أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل السابع7 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل السابع7 

بقلم ياسمين احمد

لم تكن زهره على درايه أو علم بأن سامر قد قام بسداد أقساط الأيجار عنها لذا وكعادتها بعدما أدت فريضه الفجر وقراءة وردها اليومى قامت بأعداد طعام الأفطار قبل توجهها نحو المدرسه وبعد أن أنتهت همت بوضع الأطباق فوق الطاوله بأهمال ثم جلست فوق الكرسى القريب منها وأتكأت بمرفقها فوق المنضدة ثم وضعت باطن كفها فوق وجنتيها وبشرود ثم تسألت فى نفسها كيف يمكنها أن تتخلص من هذا الثقل الجاسم فوق صدرها وبعد عناء من التفكير المتواصل قررت قررا كانت تظنه صائبا وقتها حيث سوف تذهب الى صاحب محل الملابس وتطلب منه أن يقرضها جزء من المال على سبيل السلف كى تسدد ماعليها لفوزى ولكى تسكته تماما على وعد بأن تعيدة له فى أقرب فرصه ممكنه أو بأمكانه خصمه من مرتبها الشخصى الذى يعطيه أياها فى أخر الشهر وبينما هى فى قمة شرودها وتفكيرها لاحظ شقيقها ذلك ليشعر بدورة الأشفاق على شقيقته الوحيده مقررا ترك الطعام من يده ثم قام من فوق الكرسي الجالس عليه وأتجه صوبها ووقف أمامها وأخذ يربت على كتفيها بحنو لتنتبه هى على يد شقيقها وأفاقت من شرودها ثم رفعت بصرها نحوه وأبتسمت له بود وحنو وأخذت تمسد فوق منبت شعر رأسه برقه ليجيب هو عليها قائلا بلوعه وأسى.


-: وبعدين ياأبله زهرة طب لحد أمتى هفضل شايفك حزينه ومهمومه كده وماأعملش حاجه أنا بقول أرجع أشتغل فى الورشه من تانى وبلاها تعليم.


أمسكت زهرة كفيه وشددت عليهم بقوة لترى فى عين شقيقها الخوف الدائم عليها لتحرك رأسها برفض تام ثم قالت بنفى قاطع وحزم شديد :رامى أنا مش هتكلم تانى عن موضوع الشغل ده ماشى مستقبلك أهم عندى من أى حاجه تانيه وياسيدى بعد ماتخلص تعليم وتتفوق فى دراستك أبقى أشتغل زى ماأنت عاوز خلاص.


تغيرت ملامح رامى وتجهم وجهه بعبوس ثم سألها مستفسرا بضيق وضجر :هو فوزى ضايقك تانى؟


عادت زهرة لتبتسم له بود ثم غمزت بطرف عينها بمداعبه ثم أستهلت حديثها لتقول بنبره واثقه : فشر ياحبيبى لا فوزى ولاغيرة يقدر يضايقنى أو يجى جنبى لأن أختك بميه راجل ...صمتت برهه ثم عادت لتكمل حديثها بجديه : المهم بطل لاماضتك دى وخلص أكل علشان أوصلك للمدرسه.


بعد أن أنتهت زهرة من أرتداء ملابسها أستعدت للخروج من شقتها برفقه شقيقها وهمت بفتح الباب على مضض ثم ظلت تجوب بعينيها يمينا ويسارا تتأكد أن فوزى لن يفاجأها كعادته بصوته الغليظ والسمج لذا نزلت من فوق الدرج على أطراف أصابعها بتروى حتى وصلت الى باب البنايه لتجده يجلس فى الجهه المقابله أمام باب الجزاره الخاص به ويشرب النرجيله بمزاج هادىء ثم نفثها على مهل وماأن رأته وهو يحدق اليها بشزر حتى تجهم وجهها بعبوس ونفور لكنها مع ذلك قررت التوجه اليه مرغمه كى تطلب منه أن يمهلها فرصه أخيرة كى تتصرف فى جمع المال وسدادها له لينظر لها الأخير من فوق كتفيه بحقد وكره ثم أستهل ليقول بنبرة ساخرة. 


-: أطمنى ياست زهرة الأيجار أدفع وعليهم بوسه كمان .....صمت لبرهة وأخذ يوزع نظراته مابين زهرة تارة ومابين شقيقها تارة أخرى بحقد دفين ثم عاد ليكمل حديثه بنفس نبرته الساخرة : أصل لا مؤاخذة الافوكاتوا اللى بيدافع عنك جالى أمبارح بالليل وأعطانى الشهور المتأخرين اللى عليكى وكمان فوقهم إيجارات مقدم.


أتسعت حدقتى زهرة عن أخرهما بصدمه ثم عقدت حاجبيها بأستنكار وقالت بعدم تصديق وحيرة أنتابتها : أستاذ سامر مش ممكن مش معقول طب ليه عمل كده؟


سحب فوزى نفسا أخر من النرجيله ثم نفثه على مهل ومن ثم أشاح ببصره عن زهرة لكنه مع ذلك أجاب عليها بسخريه لاذعه قائلا بلامبالاه: أنا عارف بقى لما تقابليه أبقى أسأليه ليه عمل كدة بالأذن ياست البنات علشان عندى عجل هادبحه ومش فاضى لوجع الدماغ دة.


أعتدل فوزى فى وقفته ثم دلف داخل محل الجزاره وتجاهلها كليا بينما هى كانت فى حاله من التخبط والذهول فارغه فاها بصدمه ثم أستدارت برأسها نحو شقيقها وظلت تحدق اليه بحيرة بسبب ماسمعته من فم فوزى وبعد بضع لحظات أستجمعت نفسها ثم أشارت الى سيارة أجرة كى يوصل شقيقها الى وجهته بينما سارت هى متجهة نحو عملها زافره بأرتياح شديد لأن مشكله الأيجار قد حلت ثم شردت مجددا فى تصرفات أستاذها ولما فعل ذلك معها وقام بتسديد المال عوضا عنها !!! وبعد بضع لحظات أفاقت من شرودها وأخذت فوق عاتقها بأن تعيد له المال فى أقرب فرصه عندما يتوفر لها ذلك حتى وصلت الى وجهتها ثم دلفت الى المدرسه بهدوء ومنها نحو فصلها لأعطاء حصتها وبعد الأنتهاء من شرح مادتها طلبت من المديرة التحدث معها على أنفراد فى أمرا يخصها لتومىء المديره رأسها بالموافقه وعقب دلوف زهره الى مكتب الأخيره حتى أغلقت الباب خلفهم وبدأت تقص عليها ظروفها بالكامل وأنها تدرس بالمعهد العالى للموسيقى مما يجعلها مضطره للأستئذان منها وترك المدرسه عقب أنهاء مادتها لتتفهم الأخيرة بدورها ظروف زهره ولم تمانع بذلك لتتنهد الأولى زافره بأرتياح على تفهم مديره مدرستها ثم شكرتها بأمتنان وأستأذنت منها للذهاب الى المعهد..أما عن سامر فعقب وصوله ودلوفه من البوابه الرئيسيه للمعهد حتى توجه نحو غرفه البيانو كعادته ثم ظل يبحث بعينيه عن زهرة لكنه لم يجدها بين الفتيات ليقطب مابين حاجبيه بأستنكار وضيق شديدين لعدم وجودها ولاحظت نهال بدورها تغير ملامح وجهه الى العبوس والتجهم لذا قررت التودد اليه ظنا منها أنها قادره على جذبه وأغراءة نحوها لتقوم من فوق كرسيها وتوجهت نحوة وظلت تتدلل عليه بطريقتها لكن سامر لم يعيرها أى أنتباه وتجاهلها تماما فكل مايشغله الآن هو عودة زهرة للمعهد لتزفر نهال بضيق وضجر لأن تدللها لم يثمر بشىء لتعاود الجلوس فوق كرسيها بخيبه أمل ورمقتها سها بنظرات ساخرة ثم تعمدت أن تقهقه بصوت شبه مرتفع كى تستفزها لكنها سرعان ماكتمت قهقهاتها كى لاتتسبب لنفسها فى المشاكل ..أما عنه هو ( سامر) فعقب أنتهاؤه من شرح مادته حتى خرج من الغرفه بأكملها وظل يجوب بعينيه عن زهره من بين فتيات المعهد مابين لحظه وأخرى لكن دون جدوى ليزفر بيأس وأحباط بسبب تأخيرها وعدم ألتزامها ثم توجه نحو مكتب العميد بعدما طلب منه ومن مدرسى الحصص ملاقاته فى مكتبه لأمر هام....وبعد فترة وجيزة دلفت زهرة الى داخل المعهد  لتتسع أعين الفتيات بسعادة طاغيه وظلوا يهللون ويرددون أسمها فوق مسامعها بصوت مرتفع ثم توجهوا نحوها وبدأوا بأحتضانها بقوة وحفاوه وحب فهى فى النهايه صديقتهم المقربه الي قلوبهن وهن يحبونها لطيبه قلبها ورقتها المعهوده ,,ماعدا تلك الخبيثه نهال التى ماأن رأتها أمامها حتى تغيرت كامل ملامحها وأمتقع وجهها بالغضب والحقد الدفين أتجاهها وأخذت تجز فوق أسنانها غيظا وقهرا شاعره بأن خطتها قد ذهبت سدى وهاقد عادت زهره مجددا الى المعهد رغم أنفها..أما عن سامر فعقب خروجه من مكتب العميد بعد الأجتماع المغلق حتى توجه نحو باحه المعهد ليجد زهرة تقف بين أصدقائها ويمرحون معها ليبتسم بأرتياح شديد ثم دنا منها بخطوات هادئه حتى أصبح فى مقابلتها ثم سرعان ماقطب مابين حاجبيه بأستنكار وضيق مقررا أستجوابها بفضول. 

 

-: أتاخرتى كده ليه ياآنسه؟

شعرت زهرة بالحرج الشديد منه ثم طأطأت برأسها فى الأرض وتوردت وجنتيها بحمرة الخجل ثم قالت له معتذرة بأدب : متأسفه ياأستاذ أصلى كان عندى حصه موسيقى فى المدرسه اللى بدرس فيها وبعد ماخلصت جيت على طول. 


عاد سامر ليزفر بأرتياح وأطمئن قلبه كثيرا نحوها فهو كان يخشى أن يقوم فوزى بأذيتها أو مضايقتها من جديد لكنه تفهم موقفها ثم طلب منها ومن الفتيات التوجه نحو غرفه البيانو لشرح حصه أخرى مضافه الى حصته السابقه وعقب دلوفهن الى الغرفه جلست هى فى مقعدها المخصص بجانب سها والتى كانت سعيده للغايه لعوده صديقتها..أما عن نهال فقد أعتمر الحقد بداخل قلبها وأخذت تعض فوق شفتيها قهرا وحنقا.


نظر سامر الى جميع الفتيات ثم أجاب عليهم بحزم وهدوء شديد : من فضلكم يابنات أتفضلوا أقعدوا فى أماكنكم وعاوز هدوء وتركيز شديد منكم علشان هأعطيكم حصه مكمله للحصه اللى خلصت.


أومات الفتيات برؤوسهن بالموافقه وعاودوا للجلوس فى مقاعدهن ليبدأ سامر مجددا فى العزف على البيانو وهو فى قمة سعادته وبعد الأنتهاء من شرح مادته طلب من كل فتاة أن تعزف مقطوعة خاصه ومختلفه عن الأخرى ليرى مستوى كل واحدة منهن فى العزف وبدأت بالفعل كل فتاه فى العزف على البيانو.. أما عن زهرة فقد كانت تعزف لحنا مميزا ومختلفا ذو أيقاع جميل ماجعلها مميزة عن باقى الفتيات وهذا مادفع سامر للأعجاب بأداءها ثم بعد ذلك طلب من كل فتاة أن تغنى بصوتها وللمرة الثانيه أبهرته زهرة بصوتها العذب حيث أخذت تشدو بصوتها الذى كان أشبه بعصفور الكناريا ما جعل جميع صديقاتها يصفقن بحرارة كنوع من التشجيع لها..الأ نهال التى أشتعلت بالكراهيه والحقد منها وفكرت فى حيله أخرى كى تبعد زهرة عن طريقها وبأى ثمن نعم فالأخيره تمثل عقبه فى طريقها وتقف حائل بينها وبين سامر ,,,وبعد أنقضاء اليوم الدراسى فى المعهد كانت زهرة تستعد للنزول من فوق خشبه المسرح الصغير الموضوع عليه البيانو وعندما همت بنزول أولى درجات السلم الخشبى والذى كان عبارة عن خمس درجات فوق بعضهما البعض أذ قامت تلك الحقودة نهال بمد أحدى قدميها محاوله عرقلتها متعمده فى ذلك أسقاطها وقبل أن يهوى جسد زهرة على الأرض أذ وجدت حائط صد منيع لها حيث أسرع سامر ووقف أمامها بجسده القوى وحاوطتها من خصرها بكلتا يديه كى يمنعها من السقوط ليصطدم جسدها الهزيل بصدرة القوى والفولاذى لتصبح هى وبدون مقدمات بين أحضانه رغما عنها لتتسع عينيها بصدمه ثم توردت وجنتيها بحمره الخجل الشديد لتبتعد هى عنه سريعا هذا بجانب تناثر شعرها الناعم فوق وجهها لتحمحم بحرج واضح ثم أشاحت ببصرها عنه وأبعدت الخصلات بأناملها عن وجهها شاعره بأن دلو من المياه البارده قد أنسكب عليها لتشهق الفتيات بدورهن خوفا عليها ..أما عن سها فقد كانت تستشيط غضبا وحنقا وعادت لترمق نهال بنظرات ناريه كانت كفيله بحرقها ثم دنت منها بخطوات واثقه حتى أصبح وجهها ملاصق لوجه تلك الملعونه ثم همست فى أذنيها قائله لها بتهديد صريح وواضح. 


-: ماتفتكريش أنك بكده أنتصرتى على زهرة بعمايلك دى لا خالص على فكرة لأن زهرة هتفضل حبيبتنا كلنا سواء كان عاجبك أو لا وياريت كمان تفوقى من الوهم اللى أنتى معيشه نفسك فيه وشوفتك وأنتى بتحاولى توقعيها لولا الأستاذ سامر الله يباركله كان سريع ولحقها قبل ماتقع ولو ده كان حصل لاقدر الله كانت رجلها هتتكسر بسببك بس الحمد لله نأبك طلع على فاشوش بس أنا بحذرك أهوه أبعدى عن زهرة يانهال لأن قسما بالله لو أصريتى تحطيها فى دماغك لاأقول للأستاذ سامر وساعتها هأفضحك فى المعهد كله وهردلك القلم اللى أديتهولها قبل كدة أوك خلى بالك من نفسك بقى.


رمقتها سها بنظرات ناريه ثم دفعتها بعيدا عنها وتركتها وهى تشتعل بالحقد والغل ثم ذهبت بأتجاه صديقتها للأطمئنان عليها وقامت بالتربت على كتفها مخففه عنها ماحدث لها منذ لحظات ثم قالت لها بلهفه : أنتى كويسه ياحبيبتى؟ 

أومات زهرة رأسها بالأيجاب ثم قالت بنبره مؤكده : أيوة ياسها أنا كويسه الحمد لله مافيش داعى القلق ده.


أقتربت سها من أذنيها ثم قالت لها بهمس : طيب تعالى نتمشى أنا وأنتى شويه علشان محتاجه أتكلم معاكى.


خرجت زهرة برفقه سها فى باحه المعهد وساروا معا حتى أبتعدو بمسافه لأباس بها بعيدا عن الأعين لتبدأ الأخيره بسرد وقائع مافعلته تلك الخبيثه بها لتخبرها زهرة بدورها أنها شعرت بقدميها عندما حاولت عرقلتها كما أنها رأت الغل والحقد بعينيها قبل نزولها من فوق خشبه المسرح ثم دعت لها بالهدايه وأن يبعدها الله عن طريقها ,,ولكن بعد بضع لحظات قليله خرجت نهال من غرفه البيانو وظلت تبحث عن زهرة لتجدها برفقه سها يتحدثون بهمس على مقربه منها لتقوم بتضيق حدقتى عينيها بحقد دفين ثم سرعان ماعرجت عليهم بحجه الأعتذار لهم عما بدر منها ثم نكست رأسها فى الأرض بخجل مصطنع وأستهلت حديثها لتقول بأسف. 


-: أنا ..أنا ..أسفه يازهرة عن اللى حصل منى قبل كده فى حقك واللى أتكرر تانى النهاردة.


رمقتها زهرة بغضب وأستنكار شديدين وكادت أن ترد لولا أن سبقتها سها وهمت برد لاذع عليها : صحيح البجاحه لها ناسها يعنى تقتلى القتيل وتمشى فى جنازته...وماكادت أن تكمل حديثها الغاضب أتجاه نهال حتى أسرعت زهرة وقبضت بيدها فوق معصم الأخيره كى تسكتها ثم قالت بلباقه : عيب ياسها دى مهما كانت برضه زميلتنا...وجهت سها بصرها نحو زهرة بضيق ثم حركت رأسها برفض وقالت بأمتعاض وضجر : لا بقى سورى هى مش زميلتنا ولا حاجه وطالما غلطت يبقى تستحمل نتيجه غلطها وتستاهل كل كلمه قلتها لها.  


رمقتها زهرة بتحذير لكى تصمت ثم قالت بنبره شبه هادئه : سها وبعدين معاكى أسكتى بقى...حركت سها رأسها مجددا برفض لتستكمل زهره حديثها بنبره واثقه: طالما جت وأعتذرت يبقى خلاص....صمتت برهة ثم وجهت بصرها نحو نهال مستكمله حديثها بعتاب : حقيقى أنا مستغرباكى جدا أنا عمرى ماقدمت لك أى حاجه وحشه فى حقك طب ليه تعملى معايا كدة !!وهيعود عليكى بالنفع فى أيه؟


حاولت نهال بلع ريقها الذى جف فجأه وشعرت بأنها أصبحت صغيره جدا فى عين زهرة لكنها مع ذلك أبت الضعف أمامها ثم بكت بدموع التماسيح وقالت بكبرياء رافضه الأذلال: كنت بحاول أتقرب للأستاذ سامر علشان يحس بيا وبأنى مهتمه بيه لكن هو دايما بيتجاهلنى وبيفضلك عنى وعلشان كده حبيت أبعدك عن طريقى بأى وسيله.


حدقت كلا من زهرة وسها اليها بصدمه من أعترافها الجرىء والمباشر بحبها لأستاذها لتظهر فوق أحدى زوايا فم الأخيرة أبتسامه ساخرة ثم قالت بخيبه أمل : بس شوفت اللهفه فى عنيه النهارده وهو بيدور عليكى يمكن يلاقيكى موجودة بينا وشوفت كمان قد أيه هو كان فرحان وسعيد جدا أول مادخلتى المعهد وطبعا كل دة أنا كنت ملاحظاه وساكته وعلشان كده تعمدت أنى أوقعك علشان تبعدى عنى وعنه بس الظاهر أنى كنت غلطانه وكل خططى باظت ونأبى طلع على فاشوش على رأى صحبتك على العموم بكرر أسفى لكى. 

 

حدقت اليها زهرة بأعين متسعه من الذهول والصدمه معا فهى لم تكن تتخيل أو يجول بخاطرها فكره حديث الأخيرة عن أهتمام سامر بها لتحرك رأسها بنفى قاطع ثم قالت بحزم وجديه أرتسمت فوق ملامحها الهادئه : أنتى غلطانه يانهال أنا مافيش بينى وبين الأستاذ سامر أى حاجه من اللى بتقوليه ده كل اللى بينى وبينه علاقه تلميذة بأستاذها مش أكتر من كدة.


أستهلت نهال حديثها قائله بنبره يلمؤها الضيق والضجر : معرفش بقى المهم ماتزعليش منى..فجأة وبدون أى مقدمات أرتمت الأخيره بين أحضان زهرة ثم سرعان ماأجشهت فى نوبه بكاء هستيرى لتندهش زهرة من موقفها الغريب والغير مبرر فهى منذ لحظات كانت تعترف وبكل جرأه أنها أرادت أبعادها عن طريقها والآن تبكى وتعترف بخطأها نحوها لتظل مترددة قليلا ثم سرعان ماضمتها اليها وأخذت تربت على كتفيها ودعت لها بالهدايه وصلاح الحال ..لتبتعد نهال عن محيط ذراعيها ثم فرت من أمامها فى لمح البصر لتنظر زهرة على أثار أختفاءها بصدمه وأندهاش فهى تعتبر سامر أستاذها وفقط . لتلاحظ سها أندهاش صديقتها وحيرتها لكنها لم تقتنع البته بأعتذار تلك الحقودة نهال لتقوم بالتربت على ظهر زهرة بحنو ثم سألتها بأستفسار.


-: مالك يازهرة سرحتى فى أيه؟

أجابت عليها زهرة بحيرة وهى تنظر الى الفراغ الذى أمامها بشرود: مش عارفه ياسها الكلام اللى قالتهولى نهال دلوقتى يرعب ويقلق والخوف أنها تكون بتدبرلى فى مصيبه جديدة ربنا يسترها بقى...صمتت برهة ثم عادت لتكمل حديثها بحزم نافذ : سها أنا مافيش بينى وبين الأستاذ سامر أى حاجه أنا ببص له على أنه أستاذى وبس مش أكتر من كدة والله.


ظهرت على زاويه فم سها شبه أبتسامه ماكرة دون أن تعقب لتحدق اليها زهرة بحيرة ثم سألتها بتأفف: ممكن أفهم أيه سر الأبتسامه دى؟


شعرت سها بالأرتباك لتجيب عليها بتلعثم : ها لا مافيش حاجه ....لاحظت سها أقتراب سامر منهم لتقول بهمس ومكر : عن أذنك بقى يازوز مضطره أمشى لأن أبراهيم بيرن عليا سلام مؤقت ونبقى نتقابل بكرة....غمزت لزهرة بطرف عينها ثم عادت لتكمل حديثها بكلمات مقتضبه : قلبى معاكى ..تركتها سها فى حيره من أمرها لتزداد حيرتها أكثر فأكثر عقب رؤيتها لسامر وهو يدنو منها حتى أصبح قريبا منها بشكل ملفت لتشعر زهرة فى تلك اللحظه بالأرتباك الشديد وتلاقت أعينهم مجددا لتتعرق جبهتها وشعرت بأرتجاف يسرى فى سائر جسدها كله وبنبضات قلب متسارعه تزداد بقوة كبيرة كأنها طبول حرب لتقول بتلعثم وبصوت خرج منها بصعوبه.


-:آآ أستاذ سامر ممكن أسال حضرتك سؤال؟

أوما سامر رأسه بالأيجاب ليقول بجديه شديده : أكيد طبعا أتفضلى أسالى.

قالت زهرة وهى على نفس حالتها من التخبط والأرتباك الشديد الذى كان باديا فوق ملامحها الرقيقه والهادئه : أنت ...أنت ليه حضرتك دفعت لفوزى الأيجار بدل منى أنا كنت هتصرف.


نظر سامر الى عمق عينيها الجميله ولم يفهم سر أرتباكها ذاك لكنه مع ذلك أجاب عليها بنبرة مؤكدة وبجديه شديده: ماكنش ينفع أسيب واحد زى فوزى يبيع ويشترى فيكى على هواه ثم أنتى تلميذتى وقبل كل دة أنتى بنت وواجب عليا أنى أحافظ عليكى من أمثاله علشان محدش يفتكرك لقمه سهله وعلشان يعرفوا أن فى رجاله هتبقى واقفه فى ضهرك وهيدافعوا عنك فى أى وقت.


نكست زهرة برأسها فى الأرض خجلا من حديثه ليرفع سامر مقدمه وجهها بأبهامه وسبابته ثم ألتمعت عينيه بأبتسامه عذبه ومن ثم أجاب عليها بحزم قاطع : أوعى تانى مرة تطأطى رأسك لأى حد مفهوم لأزم رأسك تفضل مرفوعة على طول أتفقنا.


أتسعت عين زهرة بدهشه بسبب تلك التركيبه الغريبه فذلك الشاب العنيد الذى يقف الآن أمامها بقوة وثبات نعم سامر صاحب تلك التصرفات الغريبه والتى تحاول هى فهمها فتارة يكون عصبى لأبعد الحدود وتارة يكون رقيق الى أبعد الحدود ثم شرد عقلها فى حديث نهال عندما أخبرتها أن سامر يهتم كثيرا لأمرها .. ليلاحظ هو شرودها المفأجىء وقام بنكزها برفق فوق كتفيها ثم سألها مستفسرا بحيرة : زهرة أنتى شردتى فى أيه؟


أنتبهت زهرة سريعا على صوته الدافىء لتقول بتلعثم : ها لا أبدا مافيش حاجه.

علت فوق ثغر سامر أبتسامه هادئه ثم حرك رأسه بيأس ثم قال بحزم وجديه : طيب يلا علشان أوصلك لشقتك فى طريقى.


حركت زهرة رأسها بنفى ثم قالت برفض : لا معلش أتفضل حضرتك أنت شوف مصلحتك لأنى لسه عندى شغل بعد ماهخرج من هنا. 


ضيق سامر عينيه عليها برفض قاطع ثم أستهل حديثه قائلا بتصميم وحديث لايقبل النقاش فيه: ماعنتيش هتشتغلى فى محل الملابس ده تانى يازهرة عاوزة تشتغلى يبقى فى المدرسه وتكملى تدريس فى المعهد غير كدة لا.


أندهشت زهرة من تحكماته الغريبه لتقول بأمتعاض وضيق : أستاذ سامر ماينفعش طيب والفلوس اللى عليا لحضرتك.


نظر لها سامر بعتاب ثم أجاب عليها بثقه: ياستى أنا مش عاوزهم لو أنتى مستعجله على ردهم أنا مش مستعجل عليهم براحتك خالص.


قطبت زهرة مابين حاجبيها بأستنكار شديد ثم أستطردت لتقول بعند ونفسا عزيزة: لا معلش ياأستاذ سامر لحد هنا لا فلوسك هترجعلك أن شاء الله سواء دلوقتى أو بعد كدة لأنى مابحبش حد يمن عليا بحاجه.


حدق سامر فى وجهها بتعجب ثم قال مؤنبا أياها : أخص عليكى ليه بتقولى كدة لا أنا بجد زعلت من كلامك دة.


تداركت زهرة تسرعها فى ردها عليه بتلك الطريقه لتقول بأعتذار وأسف شديد : أنا متأسفه ياأستاذ ماكنتش أقصد حاجه تزعلك منى بس الحق حق.


زفر سامر متنهدا بيأس من عنادها ثم قام بتغيير مجرى الحديث حيث أجاب عليها بجديه : طيب طيب نبقى نفكر فى موضوع الفلوس دة بعدين ممكن بقى نروح علشان الدنيا بدأت تليل.


قالت زهرة بموافقه على حديثه : ماشى يلا ....خرجت زهرة برفقه سامر من المعهد ثم صعدت بداخل سيارته فى المقعد الخلفى ثم أوصلها هو نحو وجهتها وعقب أن أطفأ محرك سيارته حتى ترجلت هى منها بهدوء ثم دلفت داخل البنايه ومنها نحو شقتها بينما ظل هو يتأملها ويراقبها بعينيه حتى أختفت من أمامه وعندما أطمئن أنها دلفت داخل شقتها بسلام تنهد بأرتياح شديد ثم تحرك بسيارته عائدا بها نحو شقته.

           الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close