أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الثامن عشر18 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل الثامن عشر18 

بقلم ياسمين احمد

صعد سامر فى سيارته وبدأ التحرك على هوادة بعدما أوصل والدته الى المطار وأطمأن أنها دلفت بسلام بينما كان يقود وعقله شارد ومشغول فى تلك المرأتين اللأتى أستحوذن على كامل تفكيرة فالأولى وأمه والثانيه تلك الحسناء التى تنتظر عودته بفارغ الصبر على الرغم من بروده وجفاؤة معها ,,الا أنه قرر شراء المزيد من الملابس المحتشمه كى تكون مناسبه لها الا أنه لم يجد فذهب الى فرعا أخر حتى عثر على مراده وأشترى الكثير منها وعاد الى بيته وماأن أطفأ محرك السيارة ووطىء بقدميه داخل الشقه حتى وجد الهدوء يعم جوانبها ما جعله يندهش من هذا الهدوء الحذر وظل يبحث عن حبيبته لكنه لم يجدها فقرر الصعود نحو غرفتها كى يضع الملابس داخل الخزنه وعقب أقترابه من الباب حتى وجده مواربا ودلف فى صمت لكنه لم يجد أى أثرا لزهرة ما زاد الحيرة فى قلبه وتنهد بأحباط وبدأ بأخراج الملابس من أكياسها ووضعها بتناسق داخل الخزنه وعندما أنتهى وعلى وشك الخروج للبحث عنها أذ وجد صرخه أتيه من الحمام وقفز قلبه من مكانه خشيه أن يكون قد أصابها مكروة ليتجه مسرعا نحو الباب وفتحه ليجد فاتنته تجلس فوق حافه قاعده البانيو تحاول أغلاق صنبور المياه الا أنها فشلت وسبق أن حاولت أغلاقه بعدما كانت تنتهى من حمامها لكنها كانت تفشل بسبب عدم أتقانها فى غلقه لاسيما أنه مصمم بطريقه أحترافيه لم تفهمه هى مما كان يضطرها للأستعانه بشقيقها فى غلقه لكن تلك المرة فتحته قبل قيامها بنزع الملابس من فوق جسدها ناسيه أن شقيقها فى مدرسته ولم تعرف كيف تتصرف لذا حاولت جاهده غلق الصنبور ليسرع سامر متجها نحوها ومال بجذعه العلوى وقام بغلقه ثم أعتدل وجلس بجوار حوريته بينما كانت ملابسها ملتصقه فوق جسدها ومنحنياته نتيجه أندفاع المياه ما جعل ذلك يبرز قوامها المتناسق بحرفيه شديده ومفاتنها المثيره التى جعلت قلب سامر يقفز من مكانه بلا هوادة وظل يحدق اليها بشوق وغامت عينيه وأحاسيسه بالمشاعر ليقوم بأبعاد خصله من شعرها المبتل والمتناثر فوق وجهها خلف أذنيها ولف يده حول خصرها بقوة لجذب جسدها نحوة حتى لم يعد يفصل بينهما سوى بضع سنتيمرات قليله لتشهق بصدمه ثم مالبث أن قرب شفتيه من خاصتها وبدأ بطبع عده قبلات شغوفه مفعمه بالمشاعر التى أجتاحته ولما لا وتلك الفاتنه على طبيعتها وسجيتها وعفويتها فكيف يمكنه السيطرة على نفسه لذا ظل يقبلها بنعومه دون أن يحيد عنها أما هى فقد أستغربت موقفه وقبلاته العاشقه التى جعل قلبها يخفق بقوة ثم سرعان ماأستسلمت له بكل جوارحها حيث قامت بوضع كفها الصغير خلف رأسه تتلذذ كل قبله منه وفى النهايه أبتعد عنها بصعوبه كى يسمح لها وله بدلوف الهواء الى رئيتهما ولولا ذلك ماكان أبتعد عنها ..كانت مجرد لحظات مرت عليهم فى ثانيه لكنها كانت أشبه بالساعات من فرط مشاعرهم التى سيطرت عليهما وسرعان ماأستوعب عقله أن زواجه من زهرة محكوم عليه بالفشل لينتفض من جوارها كمن لدغه عقرب وسار بضع خطوات مبتعدا عنها موليا ظهرة اليها ثم نظر لها من فوق كتفه بكبرياء وعاد قناع البرود والجمود الثلجى الى وجهه ليقول بسخريه وتهكم.


-: أسف عن اللى بدر منى من شويه أصل نسيت أن جوازنا فشنك على العموم هسيبك على راحتك وياريت كمان تغيرى هدومك المبلوله دى بسرعه علشان مش تأخدى برد ...صمت برهة وعاد ليكمل حديثه بنفس وتيرة البرود التى دأب عليها : آة بالمناسبه هتلاقى دولابك مليان هدوم يارب يعجبوكى عن أذنك. 


خرج من الغرفه تاركا زهرة فى حاله من الحيرة والتخبط فمنذ دقائق كان عاشقا بكل معانى الكلمه ثم وفى ثانيه يعود الى البرود لم تجد تفسيرا منطقيا يريح قلبها من تقلباته المزاجيه لتزفر بتأفف وخرجت من الحمام وأتجهت نحو خزنه ملابسها وفتحتها لتجد الكثير من الملابس الجميله وأحتارت أى منهم تلبس فهو أختار لها أفضل الثياب وعلى الرغم جميع الملابس كانت محتمشه الا أنها شعرت كأنها مفصله عليها وعلى الرغم من ضيقها وتأففها منه الأ أنها أبتسمت من داخلها فهى تعلم أنه رغم بروده الظاهرى أتجاهها الأ أنه يحمل فى داخله قلب عطوف ملىء بالمشاعر التى لاتوصف وعيون سوادويه رغم حدتها التى تشبه عيون الصقر لكنها تحمل الطيبه الحقيقيه ,,فى تلك اللحظه تذكرت علاقته بألهام وكيف كان يهتم لأمرها من طريقه سرد والدته عليها لتضيق عينيها وقد ظهرت فيهما الغيرة التى أشعلت وجدانها ففكرة وجود أمراه قبلها فى قلبه يثير الغيرة الشديده داخلها فهى أنثى والأنثى بطبيعتها لاتحب أن تشاركها أمراه أخرى فى قلب زوجها لتخرج من شرودها وتنهدت بأحباط وبدلت ثيابها المبتله بثياب جافه حيث أختارت قميص نوم أسود قصير ذو حمالات رفيعه على هيئه فيونكه وقامت بتصفيف شعرها وعقصته على هيئه كعكه وقامت بنثر القليل من العطر فوق جسدها ونظرت الى نفسها فى المرآه نظرة رضا أخيرة وأبتسمت بعذوبه وفتحت باب الغرفه وعندما أستدرات وأولت ظهرها وبدأت بالسير فى الطرقه المؤديه الى الدور السفلى لأعداد الطعام أذ سمعت صوته من خلفها يستوقفها بقوة ومناديا عليها بحزم. 


-: أستنى عندك رايحه فين بالقميص اللى أنتى لابساه ده؟


أستدرات زهرة نحوة وظلت تحدق فيه بدهشه وصدمه بسبب طريقته الجوفاء لتستطرد قولها بعند بعدما تحولت نظراتها من الصدمه للبرود : نازله أعمل أكل علشان نتغدى ولا لأزم أستاذن من سيادتك الأول علشان أنزل تحت؟ 


دنا سامر منها بخطوات سريعه حتى أصبح قريبا منها وقال برجاء حار: من فضلك يازهرة غيرى القميص ده حالا ولو عاوزة تلبسى حاجه زى دى يبقى تلبسيها فى أوضه نومك أنما طالما خرجتى من أوضتك يبقى لأزم تلبسى لبس محتشم ومقفول ماتنسيش أن جوازنا صورى وكفايه اللى حصل بينا من شويه ولولا أنى كنت ماسك نفسى بالعافيه كان جوازنا أتحول لحقيقه ومادام كان أتفقنا من الأول على كدة يبقى لأزم تراعى النقطه دى وكمان ماتنسيش أن رامى فى مرحله مراهقه يعنى ماينفعش يشوفك بالبس ده.


كلماته الموجزة كانت كنصل سكين حاد طعن فى فؤادها فهى لاتخشى أبدا على نفسها من شقيقها لكن تلك الكلمات الجارحه التى تفوه بها سامر جعلها تغضب وبدلا من أن تشكر وتحمد ربها فى سرها على زواجها منه حلت اللعنه فى محل الشكر وضيقت عينيها بفتور حتى سارت فيها البروده وتحولت الى عيون زجاجيه خاليه من أى مشاعر حتى أنها لم تدمع دمعه واحده ثم هتفت بيأس وأحباط.


-: عندك حق جوازنا صورى وهيفضل كدة لحد ماترجعلى حقى وكل واحد منا يروح لحاله لأنى ماعنديش لاصبر ولاطاقه ولا حتى أحتمال أنى أستحمل واحد زيك متقلب المزاج كل شويه فى حال عن أذنك.  


كانت زهرة قريبه من سامر لتتعمد صدم كتفيها بكتفه وهرولت راكضه نحو غرفتها وأغلقت بابها خلفها وأجشهت فى البكاء تنعى قلبها الذى يحبه وظلت تتساءل لماذا كل هذا التغير الذى طرأ على زوجها فبالأمس القريب كان رقيق معها وعطوف فلما هذا الجفاء والبرود ! ولماذا تزوجها ! أما كان بأمكانه أن يحميها من أهلها دون أرتباط أى رسمى فهل تزوجها ليعاقبها أم ماذا !!! الكثير من الأسئله دارت فى خلدها ولم تجد أجابه شافيه تريح عقلها المنهك من كثرة التفكير لتتنهد بيأس وقامت بتبديل القميص بعبأه بيضاء مطرزه طويله ذو أكمام وعادت لتفتح الباب لكنها لم تجده لتنزل فى صمت ثم لمحته وهو يعزف على البيانو الخاص به لتتجاهله وذهبت بأتجاه المطبخ وأشرعت فى أعداد الطعام حتى أنتهت ثم بدأت برص الأطباق فوق طاوله السفرة دون النظر اليه ...أما عنه هو فكان ينظر لها كلما تحركت من أمامه بشوق وآسف وود الأعتذار لها وتقبيل رأسها ويدها لتحملها مزاجه وكم يود لو يضمها تحت جناحيه ويعتصرها عصرا صحيح أنه يحبها لكنه فى المقابل يكرة الفشل وعلى الرغم من أصرارة وتمسكه بالبرود أمامها الا أن بصره لم يحيد عنها لحظه عندما كانت ترص الأطباق فوق المائده فى تلك اللحظه قرع جرس الباب لتفتح هى فوجدته شقيقها ودلف والسعاده تكسو ملامحه ليتجه نحو سامر وأرتمى بين أحضانه ليبتسم له الأخير بعفويه وهتف قوله بمشاكسه .


-: ياترى أيه سر السعاده اللى على وشك دى ياأستاذ رامى ؟

أبتسم رامى أبتسامه رضا ثم تحدث بثقه : أصلى طلعت الأول على الفصل ياأنكل فى ماده الرياضيات وأنا بحب الماده دى جدا علشان كده أنا فرحان أوى .


مسد سامر بيدة فوق رأس الصغير ثم قال بثقه وتصميم وأصرار : ألف مبروك يارامى بس فى حاجه مهمة أوى لازم تعرفها أنا هاسيبك تكمل السنه دى لكن ... بتر جملته وظل صامتا دون أن ينبت ببنت شفه ماجعل رامى وزهرة فى حيرة من أمرهم بسبب صمته حتى خرج من طور صمته ليكمل حديثه بأهتمام شديد : لكن من السنه الجايه هقدملك فى مدرسه خاصه من حقك تأخد كفايتك من التعليم وتدرس كل المواد اللى بتحبها ودة هتلاقيه بتوسع فى المدارس الخاصه وأنت ولد ذكى ونبيه ويجى منك رامى أنا عاوزك لما تكبر تبقى شاب طموح عندك هدف فى الحياة أنك تنفع أهل بلدك وحبايبك وأهم من ده كله تثبت جدارتك وقدرتك فى صنع مستقبل جيد ليك. 


نكس رامى رأسه فى الأرض بحزن ثم قال برفض تام : لا ياأنكل أرجوك بلاش تتسرع وتعمل كدة لأن معنى كلامك ده أنى هأضطر أسيب صحابى اللى أعرفهم من زمان وأنا بحبهم جدا وأتعودت على وجودهم جنبى وكده مش هأعرف أشوفهم تانى.


أوما سامر رأسه بتفهم مستوعبا خوف الصغير من خسارة أصدقاؤة وبدأ يفكر فى حديث رامى فكلامه منطقيا جدا ليبتسم له بود وعاد ليمسد فوق رأسه بعطف وأستطرد ليقول بهدوء : رامى أنا طبعا متفهم قلقك وخوفك من خسارة أصحابك وأنت عندك حق مش معقول تسيب عشرة الطفوله بالساهل بص خلينا نكمل السنه دى وبعد كدة نبقى نتناقش فى الموضوع ده بعدين وياسيدى لو أستعصى الأمر عليك ممكن تروحلهم بيوتهم أو أجيبهملك لحد هنا تقعد معاهم على راحتك ها قلت أيه؟ 


رفع رامى بصرة نحو سامر وهو ينظر اليه بحيرة بينما قالت زهرة بحزم قاطع : يلا الأكل جهز وياريت نبطل كلام فى الموضوع دة لوقت تانى .


جلس سامر وزهرة وكذلك رامى أمام طاوله السفرة وسط تجاهل كبير من جانب الأخيرة ما جعل شقيقها يندهش من تصرفها ..أما عنه هو فكان يسترق النظر اليها بين الحين والأخر بصمت حتى أنهو طعامهم وصعدت نحو غرفتها ليلحق هو بها ومناديا عليها ما جعلها تستدير اليه ونظرت اليه بسخط لتقول بحده : نعم أفندم عاوز أيه ؟


أستغرب سامر حدتها فى الحديث معه ليهتف هو بغضب : أيه عاوز أيه دى وبعدين أنا مش بنادى عليكى من باب أولى تستنى وتعرفى أنا بنادى عليكى ليه؟


قامت زهرة بضم ساعديها نحو صدرها وأمتقع وجهها بالغضب لتقول بضجر : علشان سيادتك بتأخد قرارات متسرعه من دماغك كان لأزم تستشرنى الأول فى موضوع نقل رامى لمدرسه خاصه أنا مستغربه جدا لأنه قرار غير مدروس  وغلط أنت عارف أنت بتطلب منه أيه ؟...... صمتت برهة وزفرت بعصبيه وأخذت تحرك رأسها رافضه قرارة وعادت لتقول بنفس الحده : أنت بكل بساطه بتطلب منه أنه يتخلى عن عشره عمرة اللى أتعود عليهم طول سنين دراسته لا وكمان زعلان منى علشان برد عليك بعصبيه والله العظيم حاجه غريبه. 


دنا سامر منها بخطوات سريعه حتى أصبحت لاتفصلهم سوى مسافه شبر واحد بينما كانت عينيه تلتمع بشده وهو يتأمل ملامحها التى خطفت لبه بالرغم من الغضب الظاهر بها ولم يعد يستطيع أخفاء مشاعرة عنها ليسحب نفسا عميقا وتحدث بصوت متهدج ومتحشرج من المشاعر : أنا بعمل كده لمصلحته يازهرة ومش ممكن أضرة أبدا بالعكس أنا عاوزة يبقى من الأوائل طوال دراسته لحد مايخلص وبعدين يبقى يحدد هو مستقلبه لأنى بعتبر رامى أخويا الصغير فمتحرمنيش أنى أكون فخور بيه وياريت كمان تهدى شويه وتبطلى عصبيتك دى وفكرى فى كلامى كويس وبعدين فاضل سنه بحالها ولما يخلص يبقى ربنا يسهلها من عنده. 


نكست زهرة رأسها فى الأرض بأسى وتنهدت بحسرة متذكرة أن زواجها من سامر لن يدوم كثيرا لتقول بلوعه : وياترى بعد مانتطلق هيفضل موضوع رامى من ضمن جدول أعمالك ؟


كلماتها كانت كنصل سكين حاد طعن فى قلبه ليضيق عينيه بأستنكار شديد بسبب أستفزازها الدائم له وقد عاد البرود والجمود فى كل ذرة من ملامحه وسرعان ماظهرت فوق ثغرة أبتسامه ساخرة قائلا بسخريه مريرة : ماتستعجليش أوى على موضوع طلاقنا لأنه كدة كدة هيتم وأنا لسه عند وعدى لكى أما بالنسبه لرامى فأطمنى حتى بعد مانطلق هيفضل مستقبله يهمنى أعتقد أن معدش فى كلام تانى أقدر أقوله. 


أولى سامر ظهرة لها وأسرع الخطى من أمامها متجها صوب غرفته وماأن وطأ بقدمه داخلها حتى قام بصفق الباب خلفه بشده لتزفر بأحباط وذهبت هى الأخرى الى غرفتها حاولت كثيرا كبت دموعها لكنها أنسابت رغما عنها وألقت بنفسها فوق الفراش تستكمل بكاءها ...أما عن رامى فقد كان يتابع مايحدث بين شقيقته وزوجها من باب غرفته الموارب ملتزم الصمت التام داعيا المولى أن يوفق بينها وبين سامر فهو كل مايهمه سعاده شقيقته التى عانت كثيرا فى حياتها وآن الأوان كى تستقر ويصبح لها بيت وأولاد ويكفى ماعانته طوال حياتها من أجل توفير الراحه له.

**********************************************

بعد مرور أسبوع أخر قرر حمدان وأبنه التوجه الى الأسكندريه بحثا عن زهرة لأسيما أنهم ذهبوا اليها فى شقتها لكنهم وجدوا الباب مغلق بأحكام وهذا يعنى أنها هى وشقيقها غير متواجدين بها ليقوموا بسؤال فوزى صاحب البنايه عنها والذى أكد لهم أنها أختفت منذ فترة لكن على مايبدو أن ذلك الشامت أراد أن يشمت فيها لأنها رفضته ليبلغهم أنها عاده فى مثل هذا الوقت تكون متواجده داخل المعهد برفقه سامر وأعطى لهم العنوان ليتركوة متجهين نحو سيارتهم وأنطلقوا بها بسرعه البرق نحو معهد الموسيقى كل هذا تحت أنظار هذا الملعون الذى كان يبتسم فى داخله بأصفرار وشر أعتمر قلبه الحقود متمنيا أن يعاقبوها أشد عقاب كأنتقام منها ...وعلى الجانب الأخر وبعد فترة زمنيه وجيزة كان حمدان وأبنه قد وصلوا بالقرب من المعهد متعمدين أصطفاف سيارتهم عند جانبى الطريق بعيدا عن أعينهم لكى لايروهم,,أما عنها هى فعقب أصطفاف سامر بسيارته أمام بوابه المعهد حتى ترجلت منها وفعل هو بالمثل ثم أستدار بكامل هيبته نحوها وقام بأغلاق أزرار سترته ولف أحدى ذراعيه حول خصرها بتملك ما جعل الغضب والحنق يعلو فوق ملامح حمدان وعواد ليجز الأخير فوق أسنانه بقهر وسخط حتى أصدرت صرير خفيف وأنتفضت عروق رقبته البارزة ليهتف بغل وحقد. 


-: شايف يابوى أداى بت أخوك مثال الطهر والعفاف أهى جابت لنا العار والفضيحه على أخر الزمن. 


تحدث حمدان بتعقل وأتزان : أهدى ياعواد وخلينى أفكر صوح ....صمت بضع لحظات معدودة وأخذ يفكر فى طريقه تكون الأنسب لدخولهم الى المعهد ليسأله عواد بأستفسار : بتفكر فى أيه يابوى؟ 


أنتبه حمدان على صوت أبنه ليستطرد قوله بحزم : ولاحاجه أحنا هندخل المعهد عادى وبعدين هسأل أى حد عن أوضه المدير ولما يوصلنا له وندخل عنديه هنحكى اللى شفناه بعيونا وأن الواد اللى معاها ده خطفها منينا وهزود من عندى شويه حديت علشان أسبك الدور صوح المهم أنك تهدى وماتفتحش خشمك عاد علشان أنا خابر زين هأجوله أيه فاهمنى ياعواد.


أوما عواد برأسه بالأيجاب وقال بقله حيله : أمرك يابوى.


لم يكن سامر وزهرة على علم بوصول أهلها الى الأسكندريه وأيضا الى المعهد وعقب دلوفهم ذهبوا الى غرفه البيانو وبعد حوالى خمس دقائق وقع شجار عنيف بين عمها وأبن عمها من جانب وبين حارس المعهد الذى يتواجد داخله من جانب أخر بسبب أشكالهم المريبه التى لاتنم على أنهم من أبناء المحافظه وبعد ألحاح كبير منهم وافق الأخير على مضض وطلب حمدان من الحارس أيصاله لغرفه العميد وبالرغم من تخوف الحارس وريبته منهم الأ أنه وافق على مضض وقام بالطرق على الباب ليأذن له العميد بالدلوف ثم أمر الحارس حمدان بالوقوف دقيقه بالخارج ريثما يبلغ العميد بالأمر وعقب دلوفه أخبرة بأن هناك من يطالبون مقابلته لأمر هام رغم عدم أقتناعه بهم ليأمرة العميد بدلفوهم لأستبيان الأمر ليومئ الحارس رأسه موافقا وأدخلهم ..وفور رؤيه العميد لهم حتى قام بأزاحه النظارة الطبيه من فوق عينيه وقام بتشبيك أصابعه ببعضهما البعض وقال بهدوء وتعقل. 


-: أهلا وسهلا أى خدمه أقدر أقوم بيها؟

 

قال حمدان بحزن مصطنع وبمكر : أنى جيت وجاصدك خير عاوزك ترجعلى بت أخوى لنا لأن للأسف فى مدرس أهنه معدوم الضمير عرف يضحك على البت صوح وغرر بيها وكومان خطفها من ولدى يوم فرحهم وبما أنك المسؤول عن المكان ده يبجى لأزما تتصرف وتعاجبه وتأخد أجراء ضده بفصله من المعهد نهائيا لأنه غير جدير أنه يكون مدرس أما بجى لو سمعت حديتى زين ومنفذتوش فأنى ساعتها هأضطر أخد بتارى منه ومش مسؤل بعد أكده لو جتلته بيدى لأنه ضيع شرفنا وحط دماغنا فى الطين والوحل والشرف عندينا غالى جوى وبحر من الدم ها جولت أيه ياسيدنا لفندى.


تدارك العميد أن الذى يقف أمامه ماهو الا عمها الذى كان قد روى سامر عنه بأن له يد فى خطف زهرة لينظر اليه بذهول وعدم معرفته بأى شىء مستطردا قوله بأستنكار مبطن : أوعى تكون تقصد !! لا لا أكيد حضرتك فاهم غلط سامر مش ممكن يعمل كدة أبدا.


عاد حمدان ليقول بمكر : وأنى هكدب عليك ليه بس ياسيدنا لفندى؟


زفر العميد بتأفف بسبب حمدان غير أنه لايحبذ مثل هذا النوع من البشر الذين يتصفون بالنفاق ويقولون عكس مابداخلهم ليقوم من فوق كرسيه وأتجه نحوة وقام بوضع كفه فوق كتفه وقال بأتزان : حضرتك هتفضل قاعد هنا فى مكتبى وتأخد واجبك وأنا بنفسى هأروح لسامر حالا علشان أفهم منه طبيعه اللى حصل بالظبط وأن شاء الله نقدر نوصل لحل لو كان غلطان ذى مابتقول.  

 

تركهم العميد متجها نحو غرفه البيانو وأقترب من سامر ثم مال عليه هامسا فى أذنيه طالبا منه المجىء معه لأمر هام على أن تكون زهرة معه ليومئ سامر رأسه بحيرة وأعتذر بأدب للفتيات على وعد بالعودة لمتابعه الحصص ليخرج هو وزهرة فى صمت وسط تساؤل بعض الفتيات عما يحدث وبعد عدة دقائق دلفوا جميعهم الى المكتب وعقب رؤيه الأخيرة لعمها وأبن عمها الذين كانوا يجلسون بتحفز حتى شهقت بفزع وسرعان ماأختبأت خلف ظهر سامر كحصن منيع وتمسكت به بقوة وسط أرتعاش جسدها ما جعل الأخير قلبه يتمزق من أجلها فهو لايحب أن يرى فى عين حبيبته الخوف والرهبة بينما أنتفض عواد من مكانه بغضب وأتجه نحوها للفتك بها لكن سامر منعه حيث وقف أمامه بثبات كالجبل القوى وأمسكه من تلاتيب جلبابه بقوة وهو ينظر اليه بتحدى وأصرار وغضب وزمجر بقوة وقال بصوت جهورى قوى وبتهديد صريح. 


-: أياك تفكر بس مجرد التفكير أنك تقرب من زهرة أو حتى تلمسها لأنها ....صمت برهه ثم قال بثقه وحزم: لأنها تبقى مراتى.


أتسعت عين العميد وكذلك حمدان وعواد بصدمه ليستشيط الأخير وزمجر بغضب وعاد للأقتراب من زهرة وكاد أن ينجح فى الأمساك بها لولا تدخل سامر الذى كان قد وصل به الغضب مداة وبانت شعيرات عينيه الحمراء من شده الغضب وأسرع بمباغتته وقام بلى ذراع عواد بقوة حتى لاتمتد يده على زوجته وتعالى صوته بقوة حيث كان أشبه بزئير أسد فى قمه ثورته. 


-: مش قلتلك ماتقربش من مراتى هو أنت غبى للدرجه دى !! الظاهر أن فهمك بطىء بس قسما بالله لو كررت عملتك دى لأقطعلك أيدك فاهم ولالا ..... ليقوم سامر بدفعه بيديه بقوة وأرتد جسد عواد للخلف بخطوتين وسقط جالسا فوق الكرسى وسط نظرات الأخير المصوبه عليهم بأحتقار ,,أما عن زهرة فكانت تبكى بأنهيار وترتجف بخوف ليستدير هو نحوها وأخرج محرمه ورقيه من جيبه ومسح دموعها بحنو ليقول بأبتسامه ساحرة : أوعى تخافى طول ماأنا جنبك وتأكدى أن محدش منهم يقدر يأذيكى طول ماأنتى فى حمايا تمام.. عاود الألتفات نحو حمدان وعواد وعيناه تشع بالغضب وينظر اليهم بأستخفاف وقام بأخراج ورقه مطويه من جيب بنطاله وأعطاها لعمها ليكمل حديثه بثقه : وعلشان تصدق أنها مراتى أتفضل قسيمه الجواز أهى.


أمسك حمدان القسيمه بين يديه وبدأ يطالعها بتحفز ويقرأها مرات ومرات بصدمه وذهول وبات لديه يقين وثقه كبيرة أن قسيمه الزواج صحيحه مئه بالمئه لكنه قال لسامر بأستفزاز واضح : وأنت بجى ماصدجت أنك خطفتها منينا علشان طمعان فيها مش أكده بردك.


ألتوى ثغر سامر بسخريه ليقول بأستخفاف ونزق : ده اللى هو أنا ؟ الظاهر أنك مش عارف أنت بتقول أيه على العموم زهرة مراتى سواء صدقت أو مصدقتش ومش هطلقها وأعلى مافى خيلك أركبه أنت وأبنك الحيله ده.


قال حمدان بتوعد : بجى أكده.

دنا منه سامر بخطوات رزينه شامخه حتى أصبح أمام حمدان بتحدى صارخ وقال بثقه شديده : أيوة أكده ياحج حمدان. 


يأس حمدان من تحدى سامر السافر له ليستدير برأسه نحو أبنه وغمز له بطرف عينه وأمره بالرحيل ولكن قبل رحيلهم للوقوف بتحدى أمام سامر وقال بتهديد واضح : أبجى خاف على نفسك ياشاطر... أستكمل بأستفزاز نحو سامر : لأن زهرة ميسرها هترجع لينا مهما حوصل ...ثم قال لأبنه بحزم : يلا ياولدى علشان نمشى ..ليقترب منه ثم همس فى أذنيه بفحيح أفعى: ماتجلجش ياعواد مسيرى أرجعها لينا بطريجتى المهم لازما نمشى من أهنه لأنى مش عاوزة شوشره وفضايح كتير ..أومأ عواد رأسه بأستسلام وهو ينظر بكرة وحقد الى سامر وسط نظرات الأخير الأستنكاريه لهم وخرجوا من المكتب ومن المعهد بخفى حنين بينما خيم صمتا رهيبا علي العميد بسبب تلك المواجهة التى دارت فى مكتبه وبعد ثوان أستطرد قوله بضيق : سامر لو سمحت فاهمنى أيه اللى حصل بالظبط ومن غير كدب. 


كاد سامر أن يتحدث لولا أن أسرعت زهرة بالرد عليه قائله بآسى وحزن : بأختصار ياسياده العميد عمى كان عاوز يجوزنى لأبنه بالغصب فأضطريت أهرب منهم وماكنش قدامى غير أنى أتجوز سامر علشان يحمينى منهم وكنت عارفه أنهم مش هيسكتوا غير لما يلاقونى لكن ماكنتش أعرف أنهم هيوصلولى بالسرعه دى خصوصا أنهم مايعرفوش مكان المعهد الا أذا كان فى حد مؤذى دلهم على المكان.


أومأ العميد رأسه بتفهم وعقب بتأكيد على حديثها : سامر قالى على الموضوع ده قبل كده بس كان على الأقل يعرفنى أنه أتجوزك مش كده ولاأيه ياأستاذ سامر ...قال جملته وهو ينظر الى سامر بعتاب لينكس الأخير رأسه فى الأرض بخجل وعاد برفع وجهه بضيق ثم أستهل ليقول بتبرير: عندك حق كان لأزم أبلغك بس الظروف كانت أقوى منى ومنها وواجب عليا أحميها منهم ومن شرهم لحد ماأرجع لها حقها. 


سأله العميد بأستفسار : طيب هتعمل أيه بعد كده ياسامر ؟

زفر سامر بأحباط وهتف ليقول بحيرة : صدقنى ياسياده العميد أنا نفسى مش عارف لكن أنا هأعمل المستحيل علشان أحافظ عليها من مكر أهلها خصوصا أنى شوفت فى عينهم النهاردة الغدر حتى لو حياتى هتكون التمن فى سبيل أنى أوصلها لبر الأمان. 


كان سامر حديثه موجه الى العميد بينما حدقت زهرة فى وجهه بدهشه وحيرة فهو يبدو متفهما حديثه هادىء وفى ثوان يصبح جاف بارد المشاعر ,, ثم سرعان ماأستدار برأسه نحوها وظل يحدق اليها بحيرة وعاد ليبصر نحو العميد وحمحم بحرج وقال بأتزان : عن أذنك يافندم مضطر أرجع لحصص البيانو علشان محدش يشك فى حاجه وكمان مش حابب أنى أعلن جوازى من زهرة دلوقتى. 


أومأ العميد رأسه بتفهم وأذن لهم بالأنصراف أما هم فظلوا يدعون الله فى سرهم بتيسير الأمور لصالحهم .

******************************

وبعد أنقضاء اليوم خرجت زهرة من غرفه البيانو قبل سامر وجلست فوق الكرسى تنتظرة لريثما يخرج لتقع عين صلاح عليها من بعيد وتنهد تنهيده حارة وقرر الذهاب نحوها حتى أصبح أمامها مباشرة لكنه وجدها شاردة ليحمحم بحرج ثم قال بهدوء حذر : آنسه زهرة تحبى أوصلك للبيت فى طريقى؟ 


لم تنتبه زهرة اليه بسبب تفكيرها وشرودها فيما حدث من مواجهه بين أهلها وزوجها ماجعل الأخير يشعر بالتأفف بسبب عدم أستجابتها لنداؤة ليقوم بالتصفيق بكلتا يديه أمام وجهها لكى تنتبه لترفع زهرة بصرها نحوة وزفرت بضيق وهتفت لتقول بوجه عابس وممتعض : خير ياأستاذ صلاح عاوز أيه؟ 

   

أبتسم صلاح بسماجه وقال بضحكه بلهاء : لا أنت مش معايا خالص على العموم كنت بقولك تحبى أوصلك للبيت فى سكتى؟ 


حركت رأسها بنفى وقالت برفض : لاأتفضل أنت أنا هأستنى أروح مع أخويا .....لم يمض سوى ثوان معدودة على حديث زهرة حتى وجدت شقيقها يدلف الى المعهد وذهب نحوها ثم جلس بجانبها وعلى الجانب الأخر كان سامر يستعد لأغلاق غرفه البيانو وذهب نحوهم ثم مالبث أن قضب مابين حاجبيه بضيق وغيرة عقب رؤيته لصلاح ليقول بضجر وتأفف : أستاذ صلاح لو محتاج حاجه مش فاهمها فى دروس البيانو فلازم تلجأ ليا مش للآنسه زهرة وأعتقد أنى قلتلك قبل كدة مالكش دعوة بيها حصل ولالا؟ 


كلمات سامر جعلت صلاح يتصبب عرقا بغزارة وبلع ريقه بصعوبه شديده ثم قال بصوت خافت: حصل ياأستاذ .


عاد سامر ليتحدث بلهجه أمرة شديده الصرامه : طب أتفضل أنت شوف مصلحتك وأنا بنفسى اللى هوصل الأنسه زهرة وأخوها لحد باب بيتهم لو ده كان قصدك. 


أسرع صلاح الخطى وأختفى من أمامهم فى لمح البصر خوفا من بطش سامر لتتحدث زهرة بصوت مرتجف وخافت : سامر أنا ماليش دعوة باللى حصل هو اللى جه لحد عندى ورخم عليا .


(ياويل العشاق من هذا الحب فهو يقوم بألقائهم يمينا ويسارا على غير هدى  مثلهم كمثل المتشبثين بشراع السفينه خوفا من الغرق). 

 

سرعان مالانت ملامح سامر لأنه يعلم أنها ليس لها أى ذنب وأن هذا الشاب النزق المدعو صلاح هو من يفرض نفسه عليها كلما أوتيحت له الفرصه ..ليبتسم أبتسامه هادئه ثم قال بتفهم : عارف أنك مالكيش ذنب هو اللى شاب طايش وغيتت المهم يلا بينا علشان نرجع البيت. 


أومات برأسها موافقه وخرجوا ثم صعدوا فى السيارة ليتحرك بهم سامر عائدا نحو وجهتهم.

*************************************

بعد عودتها بأسبوع من أداء مناسك العمرة كانت ألهام ممده فوق المضجع تمسك هاتفها الجوال تقلب فى صورها القديمه معه تلعن حظها عندما تخلت عنه وتزوجت بأشباه الرجال الذى كان يطلب منها فعل المحرمات فى سبيل أستمرارها على ذمته لتتنهد بلوعه وقهر وظلت تبحث فى هاتفها عن رقم صديقه من صديقاتها القدامى حتى وجدت رقم نهال التى تشبهها من حيث التفكير السطحى لتقوم بالأتصال عليها وبعد مده ردت الأخيرة عليها بميوعه . 

 

-: وحشتينى أوى أوى ياحبى أزيك ياألهام لكى وحشه يابنت الأيه عارفه أنت على طول فى بالى المهم أحكيلى أخبار الجواز أيه معاكى مع الواد الحلو اللى أسمه وسيم أكيد منغنك ومعيشك عيشه حلوة صح؟ 

 

ألتوى فم ألهام بأبتسامه ساخرة وسرعان مابهت وجهها وأكتسى بالألم والحزن لتستطرد قولها بمرارة : كانت جوازة غبرة بعيد عنك ....عادت لتتحدث بحنين متذكرة ملامح سامر الهادئه التى تحمل فيهم كل معانى الطيبه : بس الأكيد أنه واحشنى أوى ياترى عامل أيه دلوقتى؟ 


ألتوى فم نهال بسخريه وأستطردت لتقول بخبث ودهاء أفعى مثلها: هو مين دة ياهوما!.


قالت ألهام بثقه : هيكون مين يعنى غيرة سامر طبعا.

لوت نهال شدقها ثم قالت بأستخفاف وسخريه من ألهام : ياااااه أنتى لسه فاكره !!


تنهدت ألهام بلوعه ثم قالت بثقه : وحياتك يانهال عمرى مانسيته بس أهوة بقى نصيبى كدة ....صمتت للحظات وعادت لتسألها بحيرة : ماتعرفيش هو فين دلوقتى؟


ضيقت نهال عينيها بمكر ثم هتفت قائله بخبث : هو حاليا مدرس البيانو فى المعهد اللى أنا فيه بس بينى وبينك ملاحظه أنه قلبه ميال لغيرك بس هو لئيم ومابيبينش بس تعرفى هى فيها شبه كبير أوى منك كأنكم فوله وأنقسمت نصين.


أعتدلت ألهام من فوق الفراش بفزع وقامت بتمرير أناملها بين خصلات شعرها الناعمه وشعرت بضيق فى تنفسها وقد تعرقت جبهتها بغزارة بفعل تدفق الأدرنالين فى جسدها بنسبه كبيرة وبروده تسرى فى أطراف أناملها وهى تمسك الهاتف بأيدى مرتعشه ومرتجفه ثم قالت بتحفز وغضب شديد : ماتعرفيش مين دى؟


نهال وقد شعرت بضيق صديقتها لتبتسم بأصفرار لتستطرد بخبث وحقد : علمى علمك أنا ماعرفش عنها غير أسمها .


قالت ألهام بتسرع وأندفاع : طيب قوليلى أوام أسمها أيه؟

غمغمت نهال بميوعه وزمت على شفتيها بضيق ثم قالت بدهاء ومكر كأنها تطرق فوق الحديد وهو ساخن : أسمها زهرة ده أنا حتى اليومين دول بشوفها بتيجى معاه المعهد فى عربيته وبيدخلوا ويخرجوا مع بعض .


أشتعلت نار الغيرة فى قلب ألهام رغم أنها لم تتحرك مشاعرها أتجاهه قبل ذلك لتجيب بتأفف : نهال أتكلمى عدل يعنى إيه بتيجى معاه المعهد على طول فى عربيته؟


عادت نهال لتزم شفتيها بسخريه وتهكم ثم قالت ببرود : وأنا أيش عرفنى ياهوما أنا بقولك على اللى بشوفه كل يوم. 


سألتها ألهام بحيره : مش يمكن تكون مراته؟

حركت نهال كتفيها بلامبالاة ثم قالت بحيرة : علمى عملك أنا معرفش أكتر من اللى حكيتهولك.


عادت ألهام لتسألها مستفسرة عن عنوان بيته : طيب تعرفى عنوان بيته؟


قالت نهال بنبرة تشفى وشماته: أيوة طبعا أعرفه بس ماأقوليكش شقه على أحدث طراز حاجه كده أوريجينال من الأخر حظك كده بقى ياحبيبتى أنتى سيبته وسافرتى من هنا وهو ربنا رزقه من وسع .


تأففت ألهام بسبب حديث صديقتها اللأذع لتجيب عليها بضجر : طب بطلى لاماضه وملهولى أوام .


أتسعت عين نهال عن وسعهما بصدمه ثم قالت لها بتحذير : أوعى تكون بتفكرى تروحيله؟

تنهدت ألهام بشوق مستتر : عاوزة أعيد الأيام اللى فاتتنى معاه .


ألتوى فم نهال بتهكم لكنها مع ذلك قالت بقله حيله : تمام خدى العنوان أهوة ....دونت ألهام عنوان بيت سامر فى ورقه وأغلقت الهاتف مع نهال ونزلت من على الفراش بدلال وبدأت بتجهز نفسها للذهاب الى بيته وفتحت باب غرفتها لتجد والدتها تقف أمام عتبتها لتسألها بحيرة .


-: رايحه فين دلوقتى يابنتى ؟

قالت ألهام بثقه : عرفت عنوان بيته وهروحله ياماما ....صمتت برهة وزفرت بحرارة قائله بأشتياق : أصله واحشنى أوى ونفسى أشوفه.


قضبت والدتها مابين حاجبيها بأستنكار وتحدثت برفض من تصرفات أبنتها : يابنتى اللى أنتى بتعمليه ده غلط أنتى ست مطلقه وكلام الناس مابيرحمش 


ألتوى ثغر ألهام بسخريه مريرة ثم قالت بتهكم : الناس كده كده مش هتبطل كلام ياماما سواء مطلقه أو مش مطلقه عن أذنك لأنى مصممه أقابله .


تركت ألهام والدتها فى حيرة وتخبط بسبب تسرعها وطيشها وكان أول شيئا فعلته مديحه أن قامت بالأتصال على هاتف سامر لكنها وجدت هاتفه مغلق وغير متاح لتزفر بأحباط ثم رفعت يدها الى السماء مبتهله وداعيه من الله أن يهدى أبنتها كى لاتتسبب لها المزيد من المشاكل ثم شعرت بيد خالد وهو يربت فوق كتفيها بحنو وتحدث بهدوء شديد : ماتقلقيش على ألهام ياماما هى معدتش صغيرة وواثق أنها هتتجاوز محنتها بس الموضوع هيأخد شويه وقت سيبيها تقابله مش يمكن يرفضها هو زى مارفضته زمان؟ 

 

قالت مديحه بآسى : أختك دايما متسرعه وبتأخد كل أمورها من غير تأنى ولاتفكير ساعتها قالتلى أن سامر مش هو طموحها اللى كانت بتحلم بيه وأهى راجعه تانى بتتسرع وعاوزة تقابله رغم أنى عارفه ومتأكدة أنه هيرفض مقابلتها ليه.  


تحدث خالد بأسف : معلش ياماما يمكن المياه ترجع لمجاريها .

قالت مديحه بتمنى وأمل: يارب يابنى أنت عارف أنا بحبكم قد أيه وبتمنى لأختك الخير لكن معرفش رد فعل سامر هيكون أيه لما يشوفها قدامه ربنا يسترها بقى؟


ظهرت فوق ثغر خالد أبتسامه حانيه وقبل والدته من أعلى جبينها قائلا بتمنى : ربنا يسعدها أحنا مش بنطلب من ربنا غير كده .

قالت مديحه بأمل : ربنا يسعدها ويريح قلبها .


صعدت ألهام داخل سيارتها وتحركت بها وقادتها على غير هدى حتى وصلت الى مكانها المنشود وقامت بأصطفاف السيارة عند أحدى جانبى الطريق وترجلت بدلال وظلت عينيها تجوب شقه سامر من الخارج بأنبهار ثم دلفت من الباب الخارجى المطل على الحديقه المحيطه بالشقه وظلت  تقترب وصلت الى باب الشقه وقامت بقرع الجرس ليفتح هو لها الباب وماأن شاهدها وهى تقف أمام عتبه بابه حتى أصيب بذهول وصدمه ثم مالبث أن تحجرت عينيه وأصبحت باردة أتجاهها لتقول هى بدلال أنثوى .


-: أزيك ياسامر .

أستطرد سامر قوله بحنق وأستنكار واضح : أنتى؟ عاوزة منى أيه مكفكيش اللى عملتيه فيا زمان راجعه تانى ليه؟...صمت برهة ثم أشار بسبابته نحوها بتحذير وعاد ليكمل حديثه بتهكم : أوعى تكونى مفكرة أنى هأحن لكى تبقى غلطانه يامدام أنا قفلت قلبى من ناحيتك خلاص ومش هأفتحه مهما حصل.


قامت ألهام بلف ذراعيها حول عنق سامر بتغنج ظنا منها أنه يتدلل عليها لتستهل قولها بهمس بالقرب من شحمه أذنه :أخص عليك ياسمورتى بقى دى برضه مقابله تقابلنى بيها ماكنش العشم ياروحى.

         الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close