أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الثالث3 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل الثالث3 

بقلم ياسمين احمد

فى صبيحه اليوم التالى قررت زهرة الذهاب الى مدرسه شقيقها لمقابله معلمه اللغه الانجليزيه تستوضح منها ماحدث وماأن وطئت بقدميها الى داخل المدرسة حتى أشار لها شقيقها بيدة نحو المكان الذى كانت تقف فيه معلمته ومعها زميلتها لتطلب منه زهرة التوجه نحو فصله ريثما تستطيع التحدث معها ليومىء رامى رأسه بالموافقه ثم أسرع الخطى وأختفى من أمامها ,,أما عنها هى فقد توجهت بدورها نحو المعلمة ووقفت فى مقابلتها وطلبت من الحديث على أنفراد لتقوم المعلمة بالأستئذان من زميلتها وقامت زهرة بمد يدها لتصافح الأخيرة ثم عرفتها بنفسها بأستحياء شديد. 


-: أعرفك بنفسى أنا زهرة أخت رامى.

صافحتها المعلمة بدورها ثم قالت لها بترحيب : آة .. أهلا وسهلا تشرفت بحضرتك. 


سألتها زهرة على أستحياء : كنت حابه أعرف منك بالظبط أيه اللى بدر من أخويا؟


قالت المعلمة بثقه وتأكيد : للآسف ياآنسه أخوكى بقاله فترة سرحان وشارد ومابيركزش أثناء شرحى للمادة بتاعتى دة غير أن فى مدرسين أشتكو للمديرة أنه مابيركزش فى المواد بتاعتهم وأمبارح فضل يتهامس مع وليد وأنا بأشرح وبصراحه أنا طلبت أقابلك علشان أعرف منك أيه سبب عدم تركيزة دة ..هل فى حد عندكم فى البيت مضايقه أو مزعلة؟ 

  

حركت زهرة رأسها بنفى قاطع ثم قالت بحزن : مافيش حد فى البيت غيرى أنا ورامى لأن بابا وماما متوفين. 


شعرت المعلمه بالحرج الشديد منها لتعتذر لها بتأدب : متأسفه ماكنتش أعرف لأنى بقالى هنا سنه واحدة بس ياريت تأخدى بالك منه كويس وحاولى تعرفى أيه اللى شغلة أوى كده. 


أومات زهرة رأسها بالموافقه ثم رحلت بعدما وعدت المعلمة بمتابعة شقيقها بأستمرار. 

***************************************

بعد خروج زهرة من مدرسه شقيقها توجهت نحو المعهد وعقب دلوفها وجدت سها تجلس بأنتظارها لتسرع الأخيرة الخطى حتى وصلت اليها ثم جلست بجانبها وشردت بضع لحظات فيما ماقالته المعلمة أتجاة شقيقها لتقوم سها بنكزها فى كتفها فأنتبهت زهرة على الفور ثم وجهت بصرها نحو الأولى بحزن وتنهدت بقله حيله لتندهش سها بدورها بسبب شرود صديقتها ثم سألتها بعفويه وأستفسار. 


 -: مالك يازهرة فى أيه وليه نظرة الحزن اللى فى عينيكى دى؟ 

زفرت زهرة زفرة مطوله بأحباط ثم قالت بحزن: رامى ياسها المدرسين بيشتكوا منه لأنه مابيركزش معاهم أثناء الشرح حاسه أنه مخبى عنى حاجه بس معرفش أيه هى.


عادت سها لتسألها بدهشه وحيرة : حاجه زى أيه يعنى؟

قالت زهرة والحيرة تتملكها: معرفش والله ياسها ...صمتت برهه ثم عادت لتستكمل حديثها نحو صديقتها برجاء حار : سها ممكن أطلب منك خدمه؟


أشارت سها بسبابتها نحو عينيها كعلامه بالموافقه ثم تحدثت بثقه وتأكيد : بس كدة أأمورى.

قالت زهرة بهدوء : الأمر لله ...صمتت لبرهة ثم عادت لحديثها بكل جديه وحزم : عاوزاكى تكلفى حد يراقب أخويا. 


ضربت سها بيدها فوق صدرها بصدمه ثم سألتها بدهشة : أنت بتشكى فى رامى؟


حركت زهرة رأسها بنفى قاطع ثم قالت بأستفاضه : لا طبعا هو مش شك ولاحاجه بس ماتنسيش أن رامى فى مرحله مراهقه ولأزم أعرف هو بيروح فين وبيجى منين علشان مايتلمش عليه شله السوء ويفسدوة ويضيعوا مستقبله وماتنسيش كمان أنه أمانه فى رقبتى ومن واجبى أنى أبعدة عن أى حاجه تعطل نجاحه.


أومات سها رأسها بتفهم ثم أبتسمت براحه وتحدثت بثقه : عندك حق بس تعرفى رامى محظوظ لأن له أخت زيك على العموم أطمنى يازهرة أنا هاكلف حد يراقبه من بعيد لبعيد علشان مايحسش أننا فارضين نفسنا عليه. 


عانقتها زهرة بقوة وشكرتها بأمتنان على مساعدتها لها ...وبعد مرور يومين شعر رامى أن شقيقته أصبحت تتدخل فى كل شئونه ودائما ماتسأله عن طبيعه علاقاته بأصدقائه فى المدرسه غير أنها أصبحت تشك فيه كأنه أرتكب جرم مما جعله يفكر مليا بأن يغير جميع تحركاته الى أن تثق هى به ولكى يبعد الشكوك عنه وبالفعل بدأت سها بأرسال من يراقب رامى عن كثب عقب خروجه من المدرسه الأمر الذى جعل الأخير يكتشف تلك المراقبه الشديدة عليه لكنه مع ذلك أصر على السير قدما فى خطته كى يساعد شقيقته ولو بجزء صغير كعربون محبه وأمتنان لها على تعبها من أجله فكان يصل الى المدرسه ويوهم الجميع أنه قد دلف اليها وبعد فترة عندما يتأكد أن تلك المراقبه قد خفت من عليه يسرع فى الهروب منها ويذهب الى حيث ورشه النجارة كى يساعد صاحبها وأستمر هذا الوضع مايقرب من شهر ونصف متواصل حيث كان يتهرب كعادته من المدرسه ويذهب الى الورشه للعمل بها حتى أستطاع تدبير مبلغ لأباس به من المال كى يسدد الأيجار المتأخر عليهم وكى يبعد سماجه فوزى مالك العقار عن شقيقته.. وفى أحدى المرات تم أستدعاء زهرة من قبل مديرة المدرسه حيث لم تفهم الأخيرة سبب أستدعائها لتقرر الذهاب كما طلب منها وعقب دلفوها داخل مدرسه شقيقها ومنها الى غرفه المديرة ثم طلبت منها الأخيرة الجلوس لتستجيب زهرة دون أن تعقب والقلق يعتريها وبدت متأهبه لأى حديث قد يخص رامى لتقول لها المديرة بعد صمت طويل خيم عليهم.


-: طبعا أنتى مستغربه أنا ليه طلبت مقابلتك صح؟

أومات زهرة رأسها بالأيجاب دون أن تنبت ببنت شفه لتستأنف المديرة حديثها وهى تشبك أصابعها بين بعضهما وبعد برهة قامت بعدل نظارتها الطبيه فوق أرنبه أنفها قائله بكل تصميم وجديه شديده . 


-: آنسه زهرة أخوكى بقاله شهر ونص بيتهرب من المدرسه وواجبنا نبلغك بكدة علشان تبلغيه بنفسك الكلام ده والأ هأضطر أسفه أفصله من المدرسه نهائيا لأن فى كلام وصلنى أنه بيدخل المدرسه وبعد كده بيختفى فحاولى تعرفى منه السبب وبيروح فين. 


فرغت زهرة فاها بصدمه غير مصدقه ما سمعته من فم المديره فسها أكدت لها أنه ينتظم يوميا فى الذهاب الى مدرسته أذا فأين الحقيقه كانت ماتزال فى حاله من الصدمه والدهشه ما جعل المديرة تلاحظ أرتباك الأخيرة لتقوم بتربت على كفها بهدوء ثم تحدثت قائله بنبرة علميه.


-: زى ماقلتلك حاولى تستفهمى منه بس بالراحه ولو فى حد مش كويس قريب منه حاولى أنتى تبعديه عنه أوك.


أومات زهرة رأسها بالموافقه ثم خرجت من غرفه المديرة هائمه على وجهها لكنها لاحظت دلوف وليد صديق شقيقها الى المدرسه لتقوم بالمناداة عليه ثم سألته بأهتمام عن سبب تغيب شقيقها عن المدرسه الا أنه فى بادىء الأمر رفض البوح عن مايعرفه ولكن مع أصرارها وضغطها المتواصل عليه أقر بأنه ساعد رامى للعمل عند صاحب ورشه نجارة يدعى عم رضا وأنه وافق على العمل من أجل توفير المال وأعطاؤة لصاحب العقار لتقوم زهرة بسؤاله عن مكان تلك الورشه وقام وليد بدوره بأعطاءها العنوان لتهرول بالخروج من المدرسه ثم قامت بالأتصال على سها وطلبت منها ملاقاتها عند المكان المحدد وعقب وصولهم الى الورشه لاحظت زهرة وقوف شقيقها ويساعد صاحب الورشه وملابسه تبدو رثه وغير نظيفه هذا بجانب شعره الذى بدى مشعس ومترب بسبب نشارة الخشب لتقوم بالأقتراب منه حتى أصبحت فى مواجهته ووجهها ممتقع بالغضب ثم تحدثت بحدة وبصوت مرتفع نسبيا . 


-: ليه يارامى بتعمل فيا كدة أنا كنت قصرت معاك فى أيه ها؟  

لم يرفع رامى بصره اليها ولم يجيبها لكنه أجهش فى البكاء لتقوم هى بأمساكه من ذراعيه وقامت بنهرة بقوة ثم عادت للتحدث بصوت أعلى من المرة السابقه : ماترد عليا أنا قصرت معاك فى أيه علشان تسيب دراستك وتشتغل فى ورشه نجارة؟ 


هنا لم يستطع صاحب الورشه أن يظل صامتا ليقوم بأبعادها عن شقيقها ثم قال لها بنبرة شبه هادئه : أخوكى مغلطش ياآأنسه هو بيشتغل علشان يسدد الأيجار المتأخر اللى عليكم وعلى العموم أنا بأعفيه من الشغلانه دى خالص ....صمت برهة ثم وجه بصرة نحو رامى الذى لم يكف عن البكاء وقام بالتربت على كتفه برفق ثم أجاب عليه بكل حزم : أختك معها حق يارامى لأزم تخلص تعليمك وتبنى مستقبلك الأول وبعدين تبقى تشتغل فى المهنه اللى تحبها يلا أتفضل بقى من غير مطرود روح مع أختك. 


توجه رامى نحو شقيقته وهو منكس الرأس والحزن يعلو فوق ملامحه البريئه بينما هى ظلت تحدق اليه بحدة وغضب أجتاح كل ذرة منها وأستعدوا للرحيل من الورشه بأكملها ماكادوا أن يتحركوا لترك المكان حتى تذكر صاحب الورشه ظروفهم الماديه الصعبه ليقوم بالمناداه على رامى وأستدار له الأخير بأعين دامعه ثم قام صاحب الورشه بأخراج حفنه من الأموال من جيبه وأعطاه له ثم قال بهدوء : دول تمن شهرين كمان وربنا يعينكم على حالكم يابنى. 


وقفت زهرة أمام صاحب الورشه بشموخ وحركت رأسها بنفى ورفض ثم قالت بأصرار وتعفف من عدم قبول المال : لا متشكرين لحضرتك وفر فلوسك وأذا كان ولأبد فأنا أخد تمن الشهر ونص اللى أخويا أشتغلهم عندك. 


رفع صاحب الورشه أحدى حاجبيه بأستنكار بسبب عناد زهرة ليجيب وهو يوجه بصرة نحو رامى : على فكرة أختك عنيدة أوى يارامى.


قالت هى بثبات وتعفف : معلش ياعم رضا أعفينى من الفلوس الزيادة دى ....صمتت برهة ثم زفرت زفره مطوله يملؤها الأسى والحزن معا ثم عادت لتستكمل حديثها بثقه : أما عن الأيجار فماتحملش همه ربنا يسهل وأقدر أن شاء الله أسددة عن أذنك ...وجهت بصرها نحو شقيقها بعتاب ثم قالت له ببرود : وأنت ياأستاذ أتفضل قدامى ولنا حساب تانى لما نرجع البيت.

******************************************

أشارت سها الى سيارة أجرة وعقب توقفها أمامهم حتى دلفوا بداخلها وبدأت بالتحرك بهم الى أن أوصلتهم الى وجهتهم وماأن وطئت زهرة بقدميها داخل الحى حتى قابلت فوزى وأعطت له ثمن أيجار شهرين ثم توجهت بعدها هى وشقيقها نحو البنايه وبرفقتهم سها لتقول الأخيرة برجاء وأستعطاف نحو صديقتها : زهرة أرجوكى أتفهمى بالراحه مع رامى هو فعلا أخطأ لما خبى عنك موضوع شغله فى الورشه بس هو عمل كدة بحسن نيه منه علشان الراجل الغيتت صاحب العمارة اللى بيضايقك فى الراحه والجايه.


قطبت زهرة مابين حاجبيها بضيق شديد ثم أستطردت لتقول بنبرة شبه حادة : هو أتصرف من دماغه من غير مايرجعلى ولو ماكنتش عرفت مكانه كان فضل مخبى عليا وكان ممكن مستقبله يضيع.


عادت سها لتطلب من صديقتها التفهم مع شقيقها بهدوء وتروى لتقوم بالتربت على كتفيها برفق قائله برجاء حار : معلش برضه بالراحه الأمور مابتتاخدش بعصبيه خالص.


تحدثت زهرة بعدم أقتناع : ربنا يسهل.

قالت سها وهى تنظر الى ساعه يدها قائله بأستعجال : طيب أنا مضطرة أسيبك بقى علشان أتاخرت وأن شاء الله لما نتقابل بكره فى المعهد تكونى هديتى شويه تمام. 

قالت زهرة بتأكيد : تمام.


ودعت سها صديقتها ورحلت لتصعد الأخيرة نحو شقتها وماأن دلفت داخل الشقه حتى جلست عند أقرب مقعد لها وظلت صامته لبعض الوقت ثم بعد ذلك رفعت بصرها نحو شقيقها لتستهل حديثها اليه بعتاب : عاجبك الموقف اللى أنت حطتينى فيه النهاردة دة ؟ ..دى تانى مرة يتم أستدعائى من المدرسه بتاعتك حتى المدرسين أشتكوا منك بقى أنت رامى اللى بفتخر به فى كل مكان أروحه وأقول لهم بكل فخر دة أخويا الوحيد اللى هيرفع رأسى ..صمتت برهة ثم عاودت حديثها مرة أخرى ولكن بصوت شبه مختنق : أنا عاوزة أعرف أنت ليه بتعمل فيا كدة ليه ؟ ليه بتشتغل من غير ماتقولى لا وكمان تعرف صاحب الورشه بظروفنا ليه يارامى ليه حرام عليك. 

 

أجهش رامى فى بكاء مرير ثم قال وهو منكس رأسه فى الأرض بخجل وأستحياء من شقيقته : أنا عملت كدة علشانك ياأبله وعلشان عم فوزى يحل عنك ويبطل يضايقك ..وماتفتكريش لأنى شاب صغير مش حاسس بالمسؤوليه أتجاهك وبحس بألمك وحزنك أنا بتألم كل مابشوفك بتعملى اللى تقدرى عليه علشان تشوفينى مبسوط وبتوفرى كل قرش علشان أبقى أحسن واحد فى الدنيا فمتبخليش عليا أنى أسد ولو بجزء بسيط من تعبك معايا. 


لأنت ملامح زهرة المتجهمه ثم قربت شقيقها اليها وضمته بقوة نحو صدرها وأخذت تمسد فوق شعره بحنو شديد لتستهل حديثها بحب أخوى خالص : وأنا مش عاوزة منك حاجه غير أنك تركز فى مستقبلك وبس وأن شاء الله ربنا هيفرجها من عندة وأسدد كل مليم للمعلم فوزى ثم أنك مسؤول منى مش أنا اللى مسؤوله منك لأنى أختك الكبيرة ولأزم تسمع كلامى وتوعدنى كمان أنك ماعنتش هتخبى عليا أى حاجه تاني أتفقنا.


أبتعد رامى عن محيط ذراعيها ثم علت فوق ثغرة أبتسامه خافته ثم قال بهدوء وبأعين دامعه : أوعدك ياأبله وحقك عليا ماعنتش هتصرف من دماغى تانى وأى حاجه هأعملها هأبقى أعرفك بيها. 


ضمته زهرة للمرة الثانيه نحو صدرها وظلت تربت على ظهرة بضع لحظات متواصله ثم أبعدته عن محيط ذراعيها وقالت بأبتسامه هادئه : طب أتفضل بقى علشان ورانا مذاكرة كتير وواجب لأزم نخلصه.


قال رامى بنفس الأبتسامه الهادئه : حالا هأروح أجيب كتبى ....أسرع رامى بأحضار دفاتره وبدأت زهرة تذاكر معه فروضه المدرسيه التى فاتته حتى أنتهت ثم بعد ذلك توجه كلا منهم الى حيث غرفته أستعدادا ليوم جديد.

**************************************

بعد مرور يومين ذهب سامر كعادته الى المعهد وكان الوقت مازال مبكرا جدا ليقوم بالتوجه نحو غرفه البيانو ثم هم بفتح باب الغرفه بالمفتاح وأضاء المصباح ثم جلس على الكرسى المرابط للبيانو وبدأ يعزف بعض الألحان الجديدة عائدا بذاكرته الى الوراء وشرد مجددا فى ألهام التى لم تغب صورتها عن مخيلته على الرغم من أنها فضلت عليه غيرة ..تذكر كيف كانت مقابلتهم فى أول يوم فى الجامعه منذ عدة سنوات حيث كان هو فى المرحله الأخيرة بالجامعه وهى كانت فى المرحله الأولى من دراستها وكيف سعى بشتى الطرق لأسعادها وبقدر أستطاعته آن ذاك ..لقد حببها فى العزف والغناء وأحبها بصدق حبا لن تجده فى غيره لتتفرعن عليه وقامت بعض يده التى مدت اليها بالخير تنكر كل مافعله من أجلها,, لتتجمع بعض الدموع الساخنه داخل مقلتيه ونزلت فوق وجنتيه بغزارة وبألم يعتصر قلبه أعتصارا الى أن شعر ببدأ توافد المدرسين والفتيات داخل المعهد وأفاق من شرودة بسرعه وهم بمسح دموع عينيه بأنامله وأستكمل يومه كالعادة.


وفى أحدى المرات أعتذر أستاذ الكمان عن حصته فى هذا اليوم بسبب ظروف طارئه ألمت به وطلب من سامر توكيل تلك المهمه عوضا عنه مع وعد بالعوده فى اليوم التالى لمزاوله حصصه فما كان من الأخير غير أنه أستجاب لطلبه ووافق على أعطاء الفتيات درسى الكمان والبيانو وعلى الرغم من أن سامر لم يكن لديه أى مشكله فى شرح المادتين معا الا أن زهرة أبت أن تتركه لحاله وكانت عقبه فى طريقه حيث أعتزمت على مضايقته بشتى الطرق وبدأت تفكر فى حيله كى تزعج أستاذها المتعجرف.


بدأ سامر بأعطاء مادة الكمان للفتيات وعلى الرغم من أن زهرة كان لديها حس جميل فى العزف على الآلآت الموسيقيه الا أنها أصرت على تحديه حيث كانت تعزف لحنا نشاز وبطريقه جعلت سامر ينظر اليها بأستنكار وأستهجان بسبب أسلوبها المزعج وقد حذرها مرارا من تكرارا مما تفعله لكنها بدت مصرة على أزعاجه ما جعله ينفعل عليها وقام بطردها من حصه الكمان والبيانو لكن تدخل بعض من صديقاتها وأقنعوه بعودتها لأستكمال الحصص ولكنها لم تتعلم من أخطاءها وظلت الأخيره على نفس المنوال فى مضايقته فتاره تتعمد الغناء بصوت مزعج ومرتفع جدا ..وتارة أخرى تعمدت قطع أوتار الكمان وأعتذرت له بعدم أكمال العزف ..أما المره الأخيره فكانت هى الأسوء على الأطلاق حيث قامت بسحب الكرسى المرابط للبيانو من تحته دون أن يلاحظ هو وبدلا من جلوسه فوق الكرسى جلس فوق الفراغ وهوى جسده وأصطدم بالأرض الصلبه مما جعله مضحكه لجميع الفتيات .. وهذا الموقف جعله ينفعل ويحتد عليها وقام للمره الثانيه بطردها من حصه البيانو ..لكنها لم تكتفى بذلك بل تعمدت التعرقل بالقرب منه أثناء العزف وقامت بسكب كوب المياه الذى كان بيدها فوق النوته الموسيقيه مما أفسدها وأضاع كل معالمها فما كان من سامر سوى إن نفذ صبره عليها وقام بأبلاغ عميد المعهد بكل مافعلته ليقوم العميد بتهديدها أن لم تكف عن مضايقه أستاذها سيقوم بطردها من المعهد نهائيا وكان أسوء عقابا لها أن تعيد بنفسها كتابه نوته جديدة عوضا عن تلك التى أفسدتها وأعتذار رسمى لمدرسها أمام الجميع عن كل ماسببته من أزعاج وبعد أنتهاء اليوم ذهبت اليه مطأطه الرأس ثم وقفت أمامه مباشرة وقالت له بأعتذار.


-: أنا ..أنا أسفه ياأستاذ سامر .

نظر لها سامر بنظره مطوله تحمل فيها الكثير من العتاب واللوم وهو قاطب مابين حاجبيه باستنكار شديد ليستهل حديثه قائلا ببرود ولامبالاه : وأنا مش قابل أسفك دة وعقابا لكى هتقعدى الليل بطوله تكتبى نوته جديدة بدل اللى بوظتيها دى.


أستطردت زهرة حديثها قائله بأسى وحزن : حاضر هاتها وأنا أخدها معايا البيت وأوعدك أنى هأسهر فى كتابتها وأجيبها معايا بكرة الصبح وأنا جايه.


نظر لها سامر من فوق كتفه بجمود ثم قال لها ببرود ثلجى : لا مش هتخديها معاكى وبالعند فيكى هتكتبيها هنا فى المعهد لحد ماتخلصيها خالص.


أتسعت عين زهرة بدهشه وصدمه من طلبه وتخضب وجهها وأكتسى باللون الأحمر من شده الغضب والضيق ثم أستهلت حديثها قائله بأرتباك وتلعثم :أيوة يأستاذ بس أصل ماينفعش ده على ما النوته ماتخلص قدامها يوم بطوله.


أستطرد سامر قائلا بشبه نبرة تهكميه : ماليش دعوة أنتى غلطتى يبقى لأزم تستحملى نتيجه غلطك .


كانت سها تقف على مقربه منهم وسمعت الحديث الدار بينهما لتسرع بأتجاههم ثم وقفت بجانب صديقتها وقطبت مابين حاجبيها بأنزعاج شديد من الأمر برمته لتستطرد حديثها قائله بأمتعاض : أستاذ سامر سامحها أرجوك أنت ماتعرفش ظروفها شكلها أيه.


أحتد سامر فى حديثه ليقول بنبره حاده وبصوت شبه مرتفع : آنسه سها ماينفعش تدافعى عن صديقتك لأنها أخطأت كتير وكل مرة كنت بفوت لها اللى بتعمله فيا علشان خاطر مش تنطرد من المعهد لكن اللى غلط لأزم يستحمل نتيجه غلطه ....صمت برهه ثم عاد ليوجه بصره نحو زهرة بتحدى واضح ثم عاد ليستكمل حديثه قائلا بعند :هتخلصيها هنا سواء كان عاجبك أو لا.


تركهم وخرج من المعهد وهو فى حاله من الأحتقان والغليان بسببها ..أما عن سها وزهرة فكانوا فى حاله من الذهول التام والصدمه لتجهش الأخيرة فى البكاء وجلست الأولى بجوارها وحاولت التخفيف عنها حيث ظلت تربت على كتفيها حتى هدأت لتستهل سها حديثها بضيق : ياما حذرتك يازهرة وقلتلك بلاش تلعبى بالنار وتعملى حاجه تندمى عليها وأنتى ماسمعتيش كلامى.


قالت زهرة بصوت مختنق بسبب كثره بكاءها المتواصل : خلاص بقى ياسها مش تفضلى أنتى كمان تأنبى فيا اللى حصل حصل المهم روحى أنتى علشان باباكى ومامتك مش يقلقوا عليكى وكمان علشان خطيبك مستنيكى.


حركت سها رأسها بنفى قاطع ثم قالت برفض : لا أنا هأفضل معاكى ماتشغليش بالك بيا أنا هتصل عليهم دلوقتى وأبلغهم أنى هبات معاكى الليله لحد ماتخلصى كتابه النوته.


حركت زهرة رأسها بدورها بنفى وتصميم ثم قالت بحزن : لالا ياسها روحى أنتى شوفى حالك وربنا يعينى لحد ماأخلصها. 


قالت سها بعند وتأكيد : وأنا قلت مش هاسيبك يعنى مش هاسيبك .


وعلى الجانب الأخر كانت هناك فتاة تدرس فى المعهد تدعى نهال حاولت كثيرا التودد الى سامر لكن الأخير كان ينظر اليها كأخت له ودائما يعامل الفتيات على حد سواء لكن تفكيرها المحدود أخبرها بأن سامر يكن أهتمام خاص أتجاة زهرة ماجعل الحقد والكره يضمر فى قلبها أتجاه الأخيرة وأعتزمت هى الأخرى على نيه مبيته فى أبعادها عن طريقها وبأى ثمن .. وبعد فتره وجيزة أنفض المعهد بأكمله عن بكرة أبيه بكل من كانوا فيه وبقيت زهرة بمفردها حيث جلست فى غرفه البيانو والخوف يتملك منها بسبب بقاؤها وحيدة دون وجود أحد بجانبها.

************************************

ماأن وصل سامر بسيارته أمام البوابه الخارجيه لشقته حتى أوقف محركها وشعر بتأنيب الضمير أتجاه زهره أذ كيف سمح لنفسه أن يجبر فتاة على المبيت بمفردها فى معهد الموسيقى الليل بطوله دون ونيس يأنس وحدتها أما كان عليه أن يوافقها على أخذ النوته معها الى بيتها وتعود بيها مجددا فى اليوم التالى !!! ظل يفكر كثيرا فى الأمر وبعد مدة قرر الرجوع الى المعهد والبقاء بجانبها حتى ولو أضطر أن يقف بعيدا عنها المهم الا يتركها وحيدة فى هذا المكان الموحش والخاوى فهى أمراة وبطبيعه الحال المرأة كائن ضعيف وهو يخشى أن يصابها أى مكروة ليدير محرك السيارة عائدا بيها نحو المعهد حتى وصل فى مدة وجيزة جدا لأنه كان يقود بسرعه مخيفه وماأن دلف من بوابه المعهد حتى توجه نحو غرفه البيانو وظل يراقبها من بعيد خشيه أن تعلم بوجوده وبرغم من خوف زهرة الأ أنها أخذت فوق عاتقها أنهاء كتابه تلك النوته اللعينه بأى ثمن لتمر الدقائق والثوانى بل والساعات بسرعه رهيبه.....وفى شقه زهرة كان القلق قد بدأ يتسرب الى قلب رامى لأسيما أن عقارب الساعه قد تجاوزت الثانيه بعد منتصف الليل وشقيقته لم تعد حتى الآن ولايعرف كيفيه التصرف حتى هاتفها كان مغلقا لذا بقى قلقا ولم تعرف عينيه طعم للنوم حتى بدأ الصباح يهل من جديد.

**********************************

وفى المعهد كانت زهرة قد أنهكها التعب بعد أن أنهت كتابه النوته لتقوم بوضع ساعديها فوق مقدمه البيانو ثم غفت من شدة التعب ليقوم سامر بالأقتراب منها ببطىء شديد ثم أنحنى بجذعه العلوى نحوها حتى أصبح وجهه قريبا من وجهها وظل يتأمل ملامحها مطولا ليجدها نائمه بعمق وخصله متمردة من شعرها البنى الناعم سقطت فوق وجهها الرقيق ليقوم  بأبعاد تلك الخصله بنعومه ثم ربت فوق كتفيها برفق لتقوم زهرة برفرفه أهدابها ببطء شديد ثم فتحت عينيها بتثاقل وهى ماتزال بين اليقظة والنوم ليربت عليها مجددا فوق كتفيها وأنتفضت هى بفزع وظلت ترمقه بغضب شديد وكادت تضربه بكلتا يديها فوق صدرة لولا أن منعها سامر من فعل ذلك وحاول تهدأتها ثم تحدث بآسف وأعتذار.


-: متأسف ياآنسه لأنى حطتيك فى الموقف دة بس أنتى السبب.

حاولت زهرة التمسك أمامه لكن خانتها بعض الدموع التى نزلت من داخل مقلتيها رغما عنها لتستطرد حديثها بصوت شبه مختنق وبحزن ملأ قلبها: ماكنش ينفع تسيبنى أروح وأبقى أجيبها معايا النهاردة ؟ على العموم ياأستاذ سامر متشكرة أوى على الموقف البايخ اللى حطتنى فيه أتفضل النوته أهى ومضطره أمشى لأن أخويا زمانه مستنينى على نار وزمانه قلقان.


نكس سامر رأسه فى الأرض بأسى وحزن ثم أستهل ليقول بأستحياء: طيب تعالى علشان أوصلك البيت لأن زمان باباكى ومامتك قلقين عليكى هما كمان.


رمقته بنظره مطوله فيها الكثير من العتاب واللوم لتستطرد حديثها بنبرة ساخرة : متشكرة مش عاوزة منك حاجه أنا هأعرف أوصل البيت لوحدى .....صمتت برهه ثم عادت لتستكمل حديثها بثبات :أما بالنسبه لماما وبابا فهم متوفين وماليش فى الدنيا بعد ربنا غير أخويا عن أذنك لأنى حقيقى تعبانه ومحتاجه أنام وأستريح.


أتسعت عين سامر بصدمه وتاهت منه الكلمات وبقى فى حاله من الذهول التام فهو لم يكن على درايه أنها يتيمة الأبوين ولم يجد حديث يمكن أن يقال بشأنها أما عنها هى فقد أشاحت بوجهها عنه وغادرت المعهد مسرعه ودموعها تسبقها فوق وجنتيها حتى وصلت نحو باب شقتها لتهم بقرع الجرس وهرول رامى بفتح الباب وماأن رأها تقف أمامه حتى أرتمى بين أحضانها وأخذ يبكى ويشهق بقوة بينما ضمته هى نحو صدرها وأخذت تربت فوق كتفيه بحنو حتى هدأ ليستطرد الصغير حديثه اليها برجاء.


-: أبله زهرة أرجوكى مش تسيبينى تانى أنا بخاف لما ببقى لوحدى فى الشقه ده غير أنى معرفتش أنام من كتر خوفى وقلقى عليكى .


ضمته زهرة بقوة اليها وقبلته من أعلى رأسه قبله حانيه وأعتذرت له ثم تركته وذهبت بأتجاه غرفتها وماأن وطئت بقدميها داخل الغرفه حتى قامت بغلق الباب خلفها بالمفتاح وأرتمت فوق وسادتها ثم عادت لتجهش فى بكاء مرير فسندها فى الحياة قد ماتوا وتركوها تواجه مصيرها المحتوم فى الحياة لذا بقت على تلك الحال حتى غالبها النعاس ونامت بعمق بينما ظل رامى حزين من أجلها ليقوم بالطرق فوق باب غرفتها لكنها لم تجب عليه ليتأكد فى تلك اللحظه أنها نامت وزفر زفره مطوله بآسى داعيا وراجيا المولى أن يخرجهم من حاله الضيق والهم التى ألمت بهم منذ رحيل والدهم عن الحياه.

*******************************************

فى صبيحه اليوم التالى ذهبت زهرة الى المعهد مجبرة ومتأففه بسبب تعامل سامر معها فى اليوم السابق لكن سها نجحت فى أخراجها من تلك الحال ..أما عنه هو (سامر) فقد كان متواجد داخل غرفه عميد المعهد حيث كان الأخير يترأس أجتماعا مغلقا مع مدرسى الموسيقى للتباحث بشأن تطوير المعهد وتحسين أداء الفتيات ..وعلى الجانب الأخر دلفت نهال بدورها الى المعهد ثم توجهت نحو غرفه البيانو وماأن رأت زهره تغنى مقطوعه بصوتها العذب حتى أعتمر الحقد بداخلها وفكرت فى حيله لأزعاجها وبعد أن أنتهت الأخيرة من الغناء سارت بضع خطوات للأمام كى تعود الجلوس فى مكانها المخصص وعندما أقتربت من تلك الملعونه حتى قامت بوضع مقدمه قدميها كى تعرقل زهرة وبالفعل نجحت فى ذلك لتسقط الأخيرة وهوى جسدها وأصطدم بالأرض ورفع جزء صغير من فستانها كشف عن ساقيها لتقهقه تلك الخبيثه بصوت مرتفع شاعره بنشوه الأنتصار على غريمتها لتسرع زهرة فى الوقوف بأعتدال وقامت بلملمه فستانها وهى تشعر بالأستياء والضجر من الأمر برمته ثم وقفت أمام نهال بتحدى واضح ورفعت يدها الى الأعلى ثم نزلت بها على وجهها بصفعه مدويه ليتراجع جسد نهال للخلف ببضع سنتيمترات من شده الصفعه وصرخت جميع الفتيات فى آن واحد واضعين أيدهم فوق فاهم بصدمه بينما تحدثت زهرة موجهة حديثها نحو نهال بغضب . 

    

-: أنتى بنى آدمه مش محترمه بالمره وتعمدتى توقعينى علشان أكون مسخرة للكل بس أدينى بحذرك أهو لو كررتيها تانى أنا مش هأسكت تمام. 


لم تستطع نهال تحمل أهانات زهرة لها وشعرت بالضجر والغضب والحنق منها لتقوم سريعا بأمساك شعر الأخيرة فى يدها بقوة وأشتبكوا معا وتعالت أصواتهم حتى وصلت الى غرفه العميد ليقوم الأخير بأنهاء الأجتماع وتوجه برفقه سامر نحو غرفه البيانو لمعرفه السبب وماأن دلفوا حتى وجدوا الفتيات يحاولون الفصل بين زهرة الغاضبه ونهال الحقوده ليقوم عميد المعهد برفع صوته بأستنكار وغضب شديد .


-: أنا عاوز أفهم بالظبط أيه اللى بيحصل هنا ياآنسه أنتى وهيا؟ 

روت زهرة للعميد ماحدث بالتفصيل من نهال منذ لحظه دلفوها الى غرفه البيانو بدون حذف أوأضافه ..أما الأخرى فقد روت كذبا أن زهرة هى من بدأت بأفتعال الشجار معها وقامت بشتمها وسبها وألفت قصه مغايره تماما عكس مافعلت ثم ظلت تبكى بدموع التماسيح كى يصدقها العميد. 


بعد ماسمع عميد المعهد وجهتى النظر قام بقطب مابين حاجبيه بأستنكار وغضب شديد ثم هتف قائلا بلهجه أمره وبحدة أتجاه زهره : شوفى ياآنسه زهرة أنا سبق وحذرتك قبل كده من أفتعال المشاكل فى المعهد لكن الواضح أن الكلام مش جايب معاكى أى نتيجه وعلشان كده أنتى من النهاردة مفصوله من المعهد أتفضلى مع السلامه مكانك مش هنا لأننا مش بنحب البنات اللى بتعمل مشاكل.


وجهت زهرة بصرها نحوهم بأعين زائغه وصدمه حيث وجدت فى عيون البعض شفقه وعيون البعض الآخر تشفى أتجاهها ,,أما عن سامر فقد ألتزم الصمت التام فى وقت لايسمح فيه بالصمت ما جعلها تشعر بالأستياء والضجر والنفور لتقف أمامه بثبات وكبرياء وتلاقت أعينهم بنظرات يملؤها التحدى والغضب لتشيح بوجهها عنه وعن الجميع ثم أصطدمت بكتف نهال عمدا وبقوة ثم هرولت من أمامهم مسرعه بأنكسار ودموعها تسبقها فوق وجنتيها بغزارة وعقب خروجها من المعهد أشارت الى سيارة أجرة ثم صعدت بداخلها وأنطلقت بها السيارة بسرعه الريح حتى أوصلتها الى وجهتها.

***************************************

كانت سها تشعر بالأستياء والضجر بسبب ماحدث لصديقتها لتقوم بالأقتراب من نهال ببطء حتى وقفت أمامها وهى ترمقها بأزدراء وبغض ثم قالت بأمتعاض وبأستنكار شديد :منك لله يابعيدة روحى ياشيخه حسبى الله ونعم الوكيل فيكى.


صدمتها سها فى كتفها بقوة وغضب وقررت بدورها ترك المعهد فهى لن تتحمل أن يمر يوم واحد دون وجود صديقتها المحببه الى نفسها.


ماأن وطئت زهرة بقدميها أمام باب الشقه حتى همت بقرع الجرس ليفتح لها شقيقها الباب وظل يحدق فى وجهها بدهشة وأستغراب فتلك هى المرة الأولى التى تعود فيها شقيقته من المعهد لاسيما أن الوقت مايزال مبكرا على عودتها وبقى غير مستوعب مايحدث لتقوم زهرة بضمه بين أحضانها وأبتسمت أبتسامه حزينه لم تكد تصل الى عينيها بجانب عيونها الحمراء والمنتفخه من كثرة البكاء ليسألها رامى بأستفهام.


-: مالك ياأبله بتعيطتى ليه؟ وأشمعنى رجعتى بدرى عن ميعادك؟

تنهدت زهرة بآسى وحسره ثم قالت بنبره حزينه : خلاص يارامى ماعنتش هأروح المعهد تانى.


سألها بحيرة : أحكيلى ياأبله فى حاجه حصلت ولا فى حد زعلك؟


مسدت زهرة فوق شعر شقيقها بحنو ثم حركت رأسها بنفى ثم أجابت عليه بكذب : لا ياحبيبى مافيش حد ضايقنى ولاحاجه أنا بس اللى ماكنتش مرتاحه فيه علشان كدة سيبته بس أوعدك أنى هأعمل كل اللى أقدر عليه أن شاء الله أشتغل ليل ونهار علشان تكمل تعليمك وتحقق كل اللى نفسك فيه.


رغم عدم أقتناع رامى بما قالته شقيقته الأ أنه قال بحب أخوى : أنا بحبك آوى ياأبله زهرة ربنا يخليكى ليا.


قبلته زهرة من أعلى جبينه بحنو وعادت لتمسد فوق شعرة برفق ثم هتفت قائله بنفس الحب : وأنا كمان بحبك أوى يارامى أنت مش بس أخويا لا أنت كل حاجه ليا فى الدنيا دى.


ظلت زهرة تداعب شقيقها وتمزح معه لكن قلبها كان يحمل الخوف من الغد ومما هو آت فأين ستعمل ومؤهلها لايسمح لها غير التدريس كمعلمه بالحصه فى أحدى المدراس الحكوميه والتى غالبا لايوجد بها مكان شاغر حتى يسمح لها بتدريس حصه الموسيقى لترفع يدها الى السماء مبتهله الى الله وراجيه منه أن يفك كربها وهمها وحزنها ويخرجها من الضيق الى أوسع أبوابه.

           الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close