أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الرابع4 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل الرابع4 

بقلم ياسمين احمد

فى بيت الحاج مصطفى السعدى والد سها كانت عقارب الساعه تشير الى السادسه والنصف مساءا بينما كانت الأخيرة تستعد وتتأهب لمقابله خطيبها حيث قامت بفتح خزانه ملابسها وظلت تبحث عن أفضل فستان لديها لتجد فستان فيروزى أنيق يناسب قوامها الممشوق وحجاب من نفس اللون لتقوم بتبديل ثيابها البيتيه وأرتدت الفستان والحجاب على عجل وبعد أنتهاءها قامت بوضع القليل من (الميك آب) فوق بشرتها الناعمه وأرتدت حقيبه يدها ثم أستعدت للنزول من شقتها لملاقاه أبراهيم فى أحدى المطاعم القريبه بناءا عن طلبه وقبل خروجها من غرفتها نظرت الى المرآه نظرة سريعه خاطفه وشعرت بالرضا عن نفسها ثم خرجت من الغرفه وأستأذنت من والدتها بعدما همت بطبع قبله رقيقه فوق وجنتيها لتقوم الأخيرة بتوجيه حديثها نحو أبنتها بتأكيد ورجاء.


-: سها علشان خاطرى مش تتأخرى برة كتير أنتى عارفه أن أبوكى بيكون موجود فى البيت الساعه 10 وسبق قبل كدة وأتخانق معاكى بسبب تأخيرك لحد الساعه 11 أرجوكى يابنتى مش تعمليلى مشاكل مع أبوكى أحنا ماصدقنا أنه وافق على أبراهيم بعد محايله منا ماشى ياحبيبه ماما.


زمت سها شفتيها بضيق وتأفف من تكرار ذلك الحديث الذى لطالما ألقته والدتها فوق مسامعها لتقول بأمتعاض ووجه عابس: حاضر ياماما مش هتأخر بس أنا عاوزة أعرف هو ليه بابا قارش ملح أبراهيم ...أبراهيم طيب وبيحبنى هو أينعم له تصرفات مش بتعجبنى وبيتأخر عليا ساعات لكن أهو بيحاول يرضينى على قد مايقدر.


زفرت توحيدة زفره مطوله بأحباط بسبب عناد أبنتها لتقول متنهده بضيق: يابنتى أنتى ليه بتحبى تنهدينى على طول كده أتفضلى أنزلى ومش تتأخرى بره وأبقى سلميلى على خطيبك خلاص.


طبعت سها قبله خاطفه فوق وجنتى والدتها وودعتها ثم نزلت من البنايه وأستقلت سيارة أجرة ومن ثم أشارت له نحو وجهتها حتى وصلت الى مطعمها المفضل لتترجل من السياره بهدوء وسارت بضع خطوات قليله ثم خطت بقدميها داخل المطعم وجلست عند أقرب طاوله لها منتظرة مجىء خطيبها ليمر مايقرب من نصف ساعه كامله وهى تنتظره حيث كانت تضع ساعديها فوق الطاوله وكفها فوق وجنتيها وظلت هكذا حتى أصابها الملل والضيق وخيبه الأمل ثم زفرت متنهده بحسرة وأحباط لأنها علمت أنه لن يأتى رغم تأكيده لها أنه سيأتى لتقوم من فوق الكرسى وأعتدلت فى وقفتها وأستعدت للخروج من المطعم وعندما تناولت حقيبه يدها لأرتداءها فوجئت بدلوف أبراهيم الى المطعم ومقبلا نحوها بأبتسامه لاتفارق وجهه ما جعلها تستشيط غضبا وحنقا منه وعندما كانت على وشك أن تهم عليه برد لاذع أذ سابقها هو معتذرا عن سبب تأخرة عنها.


تحدث أبراهيم بأسف وأعتذار شديد : عارف أنك زعلانه منى لأنك أستنتينى كتير أنا آسف ياسوسو بس والله العظيم كان غصب عنى.


شعرت سها بسخونه فى وجنتيها وتخضب وجهها باللون الأحمر وأحتقن بالغضب الشديد بسبب تصرفات خطيبها ثم قالت بأمتعاض : أنت كل مرة تطلعلى بحجه شكل وبتسيبنى ملطوعه بالساعه والساعتين بص ياسى أبراهيم أنا بقول نفضها سيرة أحسن وبلاش منها الجوازة دى خالص طالما مش بتلتزم بمواعيدك.


دنا أبراهيم منها حتى أنه لم يعد يفصل بينهما سوى بعض سنتيمترات قليله وظل ينظر الى عمق عسليتها بعشق ثم أمسك كفها الصغير وطبع عليه قبله رقيقه وأستطرد ليقول بصوت متهدج من المشاعر أتجاهها : وأهون عليكى برضه ياقلبى.


تنهدت سها بضيق ثم تحدثت بعند وكبرياء : أيوة تهون ونص مادامت مواعيدك نص كم وبضطر أستناك كتير وفى الأخر بيكون نصيبى التهزيق من بابا.


عاد أبراهيم للتحدث اليها قائلا برجاء حار : طيب علشان خاطرى أهدى وأقعدى لأن الناس قاعده بتبص علينا أوك.


جلست سها بتأفف وهى ترمق خطيبها بنظرات غاضبه لتستطرد قولها بملل : نعم أدينى قعدت أهو ممكن بقى تفهمنى أتاخرت كدة ليه؟


علت فوق ثغر أبراهيم أبتسامه حانيه ثم تحدث بثقه: أتاخرت علشان أجيبلك دى.


أخرج هو من جيب جاكت حلته علبه قطيفه زرقاء أنيقه ثم هم بفتحها وأخرج منها قلادة ذهبيه ومحبس أصبع من نفس الشكل ثم قام بألبساها أياهم وأجاب بكل المشاعر التى بداخله والتى أحيانا لايعرف كيف يعبر بها عن مقدار حبه أتجاهها ليقول بنبره تأكيديه: بصى أنا عارف أنى مقصر معاكى كتير ونفسى لو أجيبلك الدنيا كلها بين أيديكى بس أهو على قدى بجانب أنك عارفه أنى سيبت الشغل فى مصنع والدى من خمس سنين وبشتغل حاليا محاسب فى شركه كبيرة حتى العربيه اللى أشتريتها مستعمله وبسدد فى أقساطها لحد دلوقتى كل اللى طلبه منك أنك تستحملينى شويه وأوعدك فى أقرب فرصه هأخدك وننزل نشترى العفش وبعد كده نتجوز.


لأنت ملامح سها كثيرا وألتمعت عينيها بالسعاده والدموع فى آن واحد وأخذت تملس بأناملها فوق القلاده والمحبس بسعادة طاغيه لتجيب عليه  بثقه وحب : عارفه ظروفك كلها ياأبراهيم وحاسه بيك من غير ماتبررلى موقفك ...صمتت برهة ثم عادت لتسأله بأستفهام : بس تعرف ذوقك جميل آوى ياهيما والسلسه والمحبس تحفه وشيك جدا ميرسى أوى ياحبيبى لكن كنت حابه أسالك أيه المناسبه يعنى؟


قهقه أبراهيم بملأ فاهه حتى أدمعت عينيه ثم عاد للنظر الى عمق عينيها وغمز لها بمشاكسه ثم أستهل ليقول بعشق : النهارده أحلى يوم فى عمرى وعمرك كل سنه وأنتى طيبه ياحبيبتى ودايما تفضلى منوره عليا حياتى.


أنتبهت سها أن اليوم هو عيد مولدها لتقوم بضرب جبهتها بيدها بيأس لأنها نست تلك المناسبه الجميله بسبب حزنها على صديقتها المقربه الى نفسها لتستهل هى الأخرى حديثها بحب : ربنا يخليك ليا ياهيما وماأتحرمش منك أبدا ياحبيبى.


سألها أبراهيم بأستفسار : توعدينى أنك تستحملينى وتستحملى ظروفى مهما حصل؟


تحدثت سها بوعد : طبعا هستحمل من غير ماتقول بس أنت كمان توعدينى أنك ماعنتش هتتأخر عليا مرة تانيه أتفقنا.


أمسك أبراهيم كفها وطبع عليه قبله مطوله برقه ثم أستطرد ليقول بثقه : أوعدك ممكن بقى كفايه كلام وعتاب لأنى من صباحيه ربنا لغايه دلوقتى على لحم بطنى من غير أكل وبصراحه كدة نفسى مش بتتفتح غير معاكى.


توردت وجنتى سها بحمرة الخجل الشديد وأبتسمت بدلال ماجعل قلب أبراهيم يرقص طربا ثم قام بالمناداه على النادل وطلب منه العديد من الأطعمه الشهيه ..وبعد مدة عاد النادل بصينيه مملؤه بالطعام وقام بوضعه أمامهم ثم أنصرف فى الحال وبعد تناولهم للطعام عاد النادل مره أخرى بكعكه جميله على هيئه قلب كما أمره أبراهيم كهديه وعربون محبه لها مما جعلها سعيده وهذا ماأسعده بدوره وبعد أنتهاؤهم من الأحتفال كانت سها جالسه شاردة تماما ليلاحظ أبراهيم ذلك وقام بالتربت على كفيها بحنو لتنتبه هى سريعا اليه ليسألها هو بحيره.


-: مالك ياسها شردتى فى أيه كدة؟

تنهدت سها بحسره ثم قالت بلوعه : بقالى أسبوع برن على تليفون زهره بلاقيه مغلق وغير متاح ده غير أنى معرفش عنها حاجه حتى لما بروح لها شقتها بلاقيها ضلمه ومحدش بيرد عليا أنا خايفه وقلقانه عليها أوى ياأبراهيم وكل دة بسبب نهال الكلبه اللى أتسببت فى طردها من المعهد...صمتت برهة ثم قالت برجاء حار : أبراهيم ممكن تأخدنى أشوفها؟


رق قلب أبراهيم على حال مخطوبته بسبب قلقها الدائم على صديقتها غير أنها تحمل طيبه قلب ليس لها مثيل وتفرح بأى شىء حتى ولو قليل ليقول لها بطمأنه : والله ماعنديش مانع بس حاولى تتصلى عليها تانى قبل ماتروحيلها وشوفى هترد عليكى ولالا.


قالت سها بحماس: خلاص هتصل عليها أهوه.


أخرجت سها من حقيبه يديها هاتفها الجوال وهمت بأجراء الأتصال على هاتف زهره لأكثر من مره لكن النداء الآلى دائما ماكان يجيبها بأنه مغلق وخارج نطاق التغطيه ما جعل اليأس والقلق يتسرب الى قلب الأولى لكنها أعادت الكره مره أخرى وظلت ترن على هاتف صديقتها دون كلل ولاملل.

*******************************************

فى شقة زهره وبعد طول عناء فتحت هاتفها الجوال لتجد عشر مكالمات وارده من سها وبقت متردده بعض الشىء أتجيب على صديقتها أم لا وبعد ثوان معدوده أتت اليها الرنه الحاديه عشر من جانب الأول والتى هى مصره على موقفها لتستجمع الأخيره شتات نفسها وقامت بالرد عليها.


ألتمعت عين زهرة بالدموع ثم أجابت على سها بصوت شبه مختنق بأبتسامه لم تكد تصل الى عينيها الجميله: أزيك ياسها وحشتينى عامله أيه؟


على الطرف الأخر زفرت سها متنهده بأرتياح شديد بعدما أجابت عليها زهرة لتقول معاتبه أياها: فينك يابنتى بقالى أسبوع برن عليكى وكل مره تليفونك يقولى مغلق وغير متاح ياما للدرجه دى هونت عليكى ماشى يازهره على العموم براحتك وبعدين لو فعلا وحشتك كنتى طمنتينى عليكى بدل ماأنا هتجنن ومش عارفه أوصلك.


أكتسى وجه زهرة بالحزن والأسى لتستطرد حديثها نحو صديقتها بأعتذار: معلش ياسها غصب منى وبعدين ماأنتى شوفتى بنفسك اللى حصل فى المعهد أخر مره الكل صدق كلام نهال بما فيهم العميد اللى رفض يصدقنى حتى الأستاذ سامر فضل ساكت وبقيت أنا المذنبه فى نظرهم.


شعرت سها بالأسى حيال صديقتها لتقول محاوله التخفيف عنها :معلش مش تزعلى..صمتت برهه ثم عادت لتقول ولكن بمزاح كى تخرج صديقتها من تلك الحال التى ألمت بها : بقولك أيه سيبك من المعهد وقرفه وقوليلى عندك مانع تعزمينى على العشاء ولا معندكيش أكل؟


أبتسمت زهرة على دعابه سها لكنها مع ذلك قالت لها بترحيب وبسعادة بالغه : ياة دة أنتى تنورينى ياسوسو على العموم الأكل جاهز ياحبيبتى وأنا منتظراكى.

قالت سها بثقه وتأكيد : خلاص مسافه السكه قدامى بالظبط نص ساعه وهأكون عندك سلام.

****************************************

قامت سها بأغلاق هاتفها الجوال وتنهدت بأرتياح ثم قامت بوضعه فى حقيبه يدها وخرجت برفقه خطيبها من المطعم لأيصالها الى شقه صديقتها وبعد نصف ساعه كانت الأخيرة قد وصلت أمام البنايه التى تسكن بها زهره ليقوم أبراهيم بأطفاء محرك سيارته ثم أستدار برأسه نحو سها وأستهل ليقول لها بحزم: يلا ياسها أطلعى وأنا هستناكى فى العربيه.


حملقت سها فى وجهة بدهشة ثم قالت له بحيره: يعنى مش هتطلع معايا؟

حرك أبراهيم رأسه بنفى ثم قال بنبرة تأكيديه : لاماينفعش ياسها لأنكم بنات وكمان علشان محدش يلسن على صحبتك وأنتى عارفه الناس لسانها عاوز قصه أطلعى أنتى أقعدى معاها على راحتكم وأنا هأفضل فى العربيه ولما تنزلى من عندها هأرجعك بنفسى لحد البيت بس بشرط مش تتأخرى والا حمايا العزيز هينفخنا أحنا الأتنين.


قهقت سها بملأ فاهها بتغنج ليزفر أبراهيم بشوق وظل ينظر اليها بهيام وعشق ثم غمز لها بطرف عينه بعبث وأقترب نحوها لتتلاقى الأعين بنظرات غائمه بالمشاعر حتى أن أنفاسه الساخنه لفحت صفحه وجهها الخمرى الفاتح ثم همس أمام أذنيها بمشاكسه لتتسع عين سها عن أخرهما بصدمه وتوردت وجنيتها بحمره الخجل الشديد وقامت بأبعاده عنها لتستهل حديثها بضيق : على فكرة أنت قليل الأدب بس هه.


لتقوم بفتح باب السياره وماكادت أن تترجل منها حتى سبقها أبراهيم وقام بمنعها حيث أسرع وأمسكها من معصمها بأصرار لتنظر هى الى يده القابضه فوق رسغها بضجر وضيق ليقوم بدوره بأفلاتها لكنه عاد وأمسك كفها الصغير وهم بطبع قبله رقيقه عليه ثم تركها لتترجل سها من السيارة سريعا وهربت من أمامه فى لمح البصر ما جعل أبراهيم يضحك على براءتها تلك ..أما عنها هى فقد كانت تصعد فوق الدرج على عجل وقلبها يخفق بقوه وعشق أتجاه خطيبها وحبيبها حتى وصلت أمام باب شقه صديقتها وهى تلهث من فرط أنفعالها وصعودها لتسحب أنفاسها المتلاحقه حتى أستطاعت بعد عناء وهمت بعدل هندامها ثم همت بقرع الجرس لتفتح لها زهرة ثم أخذتها فى عناق كاسح وبعد السلامات دلفت سها الى شقه الأخيره ثم جلست فوق الأريكه بجانب صديقتها وخيم عليهم الصمت التام لبضع لحظات معدوده دون أن تنبت أى منهما ببنت شفه لتقرر سها قطع هذا الصمت عندما وجهت حديثها نحو زهره بتساؤل : لغايه أمتى هتفضلى حابسه نفسك كدة يازهره ومش عاوزة حتى تردى على حد؟


أكتسى وجه زهره وتخضب بالحزن ثم أنسابت الدموع من فوق وجنتيها بغزارة  وقالت بأحباط وضيق :غصب عنى ياسها صعبان عليا نفسى أن الكل فجأة بقى ضدى...صمتت برهه ثم زفرت زفره مطوله بأحباط وهمت بمسح دموعها بأناملها الرقيقه وأستكملت حديثها بكل كبرياء وحزم : على العموم أنا أشتغلت مدرسه بالحصه فى مدرسة أسمها الأمل وأخر النهار بشتغل فى محل ملابس وأهو الحال ماشى ..صمتت بضع ثوانى ثم عادت لتكمل بسعاده: بس تعرفى أنتى وحشتينى أوى ياسوسو.


أستهلت سها لتقول بأشتياق لصديقتها : وأنتى كمان يازهرة وحشتينى جدا وصعبان عليا أنك مش موجوده معنا..صمتت لبرهة وتغير وجهها وأكتسى بالحزن ثم عادت لتكمل حديثها بآسى : المعهد من غيرك وحش أوى يازوزه وملهوش حس من غيرك من يوم ماسيبته.


علت بجانب زاويه فم زهره شبه أبتسامه ساخرة لتستطرد حديثها بشبه نبرة تهكميه : تقصدى لما أتفصلت ظلم مش سيبته بمزاجى ....صمتت مجددا ثم زفرت بأحباط ثم قالت محاوله تغيير مجرى الحديث برمته: المهم قوليلى أخبارك أيه مع أبراهيم وليه ماطلعش معاكى؟


أشارت لها سها نحو صدرها الذى كانت ترتدى فيه السلسله والخاتم وأبتسمت بحبور وسعاده طاغيه ثم هتفت قائله بحب.


-: ياستى رفض يطلع معايا علشان أحنا بنات مع بعضينا يعنى وكده وماينفعش يكون موجود فى بيت مافيهوش راجل لأنه بيخاف على سمعتنا بس تعرفى يازهره أنا النهاردة بس أكتشفت صفه حلوه وجديده فى أبراهيم لأنه طلع فاكر عيد ميلادى اللى أنا أصلا نسياه وكان طلب منى أستناه فى المطعم ولما روحت هناك فضلت قاعده مستنياه حوالى نص ساعه وأول مادخل كنت هأمسك فى خناقه لكن الصراحه طلع جنتل مان أوى وبيفهم وجابلى السلسه والمحبس دة.


ظهرت أبتسامه خافته لم تكد تصل الى عين زهرة ثم قالت بسعادة من أجل صديقتها : ربنا يسعدكم ويهنيكم ببعض ياحبيبتى.


ضمتها سها نحو صدرها وقامت بأحتضانها بقوة بضع ثوان دون أن تحيد عنها ثم أبتعدت عنها قليلا وقالت بمداعبه : عقبالك ياجميل وعن قريب ويكون شبه الأستاذ سامر.


ماأن نطقت سها أسم سامر على شفتيها أمام زهرة حتى تحولت ملامح الأخيره الى الغضب والأستنكار معا وأمتقع وجهها بالحنق والضيق حتى أحمر بشده لتقول ببرود لاتحسد عليه بعكس مابداخلها من ثورة : أهو سامر دة بالذات لو كان أخر راجل فى الكون كله عمرى ماهوافق عليه.


شعرت سها بتسرعها بسبب أسترسالها فى الحديث عن سامر لتحاول بلع ريقها بصعوبه شديده فهاهى المره الأولى التى ترى فيها صديقتها وهى على تلك الحال لتقول بأعتذار وأسف : آآآ أنا طبعا ماقصدش حاجه والله يازهرة أنا بس كنت بقول يعنى ربنا يرزقك بأبن الحلال اللى يريحك ويسعدك ....صمتت لبرهه ثم عادت لتستكمل حديثها بأبتسامه ماكرة : بس تعرفى الأسبوع اللى فات ده ماكنش بيبطل يبص على المكان اللى كنتى بتقعدى فيه الظاهر كدة والله أعلم حس بتأنيب الضمير.


ظهرت شبه أبتسامه ساخرة فوق شفتيى زهره لتعاود مستهله حديثها ببرود: أنا عمرى ما هأنسى سكوته وأنه فضل ألتزام الصمت عن الكلام ده حتى مادافعش عنى ولاحتى كدب كلام نهال كأنه ماصدق أنى مشيت.


حدقت سها اليها بصدمه وتأكد حدسها أن صديقتها ليس من السهل عليها أن تسامح من يجرحها لتقوم بالتربت فوق كتفيها بحنو وحاولت أن تخفف عنها حزنها وظلت جالسه معاها لفتره من الوقت ثم أستأذنت منها وودعتها بحراره على وعد بالعوده لزيارتها فى وقت لاحق تكون الأمور قد هدأت قليلا وقبل رحيلها طلبت من زهره التريث والتفكير فى العودة مرة أخرى الى المعهد لاسيما أنها ستتوسط للعميد كى يعيدها لكن الأخيرة رفضت وبأصرار لتتنهد سها بيأس وأحباط بسبب عناد صديقتها لتقول الأولى محاوله تغير مجرى الحديث.


-: ماتشغليش بالك بيا ياسها صدقينى أنا كدة مرتاحه وبعيدة عن المشاكل. 

قالت سها بحزن : يعنى دة أخر كلام عندك يازهرة؟

قالت زهرة بأصرار: أيوة ياسها مش راجعة المعهد تانى مهما أتوسطتم .

تنهدت سها بحسره ثم قالت بخيبه أمل : خلاص يازهرة أعملى اللى يريحك. 


فتحت سها الباب كى ترحل لتسبقها زهرة التى قالت بتأنى: أنتى ملحقتيش تقعدى معايا ياسوسو وبعدين أنتى مش وعدتينى أنك هتتعشى معايا؟


تحدثت سها بأعتذار : معلش يازهرة مضطره أمشى علشان بابا مش يتخانق معايا زى المره اللى فاتت وأن شاء الله لنا قاعده تانيه مع بعض.


ودعتها ثم نزلت وصعدت بداخل سيارة خطيبها والحزن يداهمها حاول أبراهيم مرارا وتكرارا التحدث اليها عله يخرجها من تلك الحال لكنه عجز تماما عن ذلك وظل الصمت مخيم عليهم حتى أوصلها الى بيتها وماأن أوقف محرك السيارة أمام بيتها حتى ترجلت هى بصمت دون أن تنبت ببنت شفه وأسرعت بالصعود نحو شقتها بينما ظل الأخير يراقبها فى صمت حتى أختفت من أمامه ليتنهد بدوره بضيق ثم أدار محرك السياره بتأفف وأنطلق بها عائدا نحو شقته.

**************************************** 

كان الحاج مصطفى والد سها قد عاد الى بيته بعد أذآن العشاء وظل يبحث عن أبنته لكنه لم يجدها لتخبره زوجته بخوف وأرتباك أنها ذهبت الى المطعم برفقه خطيبها ليستشيط هذا الرجل الطيب بغضب وحنق وظل يرزع فى الصاله ذهابا وأيابا بتأفف وضجر ثم مالبث أن أقترب من زوجته وأمسكها من معصمها بعنف ثم قال محذرا أياها .


-: لو بنتك مأجتش فى خلال خمس دقايق من دلوقتى هيبقى ليا تصرف تانى معاها هى وسى زفت أبراهيم فاهمانى ياحاجه توحيدة ....وماكاد أن يوشك على أكمال باقى حديثه حتى قرع جرس الباب ليترك معصم زوجته وهرول مسرعا بأتجاه الباب وفتحه ثم قطب مابين حاجبيه بأستنكار شديد وظل يرمق أبنته بنظرات ناريه كانت كفيله بحرقها لتدلف الأخيرة مسرعه وهى ترتجف بشده فهى تعلم علم اليقين بأن أبيها عندما يغضب يثور وربما قد يصل الأمر بحبسها فى البيت ومنعها من الخروج مره أخرى الأ بأذنه لتجلس أمامه على أستحياء وبرهبه شديده ثم نكست رأسها فى الأرض بأستسلام وقالت بصوت خافت جدا.


-: والله يابابا تأخيرى كان غصب عنى لأن أبراهيم عزمنى علشان النهاردة كان عيد ميلادى وبعدها روحت لزهره علشان أطمن عليها لأنها ماكنتش بترد عليا أنا ...أنا عارفه أن حضرتك زعلان منى علشان أتاخرت بس أوعدك والله العظيم هتكون أخر مرة.


هدأ الحاج مصطفى ولأنت ملامحه المتجهمة وتحولت نظراته الغاضبه نحو أبنته الى الهدوء ثم جلس بجانبها وأمسك كفها بقوة وحنو لأنه علم أنها ترتجف خوفا منه ليستهل هو قوله بحنو أبوى خالص : يابنتى أنتى لأزم تفهمى أنى لما بأقسى عليكى وبتخانق معاكى دة خوف عليكى مش تسلط منى سها يابنتى لما تبقى فى يوم من الأيام أم ويكون عندك بنت وتتأخر لحد الساعه 10 أو11 بالليل مع خطيبها أكيد هتقلقى وقلبك هيأكلك عليها ياريت تفكرى شويه فى كلامى ده وعلى العموم كل سنه وأنتى طيبه ياحبيبتى والسنه الجايه تحتفلى بعيد ميلادك وأنتى فى بيت جوزك.


أخرج الحاج مصطفى من جيب جلبابه سلسه ذهب كانت على شكل مصحف ثم قام بألبساها أياها وقبل جبينها بقوة ثم أبتعد عنها وعاد ليستكمل حديثه بنبره هادئه ولينه : ربنا يحفظك يابنتى ويبعد عنك ولاد الحرام وشر الشيطان.


أعتلت السعادة فى وجه سها ونزلت بعض الدموع المتجمعه داخل مقلتيها ثم أمسكت كف والدها وقبلته بحب ودعت له بدوام الصحه والعافيه ثم أستأذنت منه ومن والدتها وتوجهت نحو غرفتها وعقب دلوفها قامت بأغلاق الباب خلفها ثم توجهت نحو خزنه ملابسها وفتحتها وقامت بتبديل ثيابها بثياب مريحه للنوم ثم أتجهت نحو فراشها وألقت بنفسها عليه وشردت بما حدث معها اليوم منذ لحظه لقاءها بخطيبها مرورا بتقديم الهدايا اليها وتذكره عيد ميلادها وحتى ذهابها الى صديقتها العنيده وحتى عودتها الى البيت لتبتسم أبتسامه خافته ثم تثأبت بعناس ورويدا رويدا أستسلمت لنوم عميق.

           الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close