أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الحادي والعشرون21 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل الحادي والعشرون21 

بقلم ياسمين احمد

كانت سها تعيش أصعب لحظات حياتها فمنذ أن تم سجن زوجها وهى متقوقعه داخل غرفتها فى بيت والدها تبكى ليل نهار بلا توقف شاعرة بالأختناق وحسرة وألم فحبيبها قابع داخل جدران السجن ذو الأرض الرطبه والباردة لذا كانت منعزله عن كل المحيطين بها حتى أن والدها حاول مرارا أن يخرجها من تلك الحال الا أنها أبت الأستماع اليه وفى خضم حزنها على زوجها نست ماقاله لها أبراهيم بأن عليها اللجوء لسامر كى يبدأ بتوكيل محامى للدفاع عنه وسيقوم والد زوجها بدفع الكفاله عوضا عنه لتنتبه من غفلتها وقامت بمسح دموعها ونزلت من فوق الفراش وأرتدت ملابسها على عجل وأحكمت حجابها فوق شعرها وخرجت من غرفتها مسرعه ووصلت أمام باب الشقه ليستوقفها صوت والدها المنادي عليها والذى سألها بأستفسار.


-: مالك يابنتى متسربعه كده ليه ورايحه فين الساعه دى؟

أستدارت سها بكامل جذعها نحو والدها وهى تمسك بيدها مقبض الباب ثم قالت بثقه ويقين : رايحه لصحبتى وجوزها يابابا.


سألها والدها بدهشة : أشمعنى؟وبعدين دة وقته يعنى يبقى جوزك مرمى داخل السجن ومش عارفين نتصرف أزاى !! وأنتى تقولى رايحه لصحبتك وجوزها!!  


زفرت سها بضيق ووجهها يكتسى بالألم والحسرة لتستطرد قولها على عجل : ماهو لازم أعمل كدة علشان أشوف الأستاذ سامر هيتصرف أزاى ..أقتربت من والدها وطبعت قبله خاطفه فوق جبهته وأستطردت لتقول بعيون مغشيه من الدموع : والنبى يابابا أدعيلى آوى آوى وأدعى لجوزى ربنا يفك سجنه وهمه.   


ربت والدها فوق كتفها بحنو وأبتسم أبتسامه خافته ثم هتف ليقول بقلب نقى صادق : داعيلك من كل قلبى روحى يابنتى ربنا يصلح حالك ويوفقك فى كل خطوة تخطيها علشان جوزك ويفك كربه أن شاء الله ....صمت برهة لكنه أستطرد بأعتراض: بس أنا شايف أنه ملهوش لازمه تزعجى صاحبتك وجوزها وأنا هأشوف محامى كويس لأبراهيم.


زفرت سها بلوعه ثم قالت بكل جديه : بابا حبيبى ماتشغلش بالك وبعدين أخت أبراهيم معنا فى المعهد وأبراهيم عارف الأستاذ سامر بحكم أنه مدرس البيانو وأنا كنت من فترة كدة لمحته وهو بيتكلم معاه بالهمس فى الحقيقه مافهمتش يومها مضمون الكلام اللى دار بينهم ولما سألته رد عليا وقالى أنها مشكله بسيطه بين باباه وبين مالك العمارة السابق رغم أنى ماأقتنعتش بكلامه وحسيت أنه مخبى عليا حاجه الا أنه قالى أن الأستاذ سامر له صديق محامى ووعدة أنه هيتصرف فى المشكله دى.


زفر الحاج مصطفى بقله حيله ثم أستطرد ليقول بحزم شديد : ماشى روحى بس متتأخرش وأتمنى أن المحامى يقدر يلاقى ثغرة يبرأ بها جوزك.


هتفت سها بتسرع وبصوت بدى شبه مرتفع : زوجى برىء يابابا ومسير الأيام هأتثبت ده وهنعرف مين اللى أتهم جوزى فى سرقه الشركه وعشمى فى ربنا كبير وواثقه أنه مش هيخذلنى أبدا.


تحدث الحاج مصطفى بنبرة مؤكده على حديث أبنته : فعلا يابنتى ربنا كبير وقادر يظهر الحق. 


ربتت سها فوق كتف والدها بلطف وقالت بنبرة هادئه : بابا أنا فى موقف صعب جدا وبتمسك بأى أمل علشان خاطر أبراهيم مايطولش فى السجن أكتر من كده ....قبلها والدها من جبهتها وأستطرد ليقول بتفهم : حاسس بيكى ياحبيبتى ربنا يزيح الغمه وترجع الضحكه تنور وشك من تانى ...أرتمت سها بين أحضان والدها وقالت بحب : ويخليك ليا ياحبيبى ومايحرمنيش منك أبدا أنت كل حاجه ليا بعد المرحومه ماما أنا محتاجلك آوى يابابا ومحتاجه دعواتك جدا ...عاد والدها ليربت فوق ظهرها ثم قال بمداعبه كى يخفف عنها توترها الزائد ليقول لها بود : وأنتى بنتى وحته منى يلا بقى روحى شوفى مصلحتك لأحسن أنا قلبى رهيف ودمعتى قريبه يلا ياحبيبه بابا.  


أبتعدت سها عن محيط ذراعى والدها وطبعت قبله فوق كفه وتركته وأتجهت نحو بيت صديقتها وكلها أمل أن يوفقها الله كى تخرج زوجها من محنته وبعد مدة وصلت الى بيت سامر وقامت بقرع الجرس لتفتح لها زهرة وماأن رأتها ورأت أمارات الحزن تكسو ملامحها حتى شعرت بالحيرة لتقوم سها بالأرتماء فوق صدر صديقتها وأجشهت فى البكاء لتعلو الدهشه فوق وجه الأولى ثم سرعان ماأخذت تربت فوق ظهرها حتى هدأت ثم دلفت على أستحياء لتجد سامر يقف وينظر اليها بدهشه لتحمحم بحرج وزفرت بضيق لتطلب منها زهرة الجلوس وبعد مضى وقت قصير من الصمت الذى خيم عليهم بدأت سها بسرد ماحدث لزوجها ليجيب عليها سامر مطمئنا أياها مستطرد قوله بتفهم.


-: أطمنى يامدام سها كل حاجه محلوله بأذن الله أنا هتصل حالا بالأستاذ وفيق المحامى وأن شاء الله هيبرأة وهيطلعه من القضيه زى الشعرة من العجين ماتقلقيش خالص.


قالت سها بأمتنان : متشكرة آوى ياأستاذ سامر ومتأسفه لو كنت جيت فى وقت مش مناسب. 


تحدثت زهرة بعتاب : عيب عليكى الكلام ده ياسوسو أنتى تنورينا فى أى وقت وأن شاء الله نطمن كلنا على الأستاذ أبراهيم .


أستاذن منهم سامر بتأدب وتركهم بمفردهم وأتصل بصديقه المحامى ليجيب عليه الأخير من الطرف الأخر وطلب منه سامر المجىء على وجه السرعه للتحدث فى أمرا هام ليطلب منه المحامى مهله صغيرة كى يجهز نفسه وبعد مرور مايقرب من ساعه كامله ذهب المحامى الى بيت سامر وعقب دلوفه بدأ ينصت لسها بتركيز شديد وعندما أنتهت من سرد وقائع القضيه المتهم فيها زوجها حتى قام المحامى بتمرير أصابعه بين فراغات شعرة وقال بحيرة.


-: مش عارف أقولك أيه يامدام سها بس جوزك موقفه ضعيف جدا فى القضيه دى وعلى حسب كلامك الشرطه والمعمل الجنائى أكدوا أن البصمات اللى وجدوها على باب الخزنه كانت بصماته وأغلب الظن أن اللى سرق الفلوس من الخزنه أنسان حويط وذكى جدا والدليل على كده أنه كان  لابس قفازات فى أيدة علشان مايسبش أى أثر يدل عليه بس أطمنى أنا هأبذل كل مابوسعى لحد ما ألاقى ثغرة تدلنى على المجرم الحقيقى وساعتها هيأخد جزأة الرادع.


قالت سها برجاء حار : الأستاذ سامر الصراحه شكرلى فيك كتير فأرجوك  تلاقى المجرم دة بسرعه. 


ظهرت أبتسامه هادئه فوق وجه المحامى ثم قال بهدوء وتفهم :أنا طبعا متفهم مخاوفك كلها وأن شاء الله خير بس أنتى قولى يارب.

تحدثت سها بأمل : ياااااااارب.

***********************************

فى صبيحه اليوم التالى ذهب المحامى الى الشركه وبدأ مهام عمله بسؤال أصدقاء أبراهيم كلا على حده وجميعهم أكدوا أنه المسؤول الأول والأخير عن حمايه الخزنه ولايمكن لأحد أيا كان الأقتراب منها غيرة وعقب أنتهاؤة من أستجوابهم قرر الخروج من الشركه وعقب أقترابه من البوابه أصطدم دون قصد بكتف أبن صاحب الشركه وكاد أن يوقعه أرضا ليوجه له الأخير سبابا لاذعا وقال بغضب وحنق. 


-: مش تفتح ياأعمى؟

شعر المحامى بالأهانه الشديدة لكرامته بسبب ذلك المتغطرس ليجيب عليه بأستنكار وحده : أنا أعمى؟ ماشى بس خد بالك أنا ممكن أكتب فيك حالا شكوى سب وقذف فى حقى وأقدمها للشرطه وبما أنى محامى هخليك تلف حوالين نفسك.


أتسعت عين تيمور عن أخرهما وحاول بلع ريقه الذى جف وظهر الأرتباك فوق ملامحه التى بهتت عند سماعه تهديد المحامى الصريح ليستطرد قوله بأسف وأعتذر وتعلثم  : آآآ متأسف ياحضرة اللى مايعرفك يجهلك بس وأنت ماشى أبقى خد بالك بعد كده تمام.


تركه تيمور وهرول من الشركه بسرعه البرق حتى أختفى فى لمح البصر ما جعل الشك يدب فى قلب المحامى أتجاه هذا المتحزلق اللعين فبدى له أنه شخص سمج ونزق غير أن ملامحه تدل على أنه أنسان مدلل وعقب أبتعادة عن الشركه حتى أستوقف المحامى أحد العاملين فى الشركه وقام بسؤاله عن تيمور ليجيب عليه العامل بمنتهى الثقه.


= : البيه اللى أتخانق مع حضرتك وخرج ده يبقى أبن صاحب الشركه ووحيدة فعلشان كده هو بيعامل الناس اللى أقل منه بتعالى كأن اللى خلقه مخلقش غيرة معلش ياسى الأستاذ مش كل واحد بيعرف يربى أبنه صح.


أومأ المحامى رأسه بتفهم وخرج من الشركه وعقب صعوده داخل السيارة حتى بدأ يفكر كيف يمكنه تعقب تيمور وبالفعل بدأ يسير خلفه ويراقب كل تحركاته عن كثب لمدة تتراوح مابين أسبوعين لثلاثه دون أن يلمحه الأخر وفى أحدى المرات ذهب تيمور الى أحدى البارات الليليه وهناك كان يتناول الكحوليات بكثرة حتى وصل الى حد الثماله وبدى مترنحا من كثرة الشرب ,,وعلى الجانب الأخر دلف المحامى الى البار وأتجه صوب ذلك السكير وجلس على مقربة منه مخفيا عينيه ووجهه بنظارة سوادء وقبعه كى لايتعرف عليه وسمع بأم أذنيه وهو يتحدث مع صديقه بتفاخر أنه كان سببا فى دخول أبراهيم السجن عن طريق سرقته الخزنه أذ أنه قام بسرقه مفتاح من جيب بنطال والده وهو نائم فى ساعة متأخرة من الليل وقام بتبديل ملابسه بملابس سوادء قاتمه وأخفى كامل ملامحه ولم يظهر منه سوى عينيه كما قام بوضع قفازات فى يده وذهب نحو الشركة بسيارته القديمه التى لم يقودها منذ سنوات ولم يذهب بها الشركه من قبل وعقب ترجله من السيارة ذهب بأتجاه الأمن المسؤل عن حمايه الشركه من الخارج وقام برش رزار مخدر فوق وجوههم حتى غابوا عن الوعى وماأن وطىء بقدمه الى مقر الشركه حتى أسرع بتعطيل كاميرات المراقبه المسؤوله عن الطابق الأول والثانى بجهاز صغير يشبه ساعه اليد كان يرتديه فى معصمة صنع هذا الجهاز خصيصا لتعطيل الكاميرات عن بعد حيث عمل على ثبيت الكاميرات فى وضع ثابت غير متحرك وبوقت محدد ثم صعد وسار بين الطرقات بثقه شديده كأنه لم يفعل شىء وأتجه الى الطابق الثالث وقام بتعطيل كاميرات المراقبه ودلف الى مكتب أبراهيم وبالداخل كانت توجد كاميرا صغيرة مثبته عند أحدى زوايا الغرفه وقام بكسرها وفتح الخزنه وسرقها وكان دافعه أنا ذاك هو رفض والده أعطائه المزيد من الأموال بسبب صرفه ببذخ على الحانات والنساء وأنه أراد أبعاد الشبهات عنه وألصاق التهمه بأبراهيم عن عمد لكى يتخلص منه نهائيا لاسيما بعدما شاهده فى أحدى المرات وهو يتسحب خلسة الى مكتبه محاولا فتح الخزنه عنوة وسرقتها ماجعل أبراهيم يغضب وينفعل عليه وقام بلكمه فى وجهه لكمه قويه أوقعته أرضا وأخذ المال منه وأعادة الى الخزنه وحذرة من تكرار فعلته وأن عاد فسوف يقوم بأبلاغ والده وأبلاغ الشرطه عنه ما دفعه للتخلص منه ,,بينما كان المحامى يسجل كل كلمه تفوة بها ذلك اللعين وخرج من البار بهدوء وأتجه نحو قسم الشرطه ثم طلب من أحدى العساكر المتمركزة بخارج الغرفه مقابله الضابط المسؤل لأمر هام وبعد فترة وجيزة أدخله العسكرى الى غرفه الضابط وعرفه بنفسه ثم أعطى له شريط التسجيل ليقوم الضابط بتفحص الشريط وفتحه وأخذ يستمع الى أعترافات تيمور كامله ليأمر رجاله بالتحرك وألقاء القبض عليه قبل خروجه من البار وبعد مايقرب من نص ساعه وصل الضابط الى البار وبرفقته ضباطه وأعطى لهم الضوء الأخضر بمحاصرة المكان وتضييق الخناق عليه وعندما قرر تيمور الرحيل وجد سيارات الشرطة تحاصرة من كل حدب وصوب حاول التملص منهم ولكن أحد الضباط أصابه برصاصة فى كتفه من مسدسه الميرى لكن الأخير أستطاع الفرار منهم بأعجوبه وماأن خرج من البار حتى شعر بألم يسرى فى عظامه وكتفه وينزف بغزارة غير أن الرؤيه بدت مشوشه لديه وأثناء عبوره الطريق جاءت سيارة مسرعه وصدمته فى الحال ليقوم الضابط بالأتصال بسيارة الأسعاف والذين أتوا على وجه السرعه وحملوة متجهين به الى المشفى وأبلغوا والده بما حدث له ليهرول الرجل مسرعا نحو المشفى المحجوز بها أبنه بينما حاصرت الشرطه المشفى من كل أتجاه كنوع من الأجراء الأمنى ,,أما عن تيمور فقد كان يحاول ألتقاط أنفاسه بصعوبه بسبب جراحه وأصابته الخطيرة والمميته ليجيب بأنفاس سريعه ومتلاحقه. 


-: ياحضرة الظابط الأستاذ أبراهيم برىء أنا كنت عاوز أخلص منه بسبب كتر تهديده ليا لكن ماكنتش أعرف أن القدر هيلعب لعبته وهيكون ده جزائى فعلا الجزاء من جنس العمل ....كان يحاول ألتقاط أنفاسه بصعوبه شديده ثم نظر الى والده بخوف وبأعين متسعه وهو يلفظ أخر أنفاسه قائلا بأسف. 

 

-: أنا آسف يابابا لأنى خذلتك بس أنت السبب لأنك دلعتنى زياده عن اللزوم وماتحملتش أنى أكون راجل وأشيل المسؤوليه أرجوك تسامحنى وتدعيلى ربنا يغفرلى أرجوكم تسامحونى كلكم ....قال جملته الأخيرة ثم خبت جسده وهدأ تماما ليوجه الضابط بصرة نحو صاحب الشركة بأسف وقال بآسى ولوعه : البقاء لله يافهمي بيه ربنا يصبرك بس أنا مضطر أتحفظ على جثه أبنك لحد ماتنتهى أجراءات القضيه وكمان علشان البرىء اللى مرمى فى السجن ظلم ولحد ماتنتهى القضيه قدامك 24 ساعه على أقصى تقدير علشان تستلم جثته فأرجوك تقدر موقفى أنا بنفذ القانون. 

 

أومأ فهمي رأسه بتفهم ودموعه تسبقه فوق وجنتيه على الحال الذى وصل اليه وأوصل اليه أبنه وبعد مرور 24 ساعه تم أغلاق القضيه بالكامل وأفرج عن أبراهيم وسط سعاده سها التى ماأن علمت ببراءة زوجها وأنه سيخرج من السجن مجبور الخاطر مرفوع الرأس حتى ذهبت بنفسها تستقبله بشوق جارف وعندما رأته هرولت بأتجاهه ليقوم أبراهيم بتقبيلها فوق وجنتيها وأعلى رأسها وشفتيها المكتنزة بحب وعشق جارف وبقى هكذا بضع ثوان لترتمى بنفسها بين أحضانه وقام بمحاوطتها من خصرها بتملك وأستطرد ليقول بأبتسامه عاشقه ملأت وجهه.


-: وحشتينى وحشتينى أوى ياحبيبه قلبى.

أبتعدت سها عن محيط ذراعيه وأستطردت لتقول بدلال : وأنت كمان وحشتنى أوى أوى ياهيما ربنا يخليك ليا ياحبيبى ...صمتت برهة وقامت بأمساك كفه ووضعته فوق بطنها المسطحه لتقول بسعاده طاغيه :وأبنك كمان فرحان زيى وسعيد ببراءة أبوة.


حدق أبراهيم فى وجهها بدهشة وسرعان ماتحولت نظراته المذبهله الى نظرات عاشق محب ثم سألها بأستفهام : بجد ياسها من أمتى؟ 

 

أبتسمت سها أبتسامه أذابت قلبه لتهتف بثقه: من يومين كنت تعبانه وحاسه حالى متلخبط كدة ده غير أن البريود أتاخرت عن ميعادها فعملت أختبار حمل وأكدلى ده بس برضه حبيت أتاكد تانى وروحت بنفسى لدكتورة نسا وأكدتلى أنى حامل.


ضمها أبراهيم بقوة بين أحضانه وأغمض عينيه بأستسلام وأعاد فتحهما من جديد وقام بأبعدها قليلا عنه وهو يتأمل ملامحها بشوق ليستطرد قوله بعشق : بحبك أوى ياسوسو ولازم تتأكدى أن زوجك لايمكن يمد أيده أبدا للحرام.


نكست سها رأسها فى الأرض بخجل لتقول بأعتذار :  أنا آسفه ياهيما لأنى شكيت فيك فى يوم من الأيام حقك عليا.


رفع أبراهيم بصرها اليه وعاد ليضمها بضع لحظات متواصله ثم خرجا من القسم رافعين رؤوسهم بشموخ بينما كان سامر فى أستقباله وماأن وصل أبراهيم اليه حتى قام بأحتضانه بقوة وظل يربت فوق ظهره كدعم له بينما كانت زهرة تقف بجانب صديقتها وتمسك يدها بقوة مربته عليها بأبتسامه هادئه دليل على سعادتها من أجلها وقبل أنصرافهم جاء اليه صديقه عبد المنعم الذى ماأن رأه أبراهيم حتى أخذه بعيدا بمنىء عن زوجته وصديقتها ثم همس فى أذنيه برجاء حار.  

 

-: متأسف ياعبد المنعم بس أنت عارف أنى كنت مسجون ومعرفتش أدبرلك مبلغ كويس لكن أوعدك أن شاء الله قريب هتكون الفلوس عندك.


أبتسم صديقه أبتسامه صافيه وأخذ يحرك رأسه بيأس ليقول بكل جديه : أبراهيم أنا مش جاى النهارده علشان موضوع الفلوس أنا جيت علشان أقولك مبروك البراءة وكفارة ثانيا ودة الأهم أنى قابلت الأستاذ سامر صدفه بعد مادخلت أنت السجن وحكيتله عن كل ظروفى وأنى محتاج الفلوس وبما أنك مش هتعرف تسدد اللى عليك فهو وعدنى أنه هيسددهم بالنيابه عنك والصراحه الراجل مشكور كتر ألف خيرة سدد 12 ألف جنيه اللى كانوا ليا فماتحملش همهم لأن ديونك كلها أتسددت خلاص.


كان أبراهيم فى حاله صدمه وسعاده بعدما سمع الحديث من صديقه ووجه بصره نحو سامر بأمتنان شديد لينظر له الأخير بتفهم ثم أشار له بسبابته فوق فمه بتحذير لكى ينهى الحوار ليومىء أبراهيم رأسه موافقا وودعه عبد المنعم ورحل ليعود الأول متجها نحوهم وصعدوا داخل سيارة سامر لكى يوصلهم الى شقتهم وبعدة فترة كان أبراهيم قد وصل أمام بيته وأطفأ سامر محرك سيارته ثم طلب الأول من زوجته الدلوف الى الشقه ريثما يتحدث مع سامر وعلى الرغم أنها رفضت فى بدايه الأمر الا أنها رضخت فى النهايه لحديث زوجها ودلفت الشقه فى صمت بينما ترجل سامر من السيارة ووقف أمام أبراهيم ليستطرد قوله بشكر وأمتنان شديدين .


-: متشكر جدا ياأستاذ سامر على كل اللى عملته معايا ربنا يقدرنى وأوفى الدين اللى عليا ليك.


حرك سامر رأسه برفض وقال بحزم : مش وقته الكلام دة ياأبراهيم وبعدين أنا مش مستعجل عليهم المهم تنسى كل اللى حصل وتروح لمراتك اللى مستيناك على أحر من الجمر.


صافحه أبراهيم بحرارة وودعه ودلف الى شقته وماأن أختفى من أمامه حتى تنهد سامر بأرتياح وصعد فى السيارة ليجد محبوبته تبتسم أبتسامتها العذبه التى أذابت قلبه ليبادلها نفس الأبتسام فى صمت وتحرك بالسيارة عائدا بها نحو شقتهم ...أما عن أبراهيم فوجد سها تنظر اليه وهى قاضبة مابين حاجيبها بأمتعاض ووجه عابس ليستطرد هو قوله بتأفف وضيق.


-: نعم مالك ضاربه الوش الخشب كدة ليه؟

كان الشك مازال يساور قلب سها من ناحيه زوجها بسبب رفضه سماعها الحوار الذى دار بينه وبين سامر منذ لحظات لتقول بتهكم وحدة: علشان أنت مصر تكدب عليا ياأبراهيم.


أتسعت عين أبراهيم بصدمه بسبب أتهامها له بالكذب وسرعان ماقطب مابين حاجبيه بغضب مستطردا قوله بحنق وضجر شديد: تانى ياسها !!! تانى رجعنا لنفس الموال من جديد !!!بجد مش فاهم أنتى بيصعب عليكى تسيبينى مبسوط شويه !!حرام عليكى ياشيخه مش كده ده أنا لسه طالع من السجن فى حاجه أنا معملتهاش ومليش ذنب فيها كفايه نكد وغم كفايه بقى.


شعرت سها بتسرعها الغير مبرر ,,بجانب أن الوقت ليس مواتيا لمثل هذا الأتهام لتنكس رأسها فى الأرض بخجل وسرعان مارفعت بصرها نحوة وقالت بآسف وأعتذار : هيما حبيبى أنا آسفه بس لأنى بحبك مش عاوزاك تتورط تانى أنا خايفه عليك ده غير البيبى جاى فى الطريق وعاوزاة يكون فخور بأبوة.


رمقها أبراهيم بعتاب ثم زفر بأحباط وضجر وهتف بتأفف: يعنى أنتى مصممه تعرفى؟


أومات سها رأسها بالأيجاب وعادت لتقول بثقه : طبعا على الأقل يبقى قلبى مرتاح وكمان علشان أبننا يتولد بعيد عن جو التوتر والمشاكل دى.


حرك أبراهيم رأسه بقله حيله ليقول بمنتهى الحزم والجديه :كنت أستلفت فلوس من عبد المنعم لأن ظروفى ماكنتش سامحه وقتها أنى أسددهم ولما دخلت السجن الأستاذ سامر سددهم بالنيابه عنى وأنا وعدته أنى أول ما ألاقى شغل جديد وظروفى تتحسن هبقى أرجعهم له أرتحتى دلوقتى ونفسيتك هديت ياحضرة المفتش كرومبو!! 


أستطردت سها قولها بضيق : أنت بتتريق عليا ياأبراهيم؟


كان أبراهيم قد نفد صبرة ليجيب بحده شديدة ممزوجه بالغضب: أعملك أيه ماأنتى من ساعه مادخلنا الشقه وأنتى سين وجيم كأنى مجرم وعماله تحققى معايا حتى مش مراعيه أنى كنت بمر بأيام صعبه مايعلم بيها الا ربنا ...سحب نفسا عميقا وأكمل حديثه برجاء حار لزوجته : سها أرجوكى لو بتحبينى فعلا كفايه كلام فى الموضوع دة لأنى تعبان جدا ومحتاج أرتاح عن أذنك تصبحى على خير .


تركها وصعد نحو غرفتهم وقام بصفق الباب خلفه بقدمه وأتجه نحو المضجع وألقى بنفسه وتمدد ليريح أعصابه من جو المشاحنات الدائمه بينه وبين زوجته وسرعان ماغط فى نوم عميق حتى أنه لم يبدل ملابسه لتدلف هى بعدة بمدة ووجدته نائم لتتركه على راحته وأغلقت الباب خلفها وذهبت بأتجاه الغرفه المجاورة الى أن تهدأ الأمور بينهما .

***************************************

فى صبيحه أحد الأيام كان موافقا يوم العطله الرسمى ,,حيث كان سامر وزهرة يتناولون طعام أفطارهم فى صمت وعقب أنتهاءهم قام الأخير بمسح فمه بالمحرمه الورقيه ورفع بصره اليها وحمحم بصوت خافت كى يلفت أنتباهها لترفع هى بصرها نحوة ونظف حلقه وقال بصوت قوى أجش .


-: أحم كنت بقول يعنى بدل قاعدتنا فى البيت كدة يوم الأجازة أيه رأيك لو خدتك أنتى ورامى وعزمتكم برة النهاردة منها تغيروا جو ونقضى يوم حلو وممتع يعنى بدل جو الروتين الملل دة.


قالت زهرة بحماس : مافيش مشكله لو دة هيسعدك .

زفر سامر بأرتياح وقال بثقه وبمنتهى الحزم : خلاص أن شاء الله بعد صلاة الجمعة تجهزوا علشان أخدك أنتى ورامى نقضى اليوم كله فسح ومتعه وباليل هأرجعه الشقه ونكمل سهرتنا براحتنا وهأعزمك فى أحلى مطعم أتفقنا.


أومأت زهرة رأسها موافقه بسعاده لكنها لم تفصح عن سعادتها له ...وبعد الظهيرة أخذهم وقضوا وقتا ممتعا وجميل بين المتنزهات وعندما حل الليل أعاد رامى الى الشقه ثم أكمل باقى السهرة برفقتها حيث أخذها الى أفخم المطاعم وعقب دلوفهم أتجهو الى أقرب طاوله لهم وطلب سامر من النادل طعام العشاء ,,لكن ماحدث بعد ذلك لم يكن فى الحسبان حيث دلفت ألهام الى نفس المطعم وهى ترتدى فستان سهرة أسود يبزر مفتانها وجمالها أكثر مما يسترها وترتدى حذاء ذو كعب عالى ومعها شقيقها لتغمز له بطرف عينها مشيرة بأصابعها نحو الطاوله التى كان يجلس عليها سامر وزهرة وهمست فى أذنيه بمكر ودهاء .


-: صاحبنا أهوة هو ومراته.

تلفت خالد ببصرة الى حيث كانت تشير هى لتتسع عينيه بصدمه وحدق فى وجه زهرة بدهشه وسرعان ماأستدار برأسه نحو ألهام ليقول بتعجب : سبحان الله ده أنتم زى ماتكونوا فوله وأنقسمت نصين فيها شبه كبير منك أوى ياهوما.


زمت ألهام على شفتيها بعدم رضى بسبب حديث شقيقها رغم صدقه لتقطب حاجبيها بأستنكار وقالت بحقد دفين : فشر أنا أحلى منها طبعا بقولك أيه نفذ اللى قلتلى عليه قبل كدة وأياك تغلط أوك.


مرر خالد سبابته نحو عينيه مرارا كنوع من الموافقه لكى يرضيها وهتف بعبث : من عينيا ياهوما أنت تأمر ياجميل.


أتجهت ألهام مع خالد نحو طاوله سامر وزوجته حيث أقتربت منه وقامت بتمرير أناملها فوق شعر رأسه بتغنج ومالت بجذعها العلوى وقربت شفتيها عند تجويف عنقه وظلت تتأمله بعيون ناعسه لتقول بهمس عند أحدى أذنيه بدلال : وحشتينى أوى أوى ياسمورتى. 


قام سامر بأبعاد يدها عنه وحدجها بنظرة أشمئزاريه طويله وقطب مابين حاجبيه بأستنكار وغضب شديد مستهلا حديثه بعدم رضى : بلاش أسلوبك الرخيص والمستفز دة ياألهام وبعدين هو فى حد مصلتك عليا؟


أشارت نحو قلبها لتقول بمكر وبفحيح أفعى : آه قلبى مصلتنى عليك.


جز سامر فوق أسنانه بحنق ونفضت وبرزت عروق رقبته وأشتعلت عينيه بالغضب وعاد ليتحدث بحده وحنق : ألهام للمرة الأخيرة بقولك بطلى أسلوبك دة.


أنتبهت ألهام لوجود شقيقها لتحمحم بحرج ووجهت حديثها نحو سامر بنبرة مغلفه بالحقد : أعرفكم ببعض خالد أخويا ...خالد سامر حبيبى.


ظهرت أبتسامه ساخرة فوق شفتيى سامر ليقول برفض تام ومصححا حديثها الماكر : كنت ياألهام أنما دلوقتى أنا مش حبيبك ولا هأبقى.


كانت زهرة تجلس بصمت تشاهد مايحدث بدهشة وظلت توزع بصرها تارة نحو زوجها بعتاب وتارة أخرى فوق وجه تلك الجميله التى تشبهها دون أن تنبت ببنت شفه ,,أما عن خالد فلقد أستغل الفرصه وجلس بجوار زهرة وقام بوضع أحدى ذراعيه فوق مسند المقعد الذى كانت تجلس عليه هى ووضع كفه فوق كتفيها كنوع من الأستفزاز لسامر لتظهر تلك الشعيرات الدمويه فى عيون الأخير وأشتعلت فيهما نار الغيرة وفى قلبه ليقترب من هذا السمج  ونفض يده بقوة عن كتف زوجته ثم لكمه فى أنفه لكمه قويه جعلت الدماء تسيل من أنفه بينما كان سامر يرمقه بنظرات ناريه وقال بتهديد صريح.


-:هأقطعلك أيدك لو مدتها على مراتى تانى فاهم ولالا؟


شعر خالد بأشتعال الموقف وقد بدى له سامر كأنه مثل الثور الهائج ليقوم  بأبعاد كرسيه عن زهرة ...أما عن ألهام فقامت بحركه خاطفه بأخذ يد سامر وأجبرته على الرقص معها فوق طاوله الرقص وقامت بلف أحدى ذراعيها حول خصرة بقوة بينما كانت يدها الحرة تلفها حول عنقه وعلى الرغم من محاولته الدؤبه والمستميته لأبعادها عنه الا أنها أجبرته على الأنصياع لها وعدم تركها بينما كان هو كل تركيزة ونظراته مسلطه فوق وجه محبوبته التى  أشتعلت الغيرة فى قلبها لتقوم بتضييق عينيها بقهر وعدم رضى لتقول لخالد بدلال ولكى تتحدى زوجها. 


-: عندك مانع ترقص معايا ؟

ظهرت أبتسامه خبيثه فوق وجه خالد ليقول بنبرة مؤكده وسعاده : آه طبعا آوى أتفضلى .


أتجهت زهرة نحو طاوله الرقص وقام خالد بلف كلتا يديه حول خصرها وظل يرقص معها بينما أشتعلت عيون سامر بالغضب وظل ينظر اليها بتحذير كى تنهى تلك المهزله لتحرك هى رأسها برفض وعند من جانبها وأشارت اليه نحو مقدمه وجهها كنوع من الوعيد له فهو من بدأ وعليه أن يتحمل تبعات ذلك وبعد فترة قامت زهرة بالأقتراب من سامر وخالد مازال يراقصها ثم تعمدت وضع مقدمه قدميها وضغطت بالحذاء ذو الكعب العالى فوق قدم ألهام لتصرخ الأخيرة متأوهة بألم وأفلتت ذراعيها من على سامر وظلت ترمقها بنظرات حاقده بينما ظهر الثبات فى عين زهرة لتقول بكل تحدى وأصرار وثقه. 


-: عن أذنك ياألهام أنتى خدتى فرصتك مع جوزى فأنا كمان من حقى أنى أرقص معاه فوسعى شويه كده أو ممكن لو عاوزة ترقصى أرقصى مع أخوكى. 


لتنفض يد خالد من فوق خصرها وظلت ترمقه بنظرات أشمئزازيه وقامت بأبعاد ألهام عن زوجها وظلت ترقص مع زوجها بينما كانت الأخيرة تستشيط غضبا وحنقا من منافستها لتقرر الرحيل هى وشقيقها عائدين من حيث أتوا وعندما تأكدت زهرة من رحيلهم حتى نفضت يد سامر عنها بغضب شديد وأعتلت فوق ملامحها الهادئه الضيق والضجر لكنها مع ذلك تحدثت بهدوء. 


-: لو سمحت رجعنى الشقه لأنى تعبانه وكمان التمثيليه السخيفه خلصت وماعنديش أستعداد ولو لحظه واحده أنى أرقص معاك بعد المهزله اللى حصلت دى.


تفهم سامر سر عصبيتها لكنه مع ذلك هتف ليقول مبرأ نفسه مما حدث وبرجاء شديد : زهرة أنا مليش ذنب هى اللى.....كاد أن يكمل جملته لكنها عاودت لترد عليه بعصبيه مفرطه وعلا صوتها أكثر فأكثر وبلهجه أمرة وحده حتى أن كل المحيطين بهم كانوا ينظرون اليهم بدهشه لتوجه بصرها نحوهم بضيق وعادت لتقول له بغضب : قلتلك رجعنى الشقه مش عاوزة أسمع منك أى مبررات وكفايه لحد كده لأن الناس بتبص علينا. 


أوما سامر برأسه بتفهم وزفر بقله حيله وخرجوا من المطعم دون تناول الطعام وصعد السيارة فى صمت بينما صعدت هى فى المقعد الخلفى صافقه الباب خلفها بقوة متجاهلاة تماما وعندما وصلوا الى الشقه نزلت من السيارة وعادت لتصفق الباب بعنف وهرولت نحو باب الشقه وفتحتها وأسرعت نحو غرفتها وعقب وصولها قامت بصفق باب الغرفه خلفها بقوة وأسندت رأسها عليه وأجشهت فى البكاء حتى أنهارت وجلست فوق الأرض الباردة تشهق وتنتحب فهى فى كل الأحوال تغير على زوجها وحبيبها وقد جن جنونها عندما رأت ألهام ترتدى ملابس فاضحه لأغراءة وكيف كانت مائله بجسدها نحوة مثل الأفعى وكيف أجبرته على الرقص معها بينما كان عقلها يسترجع ماحدث ثم دار فى عقلها فكرة خبيثه وتفعل مثل المرة السابقه وتبلل نفسها وملابسها بالمياه لكن الجو قارس البرودة ولن تتحمل تبعات تفكيرها الغير صائب ولربما تصاب بألتهاب رئوى حاد يجعلها طريحه الفراش ,,بينما ظل الشيطان يوسوس الى عقلها لكنها رفضت كل فكرة جالت بخاطرها حتى هدأت وقامت بمسح دموعها وصممت من داخلها على أنها لن تجعل تلك الجميله الناعمه كالأفعى تأخذ منها زوجها لتقوم من على الأرض وبدلت ثيابها وأتجهت نحو الفراش وألقت بنفسها عليه كى تنام لكن هيهات فلقد جفى النوم من عينيها وبقى كلا منهما مستيقظا حتى الصباح لتقوم زهرة من فوق مضجعها بأرهاق ثم نظرت الى نفسها فى مرآة التسريحه لتجد تحت عينيها هالات سوداء بسبب قله النوم لتقرر الدلوف الى الحمام وبعد بضع لحظات خرجت ووجهها مبلل لتقوم بتجفيفه ثم بدأت بوضع القليل من الميك آب لأخفاء تلك الهالات السوادء وصففت شعرها وعقصته على هيئه جديلتين ووضعت أحمر شفاه نارى فى شفتيها الناعمه وذهبت نحو خزنه ملابسها وفتحتها وظلت تبحث عن شىء مثير حتى وجدت مرادها لتبتسم بدهاء وأرتدت ثيابها وخرجت من الغرفة لتسير فى الطرقه بتغنج يجذب الألباب قبل العقول,,فى تلك اللحظه خرج سامر من غرفته وعندما شاهدها وهى ترتدى تلك الملابس المثيرة حتى أستشاط غضبا وتحدث بنبرة يشوبها الحده. 


-: أنا مش قلتلك قبل كده ماتطلعيش من أوضتك بالهدوم دى وأن أخوكى فى مرحله مراهقه وماينفعش يشوفك كده أنتى غاويه تعاندينى وخلاص!


أستدرات زهرة على صوته القوى وأقتربت منه بنعومه وهدوء لاتحسد عليه حتى أختفت المسافات بينهما وظلت تنظر اليه بنظرات غائمه من المشاعر وعينيها مسلطه فوق ملامحه التى تعشقها ولفت ذراعيها حول عنقه وظلت تتمايل بجسدها يمينا ويسارا بدلال وتغنج ثم قالت بغيرة : ها أيه رأيك بقى أنا ولاهى؟ 


فهم سامر مغذى حديثها وغيرتها من ألهام لكنه مع ذلك تصنع عدم الفهم وقال بغباء مصطنع : هى مين؟


تحولت ملامحها فى ثوان ليقتمع وجهها بالغضب وأبعدت ذراعيها عنه وقالت بجديه وضيق : هيكون مين يعنى غير الست ألهام اللى راميه بلاها عليك كل وقت والتانى؟


كان سامر يعلم جيدا أنها تغير عليه مثلما يغير عليها ليقوم سريعا بوضع كلتا كفيه فوق وجهها وقام بأحتضانه بشوق وغامت عينيه بعشق حقيقى وهتف بمنتهى الثقه وحديث لايقبل فيه أى نقاش : هى حاجه وأنتى حاجه تانيه خالص طيب ملاحظتيش أنى كنت بصدها وأبعدها عنى وهى اللى كانت بتجبرنى أنى أرقص معها زهرة لأزم تفهمى أن معدش فى قلبى أى ذرة حب ناحتيها ومعرفش أزاى عرفت أنى عازمك فى المطعم دة يمكن لأن لأنى ......صمت برهة محاولا كبت غضبه من ألهام بسبب مافعلته معاه فى الليله الماضيه وسببت له مشاكل مع زوجته ليكمل حديثه بضيق شديد : يمكن لأنه نفس المطعم اللى كنت بعزمها فيه زمان لما كنت بأحوش أى مبلغ علشان أفرحها وأشوف نظرة السعاده فى عينيها لكن من يوم مابعتنى وأتجوزت غيرى وأنا بكرهها وحتى لما رجعت رجعت غريبه عنى ولا كأنى فى يوم عرفتها وحبيتها عارف ومتأكد أنك مش مصدقانى لكن مسير الأيام هتثبتلك صحه كلامى وبعدين أنا قلبى بقى مشغول بغيرها....عاد ليصمت ولم يعرف بماذا عليه أن يجيب أيفصح عن مشاعرة وحبه لزهرة أم يؤجل ذلك حتى أشعار أخر لذلك بقى صامتا محاولا أستجماع شجاعته وزفر بهدوء شديد ليكمل حديثه بنبرة واثقه : رغم أنها مجننانى وتصرفاتها طايشه بس هى طيبه أوى وعفيفه النفس على العموم مش هأقولك هى مين لأن مسيرك هتعرفيها لوحدك ودلوقتى أذا سمحتى غيرى هدومك اللى مابينه سرتك وألبسى ملابس محتشمه ولو فيها رخامه منى بعد ماتغيرى هدومك تجهزى الفطار علشان منتأخرش عن المعهد أكتر من كدة. 

 

أومات برأسها بالأيجاب وأختفت من أمامه فى لمح البصر وأغلقت باب غرفتها على نفسها وظلت تفكر بغباء شديد ترى من تكون تلك الجميله التى تنافسها على عرش قلبه غير ألهام من هى التى سلبت لبه وأحبها بتلك السرعه أيعقل أن تكون واحده من فتيات المعهد اللأتى يتدلنن عليه من أجل الأيقاع به!! كل الهواجس سيطرت على عقلها المحدود معتزمه معرفه تلك الحسناء التى خطفت لب حبيبها.

    الفصل الثاني والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close