رواية اخطر من الحب
الفصل العاشر10
بقلم رحمه ايمن
«غزل»
وقفنا كلنا في دايرة واحدة، كل واحد ببص لتانى بزهول ميقلش عن زهولي واستغراب وفضول طنط صفيه وشروق.
لفينا كلنا علي صوت ب فتح الباب بعنف
لارين: كنت متأكده أنك بتروح مكان بعيد
عشان كده رقبتك أنا....« مَو»!!!
- لارين؟!
سمعت حروف اسمها من بين شفايفه قبل ما تجري عليه بلهفه ونظرة إشتياق كبيرة وبتترمي في حضنه من غير أي مقدمات
حسيت بتشنجه تحت إيديها ونفوره من قربها وتوتره وهو بيحاول يبعدها عنه، وحسيت كمان بقبضتي إلي كورتها وظوافري إلي تحفرت في إيدي من غير سبب مفهوم .
الوضع توتر أكتر وكلو واقف ساكت ما عدا هي وحماسها إلي نابع من قلبها
- أسفه عرفه أنك بتدايق بس مقدرتش، وحشتني أوي
أنت كويس؟ اتأذيت؟
حركت إيديها علي دراعه وهي بتطمن عليه وبتتاكد أنه سليم وبخير ونار زي اللهب بتحرقني من جوه وأعصابي مشدوده زي البراد وعلي حافه الأنفجار
فابتسم ابتسامة صفره وحرك إيدها وقلها بصوت هادي
- أنا كويس يا لارين متقلقيش
تقابلت عيونا وهو بيرمي جملته ليها لدرجة أنها لحظت نظرتة ليا وحركت عينيها إتجاهي بشك وملامح عدوانيه
« يلا يا جماعة الأكل جهز، الشباب يقعده والبنات ورايه»
رن صوت صفصف لفك الأجواء وبعدها وجهت عينيها عليها وهي بتقول بلطف
« وأنتِ كمان يا لارين من ضمن البنات، أكيد معزومه علي العشاء معانا، تحبي تساعدينا؟»
حركت راسها بالأيجاب بحماس ودخلت معانا المطبخ وساعدتنا بلطف
تأملتها ببشرتها القمحاويه الجذابه، شعرها القصير الأسود لفوق كتفها ووشها المدور وعينيها الواسعة وتشبه البن الغامق في جمالهم وصفاهم
في أوائل العشرينات تقريباً.
تأملت هيئتها بقربه.. وراحة وضحكت عينيها كل ما تلمحه أو تشوفه وكأنها بتهدي قلبها وتمنعه يقربله تاني ، باين عليها أوي إعجبها وحبها ليه، لكن يتري هو كمان.. بيحبها.
مرت الساعات وانتهي العشاء والتحلايه وكانت بدون المتوقع قاعدة ظريفه ودمها خفيف ومليانه بالهزار وضحك لكن من طرفها هي ، كانت بتكلم عن نفسها وعرفنا أنها أخت يوسف، بعد ما عرفت أنه يوسف صحبه ويوسف إلي بتكلم عنه شروق ومنجذيه لي هو نفس الشخص.
سندت راسي على كرسي العربية بتعب وحركتها لشباك وتنفست بصعوبه بعد ما عم السكوت في المكان
- بتحبك علي فكرة
-.....
- شكلك عارف؟ وبدال كده قلت أنه معندكش جيرل فرند لي يا «مَو»
قلدت نبرتها وهي بتقولها في الآخر بسخرية غصب عني ف بصلي بستغراب ورفعت حاجب قبل ما يرد
- اعتقد دي حرية شخصية ولو في حاجة زي دي تبقي تخصني
غظني رده أوي واتكلمت بديق ظهر في نبرتي ونفعالي
- أكيد أنا مليش دعوة أصلا لكن كنت قول كنا هنباركلك وهنفرحلك يعني مش هناكلها
- متاكده؟
- نعم؟
- متأكده أنك هتباركي؟
سكوت من جديد لكن تلاحم عيونا وترني وسؤاله وترني أكتر، محيت الإحساس إلي صابني من علي وشي بسرعة وستعديت لرد عليه امحي شكوكه
لقيت إتصال من صفصف فرديت عليها وكانت المنقذ ليا لما اتكلمت عن إبراهيم ونهي وتعبها منهم عشان اكلمها اهديها بعد ما منعت الكلام في الموضوع ده قدامهم لخصوصيته وأخدنا الطريق كله كلام عنه وهو بلف عينيه ببص لطريق قدامه بصمت وهدوء
~~~~~~~~~~~~~~~~
« لارين»
- أنتَ ازاي تخليها تركب معاه عربيتك وترجع معايا في عربيتي! هما كانوا جاييت مع بعض؟! مين دي أصلا فهمني!
رميت بكل أسالتي وسخطي لچو بعد ما طفح الكيل منهم ومن تصرفاتهم انهارده المريبه والبنات الجديدة إلي شوفتهم هناك وقرب أم نظارة ل«مَو» بشكل ملحوظ ومتشاف
- مين البنت دي يا چو ها؟ تعرف موسي منين؟
بالله ريحني هتجنن
رمي مفتاح عربيتي بجنون فزعني، بعد ما أخدت بالي إني تسحبت من ورا وخرجت من غير أذنه وهو منبه عليا معملش ده مليون مرة .
- والله عال يا ست لارين، حضرتك مرقباني وجاية ورايه بعربيتك ول كأني عيل صغير هيضيع من أمه وبتساليني أي إلي حصل هناك بكل عين بجحه!
- ولما تعرف مكان «مَو» وتخبي عليا أنه كويس وقاعد في مكان بعيد ومش مختفي ول هربان يزعلني ويضيقني ويوجعني كمان ول ميهمكش
مشفتش حالتي وقلقي عليه ول عايز تلومني وخلاص علي أي حاجة؟
لف الاتجاه التاني وضهره قدامي في حركة عرفها منه كويس زودت هواجسي ورعبي أكتر
- أهو الي حصل بقي يا لارين وهو قلي مقلكيش حاجة عشان متقلقيش، لكن حركتك دي هتندمي عليها جامد ومش هتعدي بساهل فهمه
نزلت الشنطة بإحباط وقلبي بيتعصر من الوجع علي حركة من حركاته إلي لما بيعملها معايا بقلق
بقلق أوي كمان، قربت عليه وكورت خده بين إيدي وسألت بصوت مبحوح وعيوني بتملها الدموع
- بتهرب بيعينك مني لي؟ ده كله عشان سألتك عليها، مش فاهم كده أنك بتثبت شكوكي أكتر وأنه.. هو..
- متسرحيش بخيالك يا لارين أنتِ عرفه أنه مستحيل وعلي العموم بطمنك، محصلش حاجة
وهو مبحبهاش ول يعرفها غير علاقه سطحيه ارتحتي.
فك قبضتي من علي ملامحه وتحرك لفوق وأنا كلامه بيقع علي قلبي يرعبه ميطمنوش، لأنه موسي معندوش علاقه مع أي بنت ولو في يوم بقي عنده حتي لو سطحيه هتكون مش أي بنت، هتكون مميزه ومختلفه في قلبه وللأسف البنت دي حد تاني غيري
~~~~~~~~~~~~~~~~
«موسي»
خرجت من الحمام وأنا برخي جسمي بكسل وبطقطق رقبتي بإرهاق، كان يوم طويل و..لطيف
ابتسمت لما سرحت بخيالي وفتكرت كلامها و ورنت ضحكتها المميزه والفريده.
لبسها المريح للعين والشيك.
ورغيها إلي بقي عادة لكل حواسي في اليوم معاها..
- بقلك اي أنتَ شايفني جميلة وقلتلي صح؟
- مفهمتش؟
- قول بس، غزل أنتِ جميلة أوي انهارده وبرقه كده ولو تكرمت وغمزت هكون متشكره ليك جداً
ضحكت بهدوء وبصتلها بجنب و حاولت اظهر بملامح لطيفه وقلتلها بصوت هادي بغمزه
- غزل أنتِ جميلة أوي انهارده
- شكراً يا غالي الله يكرمك.
لقيتها حركت الايس كريم علي الجنب ونحنيت علي الصندل تفكه وقعدت تدلك رجليها براحة وبعدها فتحت شنطتها وشالت اللينسيز وضافته في العلبه المخصصة لي ولبست نظارتها الكيوت وفكت شعرها كالعادة منها لما بتسيبه مفرود ورجعت غزل إلي أعرفها من تاني
- يحيا العدل يخويا، بلا قرف
انا معرفش البنات بلبسه الزفت ده ازاي، ده تكفير ذنوب.
رخت جسمها وهي بترجع لورا وأنا ميت ضحك لدرجة أنه دموعي ظهرت في عيني من تذمرها المبالغ فيه وأنه «داهيه تاخد الجمال علي الي عايزه» فبصتلي بطفوليه
- متضحكش عليا وألا هقوم واسيبك بهذا المنظر وجرسك في وسط المنطشقه.
- تجرسيني ومنطشقه! أم إلي دخلكوا تعليم يشيخه
بصتلي من تحت نظارنتها بديق وقرف فابتسمت وسالتها بجديه
- معملتيش ليزك لي لحد دلوقتي؟
- بخاف منه
- ده مبيخدش 10 دقايق وهترتاحي منه بدل النظارة ووجعها ول دكتورة واسطه شكلك.
- وأنتَ معملتش لي بدال فكيك وبتفهم يا عسل
تجاهلت تريقتها وصوتها الساخر في آخر الجملة ورديت بنفس أسلوبها
- عشان أنا بلبسها أوقات معينه مش كتير، وبعدين أنا بقعد قدام الاب أو الحاسوب عمتا 24 ساعة من سنين طويلة فطبيعي عيني تتأثر مهما عملت
وبعدين معرفش ببررلك لي أولع...
- اي ده أي ده أي ده! شامم إلي انا شماه
- شامم أي؟
- ريحة دوره مشويه! شكلها أم سناء جت، قوم قوم نجيب بسرعة
تحركت وشالت الصندل في إيديها زي الطفله فبصتلها بزهول وأنا بتحرك وراها
- يخربيتك البسي البتاع ده!
- يا عم امشي يا عم
داهيه تاخد الجمال علي الي عايزه.
نفضت ذكرياتي وأنا بضحك بغرابه جديدة عليا ولعنت نفسي علي أفكاري الغريبه وبوادر احاسيسي إلي مش مفهومه وخرجت من الأوضه وانا بحاول اغير المكان علي أمل أني اهدا، انا تجننت شكلي!.
دخلت المطبخ ومسكت قزازه المايه وشربت منها بشراهه بعد ما أفتكرت إني عطشان جدا من زمان ونسيت اشرب، لقيت باب الخارجي إلي ورا مفتوح
فوقفت ورجعت تاني عشان اتاكد من ظنوني وتاكدت
قعدت ببجامتها الكحلي الرياضيه إلي من ضمن إعجابي بستيلتها وحركت شعرها الرطب علي الجنب بعد ما ريحة جسمها اللطيفه أوي والمحببه ليا طلتني وهي بتنفخ بديق ونرفذه كل دقيقين وفي إيدها كوبايه الشاي.
- الناس الغداره إلي عملت شاي من غيري
- أعمل لنفسك اتشليت
- هدعيلك يقع فيها حاجة علي تنحتك دي.
قعدت جنبها علي السلالم وأنا بتأمل لسة ملامها المديقة والمتنرفذه لدرجة إني سألتها بفضول غريب عليا
- قلبه خلقتك لي؟ من وقت ما رجعنا وأنتِ علي نفس الحاله؟
- اعتقد دي حرية شخصية ولو في حاجة زي ما بتقول تبقي تخصني، ماشي يا «مَو»
ابتسمت بمكر وتسليه علي طريقة الهجوم إلي عملتها أنها تكت علي آخر كلمه بديق واضح
كنت هتكلم فلقيتها كملت بعصبيه
- وبعدين أي «مَو» دي! يعني اسمك رزل أساسا لوحده تعمل دلع رزل أكتر منه لي؟
وبعدين مو ول بِس أهي كلها قطط أنا مالي..!!
شهقت بفزع لما قربت منها بدون إرادة مني بس مقدرتش، سمعت تخبطها وشوفت وشها إلي ترعب وعيونها إلي برقت بخضه وكان أول مرة ألحمها من قريب، تأملتها وأنا بخترقها بلونهم البني الفاتح ورموشها الكثيفه الي زياده عليهم جمال وجاذبيه
حاولت تتكلم فبلعت حروفها لما اتكلمت بنبره خافته مخدره طلعت مني تلقائي
- إلي بتعملي ده أسمه حاجة معرفش أقلها ول لاء؟
تحبي اقلها؟
- أنا... مقصدش...
خرج كلامها وتجمد تاني لما قربي زاد أكتر وعيوني بتنتقل لا إراديا لثغراها وبخسر تركيزي قدامها إلي عمري ما خسرته من سنين وقربها وريحتها بنقولوني لدنيا تانية هي الملكة والمتحكمه الوحيدة فيه
وقعت كوبايه الشاي منها كردت فعل فعملت صوت فتحركنا بفزع أنا وهي عن بعض.
هربت بعينيها وهي بتكلم بتوتر وحروف فوضاويه
- أنا مقصدش الي فهمته.. ولو طريقتي خلاتك تفهم ده فأنا أسفه ليك... عن اذنك هروح انام عشان الشغل.. تصبح علي خير.
قالت كل كلامها دفعه واحدة وهي ببتحرك من قدامي بسرعة اللهب وكأنها مكنتش موجودة وكان كله من وحي خيالي .
بس ألي متاكد منه أنه مش خيال وأنها سابت وراها شخص مبقاش عارفه نفسه وفهمها وشخص ده هو أنا.
~~~~~~~~~~~~~
«غزل»
صحيت بتململ وكسل رهيب بعد ما نمت متقطع إمبارح وطبعا السبب هو وعمايله فيا
متعوده علي النوم المتقطع والخفيف عمتا لكن إمبارح بكل إلي عشته كان مختلف وغير
لبست هدوم الخروج بطريقه عشوائيه، بنطلون جينز فاتح علي قميص كروهات طويل مفتوح وتحته توب أبيض وعملت شعري كعكه عشوائيه وخرجت خصلات منهم علي وشي بحيس اني أظبطها شويه
مرطب لشفايف وكوتشي ابيض وشنطته نفس اللون
وطبعا نظارتي الحبيبة، بيرفكت
بصت علي المرايه وقلت بثقه «حتت واتكه ابت عاش» وشوية حب الذات وغرور مبيخرجش من عتبة أوضتي
وحاولت أهرب بأفكاري عن إمبارح وإلي حصل علي قد ما اقدر، انصرنا يا رب واطلع بسلام من البيت ده.
خرجت بعد ما أخدت مفتاح الشقه والفون وأنا بجري واسيب الشقة كلها وكأني بعدي حدود ليبيا وهربنا من العداله وعايزين يقفشوني لكن للأسف طلني
« علي فين؟»
غمضت عيني بديق بعد ماكانت إيدي علي أوكره الباب وبقول الأذكار وبدعي إني اطلع علي خير وأنا بلف ليه.
كتمت ضحكتي علي هيئته وهو بيمدغ الأكل جوه بُقه بالمريول إلي لما بيلبسه بزيده كياته و برستيجه بروح في ستين داهيه حرفيا .
- أنا حضرت الفطار وفتحت علبة تونه وأنتِ عرفاني لما بفتح علبة التونه مبحبش اكلها لوحدي ف هتقعدي تفطري ده شيئ مفروغ منه، أعمل حسابك في شاي؟
ابتسمت ورديت عليه بإستسلام
- متقلوش زي كل مرة
- متشربيش أنا غلطانلك.
حركت كتفي وانا بقلد جملته بعصبية كدابه وبضحك وهو جوه المطبخ ومش واخد باله وبتنهد براحة وأقول كالعاده.
بغيّر الموضوع وبيبدأ يوم جديد وينسى إمبارح وكأنه مجاش وتقدري جنبه هو بس تخافي وتطمني
تهربي و تواجهي، تكوني مرعوبه وتكوني في أمان
تفاصيل غريبة مكون منها هو ، وما أحلي أختلافه إلي أدمنته...
- اتاخرت علي الشغل بقلك؟!
- مليش فيه
- أنتِ إلي عامل الفطار علي فكرة
- ومفروض زوقياً تغسلي الموعين يلي معندكيش زوق بس معلش خليها عليا وهنلعب
- عشان كل مرة أنتَ إلي بتفوز لكن ده بعينك، يلا
« حجرة ورقه مقص!! »
نطيت بحماس وأنا بقص إيده إلي كانت ورقه بسعادة لا توصف فضحك وخبطني في ضهري وملامحه بتبصلي بقرف
- يلا غوري من وشي ومتنسيش نفسك هاه
حظك انهارده حلو مش اكتر
- الروح الرياضيه يااا...
- هحدفك بطبق ده أنا خلقي ديق!
- خلاص يا عم ماشية سلام
قلتها بضحك وتحركت علي السفره اخد الشنطة عشان امشي وقفني صوته
- غزل
- امم
- احتمال كبير مرجعش أنهارده بليل
-....
~~~~~~~~~~~~~~~~
« إبراهيم»
- نهي كفاية لو سمحتي!!
- يا إبراهيم افهمني أنا..
- أنتِ جبانه يا نهي ودي الحقيقة إلي بتهربي منها وزهقت من أني اجريكي فيها وأقول بكره تتغير
أنتِ مبتتغيريش ول هتتغيري وطول ما أنتِ كده مش هنقدر نكمل يا نهي
- أنتَ بتقولي أنا الكلام ده يا إبراهيم! بعد 3 سنين خطوبه بتقولي الكلام ده! وفي الآخر بتتهمني أني السبب
- آه يا نهي انتِ السبب، مين الي بأجل في أم الجواز وكتب الكتاب لدلوقتي مش أنتِ
مرة عشان الشغل
ومرة عشان أهلي
ومرة عشان عملية خالي
ومرة عشان الدكتورة ناديه وعمو عبد العال الله يرحمه، ماشي آخر موضوع مختلفناش عليه ومفيش فيه كلام، بس أنا تعبت يا نهي
ولو كان علي آخر موضوع بس كنت عديته لكن أحنا كان زمانا متجوزين من سنتين ونص وأنتِ عرفه وكل ده بنأجل علشانك أنتِ.
- دلوقتي بقيت أنا إلي غلطانه وأنا إلي مش عايزه اتجوزك وأنا إلي كل مرة بطلع بحجه شكل عشان اوقفها وأنتَ البرئ المستحملني بكل غلطاتي ومشكلي ها؟ مش هاين عليك السنين إلي ضايعتها جنبي صح؟
تمام يا إبراهيم أنا هريحك مني خالص وهننهي الخطوبة دي عشان ترتاح مني ونخلص
- آيوااا كل ما اعتبك أو اقلك إلي في قلبي يلا ننهي الخطوبه يلا نفركش وكأنك بتتلكي
لاء يا نهي أنتِ بتتلككي فعلاً وبقينا بنتخانق أنا وأنتِ علي أم النفس إلي بتنفسه، دي عيشه لا تتاق يا شيخه انا قرفت!
نزلت دموعها إلي مبتهونش عليا أبداً وحاولت ألجم نفسي وأعصابي عشان مخدهاش في حضني واعتذرلها من قلبي بس مشفش دموعها
بس مش كل حاجة بنولها ول هي سمحتلي أعملها بسبب اننيتها وخوفها إلي تعبني
مسحت دموعها بمكابره وهي بتزعق في وشي
- انتَ بتزعقلي يا إبراهيم! انتَ شكلك شايفلك شوفه بره وعايز تخلص مني، كل مرة تتلكك بخناقه شكل عشان تسبني بس أنا بقي مش هسكتلك يا بن صفيه ووريني هتعمل أي
برقت بزهول وأنا بقرب منها وبجز علي سناني عشان اهدي ومخنقهاش بإيدي
- أنتِ بتستهبلي صح!
مين إلي بينكش فيا وبيحرق أعصابي بقاله 3 أيام مش حضرتك، مين إلي قال نبعد ونفشكل مش حضرتك، مين إلي واقف لأهلي علي الوحدة مش برضه حضرتك ول أمي! شكلها أمي الي بتعمل كده ؟
مسحت علي وشي بتعب وتنهدت وكملت بصعوبه
- من الآخر يا بنت الناس المقابلة الجاية بينا لنحدد فيها ميعاد كتب الكتاب ونتحرك خطوه
لاما كل واحد يروح لحاله ونفضها سيره تمام
وكملي شغلك يلا أنا ماشي
اتحركت من غير ما أسمع ردها إلي وصلني بصوت عالي و متهكم
- اعمل شويتين دول كل مرة يا إبراهيم وبعدها ارجع إعتذرلي تاني لكن المرة دي مش هسمحك
وقول للي واكله عقلك أني هعرفها ومش هخليك تتهني بيها سامع وافتح الزفت الي أنت قفله ده، سمعتني!!
مريت في الممر التاني للمستشفي وحركت راسي بأسي وتنهيده طويلة متعبة طلعت مني قبل ما أشوف غزل قدامي وبتسال بقلق
- في أي يا جدعان صوتكوا جايب أخر المستشفي
- م ده الطبيعي يا غزل لازم تكوني تعودتي يعني هي الست نهي بتريح روحها
- طيب فهمني أي إلي حصل المرة دي
- قوليلها اتفهمك هيه، أنا معنديش طاقه لكلام أكتر من كده، خلصتلي أم الهدوء الي بكمل بيه اليوم في الدقيقتين دول، وقللها خلاصه الكلام لنحدد معاد كتب الكتاب المقابلة الجاية لكل حاجة تخلص ومش بهزر أنا بتكلم بجد
- نهار أبيض عليك ! متكبرش الموضوع يا هيما
ده سوء تفاهم زي كل مرة وهتحله، انتَ عارف انه من وقت أنفصال اهلها وهي...
- غزل لو سمحتي أنا زهقت! زهقت من الاسطوانه نفسها الي مبتخلصش، رعيت ده مرة واتنين وعشره، لكن مش بقي لازم تواجهه نفسها وتحل العقده دي من طفله كان عندها وقتها 7 سنين!
العمر بضيع يا غزل ومش هنقعد كده عشان شوية عقد مش عارفه تتصّالح بيهم مع نفسها أنا جضيت ومعنتش قادر استحمل
- طيب أهدي وأنا هكلمها وأك...
- بلا اهدي بلا مهداش أنا إلي عندي قولته ولو عايزة تكلميها أكدلها إلي هيحصل عشان هنفذه وخليها تروح تاكل عشان مفطرتش.
رميت أخر جملة وتحركت وتجاهلت ندائها وأسمي إلي بتكرر من بُقها عشان اقف وتكلم معايا
لكن دلوقتي أنا مش عايز غير أني اهدا شوية قبل ما أروح الشغل عشان مترفدش بسببها للمرة الألف.
~~~~~~~~~~~~~~
« يوسف»
- أنا مبسوط أوي أنه احنا جينا هنا، من زمان مدربتش معاك
وقفت كيس الملاكمه بعد ما شحنته بطاقتي وخرجتها كلها فيه وقلعت القفازات ورميتها علي التربيزه وقعد جنبه بتعب علي الكنبه إلي قدام المرايه بعد ما خلص 100 ضغط بالأله.
ابتسم إبتسامته الجانبيه الواثقه مع تزامن قربي علي قزازه المايه وفتحتها شربت منها بشراهه وبسمعه
- مبيفتحش غير الساعة 6 وعملين أصعب حماية امنيه وهو قفل إلكتروني معقد بس علي مين فكيته في تلت ساعة وغير كده الدواخل كلها مكشوفه وسهله فمكنش صعب نيجي هنا في كل الأحوال
ابتسمت علي كلامه بعد ما تحرك وقعد جنبي ومد إيده علي القزازه التانية وتكلم تاني بسؤال من العدم
- يعني طلعت شروق صح؟
المايه وقفت في زوري وكحيت بنفعال وهو بيكمل بمنتهي البرود الي أعرفه بيه
- هه غبي أنا برضه، كان لازم القطها علي الطاير وعرفها من أول حرف قلته، شبه شخصيتها فعلاً
مديت إيدي للفوطه الصُغيرة جنبي ورديت عليه وأنا بمسح عرقي فيها
- مكنتش اعرف أنها صحبة غزل اتصدمت
- صحبتها أو لاء ابعد عنها، البت نظيفه وقلبها صافي وأنتَ هتوسخها يا چو وهتأذيها عشان كده ابعد عنها أنا مبقلكش أنا بحذرك
بصتله بإستغراب تحول لضحكه مسليه مني وغمزت
- أول مرة يعني تهتم وتركز مع واحدة اعرفها أو حابب أقرب منها ول عشان تهم إلي يهمك وبتعزها فخايف علي زعلها
يا.. صياد.
- شكلك اتجننت باين
- لاء واضح انه أنا إلي تجننت مش حد تاني؟!
ولارين بتق... آاااه
مسكت جنبي بوجع لما قزازه المايه تحدفت فيا بكل قوتها بسبب إيد حديديه أعرفها فستعوبت بندم
- حقك عليا أنا اسف والله معرفش ازاي ده حصل وعرفت تيجي ورايه، أنا حسبتها علي ده
- قلتلك مليون مرة تاخد بالك وانتَ هنا، وجودها قريب مني خطر عليها وأنتَ عارف أنها مترقبه بسببي
كان لازم تفكر في أي خطوه مجنونة تعملها، أنتَ متعرفش لارين ول أيه؟
طقطقت راسي بندم اكبر ورديت عليه بتأكيد
- هاخد بالي والله مش هتتكرر تاني
قفل قزازه المايه ونزلها علي التربيزه وهو بيرجع بكوعه لورا وبسند عليه براحة
- ملوش لزمه الكلام ده دلوقتي خلاص، كل حاجة هتكون علي المكشوف والليله.
- واثق أنهم هيتجمعوا هناك
- أكيد واحتمال كبير الراس الكبيرة تكون موجودة وده هيسهل عليا كتير في إلي جي
حرك عيونه لأتجاه الساعة في معصم إيده وهب بنشاط معتاد
- قوم هندرب نص ساعة كمان وناخد دش ونبدأ تحضير
ضحكت بحماس وأنا شايفة متجه ل حلبه المصارعه هنا، صغيرة نوعاً ما لكن ستفي بالغرض
لقيته ببصلي من فوق لتحت بديق فرفعت حجبي وسالته بفضول
- في أي؟
- لف كده ياض
- أعمل أي؟!
- بقلك لف، لف حاولين نفسك يعني
-....
ديقت عيني بغرابه من تصرفاته فمد إيده علي كتفي وحركني يمين وشمال بتقيم وهو بمط شفايفة وبقول بتهكم
- جسمك عادي يعني وشكلك طبيعي جدا ول كيوت ول برئ ول فيك ريحه الحلاوه الله الوكيل
وأنا أحلي منك بكتير ده اكيد يعني ، معندهاش زوق ول نظر البت دي
- صياد مالك؟! مش فاهم حاجة منك
- معرفش لي الفترة دي جايبه معايا ضرب وأبشر هستفتح بيك، أحمي وشك كويس ها؟ في حد بيحبه عايز اكسرهوله
- وشي!!
حركت إيدي علي وشي بخوف وقربت منه بحذر وأنا شايف اللمعه الشرسة في عينية وأنه بيتكلم بجد مش بهزر، أنت ناوي تضربني حقيقي ول أي
أنا عملت أي طاايب؟! ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
« غزل»
- أنا مبسوطة أوي إنك بيتي معايا واخيراً بعد مده طويلة الأستاذ موسي هو السبب فيها
ابتسمت تلقائي لما قالت اسمه وتكركبت بشكل خضني شخصيا وأنا بتوسط حضنها وأناملها بتمسد فروه راسي بحب بحركة اتعودت عليها منها
وبتغمرني دفي وأمان.
غمضت عيني وعدت كلامنا الصبح في دماغي
- احتمال كبير مرجعش أنهارده بليل
- أي السبب؟
- عندي شغل مينفعش آجله وميتحلش نت، لازم أعمل الأجتماع face to face عشان اطمن
وممكن يطول فهرجع قرب الفجر أو الصبح
- تمام فهمت
- أنا مبقلكيش عشان تقولي تمام فهمت، أنا بقلك عشان مترجعيش البيت انهارده وتنامي لوحدك
جيبي حد ينام معاكي زي صفصف أو شروق
لاما تروحي تنامي أنتِ معاهم لكن متقعديش لوحدك
- هه ولي فاكر أني أول مرة هنام لوحدي
من يوم موت بابا ودخول ماما الغيبوبه وأنا بنام لوحدي ماعدا شهرين العلاج إلي محدش سابني فيهم أنا مش عيلة صغيرة متقلقش
- أنا مبخدش رأيك علي فكرة، نوم لوحدك مفيش بالحانه المقرفه إلي جنبكوا دي مش هأمن عليكِ، لاما تنامي عندها لتجبيها وتيجي هنا، ها قلتي اي؟
«غزل»
فقت علي صوتها فرفعت عيني ليها وسالت بهيام
- أممم
- بقالي نص ساعة بكلم فيكِ سمعاني
- مركزتش قولي تاني؟
- بقلك علي البنت إلي شوفنها إمبارح تلين أو لارين
طلعت أخت يوسف أنا تصدمت وطلع يوسف يعرف موسي إلي هو ساكن معاكي، شايفه الدوامه!
كنتِ تعرفي حاجة عن الموضوع ده؟
- اعرف أنهم صحاب بس معرفش أنه الشخص الي معجبه بيه
- بس متقوليش معجبه بيه!
- يا بت! علي بابا يا بت!
- غززل
عدلت نفسي من حضنها وأنا بواجهه وبشوف خدودها الحمره المتوهجه بنار لذيذه تلسعك
- لو شاف وشك دلوقتي هيعرف أنك واقع واقع مش هزار.
- مبيظهرش غير ليكِ أنتِ، وأنا مبحبوش يا غزل وتلمي تمام ممكن إعجاب لكن مش حب
- خلاص يا ستي مختلفناش، لكن تعرفي أني كنت بكرش عليه، يلهوي ملامحه حلوة أووي وبرئ
- وحيات أمك؟!
رفعتلي حاجبها بديق فضحكت وحركت دراعي في الهوا
- اهدي يا شبح بهزر والله
- عارفة انك بتهزري عشان واقعه في صحبه أصلا وبتنكري
- شروق متتهبليش! مين دي إلي واقعه في صحبه
- واحدة كانت مفضوحه أوي والغيره طالعه من عينيها عليه في قعده العشاء مثلا؟
- غيره! أنا!
- اعترفي كنتِ مديقه ول لاء، اعترفي المكان كله محاصر مفيش هروب؟
- لاء مستحيل! غيره اي تهبلتي هو أنا أعرفه عشان أغير عليه
- أحلفي برحمه باباكي كده؟
سكت وحركت راسي الاتجاه التاني وأنا بسرح في ذكرياتي من جديد وبرجع لنفس النقطه إلي فيها سؤالها إلي عجزني
- موسي ممكن أسالك سؤال
- وصلتي الباب وواقفه ربع ساعة متنحه وراجعه عايزة تسالي سؤال واحد يشيخه قولي سته هصدقك انما واحد؟ أي شكه أني اللهو الخفي ول أيه؟
- خيوهيهخو مش ممكن خفة الدم إلي تقتلك من الضحك دي
قلتها بقرف فأبتسم وحرك راسه بمعني ليكي أذن تسالي فترددت شوية حلوين وفي الآخر سالت
- لي لما أي وحدهة بتقرب منك بتتوتر وتتعب، موقف طنط صفيه في الكافيه كذا مرة، وموقف البنت إلي اسمها لارين إمبارح كمان؟
حسيته أنه غاب عن الواقع وسبح جوه دماغه ففوقته بعد فترة وأنا بنادي عليه، فتحمحم ورد عليا بجدية بحته
- فيكِ تقولي عادة قديمة وإني مبحبش بنت تقربلي أو تلمسني لاني بتعب وبدايق
- طيب وأنا؟
اقصد يعني أني لمستك في مواقف كتير، زي جروحك وزي هزارنا بالايد وبتكون معايا طبيعي وعادي.
- أي ده أنتِ حاسبه نفسك علي البنات أصلا؟!
- والله؟
تصدق أنا غلطانه إني سالتك أصلا ومش راجعه انهارده هنام عند طنط صفيه وشروق وك...
- عشانك مختلفة يا غزل
بلعت حروفي وكتمت خالص وهو بكمل بنبره خطفتني
- عشانك الوحيدة إلي قربها ليا بحسسني بالأمان مبيخدوش ومعرفش السبب أي ولي أنتِ بس إلي بحس معاها بده، لكن دى الحاجه إلي اقدر اقلهالك وصرحك بيها من قلبي.
معرفش هربت منه ومن قدامه ازاي بعد كلامه الصريح والعفوي إلي نابع من عينيه قبل حروفه وجريت وأنا حسه بجرس فسحة المدرسة برن وشغال في جميع إجزاء جسمي
- انتِ يا زفته
- هااه؟
- هوه يختي! بتروحي فين كل شوية
- معاكي والله، كملي كنتِ بتقولي أي؟
- كنت بقلك احلفي كده بر...
« يلا يا بنات العشاء»
سمعنا صوت صفصف فتنفضنا بحماس زي الأرانب وجرينا علي السفرة إلي في الليڤنج بعد ما سمعنا نداء
معدتنا الحبيب
"بعد ساعة"
- شروق بقلك أي أنا عايزة اروح
- بتقولي أي يماما؟!
- معرفش بس أنا بجد مش قادره اقعد اكتر من كده
اعتبريها زيارة عادية ووعد هاجي ابات معاكي تاني
اتنفضت من السرير وأنا بلبس القميص الي قلعته وبنحني عشان البس الكوتشي تحت زهولها الي أكيد طبيعي
- غزل أنتِ بتكلمي بجد؟
حصل اي طيب؟ في حاجة ديقتك؟
- لاء يا بنتي أنتِ هبله، معرفش حسه أني تعبانه
وكمان الساعة 12 ويما رجعت من المستشفي دلوقتي مش جديد، غير كده بيتك قريب من بيتي خطوتين ونص
- طيب اجي معاكِ أنتِ عرفه...
- اقعدي كملي رسمتك يا بت أنا عارفه انك شغاله عليها ولازم تكمليها الليله، متقلقيش عليا والله هكون كويسة
- أنا معرفش اقلك أي، ماما لو عرفت هتقتلنا أنا وانتِ
- متقلقيش مش هنقلها وكأني مشيت الصبح
بالله اسمعي كلامي أنا هكون مرتاحه أكتر كده.
حركت دراعها بإستسلام وأنا بغرزها جوايا بحب تحول بعدها لراحة لما قابلنا إبراهيم في وشنا وكان راجع من بره ولما قلتله وصلني متاخرش الحقيقه ودفعتله 100 جنيه رشوه عشان هو حرامي وبيقبل بربه عادي عشان نشتري اتنين أيس كريم ناكلهم واحنا مشين وتلت شوكلاتات عشان يصالح نهي علي حسابي داهيه تاخده هو ونهي في ساعة واحدة.
رجعت بأمان بعد ما اطمن عليا ومشي، وأنا بدخل بإحباط لما لقيت كل حاجة زي ما هي والأضاءه متقفله والبيت فاضي من وجودة المستمر والدائم.
شقهت بفزع وأنا بفتح «قابس» النور وشايفه متمدد قدامي علي الكنبه لكن بلا روح أو نفس بهيئه توجع القلب والعين
رميت الشنطة وأنا بجري عليه برعب
- موسي! أنتَ سمعني! موسي رد عليا!
أي الي حصل؟!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
« شروق»
بعد ما مشيت غزل بطريقة غريبة وأول مرة تعملها قعدت ارسم شوية في اللوحه الجديدة قبل ما حماسي يقل وارجع امسك التلفون من تاني فيتفتح علي بروفايله واكتشف أني كنت فتحته عليه قبل ما اقفله فأبتسم وقلّب فيه من جديد واشوف آخر بوست، إلي نزل من يومين
بعد ما عملتله بلوك محادثات وسيبت الفيس عادي
اهتز التلفون برقم غريب ورغم أني مبردش علي أرقام غريبة خصوصا بليل لكن قلقت فرفعت التلفون مستنيه الرد منه، اخترق بحت صوته الرجوليه التلفون فنتفضت كل حواسي
لكن طلعت هشه، ضعيفه وكأنه بطلع في روح
- شروق... أنا يوسف، ب.. بعتلك عنوان تعالي عليه
إحتمال بعد خمس دقايق أكون مغيب خالص
لو عرفتي تلح......
مسكت التلفون برعب وأنا برد بصوت مهزوز متلغف بلهفه
- ألو!
يوسف أنت سمعني، يوسف!
دب فيا الزعر وجريت علي الدولاب وخرجت أي دريس شوفته قدامي عليه الطرحه وأنا بجري لباب الشقة وأنا معرفش أعمل أيه؟ ول أتصرف أزاي؟