أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل السادس والعشرون26 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل السادس والعشرون26 

بقلم ياسمين احمد

ماأن عاد سامر الى بيته حتى قام بألقاء سلسله مفاتيحه فوق منضده السفرة بأهمال وجلس على الكرسى بأرهاق شديد وملامح وجهه كانت تغنى عن أى سؤال لينكس رأسه فى الأرض بخيبه أمل ووضع كلتا يديه فوق وجهه بحزن فقد كان يأمل أن تحل مشكلة زوجته فى الحصول على ميراثها الا أن سفرة لم يثمر بشىء ,,وعلى مقربه منه كانت تقف زهرة تتأمله بلوعه وآسى فقد فهمت أن الأمر لم يجدى نفعا لتقرر الذهاب نحوة ثم أنحنت بجذعها العلوى وطبعت قبله حانيه فوق مقدمه رأسه ما جعله ينتبه ورفع رأسه اليها وظل ينظر لها بأسى وأسف وأستطرد ليقول بيأس وأحباط شديدين. 

 

-: آسف ياحبيبتى علشان معرفتش أجيبلك حقك حتى الأوراق ماطلعتش تخصك. 


جلست زهرة أمامه جاثيه على ركبتيها وأخذت تربت فوق كفه بحنو ومطمأنه إياه قائله بنبرة حاولت جاهده أن تخرجها من بين شفتيها هادئه كى تخرجه من حزنه وبأبتسامتها الساحرة التى ظهرت فوق ثغرها الصغير : سامر أنا قلتلك قبل كده أنت عندى أهم من أى حاجه تانيه وميراثى مش عاوزاة أنا عاوزاك أنت ياحبيبى.


زفر سامر بأحباط وقال بحزم ويقين :ده حقك يازهرة وأنا وعدت نفسى أنى أرجعهولك.


قالت زهرة بعشق :صدقنى ياسامر أنت عندى تسوى كتير أوى ومن غيرك ماتبقاش للحياة أى طعم .


تحركت عين سامر فوق وجه زهرة بعشق حقيقى وسرعان ماضمها الى صدرة بقوة وظل يربت علي ظهرها بحب بضع لحظات معدودة شاعرا أنها ملاذة الأخير وبعد فترة أبعدها عن محيط ذراعيه ورفع وجهها بأنامله وعاد يتأمل ملامحها وطبع قبله رقيقه فوق ثغرها بشوق قاتل ليقول بكل بتأكيد : كفايه كلمه حبيبى اللى طلعت من شفايفك الحلوين دول تسوى عندى كنوز الدنيا كلها ...صمت بضع لحظات وعاد ليقول بنبرة هادئه وحانيه : زهرة من زمان أنا كنت عاوز أسمعها منك وأخيرا أعترفتيلى بحبك فهأعوز أيه تانى أكتر من كده!!


توردت وجنتى زهرة بحمرة الخجل وقالت برقه وبصوت متهدج ومتحشرج من المشاعر التى سيطرت على كل ذرة من كيانها : أنت حبيبى وجوزى وتاج رأسي ربنا يخليك ليا ومايحرمنيش منك أبدا.


طبع سامر قبله فوق رأسها وعاد لينظر اليها بهيام وقال بهدوء: ويخليكي ليا يازهرة عمرى اللى جاى كله .

عاد ليقول بأرهاق وتعب بعد عناء السفر :طيب يلا نطلع سوا فوق وبالمرة أطمن ماما.


ظهرت لمحه حزن على وجه زهرة لفتت أنتباه سامر ماجعل القلق يدب فى أوصاله وتعرقت جبهته بغزارة وزادت دقات قلبه بقوة ليقول بلهفه وخوف :ماما مالها يازهرة حصلها حاجه فى غيابى؟.. بقت صامته ولم تستطع أن تجيب عليه ليعيد عليها الكرة قائلا بنبرة يشوبها بعض الضيق : أتكلمى يازهرة ماما حصل لها أيه!!.


حاولت طمأنته لتقول بنبرة هادئه كى تخفف عنه حده توترة : هى كانت تعبت شويه بعد ماأتحركت أنت بعربيتك علشان تسافر عند عمى فأضطريت أتصل بالدكتور جودت والصراحه مشكور جه على طول وبعد ماخلص كشف عليها لها علاج القلب بالكامل وقال لأزم تروحله المستشفى علشان تفضل تحت رعايته وكمان طلب منى أبقى أبلغك تتصل عليه لأنه محتاج يتكلم معاك ضرورى .


زفر سامر مجددا بأحباط فيكفيه من المتاعب ماتهد منه الجبال ليقوم بتمرير أنأمله بين خصلات شعرة القصيرة ليقول بحزم : حاضر هأتصل عليه بس أطلع الأول أغير هدومى وأطمن على أمى وبعدين أفهم منه كل حاجه.


كان الحزن متملك منه بقوة ليولى ظهرة لزهرة وصعد بخطوات بطيئه مثقله كل هذا كان تحت بصرها لتلحق هى بالصعود خلفه لكنها فضلت أن تراقبه بصمت شاعرة بالآسى حياله ,, أما عنه هو فماأن وطىء بقدمه نحو نحو غرفه حتى أمسك مقبض الباب وفتحه وأشرأب برأسه ليجدها نائمه ويبدو علي وجهها الأرهاق ليدلف فوق أطراف أصابعه ببطء وأتجه صوبها وجلس بجانبها وطبع قبله فوق أحدى وجنتيها وظل يتأملها بلوعه متنهدا بيأس ليقرر تركها ذاهبا الى غرفته وقام بأخراج هاتفه الخلوى وأجرى الأتصال على الطبيب ليجيب عليه الأخير من الطرف الأخر قائلا بكل هدوء.


-: حمدا لله على سلامتك ياسامر .

تحدث سامر بطمأنه : الله يسلمك يادكتور ..صمت ثوان وعاد ليسأل الطبيب مستفسرا منه عن طبيعه ماحدث مع والدته: المدام قالتلى أن ماما تعبت بعد ماسفرت فأضطرت تتصل عليك فأرجوك يادكتور جاوبنى بكل صراحه أمى رجعتلها أنتكاسه القلب من تانى؟


ظل الطبيب صامتا بضع لحظات وسرعان ماتحدث بأستفاضه : هى مش أنتكاسه بالمعنى المفهوم ياسامر لكن هى تعرضت لضغط نفسى رهيب بسبب خوفها عليك ودة سبب لها حاله من ضيق فى التنفس وكان لأزم يتحطلها جهاز الأكسجين علشان تقدر تأخد نفسها بأنتظام بجانب أنى غيرت لها العلاج كله فياريت مشكور تجيبها وتجيلى العياده بكرة أو بعده بالكتير علشان أطمن عليها وبعدين هأكتب تقرير طبى تأخده وتطلع بيه على المستشفى بتاعتى وتعطى التقرير دة لحد من الأطباء اللى شغالين معايا علشان تفضل تحت الملاحظه وبعد ماأخلص كشوفات العياده هأطلع على المستشفى وأخد بالى منها كويس أوى. 


حك سامر منبت شعر رأسه بحيرة متحدثا بضيق : أنا حقيقى فى حيرة جامده يادكتور لأن فى الحاله دى هأضطر أسيب المدام وأخوها بطولهم فى الشقه وأنا مأمنش أسيبهم لوحدهم خصوصا أن أبن عمها سبق وحاول يخطفها مرتين لولا ستر ربنا وبرضه ماينفعش أفضل معاهم وأسيب أمى لوحدها حتى الست نعمه دلوقتى مشغوله ببنتها وساعتها هبقى مابين نارين أنى أفضل مع أمى وأسيب مراتى وعقلى يفضل يودى ويجيب أو أنى أفضل معها وأسيب أمى وبرضه هبقى مش مطمن.


كانت نبرة سامر صادقه نابعه من قلب أنسان محب عاشق حتى النخاع ليقول الطبيب بخفوت : دول هما يومين بس ياسامر .


رغم عدم أقتناع سامر بكلام الطبيب لكنه قال بنبرة ضيق أحتلت كل ذرة منه : برضه يومين كتير يادكتور.


سأله الطبيب عن أيجاد بديل آخر يحل محله للجلوس مع زهرة فى هذين اليومين ريثما يعود بوالدته ليسأله بأستفسار : تعرف حد يكون موثوق فيه يقدر يقعد مع المدام لحد مايخلصوا اليومين دول على خير؟


ظل سامر يفكر حتى جال بخاطرة سها فلربما قد تكون حل مؤقت للمبيت مع زهرة لكنها مازالت فى الشهور الأولى من حملها هذا بجانب أن زوجها سيرفض مثل هذا الحل لأسيما أن زوجته ستبيت خارج منزله ولن يسمح بتعريض حياتها للخطر ليتسلل اليأس داخل قلب سامر وزفر بضيق شديد ثم قال بأحباط .


-: للأسف يادكتور مافيش غير صحبتها سها وأعتقد أن جوزها مش هيسمح أنها تبيت برة بيته وده حقه طبعا....ليجيب تعقيبا على حديثه : خلاص يادكتور طالما هما يومين مافيش مشكله أروح مع أمى وأمرى لله وربنا يسترها بقى ومافيش حد من أهل مراتى يطق فى عقله أو عقله يوزة ويحاول يضايقها أو يخطفها زى المرتين اللى فاتوا.


بعد حديث مطول بين سامر والطبيب أنهى الأتصال وقام بألقاء هاتفه بإهمال ثم ألقى بكامل ثقله علي المضجع وظل ينظر إلى سقف الغرفه بشرود وعقله يقلب فى الأمر يمينا ويسارا حتى أن النوم جفى عينيه ربه أن يلهمه الصواب وأن يحمى محبوبته من كل سوء.

********************************************

بعد مرور يوم كامل عاد حمدان وأبناؤة الى البيت بعدما نجحوا فى حل مشكله محصول القطن وسط دهشه وأستغراب من جانب راويه ونوارة اللأتى ألجمتهم الصدمه عقب عودتهم فلقد عادوا بوقت أبكر عما قال سابقا أن السفر سيستغرق من يومين الى ثلاثه أيام لكن ماحدث كان العكس فلم يستغرق سفرهم سوى يوم ونصف أى عقب خروج سامر من البيت بحوالى عده ساعات ليستقبلوهم بحفاوة وأتجهوا نحو المطبخ وشرعوا بأعداد الطعام فى صمت بينما صعد كلا من حمدان وأبناؤة الى غرفهم كى يبدلون ثيابهم وعقب دلوف حمدان الى غرفته لمح تغير فى وضعيه الحقيبة الكبيرة الموجودة فوق خزنه ملابسه ليساور الشك قلبه وفهم أن واحده من زوجات أبناؤة قد عبثت داخل تلك الحقيبه لكنه مع ذلك لم يعرى للأمر أى أهتمام لأنه يعلم أن تلك الحقيبه لايوجد بها سوى بعض الأوراق التى ليس لها قيمه ولاتسمن ولاتغنى من جوع وبعد فترة عادوا للنزول وجلسوا فى الشرفه الواسعه المطله على الأرض الخضراء المحيطه بالمنزل يتحدثون عن تفاصيل سفرهم حتى أنهت راويه ونوارة الطعام وبدأوا برص الأطباق فوق طاوله السفرة ليلتفوا جميعا حول المائده ,,أما عن راويه فكانت توزع نظراتها الزائغة لهم كل تارة وأخرى بأرتباك شديد بجانب الخوف الذى كان متملك منها فهى تخشى أفتضاح أمرها لكنها حاولت جاهده أخفاء حدة توترها كى لاتثير الشبهات ضدها لكن أحساسها بالخوف كان مضاعف وملفت بشكل كبير لاسيما أن حمدان كان ينظر اليها بين الحين والأخر بنظرات لم تكن مريحه بالمرة ليحمحم بصوته القوى الجهورى والذى أرعبها.


-: أنى مش جولت ميه مرة ياحرمه منك ليها محدش يدخل أوضتى طول ماأنى مش موجود بالدوار أنى لأزما أفهم بجى أنتم ليه مابتسمعوش حديتى من مرة واحده ها؟


حاولت راويه بلع ريقها الذى جف وأصبح مثل الحطب بسبب صوت حماها القوى لتقول بأرتباك وتعلثم : ماهو عمى بعد حضرتك ماسافرت أنت وعواد وعتمان بدأت أنى ونوراة ننضف الدوار كلاته وماكنش ينفع يعنى نسيب أوضتك من غير تنضيف.


نظر لها حمدان بشك وفهم أنها تكذب عليه ليقوم برفع أحدى حاجبيه بأستنكار وهتف ليقول بأستهجان: وهو ينفع بردك يامرت ولدى وأنتى بتنضفى الأوضه عجلك يوزك وفتحتى حاجه مش من حجك؟


شعرت راويه بأن أمرها قد أفتضح ليتشنج جسدها برعب حقيقى وقام عواد بالألتفاف برأسه نحوها وحدجها بصدمه وظل يرمقها بنظرات ناريه وأستنكار بسبب فعلتها ثم باغتها على حين غرة منها وأمسكها من رسغها بقوة وظل يعنفها مرارا دون أن يتركها حتى شعرت هى بألم شديد يسرى فى ذراعها الأيمن ليقول بوعيد :أنطقى ياحرمه بتفتشى فى حاجه مش تخصك ليه؟ أنطقى بدل ماأجطع رجبتك.


قالت راويه بألم ورهبه من زوجها : آه بالراحه ياعواد هتجتم دراعى فى يدك.

زمجر عواد وصرخ فى وجهها بغضب : وأجتم رجبتك كومان لو ماجولتيش ليه عملتى أكده جصدك أيه؟


هتفت راويه وجسدها يرتعد من شده الخوف : أصل وأنى بنضف أوضه عمى لجيت شنطه كبيرة جوى فوج الدولاب والفضول أخدنى أشوف فيها أيه فتحتها وجفلتها على طول بس والله ماعملت حاجه تانيه من وراكم ... أرخى عواد قبضته من فوق رسغها وهم برفع يده للأعلى كى يصفعها وقبل أن ينزل بكفه على وجهها حتى كانت يد والده هى الأقرب له حيث منعه وأمرة بالجلوس على الكرسي وألتزام الصمت رغم نظراته القاتله والمسلطه فوق وجه زوجته ليخيم على الجميع صمت قاتل وبعد مدة لابأس بها قررت راويه التحدث وهى تضع ملعقه الأزر داخل فمها كأنها لم تفعل شيئا ثم سألت حمدان بأستفزاز :ألا جولى ياعمى عملتم أيه فى مشكلة محصول الجطن؟


رغم حاله الأستياء والضجر التى سيطرت على ملامح حمدان بسبب سوء تصرفات زوجه أبنه الأ أنه قال بمنتهى البرود : الحمد لله يامرت ولدى خلصنا المشكل مع المهندس وعلشان أكده رجعنا طوالى أرتحتى عاد ولالسه عاوزة تنبشى ورانا كيف ماعملتى.


أسرت راويه السلامه على نفسها وحاولت تلجيم لسانها كى لا ينفلت بالمزيد ولكى لاتجلب علي نفسها المزيد من المتاعب مع حماها وزوجها لتتحدث بنبرة خافته : لا طبعا ياعمى ماعاش ولا كان اللى ينبش وراكم المهم حمدا لله على سلامتكم نورتم الدار ....لتقوم على كرسيها وأنحنت بجذعها العلوى نحو حماها وأمسكت كفه القوى وطبعت عليه قبله مطوله كى تسلم من شره وشكوكه نحوها وحمدت ربها أن سامر رحل قبل عودتهم وإلا كان سيحدث ما لا يحمد عقباه.


حمدان وهو مازال يساورة الشك بشأن راويه: فى حاجه تانيه مخبياها عنى يامرت ولدى؟


رفعت راويه بصرها نحوة وقالت بتلعثم : لع ياعمى لاحاجه تانيه ولا تالته ربى يخليك لنا مايحرمنا منيك.


كان عواد يرمقها بأحتقار وأشمئزاز ليقول بحنق شديد: عارفه ياراويه لو كنتى بتكدبى علينا هأعمل فيكى أيه ؟ أعتدلت راويه فى وقفتها وأستدارت برأسها نحو زوجها وهى تنظر اليه بخوف ورهبه دون أن تنبت ببنت شفه ليكمل هو بتهديد ووعيد: هجتلك ومحدش يعرف لكى طريج جرة. 


حركت راويه رأسها بنفى وقالت بعدم تبرير : جسما بالله مافى حاجه أكتر من اللى جلتها ياعواد وبعدين أنى هكدب عليكم ليه!! أنى ماليش مصلحه واصل.


صرخ عواد فى وجهها بغضب أعمى حتى أن الدم هرب من عروقها ليهتف بصوت قوى جهورى هز أرجاء المكان : لع كدابه أنتى لكى مصلحه علشان زهرة تأخد حجها بالكامل منا وتفضل على ذمه الواد الخرع اللى أسمه سامر صوح ولا مش صوح يابت الحوفى.


هنا لم تستطع راويه كبت مشاعرها الغاضبه بسبب أستفزاز عواد لتصرخ فى وجهه بغضب: أنت أنسان مفترى لا عاوز تسيب البونيه فى حالها ولاعاوز رحمه ربنا تنزل منك لله ياشيخ.


كاد عواد أن يمسكها من شعرها ويقوم بضربها الا أن حمدان صدح بصوته القوى كى يفض هذا الأشتباك الدائر بين أبنه وزوجته قائلا بمنتهى الصرامه والحزم : بكفاياك منك ليها وجفلوا بجى على السيرة دى.


كان عواد ينظر بشزر وأحتقار الى زوجته وسرعان ماأستدار بصرة نحو والده وقال مستأذن منه بنبرة بدت هادئه. 


-: بوى أنى بكرة ولا بعده بالكتير هتدلى الأسكندريه علشان فى واحد معرفه جديمه أكده ليا عنده مصلحه وكنت طلبت منيه يبجى يجولى لما يخلصها وبعد ماوصلنا الدوار وطلعت أوضتى لجيته بيتصل عليا وجالى أن المصلحه خلصت فروح وأعاود طوالى. 


لم يقتنع حمدان بما قاله عواد ليضيق عينيه نحو أبنه بأستنكار ثم مالبث أن قال بنبرة تحذيريه :أوعك تكون بتكدب أنت كومان ياعواد أو بتفكر تأذى بت عمك لأن لو دة حصل هبجى غضبان عليك ليوم الدين ومش هأسمحك واصل فهمان ولالع .


تحدث عواد بهدوء عكس توتره بسبب لهجه والده الحادة والأمارة: لع يابوى الموضوع ملهوش علاجة خالص ببت عمى دى مصلحه بس أنى هتدلى أستلم منيه حبه حاجات تخص جطعه الأرض بتاعتى وراجع على طول.


رغم عدم أقتناع حمدان الا أنه أوما برأسه موافقا ثم قال بجديه : ماشى الكلام وطالما هتتدلى الأسكندريه خد وأياك عتمان.


عاد عواد ليقول بأرتباك وتلعثم : ها لع لع يابوى مافيش داعى تتعب عتمان خليه مع مرته صدجنى السفر يدوبك رايح جاى ماتجلجش .


شعر حمدان بالشك وتسلل القلق داخل قلبه فهو بات يخشى من تصرفات أبنه وربما فعل ماهو أسوء بأبنه عمه أو حاول خطفها كما فعل فى السابق ليعاود بتضيق حاجبيه بضجر ثم مالبث قال بتحذير : ماشى ياعواد بس ياويلك منى لو عجلك وزك تعمل حاجه أكدة ولا أكدة من ورا ضهرى وأنت فاهمنى طبعا.


أبتسم عواد أبتسامه باهته لم تكد تصل الى عينيه مستهلا قوله بطمأنه: فاهم طبعا يابوى.


أنحنى عواد بجذعه العلوى حتى وصل الى كف والده وطبع قبله خاطفه عليه وأعتدل ثم أستاذن منه الصعود نحو غرفته وأولى ظهرة ثم لأحت فوق ثغرة أبتسامه خبيثه سمجه مثله بينما ظلت راويه تراقبه وقد بدأ الشك يساور قلبها فهى تعلم يقينا أن زوجها عندما يريد تنفيذ شىء ما فلابد أن ينفذة على أكمل وجه مهما كلفه الأمر. 

**********************************

بعد مرور يومين داخل شقه ألهام كانت تستعد للخروج من غرفتها وتسحبت خلسة ثم سارت فى الطرقة المؤديه الى غرفه والدتها بحذر فوق أطراف أصابعها ثم فتحت الباب على مضض لتجد غرفه مديحه فارغه لتزفر بأرتياح بعدما تأكدت أنها غير موجودة لتدلف فى صمت وبدأت بالبحث عن هاتفها لكنها لم تجدة وعندما أعياها البحث أتجهت نحو خزنه ملابس والدتها وفتحتها وظلت تعبث بيديها هنا وهناك حتى وجدته لتقوم بأخذه بين راحه يدها وأحنت جسدها قليلا للأسفل وكورت قبضتها الحرة وأبتسمت بأنتصار وزهو كأنها فازت فى أحدى مسباقات الخيل قائله وعينيها تلتمع بسعادة : Yes أخيرا لقيتك. 

   

لتقوم بوضعه بين طيات ملابسها وخرجت من الغرفه متجهه نحو غرفتها وبدلت ثيابها ووضعت أحمر شفاه نارى فوق شفتيها الصغيرة ثم طبعت قبله فى الهواء وهى تنظر لنفسها فى المرآة نظرة أخيرة والأبتسامه تعلو فوق وجهها وفى نيتها الذهاب الى النادى ومنها الى شقه سامر لكن شقيقها أستوقفها ليسألها وهو فى حيرة من أمرة . 

 

-: رايحه على فين ياألهام؟

أستدارت ألهام نحوة ثم قالت بفتور : رايحه النادى.

أقترب خالد منها وقال برجاء : ماشى ياحبيبتى روحى ومتعى نفسك بس علشان خاطرى متتأخرش لأنى مش عاوز ماما تتخانق معاكى زى المرة اللى فاتت.


هتفت ألهام بتأفف : حاضر عاوز حاجه تانيه!! 

قبلها خالد من أعلى رأسها وقال بهدوء : عاوز سلامتك. 


شعرت ألهام بتسرعها وردها الجاف على شقيقها وأنبت نفسها على ذلك لتستهل قولها بأعتذار : معلش ياخالد مش تزعل منى بس زى ماأنت شايف ماما الأيام دى محبكاها معايا شوتين ولما بتأخر شويه برة البيت تفضل تستجوبنى سين وجيم كأنى مجرمه وبصراحه كده أنا زهقت وبعدين أنا ماكنتش بهرب من جحيم جوزى علشان فى الأخر ألاقى تحكمات كمان من ماما. 


أوما خالد رأسه بتفهم ثم قال لينه : معلش ياهوما ماهو من خوفها عليكى ياحبيبتى وواجب عليكى أنك تستحملى. 


زفرت ألهام بقله حليه لتومئ برأسها وقالت على مضض : أوك ياخالودة يلا سلام بقى يدوبك أروح النادى وأرجع قبل ماما ماترجع علشان مش تسمعنى كلمتين فى جنابى. 


أوما خالد رأسه بتفهم وهو يبتسم لها لتتركه وبعد خروجها من الشقه أتجهت نحو سيارتها وصعدت داخلها وأدارت محركها وأنطلقت بها بسرعه مخيفه,,, وعلى الجانب الأخر كان عواد قد وصل الى الأسكندريه وطمئن نفسه أن خطته تسير بشكل محكم لاسيما أن أحد معارفه مقيم هناك ويعمل تامرجى فى عيادة الطبيب جودت ولأن العيادة كانت خاويه من المرضى فى هذا الوقت فقد كان الطبيب داخل غرفته بالعيادة ويتحدث الى سامر عبر هاتفه بينما كان التامرجى يقف أمام عتبه الباب من الخارج لكنه كان بعيدا نسبيا عن الطبيب وأخذ يسترق السمع الى الحديث بأمعان شديد وبعد أنتهاء المحادثه عاد التامرجى للجلوس على كرسيه ثم أجرى الأتصال بعواد وأبلغه أن الشخص المذكور سيذهب مع والدته فى الساعه المحدده فما كان من الأخير سوى الأنتظار وعقب وصول سامر مع والدته داخل العيادة حتى عاد التامرجى وأجرى الأتصال بعواد وأبلغه بتنفيذ مهمته ليزفر متنهدا بأرتياح وأتجه صوب شقه سامر بعدما وصف له التامرجى العنوان بالتفصيل وعندما وصل أطفأ محرك سيارته ونزل منها ثم لمح ألهام وهى تنزل من سيارتها وتغلقها بأحكام وأولت ظهرها متجهه نحو حديقه المنزل لتتسع عين عواد عن أخرهما بصدمه وقطب مابين حاجبيه بغضب وذهب خلفها بسرعه البرق وباغتيها بأمساكها من أحدى ذراعيها بعنف وأدارها نحوة وهو يرمقها بشزر ظنا منه أنها زهرة فلم يكن على درايه أنها شبيهه لها بينما شعرت ألهام بألم شديد يسرى فى ذراعها بالكامل من شده قبضته لتنظر اليه بأحتقار وضجر وتحدثت بسخط وغضب .


-: آه آه دراعى هأيتخلع فى أيدك سيبنى ياحيوان.

أشتعل الغضب داخل عين عواد ليشدد من قبضته فوق رسغها وصرخ فى وجهها بقوة وحنق : أنى حيوان ماشى هتشوفى دلوجيتى بنفسك أذا كنت حيوان ولالع .


كاد أن يمسك ألهام من شعرها بقبضه يده الحرة لكنها كانت أسرع منه حيث ركلته بكعب حذائها فى بطنه ليتألم عواد وأفلت ذراعها لتدلك رسغها وحدجته بنظرة غاضبه وحارقه ثم قالت بكبرياء وشموخ.


-: أنت أنسان متوحش مبتعرفش تتعامل مع الستات الشيك اللى زيى.


كاد يقترب منها الا أنها رفعت سبابتها نحوة بتحذير وأستطردت لتقول بلجهة حانقه : أذا قربت منى تانى مش هيحصلك كويس فاهم يافلاح أنت.


قطب عواد مابين حاجبيه بغضب وقال بصوت قوى جهورى : بجى أكده ده أنى هطلع عينكى دلوجيتى ومابجاش راجل أبن راجل أما وريتك العين الحمرا يابت عمى.


حدقت ألهام اليه بدهشه وأستطردت لتقول بحده : بنت عمك مين يامجنون أنت؟ أنت فاكرنى واحده بتلعب معاك فى الزريبه بتاعه أبوك؟ 

 

ضيق عواد عينيه بعدم تصديق ليقول بنبرة تهكميه : أيه فاكرانى عبيط أياك بتجولى أي كلام وخلاص علشان تهربى منى بس لع وحياه اللى خلفوكى ماهتجدرى تهربى منى تانى يازهرة. 


عند سماعها أخر كلمه تفوة بها ذلك الأحمق حتى تنفست ألهام الصعداء وأرتسمت على ثغرها أبتسامه خبيثه لتقول بثقه من نفسها : أولا أنا مش بنت عمك وعلشان أثبتلك ده أتفضل شوف أسمى فى البطاقه.أخرجت بطاقتها الشخصيه من حقيبه يدها بحذر كل هذا كان تحت نظرات عواد الغاضبه والمسلطه فوقها ثم ناولته إياها ليقوم بأخذ بطاقتها بحدة وظل يحدق فيها بدهشه فهى بالفعل تشبه زهرة الى حد يصعب على أحد التفريق بينهما ليقوم بحك شعرة بحيرة وقال بعدم تصديق.


-: أنى مش جادر أصدج نفسى معجول الشبه الكبير اللى بينك وبينها دة سبحان الله ده كأنكم فوله وأنجسمت نصين.


أبعدت ألهام خصله متمردة من شعرها وبمنتهى الكبرياء ثم ألتوى فمها بأبتسامه ساخرة مستهله قولها بتهكم:أخيرا أقتنعت أنى مش زهرة بنت عمك وأنى من حظى السيئ أنى شبهها.


أومأ عواد رأسه ببلاهه وعاد ليهتف بحيرة أعقبها شيئا من الشك : إنما جوليلى أنتى جايه ليه أهنة؟ وأيه صالحك ببت عمى؟


حركت ألهام رأسها بأعتراض ورفض ثم عقبت بثقه : أولا أنا هنا مش علشان بنت عمك أنا هنا بحاول محاوله أخيرة أنى أرجع سامر ليا.


أستهل عواد حديثه بغباء وعدم فهم: بردك هرجع وأجول إيه صالحك بسامر ومرته؟


قالت بتصميم وثقه: أنا عاوزة سامر وبس فهمت؟ زهرة بتاعتك دى أشبع بيها ولاحتى أن شاء الله تاكلها مايهمنيش أنا كل اللى يهمنى سامر حبيبى لأنه بتاعى أنا وبس ....صمتت لحظات ثم جال في خاطرها فكرة شيطانيه لتقول بتسرع :بس أنا ممكن أساعدك منها أرجع سامر لحضنى بعد مارفضنى ورفض أنه يرجعلى ومنها زهرة ترجع لك وتبقى حلال عليك كمان ها قلت أيه؟


 سألها عواد بأستفسار : أيدى على كتفك بس جوليلى دة هيتم كيف؟


وزعت ألهام نظراتها يمينا ويسارا كى تتأكد من خلو الشارع من المارة ثم قالت بهمس:تعالى نتكلم بعيد عن هنا لأن الحيطان لها ودان ولاأقولك أعزمنى الأول على الغدا وبعدين هأقولك تعمل أيه.


قام عواد بأخذ ألهام وعزمها فى أحدى المطاعم الشهيرة مجبراً وعقب دلوفهم بدأ هو بسرد كل شيئا عنه وعن طبيعه الصله التى بينه وبين أبنه عمه وبعد أن أنتهى من حديثه بدأت ألهام فى نسج خيوط خطتها الشريرة عن طريق شرحها له أبعاد الخطه من كل الزوايا بينما كان هو يستمع إليها بإمعان وبعد أن أنتهت زمجر بغضب وقال بسخط وتأفف :وليه مايبجاش النهاردة جبل بكرة يابت الناس.


قالت هى تعقيبا على حديثه فرضيه نظريتها :كله فى وقته ياعواد العمليه دى محتاجه تخطيط كويس ومدروس منك ودة مش هيتم بالسرعه اللى أنت متخيلها ده أولا .


سألها بحيرة: وتانى هام؟

قالت بثقه زائده: ثانياً أنت بنفسك لسه حكيلى أنك بلغت الجماعه عندك فى البيت أنك نازل تقضى مصلحه وترجع بلدكم على طول صدقنى ماينفعش المره دى.


قال برجاء: ريحى جلبى وجوليلى بالله عليكى متى التنفيذ؟

أمسكت ألهام كأس العصير الذى كان موضوعا أمامها ورشفت منه رشفه بسيطه بنعومه جعلت عواد يلهث ويسيل لعابه لتهتف بنبرة ثعلبيه ماكرة :أدينى كمان أسبوع وبعدين هتصل عليك أقولك هتعمل إيه بالظبط أتفقنا.


أبتسم عواد بخبث وقال بفخر :تمام ياست البنات.

قالت ألهام بأبتسامه خبيثة :وقبل ماتنفذ اللى قلتلك عليه هنتقابل تانى علشان هأعطيك حاجه تسهل عليك تنفيذ المهمة بنجاح.


نظرت ألهام فى ساعه يدها ثم زمت على شفتيها بأغراء جعلت عواد يذوب مثل الزبد وظل يتفحصها بعينيه مثل الذئب الجائع لتقول هى بصوت أنثوى رقيق :عن أذنك بقى ياعواد لأن الوقت أتاخر ولأزم أروح علشان ماما وأخويا مش يقلقوا عليا .


كادت أن تقوم لكن عواد أمسكها من معصمها برفق وقال بجديه: ماينفعش واحده فى جمالك تروح لوحديتها أستنى هوصلك بعربيتى.


قالت بأعتراض وعلى مضض :لا مافيش داعى أنا هرجع بعربيتى.

هتف عواد بنفى :لع والله لايمكن أنى لأزما أوصلك بنفسى لحد شجتك.

سألته بحيرة : طب وعربيتى هأعمل فيها أيه؟

-: بسيطه أركينها على جنب وأبجى خديها تانى يوم. 


ضربت ألهام بيدها فوق صدر عواد بخفه ثم قالت بتغنج :بس لو ماكنتش تحلف خلاص ياسيدى أتفضل وصلنى .....أولت ظهرها له وسارت بضع خطوات الى الأمام وهى تتمايل بأغراء ليبتسم عواد ببلاهة ثم تحدث بصوت مرتفع جعل كل من بالمطعم ينظرون اليه بأستغراب :يابووووى أهى هى دى النسوان ولا بلاش الله يسامحك يابوى مالجتش غير راويه بت الحوفى اللى تجوزهلى.


أستدارت إلهام برأسها نحوة وحدجته بنظرة ناريه ثم قالت بتأفف : أسكت الله يخربيتك فضحتنى. 


قال عواد بدهاء : أصلك حلوة جوى جوى ياست البنات.

لوت ألهام شدقها بأستهجان ورفض بسبب معاكسته ومغازلتها بتلك الطريقه المقيته لتقول بأزدراء : طب أتفضل قدامى وكفايه غلبه وكتر كلام علشان متأخرش.


خرجت ألهام وعواد من المطعم وفتح لها باب السيارة لتصعد فى صمت بينما وأوصلها هو الى شقتها وعندما أوقف محرك السيارة كى تنزل منها قاطعها قائلا بنبرة هادئه :مع السلامه يادميل.


طبعت ألهام قبله بيدها وأطلقتها فى الهواء ثم قالت بدلال : مع السلامه ياعواد.


وماأن أختفت عن ناظريه حتى خلع عمته من على رأسه وقال بصوت مرتفع :يابوووووى بت الذين دى ملهاش حل سواء هى أو وزهرة صبرنى يارب ..يعنى ياربى يوم ماترزجنى ترزجنى بحرمه أعوذ بالله من لسانها كيف المبرد وتعاملها خشن كيف الرجاله.


أنطلق عواد بسيارته عائدا الى محافظه قنا ... أما عن ألهام فبعد دلفها الى الشقه صعدت نحو غرفه شقيقها وطرقت على الباب ليأذن لها لتدلف على أستحياء وسارت نحوة ثم جلست بجوارة وشردت الى أن أخرجها هو من شرودها بأن ربت فوق كفها بحنو ليسألها بأهتمام.


-:الجميل سرحان فى إيه كدة ياترى؟

وضعت ألهام سبابتها وأبهامها فوق مقدمه وجهها كنوع من التفكير لتسأله بأستفسار :خالد كنت عاوزة منك خدمه ياترى هتساعدنى؟


حرك خالد سبابته نحو عينيه عدة مرات كنوع من الموافقه المبدئيه على طلبها ليقول بجديه :من عينى دى قبل عينى دى أأمرى ياقمر.


سألته على مضض :تعرف حد مضمون شغال فى شركه أدويه يكون عنده تعامل مع الشركات الأجنبيه!!


نظر لها خالد بعدم فهم لكنه أوما رأسه بألايجاب ثم سألها بشك: أيوة أعرف واحد صاحبى الروح بالروح بس ممكن تفهمينى أكتر أنتى عاوزة أيه بالظبط وبتفكرى فى أيه؟


بدأت ألهام تسرد علي شقيقها خططتها لتتسع عين خالد تدريجياً حتى وسعت حدقتيه عن أخرهما بصدمه ودهشة وسرعان ماقطب مابين حاجبيه بضيق وظل ينظر اليها بغضب جم ليقول بحده: أنتى أتجننتى ياألهام أنتى عارفه معنى كلامك دة أيه ؟ دى جريمه فى حق واحده مالهاش أى ذنب غير أنها متجوزة حبيبك اللى مش معبرك أصلا لكن يوصل تفكيرك لدة مستحيل أوافقك تعملى حاجه زى كدة مستحيل.


حاولت ألهام تهدئه حده توترة لتقول له موضحه فرضيه نظريتها :أسمعنى بس خالد أنا مش قدامى حل تانى غير كدة وبعدين هى مش هتموت ولاحاجه دى هتبقى قرصه ودن لها علشان تبعد عن طريقى وعن طريق سامر أرجوك ياخالودة ساعدني ده أنا برضه أختك حبيبتك.


نظر خالد اليها بأستنكار ليهتف بحنق : أنا عارف نهايتى هتكون على أيدك ياألهام.


قالت إلهام محاوله طمأنته : بص ياخالد أنت هتساعدنى من بعيد لبعيد ومش هورطك فى أى حاجه ولعلمك بقى مش أنا اللى هقوم بالمهمة دى فى واحد هيخدمنى ويقوم بيها بدل منى.


نظر اليها خالد بشك رافضا حديث شقيقته جمله وموضوعا ليسألها بضيق :مين الواحد دة؟


قالت له بطمأنه : دة واحد شكله بلدى أوى قابلته النهاردة بالصدفه وأنا رايحه لشقه سامر وعرفت منه أنه يبقى أبن عم زهرة وأنه عاوز يبعدها عن سامر ولما يطلقها هيتجوزها هوه المهم مش هندخل فى تفاصيل أنا عاوزاك تتصل بصاحبك دة وتقوله على المطلوب.


حرك خالد رأسه بيأس وقال بقله حيله:حاضر أمرى لله.


قام خالد بأجراء الأتصال على صديقه مورد الأدويه وطلب منه مخدر معين ليجيب عليه من الطرف الأخر وأخبرة أن مايطلبه منه أمرا شبه مستحيل ومن يفعل ذلك فقد أرتكب جرم عظيم ولايجوز إعطاء مثل هذا النوع من المخدر لأى شخص لأنه يعرض صاحبه للخطر وربما للموت المحقق لكن تحت ضغط من خالد على صديقه أقنعه فى النهاية ثم طلب منه مهله كى يستطيع تدبر أمر هذا المخدر وأنهى معه المحادثه وألقى هاتفه على الفراش وعاد النظر الى شقيقته التى كانت تبتسم بزهو وحماس لأن خطتها تسير على مايرام وعلى وشك التحقق مؤكدا أنها سوف تنجح.

******************************************

بعد مرور يومين عاد سامر مع والدته لأسيما أن الطبيب أخبرة أن حالتها أصبحت مستقرة ولاداعى لبقاءها داخل المشفى لكنه بحاجه لرؤيتها بعد أسبوع أخر لتستقبلهم زهرة بسعادة لا توصف وقالت بأبتسامه وحبور ورقه متناهيه.


-:حمدا لله سلامتك ياماما.

هتفت ثناء بأبتسامه مريحه :الله يسلمك ويحفظك يابنتى.


أسرع رامى فى خطواته متجها نحو سامر وأرتمى فى صدره ليقول بنبرة هادئه يغلفها الأشتياق : وحشتيني أوى ياأنكل.


ضمه سامر اليه بينما كانت عينيه مصوبه بأتجاه محبوبته وقام بتمرير أصابعه فوق شعر الصغير ثم قال بنبرة حانيه : وأنت كمان وحشتنى أوى يارامى.


كان سامر ينظر الى زهرة بأشتياق جارف وهو يتحدث بعيون عاشقه :وحشتنى أوى أوى.


أبتعد الصغير عن محيط خصر سامر وقهقه بصوت مرتفع وظل يحدق فى وجه شقيقته بدهاء ثم غمز لها بطرف عينه وقال بثقه: آه طيب عن أذنكم بقى لأنى حاسس أنى عزول وسطكم وكمان لأزم أطلع أنام علشان ورايا مدرسه بكرة ولازم أنام بدرى علشان أصحى بدرى.


قبل صعود رامى الى غرفته أستوقفته صوت زهرة المنادى عليه قائله له بأمر :مش تنسى تغسل سنانك قبل ماتنام.


أومأ الصغير رأسه بتفهم دون أن ينبت ببنت شفه وصعد نحو غرفته فى صمت لتتجه زهرة صوب زوجها وألقت بنفسها بين أضلعه ليضمها نحو صدرة بقوة وأغمض عينيه بأستسلام شاعرا بالطمأنينه وهى بين أحضانه لكنه شعر فجأة بوخزة وأنقباض فى قلبه لم يعلم سببه وبعد فترة أبعدها عن محيط ذراعيه ليصعدوا الثلاثه وقامت زهرة بإسناد حماتها وأوصلتها إلى غرفتها وأعطت لها الدواء ثم أستأذنت منهم على أستحياء ,,وعلى الجانب الأخر كان سامر يجلس بجوار والدته شارد الزهن لتلاحظ هى صمته وشروده الذى أقلقها لتسأله بحيرة.


-:مالك يابنى فيك أيه من ساعه ماوصلنا وأنا حاسه أنك سرحان ومش مركز خالص قولى بتفكر فى أيه؟


أنتبه سامر ثم قال بقلق وخوف تملك منه :مش عارف ياأمى المرة دى وأنا بحضن زهرة حسيت فجأه أن قلبى مقبوض وخايف عليها أوى مش عارف أشمعنى؟


قالت والدته بمداعبه محاوله أخراجه من قلقه المتزايد والمبالغ فيه من وجهه نظرها :يمكن علشان بعدت عنها يومين بس.


زفر سامر بضجر ليقول بنبرة يشوبها الأختناق الذى لايعلم سببه :مش عارف ياأمى صدقينى بجد مش عارف.


إجابته بطمأنه :سامر حاول تسيطر على أعصابك أنت مش دريان بشكلك عامل أزاى لكن أنا اللى شايفاك ومتفهمة مخاوفك وقلقك الدائم علي زهرة وده حقك طبعا لكنه خوف مبالغ فيه أطرد كل الهواجس اللى فى عقلك دى وقوم غير هدومك وصلى ركعتين لله وأدعى ربنا يحفظهالك.


طبع سامر قبله مطوله فوق جبين والدته وأوما رأسه بأستسلام وأستاذن منها وماأن دلف لغرفته حتى قام بتبديل ثيابه وصلى ركعتين لله أستجابه داعيا المولى أن يحفظ مالكه قلبه وحياته من كل مكروة قد يصيبها لكن يبقى القلق والخوف مسيطرين علي كل ذرة من كيانه حتى أنه لم يذق طعم النوم حتى بدأ الصباح يهل من جديد ليغفو بعد معاناة وليل طويل من الأرق الدائم.

    الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close