أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل السابع عشر17 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل السابع عشر17 

بقلم ياسمين احمد

داخل أحدى الشوارع الفرعيه بالأزاريطه تحديدا أمام بيت والد سها كان المقرىء يتلو بعضا من آيات الذكر الحكيم وكان الحزن يخيم على وجوة جميع الحاضرين رجالا ونساءا بما فيهم الأخيرة حيث كانت تستقبل المعزيين بوجه باهت وعيون حزينه ممتلئه بالدموع فهى الى الآن ماتزال تحت وطأة الصدمه غير مصدقه أن والدتها وحبيبه قلبها قد رحلت عن الحياة تاركه أياها لأحزانها وبطبيعه الحال لم تكن مجرد أم بقدر ماكانت تعنى لها الكثير وكانت سها تنظر اليها بمنظور الصديقة ودوما ماكانت تلجأ اليها عندما تتذمر من عصبيه والدها المفرطه وتقوم بتهدأتها حقا أن فراق الأحبه صعب والأصعب منه هو فقدان الأم التى هى فى الأساس منبع العطاء والحب فى حياه أولادها ,,كانت سها منكسه رأسها فى الأرض بآسى تبكى بمرارة ولوعه متذكرة كيف كانت والدتها تضحك وتمزح معها بالأمس واليوم لم تعد موجوده بحياتها لترفع رأسها على مضض وأخذت تجوب بأعين حمراء متورمه من كثرة البكاء الى كل ركن من أركان البيت بحسرة حتى أن خالتها وعماتها لم يستطعن أخراجها من حاله البؤس والحزن التى ألمت بها ...وعلى الجانب الأخر كان أبراهيم يجلس بجوار حماه منكس رأسه بحزن متذكرا كيف كان يتأفف عند زيارة أهل زوجته لهم ولم يكن يدرى أنها ستكون اللحظات الأخيرة فى حياه حماته ليتألم من داخله وصرخ صرخه مكتومه أخفاها بين ضلوعه ..(آآآه ياليت الزمن يعود بضع لحظات كى يرضى بها زوجته وحب حياته ولو على حساب نفسه) ثم تسأل كيف يمكنه تعويضها عن الألم والفقد الذى تمر به الآن ....لتمر أيام العزاء سريعا ..أما عنها هى (سها) فكانت تتعمد تجاهل زوجها وتلومه صراحه بتقصيرة فى حق أهلها عندما كان يقابلهم بوجه متجهم وعابس لكنه مع ذلك قرر الأ يتركها تعانى الألم والوحدة وأنه سيذهب كل يوم الى بيت حماه بعد عودته من العمل ويتجه مباشرة الى غرفه زوجته كى يخفف عنها لكنها كانت تأبى أن يقترب منها وتقوم بطرده شر طرده وفى أحدى المرات قرر الدلوف عليها غرفتها لكنه فوجىء بها تجلس متقوقعه على نفسها عند منتصف الفراش ومنكسه الرأس وتضم قدميها وذراعيها حولها متخذه وضع الجنين تبكى بألم وقهر ليقوم أبراهيم بالأقتراب منها حيث جلس بجانبها وقام بتمرير أنامله فوق خصلات شعرها الا أنها أبت أن ترفع رأسها نحوة وعندما يأس هو من أستجابتها قرر تركها حتى تهدأ لكن على مايبدو أن الأمور بدأت تأخذ منحنى خطير فبعد مرور يومين أتجه كعادته الى غرفه زوجته لكن عندما أقترب من الباب لم يسمع لها صوت مما زاد من أنقباض قلبه فهو خيل اليه أنها ربما حاولت أذيه نفسها لذا أمسك بمقبض الباب وفتحه على مضض وأشرأب برأسه نحو الداخل بحثا عنها لكنه لم يجدها ليقوم بحك فروة شعر رأسه بحيرة ثم سأل عنها والدها فأخبرة أنها موجودة داخل الحمام ليقرر الجلوس قليلا ريثما تخرج الأ أنها غابت كثيرا ولم يجد أبراهيم بدا فى أن يقوم بنفسه للأطمئنان عليها لذا أتجه نحو الحمام وأمسك المقبض وفتح الباب بهدوء حذر ليجد زوجته تجلس فوق قاعده الحمام ووجها مصوب نحو السقف بعيون ممتلئه بالدموع تنظر الى نقطه ما,,ليرفع أبراهيم رأسه بدورة الى حيث كانت تنظر هى لكنه لم يجد شيئا ليعود بخفض بصره اليها وشعر بالتمزق حيال رفيقه دربه وجثى فوق ركبتيه أمامها ثم أمسكها من مرفقيها وأخذ يهزها برفق كى تنتبه اليه لتخفض بصرها وسرعان ماتبدلت ملامحها فى ثانيه وقست عينيها بشده وظلت ترمقه بملامح بارده خاليه من أى مشاعر وصرخت في وجهه بقسوة وهتفت قائله بغضب أعمى. 


 -: أطلع بره ياأبراهيم .

ربت فوق كفها برفق لكى تهدأ ولكن هيهات لترتفع نبره صوتها وأصبحت أكثر عدائيه أتجاهه وعادت لتصرخ فى وجهه بهستريه : قولتلك أطلع برة أنت السبب فى موت أمى أنا بكرهك فاهم بكرهك.


وصل صوتها الى مسامع والدها وهى تصرخ وتضرب بيدها فوق صدر زوجها الذى أبى أن يتحرك من مكانه قيد أنمله فلو كان قام بأرضاءها لما وصلت لتلك الحاله ليهرول والدها بأتجاهها ومنعها من أستكمال ضربها لزوجها وهى تصرخ بهستريه وتهذى بجنون : أبعدوة عنى مش عاوزاة مش عاوزة أشوفه.


وقف الحاج مصطفى فى قبالة أبراهيم الجاثى فوق ركبتيه وقام بوضع يده فوق كتفه وأخذ يربت عليه ليعتدل الأخير فى وقفته وبصره نحو حماه وهو يبكى بآسى ولوعه ليقوم حماة بسحبه بعيدا عنها وأستطرد ليقول بأسف وأعتذار: معلش يابنى علشان خاطرى أمشى دلوقتى لأن أعصابها منهارة جدا سيبها يومين تلاته كدة لحد ماتهدى وبعدين تعالى وأتصافوا مع بعض. 


وجه أبراهيم بصرة نحو حبيبته ونظر اليها نظرة أخيرة بأنفطار ولكن قبل رحيله تحدث الى حماة بلوعه وآسى : أنا صعبان عليا أنى أشوفها بالحاله دى أنا بحبها جدا ياعمى ومقدرش أتخيل أن يعدى يوم من غير وجودها جنبى وفى حضنى.


قال الحاج مصطفى بتعاطف وتفهم : عارف يابنى أنك بتحبها معلش تعالى على نفسك وأستحمل الكام يوم دول لحد مانفسيتها تهدى خالص ولك عليا أنا بنفسى هتكلم معاها لغايه ماتلين لأنكم فى الأخر ملكوش الا بعض.


أوما أبراهيم برأسه أيماءة صغيرة وتنهد بلوعه ثم خرج من بيت حماه بخفى حنين ولم يعرف كيف يتصرف ليقرر الصعود داخل سيارته وقادها هائما على وجهه حتى وصل الى شقته وترجل منها ثم سار متجها نحو الباب وفتحه وعقب دلوفه جلس فوق أحدى المقاعد بأرهاق ثم أمسك رابطة عنقه بأنامله محاولا فكها ليزفر بضيق شديد وقام بألقاءها عند أخر يديه على الأرض وظل ينظر الى كل ركن من أركان شقته ليجد فيها أبتسامه زوجته المرحه ليتنهد بحزن ثم صعد الى حيث غرفتهم وعقب دلوفه شعر بالأشتياق اليها بأنفاسها تحاوط كل شبر منها ليحرك رأسه بأسف وأتجه نحو الحمام لأخذ حماما محاولا تهدئه توترة ولكن كيف فحبيبته قالتها صراحا بأنها لم تعد تحبه وباتت تكرهه وتنفر من قربه فكيف سيتصرف أن فجأته بطلب الطلاق ففى كل الأحوال لم يكن له أى ذنب فيما حدث لوالدتها عاد ليزفر بأحباط ثم خرج بمنشفه كبيرة تغطى جذعه السفلى بينما كان صدرة عارى بجانب منشفه صغيرة كان يضعها فوق كتفيه ليقوم بتصفيف شعرة وأرتدى الترنج الخاص به ثم أتجه نحو مضجعه وألقى بنفسه عليه حاول النوم لكن هيهات فالنوم جفى عينيه ولم يعرف طريقا له وظل يفكر فى حل للخروج من تلك الأزمه التى تكاد تعصف بحياته الزوجيه الى أن أهتدى تفكيره للتوجه الى بيت سامر وأستشارته فى تلك المعضله عله يجد حلا له وفى صبيحه اليوم التالى خرج أبراهيم من بيته وذهب نحو عمله وفى المساء ذهب الى بيت سامر ليقوم أبراهيم بأصطفاف سيارته خارج الجنينه وترجل منها ودلف حتى وصل أمام الباب وقرع الجرس لتقوم مدبرة المنزل بفتح الباب له وعرفها بنفسه وطلب منها مقابله سامر فى أمر هام لتومىء له برأسها وأدخلته ثم طلبت منه المكوث ريثما تبلغ مخدومها بالأمر ليومىء أبراهيم رأسه بتفهم وجلس فى صمت بينما أستاذنت هى منه وصعدت بخطوات سريعه الى حيث غرفه مخدومها وطرقت فوق الباب ليأذن هو لها بالدلوف لتدلف على أستحياء ثم قالت بهدوء.


-: متأسفه ياسعاده البيه لأنى قطعت عليك خلوتك بس فى واحد تحت منتظر حضرتك أسمه أبراهيم وطالب مقابلتك.


سألها بأستفسار : طب مقالش أسمه بالكامل؟


رفعت مدبرة المنزل رأسها نحوة بأستحياء لتقول بالأيجاب : أيوة يابيه أسمه أبراهيم العدوى.


أنتبه سامر للأسم وتذكره ليجيب عليها بأبتسامه هادئه : طيب ياست نعمه أتفضلى أنتى وأنا نازل له حالا .


أومات المدبرة رأسها بتفهم وأنصرفت لمزاوله أعمالها ولكن قبل أن يقرر سامر النزول لمقابله ضيفه أتجه نحو غرفه زهرة وقام بالطرق على الباب لتفتح هى له فى عجاله ناسيه أنها ترتدى قميص النوم القصير والشفاف الذى يبرز كامل أنوثتها ومفاتنها هذا بجانب شعرها الذى كان منسدل فوق كتفيها العاريه بنعومه لينبهر هو جمالها الأخاذ الذى خطف لبه وظل محملقا فيها بضع ثوان دون أن يحيد ببصره عنها ليبتلع ريقه الذى جف بصعوبه شديده فهو يود فى تلك اللحظه لو يضمها ويأخذها تحت جناحيه ويعتصرها عصرا ثم يبث كل أشواقه اليها وليحدث بعدها مايحدث فتلك الشقيه تثيرة بدرجه كبيرة هذا بجانب أنه لم يعد غير متحملا لفكرة الزواج الصورى ويريد تحويله لزواج حقيقى كى يبرد نار شوقه وقلبه المشتعل بحبها ليزفر بحرارة ولم يعقب لكن عينيه كانت تجوب فوق كل أنش من جسدها المغرى والممشوق هذا بجانب ملامحها الهادئة التى يعشقها هو ,,أما عنها هى فغمغمت بحرج وتوردت وجنتيها بحمرة الخجل الشديد بسبب تفحصه أياها  ففى الوهلة الأولى كانت تظن أن مدبرة المنزل هى من تطرق بابها ولم يخيل اليها أنه سيكون سامر لتنكس رأسها فى الأرض بخجل وأستطرد هو قوله بأعتذار. 


-: متأسف لأنى جيت فى وقت مش مناسب لكن قبل ماأنزل تحت حبيت أبلغك أن أبراهيم جوز سها مستنينى وطالب مقابلتى وكنت حابب أنك تكونى معايا.


رفعت زهرة بصرها نحو سامر وتقابلت أعينهم بنظرات غائمه ومفعمه بالمشاعر ثم سرعان ماقطبت حاجبيها بدهشة وأستغراب وقامت بوضع أبهامها وسبابتها فوق مقدمه وجهها كنوع من التفكير وقالت بحيرة شديده : حاجه غريبه فعلا أنه يطلب مقابلتك لأن مافيش صله قرابه بينكم ..صمتت برهه وعادت لتكمل بأستفسار : وبعدين هما أتجوزوا أمتى؟


قال سامر بأيجاز شديد : أتجوزوا أيام ماكنتى مخطوفه وتقريبا أن الموضوع اللى جاى يكلمنى فيه النهاردة بخصوصه هو وهى على العموم خدى أسدال من عند ماما وألبسيه لأن ماينفعش تنزلى تقابليه باللبس ده وبعدين نبقى ننزل نشوفه عاوز أيه أتفقنا.


أومأت رأسها بتفهم ليتركها على راحتها بينما أتجهت هى نحو غرفه ثناء وطرقت فوق الباب بتأنى لتأذن لها الأخيرة بالدلوف لتقوم زهرة بأمساك مقبض الباب وفتحه بتمهل ثم حمحمت بحرج شديد ودلفت على أستحياء لتستطرد قولها بتأدب : لو سمحتى ياماما ثناء كنت عاوزة من عند حضرتك أسدال علشان ألبسه أصل زوج صاحبتى تحت وطلب يقابل سامر وهو طلب منى أنى أنزل معاه.


أبتسمت لها ثناء بود وقامت على الفور بفتح خزنه ملابسها وأعطت لها الأسدال لتبتسم زهرة وأخذته منها على أستحياء وعادت نحو غرفتها وقامت بأرتداء الأسدال فوق قميص النوم ونزلوا لأستقبال أبراهيم ...وعقب وصول سامر نحو الأخير حتى رحب به بحفاوة وصافحه بحرارة ثم جلس على الكرسى المقابل له وبجوارة كانت تجلس زهرة أما عنه هو (أبراهيم) فكانت تبدو على ملامحه الآسى والأحباط الشديد وبقى صامتا ما جعل الأثنين يستغربون صمته وظلوا يحدقون الى بعضهم بحيرة شديده ثم عاودوا النظر اليه لكنه ظل حبيس صمته وبعد مضى عشر دقائق كامله أضطر سامر قطع هذا الصمت بأن تحدث بجديه شديده. 


-: الست نعمه قالتلى أنك عاوزنى خير أن شاء الله ياأستاذ أبراهيم!  


سحب أبراهيم نفسا عميقا وتنهد بحرارة ورفع بصره نحوهم ثم بدأ بسرد ماحدث بينه وبين زوجته من مشاحنه وشد وجذب بعد عده أيام من زواجهم بسبب تكرار زياره أهلها اليومية مما ترتب عليه مقابلتهم بوجه عابس مرورا بوفاه والدتها ليصمت عده لحظات وعاد ليستطرد حديثه بمنتهى اللوعه : للأسف ياأستاذ سامر سها أصيبت بأنهيار عصبى من بعد وفاه مامتها ومش بس كده دى كمان بتحملنى السبب فى موتها وأخشى ماأخشاه أن عقلها يقل وتطلب الطلاق وتصر عليه وأنا مقدرش أعمل كدة لأنى بحبها جدا ومعنديش أى أستعداد أنى أخسرها.


كان سامر وزهرة فى حاله صدمه وذهول بعدما سرد أبراهيم حيث قامت الأخيرة بوضع يدها فوق فاها تكتم شهقه خرجت منها رغما عنها وهتفت قائله بأسى وحزن.


-: ياحبيبتى ياسها ربنا يصبرك يارب دى كانت دايما تحكيلى أن مامتها كل شىء فى حياتها يالهوى قلبى وجعنى عليها أوى.


نظر سامر الى أبراهيم بشفقه ثم هتف ليقول بأسف شديد : البقاء لله ياأستاذ أبراهيم ربنا يصبركم ويجعلها أخر الأحزان بس أطمن أن شاء الله أنا وزهرة هنروح نعزيها ونحاول نقنعها أنك مش السبب فى موت مامتها ولأزم تكون معنا وبأذن الله نوصل لحل.


طلب سامر من أبراهيم المكوث ريثما يصعد برفقه زوجته لتبديل ثيابهم والذهاب معه الى بيت حماه فلربما وجدوا حلا لتلك المشكله التى يواجهها مع زوجته ليومىء الأخير رأسه بالموافقه بينما صعدوا هم وقاموا بتبديل ثيابهم وبعد فترة عادوا للنزول وذهبوا مع أبراهيم وعقب وصولهم صعدوا ثلاثتهم الى حيث شقه الأخير وقرع الجرس ليفتح الحاج مصطفى لهم الباب ورحب بهم بحفاوة وأدخلهم وقام سامر وكذلك زهرة بتعزيه ومواساة الرجل فى وفاة زوجته كلا منهم على حدا بأسى وأسف .


-: البقاء لله ياحج مصطفى ربنا يصبرك يارب.

-: البقاء لله ياأونكل...صمتت برهة وظلت تبحث بعينيها عن صديقتها قائله بحيرة : أمال فين سها؟ 


تنهد الحاج مصطفى بآسى وحزن وأستطرد ليقول بلوعه أصابت عمق قلبه : أهى حابسه نفسها فى أوضتها يابنتى وعلى الحال ده من يوم وفاه أمها مابتخرجش من الأوضه الأ على قد دخولها الحمام ومش بس كدة دى كمان رافضه أنها تتكلم مع أى حد حتى أنا ياريت تدخلى وتتكلمى معاها يمكن تلين معاكى وقلبها يحن على جوزها.


أومأت زهرة رأسها بالأيجاب وأستأذنت منهم وأتجهت نحو غرفه صديقتها ثم طرقت فوق الباب عده مرات لكنها لم تجد رد منها فما كان منها سوى أن أمسكت بمقبض الباب وفتحته بحذر لتجد صديقتها فى حاله يرثى لها حيث كانت تنظر الى سقف الغرفه بشرود وعيون ملتمعه بالدموع ومتنفخه بسبب كثرة البكاء لتشعر زهرة بالشفقه حيالها ودلفت عليها وظلت تقترب منها ببطء وجلست بجانبها وظلت تمسد فوق شعرها بحنو لتخفض سها رأسها اليها وماأن رأتها أمامها حتى أرتمت تلقائيا بين أحضانها وأخذت تبكى وتشهق كالأطفال لتضمها زهرة اليها وظلت تربت علي ظهرها لحظات معدودة حتى هدأت وشعرت بالراحه الشديده لأن صديقتها عادت سالمه دون أن تمس بسوء ثم ظهرت أبتسامه شاحبه وحزينه فوق ثغر تلك المكلومه لتستطرد قولها بكل الحزن الذى أمتلىء داخل قلبها .


-: حمدا لله على سلامتك يازهرة قوليلى أزاى عرفتى تهربى من عمك وأبن عمك ؟


قالت زهرة بهدوء شديد : هحكيلك على كل حاجه بعدين مش دلوقتى أنا جيت النهاردة علشان أعزيكى وكمان علشان أقولك أنتى ليه بتعاملى جوزك بالطريقه دى؟...نظرت سها اليها بدهشه وسرعان ماأمتقع وجهها بالغضب لتتحدث بحده وعصبيه : هو البيه حكالك كمان؟ لا بجد فيه الخير.


أندهشت زهرة وحدقت فى وجه صديقتها بصدمه بسبب عصبيتها المفرطه والغير مبررة لتقول بعتاب : ملهوش لازمه الكلام دة ياسها أبراهيم ملهوش ذنب فى موت مامتك هى ماتت علشان ده أجلها ثانيا ماكنش ينفع تطرديه بالطريقه المهينه دى لأنه بيحبك وأنتى عارفه كده كويس لا وكمان تقوليله أنك بتكرهيه ومش عاوزاة أسمحيلى ده أسمه جنون وأنانيه منك لأنك لو بتحبيه فعلا يبقى لازم تستحملوا بعض وبعدين هو ماكنش بيتجوزك وبيبنى حياته معاكى علشان أنتى تهديها فى ثانيه أستهدى بالله كدة وقومى أغسلى وشك وقابليه بأبتسامتك الحلوة لأنه قاعد بره على نار أنتى ماتعرفيش حالته كانت شكلها أيه وهو بيحكى لنا أنا وسامر وعن أنهيارك أرجوكى ياسها أطلعي قابليه وأنا متأكده أن النفوس هتصفى بينكم بسرعه بس أهم حاجه متنشفيش دماغك وكمان لأزم ترجعى معاه بيتكم وتنامى فى حضنه لأنه هو الوحيد اللى هيقدر يطلعك من حزنك بأحتواءة بيكى.


كانت سها تستمع الى حديث صديقتها بأهتمام بالغ حتى وصلت الى جمله (أنا وسامر) لتحملق فى وجهها ببلاهة وأستطردت تسألها بخبث ودهاء : حاضر يازهرة هاطلع وأتأسفله وأبوس رأسه كمان بس متأخذنيش يعنى فى حاجه غريبه فى كلامك لفتت أنتباهى وخرمت ودانى كمان.


أدركت زهرة ماترمى اليها صديقتها ليظهر الأرتباك جليا فوق ملامحها لكنها حاولت أن تبدو طبيعيه لتقول بتصنع وعدم فهم : آآآ حاجه أيه دى اللى لفتت أنتباهك؟


ضيقت سها عينيها بمكر وظلت تتفحص وجه صديقتها عن قرب والذى تخضب بحمرة الخجل الشديد لتستطرد قولها بمشاكسه : أنتى قلتى أنه حكى لكى أنتى وسامر كدة من غير أى ألقاب وبتقوليها عادى وواثقه من نفسك وبقلب جامد كمان ..لتظهر فوق ثغر سها أبتسامه عابسه وعادت لتكمل بخبث : هى أيه العبارة بالظبط ها قولى أوام ومتخبيش عنى حاجه؟


زفرت زهرة بحرارة ولم تجد بدا من قول الحقيقه كامله لتبدأ بسرد ماحدث معها منذ لحظه خطفها ووجودها داخل بيت عمها مرورا بأجبارها على الزواج من أبن عمها لأنه الأحق بها وبحمايتها من أى شخص غريب قد يطمع فيها على حد تعبيرهم وأن هذا الزواج ماهو الأ بوابه للعبور والتسلق من أجل الحصول على ميراثها وعندما لم تجد مهربا من تلك الزيجه الفاشله فأضطرت للجوءها الى زوجه عواد لمساعدتها فى الهرب كما أعطت لها رقم هاتف سامر للأتصال به وأستطاعت الهروب يوم زفافها وأنه أعادها الى الأسكندريه سالمه وكان الحل الوحيد للخروج من هذا المأذق هو الزواج منها لكن على الورق فقط دون أن يقترب منها لترفع سها أحدى حاجبيها بأستنكار وأستهجان وهتفت قائله بعدم تصديق 


-: لا مش مصدقه على فكرة كل الكلام ده يعنى أنتى عاوزة تقنعينى أنكم زى الأخوات وأنه مالمسكيش ولا جه جنبك ؟


نظرت اليها زهرة بوجه ممتعض وسرعان ماأستطردت بحزن : أنا مابكدبش عليكى ياسها وكل كلمه قلتهالك حقيقيه مافيش أى حاجه حصلت بينا وبعدين أنا أتجوزته من يومين بس وكان أتفقنا من الأول على كده وبعد مايرجع ورثى من عمى كل واحد فينا يروح لحاله .


زفرت سها بأستياء وتغيرت ملامح وجهها بأمتعاض وضيق فكلام صديقتها غير مقنع بالمرة لتستطرد قولها بتزمر : رغم أنى بحاول أقنع نفسى بكلامك الغير منطقى بس كنت عاوزة أسالك سؤال وياريت تجوبينى عليه بكل صراحه.


نظرت اليها زهرة بعتاب وقالت بثقه : سها هرجع تانى وأقولك أنا مبكدبش عليكى ووالله العظيم ماحصل بينا حاجه وبعدين أيه السؤال اللى محيرك ده؟ 


سألتها سها بمكر : أنتى بتحبى سامر صح؟


أومأت زهرة رأسها بالأيجاب وأطرقت برأسها فى الأرض بخجل وعادت برفع بصرها نحو صديقتها بعيون مغشيه وملتمعة بالدموع التى سرعان ماقامت بمسحها بمحرمه ورقيه وقالت بلوعه : أيوة بحبه لكن عمرى ماهعترفله هو لأزم يحس بكدة.


جزت سها على أسنانها بغيظ وتأفف بسبب صديقتها لتستطرد ساخرة من حديثها : وهو هيحس بده أزاى يافالحه هيفتح المندل علشان يعرف أذا كنتى بتحبيه ولالا ؟


زفرت زهرة بضجر وقالت بضيق : أنت بتتريقى عليا ياسها ماشى ربنا يسامحك.


عقبت سها بتأفف : أعمل أيه ماأنتى كلامك كله يغيظ زهرة ياحبيبتى لأزم تفهمى أن الراجل علشان يبادلك حبه لأزم سيادتك تدلعى عليه وتحسيسيه بقيمتك أو بمعنى أصح ألبسى له شفتيشى حطى روج أحمر نارى فى شفايفك الحلوين دول وأول مايشوفك يبقى عاوز يأكلهم أكل خليه مجنون ومهووس بيكى لدرجه أنه يبقى مش عاوز يشوف غيرك يارب نفهم .


رغم حديث سها المقنع بدرجه كبيرة الأ أن زهرة حاولت تغيير الحديث لتقول بملل :فكك منى دلوقتى وتعالى نطلع للمسكين اللى قاعد برة على نار طالب الرضى منك.


أومأت سها رأسها بالموافقه لتخرج من الغرفه برفقه زهرة وظلت تسير ببطء حتى وصلت الى زوجها وأطرقت رأسها فى الأرض بخجل وحرج منه وسرعان ماأنسابت الدموع داخل مقلتيها ليقوم أبراهيم من مكانه ورفع مقدمه وجهها بأبهامه وسبابته وهو يبتسم لها بعشق ثم فجأة وبدون أعتبار لوجود من حولهم أنقض على شفتيها وظل يقبلها بنهم وشوق وعشق أجتاح قلبه عقب رؤيته وقام بضمها نحو صدره أكثر وأغمض عينيه بأستسلام ثم تحدث بنبره محب وعاشق حتى النخاع : كفايه عياط ياحبيبتى ولأزم تعرفى أنى مش زعلان منك ومسامحك لأنك فى حاله حزن على مامتك فمش هلومك على أى كلمه قلتيها فى لحظه غضب أو ضيق.


أبتعدت سها عن محيط ذراعيه وأستطردت لتقول له بأسف وأعتذار: أنا اللى آسفه ياهيما لأنى تفوهت بكلام جارح لك ومع ذلك سامحتنى ربنا يقدرنى ياحبيبى وأقدر أعوضك عن الكام يوم النكد اللى عدو علينا.


قام أبراهيم بقرصها من وجنتيها برقه وأبتسم اليها بحب وهو ينظر اليها بعشق ثم أستدار بوجهه نحو حماه وأستاذن منه بأخذ زوجته كى يعودوا الى عشهم السعيد ليومىء الأخير رأسه بصمت وموافقه وسط أبتسامه وراحه ظهرت جليه فوق ملامح سامر وزهرة ليقرروا الرحيل من بيت والد سها وصعدوا داخل سياره أبراهيم ليقوم الأخير بأيصالهم نحو وجهتهم وعاد هو برفقه زوجته الى شقتهم بعدما هدأت النفوس تماما.

***********************************

وعلى الجانب الأخر فعقب عودة سامر وزهرة ودلفوهم الى الشقة حتى وجد والدته تجلس فوق كرسيها الهزاز مغمضه العينين ليقوم بالتوجه نحوها وطبع قبله مطوله فوق مقدمه رأسها لتفتح هى عينيها وظلت تبتسم له بود ليجلس هو بجانبها وظل يتسامر معها متجاهلا وجود زوجته وبعد مده قام سامر من فوق الكرسى بتكاسل وأستطرد قوله نحو والدته بتأدب : عن أذنك ياأمى أنا طالع أنام علشان عندى بكرة حصه مهمه ولأزم أخد كفايتى علشان أقدر أدرس للبنات كويس تصبحى على خير.


أولى ظهرة بعدم أكتراث وصعد الى حيث غرفته وسط دهشه زهرة التى سرعان ما أكتسى وجهها بالحزن العميق فها هو قد عاد ليتعامل معها ببرود وجمود أحتارت هى فى تصرفاته فتارة يكون هادئا جدا تشعر أنه يود لو يمتلكها وتارة أخرى يصبح بارد جاف المشاعر لتزفر بضيق وملل وعدم رغبه فى أى شىء بينما لاحظت والدته ذلك لتقوم من فوق كرسيها وأتجهت صوبها وظلت تربت عليها محاوله الأعتذار عما يبدر من أبنها فى حقها وقالت بأسف: معلش يابنتى أنا عارفه أنك أستحملتى كتير أصبرى عليه علشان خاطرى.


لتومىء زهرة رأسها بقله حيله وأستأذنت منها وصعدت الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها وتنهدت بأسى وأتجهت نحو مضجعها وألقت بنفسها عليه وتسألت فى نفسها الى متى ستظل تتحمل بروده وجفاؤة المعتاد وبعد برهة من الوقت غفت عينيها سريعا ...وفى حوالى الساعه الواحده بعد منتصف الليل كانت زهرة تتململ فوق فراشها وفجأة سمعت صوت صراخ قادم من غرفه سامر لتنتفض بفزع ونزلت من على الفراش وسارت بخطوات مسرعه وهرولت بأتجاه غرفته لتجد والدته تضمه نحو صدرها وفى حاله يرثى لها وسط دهشه الأخيرة فمنذ ساعات قليله كان يبدو قويا ومتماسكا أما الآن فهو فى أضعف حالته كأنه طفل صغير فى عمر السادسه لقد كان يبكى بلا توقف حاولت زهرة التفكير فى تركيبه زوجها بينما هو بقى على حالته المزريه حتى هدأ وعاد للنوم لتقوم والدته بتركه وأغلقت باب الغرفه خلفها وأخذت  زهرة بعيدا عنه عندما رأت على وجهها الفزع والحيرة والكثير من التساؤلات التى تدور فى رأسها لتطلب منها ثناء التحدث معها لكى تخرجها من تلك الحيرة التى أنتابتها وعقب توجههم الى الدور السفلى جلست ثناء على كرسيها وجلست زهرة فى الكرسى المقابل لها ثم بدأت تسرد عليها كل شىء بالتفصيل الممل كى تتضح الأمور أمام نصب أعينها.


-: شوفى يابنتى أنا هحكيلك على كل حاجه زمان لما كان سامر عنده 17 سنه كنا عايشين على قد حالنا بعكس عيشتنا دلوقتى لدرجه أننا كنا أحيانا كتيرة بنام من غير عشا وكان والد سامر بيعمل حفلات متواصله وبيسافر دول عربيه وأجنبيه مع مطربين كبار علشان يحسن من دخله وفى يوم طلبوا منه يعمل حفله كبيره ونجحت بأمتياز وكانت مكافأتهم له أنهم أهدوة عربيه نص عمر صحيح كانت بتعطل على طول وتملى كان بيصلحها لكنها كانت مقضيه الغرض ومع ذلك برضه دخله ماتحسنش لأن أغلب الحفلات اللى كان بيقوم بها الدخل بتاعها كان بيعود بالنفع على الموسيقين والمطربين الكبار بس وأحنا كنا بنأخد الفتات منهم لحد ما سامر حصل على مجموع كويس فى الثانويه العامه أهله لدخول كليه التربيه الموسيقيه ودة طبعا كانت رغبته لأنه حابب الموسيقى زى أبوة المهم عدى 3سنين فى الكليه من غير مايتعرف بأى بنت لحد ماشاف ألهام صدفه وأعجب بيها لأنها كانت جميله وفيها شبه منك أوى وكمان كانت متفوقه ومحبوبه من زمايلها وكان الفارق بينهم 3سنين وكانت هى فى أول سنه لها فى الكليه وهو كان فى أخر سنه حبها جدا وأخلص فى حبه وكان بيسعى لأرضائها فى أى مناسبه تخصها زى مابيقولو كده كان حب ملهوش وصف وسابها تكمل دراستها لحد ماخلصت الكليه بتقدير جيد جدا وبعدين وعدها أنه هيتقدم لأهلها وراح فعلا وخطبها رسمى من أمها وشبكها بدلبتين لكن للأسف الشديد الخطوبه ماأستمرتش أكتر من أسبوعين بالظبط وفسختها وأتحججت بأعذار واهيه وفجاءته بقرارها المتسرع وقالت يومها لأبنى أن فى واحد تانى أتقدم لها أسمه وسيم وأنه غنى ومعاه فلوس كتير وأنها مش مستعده تضيع من أيدها فرصه ذهبيه زى دى ومش هتقدر تستناة كتير طبعا أبنى صعق من كلامها وموقفها اللى أتغير بين يوم وليله ل360 درجه ولأن كرامته كانت فوق كل شىء فسابها تتزوج وسيم وبعد ست شهور من جواز ألهام جه اليوم المشؤم اللى كان والده راجع فيه من المعهد متأخر وكان سايق العربيه وهو تعبان فجتله أذمه قلبيه حادة وعمل حادثه على الطريق وبعد فترة الأسعاف والشرطه بلغونا باللى حصل وعلى ماوصلنا المستشفى اللى كان محجوز فيها كان أمر ربنا نفد ومات ودى كانت الصدمه التانيه بالنسبه له ودخل سامر فى حاله أكتئاب شديده أستمرت معاه لمده سنه ونص بعدها قرر يكبر موهبته ومشى على خطى أبوة وأشتغل مدرس موسيقى فى أحدى المعاهد وكان شرطه الوحيد أن الحفلات اللى هيقوم بيها يأخد نصيبه بالكامل من غير نقصان والا مش يحضر أى حفلات وفى الأخر رضخوا لطلبه وبقى كل مايستدعوة فى أى حفله كان بيأخد حقه ومع الوقت حالتنا أتحسنت كتير عن الأول وفى خلال أربع سنين ربنا رزقنا من وسع وسامر أشترى الشقه اللى أنتى شايفها دى وبدأ يأسسها بالأثاث ده لكن يفضل الجرح فى قلبه وصدمته مرتين مرة يوم ماأتخلت عنه حبيبته وغدرت بيه ويوم وفاة أبوة عرفتى ليه أبنى أحيانا يبان أنه جاف وبارد معاكى لأن بأختصار يابنتى هو خايف أنه يعترفلك بحبه وتتخلى عنه أنتى كمان زى ألهام ماعملت بصى أنا مش هأغصبك على حاجه ومش طالبه منك غير أنك تصبرى وتستحمليه لما يعاملك ببرود ولكى عليا زى ماأتفقنا أول مايرجعلك حقك أبقى أطلقى منه لو ده هيريحك بس صدقينى لو ده حصل هتبقى الطامه الكبرى لأبنى وساعتها هيكرة نفسه وهيكرة الجنس الناعم كله وجايز يعمل فى نفسه حاجه لأقدر الله ودلوقتى أسيبك تفكرى فى كلامى كويس عن أذنك بقى يابنتى لأن قلبى بيتعبنى من كتر الكلام والصبح نبقى نتكلم فى أى حاجه أنتى عاوزاها تصبحى على خير.


تحدثت زهرة بخفوت : وأنتى من أهل الخير ياماما.


تركت السيده ثناء زهرة فى حاله من التخبط والحيرة التى أنتابتها أكثر فأكثر وظلت تفكر فى كل كلمه قالتها لها الى أن غالبها النعاس ونامت وهى جالسه فى مكانها حتى بدأت تباشير الصباح تهل من جديد وبعد مدة صعدت  مدبرة المنزل الى حيث غرفه مخدومتها كى تعطى لها الدواء لذا قامت بالطرق فوق الباب عده مرات لكن مامن مجيب لتقرر فتح الباب بحذر وأشرأبت برأسها الى الداخل لتجد ثناء نائمه على شطرها الأيسر معطيه ظهرها للشرفه لتدلف المدبرة على أستحياء وأتجهت صوبها حتى أصبحت بقربها وحاولت أيقاظها لكنها لم تستجب لتقوم المدبرة بهزها برفق لكنها لم تتجاوب معها ما جعلها تضطر للأستدارة نحوها ودققت النظر اليها لتجد وجهها شاحب وشفتيها زرقاء وهذا معناه أن الدم لايصل الى سائر جسدها ما زاد القلق والخوف فى قلبها وتركتها وهرولت نحو غرفه سامر بينما كان الأخير يستعد للخروج من غرفته ليجد نعمه فى حاله يرثى لها وتحاول سحب أنفاسها اللأهثه ليسألها بحيرة وخوف تملك من قلبه. 


-: فيه أيه ياست نعمه مالك وحشك مخطوف كدة ليه؟


كانت مدبرة المنزل تلهث بقوة محاوله أخذ أنفاسها التى هربت منها عقب رؤيتها لوجه ثناء الشاحب لتستطرد قولها بخوف: ألحقنى ياسعاده البيه دخلت على الست الكبيرة أوضتها أصحيها علشان تأخد الدوا بتاعها لاقيت وشها أصفر زى الليمونه وشفايفها رزقاء ومابتردش عليا فجيت أبلغك علشان تتصرف بسرعه.


أتسعت عين سامر بصدمه مما سمعه من مدبرة منزله وأنتابه الخوف على والدته ليهتف بحده وتسرع : طب ومستنيه أيه ياست نعمه روحى صحى الست الصغيرة بسرعه وخليها تروح لها تحاول تفوقها على ماأتصل بالدكتور يلا أوام.


قالت مدبرة المنزل بأقتضاب : الست الصغيرة نايمه من أمبارح تحت يابيه .

كان سامر فى حاله يرثى لها وظل يمسد فوق منبت شعر رأسه بعصبيه وتحدث بضيق: طيب أنزلى صحيها وبلغيها يلا. 


أومات المدبرة رأسها بالموافقه وهرولت بسرعه البرق لكى توقظ زهرة وتبلغها بما حدث وعقب معرفه الأخيرة بما حدث لحماتها حتى صعدت على عجل الى حيث غرفتها وحاولت أستفاقتها من حاله غياب الوعى التى أصابتها حتى نجحت بذلك ..أما عنه هو (سامر) فلقد أتصل بالطبيب المتابع لحاله والدته وبعد نص ساعه أتى الطبيب وصعد الى غرفه ثناء التى أستعادت وعيها وبدأ يتفحصها حتى أنتهى من الفحص ليقول بقلق واضح : لأزم تسافر  ياسامر حاله القلب بتزداد سوء وكل تأخيرة مش هتبقى فى مصلحتها ولا مصلحتنا أحنا كمان.


وبالفعل قام الطبيب المتابع لثناء بالأنتهاء من كافه ترتيبات سفرها للخارج لأجراء تلك العمليه الخطيرة التى سيجريها لها الطبيب المشهور مجدى يعقوب ..أما عن سامر فقد كان برفقه الطبيب جودت فى كل خطوة ويدعو ربه فى سرة أن يحفظ له والدته وتعود سالمه وفى خلال يومين سافرت الأخيرة الى لندن برفقه طبيبها ومدبرة منزلها كى تعتنى بها ورغم أصرار الأخير على السفر معها كى يكون أكثر أطمئنان عليها الا أنها رفضت وطلبت منه المكوث بجوار زوجته كى يحميها من أهلها أذا ماعثروا عليها أو علموا بمكانها ليرضخ فى النهايه لطلبها لكنه قام بالتنبيه على نعمه والطبيب بالأتصال عليه أولا بأول وأخبارة بكافه التفاصيل منذ لحظه وصولهم لندن وحتى دلوف والدته الى غرفه العمليات وخروجها وتمام شفاءها بأذن الله ليومىء الطبيب برأسه وطلب منه أن يكثف الدعاء لوالدته طيله الأيام القادمه حتى تعود أفضل مما كانت عليه.

         الفصل الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close