أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الاول1 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 
الفصل الاول1 
بقلم ياسمين احمد 
لكل منا ماضيه وتجاربه فى الحياه فمنها ماهو جميل تركت فى نفوسنا أثرا جميلا. 
  
ومنها ماهو سيئ ترك فى نفوسنا حرج لايندمل بسهوله لكن لأبد من التعلم من أخطاءنا وأخذ دروس وعبره كى لانقع فريسه سهله للأوهام وتتكرر الأخطاء من جديد. 
------------------------------------
هنا الأسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط جمالها كأشراقه الندى فى كل صباح بجوها الدفىء الجميل وشواطئها الساحرة التى تسلب الألباب وتبعث على النفس الطمأنينة والهدوء هذا بجانب طيبة وجمال أهلها. 

فى أحدى الشقق الشعبية بحى الأزاريطة تسكن فتاة تدعى زهرة تتمتع بملامح رقيقه تنم عن الطيبة ذو بشرة بيضاء ناصعة وشعر بنى مائل الى الأحمرار لامع كالحرير وعيون بنيه واسعة تسلب الألباب قبل العقول ولديها شفتين صغرتين أشبه بقطع الكرز أنهت دراستها بكلية التربية الموسيقية بدرجه الأمتياز وهذا منذ بضع سنوات فهى الآن تبلغ من العمر 27 عاما.

لديها شقيق يصغرها بحوالى أثنى عشر عاما يدعى رامى يبلغ من العمر 15 عاما طالب بالصف الثالث الأعدادى. 

لديها أب يدعى محمد النجدى يبلغ من العمر 52 عاما ..فى الصباح يعمل عاملا فى بقاله وفى المساء يعمل سائق على سيارة أجرة ,,يدخر كل مايملكه من أجل توفير كل مايلزمهم من أحتياجات أساسيه بقدر أستطاعته ..بالأضافه أنه يملك قلب من ذهب يعشق أبناؤة الى أبعد الحدود حانى وعطوف جدا لم يبخل عليهم بشىء ..أما عن والدتهم فقد توفيت بعد أن أنجبت رامى بسوعيات قليلة وكان لازما على زهرة أن تتحمل المسؤوليه وهى فى سن صغيرة لتحل محل والدتها فى جميع الأعمال المنزلية والأهتمام بوالدها وشقيقها الصغير لتصير الحياة بهم بحلوها ومرها الى أن مرض الأب فجأه وأشتد عليه التعب وهو يعمل ليطلب من رب عمله الذهاب الى بيته كى يستريح على وعد بالعودة فى اليوم التالى....وماأن وطىء بقدمة نحو باب الشقه وهم بقرع الجرس حتى فتحت الأخيرة له الباب وظلت تحملق اليه بدهشة وأستغراب فهى لم تعتاد من والدها أن يعود فى وقت مبكر هكذا ولكن مازاد قلقها عليه عندما رأت وجهه شاحب ومكفهر ويترنح فى سيرة لتقوم سريعا بأخذ أحدى ذراعيه ووضعتها فوق كتفها لأسنادة ثم بعد ذلك قامت بأدخاله نحو غرفته ووضعته فى الفراش ودثرته بالغطاء ثم تناولت بيدها دليل كتيب الأطباء وظلت تبحث بعينيها عن طبيب يأتى للكشف عن والدها الى أن وقعت عينيها بعفويه وتلقائية على أسم طبيب المسالك البولية وهمت بأمساك هاتفها ثم داست بأناملها الرقيقة فوق الرقم وقامت بأجراء الأتصال به ثم طلبت منه برجاء حار الحضور للكشف عن والدها وبعد فترة وجيزة جدا حضر الطبيب ثم دلف الى حيث غرفه الأخير كى يتم الفحص عليه وبعد فترة خرج من الغرفة لتهرول زهرة مسرعه نحوة تسأله عن حاله والدها ليقول لها الطبيب بأستفاضه.

-: شوفى ياآنسة من خلال الفحص المبدىء لحالة والدك مقدرش أقول بالظبط هو بيشتكى من أيه وعلشان نعرف فين مصدر الشكوى أنا كتبت فى الورشته شويه تحاليل وأشاعات لأزم يعملها الأول علشان بنا عليه أقدر أتصرف بعد كدة وأول ماتظهر نتيجة التحاليل والأشاعات تيجى بيها على طول على عيادتى.  

أومات زهرة رأسها بتفهم وأخذت الورشته من يد الطبيب بأيدى مرتعشة وخوفا تملك منها لتبدأ مع والدها رحله الذهاب الى معامل التحاليل والأشاعات لأجراء اللأزم وبعد مضى مايقرب من عشرة أيام ظهرت النتيجة ثم ذهبت لأستلام العينات والأشاعات والتقارير المرفقه بها وتوجهت بها نحو الطبيب فى عيادته الخاصة وسلمتها له يدا بيد ليقوم الطبيب بعدل نظارته الطبية فوق أرنبة أنفه وبدأ بمطالعة كافه التقارير الخاصة بوالدها وعرف مما يشكو لتظهر لمحة حزن عميقه فوق عينيه وقام بتنكيس رأسه فى الأرض بأسى وشبك أصابعه ببعضها فى صمت لتلاحظ الأخيرة ذلك وبعد برهة عاد الطبيب برفع وجهه اليها ثم أجاب عليها بثقه وحزم. 

-: آنسه زهرة أنا قرأت التقارير بتاعه والدك كلها واللى بتأكد مليون فى المائه أنه عنده ورم خبيث فى المثانة ولأزم يستأصل بسرعه لأن الوقت مش فى صالحنا خالص وكل مدى ماالحاله بتتأخر ولو عاوزة تتأكدى من كلامى خدى التقارير للدكتور أسامة عبد المنصف دة أستشارى أورام وغدد صماء هو هيأكدلك نفس الكلام اللى قلته. 

كلمات الطبيب المقتضبه جعل الخوف يدب فى قلب زهرة فهى لن تتحمل أبدا خسارة والدها فى الوقت الراهن ومع ذلك حاولت جاهدة أن تبدو قويه ومتماسكة بقدر الأمكان لتغادر عيادة الطبيب وهى تشعر بأن الدنيا تدور من حولها وأخذت تجر فى قدميها جرا حتى وصلت الى عيادة الطبيب أسامه كى تتأكد منه أكثر والذى أكد لها بدورة نفس حديث طبيب المسالك لتخرج من العيادة وهى شاعرة بالأختناق والضياع ودموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة حتى وصلت الى الحى ومنها الى داخل البنايه ثم صعدت نحو الدرج بأقدام متثاقله وماأن وطئت بقدميها أمام باب الشقة حتى مسحت دموعها بسرعة كى لا يرى والدها تلك الدموع ثم همت بفتح الباب ودلفت الى داخل الشقة ووجهها يغنى عن أى سؤال لتجد والدها جالس بأنتظارها لتبتسم له أبتسامة شاحبه وخافته ثم سألها الأخير بأستفهام. 

-: الدكتور قالك أيه يابنتى؟ 
تحدثت زهرة بشبة أبتسامة ذابلة ووجة شاحب كشحوب الموتى : أبدا يابابا الدكتور قالى أنك محتاج تعمل عملية صغيرة أوى وبعدها هتبقى كويس وزى الفل أن شاء الله.

نظر والدها الى عمق عينيها ولم يقتنع بما قالته أبنته لكنه وجد نظرة حزينة كانت تحاول هى أخفاءها عنه ليقول الأخير بكل تصميم وأصرار : أقعدى جنبى يازهرة علشان عندى كلام مهم لكى. 

جلست زهرة بجوار والدها وهى تستمع اليه بأهتمام شديد ليكمل هو حديثه وهو يربت على كتفها بحنو : بصى يابنتى أنا مش عارف أذا كنت هاعيش بعد العملية دى ولالا. 

شعرت زهرة بأنقباض فى قلبها لتجيب على والدها بتسرع وبنبرة يشوبها الضيق : بعد الشر عليك ياحبيبي ماتقولش كدة تانى ربنا يطول فى عمرك ويخليك لنا.

قاطعته هى كى لايكمل حديثه لكنه مع ذلك أستطرد ليقول بأرهاق : مش تقاطعينى ...صمت لبرهة ثم زفر زفرة مطوله بأحباط وعاد ليستكمل حديثه بنبرة أكثر هدوء : كل اللى طالبه منك أنك تأخدى بالك من نفسك ومن أخوكى كويس آوى لأنكم ملكوش الأ بعض ...عاد للصمت مجددا ثم سحب نفسا عميقا ومن ثم زفزة على مهل وعاد لحديثه بصوت شبه مختنق : أنا عارف أنك شايلة المسؤولية من وأنتى صغيرة بس زى ماقلتلك معرفش أذا كان هيبقى ليا عمر ولالا. 

نزلت بعض الدموع المتجمعه من داخل مقلتيها وقامت من مكانها وهمت بأحتضان والدها بقوة وأغمضت عينيها بألم وحسرة ثم قبلته من أعلى جبينه وقالت بحب : أن شاء الله هتعيش وهترجع زى الأول وأحسن كمان. 

مد والدها ذراعيه الأثنين لها لتقوم هى بالأرتماء بنفسها داخل أحضانة ليضمها هو بدورة الى محيط صدرة وأخذ يهدهد فيها لتستند هى برأسها عند موضع قلبه حتى غالبها النعاس. 
**************************************** 
فى صبيحه اليوم التالى ذهبت زهرة برفقة والدها الى المشفى وهناك تم حجزة حتى موعد أجراء الجراحه له ,,أما عنها هى فقد كانت بجوارة لحظه بلحظه وملبيه كافة طلباته بنفس راضيه ولم تغفل عنه أبدا ,,الى أن جاء موعد أجراء الجراحة وتم أزالة الورم بنجاح كما أنهم أجروا له عملية مسح شامله لمعرفة الى أى مدى قد وصل الورم اللعين فى جسدة ثم قاموا بأرسال عينه منها لفحصها لكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن فللأسف الشديد أزدادت تدهور حاله والدها أكثر فأكثر وأخذت فى التراجع شيئا فشيئا وقبل أن تأتى نتيجة الفحص الأخيرة كان والدها قد فارق الحياة ورحل مخلفا وراءة الكثير من الديون المتراكمه عليه وحزن وصدمه على فراقه حيث لم يعد لها ولشقيقها أى سند فى الحياة بعد موته لتمر عليهم أيام العزاء كالدهر وماأصعبها من لحظات حيث لم يجف الدمع من عين زهرة لحظة منذ رحيل والدها الحبيب لتأتى صديقة عمرها وصباها سها مخففه عنها آلامها وأحزانها وقد نجحت فى ذلك ولكن عندما كان يأتى الليل على الأخيرة كانت تجهش فى بكاء متواصل دون أنقطاع وقلب ينفطر ألما وحزنا على رحيل أحن قلب عليها..وبعد مرور أسبوع جاء التقرير النهائى الخاص بوالدها والذى كان مكتوبا فيه بأن الكنسر قد أستشرى وتملك من سائر جسده بالكامل ما جعل المناعه لديه ضعيفه ولم يتحمل شراسه المرض لتقوم زهرة برفع كفيها نحو السماء مبتهله الى الله وداعيه لوالدها بالرحمة والدعاء له فى كل صلاة ,, وكان لازما عليها الخروج والعمل من أجل الأنفاق على نفسها وعلى شقيقها الصغير وظلت تبحث كل يوم عن عمل مناسب لها الى أن وجدت ضالتها فبعد مرور شهرين من البحث المضنى أشار عليها البعض من صديقاتها الألتحاق بالمعهد العالى للموسيقى العربيه كى تخرج من تلك الحال التى ألمت بها وكانت تلك هى فرصتها الذهبيه كى تنمى موهبتها أكثر فأكثر وهناك تفاجئت بوجود سها لتزداد سعادتها هذا بجانب أنها تعرفت على كثير من الفتيات اللأتى أحبوها بسرعة بسبب طيبه قلبها وعفه لسانها وبعد مرور شهرين أخرين لجأ بعض الموسيقين الكبار لتعزف لهم ألحانا جميله فى سبيل أعطائها مبلغ مالى لابأس به وفى أحدى المرات التى كانت فيها الأخيرة فى المعهد أذ وجدت حاله من الكر والفر من قبل بعض الفتيات مازاد من دهشتها وأستغرابها بسبب تصرفهم الغريب آنا ذاك ولم تستطع تفسير مايحدث من حولها وبينما كانت تقف هى حائرة أذ وجدت سها تهرول بأتجاهها وهى تسحب أنفاسها اللاهثه بصعوبه شديدة لتوجه زهرة حديثها نحو الأولى وتسألها بأستفسار عما يحدث.

-: فى أيه ياسها والبنات مالهم بيجروا كدة ليه؟
تحدثت سها وهى مازالت تلهث بقوة قائله بأنفاس متقطعه: أصل ...أصل الأستاذ الجديد اللى هيدرس لنا البيانو جاى بعد بكرة.

رفعت زهرة أحدى حاجبيها بأستهجان بجانب الحيرة التى تملكتها بسبب حديث سها لتعاود سؤالها مجددا قائله بضيق : طب وأحنا مالنا وماله هو زى أى مدرس بيدرس حصته وخلاص ثم أيه اللى مخوفكم منه أوى كدة؟

أقتربت سها نحو زهرة ثم مالت على أذنيها وقالت لها بهمس: أصل اللى سمعته من البنات أن الأستاذ الجديد كان فى معهد تانى قبل كده وأنه طلب نقله عندنا ده غير أنه عنيد جدا ومايبحبش الدلع ولا الهزار وصارم جدا وصعب التعامل معاة وبيكرة الستات زى عنيه غالبا كده هيخلى أيامنا سودة والظاهر كدة والله أعلم أنه مر بتجربة حب فاشله خلته معقد من الستات كلهم بس عرفت كمان أنه جنتل مان أوى فى نفسه ووسيم جدا.

 قطبت زهرة حاجبيها بأستنكار ثم هتفت قائله بضيق وضجر : سها أحنا هنا علشان نتعلم وبس ثانيا أحنا مالنا بيه كل واحد حر فى طبعه ياستى. 

أستطردت سها لتقول بقله حيله :بصى أنا قلتلك عن اللى سمعته وبس أوك.

عادت الحيرة تتملك من عقل زهرة وعاودت مجددا بسؤال صديقتها قائله بجديه : طب مش يمكن تكون البنات دول منفسنين منه مثلا وعلشان كده بيطلعوا عنه أكاذيب؟ ماأنتى عارفه شغل البنات مابيصدقوا يلاقوا أى مصيبه ويشبعوا فيها لطم ثم أن دخولى المعهد كان علشان خاطر أتعلم وأصرف على نفسى وعلى أخويا مش علشان نرغى ونلت ونجيب فى سيرة الناس..صمتت برهه ثم سحبت نفسا عميقا وزفرته على مهل ومن ثم عاودت لتكمل حديثها بثقه : مش معقول كل كلمه هتتقال هنصدقها ياسوسو وعلى العموم المياه تكدب الغطاس هو جاى بعد بكرة على حسب كلامك أما نشوف كلامهم صح ولا غلط .

تنهدت سها بأحباط ثم قالت بخوف : ربنا يسترها بقى.
كانت زهرة تنظر الى ساعه يدها بأنزعاج شديد بسبب تأخرها عن شقيقها لتستطرد قولها نحو سها بأعتذار : معلش ياسوسو أنا مضطرة أمشى لأن الوقت أتأخر وكمان علشان أقعد أذاكر لرامى شويه يلا سلام ونبقى نتقابل بكرة.

قامت زهرة بلملمه دفاترها وأرتدت حقيبه يدها فى كتفها أستعدادا للخروج من المعهد لتستوقفها صوت سها المنادى عليها لتقول لها بتمهل : أستنى أنا جايه معاكى وربنا يسترها بقى لأن بابا هيسمعنى موشح كعادته بسبب تأخيرى.
**************************************
خرجت سها برفقة زهرة من المعهد مشيرين الى سيارة أجرة كى تقلهم الى بيوتهم لتقوم الأخيرة بأيصال صديقتها نحو بيتها وعقب أطمئنانها على سها أشارت للسائق نحو وجهتها وماأن وصل السائق وأوقف محرك سيارته الى داخل الحى الشعبى الذى تسكن فيه زهرة حتى ترجلت من السيارة بهدوء بينما أنتفض ذلك الجزار السمج من مكانه وظل يرمقها من أخمص قدميها حتى أعلى رأسها بشهوة فهو مالك العقار الذى تسكن هى فيه ودائما مايلاحقها بعينيه أينما ذهبت ليقوم بالأقتراب منها حتى أصبح فى مقابلتها وقام بعدل عمته فوق رأسه وأبتسم لها بسماجه ثم قال بفحيح أفعى لاتليق الأ به.

-: حمدا لله على سلامتك ياست البنات ياللى منورة حتتنا على طول بس ياريت المرة الجايه مش تتأخرى علشان بقلق عليكى آوى. 

رفعت زهرة أحدى حاجبيها بأستنكار شديد وأمتقع وجهها بالغضب لتستهل قولها بنبرة شديدة اللهجه : أولا مش من حقك تتدخل فى حياتى ثانيا بلاش أسلوبك المستفز دة ياعم فوزى أنا مش عيله صغيرة علشان واحد زيك يتحكم فيا عن أذنك ....نظرت اليه من فوق كتفيها بأحتقار ثم أولت ظهرها له وهرولت مسرعه من أمامه ودلفت الى داخل البنايه وصعدت نحو الدرج بخطوات مثقله تنعى حظها العسر فمنذ وفاه والدها وذلك الجزار اللعين يضايقها بحديثه وسماجته أينما تحركت. 

وماأن وطئت بقدميها أمام باب الشقه حتى زفرت بضيق وأحباط ومن ثم همت بفتح حقيبه يدها وأخرجت منها سلسله المفاتيح وفتحت الباب على مضض ثم دلفت وتوجهت نحو الأريكه المتهالكه وجلست عليها ثم وضعت أحدى مرفقيها فوق الوسادة الموضوعه بأهمال وشردت فى الفراغ الذى أمامها وظلت تفكر فى حالها وتتسأل كيف سيكون لقاءها مع هذا الأستاذ العنيد وهل هو بالفعل كارة للنساء كما يحدثون عنه بسبب قصة حب فاشله ؟ ظلت على هذا النحو من الشرود لوقت لأباس به بينما لاحظ شقيقها ذلك ليتوجه صوبها ثم جلس بجانبها ووضع كفه الصغير فوق كتفيها وأخذ يربت عليها بحنو كى يخرجها من صمتها وشرودها ذاك ثم تحدث بهدوء شديد.

-: حمدا لله على سلامتك ياأبله.
أنتبهت زهرة لوجود شقيقها بجانبها لتوجه بصرها نحوه وظلت تداعبه فى شعرة بحنو ثم سألته بأبتسامتها الرقيقه : الله يسلمك يارامى ها خلصت واجبك ولالسه؟

رمقها رامى بحاجب مرفوع وبتأفف من سؤالها المعتاد والمتكرر عليه ثم قال بشىء من التردد : والله ياأبله ذاكرت كل دروسى بس فى بعض المسائل الصعبه معرفتش أحلها لوحدى.

قرصته زهرة من صدغه الأيسر برقه وأخذت تمسد فوق شعرة بحنو وأستطردت لتقول له بمكر : خلاص مافيش مشكله هات المسائل اللى معرفتش تحلها وأنا هأشرحهالك لحد ماتحفظها صم.

أوما الصغير رأسه بتفهم وبأبتسامه خفيفه وأحضر دفاتره بينما ظلت زهرة تعيد لشقيقها تلك المواد العالقه فى ذهنه حتى أنتهت ..بينما قد غالبه النعاس أثناء أعدادها الطعام لتقوم هى بالتوجه نحوه وظلت تربت علي ظهره برفق ليرفرف هو بأهدابه وفتح عينيه بتثاقل لتقوم هى بأسناده حتى أوصلته نحو غرفته ووضعته فى الفراش ودثرته بالغطاء ثم توجهت هى نحو غرفتها وأغلقت الباب خلفها وتمددت فوق الفراش على شطرها الأيمن وشردت مجددا وظلت هكذا حتى وقت متأخر من الليل الى أن داعب النوم جفونها ونامت بعمق أستعدادا لمقابله مدرسها الجديد والذى يهابه الجميع ويعمل له ألف حساب.
************************************* 
بعد مرور يومين.
وعلى الجانب الأخر بعيدا عن الأزاريطة والحى الشعبى المتواضع نذهب الى سموحه تلك المنطقة الراقيه حيث تلك الشقة الفاخرة المكونه من طابقين من المعمار الفخم والأثاث التركى الأصل الذى يخطف الألباب والأبصار ,,تلك التى يسكنها ذلك الشاب ويدعى سامر الحفناوى أبن الموسيقار الراحل زين الحفناوى والذى أتم 30 من عمرة منذ عده أيام حيث كان يجلس فوق الكرسى المرابط للبيانو الخاص بيه فى بهو الشقه يعزف لحنا حزينا وعينيه تتلألأ بالدموع الى أن شاهدته والدته وهو على هذا الحال بينما كان قلبها يتمزق ألما وحسرة على فلذة كبدها الوحيد والذى لم تنجب غيرة لتقبل عليه بأبتسامتها المعهودة وظلت تربت فوق كتفه بحنو بالغ ثم طبعت قبله مطوله فوق شعرة وهتفت قائله له بحب.

-: وبعدين معاك يابنى اللى أنت بتعملة دة مش هيرجع اللى فات أنساها ياسامر وصدقنى بكرة هتلاقى اللى تحبك بجد وتنسيك حبك لألهام.

رفع سامر بصرة نحو والدته بحزن شديد ثم علت فوق زاويه فمه شبه أبتسامه ساخرة وأستطرد ليقول بمرارة ولوعه : ماأظنش ياأمى أنا خلاص كرهت كل الستات بسببها بعد ماأتخلت عنى ده أنا ضحيت بقلبى وعمرى علشانها وفى الأخر سابتنى وأتجوزت غيرى باعت حبى لها برخص التراب ....صمت لبرهة ثم عاد ليستهل حديثه بنفس المرارة وبصوت شبه مختنق : وأنا اللى صدقتها لما قالتلى أنها بتحبنى كانت بتضحك عليا ياأمى كانت بتضحك عليا.

وجهت ثناء حديثها نحو أبنها بكل حزم وأصرار : ودة أدعى أنك تنساها ياحبيبى هى خلاص بقى لها حياتها الخاصه أعتبرها مجرد ماضى وأنتهى وأنت كمان كمل حياتك من غيرها أصلها مش أول ولا أخر واحدة فى الكون كله وصدقنى بكرة هتلاقى اللى تملى قلبك وحياتك حب وتعوضك كل لحظه ألم عيشتها.

زفر سامر زفرة مطوله بأحباط وهو مازال ينظر الى والدته بحزن ليستطرد قوله بأنكسار : تفتكرى دة ممكن يحصل؟
أجابت عليه ثناء بثقه زائده : هيحصل أن شاء الله بس أنت قول يارب.

عاد سامر ليزفر متنهدا بضيق ومن ثم قام من فوق الكرسى المرابط للبيانو وأعتدل فى وقفته ثم قال محاولا تغيير الحديث : يدوبك أمشى بقى علشان ماأتاخرش أكتر من كده خصوصا أنه أول يوم ليا فى المعهد الجديد بعد ماطلبت نقلى المهم دعواتك ياأمى علشان ربنا يفتحها عليا.

أبتسمت له ثناء بود ثم قالت له بقلب راضى مؤمن بقضاء الله وقدرة: داعيه لك يابنى ربنا يوفقك ويفتحها فى وشك قادر ياكريم ....صمتت برهة ثم عادت لتسأله بحيرة : طب مش تفطر الأول يابنى؟ ماهو  مش معقول هتروح المعهد وأنت على لحم بطنك!!

قبلها سامر من أعلى رأسها بحب ثم أستطرد ليقول بنبرة هادئه : معلش ياأمى ماليش نفس أفطرى أنتى علشان تأخدى الدوا بتاعك وأهم حاجه مش تجهدى نفسك فى شغل البيت وخلى الست نعمة تعمل لك اللى أنتى عاوزاة .... عاد مجددا بطبع قبله حانيه فوق جبينها وودعها ثم ذهب الى حيث وجهته.
*****************************************
ماأن وطأ سامر بقدميه الى داخل المعهد حتى عم الهدوء تماما ..أما عن الأساتذة فقد قابلوة بترحاب شديد ,,وعلى الجانب الأخر لم يسلم الأخير من فتيات المعهد ومن غمزاتهم وهمزاتهم نحوة ما جعله يغضب وظل يرمقهم بحدة أصابتهم برهبه شديدة منه الأ زهرة التى كانت تقف فى أخر الصفوف خلف أحدى الفتيات محاوله تجنب النظر اليه وحاولت أن تبدو طبيعيه ومتماسكه قدر الأمكان هذا بجانب أنها لم تكن تعلم أنه بتلك الوسامه والجاذبيه التى تخطف قلوب العذارى لذا بقت صامته تراقب تصرفاته وملامح وجهه المتجهمه عن كثب دون أن تنبت ببنت شفه وأعتزمت من داخلها أن تفتش داخل خباياه ,,أما عن سها فكانت ملاصقه بجوار صديقتها تهمس فى أذنيها وتحدثها بصوت خافت كى لايسمعهم أحد ..أما عنه هو (سامر) فقط حمحم بصوت هادىء ومتحشرج. 

-: أحم لو سمحتو أتفضلوا أقعدو علشان نبدأ بأول درس للبيانو.

جلست الفتيات فى مقاعدهن بمن فيهم زهرة وألتزمن الصمت التام وتلك كانت هى المرة الأولى التى تتلاقى فيها عين سامر بعين الأخيرة لتتسع عينيه بصدمه شديدة فتلك الحسناء التى تجلس فى أخر الصفوف شبيهه بحبيبته الخائنه ماجعله يقوم وبحركه لاأراديه منه بفك رابطه عنقه بعصبيه مفرطه وهو يعقد حاجبيه بأستنكار وأستهجان من الأمر برمته لكنه مع ذلك بدا ثابتا كالصخر ..أما عنها هى فقد أستغربت تلك الحركه التى قام بها عندما فك رابطه عنقه لتهمس فى أذن سها بضيق وضجر. 
 
-: واضح فعلا أننا هنشوف أيام سودة على أيديه. 
نكزتها سها من مرفقها بتحذير كى تسكتها ثم تحدثت بنفس الهمس : زهرة أستهدى بالله كده وأسكتى بدل مايسمعنا ويطردنا من الحصه.

علا صوت زهرة نسبيا وقالت بتأفف وضجر: مايسمع أنا مبخافش حد.
هنا توقف سامر عن العزف تماما ثم رفع بصرة نحو سها وزهرة بوجه ممتعض وقطب مابين حاجبيه بغضب شديد ثم تحدث بحده وحنق: لو سمحتى ياآنسه لو مش هتتعلمى تعملى أحترام لحصتى ولوجودى يبقى تتفضلى من دلوقتى تطلعى برة وماتحضريش دروس تانى تمام.

تحدثت سها بصوت خافت جدا : لامعاك طبعا ياأستاذ .
تحدث سامر بنزق وهو مازال يوجه بصرة نحو زهرة ليقول ببرود : وأظن الكلام موجه لكى أنت كمان ياآنسه....رمقها الأخير بنظرة ساخرة ثم تجاهلها كليا ليكمل حصته مما أثار حفيظة الأخيرة وأقسمت من داخلها على أنها لن تجعل شخص نزق ومتعجرف مثله ينتصر عليها كأنثى أذ أخذت فوق عاتقها أنها ستكسر شوكته وغرورة وتعاليه فى يوم من الأيام.

بعد أنتهاء الدرس زفرت زهرة بأرتياح شديد وقررت الخروج للتنزه برفقة سها فى باحه المعهد وكان بداخلها شحنه غضب شديده وحنق ونقمه على أستاذها المتعجرف على حد وصفها ثم شردت وظلت تفكر فى حيله لأزعاجه وقد قررت من داخلها أنها سوف تفتعل المشكلات معه كى تجعله يمل ويقرر ترك المعهد بمحض أرادته ماجعلت الدهشه والحيرة تتملك من سها بسبب صمت صديقتها الغير مبرر لتربت فوق كتف الأخيرة كى تخرجها من صمتها وشرودها ثم سألتها مستفسرة بحيره. 

-: زهرة..زهرة أنتى يابنتى روحت فين كده؟
أفاقت زهرة من شرودها على صوت سها المنادى عليها لترفع بصرها نحو الأخيرة ثم هتفت قائله بضيق وضجر: أف عاوزة أيه ياسها؟

قالت سها متأففه بسبب علو صوت صديقتها أثناء حصه البيانو : يعنى كان لأزم تعلى صوتك وتقولى أنك مابتخافيش من حد؟ أهو طلع فينا أحنا الأتنين وكان هياكلنا بعنيه أرجوك يازهرة حاولى تمسكى أعصابك شويه بدل مانتفصل من المعهد بسببك.

زفرت زهرة زفرة مطوله بحنق ومن ثم ضيقت عينيها بأستنكار وضجر من الأمر برمته ومعلنه بذلك التمرد وعدم الأستسلام لتقول بصوت مرتفع متعمده بذلك أحراجه : دة أنسان معقد ومستفز جدا أنا مش عارفه هأستحمل رخمته دى لحد أمتى !!! 

قالت سها بأستفزاز نحو صديقتها: الله ماهو أنتى اللى بدأتى يازهرة عاوزاه يعمل أيه يعنى يطبطب علينا مثلا!!

حل الصمت محل الحديث فوق وجه زهرة وظلت هكذا لبضع لحظات معدودة لتحدق اليها سها بأستغراب ثم عاودت بسؤالها عن طبيعه مايدور بخلدها : قوليلى أوام بتفكرى فى أيه؟

ضيقت زهرة عينيها بمكر ودهاء لتستهل قولها بتحدى صارخ : بفكر أطفشه.

حملقت سها فى وجهها ببلاهة وعدم تصديق ثم سرعان ماقهقهت بصوت شبه مرتفع لكنها تداركت خطأها سريعا لتقوم بوضع يدها فوق فاها تكتم ضحكه منفلته صدرت منها بعدما لأحظت أن عدد من الفتيات يحدقون اليهم بأستغراب ثم ألتفتت برأسها نحو زهرة وأستطردت لتقول وهى تزم شفتيها بسخريه : يبقى أنتى ماتعرفهوش كويس.

حديث سها الساخر زاد من سخط زهرة لتقول الأخيرة بأستنكار : أنا مش فاهمة أنتى مالك فرحانه كدة ليه!! وبتتكلمى عنه بثقه زيادة كأنك تعرفيه معرفه شخصيه؟

ظهر الأرتباك جليا فوق ملامح سها ثم قالت بشىء من التردد : لاطبعا معرفهوش معرفه شخصيه ولاحاجه لكن زملاتى اللى كان بيدرس لهم قبل كدة فى المعهد اللى كان شغال فيه كلهم أشتكوا من شدته وحزمه.

لمحت زهرة بعينيها وقوف سامر بالقرب منهم ويتحدث مع أحد الأساتذه بشأن توجيه الفتيات الجدد كى يصير لهم شأن عظيم فى المستقبل القريب بجانب كيفيه التعامل مع بعض المشاغبات واللأتى يؤثرن على باقى المجموعة ممن يهتمون بالموسيقى وأيضا تطوير المعهد بصفه عامه وماأن أنهى الحديث معه حتى بدأ بالأقتراب من سها وزهرة لتقوم الأولى بنكز الأخيرة من مرفقها وهمست بصوت خافت وبنبرة مهزوزة يشوبها الخوف: طب أسكتى بقى لأن أخينا دة جاى ناحيتنا.

ماأن وصل سامر بالقرب منهم حتى تحدث بجديه وبلهجه شديده الحزم : شوفوا بقى ياآنسات يامحترمات أنا مابحبش الهزار ولا الدلع وقت الدرس بتاعى ولو أتكرر الموقف دة تانى صدقونى هأخد منكم موقف مش هيعجبكم خالص وأنا مش حابب أعمل كدة فأرجوكم أحترمونى لحد ماتنتهى حصتى وبعد كدة  أعملوا اللى أنتو عاوزينه واضح كلامى ولاأعيده تانى!!

أعتذرت سها لسامر بتأدب وبدأ الظلام يحل عليهم وعندما هم الأخير بتركهم كى يعود الى بيته أذ ظل يفكر بينه وبين نفسه كيف سيترك فتاتين بمفردهن يذهبن الى بيوتهن فى هذا الوقت المتأخر ليقرر العودة مجددا اليهم ثم تحدث تلك المرة بمنتهى الأدب واللباقه عكس نبرته الغاضبه التى كانت منذ قليل : أتفضلوا أوصلكم فى طريقى لبيوتكم.

أندهشت زهرة من تصرفه الغريب وظلت تتسأل فى نفسها خفيه أمن المعقول أن يكون هذا المتعجرف النزق بداخله قلب طيب لذا ظلت صامته لبعض من الوقت وهى تحملق فى وجهة بأستغراب مما زاد من حيرة سامر بسبب صمتها الغير مبرر ونظراتها اليه ليعيد هو عليهم الحديث مرة أخرى بثبات أكثر.

-: أيه مش ناويين تروحوا ولاأيه؟
نكزت سها زهرة من مرفقها لتنتبه الأخيرة ولم تستطع أن تنبت ببنت شفه بينما أستطردت الأولى لتقول بتلعثم : آآآ ماشى ياأستاذ.

خرجت الفتاتين برفقه سامر من المعهد وصعدوا فى المقعد الخلفى للسيارة دون أى حديث يذكر الى أن أوصل سها الى وجهتها ثم بعد ذلك أوصل زهرة الى داخل حيها لتترجل هى من السيارة بصمت تام ثم توجهت نحو البنايه فى صمت وبدأت بالصعود نحو الدرج بخطوات مثقله حتى وصلت أمام باب الشقه وهمت بفتحه ودلفت على مضض وعندما أطمئن رامى لرؤيتها حتى تنهد بأرتياح وهرول نحوها ثم أرتمى بين أحضانها بقوة لتمسد هى فوق شعرة بحنو شديد ثم طبعت قبله مطوله حانيه من أعلى رأسه لتستهل الأخيرة حديثها بأعتذار .

-: معلش يارامى لأنى أتاخرت عليك شويه بس كان غصب عنى.
رامى وهو مازال متمسكا بشقيقته من ثيابها بقوة ثم قال بأرتياح: أنا قلقت عليكى آوى ياأبله وخوفت يكون حصلك حاجه.

عادت زهرة لتقول بنبرة آسفه : معلش ياحبيبى أوعدك أنها هتكون أخر مرة أتاخر فيها .

تحدث رامى بحب أخوى : ربنا يخليكى ليا ياأبله زهرة ماأتحرمش منك أبدا.
ربتت زهرة على ظهرة بحنو ثم أبتسمت له أبتسامه عذبه وأستهلت حديثها بنبرة هادئه : ويخليك ليا ياأحلى أخ فى الدنيا دى كلها.

كان رامى يحتضن شقيقته بقوة رافضا الأبتعاد عنها قيد أنمله فهى بالنسبه اليه بمثابه الأم والشقيقه معا لتقوم هى بالتمسيد فوق شعرة بحب كى تهدأ من توترة ثم جلست برفقته تلهو وتمرح معه ثم بعد ذلك أعدت لهم وجبه خفيفه وبعد تناولهم للطعام ذاكرت بعض المواد العالقه فى ذهنه الى أن غالبه النعاس لتقوم هى بالتربت على ظهرة برفق ورفرف هو بأهدابه لتقوم زهرة بأخذ يده وأسندته حتى أوصلته نحو غرفته ووضعته فى فراشه ثم أطفأت مصباح الغرفه وخرجت فوق أطراف أصابعها وأغلقت الباب خلفها بهدوء ثم توجهت نحو غرفتها وأغلقت الباب خلفها وأرتمت بنفسها فوق فراشها بأرهاق ثم أغلقت مصباح الغرفه وبعد عده ثوان كانت تغط فى نوم عميق.
**************************************
وعلى الجانب الأخر كان سامر يقود سيارته بشرود يستعيد ذكرياته مع ألهام وكيف أنتهى به الأمر بأن تخلت عنه وأيضا ظهور زهرة وذلك الشبه الكبير بينها وبين حبه القديم وظل على تلك الحال حتى وصل بسيارته الى بهو حديقه منزله ومنها الى الجراج ليقوم بوضعها فى المكان المخصص لها ثم ترجل منها وقام بأغلاق السيارة بأحكام ثم بعد ذلك قام بأغلاق الجراج بشكل محكم وتوجه نحو شقته ثم أخرج سلسله مفاتحه من جيب بنطاله وهم بفتح الباب ودلف على مهل ثم توجه نحو أقرب أريكه له وجلس عليها بأرهاق شديد وقام بخلع حذاؤة وجاكت حلته ثم تمدد فوق الأريكه ووضع يدة خلف رأسه ثم شرد لفترة طويله حتى غالبه النعاس ,,وبعد عدة ثوان من غفوته توجهت والدته نحو الطابق الأرضى لتجده مستغرق بالنوم وقامت على الفور بالمناداه على مدبرة منزلها لتأتى لها الأخيرة على وجه السرعه لتأمرها مخدومتها بأحضار غطاء سرير مناسب لتؤمى لها المدبرة رأسها بالموافقه وأتجهت بخطوات مسرعه نحو الطابق العلوى وبعد عده ثوان عادت للنزول نحو الطابق الأرضى وهى تحمل الغطاء بيدها ثم ناولته للسيده ثناء لتقوم تلك السيده الرائعه بالتوجه نحو أبنها النائم ودثرته بالغطاء ثم جثت فوق ركبتيها أمامه وأخذت تمسد فوق شعرة بحب وظلت تنظر اليه بشفقه ولوعه على حاله ثم سرعان ماطبعت قبله حانيه فوق جبهته وتركته كما هو وصعدت نحو غرفتها وعقب دلوفها الى الغرفه وقفت أمام سجاده الصلاه وبدأت تصلى ثم رفعت يدها الى السماء وبدموع غشت عينيها بآسى ولوعه تدعو المولى أن يريح قلبها وقلب أبنها الوحيد من حاله الحزن التى ألمت به.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close