أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل التاسع والعشرون29والاخير بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل التاسع والعشرون29والاخير

بقلم ياسمين احمد

بعد مرور يوم كامل من الأجراءات الأمنيه المشدده من قبل شرطة قنا بالتعاون مع شرطة الأسكندريه تم تحويل عواد من سجن قنا العمومى الى أحدى السجون التابعة لمحافظة الأسكندريه لتبدأ وقائع المحاكمه هناك ولكى تكون المواجهة بينه وبين ألهام على أشدها ويتم أستجوابهما فى ملابسات تلك القضيه الشائكه كما قام الضابط المسؤول بقضيه خطف زهرة بالذهاب الى المشفى المقيمه فيها منذ أصابتها وعقب وصوله ودلوفه سأل موظف الأستقبال عن مكان الغرفه التى تقيم بها ليقوم الموظف بأعطاؤة رقم الغرفه وقرر الضابط الصعود نحو غرفتها وقام بالطرق على الباب بفرق ليأذن له سامر وعقب دلوف الضابط وأطمئنانه على زهرة وأنها تماثلت للشفاء طلب منها الذهاب معه هى وسامر ليشاهدوا بأم أعينيهم وقائع القضية من أولها لأخرها كما أخبرهم بأن الجهات المعنيه بالتحقيق لاحقت مورد الأدويه والذى أعترف تفصليا أنه حصل على مركب البنزو أو كما يطلق عليه علميا بأسم دواء الروهينبول عن طريق شخص مقرب له يتعاون مع مافيا الأدويه حول العالم وأن (الثانى) كان يسافر كل فترة الى الدول التى تتخلص من نفاياتها كلما أتيحت لهم الفرصه حيث يسافر بطرق غير مشروعه ثم يخبرهم بوصوله ليقوموا بالتخلص من تلك الأدويه الضارة عن طريق هذا المندوب معدوم الضمير ويعود الى مصر بنفس الطريقه التى سافر بها ويقوم بأعطاء الدواء (للأول) مورد الأدويه كى يبيعها فى الخفاء بعيدا عن المؤسسات الحكوميه ,,وأعطاة لخالد بناء عن طلبه لأنه صديقه منذ سنوات كما أعطى لهم عنوان بيته ...وعلى الجانب الأخر كانت الشرطه قد بدأت التحرك فعليا نحو بيت مديحه ووصلوا فى وقت وجيز نحو البنايه ليصعد ثلاثه من أمناء الشرطه ومعهم فردين من الأمن نحو شقه الأخيرة وعرقوا الجرس لتفتح مدبره المنزل لهم ماأن شاهدتهم أمامها حتى شهقت بصدمه ودهشه دون أن تعقب ليجيب عليها أحد الأمناء بطريقه رسميه وجديه يشوبها بعض من الحزم. 

 

-: معنا أذن من النيابه بالقبض على المدعو خالد الشباطى وأخته ألهام ياريت تبلغيهم بده.


حركت مدبرة المنزل رأسها عدة مرات متتاليه دون أن تنبت ببنت شفه ثم أسرعت الخطى هاربه منهم وصعدت بخطوات سريعه نحو غرفه خالد وأبلغت مخدومها ..وبعد فترة نزل خالد وهو يشبك يده فى يد شقيقته وبرفقتهم والدتهم التى كانت فى حاله من الصدمه بسبب أستدعاء الشرطه لأولادها لتقوم الأخيرة بسؤال أمين الشرطه عن طبيعه التهمه المنسوبه الى أبناءها قائله فى حيرة.


-: ممكن أفهم ياحضرة الظابط أيه هيا التهم الموجهه لولادى؟


تحدث الضابط بجديه وصرامه : ولاد حضرتك مشتركين بالتحريض على محاوله خطف وتخدير أنثى تدعى زهرة محمد النجدى وده بمساعده أبن عمها وأنا كظابط بنفذ القانون ...أستدار ببصرة نحو خالد وألهام بأحتقار وعاد ليقول بهدوء يشوبه بعض من الحده والأقتضاب: أتفضلوا معايا من غير شوشرة. 


وعقب نطق أسم زهرة بالكامل من فم الضابط حتى أتسعت عين مديحه عن أخرهما بصدمه وذهول لكنها أثرت الصمت ليتجه خالد وألهام مع أمناء الشرطه وبرفقتهم والدتهم وماأن وطئوا الثلاثه داخل القسم حتى بدأ التحقيق معهم لكنهم فى البدايه أنكروا معرفتهم بمورد الأدويه وكذلك عواد ليتم أيداعهم مؤقتا وبشكل رسمى كلا فى محبسه وبعد عده ساعات متواصله كان سامر قد وصل الى الأسكندريه ومعه زوجته ثم توجهوا داخل القسم وهناك تم أستدعاء خالد وألهام من محبسهم وعقب رؤيته لهم حتى ثار وأحمرت الشعيرات الدمويه داخل عينيه وقبض على يده بقوة وهو يرمقهم بأحتقار وغضب شديد وكاد أن يشتبك معهم لولا تدخل الشرطه التى حاولت تهدأته ..هذا بجانب وجود حمدان الذى كان يجلس يراقب ردود الأفعال المتباينه بصمت..وبعد عده لحظات تم أستدعاء عواد من محبسه وبدأ بسرد وقائع ماحدث بالتفصيل بينما كان سامر يجز على أسنانه بحنق وقهر محاولا كبت غضبه وثورته ولكن هيهات فكيف يتسنى له ذلك فكلما تفوة عواد بكلمه كلما تصاعد الغضب داخل قلبه حتى أنتهى ذلك اللعين من سرد ماحدث وسيطر الصمت القاتل فوق شفاه الجميع لينتفض سامر من مكانه وغضب الدنيا يشع من عينيه وكاد يفتك بعواد لولا تدخل أثنان من العساكر ومنعوة من تهورة ليعاود الجلوس على الكرسى وبصرة ونظراته الكارهة مسلطه فوق وجه الثلاثه خالد وألهام وعواد الذى أكد فى أعترافاته للنيابه أنه فعل ذلك بمساعده منهم ليقوم وكيل النيابه بتحويل بصره نحو خالد وهو يرمقه بضيق وتأفف ثم سأله بأستفسار عن سبب مساعدته لشقيقته على فعل هذا الجرم لينكس الأخر رأسه فى الأرض بخجل وندم على ماأقترفت يديه قائلا بآسى ولوعه. 


-: ألهام كانت دايما تحكيلى أنها بتحب سامر رغم تحذيرى المتكرر لها أنها لأزم تبعد عنه لأنه خلاص أرتبط بغيرها بس هى كان لسه عندها أمل أنهم ممكن يرجعوا لبعض بعد ماأنفصلت عن جوزها فطلبت منى أنى أساعدها فى أبعاد زهرة عن جوزها وكانت الطريقه الوحيده أنى أقربها منى وبكده سامر يطلق مراته ويرجع لأختى لكن الخطه اللى كانت رسماها فشلت وبعد مده رجعت تانى وطلبت منى أساعدها خصوصا لما قابلت عواد وحكيت له خطتها ...زفر متنهدا بأسى ورفع بصرة نحو وكيل النيابه ليقول بحزن: كنت فاهم آنى بكده هأسعد أختى لأنى كنت بشوفها بتتألم قدامى ومش بأيدى حاجه علشان أداوى بيها جراحها. 


هنا لم يتحمل سامر المزيد من المهاترات التى تفوة بها خالد لتنفلت أعصابه وصدح بصوت قوى وجهورى أربكهم: أنتو الأتنين كدابين وأحقر من بعض ...أستدار نحو ألهام التى كانت تجلس متقوقعه على نفسها ترتجف بخوف بسبب نظرات سامر المتحفزة والمسلطه عليها ليقول بأشمئزاز : أنا بحمد ربنا أنه بعدنى عنك علشان أشوفك على حقيقتك البشعه دى ولو عاد بيا الزمن من تانى كنت هطلب من ربنا أنه يبعدنى عنك ملعون أبو الحب اللى بيأذى ..دة أنتى شيطان بس للأسف شيطان متخفى فى صورة ملاك. 

 

أسكته وكيل النيابه بتحذير ليقول محاولا تهدأته ذلك الثائر الذى كان يجلس وهو فى قمه غضبه ليدير وكيل النيابه دفه الحديث نحو الأول بنبرة حاول أن يخرجها هادئه : أستاذ سامر لو سمحت أهدى ماينفعش اللى أنت بتعمله دة.


نظر سامر الى وكيل النيابه ثم مسح وجهه بيده محاولا أن يهدأ من ثورته العارمه ليقول بأعتذار : متأسف يافندم. 

******************************

منذ وصول مديحه داخل القسم وهى صامته مهمومه زائغه العيون توزع بصرها الى جميع الحاضرين بصمتها المريب ولم تعقب على أى حديث الأمر الذى أثار فضول كلا من وكيل النيابه والضابط المكلف بالقضيه لذا ظلوا يختلسون النظر اليها بصمت لأن كلاهما كان لديه يقين وأقتناع راسخ أنها تخفى داخلها شىء ما لكنها ترفض الأفصاح عنه ليعتدل وكيل النيابه فى جلسته مرجعا ظهرة للخلف بأراحيه مقررا توجيه دفه حديثه نحو تلك السيده ليقول بمنتهى الهدوء والرزانه.  


=: مدام مديحه. 

أفاقت مديحه من شرودها على نداؤة لترفع بصرها نحوة ثم قالت بأقتضاب : أفندم؟


ضيق وكيل النيابه عينيه صوبها ليقول بدهاء : أرجوكى لو فى حاجه مهمة ممكن تفيد مصير القضيه كلها قوليها ومش تترددى.


عادت مديحه لتوزع بصرها ونظراتها الخاليه من أى حياه نحو الجميع ثم قالت بنبرة مهزوزه يملؤها الآسى والحسرة : أيوة عندى. 


صدح صوت الجالسون فى مكتب وكيل النيابه بصوت مرتفع وحيرة أنتابتهم ليسكتهم الأخير بصرامه وعاد ليكمل حديثه الى مديحه قائلا لها برجاء حار :أرجوكى أتكلمى.


فتحت مديحه حقيبه يدها بأيدى مرتجفه ومرتعشه ثم أخرجت منها نسخه لشهاده مستخرجه من الحاسوب لكنها كانت مدونه بأسم مختلف تماما عن أسم زوجها وكانت تخص ألهام ثم نظرت الى أولادها بأعين دامعه وأعطت الشهادة الى وكيل النيابه وسرعان ماأجهشت فى بكاء مرير وقالت بصوت مختنق مهزوز يكاد يخرج منها بصعوبه ويشوبه والحسرة والندم.


=: خالد وألهام مش أولادى.


أتسعت أعين الجميع بصدمة وذهول وظلوا يحدقون الى بعضهم بدهشه وأستغراب بينما ظل وكيل النيابه يطالع الشهادة بصمت وسرعان ما قال بهدوء حذر يخالف تلك الحيرة التى أنتابته بدورة : على حسب ماقرأته أن شهاده ألهام اللى بالكمبيوتر بتأكد أنها أخت المجنى عليها فلو سمحتى يامدام وضحى لنا الحقيقه كامله علشان نبقى على نور. 


أستدارت ألهام برأسها نحو زهرة وظلوا يتبادلون النظرات بينهم بصدمه وعيون زجاجيه خاليه من أى حياه من هول ماسمعوة بينما قالت مديحه بشفتين مرتجفتين وبصوت ضعيف : من سنين طويله كنت متجوزة راجل طيب كان كريم جدا معايا لأبعد حد عمل المستحيل علشان الخلفه وكان بيساعدنى علشان أعمل عمليات حقن مجهرى وكان بيحفزنى على كده لكن للأسف ربنا ماأردش لنا وكانت نفسيتى بتتعب جدا لما ألاقى واحدة ماشيه فى الشارع وسعيده بولادها اللى من صلبها وأنا معنديش أولاد كان ببقى نفسى أخد الطفل ده منها وأضمه لحضنى ولو ثوانى ..تنهدت بحسرة ومرارة وعادت لتكمل بلوعه: فى يوم جوزى رجع من شغله وكان مبسوط جدا وحكالى أنه شاف طفل صغير عنده سنتين ونص راكب باص مخصص للأطفال وفضل ماشى ورا الباص بعربيته لحد ماوقف قدام دار للأيتام ولما شاف الطفل بينزل من الباص هو وكذا طفل فضل يتابعهم لحد مادخلوا الدار مع الأخصائية النفسيه والمشرفه على نفسيه الأطفال فقرر يدخل وراهم وندة علي الست دى وسألها أذا كان ممكن يتبنى طفل من دار الرعايه ولالا بس هى ردت عليه وقالتله أن ده مش من أختصاصها لكن أذا كان فعلا حابب أنه يتبنى طفل فلازم يقابل مديرة الدار ويسألها بنفسه عن طبيعه التبنى وفعلا جوزى راح مكتب المديرة وقابلها وكانت ست مهذبه وذوق جدا فطلب منها أنه يتبنى الطفل اللى شافه لكن مديرة الدار أترددت شويه فى طلبه وبعد ألحاح منه وافقت بس كان شرطها الوحيد فى الوقت ده أنه يعامله كأنه أبنه اللى من صلبه ولو فى يوم أساء لمعاملته من حق الدار أنها تعيده لها وهو وعدها أنه هيعامله أحسن معامله ولما جينا علشان نأخد الطفل منهم عرفونا بأسمه وحكولنا أن أبوة وأمه الحقيقين ماتوا فى حادثه بشعه ولما الشرطه عثرت على الطفل أتاكدوا أنه لسه عايش وأخدوه الدار علشان ترعاه وتاخد بالها منه ..فكان لأزم جوزى يستخرج شهاده ميلاد جديده له ونسبه لأسمه وأصبح خالد أبنى وكنا بنعامله أنا وجوزى كأنه أبننا بالظبط. 


كان خالد يرمق مديحه بصدمه وأستنكار بسبب أخفاءها هذا الأمر عنه طوال سنوات صباه وشبابه ولم يعلم الحقيقه المرة سوى الآن ليتحدث بنبرة يملؤها العتاب مصحوبه بحده وغضب : يعنى أنا مش أبنك؟ وكل السنين اللى فاتت دى كلها كنتى بتخدعينى وبتضحكى عليا بتمثلى الحب وأنك أمى وبابا ماطلعش بابا؟ طب ليه ليه كدبتى عليا كل السنين دى كلها ليه؟


لم تستطع مديحه التحدث لكنها وضعت كفيها فوق وجهها وعادت لتجهش فى البكاء وبعد ثوان رفعت بصرها نحو خالد بأعين دامعه ثم قالت بأسى وأسف : سامحنى يابنى أنا كنت بعمل كده حرصا علي مصلحتك وعلشان أحميك من غدر الأيام وكمان كنت محتاجه أكون أم حتى لو ماكنتش أبنى اللى من صلبى ...صمتت برهة وعادت لتتحدث بكلمات خرجت منها بصعوبه وبصوت مرتعش: بس صدقنى أنا عمرى ماقصرت فى حقى نحوك وعمرى ماأتخيلت أنك غريب عنى بل بالعكس كنت على طول شايفاك حته منى وكنت حريصه على أنك تتعلم وتكبر وأنت عايش فى جو أسرى ملىء بالدفىء والحب والتفاهم بعيدا عن اليتم. 

************************************************

نكست رأسها فى الأرض بأنكسار وأنهزام وعادت للصمت وطال صمتها فلا تدرى كم مضى عليها من الوقت وهى على هذا النحو ثم عادت برفع رأسها تلك المرة نحو ألهام بحزن شديد وأدارت وجهها نحو وكيل النيابه وأستكملت حديثها بألم يعتصر قلبها أعتصارا : أما ألهام فلها قصة تانيه مختلفه عن خالد ....لتتلألأ الدموع داخل مقلتيها قائله بتنهيده حارة: بعد خالد ماكبر شويه وبقى عنده ست سنين كان نفسى أوى تكون ليا بنت تبقى سندى لما أكبر فى السن وكمان تكون أخت له وفى يوم جوزى رجع من شغله وبدأ يحكيلى أنه عارف راجل بسيط على قد حاله شغال فى سوبر ماركت وكان تملى بيشترى منه لوازم البيت وخلافه وأن الراجل دة عنده بنتين تؤام عمرهم 3 سنين وظروفه المعيشيه صعبه جدا ومعدش قادر على تلبيه مصاريف بناته فجوزى أقترح عليه أنه يتبنى واحده منهم وأنه هيتكفل بيها ويراعيها كأنها بنته بالظبط وأعطاه مبلغ كويس من المال فى سبيل أنه يوفى طلبات مراته وبنته التانيه وجوزى أخد منه شهادة الميلاد الأصليه وطلع عليها نسخه بالكمبيوتر علشان يحتفظ بيها للأيام وفضل كل يوم يروح بالبنت لأبوها وأمها علشان يشوفها ويطمنوا عليها لغايه مافى يوم جه أتصال على تليفون جوزى من أبو البنات وقاله أنه أشتغل فى مكان بعيد عننا وطلب منه أنه ياخد باله أوى من ألهام ويحطها جوة عينيه ويعتبرها بنته ....صمتت مجددا لكنها سرعان ماعادت للتحدث بضعف : بعد فترة أنقطعت أخبارة عننا وجوزى حاول يتصل عليه كتير لكن للأسف موبايله كان دايما مغلق وخارج التغطيه حاولنا بشتى الطرق نعرف مكانه لكن للأسف فشلنا وأحتفظت أنا بالشهادةوشيلتها فى مكان آمن بعيد عن عيون ألهام علشان ماتعرفش توصل لها ..وأضطرنا نستخرج شهادة ميلاد جديدة لها وثبتها بأسمه ووالدها كان فص ملح وداب ومحدش عرف له مكان...بعد فترة جالتى فرصه أعارة وسافرت دوله خليجيه لمده أربع سنين أما جوزى والأولاد ففضلوا هنا فى مصر وجاب لهم مربيه تراعيهم وتلبى طلباتهم لأنه فى الوقت ده كان كون شركه كبيرة بأسمه والشركه فضلت تتوسع لغايه لما بقى لها أسمها ومركزها فى السوق الحرة وأنا بعد ماخلصت فترة السفر رجعت مصر علشان أخد بالى من جوزى وخالد وألهام وصارت بينا الحياه بحلوها ومرها لغايه ماخالد خلص الثانوية العامه لكن بعد مدة صغيرة جوزى تعب وأشتد عليه المرض ومات وسابهملى وأنا كملت معاهم مشوار دراستهم لحد ما كل واحد فيهم تفوق فى الجامعه بتاعته..حاولت كتير أسال عن أبو البنتين لكن للأسف فشلت ,,وخالد بعد تخرجه من الجامعه سافر وأشتغل فى مجال تخصصه وبعد خمس سنين رجع وأستقر فى مصر وفضل معايا ,,, أما ألهام فبعد تخرجها بحوالى كام شهر كانت أتجوزت وسافرت مع جوزها بس آدى كل حكايتى يافندم.


كان الصمت مطبق فوق شفاه جميع الحاضرين بغرفه وكيل النيابه كأن على رؤوسهم الطير من هول ماسمعوة بعد سرد السيده مديحه وأعترافها بأن خالد وألهام ليسوا أبناءها لتقوم الأخيرة منتفضه من مكانها وأتجهت نحوها حتى أصبحت أمامها وقالت بحده وغضب وهى تبكى بمرارة ولوعه.


-: أنا عمرى ماهسامحك أبدا عارفه ليه ؟ لأنك عيشتينى فى وهم حبك وأمومتك الزائفة دى طول سنين عمرى ماكفكيش أنك زورتى فى شهادة ميلاد مش بتاعتى لأ دة كمان طلعت مجرمه بسببك علشان كنت هتسبب فى موت أختى شقيقتى توأمى.


حدقت اليها مديحه بصدمه لتقول بعتاب ولوعه : أنا ياألهام؟ الله يسامحك يابنتى.


أمتقع وجه ألهام بالغضب وصرخت فى وجه مديحه بأستنكار وقالت بصوت مرتفع جدا : ماتقوليش يابنتى أنا مش بنتك سامعه أنا بنت الراجل البسيط الغلبان اللى معرفش عنه أى حاجه ولاحتى أمى الحقيقية ومصيرهم أيه كل اللى أعرفه أنى بكرهك ....حدقت اليها مديحه بصدمه وألم وأنكسار لتعاود ألهام مستطردة قولها بنفس الحده : عارفه ليه بكرهك ؟ علشان فرطى فى تربيتك ليا من وأنا صغيرة وموجهتنيش للصح كنتى دايما تقوليلى البنت لما تكبر بيبقى لها مساحة من الخصوصيه لنفسها من غير ماحد يتدخل فى حياتها بس كمان لأزم تحافظ على نفسها خلتينى أنسانه أنانيه أخد بس ماأديش وكانت النتيجه أيه غير أنى جرحت سامر الأنسان الطيب المحترم وجريت ورا وسيم صاحب المال والنفوذ والجبروت وأتجوزته وياريتنى ماكنت أتجوزته لأنه طلع أنسان سادى بكل معانى الكلمه وشفت على أيده مر العذاب والذل وبدل ماأرجع وأخد عظه من تجاربى السابقه لارجعت أسوء بكتير من الأول رجعت مسخ فى صورة بنت جميلة أو شيطان على رأى سامر ..صحيح أى رجل يتمنى أى نظرة منى علشان يكسب ودى وقلبى...ضربت بيدها فوق قلبها بعنف وأكملت بآسى وحسرة : لكن من جوة هنا فاضى ..أكملت بعيون دامعه وقهر : ده كفايه أنى تآمرت على أختى وخليت عواد يخطفها ..أختى اللى كانت هتضيع منى بسبب طيشى وتهورى شوفتى بقى يامدام مديحه أخرة تربيتك الماسخه وصلتنى لاأيه؟


حاول وكيل النيابه فض هذا العراك القائم بين مديحه وأولادها المزيفون بينما سامر وزهرة وحمدان كانوا يجلسون فى حاله من التسمر والصدمه ليوجه الأخير حديثه نحو ألهام بهدوء.


-: للآسف يابتى أبوكى وأمك ماتوا وماعاد لكى غير شجيجتك زهرة وشجيج تانى أسمه رامى وأنى عمك حمدان أخو أبوكى ولكى حج عندى هتأخديه بما يرضى الله.


أستدارت ألهام برأسها نحو عمها وأنسابت الدموع داخل مقلتيها وهتفت لتقول بصوت مختنق ونبرة يشوبها السخريه والتهكم : كمان طلع ليا أخ وعم ومعرفهومش غير النهاردة لا وكمان يطلع ليا حق عندكم لاأرجوكم كفايه صدمات لو فى حد عنده حاجه تخصنى قولوهالى بالمرة لأنى بجد مصدومه من كل اللى بسمعه ده. 


أنهارت ألهام فى مكانها وبكت بكاء هستيرى بعد تكشف الحقيقة كامله أمام عينيها ليصدر وكيل النيابه حكمة الأخير وقام بتحويل مورد الأدويه وخالد وكذلك ألهام الى محكمة جنايات الأسكندريه أما عن عواد ومخيمر فتم تحويلهم الى جنايات قنا لأتخاذ اللأزم ضدهم ,,لتخرج ألهام من غرفه وكيل النيابه مكبله بالأصفاد تسير برفقه العسكرى الى حيث محبسها لكن زهرة ركضت خلفها وقامت بالمناداه عليها لتستدير الأخيرة بجسدها نحو شقيقتها وقامت زهرة بوضع كفها فوق كتفها وقالت بهدوء وأبتسامه صافيه مثلها. 


-: أطمنى ياألهام أنا وسامر مش هنسيبك وهنعمل المستحيل علشان يسقطوا عنك الحكم خالص أنتى أختى ومسمحاكى ومش هأسمح أبدا أنك تتسجنى بسببى.


أبتسمت ألهام أبتسامه شاحبه وحزينه ثم قالت بأسى : أنتى طيبه أوى يازهرة بصراحه سامر محظوظ بيكى ربنا يخليكم لبعض المهم خدى بالك منه لأنه أنسان محترم فى زمن قلت فيه الرجوله وماتحمليش همى خالص أوك ...قامت زهرة بأحتضان ألهام بقوة وبكوا الأثنين بحرقه ولوعه وآسى كأنهم لم يبكوا من قبل وبعد مده أبتعدت الأخيرة عن محيط ذراعى شقيقتها وأولت ظهرها لها ثم قالت الى العسكرى بأمر. 


-: من فضلك خدنى من هنا.

لينفذ العسكرى الأمر فى الحال وظلت ألهام تسير معه حتى أختفت تماما عن أنظار زهرة لتجهش فى بكاء مرير ليأتى سامر من خلفها وظل يربت على كتفيها بحب محاولا مواستها فى مصيبتها ليقول معاتبا أياها بلطف وبنبرة خافته : مالكيش حق يازهرة تسامحيها بعد اللى عملته فيكى دى تستحق السجن.

******************************************

أستدارت زهرة نحو سامر بعيون منتفخه من كثرة البكاء ثم قالت بلوعه وألم يعتصر قلبها وهى منكسه الرأس :دى أختى ياسامر مقدرش أشوفها بتتعذب قدامى وتبقى زيها زى المجرمات صدقنى مقدرش.


رفع سامر مقدمة وجهها بسبابته وأبهامه وأبتسم اليها بعشق وشغف جارف وبصرة وعيونه تتحرك فوق ملامحها ثم قال لها بحب : وعلشان طيبه قلبك دى أنا بحبك أوى يازهرة وهفضل أحبك لحد ماأموت.


وضعت زهرة أصابع يدها فوق شفتيه كى تمنعه من الأسترسال فى حديثه الذى يألمها ولاترغب حتى فى سماعه لتقول معاتبه أياه : بعد الشر عليك ياحبيبى أوعى تقول كده تانى لأحسن أزعل منك.


أمسك سامر كفها وبدأ بتقبيل أطراف أصابعها بنعومه أصبع تلو الأخر بشغف ثم قال محاولا تخفيف حده التوتر التى مرت بهما منذ وصولهم الى القسم : طب يلا بينا من هنا علشان مش حابب المكان ده ....وماكادوا أن يرحلوا حتى أتى صوت حمدان من خلفهم ليقول له بتوبيخ : خلى عندك ذوج ياواد أنت ووصلنى الموجف لول وبعدين أرجع مع مرتك ماطرح ماأنت عاوز الدنيا مش هتطير.


شعر سامر بالحرج من نفسه ليستدير برأسه نحو حمدان وظهرت أبتسامه جذابه فوق ثغرة ثم قال بتأكيد : لا طبعا ودى تيجى أتفضل. 


غادر الجميع القسم وقام سامر بإيصال حمدان الى حيث موقف الحافلات فقد كان الأخير يصطف بسيارته بالقرب من الموقف وعندما أطمأنوا عليه عادوا الى شقتهم لتستقبلهم والدة سامر بحفاوة وترحاب شديد لتتجه زهرة نحوها وأرتمت بين أحضانها وأجهشت فى البكاء لتقول ثناء مربته فوق كتفيها بحنو وأبتسامه ساحرة .


-:حمدا لله على سلامتك يابنتى نورتى شقتك من تانى.

بعد أن هدأت زهرة أبتعدت عن محيط ذراعي حماتها وقامت بمسح دموعها بأناملها وبادلتها بأبتسامه خافته قائله بنبرة هادئه ممزوجه بلوعه :البيت هو اللى مفتوح بحسك ياماما ثناء آه لو تعرفى أنتى واحشانى قد إيه.


قالت ثناء بمداعبه:وأنتى كمان وحشتينى أوى يازهرة عارفه لما سامر أتصل عليا فى المستشفى وحكالى اللى حصلك كنت هتجنن عليكى لكن طمنى أنك بقيتى كويسه وأعتقد بقى أن جه الوقت علشان تحنى على أبنى الغلبان اللى واقف جنبك دة....مشيرة بيدها نحو سامر الذى غمز بطرف عينه لوالدته موافقا على رأيها بينما توردت وجنتي زهرة بحمرة الخجل الشديد ليستهل قوله بثقه وتأكيد : وأنا نفسى والله بس لأزم الأول أفرح حبيبتى ونور عينى وأعمل لها أحسن فرح فى الدنيا ....ليقترب سامر من زهرة وظل ينظر إليها بعشق لتتلاقى أعينهم بنظرات غائمه بالمشاعر قائلا بكل حزم :لأزم زهرة تفرح وكفايه عليها الغلب اللى شافته طول حياتها ربنا يقدرنى على أنى أكون زوج جدير بحبها وقلبها الطيب ده.... أمسك كفها وقبله بنعومه لتحمحم والدته بحرج:أحم أحم نحن هنا ...... آفاق سامر وزهرة من نشوة مشاعرهم على صوت والدته ليصدح صوتهم العالى بالضحك وبعد فترة كان رامى قد عاد من مدرسته متجها نحو الشقه وماأن فتحت مدبرة المنزل له الباب ورأى شقيقته أمامه بصحه جيده حتى هرول مسرعا نحوها وأرتمى مختبئا فى صدرها بضع لحظات ثم أبتعد عن محيط ذراعيها وقال وهو يبكى بتأثر.


-:حمدا لله على سلامتك ياأبله زهرة البيت من غيرك كان وحش أوى,,قامت زهرة بأحتضان وجهه بكفها ليكمل بتأكيد:أوعدك أنى هأكثف كل جهودى الفترة الجايه مع الكابتن محمد المهدى المدرب بتاعى وهأطلب منه أنه يدخلنى فى مسابقات ملاكمة علشان أبقى قوى وساعتها هأحميكى من أى حد يحاول يأذيكى.


رفع سامر إحدى حاجبيه مستنكرا حديث الصغير ليقول بعتاب: الله وأنا روحت فين بقى ياأستاذ رامى دة أنا بنفسى اللى هأخليك تشرب الملاكمة شرب لحد مايبقى عودك قوى وناشف ووقتها نقدر نحميها سوا أنا وأنت هاقلت أيه؟


راقت الفكرة داخل عقل الصغير لتظهر فوق ثغرة أبتسامه بريئه وعفويه وكور قبضه يده بقوة وفعل سامر بالمثل ثم قاموا بضرب كفوف أيديهم بحماس شديد لتتعالى صوت ضحكات الجميع والتى هزت أركان البيت بسعادة حقيقيه لعودة زهرة وهى مفعمة بالأمل والتفاؤل والحب....وبعد مرور مايقرب من أسبوع أصدرت المحكمه حكمها النهائى والفيصل فى قضية خطف زهرة بأحكام مغلظه على مورد الأدويه بخمسة عشر عاماً وعلى مخيمر وعواد بعشر سنوات كما تم الحكم على خالد بخمس سنوات فقط وبعد أن نجحت زهرة فى توكيل محامي للدفاع عن شقيقتها تم الحكم الصادر ضدها بحبسها ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ بينما كانت زهرة حزينه من أجل شقيقتها على الرغم مما فعلته بها سابقا لكن يبقى قلب الأخيرة مملوء بالحب والعطاء الوفير الذى هو مصدر سعاده الآخرين...وعلى الجانب الأخر بكت زوجه عواد وكذلك حمدان بكاءا شديدا عقب صدور الحكم النهائى ليقوم مربتا فوق كتفيها محاولا تهدئتها وقال لها بحزن وآسى.


-:معلش يابتى أنى مش هجولك ماتبكيش لأنه فى لول والآخر ولدى مهما حصل منيه وأنتى مرته أم عياله لكن هو غلط ولأزما يتعاجب علشان مايكررهاش تانى عارف أن الموجف صعب علينا كلاتنا بس أنتى أدعي ربنا يصبرنا لحد مايخلص عجوبه السجن.


حركت راويه رأسها بأستسلام وهى تبكى بلا أنقطاع فمهما أخطا عواد فى حقها يظل زوجها ووالد أبناءها لترحل عائدة إلى بيت العائله مع حماها فى صمت ,,أما عن زهرة فكانت تبدو أمام الجميع مبتسمه لكن قلبها دائما ماكان ينزف ألما وحسرة على حال تؤامها وأحيانا أخرى كانت تبكى بكاءا متواصلا داخل غرفتها لكى لاتظهر ضعفها وقله حيلتها أمام شقيقها وكذلك زوجها وحماتها ...وبعد مرور أسبوع أخر كانت زهرة تتحدث مع سامر بصوت شبه مرتفع عن ألهام عندما كانوا يجلسون فوق الأرجوحه التى كانت تتوسط حديقه المنزل بينما كان شقيقها يسترق السمع عقب أقترابه من البوابه الخارجيه للمنزل عند عودته من المدرسه حيث سمع الحديث الدار بينهم واليوم التالى أستوفقها الصغير ثم سألها مستفسرا بحيرة :أبله زهرة هى أبله ألهام تبقى صحيح أختى؟


حدقت اليه زهرة بدهشه بسبب سؤاله المباغت فهى لم تذكر أمامه تلك الصله القويه التى تجمعهما بألهام لتومىء رأسها بالأيجاب وزفرت بأحباط قائله بأعين دامعه: أيوة ياحبيبى أبله ألهام أختنا وممكن كمان نلاقى ورق كتير فى بيتنا القديم يخصها .....أستدارت زهرة بصرها نحو سامر وطلبت منه برجاء حار الذهاب معها حيث شقتهم القديمه علها تعثر على مايريح قلبها وبعد إلحاح منها رضخ لطلبها وأخذها هى وشقيقها نحو شقتهم.


عقب وصولهم داخل الحى أطفأ سامر محرك سيارته ونزلوا الثلاثه وبدأوا بالسير أتجاه البنايه فى صمت بينما كان المدعو فوزى يجلس فوق كرسيه فى الشارع ينفث من النرجيله وهو يرمقهم بشزر وسرعان ماترك النرجيله من يدة وظل يضرب كفيه ببعضهم بسخط وضجر ليتجاهلوة تماما حتى وصلوا أمام الشقه لتقوم زهرة بفتح الباب ثم دلفوا فى صمت لتستأذن الأخيرة من زوجها وذهبت نحو غرفه والدها وماأن أقتربت من الباب وفتحته حتى وجدت الغرفه كما هى ويتراكم عليها الغبار من كل مكان لتزفر بحزن ثم لمحت صندوق كبير موضوع فوق دولابه الخاص لتقوم بالمناداة على سامر كى يساعدها فى نزوله ليقوم بوضع الصندوق على الأرض وفتحته على مضض ثم بدأت بأفراغ محتوياته كلها وبدأت تطالع الأوراق واحده تلو الأخرى بتأنى حتى وجدت مظروف كبير ومطوي يبدوا أنه قد عفا عليه الزمن حيث كان مظروف أصفر قديم ذو رائحه مميزة لتفتحه ثم وجدت بداخله شهاده ميلاد ألهام الأصليه كما وجدت رساله من والدها مكتوبه بخط يده وكان مضمونها كلآتى. 


-: بنتى الحبيبه زهرة كان نفسى من زمان أقولك على الحقيقه المرة اللى ياما حاولت كتير أخفيها عنكم أنتى وأخوكى كان نفسى تعرفى أن لكى أخت توأم لكن مقدرتش صدقينى كنت خايف من المواجهه معاكى وكنت خايف أبقى صغير فى نظرك أو أنك تقوليلى ليه خبيت عنكم كل المده دى وليه أتخليت عنها بكل بساطه بس عاوز أقولك أنى عملت كده غصب عنى ..يابنتى حياتنا كانت صعبه جدا وماكنتش قادر حتى أصرف عليكم وكان أسلم حل عندى أنى أبيعها لحد مقتدر يقدر ينشلها من الفقر اللى كنا عيشينه وصدقينى أنا كنت كل يوم بلوم نفسى وبتألم علشانها لأنها كانت بعيده عنا لكن كنت ببقى مسبوط لما أعرف أنها عايشه عيشه مرتاحه كل اللى طالبه منك أنك تسامحينى وتغفرلى وتحاولى تدورى على أختك وتأخديها فى حضنك يمكن مايبقاش فى العمر بقيه أنى أشوفها تانى قبل ماأموت سامحونى ياولاد وحقكم عليا لأنى فرقتكم عن بعض ..أبوكم محمد. 


بعد أن أنتهت زهرة من قراءة الرساله حتى أجشهت فى بكاء مرير ثم قالت بقهر كأنها توجه اللوم والعتاب على والدها الراحل : الله يسامحك يابابا لأنك بعدتنى عنها. 


شعر سامر بغصه فى قلبه وأكتست ملامحه بالحزن والآسى من أجلها ليجثو فوق ركبيته أمامها وسرعان ماضمها الى صدره وظل يهدهد فيها لتزيد هى فى بكاءها ونحيبها المتواصل وقام بالتمسد على شعرها بحنو محاولا مواستها ثم قال بصوت متهدج خافت : زهرة اللى بتعمليه ده غلط أنك تلومى على باباكى دة مش حل هو معدش موجود علشان تعاتبيه أختك غلطت وأخدت عقابها ....زفر زفرة مطوله بأسى وعاد ليقول بنبرة حانيه : عارف أنك بتمرى بلحظات صعبه لكن لأزم تقاومى حزنك وأنكسارك أذا ماكنش علشان خاطر ألهام يبقى علشان خاطرى وأنا متأكد أن خاطرى عندك يساوى كتير صح ولالا.


تشبست زهرة بسامر بقوة ليقوم بضمها أكثر الى صدرة وأحتوها بحب وبعد عده دقائق أبعدها عنه ومسح دموعها بأنامله وقبلها من أعلى رأسها ثم تحدث بهدوء ورزانه : يلا بينا نرجع البيت لأن الشقه دى بقت ضيقه أوى وكئيبه ومكانك معدش هنا. 


أومات رأسها بأستسلام وموافقه ليرحلوا من بيت والدها تاركين الماضى بكل أوجاعه وأحزانه خلف تلك الجدران المتصدعه وعادوا الى شقه سامر حيث الحب والدفء الأسرى الذى وجدته بعد عناء والذى لطالما تمنته من كل قلبها.

البارت الأخير

خاتمة (الجزء الأول)


داخل شقه أبراهيم كانت سها تجلس فى غرفتها مقرفصه فوق مضجعها تنظر الى الفراغ الذى أمامها بشرود فى تلك اللحظه دلف زوجها الغرفه عقب عودته من عمله ليجد زوجته شاردة ويبدو على وجهها الحزن والآسى ليقرر التوجه نحوها وجلس بجانبها وهو يمسد على شعرها بحنو وقال بصوت رخيم هادىء ومتزن.


-: حبيبه قلبى زعلانه ليه؟

أفاقت سها على صوته ولمسات يده الحانيه ثم رفعت بصرها نحوه وقطبت حاجبيها بضيق وهى تحدق اليه بأستنكار وعقبت بحده : أنت معنتش مهتم بيا زى الأول ياأبراهيم وأغلب وقتك بتقضيه فى الشغل وأنا ولا كأنى موجودة فى حياتك مابقتش فاهمة أنت متجوزنى ولا متجوز الشغل؟


ربت فوق كتفيها محاولا تهدئتها لكنها نفضت يده عنها قائله بتأفف : متحاولش ترضينى وماتفتكرش أنك لما تطبطب عليا هلين لأنى خلاص زهقت من أهمالك ده.


أندهش أبراهيم من فرط عصبيتها ليهب واقفا ثم نظر اليها بعتاب وقال بجمود : معاكى حق أنا غلطان بس ماسألتيش نفسك ولو لمرة واحدة أنا ليه برجع كل يوم متأخر من الشغل ؟...سحب نفسا عميقا وعاد ليقول بتأفف: لأنى بضطر أشتغل شغلتين فى يوم واحد ,,واحدة فى البنك والتانيه فى الشركه الأستثماريه اللى كنت قلتلك وبعمل كل ده علشان أوفرلنا ولأبننا اللى جاى حياه كريمه لكن للأسف أنتى مافيش فايدة منك ولاحاجه بتعجبك ومهما حاولت أقولك أنى بعمل كدة بدافع حبى لكى مابتقتنعيش بكلامى وتفضل أسطوانه كل يوم اللى مابتخلصش أنى هاملك وماعنتش مهتم بيكى خلاص مليت من أسلوبك دة ومابقتش عارف أرضاكى أزاى أو أعمل أيه تانى ومعملتهوش؟


شعرت سها بتسرعها ليولى هو ظهرة لها وقبل أن يلملم ثيابه كى يذهب الى الغرفه المقابله حتى قفزت من مكانها بسرعه الريح وأتجهت صوبه وأحكمت قبضه يدها فوق ذراعه بأحكام كى تمنعه من البعد عنها ثم أستدارت بجسدها نحوة وقالت بندم شديد : سايق عليك النبى ماتزعل منى ...أبراهيم أنت لازم تعذرنى لأنك عارف أن هرمونات الحمل مبوظه أعصابى على الأخر ده غير أن وجودك معايا وجنبى بيطمنى ولما بتغيب عنى فترة طويله ببقى مخنوقه ومش عارفه أطلع كبتى وزهقى فأول مابشوفك غصب عنى بنفعل عليك ده غير أنى بقالى فترة ماأعرفش حاجه عن زهرة وكل ماأطلبها على المحمول بتاعها يقولى مغلق وغير متاح معلش حقك عليا أنا أسفه. 


نظر الى كفها القابض فوق رسغه لتلين ملامحه فى ثوان ثم قال بهدوء : سها والله العظيم أنا مقدر كل اللى بتمرى بيه بس أرجوكى حاولى تتمالكى أعصابك وتبقى مرنه شويه فى تعاملك معايا ....سحب نفسا عميقا وأكمل بصوت رخيم هادىء : أما بالنسبه لزهرة فهى كويسه بس هى الفترة اللى فاتت دى ماكنتش بترد عليكى لأن أبن عمها المعتوة خطفها وكان موال كبير جدا لما تشوفيها هى هتحكيلك بنفسها على كل حاجه.


أتسعت عين سها بصدمه ودهشه عقب سرد زوجها ماحدث لصديقتها لتتغير ملامحها وقالت بأمتعاض وبنبرة غاضبه : وأنا بقى أخر من يعلم مش كده ؟ يعنى أنت كان عندك علم أنها كانت مخطوفه وساكت طب ليه؟ ليه مش قلتلى قبل كده فى حين أنك كل يوم كنت بتشوفنى وأنا بأتصل عليها وببقى هتجنن عليها ليه ياأبراهيم حرام عليك والله العظيم حرام عليك اللى أنت بتعمله فيا ده.


أجشهت سها فى البكاء ليضمها نحو صدرة وربت على ظهرها محاولا تهدئتها وأزاله نقطه الخلاف بينهم ثم رفع وجهها اليه وطبع قبله رقيقه عند زاويه فمها قائلا بصوت خافت: ماكنش ينفع أقولك وقتها. 


سألته بحده : ليه؟

قال بهدوء يخالف عكس توترة : لأن مافيش حد كان يعرف المكان اللى كانت مخطوفه فيه والأستاذ سامر سافر وأنقذها وبعدين أتصل عليا وبلغنى بكل حاجه وطلب منى أنى مش أعرفك لأنك حامل والأنفعال غلط عليكى.


هدأت سها ثم قالت لزوجها بنبرة رجاء حارة : أبراهيم لو سمحت خدنى أشوفها وأطمن عليها.


تحدث أبراهيم برفض: سها أنت عارفه الساعه كام دلوقتى؟ الساعه داخله على 12 بعد نص بالليل والوقت أتأخر بصى خلينا لبكرة أحسن يكون الوقت بدرى عن كدة أتفقنا.


أومات سها رأسها بأستسلام لتعود نحو مضجعها وتمددت عليه ليتجه هو بدورة اليها وتمدد بجانبها وظل يهدهد فيها كأنها أبنته الى أن نامت بينما ظل هو يتأمل ملامحها حتى غالبه النعاس ...وفى صبيحه اليوم التالى وبعد ألحاح منها أوصلها زوجها الى بيت صديقتها وهناك رحبت بها مدبرة المنزل وأدخلتها ثم طلبت منها المكوث ريثما تبلغ مخدومتها وأبلغت زهرة وسامر بمجىء سها ليومئوا برؤوسهم ونزلوا وهم يشبكون أيديهم بأيدى بعضهم بقوة وماأن رأتها سها حتى هرولت بأتجاهها وأرتمت فى صدرها وظلت تحتضنها بأشتياق جارف وبعد وهله أبتعدت عن محيط ذراعيها وقالت بنبرة معاتبه الى صديقتها المقربه.


-: وحشتينى آوى يازهرة ولو أنى عاتبه علي الأستاذ سامر يعنى معرفش باللى حصلك غير من أبراهيم ؟ وفى الأخر يقوله ماتعرفهاش علشان الحمل ده أنا بقالى مده قلبى وأكلنى عليكى لالا بجد أنا زعلانه وواخده على خاطرى منكم.


ربتت زهرة على كتف سها برفق كى تزيل توترها قائله بنبرة حانيه : سامر عمل كده لأنه عرف من أبراهيم أنك مش حمل سفر وبهدله خصوصا أن المسافه طويله من الأسكندريه لقنا ورجوع تانى هيبقى تعب عليكى فأضطرينا نخبي عليكى علشان مش تتعبى ياحبيبتى.


عادت سها وأحتضنت زهرة بقوة وهى تبكى بتأثر لتقول من بين دموعها وشهقاتها المتواصله : أنا كنت هتجنن لأنى كل ماأتصل عليكى أو على الأستاذ سامر ماكنش حد بيرد عليا.


أخبرتها زهرة أنه لاداعى لكل هذا القلق لتهدأ سها ثم جلست فوق الأريكه بأراحيه وقامت مدبرة المنزل بتقديم الواجب وبعد فترة كانت الأولى توزع بصرها بين صديقتها تارة وبين سامر تارة أخرى لتقول بتسرع . 


-: ها مش ناويين بقى ولاأيه؟ عاوزة أفرح بيكم لأن الصراحه موضوعكم طول أوى وبوخ وماينفعش تفضلوا أخوات كدة على طول.


شعرت زهرة بالحرج الشديد بسبب جراءة صديقتها وكذلك سامر بسبب وظلوا يحدقون الى بعضهم بأرتباك لكن سرعان ماتحدث سامر وعينيه تلتمع بسعاده وهو ينظر الى زهرة بعشق: هيحصل يامدام سها وقريب أن شاء الله. 


عادت سها لتسرعها وهى تقول بأمتعاض وتضم ساعديها حول صدرها: وده هيحصل أمتى أن شاء الله؟


رمقتها زهرة بتحذير كى تصمت لتتوقف سها عن التحدث واضعه يدها فوق فاها بينما قال سامر بثقه : أن شاء الله قريب آوى بس لما أعمل أحلى فرح لأحلى وردة فى حياتى,,صمت ثوان وعاد ليقول بثبات : زهرة بنت ومن حقها تفرح زى أى واحدة وتعيش اللحظه الجميله دى بكافه تفاصيلها...أستدار برأسه نحو زوجته قائلا بشغف : أجمل وأرق زهرة عرفتها واللى ملت عليا حياتى ودنيتى بالسعادة.


حدقت سها اليهم ببلاهة وزفرت بأرتياح وقد غامت عينيها بسعادة حقيقيه من أجل صديقتها وقامت بحركه تلقائيه بيدها نحو ذراعها الحرة كأنها تعزف فوق الكمان قائله بمداعبه : هااا ياعينى على الحب وأيه كمان!!....قهقه سامر وزهرة على تلك المداعبه اللطيفه من جانب سها وقضت معهم وقتا ممتعا ثم عادت الى شقتها برفقه زوجها.

***********************************

بعد مرور يومين كان سامر يستعد لأرتداء حلته ثم وضع عطرة وصفف شعرة بعنايه عقب أنتهاؤة خرج من الغرفه ليجد زهرة تمر بالمصادفه وعقب رؤيتها له وهو فى كامل زينته حتى حدقت اليه بدهشه قائله بأمتعاض ووجه عابس.


-: رايح على فين بدرى كدة؟

هتف سامر بتردد : آآ رايح المعهد لأن العميد أتصل عليا وطلب يقابلنى لوحدى حتى ماقلش هو عاوزانى ليه.


لمح سامر فى عين زهرة الحزن ليطمأنها قائلا بنبرة عاشقه : ماتزعليش وأوعدك مش هتأخر عليكى أوك.


نكست رأسها فى الأرض بأستسلام وهتفت بنبرة مهزوزة :لا طبعا وهزعل ليه المهم تأخد بالك من نفسك وتسوق على مهلك.


رفع سامر وجهها ليجد بعض الدموع المتجمعه داخل مقلتيها ليقوم بأخراج محرمه ورقيه من جيب بنطاله ومسح دموعها وقرب شفتيه من خاصتها طابعا قبله شغوفه فوق ثغرها وودعها وخرج من الشقه عازما على تنفيذ خطته التى لطالما فكر فيها منذ عوده مالكه قلبه الى دفء حضنه وبيته نعم فهو يعشقها حتى النخاع وقد حان الوقت كى يحول زواجه منها الى حقيقه مؤكدة ليتجه نحو السيارة وصعد داخلها ثم أدار محركها منطلقا نحو غايته يفكر فى مستقبله الوشيك مع حبيبته وشرد وهو يقود وكاد يصطدم بالسيارات المارة أمامه لولا أن فاق بسرعه محاولا تفادى الأصطدام وظل يقود بتروى حتى وصل الى هدفه ....لتمر ثلاثه أيام بليالهم لم يحاول سامر الأطمئنان على زهرة ولو بمكالمه واحدة ماجعل القلق يتملكها وحاولت الأتصال به لكن النداء الآلى كان يجيبها أن هاتفه مغلق ماجعل الخوف يزداد فى قلبها خشيه أن يكون مكروه قد أصابه وهى لن تتحمل ذلك لذا أعتزمت فى قرارة نفسها الذهاب الى المعهد للأطمئنان عليه وأستأذنت من حماتها وخرجت من الشقه تسبقها نبضات قلبها المتسارعه ثم أشارت الى سيارة أجرة وطلبت من السائق أيصالها وماأن وطئت بقدميها داخل المعهد حتى وجدت سها تجلس ومعها بعض الفتيات يتسامرون ويضحكون لتهرول زهرة نحوهم وقالت بأنفاس لاهثه.


-: سها فين سامر ؟ أنا بقالى 3 أيام معرفش عنه حاجه وهو كان قالى أن العميد عاوزة ووعدنى أنه مش هيتأخر حتى برن عليه الالقى تليفونه مغلق طمنينى هو بخير؟ 


لاحظت سها الخوف الكامن داخل عيون زهرة لتقوم من مكانها وربتت على ظهرها محاوله تهدئتها وقالت بتعقيب: أطمنى ياحبيبتى الأستاذ سامر كويس وبخير.


زفرت زهرة بأرتياح ثم عقبت بضيق سيطر على كافه ملامحها : ولما هو كويس طب ليه مابيردش عليا؟


قالت سها بنبرة هادئه : طب ممكن تهدى وتيجى معنا !!!

سألتها زهرة بحيرة : أجى معاكم على فين؟

هتفت سها بطمأنه : تعالى بس وأنتى هتفهمى كل حاجه.


غادرت زهرة برفقه سها وباقى الفتيات والغموض يكتنفها ثم أشارت الى سيارة أجرة وفتحت باب السيارة الأمامى وجلست بجانب السائق ...أما عن زهرة وباقى الفتيات فقد جلسوا فى المقعد الخلفى وأنطلق بهم السائق بسرعه البرق وظل عقلها يذهب ويجىء بغير هوادة حتى توقف السائق أمام أحدى مراكز التجميل لتنزل سها فى صمت أعقبها نزول زهرة ودلفن الى المركز ثم أشار لها المزين بيده كى تجلس على الكرسى وعلى الرغم من توترها الا أنها أنصاعت لأوامرة وجلست دون أن تنبت ببنت شفه ليبدأ المزين بتصفيف شعرها وجعله فى أبهى صورة وبدأ بوضع لمسات قليله من الميك آب فوق بشرتها ,,ثم أخذتها سها وأتجهت نحو غرفه تبديل الملابس وأعطتها فستان زفاف يبدو من شكله وخامته أنه باهظ الثمن لتهمس فى أذن زهرة بنبرة مريحه. 


-: زهرة أنا عارفه أنك متوترة من كل اللى بيحصل النهاردة لكن أؤكدلك أن كل حاجه تمام ...ظهرت فوق ثغرها أبتسامه هادئه كى تزيل توتر صديقتها وأكملت بمداعبه : يلا ياعروسه علشان عريسك مستنيكى على نار.


هدأت زهرة بعدما تأكدت أن حبيبها أراد أن يفاجأها بطريقته الخاصه لتقوم بأرتداء فستان الزفاف وغادرت مركز التجميل وهى تبدو كالبدر المضىء فى كبد السماء لتجد سيارة خاصه مزينه بالورود فى أنتظارها لتصعد داخلها هى وصديقاتها وأنطلقت بهم حيث المكان المنشود لتجد نفسها أمام صرح كبير وضخم مصمم من الخارج بالزجاج الفاميه العاتم ذو لمعه جذابه لتنزل زهرة أمام هذا الصرح وقامت سها بفتح الباب ليظهر من خلفه صاله كبيرة واسعه ووثرة أرضيتها مزينه بالعشب الأخضر متلألأة بكافه الأنوار المبهرة وجميع من تحبهم متواجدن بالداخل فى أنتظارها وفى المنتصف يوجد ممر قصير ذو سلالم خشبيه مرصوصه بجوار بعضها البعض تتخذ شكل دائرى ومن أسفله يشبه حمام سباحه كبير يعكس جمال المكان ورونقه وعند آخر هذا الممر كان سامر يقف على أحر من الجمر ومن خلفه توجد أريكه بيضاء كبيرة متصله بأعمده مزينه بأضواء وورود لتنبهر زهرة وألتمعت عينيها بسعاده طاغيه لتهمس سها فى أذنيها قبل دفعها نحو الأمام برفق.


-: مالك يازهرة واقفه كده ليه ؟يلا أتحركى.

مالت زهرة نحو أذن سها وقالت بسعاده وتوتر: مش عارفه ياسها حاسه أن رجلى أتسمرت فى مكانها مش قادرة أصدق جمال اللحظه دى بالذات أنا عمرى ماكنت أحلم أن يكون فرحى حلو بالشكل دة.


نكزتها سها من مرفقها برفق لتقول بمشاكسه: العشق يعمل أكتر من كدة ياأختى ...زمت على شفتيها بعدم رضى وقالت بقله حيله : ياميله بختى يوم جوازى من سى أبراهيم معمليش ربع فرحك ...زفرت زفرة مطوله وقالت بمداعبه: المهم بلاش تفضلى متنحه كدة كتير وأتحركى.


بدأت زهرة تتحرك بتروى وهى ممسكه بيدها باقه ورد أبيض ملائم لفستانها حتى وصلت الى سامر ليزفر بأرتياح وأبتسم لها أبتسامه جذابه وقام بأبعاد الطرحه من على وجهها وطبع قبله رقيقه فوق جبينها ليقول بهمس عاشق .


-: أخيرا ياحبيبتى جه اليوم اللى ياما حلمت بيه مبروك يازهرة حياتى.

أبتسمت زهرة وقالت بهمس : الله يبارك فيك ياحبيبى ياكل دنيتى بس أنا عاتبه عليك يعنى تخبى عنى مفأجاه جميله زى دى وتكدب عليا وتقولى أنك رايح المعهد وتغيب عنى 3 أيام بلياليهم وكمان تقفل موبايلك حرام عليك أنا كنت هتجنن عليك.


تحدث سامر بنبرة هامسه : لكى حق تزعلى بس ماكنش ينفع أقولك وقتها والا ماكنتش هتبقى مفاجأه.


هتفت زهرة بحب : أحلى وأجمل مفاجأه ربنا يخليك ليا مايحرمنيش منك أبدا.


أمسك سامر كفها وقام بألباسها خاتم الزواج فى أصبعها الخنصر وشبكه قد أشتراها منذ مده كعربون محبه لها وبعد أن أنتهى مد يده لها لتقوم بوضع خاتم الزواج فى أصبعه وأخذ كفها بين راحه يده وظل يراقصها وسط سعاده جميع الحاضرين والذين كان من بينهم عمها وحماتها وكذلك شقيقها وأستمر حفل الزفاف حتى وقت متأخر من الليل ليعود بها نحو عشهم السعيد ليحملها بين ذراعيه بخفه وصعد بها نحو غرفه الزوجيه ليقوم بأنزالها برفق وفتح الباب بينما ظلت زهرة متسمرة فى مكانها بضع لحظات شاعرة بالخجل الشديد لتدلف على أستحياء وقام سامر بأغلاق الباب خلفه وأدارها نحوه وظل يتأملها بعشق جارف وأقترب منها بتروى حتى أصبح وجهه ملاصق لوجهها ولامست شفتيه شفتيها وبدأ بطبع عده قبلات مشتاقه تحولت فيما بعد لقبلات قويه ثم نزل بشفتيه على طول عنقها وطبع قبلات أخرى بشغف لتستسلم زهرة له بكل جوارحها وتشبست به من تلابيبه بقوة ليقوم بحملها وأجلسها فوق المضجع وقام بشد سحاب فستانها برفق ليسقط الفستان على الأرض وشهقت بصدمه وتوردت وجنتيها بحمرة الخجل ليبتسم على براءتها وعاد بتقبيلها لتتوه هى بين أضلعه حيث أحتواها بمشاعرة الجياشه وسبح كلا منهما فى بحور من العشق المتواصل وبعد فترة أصبحت زهرة زوجه لسامر قلبا وقالبا لتقول بصوت متهدج من المشاعر التى سيطرت عليها. 


-: سامر. 

تحدث سامر بهمهمه : أممممممم نعم يا نبض العين والقلب. 

قهقهت زهرة بسعادة طاغيه وقالت بتدلل : هههههه أنا مش قد الكلام الجميل ده.


رفع سامر كامل ثقله من على زهرة وقام بتمرير أنامله فوق صدغها الأيمن بنعومه ألهبت مشاعرها قائلا بحنو : أن ماكنتش هأقول الكلام الجميل ده لكى هأقوله لمين يعنى ...صمت ثوان وعاد ليقول بثقه : زهرة أنتى حته منى مراتى وحبيبتى وكل دنيتى الجميله يعنى من النهاردة معدش فى خجل بينا وبعدين دى يدوبك البدايه بس ياروح قلبى فحبيت أعبرلك فيها عن مشاعرى ناحيتك ولسه الأيام الحلوة فى أنتظارنا.


قالت زهرة محاوله أستفزازة : عارف ياسامر أنا أول ماقابلتك فى المعهد ماكنتش بتنزلى من زور.


قهقه سامر وعلا صوته أرجاء الغرفه ليقول بنفس وتيرة الأستفزاز التى بدأتها هى : الصراحه ولاأنتى كنتى بتنزليلى من زور وكنت نفسى أضربك على المقالب اللى كنتى بتعمليها فيا لكن مع ذلك وقعت فى غرامك وحبيتك ..بحبك ياعازفة على وتر قلبى.


بادلته مشاعرة حتى غرقا مجددا فى بحور عشقهم.

**************************************

توالت الأيام والشهور والحب يزداد بينهم وأصبحوا كروح واحده ليمضى من عمر زواج سامر وزهرة مايقرب من عام ونصف لكن كان هناك ماينغص عليها صفو حياتها ويؤرقها بأستمرار الأ وهى عدم الأنجاب حيث لم تحمل منه وأصبح الهاجس المسيطر عليها أنها عقيم وغير قادرة على الأنجاب ماجعل القلق يتملكها خوفا أن يمل منها ويذهب الى غيرها عله ينجب منها كل هذا جعلها عدوانيه وأصبحت شديده العصبيه فى التعامل مع كل المحيطين بها وهذا كان ينعكس عليه بالسلب ودائما ماكان يخلق بينهم بعض المشاحنات وفى أحدى مرات جلس بجانبها يستفهم منها سبب تغيرها الغريب والمفاجىء الذى طرأ عليها لتقول بحده.  


-: أنت معنتش مهتم بيا زى الأول ياسامر وبقالك شهرين بعيد عنى ونادر لما بتقرب منى وحتى لما بيحصل بتبقى حاضر بجسمك أنما عقلك وقلبك مش حاضرين معايا أنت أتغيرت آوى.


زفر سامر بضيق ثم قال بتأفف: زهرة أنتى كل يوم بتتكلمى معايا فى نفس الموضوع وكل مرة أقولك اللى شاغلنى عنك البروفات وعلى العموم ياستى أخر يوم فى البروفه بكرة وبعدها هتخلص الحفله ولكى عليا هأخد أسبوع كامل أقضيه معاكى يعجبك الحل دة!!!


حديث سامر لم يقنع زهرة بتاتا لتضيق عينيها بعدم رضى ثم سألته بحيرة: سامر هى فى واحده تانيه فى حياتك غيرى؟


أستنكر سامر سؤالها ليحرك رأسه بنفى قائلا بثقه : لا طبعا مافيش أى واحده تقدر تأخد مكانك فى قلبى وأنتى عارفه كده كويس.


عادت زهرة لتسأله بعدم أقتناع : طب وبتول؟

فهم سامر مخزى تفكيرها الخاطىء ليقول بأقتضاب : مالها بتول!!

سألته بحده : أيه اللى بينك وبينها ومن غير كدب.


علت فوق ثغرة أبتسامة ساخرة قائلا ببرود وهو يقوم بلف رابطه عنقه: ولاحاجه بتول مجرد بنت جديده بتتعلم موسيقى زيها زى أى بنت فى المعهد ..أستدار برأسه نحوها ثم أشار بسبابته نحو رأسها وأكمل حديثه بتهكم : أما بالنسبه للهواجس اللى بتدور فى دماغك دى فملهاش أى أساس من الصحة وصلت المعلومه؟


فركت زهرة يدها بعصبيه وقالت بضجر : بس أنا شوفتك وأنت بتهزر معاها الظاهر أنى خلاص معنتش ماليه عينك.


جز سامر على أسنانه بغيظ من حديثها المتكرر والمستفز لكنه مع ذلك تمالك أعصابه ليقول بضيق : بصى واضح جدا أن الكلام مش نافع معاكى ومهما حاولت أقنعك أن تفكيرك غلط فى غلط مش هتقتنعى لكن تأكدى أنى مش ممكن أخونك أبدا لا مع بتول ولاغيرها عاوزة تصدقى صدقى مش عاوزة تصدقى أنتى حرة أنا ماشى. 


ترقرقت الدموع من عين زهرة وقالت بصوت مختنق : رايح فين؟

زفر سامر بتأفف ومسح بيده على وجهه قائلا بعصبيه : رايح المعهد علشان البروفه هتبدأ كمان ساعه ولما أعصابك تهدى أبقى حصلينى.


تركها فى حيرتها وقلقها الذى لم يكن فى غير محله وماأن أختفى من أمام نظريها حتى أجهشت فى البكاء وبعد أن هدأت نزلت الى الدور السفلى لتجد حماتها تتابع الأخبار بأهتمام عبر التلفاز ,,بينما جلست بجانبها وشردت لتنتبه حماتها ولمحت فى عين زهرة الحزن لتقطع حاجز الصمت وقامت بالتربت فوق كفها وسألتها بحيرة. 


-: مالك يابنتى أحكيلى فيكى أيه أنتى بقالك فترة شكلك متغير ودايما حزينه ومهمومه وكل ماأسال أبنى يقولى مافيش حاجه شويه شد بسيط أحكيلى ياحبيبتى وأعتبرينى سر وغطا عليكى ووعد منى أى حاجه هأتحكيها ليا مش هقول لسامر وهيفضل سر بينا أحنا الأتنين.


بكت زهرة ثم قالت بلوعه: سامر أتغير معايا آوى ياماما.


حدقت ثناء اليها بصدمه لتقول تعقيبا على حديث زهرة : أزاى بقى؟

زفرت زهرة بأحباط وقالت بآسى : سامر بقاله فترة بعيد عنى وكل مابروح المعهد ألاقيه بيتكلم ويهزر مع بنت جديدة أسمها بتول وكل ماأساله أيه اللى بينه ومابينها ينكر أنا خايفه آوى ياماما من البت دى لتأخده منى خصوصا يعنى أنى ..أنى. 


سألتها ثناء على عجل وحيرة أنتابتها : أنك أيه يازهرة ؟

 قالت زهرة بآسى: خصوصا يعنى أن فات سنه ونص أهوة على جوازنا من غير خلفه.


حركت ثناء رأسها برفض لحديث زهرة الذى لم تقتنع به لكنها فهمت مقصدها وخوفها مما قد تأول اليه الأمور لتربت فوق كفها بحنو قائله بثقه : لا طبعا مش ممكن سامر يعمل كده أبدا وعلى فكرة أنا مبدافعش عنه لأنه أبنى لا لكن بعرفك لأنك متعرفيش أنتى بالنسباله أيه أنتى حب حياته صحيح ماكنتيش أول حب لكن تأكدى أن أبنى مش ممكن يخونك أو يفضل عليكى واحده تانيه أنا طبعا حاسه بيكى وبمخاوفك اللى مش فى مكانها وعلى العموم أستهدى بالله وأن شاء الله كل الأمور هتتحل.


أومات زهرة رأسها بعدم أقتناع ليمر يومي الحفله على مايرام وفى أحدى المرات ذهبت نحو مكتب زوجها وعقب دلوفها جلست فوق الكرسى منكسه رأسها فى الأرض بأسى وهى تبكى بتأثر ثم قالت بأسف وأعتذار : سامر أنا آسفه حقك عليا بس أنت كمان لأزم تعذرنى أنا نفسى أبقى أم.


قام سامر وتحرك نحوها حتى أصبح أمامها ثم جثى على ركبتيه ومسح دموعها بأبهامه قائلا لها بحب : زهرة أرحمينى وكفاية عياط ,,ثانيا أنا كمان محتاج أشوف الفرحه فى عينيكى وماتفتكريش أنى زعلان منك لأنك ماخلفتيش لأنى مؤمن أن كل شىء بيجى فى وقته زهرة أنا بحبك سواء خلفتى أو لا. 


قالت زهرة برجاء حار : بس أنا عاوزة أطمن أرجوك ياسامر لو بتحبنى بصحيح نفذلى طلبى.


أوما رأسه موافقا على رأيها كى يزيل توترها بشأن الأنجاب ليقول بطمأنه : معنديش مانع لو دة هيريحك بس أرجع وأقول ربنا بيسبب الأسباب ووقت مايريدلنا بالخلفه محدش هيقدر يقف قدام قدرته وحكمته. 

**********************************

فى المساء ذهب سامر مع زوجته الى طبيب النساء للكشف عليها وبعد أنتهاء الفحص أكد لهم الطبيب أنهم لايواجهون أى مشاكل من الناحيه الأنجابيه وأنها مسأله وقت كما لايوجد أى مشاكل صحيه تمنعهم من ذلك ونصحهم بقضاء وقت ممتع بعيدا عن جو التوتر والمشاحنات وبعد أطمئنان زهرة غادرت العياده مع زوجها وقام ببسط كفه فوق كفها وأخذ يملس على محبس الزواج بنعومه ليقول لها معتذرا. 


-: متأسف يازهرة لأنى كنت مقصر معاكى الشهرين اللى فاتوا دول بس وغلاوة عيونك الحلوين دول لمن بكرة أن شاء الله هأحجز لنا على أول طيارة ونطير على روما نقضى فيها أنا وأنتى أسبوع بعيد عن جو التوتر دة يمكن بعد كده ربنا يرزقنا بطفل....وضع سامر كفه فوق وجنتيها لتغمض عينيها بأستسلام للمساته ثم عادت لتفتحهما من جديد وهى تنظر له بهيام ليبتسم لها بعذوبه أذابت قلبها ليكمل بجديه : هاقلتى أيه أتفقنا!!


أومات برأسها مرحبه على حديثه,,وفى صبيحه اليوم التالى حجز سامر تذاكر السفر لروما وبعد مرور يوم سافروا وكانت رحله ممتعه وشيقه لهم وأستطاع تعويض زوجته عن الشهرين المنصرمين حيث قرر فى أحدى المرات أقامه أمسيه رومانسيه لها وقام بعزمها فى أحدى المطاعم الفاخرة وبعد أنتهاؤهم تناول الطعام أخرج من جيب حلته علبه قطيفه زرقاء وفتحها أمامها لتجد داخلها خاتم وكوليه من نفس النقشه مرصعين بفصوص من الماس الأصلى وقام بألباسها أياهم ثم طبع قبله شغوفه فوق كفها لتلتمع عينيها بسعادة طاغيه وتلألأت عينيها بالدموع وهى تحدق الى الخاتم والكوليه بأعجاب لتقول بعشق.


-: الله حلوين أوى ياسامر ربنا يخليك ليا ياحبيبى بس مش كده كتير؟

أبتسم سامر لها بعذوبه قائلا بنبرة محب وعاشق: مافيش حاجه تغلى على عيونك.


قالت زهرة بنبرة خافته : أنا مش عارفه الدنيا كانت هتبقى شكلها أيه لو ماكنتش موجود فيها بجد أنت أجمل هديه من ربنا هدانى بيها وأوعدك من النهاردة معنتش هزعلك تانى.


قام سامر من مكانه ومد يده لها لتضع هى كفها فوق كفه ووقفت أمامه ليقوم بلف أحدى ذراعيه حول خصرها بقوة صاعدا بها نحو طاوله الرقص وأخذ يراقصها حتى وقت متاخر من الليل ثم عاد بها الى الفندق الذى يقيمون فيه وفى اليوم التالى قضوا وقتا ممتعا داخل أحدى قاعات الموسيقى لتتسع عين زهرة بأنبهار ووضعت يدها فوق فاها بأبتسامه مريحه من شدة جمال تلك القاعه حيث وجدت بيانو أرضى بطول المكان وأخذت تعزف عليه بقدميها ليقوم سامر بوضع قدمه فوق البيانو ولف يده حول خصرها وأخذ يعزف بسعاده وفى المساء قضوا ليله جميله داخل أحدى اليخوت بعرض البحر وظلوا فى أمسيتهم الرومانسيه حتى وقت متأخر من الليل وبعد الأنتهاء من تلك الأمسيه عادوا الفندق ثم ألقوا بأنفسهم فوق المضجع ليقوم سامر بحركه مفاجأه بوضع يده فوق بطنها المسطحة بنعومه وقال بصوت متهدج من المشاعر. 


-: قريب أوى ياحبيبتى بطنك هتشيل أول طفل لنا.

حدقت زهرة فى وجهه بدهشه بسبب ثقته الزائده وسرعان ماأنفجرت ضاحكه قائله بسخريه : ليه سيادتك مكشوف عنك الحجاب.


قهقه سامر وقام بقرصها من أرنبه أنفها قائلا بمشاكسه : لا مكشوف عنى الحجاب ولاحاجه بس تقدرى تقولى أنه مجرد أحساس مش أكتر المهم أدعى أنتى بس وقولى يارب.

قالت زهرة بتمنى : يارب ياسامر يارب.

***************************************

بعد مرور عشرة أيام عاد سامر وزهرة الى أرض الوطن لأستئناف ومزاوله عملهم بالمعهد كما قام العميد بتعينها كمدرسه موسيقى لتعليم الفتيات الجدد طرق العزف والغناء ,,,ثم توالت شهور أخرى والأمور تسير كما هى الى أن جاء اليوم الذى شعرت فيه بتغيرات طرأت عليها حيث أن ميعاد البريود قد تأخر موعدها بحوالى شهرين كاملين غير أنها أصبحت كثيرة التقيؤ والغثيان بجانب شعورها الدائم بعدم الراحه مادفعها لشراء شريط أختبار للحمل وكان عليها أن تتأكد أن أحساسها فى محله وبعد أجراءها الأختبار جاءت النتيجه أيجابيه لتلتمع عينيها بسعاده وأخذت تدور فى أرجاء الغرفه كالفراشه بينما كان سامر يغط فى نوم عميق وبعد أن هدأت جلست بجوار زوجها وظلت تمسد بأصبعها فوق محبس الزواج برقه وبقت تتأمله بعشق ثم طبعت قبله فوق أحدى وجنتيه وظلت تنكزة من ذراعه برفق ليتململ هو فى نومه ثم قال بصوت ناعس .


-: عاوزة أيه يازهرة أنجزى.

أبتسمت زهرة بحبور وقالت بسعادة : حصل ياحبيبى حصل.

تمطى سامر وتثأب بنعاس ثم أعتدل وأستند برأسه على ذراعه المتكئه فوق الوسادة وقال بأبتسامه شغوفه : قوليلى بقى أيه اللى حصل وبالراحه كده لأنى مش فاهم منك ولاكلمه لكن شايف عنيكى بتضحك وسعيده. 


وضعت أمام نصب عينه شريط أختبار الحمل وقالت بأبتسامه حالمه : حلمنا بيكبر ياحبيبى.


حدق سامر فى وجهها ببلاهة وسرعان ماأتسعت أبتسامته التى ظهرت فوق ثغرة وأعتدل ثم أمسك أحدى ذراعيها برفق وأجلسها بجانبه وأخذ يملس فوق بطنها وهتف بسعاده غامرة : بجد يازهرة أنتى بتتكلمى جد.


أومات رأسها بالأيجاب ليصرخ سامر بفرحه ممزوجه بالدموع فكم تمنى تحقيق حلمه أن يكون أبا من تلك الجميله التى أثرت قلبه وعقله لينزل من على الفراش وحملها وظل يدور بها فى أرجاء الغرفه بسعاده سيطرت عليهما لتقول زهرة بقهقه : بالراحه ياسامر علشان أبننا.


تحدث سامر بجديه : أحنا لأزم نروح للدكتور النهاردة يازهرة لأن أختبار الحمل ساعات بيبقى مشكوك فيه وكمان علشان نتأكد.


أومات رأسها بموافقه وفى المساء ذهبت مع سامر الى طبيب النساء وبعد الفحص أكد لهم خبر الحمل ليميل سامر نحوها واضعا جبهته فوق جبهتها قائلا بهمس أمام أذنيها : مش قلتلك قبل كده أن حلمنا هيتحقق.


أومات برأسها وهى تبتسم بحبور ليساعدها سامر على النهوض وكتب لها الطبيب عدة أدويه تأخذها بأستمرار حتى تضع مولدها لتغادر زهرة العياده أما عن سامر فكان خير زوج وخير معين لها ودائما ماكان يساعدها فى بعض الأعمال المنزليه عندما تكون مدبرة المنزل غير موجودة وكان يرفض الذهاب معه الى المعهد بسبب خوفه عليها لأسيما أنها ماتزال فى الشهور الأولى من الحمل لتمر الفترة الأولى وأستقر حمل زهرة وعندما وصلت للشهر السابع ألحت علي زوجها كى تذهب معه الى المعهد لأنها سئمت من الجلوس فى البيت بالساعات دون فعل شىء ليرضخ لطلبها وعادت لمزاوله عملها كما بدأت تحضر بروفات الموسيقى وأصرت على أن تكون نجمه تلك الحفله التى ستقام على الهواء مباشرة وعلى الرغم من رفض سامر لذلك الأقتراح الا أنها نجحت فى أقناعه وقبل الحفل بيوم أشترى لها فستان وردى اللون بدى كأنه مفصل عليها حيث كانت زهرة جميله فى هذا الفستان رغم حملها ليقوم سامر بمد يده لها ووضعت كفها فى كفه بسعاده وأنطلقوا نحو المسرح الذى ستغنى فيه وعقب صعودها الى خشبه المسرح حتى شعرت بالتوتر الشديد من هذا الكم الهائل من الجمهور ليحفزها سامر من خلف الستار وظل يشجعها وبدأت زهرة تشدو بصوتها الجميل حتى أنتهت الحفله وسط سعاده الجمهور بغناءها وقبلهم زوجها الذى كان فى قمة سعادته بها ,,وبعد مرور شهرين وضعت زهرة مولدتها الأولى وكان على سامر أن يبقى بجوارها فى المشفى ثم أتجه نحو غرفه المواليد يتأمل أبنته الرضيعه من خلف زجاج الغرفه ثم طلب من الممرضه أن يحملها بين ذراعيه ويأخذها كى تراها زهرة لتومئ الممرضه برأسها وأخذ سامر طفلته وأتجه بها نحو الغرفه وأعطى لها الرضيعه ليقول بأبتسامه رضى. 


-: شوفتى يازهرة بنتنا جميله أزاى؟


ملست زهرة بأصابعها فوق وجنتى طفلتها الناعمه برقه وأمسكت كفها وطبعت عليه قبله حنونه قائله بسعادة : حلوة آوى ياسامر قولى بقى هتسميها أيه؟ 


قال سامر بثقه: هسميها ملك وهدلعها أقولها ياملوكه. 

قالت زهرة بحب : ربنا يخليك ليا ياحبيبى ويخلى بنتنا.

طبع سامر قبله مطوله عند أعلى وهو يقول بشغف: ويخليكى ليا كل دنيتى.

********************************

ليمر عام ونصف كانت ألهام قد أنهت فيه عقوبه حبسها وكان أول شىء تفعله هو الذهاب لرؤيه تؤامها التى كانت السبب فى أيذائها وماأن وطئت بقدميها أمام باب الشقه حتى ترددت بقرع الجرس لتسحب نفسا عميقا ثم أستجمعت شتات نفسها وقرعت الجرس لتفتح المدبرة لها الباب وأذنت لها بالدلوف ثم جلست منكسه الرأس وبعد فترة رفعت رأسها وطلبت رؤيه شقيقتها وكذلك شقيقها لتومئ اليها المدبرة برأسها وقدمت اليها واجب الضيافه وأستأذنت منها ريثما تبلغ مخدومتها ..وماأن علم سامر بوجود ألهام حتى ثار وهاج ورفض نزول زهرة لرؤيه شقيقتها لكنها نجحت فى أقناعه وعندما نزلوا حتى تقدم سامر من ألهام وأصبح أمامها ليقول لها بتحدى صارخ. 


-: ولكى عين تيجى هنا بعد كل اللى عملتيه فينا يابجحتك ياشيخه.

ضغطت زهرة فوق كف زوجها بقوة كى تسكته الا أنه رمقها برفض وعاد ليقول بنبرة حاده : أرجوك يازهرة ماتقوليش أسكت أختك يفوت لها بلاد كفايه اللى حصلك بسببها.


تحدثت زهرة بأستعطاف ورجاء : سامر أرجوك أهدى وماتنساش أنها أختى مهما حصل كفايه أنى أتحرمت منها سنين عمرى.


نظرت ألهام الى زهرة بأنكسار وأسى لتوجه بصرها نحو سامر قائله بعتاب : على فكرة أنا مش جايلك أنا جايه لأختى علشان أطمن عليها وعلى العموم دى أخر مرة هتشوفنى فيها.


ربتت زهرة فوق كتف شقيقتها لتقول بعتاب :أخص عليكى ياألهام ودى كلمه برضه تقوليها يعنى يوم ماتيجى علشان تشوفنى تقوليلى دى أخر مرة أنتى توأمى اللى أتحرمت منها طب بلاش كدة مش عاوزة تشوفى بنت أختك.


أتسعت عين ألهام بدهشه عندما ذكرت لها زهرة أنها أنجبت فتاه وسرعان ماتحولت لسعاده لتقول بزهو : بجد يازهرة خلفتى بنت ها وسمتيها أيه؟


قالت زهرة بثقه : سميتها ملك .

هتفت ألهام بأستعطاف ورجاء حار : هاتيها أشوفها والنبى يازهرة.


أومات زهرة برأسها موافقه وعندما أستعدت كى تحضر طفلتها أذ أسرع سامر وأمسكها من كفها برفق وحرك رأسه برفض كى لاتفعل ذلك لكن زهرة نظرت اليه بعتاب وقالت برجاء : سامر ألهام من حقها تشوف البنت دى مهما كانت خالتها برضه.


أفلت يده من على كفها وصعدت لأحضار رضيعتها بينما كان سامر يقف بتحفز وثبات غير عابىء بوجود ألهام ليقول ببرود ثلجى وجمود : أظن ماعدش لكى مكان أنتى جيتى النهاردة علشان تشوفى أختك وبنت أختك وبعد كده مش عاوزك تخطى برجلك هنا تانى مهما كانت الأسباب مفهوم ولا أقول كمان.


علت أبتسامه ساخرة على ثغر ألهام ثم عقبت على حديث سامر بنفس أسلوبه : من زمان وأنا ماليش مكان لاهنا ولاحتى فى قلبك بس ده العادى ماهو أنا اللى بعت فأنتظر أيه غير كدة على العموم هشوف بنت أختى وهمشى على طول بس خليك فاكر لو ماكنتش سيبتك كنت بقيت أنا مكان زهرة دلوقتى.


قبض سامر فوق رسغها بعنف وقام بنهرها بقوة وهتف بحده وغضب : بلاش أسلوبك وكلامك اللى زى السم دة لأن معدش يجى منه فاهمة لالا.


كادت ألهام تكمل حديثها لولا نزول زهرة وهى تحمل طفلتها على ذراعيها وبدأت بالأقتراب منهم لتنفض ألهام يده من على رسغها وهى تنظر اليه بسخريه ثم أخذت الرضيعه من يد شقيقتها وضمتها الى صدرها بقوة طابعه قبله حانيه فوق وجنتيها وأعطتها لها مرة أخرى لتقول بآسى.


-: هو أنا ممكن أستنى لحد رامى مايرجع من مدرسته علشان أسلم عليه قبل ماأمشى!!

تحدث سامر ببرود :رامى مابيرجعش دلوقتى.


تنهدت ألهام بيأس وأحباط ولم تجد بدا من الرحيل وعندما كانت على وشك الذهاب قامت زهرة بمناداة عليها لتستدير نحو شقيقتها وقامت زهرة بأعطائها حزمه من الأوراق المهمه لتقوم ألهام بتقليب الأوراق بين راحه يدها وهى تحدق فيها بأستغراب ثم سألتها عن طبيعه تلك الأوراق لتجيب عليها زهرة بثقه وتأكيد : دة ميراث بابا الله يرحمه اللى سابولنا جدى قبل مايموت ولأنك توأمى فماكنش ينفع أخده لوحدى علشان كده أنا أخدت جزء وأنتى جزء والنص التانى لرامى.


ضمتها ألهام نحو صدرها وأجشهت فى بكاء متواصل وقالت بحنين جارف :ياحبيبتى يازهرة أنتى فعلا أطيب وأحسن أخت ربنا يخليكى ليا....بعد برهة أبتعدت ألهام عن محيط ذراعى زهرة وقالت بلوعه وحزن : أنا لأزم أمشى بقى وأن شاء الله هبقى أجى أسلم عليكى قبل ماسافر. 


حدقت زهرة فى وجهها بدهشه ثم سألتها بحيرة : مسافرة فين ياألهام؟هتفت ألهام بتصميم : هسافر برة وأشتغل مصممه أزياء لأن دى هوايتى وبحبها بالأضافه أنه غير مرحب بيا من جانب جوزك ..وبما أن خالد ماطلعش أخويا فأحنا أتفقنا أنه بعد مايخلص عقوبته ويطلع من السجن هيحصلنى ونتجوز ونشتغل مع بعض وأظن من حقى أنا كمان أشوف حياتى ومستقبلى وأكون عيله زى الناس. 


ضمتها زهرة الى صدرها وعانقتها بقوة لتقوم ألهام بأحتضان توأمها وبعد برهة عنها وأمسكت مقبض الباب لكى ترحل لكنها فوجئت بعودة شقيقها لتقوم بأحتضانه بقوة ..وبعد فترة لأباس بها أبعدته عنها لتقول وهى تمسد فوق شعرة بحب : رامى حبيبى أنا مسافرة كمان يومين ومش عارفه هرجع أمتى لكن من المؤكد أننا هنتقابل تانى فى يوم من الأيام وهنقعد مع بعض كتير بس عاوزة منك طلب قبل ماأمشى وتوعدنى أنك هتنفذهولى تمام. 


أومأ الصغير رأسه موافقا وسألها عن طلبها : أيه هو ياأبله؟

أحتضنت ألهام وجه رامى بكفيها لتقول بثقه : أوعدنى أنك تتفوق فى دراستك وتحقق كل أهدافك فى الحياه ذاكر وأنجح وأبنى مستقبلك لحد ماتبقى راجل عظيم الكل يفتخر به وأوعى فى يوم حد يحبطك أو يقلل من عزيمتك وقبل دة كله أسمع كلام أبله زهرة وأوعى تضايقها منك لأنها أكتر واحده بتحبك وخايفه على مصلحتك أتفقنا.


أوما رامى رأسه بالأيجاب لتقوم ألهام بتوديعهم ورحلت تاركه فراغا وألما فى قلب شقيقتها وشقيقها لتجهش زهرة فى البكاء فما كان سامر سوى أن جلس بجانبها وظل يهدهد فيها حتى هدأت ليقول معاتبا أياها : وبعدين يازهرة ماينفعش كدة ياحبيبتى علشان خاطرى كفايه دموع دموعك غاليه عليا. 


قالت زهرة من بين دموعها بصوت مختنق وضعيف : غصب عنى ياسامر صدقنى غصب عنى مش بمزاجى أنا حاسه أنى بقيت وحيده من بعد ألهام مامشيت.


رفع سامر أحدى حاجبيه بأستنكار وقال بعتاب : أخص عليكى وأنا روحت فين بقى ولا أنا وملك مش عاجبينك ها.


تداركت زهرة تسرعها لتقوم بتحريك رأسها بنفى وقالت مصححه حديثها : لا طبعا ياحبيبى دة أنتم كل شىء فى حياتى بس الفراق صعب صعب آوى .....عادت لتجهش فى البكاء ليضمها سامر بين أضلعه حتى أستكانت واضعه رأسها نحو موضع قلبه مطمئنه لأنها تعلم علم اليقين أن زوجها رجلا بكل معانى الكلمه. 

*******************************

لتمر ثلاث سنوات أخرى فى حياه سامر عاش فيها بسعادة وهناء مع محبوبته ورزقهم الله فيها بولد أسموة آدم كان قرة عينا لهم وكان سامر فخورا بأولاده ... أما عن ألهام فقد تزوجت بخالد وعاشوا حياة مستقرة وزاولوا مشروعهم الخاص ...وسها زرقها الله بولدين البكرى عمرة 6 سنوات ويدعى عمار ..الأصغر عمرة 4 سنوات ويدعى حمزة .


وبعد مضى عام أخر أحتفل سامر وزهرة بعيد زواجهم وسافروا فى رحله أستجمام الى روما أقام فيها حفله غنائيه بمناسبه مرور 6 سنوات من عمر زواجهم وظل يراقصها ويغنى معها بلا كلل ولا ملل لتصبح قصة حبهم الخالد هو عنوان للأخلاص والعشق

                       تمت

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close