أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الثاني2 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل الثاني2 

بقلم ياسمين احمد

عندما يمرض جسدك بمرض ما فأنك ستكون مجبر على تناول الدواء كى تشفى منه.


كذلك هى العلاقات العاطفيه أن لم تبنى على أسس صحيحه وراسخه وأرض صلبه فأنها سوف تنهار وتنتهى كأنها لم تكن ولكنك ستتجرع مراره الخذلان. 

_______________________________________  

مع أشراقه شمس يوم جديد كان سامر يتململ فى نومه على الأريكه ووجهه يتصبب عرق بغزارة ويصرخ بأعلى صوته فهاقد عادت حادثه موت والدة ككابوس يترآى أمام عينيه ويطاردة من جديد لتستيقظ والدته بفزع على صوته ثم أعتدلت فى جلستها فوق الفراش ثم نزلت من عليه بخطوات مسرعه وأتجهت صوب باب غرفتها وفتحتها ثم هرولت مسرعه بأتجاه الدرج حتى وصلت نحو الطابق الأرضى لتلمحه بعينيها وهو يتململ فى نومه وفجأة سقط وأرتطم جسده بالأرضيه الرخاميه البارده لتتسع عينيها بصدمه ووضعت يدها فوق فاها ثم هرولت نحوة بخضه وأنحنت بجذعها كله حتى وصلت للأرض ثم جثت أمامه وضمته الى صدرها وأخذت تربت على كتفيه وظلت تمسد فوق شعرة بحنو كى يهدأ ..أما عنه هو فلم يكن فى وسعه شيئا يفعله سوى أنه أرتمى بين أحضانها وأجهش فى البكاء كالطفل وبعد أن هدأ رفعت الأخيرة وجهه اليها ومسحت بأناملها تلك الدموع المتجمعه من فوق وجنتيه لتستطرد قولها بأسى وحزن.


-: الحلم أياة صح؟

أوما سامر رأسه بحزن ولوعه ثم زفر زفرة مطوله بأحباط وتحدث بأسى : أيوة ياأمى رجع تانى وبقوة.


قالت ثناء بحزم : ليه يابنى بتحمل نفسك فوق طاقتها؟ سامر لأزم تفهم أنك مش السبب فى موت أبوك.


زفر سامر بلوعه ثم قال بحسرة وألم: لا أنا السبب لأنى لو كنت معاه اليوم دة ماكنش مات وكان فضل عايش معنا لحد دلوقتى.


حركت ثناء رأسها بنفى رافضه حديثه جمله وموضوعا وأستغفرت ربها ثم قالت بنبرة يشوبها بعض الضيق : أيه الكلام اللى بتقوله دة يابنى أستغفر ربنا أمال..وبعدين موت أبوك كان قضاء وقدر لأنه جتله أزمه قلبيه وهو بيسوق العربيه ولما حاول يتفادى اللى قدامه معرفش وكان أمر ربنا نفد يبقى ليه تحمل نفسك كل دة قوم قوم أغسل وشك كدة وأتوضى وصلى ركعتين لله وأدعيله بالرحمه على ما الست نعمة تحضر لنا الفطار ماشى. 


حرك سامر رأسه برفض ثم قال بنفى : لا أنا هاقوم أغسل وشى وأغير هدومى وبعدين هروح المعهد.


قطبت ثناء مابين حاجبيها بضيق ثم قالت بتصميم لاراجعه فيه : مش هتروح المعهد قبل ماتفطر معايا الدنيا مش هتطير.


قبل سامر والدته من أعلى جبينها بحب ثم أبتعد عنها قليلا وعلت فوق ثغرة شبه أبتسامه حزينه ثم زفر بمرارة وأستطرد ليقول بنبره هادئه :صدقينى ياأمى مليش نفس.


عاودت ثناء حديثها مجددا قائله بعند : وأنا قلت مش هتتحرك من هنا غير لما تفطر معايا ولاأنا ماليش خاطر عندك؟


عاد ليقبلها سامر مجددا ولكن تلك المرة من أعلى رأسها ثم أبتسم مرغما ثم تحدث بثقه: لا طبعا ياست الكل خاطرك فوق رأسى حاضر هأطلع أغير هدومى وأنزل نفطر مع بعض.


أعتدل سامر فى وقفته ثم أولى ظهرة لوالدته وصعد بخطوات مثقله نحو الطابق العلوى وهو منكس الرأس والحزن متملك منه بينما ظلت هى تراقبه فى صمت وبأعين دامعه حتى أختفى ظله من أمامها ...وماأن وطئ هو بقدميه داخل غرفته حتى أتجه صوب الحمام الملحق بالغرفه وأغلقه خلفه بقدمه ثم أستند برأسه على الباب وأغمض عينيه بضع لحظات بآسى ثم عاود بفتحهما من جديد والحزن مازال مخيم فوق ملامحه الرجوليه والوسيمه ثم بدأ بخلع الملابس المتعرقه وأتجه صوب البانيو لأخذ حمام دافىء عله يهدأ من روعه بعد حلمه المزعج وبعد أن أنتهى خرج بمنشفه كبيرة تلف خصرة ثم توجه نحو خزانه ملابسه وقام بفتحها وأخرج منها حله رماديه اللون كان قد أهملها منذ فترة ليقوم بأرتدائها ثم صفف شعرة بعنايه ووضع عطرة الرجولى الأخاذ وعاد للنزول مجددا نحو الطابق الأرضى لتناول طعام الأفطار مع والدته وبعد أن أنتهى قام بتوديعها لتقوم الأخيرة برفع يديها الى السماء مبتهله الى الله ودعت له بصلاح حاله ,,أما عنه (سامر) فعقب خروجه من الشقه حتى قام بأخراج السياره من الجراج المخصص لها وصعد بداخلها وبدأ بقيادتها وعاد للشرود من جديد متذكرا كل مامر به منذ تعرفه على ألهام التى أحبها وأخلص فى حبه لها ثم غدرت به وتركته يعانى من مرارة الغدر مرورا بحادث موت والده. 

****************************************

flash back


قامت ألهام بضرب أزرار هاتفها بأناملها الرقيقه ليظهر رقم سامر فوق شاشتها المضيئه لتلتمع عينيها بمكر ودهاء ثم أبتسمت بخبث ليجيب هو عليها من الطرف الأخر قائلا لها بحب : وحشتينى آوى ياهوما من أمبارح ماسمعتش صوتك. 


تحدثت ألهام بصوت أنثوى رقيق وعذب : وأنت كمان ياسمورتى معلش أصلى كنت مشغوله شويه....صمتت برهة ثم عادت لتهمس برقه جعلت قلب سامر يرقص طربا على أنغام صوتها قائله بتغنج: بقولك أيه ياسمورتى عاوزة أشوفك النهاردة ضرورى ممكن؟ 


ألتمعت عين سامر بسعاده حقيقيه ثم أستطرد ليقول بحماس شديد : بس كدة عيونى ياقلب سمورتك تحبى نتقابل فين؟ 


قالت هى بدلال وتغنج : عندك مانع تعزمنى على الغدأ فى المطعم اللى عزمتنى فيه قبل كدة؟ 

 

قطب سامر مابين حاجبيه بأستنكار ثم تجهم وعبس وجهه وزفر بضيق وتأفف لكن سرعان ما لأنت ملامحه سريعا ليؤمى برأسه موافقا وأستطرد ليقول بقله حيله : ماشى مافيش مشكله أدينى نص ساعه بس وهأكون عندك أوك. 


أبتسمت بغرور ثم قالت بدهاء : أوك بعد نص ساعه هتلاقينى مستنياك هناك باى.


أغلقت هاتفها وقامت بألقاءة فوق السرير بأهمال ثم نزلت من فوق الفراش برقه وهمت بأرتداء فستانها الأسود عارى الكتفين ووضعت القليل من الميك آب فوق بشرتها الناعمه وتعطرت ثم أستاذنت من والدتها وذهبت لملاقاه سامر فى مطعمها المفضل...وهناك وبعد تناولهم الطعام بقت صامته لفترة طويله ولم تنبت ببنت شفه الأمر الذى أثار شكوك سامر غير أنها كانت تتلفت برأسها يمينا ويسارا بأرتباك كأنها أرتكبت جرم عظيم ما جعل الأخير يندهش بسبب توترها المبالغ فيه ليقرر قطع هذا الصمت المريب وسألها مستفسرا بحيرة. 


-: مالك ياألهام متوترة كدة ليه؟


وجهت ألهام بصرها نحوه وقد بدى على وجهها الأرتباك الشديد ثم قالت بصوت خافت مختنق وكلمات خرجت من فاها بصعوبه : بص ياسامر أنا طلبت مقابلتك النهاردة علشان ..علشان ,,,صمتت برهة تحاول أستجماع شجاعتها التى أختفت فجأة بمجرد سؤال سامر والذى طرحه عليها لتقول بنبرة مهزوزة وتلعثم : آآآ بص أنا هأكون صريحه معاك ومش هأكدب عليك فى أى حاجه أنا مانكرش أنى حبيتك فى يوم من الأيام وكان نفسى أكمل معاك ويجمعنا بيت واحد لكن ...عادت للصمت من جديد ثم زفرت بحزن مصطنع وعادت لتكمل حديثها قائله بثبات : لكن للأسف معدش ينفع نكمل مع بعض خصوصا أن فى واحد تانى أتقدملى شاب غنى وجاهز من كله وأنت يعنى سورى لسه يدوبك بتبتدى حياتك والمشوار قدامك طويل ومعرفش لأمتى هأفضل مستنياك المهم أنا عاوزاك تنسانى وتفكر فى نفسك ومستقبلك وربنا يرزقك ببنت الحلال اللى تقدر تكمل معاك المشوار. 


أتسعت عين سامر بدهشه وصدمه بسبب حديثها وجرأتها معه بتلك الطريقه وطلبها أن يمحو حبها من قلبه بكل سهوله كأنه لم يكن ليقوم برفع أحدى حاجبيه بأستنكار وأستهجان ثم سرعان ما ألتوى ثغرة بأبتسامه ساخرة ثم تحدث ببرود : بالسهوله دى تبيعى وبتطلبى منى أمسح حبك من قلبى؟. 


كور سامر قبضه يده بقوة حتى أبيضت مفاصله بسبب الضغط عليها ثم ضرب نحو موضع قلبه بقوة شاعرا كأنه طعن بخنجر ذو نصل حاد أخترق فؤاده لكنه مع ذلك بدى متماسكا قويا أبيا رافضا أظهار ضعفه وقله حيلته أمامها ثم قال بنبرة هامسه لكنها بدت شرسه وقويه : بس لا ياألهام هانم مش أنا اللى أحزن أوأبكى على واحدة زيك بتبيع الحب فى ثانيه ولعلمك صعب جدا أنك تكسرينى أما عن قلبى اللى حبك فأنا هدوس عليه بالجزمه القديمه وأعرفى حاجه مهمه آوى مسير الأيام هتدور وتلف والصفعه اللى صفعتينى بيها النهاردة هاتترد لك وهترجعى ندمانه لكن أقسم بالله ساعتها هتكونى خرجتى من حياتى كلها وهتبقى فى نظرى واحده غريبه عنى معرفهاش عن أذنك يابنت الحسب والنسب. 


أنتفض سامر من فوق الكرسى وقام بدفع فاتورة الطعام للجرسون وأولى ظهرة وتركها فى المطعم وحيده وبقت هى فى حاله من الصدمه وعدم الأستعاب ثم سرعان ماألتوى فمها بأبتسامه ساخره بسبب حديثه اللاذع معها وقررت هى الأخرى ترك المطعم وعادت من حيث أتت.   


flash back .

                                                                                                            

كان سامر مازال شاردا وهو يقود سيارته وكاد أن يصطدم بسيارة أخرى لولا أن تفادها بأعجوبه رهيبه ثم أوقف السيارة عند جانبى الطريق وأخذ يضرب بيدة على الموقد بعنف ثم أجهش فى البكاء وبقى على تلك الحال لبعض الوقت حتى هدأ تماما ثم عاد وأدار محرك السيارة وأنطلق بها نحو المعهد محاولا طرد كل ذكرياته مع ألهام ونسيان كل مايؤلم قلبه.

****************************************

فى شقه زهرة أستيقظت كعادتها مبكرا أستعدادا لأيصال شقيقها نحو مدرسته ثم ذهابها الى المعهد لتسير بضع خطوات نحو الحمام القريب من غرفتها ثم دلفت اليه وبدأت تستعد للأغتسال لكن من سوء حظها العسر أنها وهى تقوم بغسل وجهها بالصابون أنقطعت عنها المياة فجأة ما جعلها تمسح وجهها سريعا بالمنشفه وزفرت زفرة مطوله بضيق وضجر وقامت برمى المنشفه على الأرض بسخط ثم توجهت نحو باب شقتها وفتحته وظلت تصرخ بأعلى صوتها على صاحب العقار الذى أتى مسرعا على صوتها المرتفع ثم قطب مابين حاجبيه بأستنكار وسخريه منها ليقول بنزق.


-: نعم مالك بتصرخى كدة ليه على الصبح؟

أمتقع وجه زهرة بالغضب والسخط وهى تحدق الى فوزى من أعلى كتفيها بأحتقار ثم أستهلت لتقول بحنق : ممكن أفهم بقى أنت ليه قفلت عليا محبس المياة؟


تحدث فوزى بسخريه لاذعه وتحدى واضح : لأنك لامؤاخذه متأخرة عن سداد الأيجار وبقالك كتير مش دفعتي اللى عليكى وسبق قبل كدة وبعتلك صبى من عندى علشان يطالبك بيه وأنتى كل شويه تقولى بكرة لا دة بعده وأنا صبرت عليكى كتير آوى وبعد كدة هأضطر أطردك من الشقه أنتى وأخوكى.


تحدثت زهرة بأستنكار وغضب شديدين : أذا كان على دفع الأيجار هأدفعة أول ماأقبض ها أرتحت دلوقتى ممكن بقى تفتح المحبس علشان أشوف مصلحتى؟


دنا منها فوزى بطريقه أفزعتها وقام بعدل عمته من فوق رأسه وهو يبتسم لها بأصفرار ما جعلها تشعر بالخوف والنفور منه ليعاود هو مستطردا قوله بفحيح أفعى : بقولك أيه ياست البنات مابدل مانفضل زى الناقر والنقير ونناكف فى بعض كل يوم بقول يعنى يبقى زيتنا فى دقيقنا وأتجوزك وأريحك من العيشه الضنك اللى أنتى عيشاها دى ولكى عليا هاستتك وأعيشك ملكه زمانك وسيبك بقى من المعهد اللى لاهيودى ولاهيجيب دة بس أنتى أرضى عنى ياجميل.


تراجعت زهرة بجسدها الى الخلف حتى أصطدم ظهرها بالحائط وبدى على وجهها وملامحها البريئه الأشمئزاز والنفور من ذلك المتعجرف الذى مازال يبتسم لها بأصفرار لتبتلع هى ريقها بصعوبه شديده ومن ثم أستهلت لتقول بحنق: بقولك أيه ياسى فوزى فكك منى ماشى أما بقى حكايه أنى أتجوزك فتنساها خالص وزى ماقلتلك الأيجار هيدفع النهاردة ودة أخر كلام عندى فلو سمحت أفتح المحبس علشان متأخرش عن المعهد أكتر من كده.


غمز لها فوزى بطرف عينه ثم تحدث بفحيح أفعى ومكر ذئب: حاضر ياست البنات بس خدى بالك بكرة هتترجينى أتجوزك لما متلاقيش اللى يعبرك وساعتها بس هأعرف أخلص حقى منك كويس آوى.


تركها فوزى وهو يسب ويلعن ثم قام رغما عنه بفتح محبس المياة ..أما عن زهرة فظلت تستغفر ربها كثيرا ثم أنهت أحتياجاتها من المياة وتناولت الفطور برفقه شقيقها ثم نزلت من البنايه وقامت بأيصاله الى مدرسته ثم ذهبت الى المعهد وماأن وطئت بقدميها الى الداخل حتى عادت لتستغفر ربها وزفرت بضيق شديد كلما تذكرت أنها ذاهبه الى حصه البيانو وملاقاه أستاذها العنيد والعصبى وكيف كان تعامله القاسى معها بالأمس وأعتزمت من داخلها على مضايقته بشتى الطرق كى يمل ويندم على أقدامه للعمل فى ذلك المعهد. 

************************************* 

عند أحدى محطات السرفيس كانت تقف سها بأنتظار مجىء خطيبها بتأفف واضعه أحدى ذراعيها بجانب خصرها وتزفر بضيق وملل بسبب تأخرة المعتاد عليها ما جعلها تشعر بالأستياء والسخط والنقم عليه الى أن أتى الأخير ووقف خلفها مباشرة دون أن تنتبه هى لوجودة ليقوم هو بالتربت على كتفيها مما جعلها تنتفض فى مكانها وشهقت بفزع ثم أستدارت بكامل جسدها اليه ورفعت هى أحدى حاجبيها بأستنكار وغضب شديدين ثم هتفت قائله بأمتعاض.


-: ما لسه بردى ياسى أبراهيم بقالى ساعه ملطوعه مستنيه جنابك.

شعر أبراهيم بغضبها وسخطها ليقول لها معتذرا بأسف : معلش ياحبيبتى غصب عنى راحت عليا نومه وعلشان كدة أتاخرت عليكى على العموم حقك عليا ماتزعليش.


زمت سها شفتيها بأزدراء ثم قالت بتأفف: ماهى دى مش أول مرة تعملها وتتأخر عنى دى خلاص بقت عادة عندك وأنا زهقت من مبرراتك كل شويه.


هنا لم يتحمل أبراهيم عصبيتها وردودها الفذه معه لينفجر هو بدوره فى وجهها وأستهل ليقول بغضب : ماقولنا خلاص بقى مش صورة هى يعنى قلتلك آسف.


حملقت سها فى وجه خطيبها بدهشه من طريقه أندفاعه وعصبيته لتلتمع الدموع داخل مقلتيها وأستطردت لتقول بحزن : وكمان بتزعقلى فى الشارع ياأبراهيم خلاص أنا هأركب لوحدى ومش عاوزاك توصلنى. 


أولت ظهرها له أستعدادا للصعود نحو الحافله بمفردها وتركه الا أن أبراهيم تدارك خطأه سريعا وقام بأمساكها من رسغها برفق ثم زفر متنهدا بضيق وظل يؤنب نفسه على تسرعه وأنفعاله عليها وجعلها تستدير اليه ثم هم بمسح دموعها المنهمرة بأبهامه ثم قال بأعتذار وآسف : حقك عليا ياسوسو مش تزعلى بس أنتى كمان لأزم تقدرى موقفى ....صمت لبرهه ثم نظر الى عمق عسليتها الجميله وغمز لها بطرف عينه ثم دنا منها ببطء حتى لم تعد تفصلهم سوى بضع سنتيمرات وهمس فى أذنيها بحنو وأهتمام وحب :بحبك يامجننانى فى هواكى.


نكزته سها فى كتفه بتحذير وتوردت وجنتيها الناعمه بحمرة الخجل الشديد ثم همست على أستحياء : عيب ياسى أبراهيم أحنا وافقين فى موقف السرفيس مش كدة الناس بتبص علينا.


عاد أبراهيم وغمز لها بطرف عينه بمشاكسه ثم أجاب عليها بنفس الهمس : يابت أنتى هتبقى مراتى قريب أيه هو اللى عيب بس.


حدقت سها فى وجهة بصدمه ورفعت أحدى حاجبيها بأستنكار ثم أكملت بهمس: ولحد ماأبقى مراتك عيب تقرب منى بالشكل دة وأتفضل بقى وصلنى بعربيتك للمعهد لأنى أتاخرت أوى.


حرك أبراهيم رأسه بأحباط ليستهل بذلك قوله بقله حيله : حاضر أمرى لله أتفضلى.

قام أبراهيم بأيصال خطيبته نحو المعهد وتوجه هو نحو عمله.

*********************************************

ماأن وطئت سها بقدميها الى داخل المعهد حتى لمحت بعينيها من بعيد جلوس زهرة فوق أحدى المقاعد وبجانبها منطقه مليئه بالزهور متواجده فى باحه المعهد مستندة بمرفقها فوق أحدى ساقيها وواضعه يدها فوق وجنتيها بشرود لتتوجه سها مسرعه نحوها ثم جلست بجانبها وبدأت بالتحدث اليها لكن الأخيرة لم تنتبه اليها لتقوم الأولى بتلقائيه بوضع كفها أمام وجه صديقتها لتنتبه الأخيرة على الفور ثم زفرت بضيق وأحباط وقالت بحزن دفين ملأ عينيها الجميله.


-: معلش ياسها ماأخدتش بالى أنت كنتى بتقولى حاجه؟

حملقت سها فى وجه زهرة بدهشه ثم غمزت لها بطرف عينها وقالت بمداعبه : يووووة دة أنا عماله بكلم فى نفسى من الصبح وأنتى مش معايا خالص.


أعتذرت لها زهرة بتأدب : معلش أصلى مودى قافل النهاردة خالص .

سألتها سها بدهشه : أشمعنى؟

تنهدت زهرة بحسرة ثم قالت بلوعه : هأبقى أقولك بعدين.

سألتها سها بأصرار :بس أنا عاوزة أعرف مالك وأيه اللى مضايقك أوى كدة ومخلى وشك شاحب كده؟


زفرت زهرة زفره مطوله بأحباط ثم حركت رأسها بيأس وضيق وبدأت تسرد على سها ماحدث بينها وبين مالك العقار وكيف أنه يساومها على الزواج منه من أجل التنازل عن الأيجار المتأخر عليها هذا بجانب ضمها إلى قائمة زوجاته الثلاث اللأتى على ذمته لتشهق الأخيرة واضعه يدها فوق فاها بصدمه مما سمعته من فم صديقتها ثم قامت بضرب يدها فوق صدرها بحنق ثم قالت بأمتعاض.


-:إبن المتضايقه وبعدين هأتتصرفى إزاى؟

حملقت اليها زهرة بدهشه ثم سرعان ماتحولت نظراتها نحو صديقتها بقهقه ملأت فاها لتستطرد بدورها قائله بشبه أبتسامه خافته :عارفه ياسها أنا كنت جايه النهاردة المعهد وربنا عالم بحالى بس أنتى نجحتى أنك طلعتينى من المود دة ربنا يخليكى ليا.


أرتسمت فوق ثغر سها أبتسامة صافيه ثم عادت لتغمز بعينيها لزهرة بمشاكسه وقالت بثقه زائده:أى خدمه بقى عدى الجمايل أنا مش بضحك حد ببلاش. 


بادلتها زهرة نفس الأبتسام ثم سرعان ماسألتها بأستفهام : آمال أنتى أتاخرتى كدة ليه؟ أنا محبتش أدخل حصه البيانو وأنتى مش معايا.


تنهدت سها بضيق ثم تحدثت بضجر :أبدأ يازهرة كنت واقفه كعادتى فى موقف السرفيس على ماالبيه إبراهيم حن عليا وجه علشان يوصلنى بعربيته وكل ماأعاتبه بسبب تأخيره يطلعلى كل مرة بحجه شكل وبصراحه كدة زهقت من تصرفاته دى صحيح أنا بحبه لكن تعبت من مبرراته كل شويه .


ربتت زهرة فوق كتف صديقتها برفق كى تهدأ من توترها ثم أستهلت لتقول بثقه وحزم :ماهو هو كمان معذور برضه ياسها دة راجل بيشتغل ليل ونهار وبيعافر علشان يوفرلك حياه كريمه وأنتى كمان واجب عليكى تستحمليه وتقدري تعبه ده.


زمت سها شفتيها بعدم أقتناع ثم قالت بقله حيله :أنا ماأنكرش أنه بيحبنى بس ساعات بحس إن شغله أهم عندة منى.


حدقت زهرة فى وجه صديقتها بنظرة مطوله لم تستطع الأخيرة فهمها لتزفر سها بتأفف ثم سألتها بحيرة: ممكن إفهم أنتى بتبصلى كده ليه؟


أجابت عليها زهرة بثقه وتأكيد :لأنك مخطوبة لراجل عصامى معدش موجود زيه فى الزمن دة راجل بيحب يعتمد على نفسه بنفسه مش زى غيرة وبيعمل كل اللى يقدر عليه علشان يشوفك سعيده ومبسوطه حتى ولو على حساب نفسه لكن أنتى للأسف باصه تحت رجليكى ومش شايفه غير عيوبه بس ونصيحة منى لكى ياسها أوعى تفرطى فى إبراهيم لأنه راجل محترم فى زمن قلت فيه الرجولة.


كلمات زهرة البسيطه والموجزة ظلت ترن فى إذن سها وتسألت بداخلها هل هى حقا تنظر إلى عيوب خطيبها دون النظر الى مميزاته!! ليخيم عليها صمت طويل وشردت تماما ما جعل زهرة تندهش بسبب صمت وشرود صديقتها وقامت بتلقائيه بالتربت فوق كفها برفق حتى أنتبهت الأخيرة لها ثم تحدثت بأدب .


-: أسفه يازهرة أصلى سرحت شويه فى كلامك.

قالت زهرة بأبتسامه هادئه : ولايهمك ياحبيبتى أهم حاجه ترمى كل حمولك على الله وربنا هيدبرها من عنده.


رفعت سها رأسها الى السماء ثم دعت ربها راجيه قائله بأمل :يااااااااارب.

قالت زهرة بحزم :طب يلا بينا بقى علشان أتأخرنا على حصه البيانو.


صمتت سها للحظات معدودة ثم أستهلت حديثها نحو زهرة بتساؤل :أنتى لسه برضه مصممة تضايقى الأستاذ سامر؟


علت فوق ثغر زهرة أبتسامه ماكرة ثم هتفت قائله بدهاء شديد :دة أنا هاأخليه يمشى يكلم نفسه وبكرة تشوفى.


لتقوم زهرة من مكانها وبدأت بالسير برفقه صديقتها حتى وصلوا بالقرب من غرفه البيانو لكن سها أستوقفتها قائله لها بتأنى :بلاش يازهرة تعملى حاجه وبعدين تندمى عليها.


زفرت زهرة بتأفف ثم قالت بأصرار :بصراحه الأستاذ دة رخم آوى ومابينزليش من زور وياأنا ياهو فى المعهد ده.


قالت سها بقله حيله :ربنا يسترها من تفكيرك دة.

*******************************************

عقب وصول سامر أمام باب المعهد حتى أصطف بسيارته عند جانبى الطريق ثم أغلق محركها وترجل منها مرتديا نظارته السوداء التى كانت تزيدة وسامه فوق وسامته ثم دلف الى المعهد بثبات وقام بمصافحه زملائه ثم أستأذن منهم بلباقه وتوجه نحو غرفه البيانو وجلس فوق الكرسى المرابط للبيانو وبدأ يعزف بتركيز شديد حيث كان يفرغ كل طاقته السلبيه فى العزف ..أما عنها هى فقد دلفت بدورها الى الغرفه وجلست بتحفز وهى تراقبه بأهتمام شديد وتتسأل فى نفسها عن تركيبه أستاذها هذا والذى يخشاه الجميع فملامحه الهادئة تنم عن طيبه شديده ممزوجه بالحسرة والألم تؤكد أنه مر بتجربه حب فاشله ,,كانت زهرة فى حيرة من أمرها ماجعل سها الجالسه بجوارها تخرجها من أفكارها وقامت بنكزها عند أعلى كتفها لتهتف بمكر وبصوت شبه مرتفع.


-:إيه يازهرة شردتى فى إيه كدة؟

رمقتها زهرة بتحذير ثم قامت بوضع يدها فوق فم صديقتها كى تسكتها ثم تحدثت بصوت همس : وطى صوتك علشان مش تعملي لنا مشاكل مع الأستاذ سامر .


أبعدت سها يد زهرة من فوق شفتيها برفق ثم تحدثت بنفس الهمس: ممكن إعرف أنتى ليه مهتميه بيه أوى كدة؟


ضربت زهرة بيدها فوق جبهتها غيظا من غباء صديقتها ثم سرعان ماقالت بعدم تبرير :لا طبعا أمرة مهمنيش ولاحاجه لكن كل اللى بفكر فيه إذا كان شخص زى ده بوسامته دى فليه حبيبته سابته وأتخلت عنه كده بسهولة؟


حركت سها كتفيها بلامبالاة وعدم أكتراث لتقول لها بحيرة :معرفش أنا كمان مستغربة زيك لما هو حليوة كدة ليه فعلا المزة سابته أكيد فى الأمر سر خطير.


ضيقت زهرة عينيها بمكر ثم تحدثت بدهاء أنثوى :أنا بقى هأعرف كل حاجه بطريقتى.

ظلت زهرة تنظر إلى عروق يده البارزة وهو يعزف بتركيز ما جعلها تشرد فيه مرة أخرى وأعتزمت من داخلها على معرفه كل شىء يخبئه داخل خبايا قلبه وسر هذا الحزن الكامن داخل عينيه.

********************************************

فى مدرسة أبو الدرداء الأعداديه بنين كان رامى يجلس فوق أحدى المقاعد بالصفوف الأولى مستندا بمرفقه فوق المقعد وواضعا مقدمه وجهه فوق كفه بشرود غير منتبه لشرح المدرسه وبجوارة صديق عمرة وليد الذى لاحظ شرود الأخير ليقوم بالتربت فوق كتفه برفق كى ينتبه له ثم دنا منه وهمس فى أذنيه قائلا بحيرة .


-: مالك يارامى قاعد سرحان ليه كدة ؟

أنتبه رامى لسؤال وليد ليجيب عليه بنفس الهمس : من بعد وفاة بابا وصاحب العمارة اللى أحنا ساكنين فيها كل شويه يضايق أختى ويطالبها بالأيجار المتأخر وأختى لاحول لها ولاقوة وبحزن علشانها ومش عارف أعمل أيه.


رق وليد لحال صديقه ليعاود حديثه مجددا بهمس : طب واللى يجيبلك شغل!!! 

نظر رامى الى وليد بأهتمام شديد ثم علت فوق ثغرة أبتسامه مريحه ولكن سرعان ماأختفت تلك الأبتسامه من فوق وجهه ليسأله بحيرة : ولو كان كلامك صح والشغل موجود هأشتغل أيه بس؟ دة حتى صغر سنى ميأهلنيش أنى الأقى شغل. 


أجاب عليه وليد بهمس وثقه زائده: بص هو فى واحد فاتح ورشه نجارة عندنا فى الحته أسمه عم رضا ممكن تساعده فى الورشه بعد ماتخلص المدرسه وكل ماهتشتغل هيديك فلوس أكتر وبكدة تقدر تسدد الأيجار المتأخر اللى عليكم لصاحب البيت ويبطل يضايقكم. 


حديث وليد أراح رامى كثيرا وظلوا يتهامسون فيما بينهم بصوت خافت ماجعل المدرسه تنتبه اليهم وأستدارت بكامل جسدها نحوهم وظلت ترمقهم بأستنكار شديد ثم وجهت حديثها اليهم بتحذير شديد اللهجه : رامى وليد دى آخر مرة أشوفكم بتتكلموا فيها أثناء حصتى وأعملوا حاسبكم مش هتدخلوا الحصه الجايه غير بولى أمركم أتفقنا. 


أوماؤا برؤوسهم وهم ينظرون الى بعضهم متنهدين بقله حيله لتعاود هى شرح مادتها بينما عاد رامى مجددا للشرود لكن تلك المرة وهو يفكر فى أقتراح صديقه للعمل كصبى نجار كى يسدد الأيجار المتأخر ولكى يجنب شقيقته لصاحب العقار ومضايقته المستمر لها وبعد أنقضاء اليوم الدراسى أعتزم الأخير الذهاب المعهد لملاقاه شقيقته للعودة معا نحو شقتهم. 

***************************************

فى المعهد وأثناء فترة الأستراحه المخصصه بين الحصص كانت زهرة تتجول برفقه سها فى باحه المعهد وبعد عده دقائق بالتمام والكمال لاحظت الأخيرة دلوف شقيقها على غير العاده ما جعلها تشعر بالدهشه والحيرة معا لأنها هى من تذهب لأصطحابه من المدرسه وليس العكس لتشعر من داخلها بأن هناك أمرا مريب قد حدث أو ربما حدثت مشكله ما أجبرته على الذهاب اليها لتتوجه هى نحوه مسرعه ثم سألته بتوجس. 


-: رامى ؟ أنت كويس أتكلم فى أيه؟ 

وقفت سها بجوار صديقتها ثم نكزتها من مرفقها بتحذير قائله بهدوء وتأنى : بالراحه يازهرة أنتى حاميه على الولد كدة ليه أصبرى وأسمعى منه الأول وبعدين أسأليه.


وجهت زهرة بصرها نحو سها بصمت ثم عاودت لتوجه بصرها نحو شقيقها الذى قال وهو منكس رأسه فى الأرض بحزن : أنا ووليد كنا بنتكلم بهمس أثناء حصه الأنجلش والمس لاحظت ده فطلبت مننا أننا نجيب أولياء أمورنا والا مش هتدخلنا الحصه بتاعتها. 


زفرت زهرة زفرة مطوله بتأفف ثم تحدثت بوجه عابس : ليه كدة يارامى دة أنا طول عمرى بقول عنك أنك ولد مؤدب وبتباهى بيك فى كل مكان تروحه كدة تصغرنى قدام المس بتاعتك !!!. 


أجهش رامى بالبكاء لتقوم سها مجددا بنكز زهرة من مرفقها بتحذير كى تكف عن توبيخ شقيقها ثم قالت لها بعتاب : خلاص بقى يازهرة اللى حصل حصل أما تروحى معاه بكرة أبقى أتكلمى مع المس بتاعته وقوليلها أن دة مش هيتكرر تانى وكفايه تأنيب لأخوكى دة حتى باين عليه أنه مؤدب آوى.


تنهدت زهرة بحسرة ثم وجهت بصرها نحو سها وأستهلت لتقول بثقه وثبات : فعلا ياسها وعلشان كدة أنا مستغربه أن المس طالبه مقابلتى ..صمتت برهة ثم عادت لتزفر بأحباط ومن ثم أستكلمت حديثها قائله بنبرة محبه لشقيقها الوحيد: أنتى ماتعرفيش رامى بالنسبالى أيه ده هو كل حياتى هو أخويا وصحبى وحبيبى وكل دنيتى.


وبينما كانت زهرة تتحدث مع سها عن مدى حبها لشقيقها كان هناك من يراقبهم عن قرب وعينيه تشتعل غاضبا وسخطا بسبب مايحدث فى فناء المعهد وظل صاحب تلك العيون المشتعلة يقترب منهم عقب سماعه كلمه حبيبى التى خرجت من فم الأخيرة حتى أصبح يقف خلفهم تماما ليقول هو بأستنكار وبصوت جهورى قوى يحمل من بين طياته نبرة ساخرة. 


-: أولا لعب العيال دة ماينفعش هنا أحنا فى مكان محترم .

ثانيا : ياآنسه لما تحبى تعملى نفسك حبيبه يبقى برة المعهد مش هنا. 

ثالثا : مش مكسوفه من نفسك لما تحبى عيل من دور أخوكى .


أتسعت أعين الجميع بصدمه بسبب حديث سامر الفظ ليقوموا بالأستدارة بكامل جذعهم نحوة وظلوا يحدقون اليه بدهشة وأستغراب ولكن سرعان ما أمتقع وجه زهرة بالغضب الشديد ثم وجهت سبابتها نحو وجهه بتحذير ورفعت رأسها بكبرياء وشموخ ثم أستهلت لتقول ببرود ثلجى .


-: أولا ياأستاذ ياسامر أنا عارفه حدودى كويس آوى .

ثانيا : مش هأسمحلك أنك تتكلم معايا بالأسلوب المستفز دة. 

ثالثا : ودة الأهم وأنا بقولهالك أهوه وعن ثقه كمان ومش خايفه منك على فكرة أيوة مش مكسوفه أنى بحب عيل عارف ليه ؟ لأن بأختصار العيل اللى بتتكلم عنه دة يبقى أخويا اللى بفتخر به وهفضل أفتخر به لحد مايبقى راجل ملو هدومه ...صمتت برهه بعدما قد بلغ بها الغضب مداه ثم وجهت بصرها نحو شقيقها وصديقتها ومن ثم أستكلمت حديثها بنبرة يملؤها الآسى والحزن : يلا بينا نمشى علشان الوقت أتاخر. 


أولى الثلاثه ظهورهم لسامر متجاهلين صدمته مما سمعه ثم خرجوا من المعهد دون أن ينبتو ببنت شفه مشيرين الى سيارة أجرة كى تقلهم نحو وجهتهم وماأن دلفوا بداخلها حتى أنطلقت بهم السيارة بسرعه مخيفه وأختفت فى لمح البصر بينما ذلك الثائر كان مازال يقف مدهوشا لكنه سرعان ماشعر بغصه ألمته بسبب تسرعه فى حكمه على الأمور ليقوم بتمرير أنامله بين خصلات شعرة بضيق ثم خرج من المعهد وصعد بداخل سيارته منطلقا بها نحو شقته وظل طوال الطريق يؤنب نفسه بسبب عصبيته المفرطه ...أما عن زهرة ففور أن وطئت بقدميها هى وشقيقها داخل الحى حتى قابلهم ذلك السمج فوزى صاحب العقار ليقول بنزق . 


-: على الله تكونى قبضتى علشان تسددى الأيجار . 

نظرت اليه زهرة بأزدارء وكرة ثم هتفت بضيق وتأفف : لا والله ياعم فوزى لسه لكن أدعى ربنا يسهلها من عندة وأسدد اللى عليا وربنا يتوب علينا من أم الحارة دى عن أذنك بقى علشان أنا وأخويا راجعين تعبانين ومحتاجين نرتاح. 


أولت زهرة ظهرها لفوزى بتجاهل وصعدت بخطوات مسرعه نحو شقتها وماأن وصلت أمام الباب حتى قامت بفتحه بالمفتاح ومن ثم دلفت على مضض وجلست بأرهاق فوق أحدى المقاعد المتهالكه ثم سرعان ماأجشهت بالبكاء ليقوم رامى بالتوجه نحوها ثم ضمها نحو صدرة وظل يربت على ظهرها بحنو بالغ ثم قال بآسى وحزن . 


-: أرجوكى ياأبله زهرة ماتعيطيش أنا مابقدرش أستحمل دموعك دى وعارف أنك شايله الهم بس ماتقلقيش أن شاء الله هتفرج من عندة. 


رفعت زهرة بصرها نحو شقيقها بأعين دامعه ثم همت بمسح دموعها بأناملها ثم قالت بأمل : أن شاء الله يارامى أن شاء الله .


قامت زهرة بأعداد بعض الوجبات الخفيفه لها ولشقيقها ثم تناولوا طعامهم وذاكرت معه بعض المواد العالقه بذهنه ثم دلف كلا منهم الى حيث غرفته وماأن تمددت الأخيرة بجسدها فوق الفراش حتى شردت فى حياتها هى وشقيقها منذ وفاة والدهم وحتى تلك اللحظه وكيف يمكنها حل مشكله ذلك الأيجار اللعين وأيضا حل مشكله شقيقها مع مدرسته هذا بجانب أستاذها الفج والمتعجرف والى متى عليها ستظل الأستحمال لذا ظلت على هذا النحو حتى غفت ونامت بعد عناء طويل من التفكير.

           الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close