟ 
- هخدهم خلاص. 

خدتهم وهي بتنفخ بديق تحول لإبتسامة واسعة وسعادة لما شافت الكريب وشاورما فاتكلمت وانا ببصلها من المرايه بغيظ 
- ابقي اسمعي الكلام،  لازم الفيلم الهندي ده يعني 
- فيلم هندي!  اتصدق انك معندكش زوق 
- عارف كتير قالولي كده 
- بيفهمه وبعدين هيترده ليك وهحاسبك عليهم،  عايز كام؟ 
- لو حسبتك في يوم هاخدهم حاجة تانية مش فلوس

غمزت بتمرد في أخر كلمه قلتها وأنا بحضن عينيها من مرايه العربية فهربت بعينيها بسرعة وهي بدور علي قزازه المايه وبتفتحها بتوتر ظهر في كل حركاتها وبتأمل كل حركه بتصدر منها وأي تفصيل صغير بتعمله بكل إهتمام وتخبط... 
~~~~~~~~~~~~~~~~~~

«موسي» 

« غزل حبيبة بابا وزوجتي العزيزة نادية،  بعت الجواب ده بأسم بنتي الغالية إلي طلعت بيها من الدنيا عشان اقلك أنها الهدية الجميله إلي جتلنا أنا وأنتِ يا نادية بعد صبر كبير من ربنا 
عيد ميلادكوا في نفس الشهر،  شهر 8 فبقي أجمل الشهور علي قلبي،  الطرد ده هيوصل في نفس اليوم من شهر 8
ووقتها معرفش هكون مسافر ول معاكوا في البيت ول هكون فين بظبط بس انهارده لقيت واحد من فريق العمل بحتفل بعيد ميلاد مراته فلقيت حاجة جوايا بتقولي اكتبه ليكو قبل عيد ميلادكوا ب7 شهور..... 

اخدت نفسي بصعوبه و قعدت علي الكنبه براحه ظاهريه بعد ما تأكدت أنه الجواب ده قريم وكان قبل الحادثه بشهر كامل 
فتحت قزازه المايه وأنا بشرب اكتر من نصها ولسة سايبها في إيدي والايد التانية بقلب الجواب وبكمله 

وأنا بقلكوا كل سنه وأنتوا معايا ومنورين عليا حياتي يا أحلي دكاتره وأتمني السنه الجيه تكوني في بيتك مع أبني زيدان يا غزول وتكوني في حضني ومعايا يا نودي 
احتمال كبير زي ما انتوا عارفين السفر يشغلني والعمليات ومبرجعش البيت غير نادراً من وقت ما الحمد لله ربنا فتح عليا أنا وعز صحبي وبقينا كويسين في المجال وبقيت بقصر في بعدي عنكوا فبقلكوا حقكوا عليا،  جبتلكوا هديتين عشان لو مكنتش موجود ميبقاش معاكوا حجه بقي ولو كنت موجود هجبلكوا هديه تانية غيرهم،  هو انا ليا غيركم 
بحبكوا أوي... 
                                  دكتور: عبد العال حسني» 

قفلت الجواب بإبتسامة وأنا بشوف حبه ل عائلته ومراته وبنته فدعتله برحمه وأنا بقفله لقيت رسالة مكتوبه ورا 

« فلاشه السنة إلي فاتت،  افتكرو الذكريات عُبال الذكريات الجديدة إلي هتجمعنا إن شاء الله » 

دورت علي غلاف الجواب بلهفه فلقيت حاجه صغيرة فيه ففتحته ونزلتها علي كف إيدي فطلعت فلاشه صُغيره 

اتحركت علي الشاشه ودخلتها في مكانها المخصص ودخلت علي الاعدادات وفتحتها فشتغل ك..قرص مدمج 

«2022»
احم احم أهلا جميعا، احنا هنا بنخطط لأرتكاب «Surprise party» ل بنتي ومراتي العزيزة 
 إحتفال ب3 مناسبات مع بعض عيد ميلاد زوجتي نودي وعيد ميلاد غزول وخطوبه أبني زيدان علي أميرتي الصغيرة ونرحب بزيدان الغالي 

اتحركت الكاميرا من عليه و أكيد هو الدكتور عبد العال إلي كنت بشوفه في المواقع والمجلات وحتي التلفزيون 
وأن جينا للحق،  هي شبه أوي. 

ابتسمت وأنا بتخيلها وبتخيل رسمه عينيها إلي تشبه ل عينه بظبط فقطع تخيلى صوت رجولي وجملته إلي رنت في ودني 
« ونرحب بزيدان الغالي» 

زيدان:  Hi everybody
أنا سعيد جدا بحضوري معاكوا هنا وhappy birthday  يا خالته أنتِ وحبيبتي الجميلة غزل 

« اووووه» 

زيدان:  ههه شكراً شكراً 

سمعت صوت من عدد كبير وتصقيف وصفير علي كلامه وأنا بدقق في شكله،  تشرته البرتقالي الفاتح وبنطلونه الجينز الديق وطاقيته إلي ملفوفه لورا وبياضه المبالغ فيه! 
عادي يعني أقل ما يقال عنه انه عيل صغير؟  عنده كام سنه ده؟ 

نكمل بصفصف هانم 
صفيه:  كل سنة وحبايب قلبي منورين حياتنا يختي عليهم يختي وعبال بنتي الفقر ما تلحق صحبتها ونخلص منكو يا رب و لولولولولوي 

ضحكت بصوت عالي علي السيده الجميلة إلي ظهرت ولبسها الشيك والعصري وكلامها المرح والعفوي 
ريحت ظهري علي الكنبه وأنا متلهف أشوف الباقي والناس إلي في حياتها بطريقة غريبة عليا وإيدي بتتردد للمرة الالف بأني اقفل وبلاش ادّخل في حياتها بس مقدرتش 

ومعانا هيما باشا مطرب الحفله 

إبراهيم:  كل سنة وأنتِ طيبة يا نودي،  نودي بس ملناش دعوه بأم أربعة وأربعين أحنا 
عبد العال:  اتكلم بأسلوب أحسن من كده عن بنتي يا لوح 
إبراهيم:  أنسه غزل والتي ستصبح مدام بعد ست شهور من اليوم كل وعام وأنتِ بخير سيدتي واحنا أسفين يعم صلاح 
عبد العال :  ايوا كده تعدل،  إلي بعده 

اتجهت الكاميرا علي بنت شبه لدرجه مبالغ فيها تقريبا توأمه. لبسه حجاب بينك ودريس أبيض هادي 
وهي بتضحك بحب وبتلوح بإيديها لتنين بفرحه 

شروق:  كل سنة وأنتوا طيبين يا عائلتي التانية وكل سنة وأنتِ بالف خير يا غوغو مقدما وهديتك مش هتوصلك غير في اليوم نفسه وأحنا بنشرب شوبس أناناس ونسكر ونغني ونخرج الجيران علينا وعلي صوتنا ،  وأحلي مسا عليكي يا..... أي ده عمووو! 

عبد العال:  عمو في راسك!  اي القرف الي بسمعه ده يبه 
بتقللها نسكر في وشي كده عادي؟ 

شروق:  مش أحسن ما اقلها الحته الي ب200 إلي تحت التلاجة ما بلاش قفش بقي ده أحنا محترمنكوا وبنعملها من وراكوا حتى،  عالم ناكره لجميل 

عبد العال:  أنا ليا تصرف تاني مع أبوكي لما يفتح نت لأنه صفصف معرفتش تربي وسابت نادية تربي لوحدها فصيعتكوا وقلته أدبكوا ،  أنا الي غلطان برضه 

شروق:  استني يا عمو طيب أقول كلمتين لنودي،  عمووو

تجاهل صويتها وهو بتحرك علي حرف الجنينه بالكاميرا وصوبها قدام واحد هادي وتقسيم وشه بارده وبعلق في الزينه وبيركبها في المكان ومندمج فيها ومخدش باله منه

عبد العال:  دكتور ادهم كلمتين لو سمحت 
أدهم:  أقول أي؟ 
عبد العال:  روح يا شيخ الله يكسفك! والله ما قطعها في المونتاج وتفضل قول أي حاجة يلا

اتقلب المكان لضحك عليه ومنهم إلي بسف ومنهم إلي بيشعلل فأبتسم إلي اسمه أدهم ده وعدل ليقت قميصه بثقه

ادهم:  كل سنة وأنتي بخير يا دكتورة نادية وعبال سنين كتير لحضرتك وكل سنه وأنتِ بخير يا دكتورة غزل وديما في تقدم مستمر ومبروك علي الخطوبة. 
عبد العال:  شكرا يا زوق،  أول واحد يتكلم بحترام من وقت ما فتحت الكاميرا دي،  ليك نص التورته لوحدك 
ادهم: الله يكرمك يا دكتور ويصلح حالك وتجوز البت غزل علي خير يا رب و... 
عبد العال:  أي يله أنت هتشحت ول أي 
وأي بت دي!  مكنتش دكتورة غزل من شوية،  آه يني منكوا ومن قله ربياتكوا، غور من وشي 

قوص شفايفه لتحت بتذمر وهو بخلع نظارته وبيمسحها فتحرك علي إلي بعده من غير كلمة زيادة 

وقفت التسجيل ب«الريمود» وتحركت علي تلاجة اجيب عصير وقفلتها وأنا بفتحه من جديد بحماس وسرسوب إبتسامه بيتحفر علي وشي من جمالهم والبهجه إلي بطل من وشوشهم وفرحتهم الدافيه والحقيقيه إلي قدامي. 

فتحت الفديو تاني وهو بنتقل لتنين كمان 
واحد مألوف و واحدة مش مألوفه 
حركت عينيها اول ما صوب الكاميرا اتجاههم بإبتسامة وكانوا مشغولين في تظبيط التورته والجاتو والأصناف إلي موجودة علي تربيزه قدامهم كبيرة 
بدأ كلامه ليها وهو بتكلم بإحترام 

عبد العال:  كلمتين بقي يا ملوكه 
ملك:  أكيد يا دكتور،  كل سنة وحضرتك طيبة يا دكتورة نادية وكل سنة وأنتِ طيبة يا دكتورة غزل 

قالت الكلمتين بكسوف وهي بتحرك وشها تاني للارض وكان باين أنها هاديه وخجوله جدا 

عبد العال:  ودلوقتي دورك يا دكتور وحيد 

- وحيد؟!  سمعته فين الاسم ده قبل كده؟ 
 ‏وحيد وحيد وحيد آه وحيد الي شفته في المستشفى! 
 ‏ودي الي كانت في الاستقبال وتقريباً ممرضة فتكرت. 

وحيد:  كل سنة ودكتورتنا الجميله ي مدام نادية وغوغو الي بتعلمني كل حاجة واختي الكبيرة وقدوتي 
العمر كلو ليكوا،  ده أنا حتي زمان وأنا صغير كان ابويا... 

« وحييييد!  اااسكت» 

ضحكت علي تعبير وشهم وهما بيتكلموا بصوت واحد وبفتكر أنه كان راااغي فعلاً أوي أول ما شفته 
حرك الكاميرا في إتجاهه وقال بصوت واطي وهو بحرك راسه بقله حيله 

عبد العال:  أنا هعتزل التصوير بعد اليوم ده،  مفيش حد عدل أبدا،  ومعانا أخر واحدة بقي عشان نختم 
حبيبة قلب عمو الدكتورة نهي. 

قرب الكاميرا من بنت شباب نفس عمر غزل وهي لبسه بدله رسميه شيك جدا وبدل البنطلون دريس أسود عليه جاكت خفيف كافيه و حجاب أسود غير القاعدة الواثقه والأبتسامة الهاديه علي وشها... 

نهي:  طبعاً خلتني آخر واحدة عشان عيد ميلادي معاهم في نفس الشهر،  دكتوره نادية 8/3
وغزل 8/20 وأنا 8/22 

عبد العال:  واخيرا واحد نبيه وبيفهم في العيله دي 

« خطبتشي هيتعملها أحلي عيد ميلاد يا دُك،  أنا بوعدك» 

قرب عليها الشب الي شفته من شوية وشبه البنت الي ظهرت وكأنها نسخه منه وهو بغمزلها وبسند علي التربيزه جنبها بإيده 

عبد العال:  عمال اقول من الصبح ليك انتَ واختك شوية أدب وأخلاق أنما مفيش،  البعده مبحسوش 

شروق:  بقلك يا هيما،  معندكش كوبليه طب شحط محط. 

إبراهيم:  عندي اصبري هشغله 

شروق:  بسرعة الله يكرمك انجدني امك عايزه تشغل عبد الحليم حافظ علي الصب وأنا شوية وهقع من طولي 

عبد العال:  عندك حاجة لعبد الوهاب يا صفصف 

صفيه:  عندي يا يخويا اوماال كلو موجود،  هشغلكوا بوس الواوا لهيفاء وهبي 

إبراهيم:  يختاااي!  خدي يا ماما هنا هقلك حاجة كبلو الوليه دي! 

صفيه:  وليه يبن صفصف والله لمجوزك البت الطعمه القمر دي غير بعد سنه ونص زي ما هي عايزة أصبر واحتسب

نهي:  الله يبارك فيكِ يا صفصف يا رب 

شروق:  أهه أي أي!  ألبس عشان خارجين يسطااا 

إبراهيم:  بقي كلو عليه دلوقتي،  الحقني يا عمو تلاته علي واحد كتير 

عبد العال:  ملكوش دعوه بأبني، إن شاء الله هنجوزهاله بعد سنتين 

إبراهيم:  انا هروح ادفن نفسي أحسن 

كان المكان مليان بضحكهم وصوتهم وردهم علي بعض قبل ما يسمع صوت تلفونه وهو رد عليه وبقلهم بحماس 

عبد العال:  وصلوا يلا أجهزه. 

دخلت بضحكه هكدب لو قلت أنها مخطفتنيش 
و أني ملمحتهاش عليها من يوم ما شفتها،  كانت مُشرقه بإبتسامتها إلي تخطف القلب وخضتها من صوت صواريخ الزينة إلي عملوها و«هابي بيرث داي»  إلي صوتها كان مسمع في قلب المكان. 
وأمها متقلش عنها خضه وسعادة وحيويه... 
بشرتها بيضه زي التلج وجسمها متكدس ومليان حبتين زي أي ست مصرية أصيله وقُصرها مساعدها انها تصغر ويكون شكلها أصغر من عمرها بكتير 

بدأت التهاني والضحك والسلامات وهي بتتخانق مع إلي شبه البنت الأولي وخطيب البنت التانية وداخلين ضرب في بعض وهما يحاوله يبعدوهم وحركتها الهاديه والخجوله وإبتسامتها البريئه جنب زيدان ده 
وأخر حاجة حضنها الكبير والدافي لباباها إلي من وقت ما جت وهي حضنها مبفرقهوش. 

خدودها المورده وغزتها اللون الأحمر من السعادة
وفستانها الاسود إلي تحت الركبه غير التاج إلي زينت راسها بيه بعد ما غيرت هدومها ورجعت بهدوم تانية رقيقه وجميله تشبها.. 

بدأت الصور والأغاني والهدايا،  وألي كانت منها هدية باباها جبلها «سلسله فضه عليها طاووس»  كانت لبسها ولمحتها في رقبتها كذا مرة وأنا هنا 

ابتسمت علي شكلها في الفديو وشكلها دلوقتي وأنا بعمل مقارنه وطلعت صفر بجداره
  خَسه النص و وشها بقي باهت وضحكتها مبتخرجش من قلبها،  غير دموعها إلي بقت علي طرف عيونها ومبتنشفش 

حركت عيوني علي الفديو وهو بيخلص بصورهم علي بعض الأغاني ورسالة كاتبها في الأخر 

« كل عام وأنتم بخير أعزائي،  وبداية عام جديد معكم» 

سمعت حركها ورايه فحركت راسي فشوفتها بتفتح الباب 
ف قفلت الفديو بسرعة عشان متشفوش. 

- السلام عليكم 
- ‏وعليكم السلام
- ‏لسة صاحي؟ 
- ‏اممم من ساعة. 

حركت راسها بالايجاب فسالتها عشان تكمل كلام معايا 

- رجعه بدري يعني؟ 
- ‏شافه حالتي ف قالولي روحي بدري ارتاحي،  متقلقش مش هديقك، هنام 
- ‏لا قلقان اوي،  حتي شوفي مرعوب. 

ابتسمت عكس عينيها إلي بتقول غير كده وبتصرخ من الوجع وتحركت علي السفره عشان تحط شنطتها فسالت بستغراب 

- أي الهدايا دي؟ 

اترددت اقلها ول لاء فلقيت الكلمات بتخرج من لساني لوحدها 

- باباكي بعتهم ليكِ أنتِ ومامتك 
- ‏بابا! 

اتجمعت الدموع في عينيها بصدمه وهي بتتحرك عليهم بلهفه وبتفتحهم بغرابه وزهول 
كان مكتوب اسمها علي الغلاف البني ،  ومكتوب اسم والدتها علي الغلاف الازرق 
فتحت الغلاف بلهفه وإيد بترجف فظهر تحت إيديها مذكرة يوميات سوده برمز سري وجنبها قلم حديد شيك جدا 

- عايزة أي عيد ميلادك الجي؟ 
- ‏اممم عايزة اكتبك!  عايزة اكتب حنانك وحبك وخوفك علينا،  عايزة حاجة اعبر فيها عن الي جوايا ليك يا بابا 
يا احلي اب في الدنيا،  ربنا يخليك ليا. 

نزلت علي رجليها جنب الكرسي ودموعها بتتسابق علي خدها من غير صوت وأنا واقف ومش عارف اعملها أي حاجة لاني ممرتش بموقف زي ده 
حاسس بيها ومش عارف أعملها أي... 

نزلت علي ركبي قدامها ولسه هتكلم لقيتها مسكت كف إيدي بين إيدها إلي بترجف واتكلمت بإنهيار 

- متسبنيش أنتَ كمان،  متسبنيش لوحدي عشان خاطري 
أنا مش كويسة لاء!  مش عارفة أكون كده،  حاولت أعمل أني بخير وأني هقدي اليوم عادي ومقدرتش،  أنا تعبانه أوي. 

اتكلمت بشهقات بين الجمله والتانية وجعوني فقعدت القرفصاء قدامها و ربت علي كفها بهدوء 

- عيطي وانا مش هعمل صوت ول هفتكر الليله دي من أساسه وكاني مش موجود ومش هواجهك بيها في يوم
- ‏وعد؟ 

مسحت منخرها بكف إيديها زي الاطفال وصوتها بيخرج مبحوح وضعيف بالكلمة دي،  فرديت بإبتسامة حاولت أبين فيها مشاعري الي مقدره تعبها وزعلها و برد عليها بإختصار وجديه 

- وعد. 

قدمتلها الرسالة ووريتها الفديو وياريتني ما تحركت من مكاني. 
اكدب لو قلت أنه قلبي متهزش من إنهيارها ودموعها وصوت عياطها الي حسيته نزل علي قلبي قسمه نصين 
علي كل ذكرى تجمعت في دماغها وهي بتسمع وبتشوف الفديو وعلي كل ضحكه مكسوره ضحكتها فحسيت بنارها وكأنها حمم منها ودموعها مغرقه وشها 

وعدتها أنه هنسي الليله دي،  بس منكرش أنها اتحفرت في قلبي وهتكون من أصعب الليالي إلي مريت بيها من زمن طويل وبعيد أوي عليا وأنا باخد وعد لنفسي ومعرفش لي بأني هكون جنبها لحد ما تقوم وتتعافي من إلي هي فيه 
رغم أنه مستحيل ومفيش حد بتعافي من الوجع 
بس بيتعايش معاه وبيعمل نفسه مش فاكره وهو أكتر واحد بونسه في كل أيامه ولياليه... 

فلو البشر مشيوا الوجع والحزن مبيمشيش. 

و

                  الفصل التاسع من هنا


تعليقات