أخر الاخبار

رواية ضحية التنين الفصل الرابع عشر14بقلم سهيله عاشور

رواية ضحية التنين الفصل الرابع عشر14بقلم سهيله عاشور

نظر لها الجميع  بصدمه ولكن اكثرهم ذلك المسكين المتيم بها  فماذا تقول هذه... حاول ان يُكذب اذنه قائلا لها وهو يبتلع لعابه


_فريال... انت بتقولي اي!... طلاق اي..... ثم قال بضعف: هو انا زعلتك في حاجه؟


نظرت له نظره لم يستطع تفسيرها... ومن ثم زفرت بهدوء قائله: بالعكس... انت اول حد يكون حنين عليا وكويس معايا بعد بابا وهدى في الدنيا دي... بس انت تستحق واحده احسن مني يا سليم.. صدقني انا منفعلكش... لو سمحت طلقني 


تجمعت تلك الغصه في حلقه وهو ينظر نحوها بتردد وضعف... لا يستطيع ان يجبر اي امرأه ان تبقى زوجته قسرا فهو ليس هذا النوع من الرجال وذات الوقت كيف يمكنه ان يتخلى عن الوحيده الذي مال قلبه لها..... اقتربت هدى منها والحزن يكسو وجهها فهي تعرف ان فريال الان تصارع الزمن ونفسها وكل شيء وضعت يدها على كتفها تربت علينا بحنان قائله 


_فريال... اي يا حبيبتي اللي حصل بس.. دا سليم كان هيتجنن من الخوف عليكي لي كده يا حبيبتي استهدي بالله مش كدا 


نظرت نحوه وظهرت تلك الرعشه في عينيها قائله: لا اله الا الله.... بس كلنا هنا عارفين ان جوازنا من الاول كان غلط لانه مش حقيقي علشان كده احنا دلوقتي حالا لازم نحط النقط على الحروف..... نظرت  داخل عينيه بضعف: انا شيلتي تقلت اوي يا حضرة الظابط ملكش ذنب فيها... وانا اهو اطمنت على هدى مع امير يعني خلاص انا...... 


رفع سبابته في وجهها وهو يضغط على شفتيه مغمضا عينيه محاولا تهدأت حاله قائلا: خلاص يا فريال... لو سمحتي كفايا كده انا.... انا مش هطلقك دلوقتي... بعد ما نرجع من الصومال مش هسيبك تروحي لوحدك انا قلتلك اني هاجي معاكي ولا نسيتي 


نظرت له وقد اشفقت عليه حقا فلم يجد حُجه غير تلك قائله بهدوء: لا بجد.... ماشي يا سليم اللي انت عايزه انا موافقه.... ثم اقتربت منه وقد ظهرت هالتها القويه من جديد رافعه هي الاخرى سبابتها في وجهه قائله: بعد ما نرجع من الصومال هنتطلق...... ومن ثم وجهت نظرها نحو امير وهي تربع يديها امام صدرها: وانت بقا ان شاء الله ناوي تقعد اختي فين ولا هتفضل مقعدها هنا 


ارتبك قليلا فنبرتها تجبرك على الارتباك ولكنه تمالك نفسه سريعا قائلا: انا عندي شقتي في الشيخ زايد... شقه حلوه والله  العظيم ومفروشه تيجوا تتفرجوا عليها ولو هدى عاوزه تغير اي حاجه عنيا ليها الحمد لله معايا فلوس 


ابتسمت في سريه على طريقه حديثه الساذجه ومن ثم امأت له في هدوء وهي تقول: على العموم اهم حاجه عندي سعادتها حتى لو في عشه... واوعى تفكر تزعلها هخليكي تزعل على روحك وقتها 


ابتلع ريقه ممثلا الخوف: لا وعلى اي انا لسه عاوز افرح بشبابي 


ضحك الجميع على حديثهم على الرغم من الحزن الذي بداخلهم ولكن حبهم لبعضهم البعض واندماجهم سويا اقوى من كل الصعاب..... قاطعهم ظهور اميره امامهم وهي تسير نحوهم بضعف فمازالت تشعر بالتعب والارهاق اثار صدمه ما حدثت.... لاحظتها فريال فإقتربت منها لكي تساعدها ومن ثم اجلستها على احدى الارائك القريبه منهم لتقول بلهفه


_خير يا اميره... مش قلتلك ترتاحي 


نظرت اميره نحوها برجاء قائله: عمر اتصل يا فريال... بيقول ماما فاقت الحمد لله وبقت كويسه بس 


_بس اي يا اميره قولي يا حبيبتي 


_بس هي عوزاكي... من اول ما فاقن بتسأل عنك وعوزاكي ضروري.... ثم قالت سريعا: علشان خاطري يا فريال وحياتي عندك تعالي نروح ليها 


نظرت نحو اختها التي تترجاها بضيف فهي لا تريد ان ترى تلك السيده المدعوه بوالدتها ابدا حتى وان رق قلبها بالفعل عندما سمعت بما حدث وخافت ان تُودع الحياه فهي في النهايه امها ولكن أيضا رؤيتها امر صعب بل واشبه بالمستحيل بالنسبه اليها.... وزعت نظرها بين هدى وامير وسليم الذي كانوا ينتظرون ردها بفضول قائله 


_حاضر يا اميره... حاضر قومي يلا نجهز


ذهبت اميره امامها فوقفت تنظر لهم بثقل قائله: انا هروح اشوفها عاوزه اي... 


كادت ان تذهت ولكنه اوقفها سريعا قائلا: فريال استني.... انا هاجي معاكي 


نظرت نحوه بحيره قائله: مفيش داعي يا سليم... خليك مع اهلك علشان ميقلقوش 


_لا طبعا... انا مستحيل اسيبك 


قالها بتسرع وصوت عالي نوعا ما مما جعلها تنظر له بتعجب لتقول بهدوء: تمام اللي تشوفوا... هجهز بعد اذنكم 


ذهبت لينظر نحوها وهي تختفي داخل المنزل بشرود.. ليقاطعه امير وهو يلزكه في كتفه بقوه قائلا 


_ناوي على اي يا صاحبي... انا مش برتاح لأمها دي خالص 


رفع كتفيه بعدم اكتراث قائلا: ولا انا... علشان كده مش هسيبها لوحدها.... 


همست هدى في اذن امير بسرعه وهي تنظر نحو المنزا امامها خوفا من ان تأتي فريال في اي وقت

.... مما جعله يبتسم لها بحب قائلا 


_طبعا هنروح معاهم يا حبيبتي... جهزي الهدوم لاننا هنروح على بيتنا هناك يلا اجري 


نظرت لها بسعاده ومن ثم ذهبت مسرعه للداخل......


**********************************


بعد مده قصيره كان الجميع في صالة المنزل يقوموا بتوديع الام والاب والذي كان يظهر الحزن عليهم بشده فقد اعتادوا عليهم واحبوا فريال كثيرا.... 


_كده يا فريال هتمشوا... مش عايزه تقعدي معانا


نظرت نحو تلك المرأه الحنونه بحب صادق: متزعليش بس انت عارفه الشغل غصب عننا كلنا بعدنا عن الشغل والمسؤوليات بقالنا شهر واكتر ولازم نرجع بقا 


تحدث الوالد بهدوء: سبيبهم يا ام سليم يشوفوا مصالحهم وشويه كده ويجوا تاني ولا اي يولاد 


رد الجميع سويا: طبعا 


تبادلوا الاحضان سويا سريعا ومن ثم استقلوا سيارتهم الفتيات في الخلف وامير وسليم في الامام وكان سليم شاردا في تلك الجمله الذي ثالها والده وخو يودعه " اوعى تسيبها يا سليم"... نظر لها من خلال المرأه الجانبيه للسياره ليجدها شارده امامها ولمعه الحياه هاربه من عينيها وكأنها تعلم ما هي مقدمه عليه........

                 الفصل الخامس عشر من هنا           


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close