أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الثامن8 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل الثامن8 

بقلم ياسمين احمد

فى شقه سها كان والدها يرزع الصاله ذهابا وأيابا بتأفف وضجر ثم وقف فى مكانه لبرهة ورفع عينيه صوب الساعه المعلقه فوق الجدار ثم زفر زفره مطوله بحنق وظل يفرك يدة بعصبيه مفرطة بسبب تأخر خطيب أبنته عن موعد ذهابه اليهم رغم التنبيه عليه بعدم التأخر كما طلب منه التحدث عن ترتيبات الزواج من أبنته الوحيدة ليعاود مجددا السير ذهابا وأيابا بلا أنقطاع ..بينما كانت سها ووالدتها أعينيهم تجوب ذهابا وأيابا مع كل حركه يتحركها والدها ليعاود الوقوف من جديد ثم أستدار نحوهم وهو قاطب مابين حاجبيه بحدة ثم تحدث بضجر شديد.


-: هو خطيبك دة مافيش منه فايدة أبدا مافيش مره يجى فى ميعادة بالظبط. 


قامت الحاجه توحيدة من فوق الكرسى الجالسه عليه وأتجهت صوبه حتى أصبحت واقفه أمامه تماما وأخذت تربت على كتفيه بحنو لتهدئته من ثورته العارمه وأنفعالاته الشديده محاوله بذلك أمتصاص غضب زوجها لتقول بحنان وهدوء لاتحسد عليه : معلش ياحاج الغايب حجته معاة ياأخويا محدش عارف ظروفه شكلها أيه وأيه اللى عطله كدة معلش روق كدة وأن شاء الله زمانه على وصول. 


رمقها الحاج مصطفى بنظرة حادة ثم سرعان ماعاد ليقطب مابين حاجبيه بضيق ثم قال بعصبيه مفرطه : خليكى دافعى عنه كدة ...صمت لبرهة ثم عاد ليكمل حديثه بأستنكار ونبره شبه حاده : ياحاجه توحيدة اللى بيعمله دة مايرضيش ربنا أبدا مافيش مرة طالبته يجى فى ميعادة وجه دة غير أنه بيماطل فى جوازة من بنتك وباله طويل أوى بدرجه تخنق .


صمت مجددا ثم ذهب بأتجاه أبنته التى كانت تجلس منكمشه على نفسها وجسدها يرتعد خوفا من والدها ليقول منهيا الحديث بمنتهى الحزم والشدة : وأنتى ياست سها الكلام موجه لكى أنتى كمان لو خطيبك فضل يماطل كتير فى موضوع جوازكم أنا هفشكل الخطوبه دى خالص سمعانى ......وماكاد أن يستكمل حديثه نحو أبنته حتى قرع جرس الباب لتقول سها وهى تنظر نحو والدها بحماس : دة ..دة أكيد أبراهيم أنا هروح أفتحله بس والنبى يابابا بالراحه عليه علشان خاطرى ....قامت سها من مكانها وأتجهت نحو الباب وفتحته لتجد خطيبها يقف مبتسما لها أبتسامه بلهاء ظهرت فوق ثغرة ..بينما ضمت هى ساعديها أمام صدرها وقطبت مابين حاجبيها بضجر وظلت ترمقه بغضب وأستنكار وبقت على هذا الحال لبضع لحظات معدوده ثم سمحت له بالدلوف ليدلف هو على مضض وعقب رؤيته لوالدها وهو يرمقه بدوره بغضب حتى بلع ريقه بصعوبه شديده داعيا ربه فى داخله أن تنتهى تلك الزيارة على خير ..ثم ذهب بأتجاه والدها ومد يدة اليه لمصافحته الا أن الحاج مصطفى ظل ينظر الى يد خطيب أبنته الممدودة اليه بوجه عابس ثم صافحه ببرود ..وجلسوا جميعهم بهدوء ..أما عن سها ووالدتها فقد ألتزموا الصمت التام كى يتيحوا الفرصه لحديث الحاج مصطفى ..بينما كان أبراهيم يحاول بلع ريقه الذى جف بصعوبه ثم أرتسمت فوق ثغرة أبتسامه بلهاء ليستهل حديثه بدعابه سمجه فى غير أوانها.


-: أزيك ياحمايا العزيز.

رمقه الحاج مصطفى من رأسه حتى أخمص قدميه بحنق ثم قال بنبره شبه حاده :أهلا ياأخويا أهلا يامشلول .


عاد أبراهيم مجددا ببلع ريقه بصعوبه وظل صامتا غير قادرا على الحديث وهو ينظر اليهم بين حين وأخر بخجل شديد ..ثم طلب منه والد سها التوجه معه نحو غرفه الأستقبال (الصالون) للحديث بمفردهم ..ليستجيب أبراهيم لطلبه وهم معه وعقب وصولهم ودلوفهم الى داخل الغرفه حتى قام الحاج مصطفى بأغلاق الباب عليهم للتحدث بشأن أبنته ..بينما وضعت الأخيرة أحدى أذنيها فوق الباب محاوله أستراق السمع للحديث الدار بين والدها وخطيبها ..الا أنها فى تلك اللحظه شعرت بيد قويه تصفعها فوق ظهرها لتنتفض من مكانها بفزع وأستدارت برأسها لتجدها والدتها وهى ترمقها بتحذير وعاقدة حاجبيها بضيق لتبتسم لها سها أبتسامه بلهاء وأمرتها الأخيره بالأنصراف وأعداد بعض العصائر وتقديم واجب الضيافه لتسرع هى فى خطواتها وأتجهت صوب المطبخ لأعداد العصائر كما طلب منها ....أما فى غرفه الاستقبال فقد كان أبراهيم يجلس ويتصبب عرقا غزيرا وينظر بين الحين والأخر الى والد خطيبته الذى كان يجلس بدورة فوق الكرسى المقابل له وهو يرمقه بضيق شديد منتظر منه أن يبدأ الحديث مما جعله ( أبراهيم)  يزداد أرتباكا وأزداد تعرق جبهته بشده فقد كان فى موقف لايحسد عليه ولم يعرف حتى كيف يبدأ حديثه ليزفر والد سها زفره مطوله بعدم رضا ثم تحدث بقله حيله. 


-: بص ياأبراهيم يابنى أنا مليش فى الدنيا دى كلها غير بنتى الوحيدة وبصراحه كدة لاهى معيوبه ولا ناقصها حاجه وألف من يتمناها ترضى وبأشارة واحدة منها لكن للأسف هى مش عاوزة غيرك رغم أعتراضى عليك من الأول .....صمت لبرهة ثم عاد ليكمل حديثه بنبره حازمه : وأنت خاطب البنت بقالك سنتين أهو لاأتحركت ولاعملت أى خطوة جادة فى موضوع جوازكم وعمال تماطل كل شويه وتطلع فى حجج ملهاش أى لازمه وكل مره بتتأخر فى ميجيئك ودلوقتى أنا طلبت منك تيجى علشان أسالك سؤال واحد بس أنت ناوى على أيه؟  


أزداد أرتباك أبراهيم عقب رؤيته لشدة وحزم حماه ليقول بصوت خافت وضعيف : ياعمى أنت عارف كويس أوى أنى بحب بنتك ومش بلعب بيها ولا بمشاعرها وبحاول أعمل المستحيل علشان أتجوزها.


رمقه الحاج مصطفى من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه ببرود ثم عقب بسخريه لاذعه من حديث أبراهيم : وياترى المستحيل دة هيجى أمتى أن شاء الله؟


أجاب عليه أبراهيم بنبره مؤكده : أدينى شهر كمان أكون رتبت نفسى فيهم وأوعدك فى خلال فترة بسيطه أوى أكون جهزت كل حاجه وميبقاش غير أن سها تنور بيتى.


عاد والد سها ليرمقه بعدم أقتناع ثم قال له بتحذير شديد اللهجه : ماشى ياأبراهيم أنا هفضل ورا كلامك للنهايه أما نشوف أخرتها أيه معاك بس عارف لو لعبت بديلك هأعمل فيك أيه؟


كان الصمت مطبق فوق فم أبراهيم وهو ينظر الى حماه برهبه شديدة ليكمل الحاج مصطفى حديثه بنبرة تهديد واضحه : مش هتشوف بنتى تانى وشبكتك هترجعلك وباب الشقه ده مش هتخطيه برجلك تانى ها قلت أيه ؟ 

 

حرك أبراهيم رأسه موافقا على كل ما تفوة به حماه برهبة دون أن ينبت ببنت شفه ...وبعد عدة دقائق أخرى أتت سها بصنيه محمله بكافه العصائر ثم طرقت فوق الباب برفق ليأذن لها والدها بالدلوف لتدلف هى على أستحياء شديد ثم طلب منها الأخير الجلوس بجانبه لتستجيب فى الحال وجلست مطرقه رأسها فى الأرض بخجل وعاد الصمت ليعم فوق وجوه الجميع ,,وبعد عده ثوان وجيزه طرقت الحاجه توحيده بأناملها فوق الباب ثم دلفت هى الأخرى وجلست بجوار زوجها ليعاود الحاج مصطفى حديثه بنبرة أصرار وتصميم : سها أنا اتكلمت مع خطيبك بشأن تعجيل جوازكم وهو طلب منى أديله فرصه على مايخلص شقته بس أدينى بقولك قدامه أهوة لتانى مرة لو فضل يماطل أنا هافسخ خطوبتك بيه أتفقنا . 


جالت سها ببصرها بين والدها تاره وبين خطيبها الذى تحبه ولاتتمنى غيرة تاره أخرى ثم أكتست ملامحها الحيره وظلت صامته ليعيد عليها والدها  الحديث مرة أخرى بنبره أشد من سابقتها جعلتها تنتبه من أفكارها على صوته الجاد والحاد مستهلا بذلك حديثه بتأكيد وثقه لاتحمل أى شك ولايقبل فيها أى نقاش : فهمتى الكلام ولاأعيدة تانى ياسها .


نظر لها خطيبها برجاء أن تمنحه فرصه أخيرة ليس أكثر ريثما يدبر كافه أموره لتزفر سها بقله حيله وأستدارت بوجهها نحو والدها الذى كان ينتظر منها التحدث لتجيب عليه بنبره هادئه لكنها كانت مغلفه بالحزن : اللى تشوفه صح يابابا وزى ما حضرتك لسه قايل نديله فرصه يكون جهز شقته.


حانت منه ألتفاته نحو أبنته ليجد نظرة منها مكسوة بالرجاء ليقول بتأكيد : ماشى يابنتى وأنا يهمنى أيه غير أنى أشوفك سعيده وعارف أنك بتحبى أبراهيم بس على الله يصدق ويكون قد كلمته.


أومأت سها رأسها بالموافقه بصمت تعقيبا على حديث والدها ثم وجهت بصرها نحو خطيبها الذى كان ينظر بدورة اليها بمشاعر حب صادقه نابعه من قلب محب ثم عاودت ووجهت بصرها نحو والدها وقالت بتأكيد : أبراهيم طيب وحنين أوى يابابا....صمتت برهه ثم أكملت بمشاعر صادقه : ولو دورت فى الدنيا كلها مش هلاقى راجل زيه هو بس عاوز اللى يحمسه مش أكتر .


هتف الحاج مصطفى بكل حزم وثقه: ماشى بس يارب يكون قد الثقه دى......صمت برهة ثم عاد ليكمل بنفس الحزم : أشرب عصيرك ياأبراهيم .


مد أبراهيم يدة لكوب العصير بأيدى مرتعشه وبدأ يرتشفه على مهل وظل يبتلعه بصعوبه وهو يبتسم لوالد خطيبته مرغما فهو فى وضع لايحسد عليه وعليه الألتزام به والا سيخسر محبوبته الى الأبد لذا أخذ فوق عاتقه قرارا مهما بالأسراع لتأسيس عش الزوجيه كى يهنىء بتلك التى خطفت لبه وعقله,,لذا ظل يتناقش معاهم فيما سيفعله فى الفترة المقبله ثم أستاذن منهم ورحل من حيث أتى ..أما عن والد سها فظل شارد فى الفراغ الذى أمامه وهو يضع أحدى كفيه فوق صدغه حتى أخرجته زوجته من شرودة ذاك عندما قامت بالتربت فوق كتفيه بحنو لينتبه سريعا اليها وسألته الأخيره بحيرة. 


-: مالك ياأبو سها سرحان في أيه كف الله الشر؟

زفر الحاج مصطفى زفره مطوله بضيق ثم سرعان ماقال بقله حيله : أبدا ياتوحيدة بس بفكر فى كلام خطيب بنتك لما هو بيحب البنت أوى كدة وملهوف عليها طيب كان فين طول الفترة اللى فاتت دى كلها وليه متحركش غير لما كلمته المره دى أنا لولا عارف أن بنتك بتحبه أنا كنت رفضته من أول يوم دخل فيها بيتنا لأنه مابينزليش من زور......صمت برهة ثم وجه بصره نحو أبنته ومكملا حديثه بتمنى : على الله يصدق فى كلامه ومش يخذلنا زى كل مرة .


قالت سها بتأكيد وحماس : هيصدق والله يابابا ودة اللى أنا متأكدة منه.

هتف الحاج مصطفى بعدم أقتناع : أما نشوف هيعمل أيه.

****************************************************

فى أحدى الدول الأوروبيه تحديدا فى برلين عاصمه ألمانيا توجد تلك الشقه الفاخرة التى تسكنها ألهام وزوجها ..حيث كانت الأخيرة تجلس فوق الكرسى الهزاز الخاص بها مرجعه ظهرها للخلف بأراحيه وواضعه أحدى ذراعيها فوق يد الكرسى متمايله معه بأسترخاء تام بينما كان كفها الأخر تمسك بها لفافه تبغ بين أصابعها السبابه والوسطى حيث قربتها من بين شفتيها الناعمه ثم سحبت منها نفسا عميقا وأخرجته على مهل مستعيدة بذكرايتها السابقه مع سامر وكيف كان يعاملها بأحترام وود وأخلص فى حبه لها لكنها بغباءها  رفضته ..وتذكرت أيضا زواجها من وسيم الدمنهورى رجل الأعمال الغنى فاحش الثراء الذى كان يغدق عليها بالمال والكلام المعسول فى أول زواجهم لتتحول حياتها معه فيما بعد الى جحيم لايطاق حيث يتركها بالساعات وحيده داخل تلك الشقه اللعينه ..أما عن هذا الزوج عديم الرجوله والنخوة فقد عاد فى أحدى الليالى شديده البرودة والظلمه مخمورا ومترنحا وبرفقته أصدقاء السوء طالبا منها بكل خسه ودناءة أن تسعد أوقات فراغ أصدقاؤة بليله حمراء ساخنه على حساب نفسها لكنها أبت ورفضت رفضا قاطعا أن يمسها أحدا أو تكون عاهرة أو مومس فكان لها النصيب الأكبر من الضرب والأهانة وجرح فى كبرياءها وكرامتها كأنثى ومنذ تلك الليله وهى تبغضه وتنفر قربه منها ومع ذلك لم تسلم من أذاه حيث كرر فعلته الدنيئه مرارا وتكرارا وعندما كانت ترفض بيع جسدها كان يضربها ضربا مبرحا حتى أنه فى أحدى المرات أسقطها على الأرض بعنف ثم قام بركلها فى أنحاء متفرقه من جسدها الهزيل مره بعد مره حتى أصبح مليىء بالكدمات لتعيش بروح معذبه جريحه الفؤاد وذاقت معه كل ألوان العذاب لتنتبه من تلك الذكريات المؤلمه على صوت عقلها وظلت تتسأل فى نفسها خفيه الى متى عليها تحمل كل هذا الهوان وكيف لها التصرف حيال زوجها الوغد فبطبيعه الحال تعيش حبيسه داخل تلك الجدران الأربعه للشقه فى تلك الدوله الأوروبيه بعيده عن موطن أهلها ولايوجد من يدافع أو يرفع عنها أذاه لتقوم بأطفاء السيجارة فى المطفأه بتأفف ثم أجشهت فى بكاء مرير تنعى حظها العسر مع هذا الزوج الديوث عديم الشرف وبينما هى تبكى أذ سمعت صوت مفتاح الشقه يدور فى الباب لتقوم بمسح دموعها بأناملها بسرعه كى لا يراها فيا ويلاتها لو رأها تبكى أو تشكو حظها فلا يسعه سوى خلع حزام بنطاله ويقوم بضربها بلا رحمه وبمنتهى القسوة والجبروت لتقوم من فوق الكرسى بتثاقل ثم أستدارت بجسدها لتتلاقى عينيها الحمراء والمنتفخه من كثرة البكاء مع عين ذلك اللعين والذى كانت عينيه تشع بالمكر والشر والدهاء وعقب رؤيته لها فهم أنها كانت تبكى ليقول بصوت قوى يحمل من بين طياته تهديدا مبطن لها ورافعا أحدى حاجبيه بأستنكار شديد .


-: هو أنا مش قلتلك ميه مرة تبطلى نواح زى العيال الصغيرين الظاهر أنك مابتتعلميش أبدا .... وماكاد أن يسحب حزام بنطاله ليضربها كعادته حتى منعته هى بالتقرب منه مرغمه مدعيه التغنج والدلال عليه محاوله بذلك أمتصاص غضبه المقيت لتقول له برجاء حار ورهبه شديده منه: لا ياوسيم أرجوك بالله عليك بلاش ضرب بص أنا هابسطك النهاردة تمام وأوعدك بعد كدة ماعنتش هعيط تانى أوك . 


رغم عدم أقتناع وسيم بحديثها وتغنجها عليه الا أنه حاول أن يكون هادئا معها قدر الأمكان كى لايعاملها بعنف ليقوم بحركه خاطفه منه بحملها بين ذراعيه وأتجه بها صوب غرفه نومهما وعقب وصولهم أمام باب الغرفه حتى أنزلها على الأرض بأهمال ثم هم بفتح الباب بهدوء وطلب منها الدلوف لتدلف هى على مضض ودلف هو بدوره خلفها ثم قام بأغلاق الباب بقدمه وأستدار نحوها وعينيه تلتمع بمكر ورغبه ملحه جامحه الى أبعد الحدود فهو يراها مجرد وسيله لقضاء غايته وأشباع غرائزه الحيوانه ولم ينظر اليها يوما بعطف على أنها زوجه محبه له ليقوم بالأقتراب منها رويدا رويدا بدهاء ..أما عنها هى فعقب رؤيتها لعينيه التى كانت تشع بالخبث حتى تشنج جسدها وأرتعدت فرائصها بخوف ورعب حقيقى لتتراجع بظهرها للخلف وعقب قربه منها حتى باغتها وأمسكها بكلتا ذراعيها بقوة ووضعهما خلف ظهرها كى لاتهرب منه ثم مال بشفتيه على شفتيها الصغيرة الناعمة وقبلها بنعومه لم تعتدها من قبل لتحاول التملص منه لكنه حملها فجأة بين ذراعيه ومددها فوق الفراش بهدوء ثم مال بجذعة العلوى نحو وجهها وعاد ليقبلها مرارا وتكرارا رغم عدم تقبلها لذلك لكنها رضخت فى النهاية خوفا من بطشه ومن أن يعاملها بقسوة وتتحول تلك اللحظات الى جحيم لايطاق وبعد مدة ليست بالقليله أبتعد وسيم عنها بعد نيل غرضه ورمقها من فوق كتفه بأستخفاف وتحولت عينيه فى لحظه من لمعه الرغبه الى البرود الثلجى قائلا لها بكل جمود. 


-: أعملى حسابك بعد نص ساعه من دلوقتى تكونى لابسه وجاهزة علشان ورايا عشاء عمل مع مدير الشركه ولازم حرمى المصون تكون معايا ...تركها ودلف الى الحمام الملحق بالغرفه صافقا الباب خلفه بكل قوة بينما ظلت تنظر على أثر أختفاؤة فارغه فاها بصدمه فذلك الأبليس قادر على أجبارها للأنصياع له بكل سهولة لتعاود للبكاء من جديد وبعد مدة خرج هو من الحمام ليجدها تلتف بالملاءة حول جسدها لتظهر على جانب زاويه فمه أبتسامه عابسه ثم قال بمنتهى السخريه .


-: أممممم ياترى هتفضلى منكشمه على نفسك كدة كتير ؟  

حركت رأسها بنفى دون أن تعقب ليعاود هو أستكمال حديثه بأقتضاب : طب أتفضلى خدى شاور خلينا نخلص علشان مش يفوتنا العشاء. 

 

قامت ألهام من فوق الفراش وهى تلف جسدها بالملاءة ليقوم وسيم بالتقرب منها ببطء حتى أصبح ملاصق لها ثم هم بشد تلك الملاءة

من فوق جسدها لتشهق هى بخجل بينما أنفجر هو ضاحكا بأستخفاف لتدفعه هى بكلتا يديها ثم أبعدته عنها ودلفت الى الحمام وأغلقته خلفها بقوة داعيه ربها فى سرها وبرجاء حار أن تنول حريتها من ذلك الزوج الذى تبغضه..وبعد مدة خرجت من الحمام بمنشفه كبيرة تغطى كامل جسدها لتجدة قد أنتهى من أرتداء ملابسه ويقف فى شرفه الغرفه موليا لها ظهرة ويدخن سيجارته الكوبى بشراهة بينما ظلت هى تراقبه فى صمت تام لكن أنفاسها كانت قريبه منه ليقول بكل حدة دون الألتفات لها.


-: ألهام أنتى عارفه طبعى كويس وصبرى قليل أنجزى وألبسى هدومك ولو فضلتى واقفه متنحه كدة هضربك زى كل مرة وهأحبسك فى الأوضه تمام. 


أومأت رأسها بموافقه وهى تقاوم رغبه ملحه بالبكاء لتقوم على الفور بأرتداء ملابسها فى صمت كى لاتنال المزيد من العقاب وأهانه كبرياءها وبعد أن أنتهت قالت بدورها ببرود أبرد من الثلج : خلاص خلصت .


أستدار هو بكامل جسده نحوها وعقب رؤيته لها حتى أطلق صفيرا قويا ثم أبتسم لها بعبث فعلى الرغم من بعض الكدمات المتفرقه والخفيفه التى ماتزال أثارها فوق جسدها بفعل قسوته وضربها سابقا الا أنها بدت جميله جدا ليقول بدهشه : شوفى على الرغم من أنك بتتعبينى معاكى لكن برضه تفضلى جميله ومثيرة ....أشار بيده نحو وجهها كنوع من الأستفهام  : أمال الكدمات اللى كانت فى وشك راحت فين ؟ 


نظرت اليها بكرة وأشمئزاز مقيت ثم تحدثت بنفس البرود الثلجى : أكيد دارتهم بالميك آب ياوسيم بيه . 


شعر وسيم بأستخفافها من حديثه وأراد معاقبتها لكن الوقت لم يكن مواتيا لذلك لأنه لايريد تفويت حفله العشاء بأى ثمن لتلين ملامحه القاسيه والغاضبه كى لايفقد أعصابه المنفلته عليها حيث دنا منها بهدوء وهم بطبع قبله ناعمة فوق شفتيها وهتف بهمس فى أذنيها كفحيح أفعى تناسبه : حبيبتى العشاء دة مهم لنا أحنا الأتنين أرجوكى مش تنشفى دماغك علشان مش أكسرهالك ماشى ياروحى ويلا علشان أنتى عطلتينى بزيادة. 


رضخت ألهام لحديث زوجها الملعون وذهبت معه مرغمه الى ذلك الحفل الذى أقامه مديرة فى قصرة الفخم رغم عدم رغبتها فى الذهاب منذ بدايه الأمر وعقب رؤيه الأخير لألهام حتى أنبهر بجمالها الفتان ليستأذن من ضيوفه وذهب نحوهم ثم أسرع بسؤال وسيم بأستفسار : مين الجميله اللى معاك دى ياوسيم أوعى تقولى أنها مراتك لأحسن أزعل.


أبتسم وسيم أبتسامه ساخرة وهو مازال ينظر نحو ألهام بأستخفاف ثم عاد ليوجه بصرة وحديثه نحو مديرة ليقول بمنتهى الثقه : لا هى مراتى فعلا ياحضرة المدير.


أمسك ذلك البدين صاحب القامه القصيرة وذو الندبه العميقه التى فى وجهه بسبب الجرح القديم كف ألهام برفق وظل ينظر اليها برغبه جامحه ثم هم بطبع قبله رقيقه فوقه لتشعر هى بالأستياء والنفور منه ومن زوجها وأستأذنت منهم وأتجهت صوب الشرفه الواسعه وأخذت تدخن سيجارتها بعصبيه مفرطه علها تهدىء من توترها بسبب هذا المكان المقيت الذى تشعر فيه بالأختناق ...أما عن مدير وسيم فقد أخذة بعيدا عن ضيوفه ثم همس فى أذنيه برجاء حار طالبا منه أن تبيت تلك الحسناء فى حضنه لليله واحده فقط ليقطب وسيم مابين حاجبيه بغضب مزيف ثم سرعان مالانت ملامحه عندما أخبرة مديره بأن تلك الليله التى سيقضيها برفقه زوجته خلفها ترقيه ومنصب كبير فى عمله وشيك بمبلغ كبير سيضعه بأسمه فى البنك ليقول وسيم بعد تردد.


-: أيوة ياقدرى بيه بس دى مراتى ماينفعش يعنى أنى أسلمها لحضرتك على طبق من دهب بالسهوله دى. 


رمقه مديرة بنظرة شبه تهكميه ثم قال ساخرا : أحنا هنضحك على بعض ولا أيه ياوسيم أنت طول عمرك يهمك الفلوس وبس وعارف أنك بتموت فى النسوان دة غير ماضيك الأسود معاهم فها قلت أيه هتوافق أنى أقضى ليله مع حرمك المصون ولاأروح بنفسى أقولها كل حاجه عنك!!.


رغم أعتراض وسيم فى بادىء الأمر على طلب مديره الأ أنه وافق على مضض وبعد مدة عادت ألهام للوقوف بجوار زوجها ليقوم وسيم بتلقائيه بضم ذراعه حول خصرها ثم قال مستأذنا بأدب نحو مديرة : عن أذنك ياقدرى بيه أنا مضطر أروح علشان تعبان شويه .


وقبل رحيلهم أوقفه مديره ليقول له مؤكدا ومشدد على كل حرف خرج من جوفه : وسيم أبقى فكر فى العرض اللى عرضته عليك أوك.


أومأ وسيم برأسه موافقا ثم أخذ زوجته وخرج من القصر بأكمله وصعدوا داخل السيارة فى صمت تام بينما ظل الأخير يفكر فى هذا العرض المغرى لتخرجه ألهام من صمته عندما سألته بفضول عن مقصد مديرة قبل رحليهم : الا قولى ياوسيم هو المدير بتاعك كان يقصد أيه لما قالك فكر فى العرض اللى عرضته عليك؟ 


أجاب عليها وسيم دون الألتفات اليها وهو مازال يقود السيارة بسرعه مخيفه : لما نروح هقولك على كل حاجه .


تحدثت هى بأصرار وضيق: وهو أنا لسه هأستنى لحد مانرجع ماتقولى وخلاص أصله مش لغز يعنى.


ضرب وسيم فوق موقد السيارة بعنف حتى أصدرت صريرا قويا ثم أوقفها عندى جانبى الطريق وقام بمباغته ألهام بسرعه خاطفه حيث أمسكها من أحدى ذراعيها بخشونه وظل يحركها بقوة وعينيه تشع بالشر ثم قال لها بحدة : أنا قلتلك لما نروح هبقى أقولك على كل حاجه يبقى تبطلى أسئله مفهوم. 


صمتت رغما عنها بينما قام هو بالتحرك بسيارته حتى وصلوا نحو وجهتهم وعقب دلفوهم الى داخل الشقه حتى هدأ الأخير تماما بينما جلست هى فوق أحدى المقاعد القريبه منها وظلت تحدق اليه من فوق كتفيها بضيق وأشمئزاز ونفور دون أن تنبت ببنت شفه ليجثو الأخير أمامها ثم تحدث بهدوء حذر : أنا أسف ياحبيبتى لأنى أنفعلت عليكى بس أنتى عارفه أنى عصبى وبثور بسرعه أما عن العرض اللى كان طلبه المدير منى فهو أنتى .


أتسعت عينيها بصدمه ثم هتفت بحيرة : أنا ؟؟؟ أزاى يعنى مش فاهمة!!!!

صمت وسيم بضع لحظات معدودة ولم يعرف بماذا يجيبها ثم زفر متنهدا بأحباط ومحاولا بلع ريقه الذى جف بصعوبه شديده ثم حاول توصيل صوته وحديثه اليها بنبرة أكثر هدوئا : المدير عاوزك تبيتى معاة ليله فى سبيل أنه هيرقينى فى الشغل وكمان هيحط مبلغ كبير بأسمى فى البنك وأسهمى فى البورصه هتزيد.


شعرت هى بالنفور منه وقامت بضربه بكلتا يدها فوق صدرة بقوة ثم قالت بصراخ هستيرى وغضب شديد : بتبيعنى تانى ياوسيم أنت أيه ياأخى ماعندكش ذرة دم مابتغرش عليا خالص قد كدة أنا رخيصه فى نظرك كل شويه بتعرضنى للبيع على أصحابك على فكره أنت مش راجل أنت ديوث بكرهك فاهم يعنى أيه بكرهك.


فما كان من وسيم سوى أن صفعها فوق وجهها بصفعه قويه ليتراجع جسدها للخلف بخطواتين وسالت الدماء فوق زاويه شفتيها كى يسكتها لتعود هى الى الصراخ فى وجهه بكرة: بكرهك ياوسيم وبكره اليوم اللى شوفتك وعرفتك فيه يارتنى كنت سمعت كلام ماما لما حذرتنى منك عارف سامر كان أرجل وأشرف منك على الأقل هو كان بيخاف عليا مش واحد قذر زيك .


صرخ فى وجهها بغضب أعمى : أخرسى وأياكى تجيبى سيرة الواد الكحيان ده على لسانك تانى أما من ناحيه أنى مش راجل ذى مابتقولى فأنا هوريكى دلوقتى أيه هى الرجوله .


أمسكها من أحدى ذراعيها بقوة وظل يجرها خلفه كالشاه حتى أوصلها أمام باب غرفتهم ثم هم بفتح الباب وقام بدفعها بقوة نحو الداخل وبقسوة شديده لتسقط فوق الأرض الصلبه والرطبه وأرتطم جسدها بقوة بفعل الدفعه لترمقه ألهام بنظرة كارهة وأستطردت لتقول بغضب وحنق : طلقنى ياوسيم طلقنى لأنى بجد بكرهك بعدد شعر رأسى كل حته فى جسمى بتلفظك وماعنديش أى أستعداد أنى أكمل حياتى مع واحد ****زيك .


نظر اليها بأستنكار وعاصفه شديده من الغضب والشر أجتاحت كل ملامحه ثم أبتسم بسخريه وقال لها بعند : علشان ترجعى لسامر مش كدة بس لا ياألهام أنتى هتفضلى عايشه فى جحيمى دة طول عمرك وهاسففك التراب وهاسيبك كده لاأنتى طيله لاسما ولاأرض وهتنفذى كل أوامرى غصب عنك ومش هتقدرى حتى تهربى منى أنتى فاهمة.


أغلق جميع منافذ الهروب لديها كى لا تستطيع الهروب ثم أغلق باب الغرفه عليها بالمفتاح وهم بالمناداة على مدبرة منزله لتأتى اليه الأخيره مسرعه وأعطى لها مفتاح الغرفه وقال بحديث صارم ومؤكد : آنسه فيفان مفتاح الأوضه معاكى أهو أبقى كل شويه تبصى على المدام لأحسن تعمل فى نفسها حاجه ولو حسيتى بأى حركه غير طبيعيه فى الأوضه رنى عليا على طول وهأكون هنا فى الحال أتفقنا. 


أجابت عليه مدبرة منزله بتأكيد : أمرك سيد وسيم .

خرج وسيم من الشقه وصعد داخل سيارته وصفق الباب بعنف ثم تحرك بها منطلقا وعائدا للسهر من جديد مع أصدقاء السوء بينما ظلت ألهام تبكى بالدماء ندما وقهرا بسبب رفضها لسامر وبسبب تلك الحياه البائسه التى تعيشها الآن مع زوج ديوث مجنون عاشق للنساء ويفعل كل ماهو محرم . 

***************************************

عودة مرة أخرى الى الأسكندريه حيث شقه سامر فقد كان الأخير يتململ فى فراشه وجبهته وملابسه متعرقه واضعا يدة فوق رقبته كأن هناك شيئا يخنقه ويلتف حول عنقه فها قد عاد الكابوس المزعج يراودة من جديد أنها حادثه والده الراحل عندما حاول جاهدا تفادى السيارة التى أمامه لكنه فشل فى السيطرة عليها لتنحرف وتهوى به فى مكان سحيق ومظلم ثم أنفجرت به فى لحظه,, فها هو سامر يحلم بوالده أنه قد عاد الى الحياة مجددا لكن وجهه وملابسه كانت ملطخه بالدماء ويستقبله بأيدى مفتوحه طالبا منه الذهاب معه بعيدا عن عالم يملؤة النفاق والخداع ليظل الأخير يتململ يمينا ويسارا مره بعد مره ويصرخ بأعلى صوته رافضا الذهاب معه ثم سرعان ما أنتفض فزعا من نومه بخوف شديد وعينيه الزائغه تدور فى أرجاء الغرفه بأكملها وصدرة يعلو ويهبط بطريقه مخيفه ليزفر متنهدا بألم وحسره وهو يبكى وظل يستغفر ربه بصوت مسموع ..أما عن والدته فقد كانت تمر مصادفه بالقرب من غرفته وسمعت صوت صراخه لتهرول اليه مسرعه ثم فتحت باب الغرفه لتجد أبنها فى حاله يرثى لها لتتوجه نحوة بخطوات مسرعه وجلست بجانبه وظلت تربت عليه بحنو شديد حتى هدأ قليلا لتقول هى بأسى وحزن شديد . 


-: سامر أرجوك أرحم نفسك يابنى وأنسى علشان خاطرى.

أجاب عليها سامر من بين دموعه قائلا بأسى ولوعه : المشكله ياأمى أن الحلم بيراودنى كل مرة بطريقه شكل كأنه مش عاوز يفارقنى طب لحد أمتى هيفضل ملازمنى كدة!! ياريت كان بأيدى أغير الماضى لكن قضاء ربنا كدة.


ربتت ثناء فوق كتفيه بحنو وأبتسمت له أبتسامه عذبه ثم أستهلت قولها بثقه : أبوك محتاج اللى يدعيله يابنى أبقى زور قبرة وأقرأ له القرآن وأدعيله بالرحمه لأنه كان طيب وحنين جدا.


زفر سامر متنهدا بضيق ثم قال بتأكيد : مافيش مشكله خالص لو دة هيريحه فى قبره بس الكابوس دة ميجليش تانى أنتى ماتعرفيش أنا بتعذب قد أيه.


قبلته والدته من فوق جبينه بحنو ثم تنهدت بحسره وألم لتقول محاوله التخفيف عنه : حسه بيك ياحبيبى معلش ربنا أن شاء الله هايبعد عنك كل مكروة المهم قوم كدة وأغسل وشك وغير هدومك دى وتعالى علشان نفطر سوا.


أومأ برأسه بموافقه لتتركه والدته على راحته وبعد فترة وجيزة نزل سامر من فوق فراشه بتثاقل ثم توجه نحو الحمام للأغتسال وبعد عده ثوان خرج منه وبدأ بأرتداء حلته السوادء ووضع عطرة الرجولى ثم نزل مجددا نحو الطابق الأرضى وتناول طعام الأفطار مع والدته وبعد أن أنتهى قام بمسح فمه بالمنديل ثم قبلها قبله حانيه من أعلى جبهتها وأستاذن منها للذهاب وعقب خروجه من الشقه أخرج سيارته من الجراج وصعد بداخلها ثم بدأ بقيادتها معتزما التوجه نحو قبر والدة ثم منها الى المعهد وبعد فتره قليله أوقف محرك السياره أمام محل للورود وترجل منها ودلف الى داخل المحل وقام بشراء باقه مختلفه منها ثم عاد لأقتياد سيارته مرة أخرى وأنطلق بها نحو وجهته وعقب وصوله ترجل من السيارة ببطىء ولمح بعينيه من بعيد قبر والده ليجهش فى بكاء مرير ولوعه ثم زفر متنهدا بيأس وأحباط ودلف الى داخل المقابر على مضض وظل يسير بخطوات متباطئه حتى وصل الى غايته وهم بوضع الورود فوق قبره داعيا له بالرحمة والغفران وبدأ بتلاوة بعض من آيات الذكر الحكيم على روحه الطاهرة ..ثم خرج عائدا نحو سيارته وأنطلق بها نحو المعهد ,,لأن الوقت كان مايزال مبكرا فتوجه نحو غرفه البيانو وهم بفتح الباب وأضاء المصباح ولكن قبل دلفوه الى الغرفه ضرب بيدة فوق جبهته بقوة متذكرا أنه نسى بعض النوتات الموسيقيه فى شقته فقد كان كل أنشغاله التام منصب على والده الراحل ليهرول من المعهد عائدا نحو شقته وللمرة الثانيه ينسى غلق غرفه البيانو.. أما عن زهرة فقد كانت تجلس فى شقتها تشعر بملل شديد أذ لم يكن لديها أى حصص فى هذا اليوم لتقرر بدورها التوجه الى المعهد وبعد عشر دقائق وصلت لتجد حارس المعهد يجلس بالخارج ثم رحب بها لتطلب منه على أستحياء الدلوف الى الداخل وعقب دلفوها شعرت برهبة شديدة تسرى داخل جسدها حيث أن المعهد خاوى ولايوجد به أحد لتقرر الجلوس عند أقرب مقعد لها وأنتظرت مجىء سها لكنها لمحت من بعيد بصيص ضوء ينبثق من غرفه البيانو ماجعلها تشعر بالحيره والدهشه وفضولها دفعها للتوجه نحو الغرفه وعقب أقترابها من الباب حتى شعرت مجددا بالخوف وقامت بفتحه بحذر شديد ثم أشرأبت برأسها نحو الداخل لتتفقد الغرفه بحذر شديد لتجدها خاويه تماما وتنهدت براحه ثم دلفت اليها بخطوات متثاقله وصعدت فوق درجات السلم الخشبى وجلست أمام الكرسى المرابط للبيانو وبدأت تعزف بهدوء ..وبعد نصف ساعه كان سامر قد عاد مجددا ثم دلف بدورة داخل المعهد وعقب أقترابه من باب غرفه البيانو حتى سمع صوت عزف متواصل وبأتقان شديد ليشعر هو الأخر بالدهشه مقررا بذلك دلوفه لأستبيان مايحدث ثم وقعت عينيه فوق تلك الحوريه التى كانت تعطيه ظهرها وتعزف بتركيز شاعرا بالأعجاب من آدائها وظل يراقبها فى صمت تام وأختبىء خلف الستار ثم ظهرت على جانب زاويه فمه أبتسامه هادئه وألتمعت عينيه بسعادة لايعرف مصدرها ..أما عنها هى فقد أشتمت رائحه عطر رجالى جاذب تزكم الأنوف وعندما كانت على وشك الأستداره الى حيث تلك الرائحه أذ أسرع هو للأختباء مرة أخرى لتستدير زهرة بكامل جسدها وظلت تجوب بعينيها أرجاء الغرفه لكنها لم تجد أحد ما جعلها تشعر بالأستياء والحيرة فهى تقسم من داخلها أنها أشتمت تلك الرائحه من قبل ليعاود الخوف متسللا الى قلبها وظلت تتسأل فى نفسها عما يحدث لها فمنذ أن وطئت بقدميها الى داخل الغرفه وهى تشعر برهبه شديده وثانيها تلك الرائحه القويه التى تملىء المكان ولهذا كانت ترتجف بشدة ونبضات قلبها أصبحت متسارعه ..أما عن سامر فكان يضحك بصوت خافت جدا وغير مسموع وأستمر الحال هكذا مايقرب من ساعه كامله فكلما أستدارت زهرة الى حيث رائحه عطرة يختفى هو خلف الستار ..وبعد فتره بدأ توافد الفتيات واحده تلو الأخرى ليتسحب هو خلسه دون أصدار أى صوت مبتعدا بذلك عن الأعين كافه وبعد تأكده بأن الوضع أصبح مستتب وبأن الكل أصبح مشغولا بأعطاء حصته خرج من المعهد وتوجه نحو سيارته ثم صعد بداخلها وأبتعد بها بخطوات قليله هذا بجانب أنه يحب أبقاء ملابس نظيفه داخل سيارته لذا قام بأستبدال جاكت حلته والقميص المعطر بقميص وجاكت أخر ثم عاد الى المعهد مره أخرى ودلف اليه ومنها داخل غرفه البيانو كأن شىء لم يكن ثم بدأ بحصته فى صمت تام كل هذا وسط دهشه زهرة وحيرتها فهى مئه بالمئه تشك به لكن ينقصها الدليل .. أما هو فكان يعزف معطيا ظهره لهم غير مبالى بتلك الجميله التى كانت تستشيط غيظا وغضبا منه الأ انه مع ذلك كان يبتسم أبتسامته الجاذبه التى علت فوق ثغرة بسبب ساذجتها وبراءتها ..أما عن سها فقد كانت تجلس هى الأخرى بصمت بجوار زهرة ولاحظت نظرات الغضب تتصاعد فوق ملامحها أتجاه سامر ماجعلها تربت فوق كتف الأخيره بهدوء لتنتفض الأولى بفزع ثم قطبت مابين حاجبيها بضيق وأستنكار شديد دون تعقيب منها لتندهش سها بدورها بسبب ما طرأ على صديقتها ثم مالت بوجهها نحوها وهمست فى أذنيها بنبره خافته. 


-: مالك يازهرة فيكى أيه وليه لما طبطبت عليكى أتفزعتى كدة ؟

كانت زهرة عينيها معلقه أغلب الوقت فوق وجه سامر بضيق وحنق لتستدير  بوجهها نحو صديقتها ثم همست قائله بحيرة : مش عارفه ياسها فى حاجه مش مظبوطه وغير طبيعيه بتحصل النهاردة هنا ..حاجه مش عارفه أفسرها بأيه.


حدقت سها فى وجه صديقتها ببلاهة ثم سرعان ما سألتها بحيرة وعدم فهم : حاجه زى أيه يعنى؟


أجابت عليها زهرة بصوت شبه خافت : هبقى أقولك لما تخلص حصه البيانو علشان محتاجه أتاكد بنفسى من ظنونى دى .


أومأت سها رأسها بالموافقه ثم عاودوا الأهتمام بدرس البيانو الى أن أنتهى سامر من حصته ليقرروا بدورهم الخروج الى باحه المعهد للتنزة ثم ساد صمت مطبق عليهم لفتره لابأس بها ماجعل سها تقطع حاجز الصمت ذاك بسؤال زهرة عم حدث معها.


-: ممكن بقى تحكيلى أيه اللى حصل النهاردة؟

قامت زهرة بسرد ماحدث معها منذ لحظه دلوفها داخل المعهد وحتى أنتهاء حصه البيانو لتقهقه الأخيرة بصوت شبه مرتفع دون أن تعقب ماجعل زهرة تحدق اليها وترمقها بضيق وغضب شديد وأستطردت لتقول بحده وأستنكار.


-: ممكن أفهم أيه فى كلامى يخليكى تضحكى؟

حمحمت سها بأحراج شديد ثم قالت بمنتهى الجديه : أبدا بس واضح من كلامك أن الأستاذ سامر حب يردلك مقلب من مقالبك أياها تقدرى تقولى كده قرصه ودن لكى علشان ماتفكريش تعملى معاه حاجه تانيه.


عضت زهرة فوق شفتيها السفلى بغيظ مكتوم ثم قالت بنبرة تأكيديه : أنا لأزم أساله .


حدقت اليها سها بصدمه ثم سرعان ماأستطردت لتقول بتأفف وضيق: أنتى هبله يابنتى هتروحى تقولى له أيه أستهدى بالله كدة وبلاش كلام ملهوش لازمه.


بعد عدة دقائق كان سامر يسير بدورة فى باحه المعهد ثم بحث بعينيه عنها حتى وجدها تجلس مع سها على مقربه منه ليقرر عدم الألتفات اليهم متعمدا الوقوف بصحبه أصدقاؤة من الأساتذه للنقاش معهم كى يبعد الشبهات عنه ..أما عنها هى فعقب رؤيتها له حتى قامت برفع أحدى حاجبيها بأستهجان وغضب ثم همت بالوقوف من فوق الكرسى الجالسه عليه تاركه صديقتها بمفردها وتوجهت نحوة ثم سألته بضيق : أستاذ سامر أنت حضرتك كنت موجود النهاردة الصبح فى أوضه البيانو؟


أستدار سامر بكامل جسده نحوها ثم حرك كتفيه ببرود وعدم مبالاة وقام بحك منبت شعر رأسه بتروى وهدوء ثم أستهل ليقول بحيرة مصطنعه : لا طبعا ياآنسه ماكنتش موجود لأنى جيت متأخر يمكن تكون تهيؤات لكى مش أكتر.


أقتربت زهرة منه بهدوء حتى تلاقت أعينهم مجددا ثم نظرت الى عمق عينيه لتشعر بأنه يكذب عليها لتقول بنبره مؤكده على صدق حدسها : أزاى الكلام اللى بتقوله دة؟ طب وأوضه البيانو ده أنا حتى لقيتها مفتوحه ونورها مضاء وكمان كان فى ريحه عطر قويه ماليه الأوضه يبقى أزاى ماكنتش موجود ؟


كان سامر يحاول أستفزازها برودوده المقتضبه ليعاود تحريك كتفيه بلامبالاة مدعيا عدم الفهم كأنه لا يعرف إلى ماذا ترمى.

-:قوليلى الأول الريحه اللى شمتيها دى كان نوعها أيه؟ 


قالت زهرة بحيرة : مش عارفه أظن أنها عطر توم فورد .


قطب سامر مابين حاجبيه بضيق مصطنع ومستنكرا حديثها برمته ثم حرك رأسه بنفى ثم قال بتبرير مقنع : لا أنا ما بحبش عطر توم فورد ولا عمرى حيطت منه على جسمى أنا عطرى المفضل أسمه (دولتشى أند غابانا) يعنى الريحه اللى شمتيها النهاردة ماكنتش بتاعتى أو أن أنفك الصغير والجميل دة بيشم حاجات غريبه وزى ماقلتلك قبل كدة أنى مجتش المعهد النهاردة بالذات لأنى بعد ماصحيت من النوم روحت أزور قبر والدى......صمت لبرهة ثم تعمد ضرب يدة فوق جبهته كأنه تذكر شيئا ثم عاد ليجيب عليها بتبرير : ياااااه أزاى حاجه زى دى تروح من بالى تصورى أنى بعد مامشيت أمبارح من المعهد نسيت أطفى نور الأوضه ونسيت أقفل الباب كويس معلش هأبقى أخد بالى المرة الجايه بس المهم أبقى فكرينى ياآنسه لأنى بنسى بسرعه أوك .....ليولى ظهرة لها وهو يبتسم بمكر ثم تركها فى حاله من الصدمه والذهول لتجز زهرة فوق أسنانها بغيظ مقررة أن تعرف الحقيقه بنفسها مهما كلفها الأمر.


بعد أنتهاء اليومى الدراسى قررت زهرة الخروج من المعهد برفقه سها فى أى سيارة أجرة تقلها عوضا عن ذهابها مع سامر فى سيارته فحديثه معها لم يكن مقنعا بأى شكل من الأشكال وعندما خرجوا من البوابه الرئيسيه دفعها الفضول أن تسأل حارس المعهد عن أول من وطئت قدمه نحو المعهد وقام له بفتح الباب ليؤكد لها الأخير بدوره أن سامر هو أول من وصل وأنه هو من قام بفتح الباب له لتتحول ظنونها الى يقين تام وأستدرات برأسها نحو سها والتى فرغت فاها بعدم تصديق لتقول زهرة بحنق وغضب .


-: شوفتى ياسها أنى كان عندى حق وأنه كان موجود بالفعل فى أوضه البيانو طب ليه بيعمل معايا كده؟


قهقهت سها حتى أدمعت عينيها ثم قالت بدعابه : معلش ياحبيبتى تعيشى وتأخدى غيرها أنتو الأتنين عملتوا مقالب فى بعض ومحدش أحسن من التانى.


قطبت زهرة مابين حاجبيها بضيق وأستنكار شديد بسبب حديث صديقتها ومزاحها الذى هو فى غير أوانه لتقول لها بحده : أنا مش فاهمة أنتى مالك فرحانه كدة ليه؟


ربتت سها فوق كتف زهرة بحنو وتحول مزاحها الى الجديه الشديده قائله نبرة حازمه ومؤكدة : أنسى بقى يازهرة موقف وعدى خلاص مش لأزم تعيدى فيه تانى.


عادت زهرة الى شقتها بعدما قد وصل بيها الغضب مداه أتجاه أستاذها متخذة قرارا نهائيا بعدم الذهاب الى المعهد مرة أخرى بسبب تعمده الكذب عليها كى يبرر موقفه السخيف على حد وصفها.

           الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close