أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الرابع والعشرون24 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل الرابع والعشرون24 

بقلم ياسمين احمد

دقات قلبها المتسارعه تزيد كلما أقترب منها فوقع أقدامه بالقرب منها كان له لحنا خاصا ومميزا لايعرفه أحد سواها بينما ظل يقترب ببطء حتى أصبح خلفها وضم ذراعه حول خصرها ثم مال نحو عنقها وبدأ بطبع عدة قبلات شغوفه على طول عنقها لتغمض عينيها بأستسلام ليزيد هو من قبلاته لتقوم برفع أحدى ذراعيها ولفت كفها الصغير حول رأسه تستمتع لمساته الرقيقه وأنفاسه الساخنه ليقوم بتحريك قدمه اليسرى للأمام وهو مازال محتضنها أعقبها ذلك تحريك قدمها اليسرى فى تناغم شديد فقد كانوا مثل الروح الواحدة كأنهم يعزفون لحنا خاص بهما ثم أدارها نحوة فى حركه مفاجئه حتى أصبحت فى مقابلته وملاصقه له لتتلاقى أعينهم فى صمت بنظرات باسمه عاشقه وقام بأمساك كفها بكفه ويده الحرة قام بمحاوطتها حول خصرها ليرقصها على أنغام موسيقتهم المفضله. 


وفجأة سقط سامر من فوق مضجعه على الأرض وظل يئن من شده الألم بسبب تلك السقطه وعلى الجانب الأخر كانت زهرة تمر فى الطرقه متجه نحو غرفه حماتها لكنها تراجعت عقب سماعها صوت أرتطام جسده لتشهق بفزع وهرولت نحو غرفته وسمعت أنينه لتجد الباب مواربا لتحمحم بحرج وطرقت فوق الباب ثم دلفت لتجده يمسك ظهرة بألم وأتسعت عينيها بصدمه وقلق بدى فوق ملامحها لتهرول بأتجاهه بفزع وجثت على ركبتيها وظلت تمسد على ظهرة بحنو لتقول بقلق بالغ. 

 

-: سلامتك ياسامر قولى أوام أيه اللى حصل؟

قهقه سامر بخفوت رغم ألمه ثم قال بتبرير : أبدا مافيش أصلى كنت بحلم والظاهر ماحستش بنفسى وأنا بتقلب على السرير وفجأة لقيت نفسى هوب على الأرض. 


ألمها رؤيته هكذا لتستهل قولها بحزن : الكابوس أياه صح؟


حرك رأسه بنفى ثم قال بأقتضاب : لا مش هو ....صمت ثوان وعاد ليكمل حديثه بلمحه سعادة ظهرت داخل عينيه : كان حلم جميل أوى أول مرة أحلم بيه ياريته دام مش تشغلى بالك المهم كل اللى عاوزة منك أنك تساعدينى أقوم لأنى حاسس بألم فظيع فى ضهرى .....كان قلقها وتوترها البادى على وجهها دليل على حبها وخوفها عليه ليبتسم من داخله بمكر عكس ملامحه الخارجيه التى كانت تتسم بالجديه ثم قال بصراخ.


-: آآآآه ضهرى يازهرة ضهرى مش قادر أحركه واجعنى أوى.

سألته هى بلفهة : طب قولى أتصرف أزاى؟


كان الألم قد بدأ يقل فعليا حتى أن سامر كان متقبله لكنه مستمتع بقرب زهرة منه ليقرر أستكمال تمثيلته بأن أمسك ظهرة بيده ثم صرخ بتأوة : آآآه ضهرى هيموتنى يازهرة ....حزنت هى لأجله لتقول بقله حيله : علشان خاطرى قولى أعمل أيه؟


هذة المرة قال بجديه واضحه : هتلاقى فوق التسريحه بتاعتى مرهم للكدمات هاتيه وتعالى علشان تدهنيلى مكان الألم .


أومأت رأسها بطاعه وتحركت بخفه كالفراشه متجهه نحو التسريحه وظلت تبحث بعينيها حتى وجدته وعادت الى سامر وساعدته على النهوض ثم أجلسته فوق حافة الفراش وجلست بجانبه لتسأله بأستفسار عن مكان موضع الألم ليقوم هو بأمساك كفها ومرره على طول ظهرة ذهابا وأيابا متعمدا بذلك قربها منه والذى يبعث على نفسه الطمأنينه لتشعر بتماديه فى رد فعله المبالغ فيه وأبعدت يدها عنه ثم قالت بأمتعاض وتأفف . 


: أنت بتهزر صح؟

شعر سامر بتحول ملامحها من القلق الى الضيق ليقول بجديه: متأسف يازهرة لأنى قلقتك عليا هو صحيح ضهرى واجعنى وجع بسيط ومحتمل مش زى ماأنتى متصورة لكن وجودك جنبى طمنى وشوفت اللهفه فى عنيكى الحلوين دول.


أنتفضت زهرة من مكانها بغضب وقطبت مابين حاجبيها بغيظ منه لكنها لم تعقب على حديثه لتولى ظهرها وأبتعدت عنه بمسافه صغيرة ليعاود هو حديثه معتذرا لها بتأدب: علشان خاطرى مش تمشى وأنتى واخده على خاطرك منى.


عادت زهرة لتستدير برأسها نحوة وقالت ببرود : أنا رايحه أطمن على ماما ولما تبطل دلعك أبقى حصلنى لأنها صحيت من بدرى وطلبت منى أبقى أبلغك سلام .


تركته وهى تستشيط غضبا بينما أبتسم هو بخفوت وقام بتثاقل ودلك ظهرة برفق وبعد فترة وجيزة أرتدى ثيابه على عجل وأتجه صوب غرفه والدته وهو مازال يمسك بظهره وماأن رأته زهرة حتى رفعت أحدى حاجبيها بأستنكار ثم أشاحت بوجهها عنه بينما حرك هو رأسه بيأس وجلس بجانب والدته بينما كانت ثناء توزع بصرها فيما بينهم بعدم فهم لتسألهم بحيرة.


-: مالكم ياولاد فى أيه؟ كانت زهرة تحدق الى سامر بغيظ وعدم أقتناع لتسألها ثناء بأستفسار : مالك يابنتى شكلك كدة بيقول أن الواد ده زعلك صح؟


أستدارت زهرة برأسها نحو حماتها وحركت كتفيها بلامبالاة وقالت بنفى كاذب : مافيش حاجه ياماما.


نظرت ثناء الى أبنها الذى كان يمسك ظهرة بألم لتقوم زهرة بالأستدارة بوجهها نحوة وقامت بضرب كف على كف بضجر وأمتعاض وسرعان ماوجهت بصرها نحو حماتها لتقول بضيق : بصراحه ياماما أبنك بيتدلع.


قهقهت ثناء بملأ فاها حتى أدمعت عينيها من كثرة الضحك بينما وجه سامر بصرة نحو زهرة بعتاب وقال بتأفف: طب والله العظيم ضهرى واجعنى مش عارف أنتى ليه مش راضيه تصدقينى.


ضيقت زهرة عينيها فوقه لتقول بعدم أقتناع وبصوت بدى شبه مرتفع : تانى هتمثل!!!


هنا تحدثت ثناء وقالت كلمتها الفاصله كى تسكتهم : بااااس أهدوا كدة ووحدو الله وفهمونى بالظبط أيه اللى حصل.


كانت زهرة تشعر بالضيق أتجاة سامر غير أنها لاتحبذ الحديث والأسترسال فى أمور تراها من وجهة نظرها تافهه ولاتستحق النقاش لتستأذن من حماتها قائله بتلعثم : آآ عن أذنك ياماما أنا هأنزل تحت أساعد الست نعمه فى تحضير الفطار.


أومأت ثناء رأسها بتفهم لتغادر زهرة مسرعه من الغرفه كى يتثنى لسامر الحديث مع والدته وهرولت كى تساعد مدبرة المنزل فى أعداد الطعام وعقب أختفاءها ظلت والدته تنظر اليه بتمعن ولم تعقب ليبدأ الأخير بسرد ماحدث معه منذ مقابله عم زوجته وكيف كان الحديث بينهم فى بدايه الأمر يتسم بالهدوء والمرونه ثم تبدل فيما بعد من جانب عمها بالعنجهية والعصبيه والتعالى عندما سأله عن حق زوجته فى ميراث والدها حيث أخبرة أنها لاتملك شىء وأن من أبلغه بهذا الحديث كاذب ويريد الأيقاع بينهما الأ أنه لم يقتنع وأخبرة بدورة أنه لن يصمت عن حق زوجته ولن يتراجع مهما كلفه الأمر... وعندما أنهى الحديث الخاص بعمها كانت زهرة قد أنتهت من أعداد الطعام وصعدت كى تخبرهم أن الطعام أصبح معدا الا أنها سمعت بالمصادفه سؤال حماتها عن سبب تغير ملامحها.  


-: مش هتقولى بقى أيه سبب زعل مراتك منك؟

قال سامر بجديه : ولاحاجه كنت بحلم حلم جميل وأنا بتقلب على السرير أتهبدت على الأرض وهى لما شافتنى جريت عليا وشوفت قلقها وخوفها ولهفتها عليا فحبيت أخفف عنها توترها ومسكت أيدها ومررتها على ضهرى وفجأة لقيتها كشرت وقامت من جنبى لما حست أنى بتدلع فزعلت وسابتلى الأوضه ومشيت ومن ساعتها وهى واخده منى جنب مش عارف لحد أمتى هفضل صابر كتير أنا بحبها آوى ياأمى ونفسى أعلن جوازنا على الملأ كله ومبقاش خايف من نظرة الناس لنا كل ساعه والتانيه بدل الجواز اللى على الورق المحسوب علينا .


أبتسمت ثناء بود وظلت تربت على ظهر أبنها بطمأنه وقالت بهدوء : معلش يابنى أصبر علشان خاطرى زهرة بنت رقيقه جدا لكن حظها ياحبه عينى قليل ومتنساش أنها يتيمه وملهاش فى الدنيا بعد ربنا غيرك حتى أهلها طمعانين فيها وعاوزين يأكلوها..صمتت برهة وعادت لتقول بأتزان :سامر زهرة بتحبك زى ماأنت بتحبها بالظبط بس هى يعنى خجوله شويه لا قول شويتين تلاته عمرها ماهتبوحلك بحبها لأن من جواها خايفه يجى يوم وتتخلى عنها.  


أتسعت عين سامر بصدمة من حديث والدته ليحرك رأسه برفض وقال بثقه وحزم : أيه الكلام اللى بتقوليه ده ياأمى؟ لا طبعا مش ممكن أتخلى عن زهرة مهما حصل هى بالنسبالى الهوا اللى بتنفسه ومن غيرها حياتى ماتبقاش لها طعم ولاقيمه....سحب نفسا عميقا وعاد ليقول بحزم وأصرار : ده أنا عاوز أرجعلها حقها النهاردة قبل بكرة علشان تثق فيا أكتر أنا عاوزاها زوجه وحبيبه ورفيقه عمرى أشتكيلها همى لما أبقى زعلان أو تعبان وتبقى هى ملجأى وملاذى فى الأخر ..أبكى على صدرها زى الأطفال وتضمنى لحضنها لما تضيق الدنيا عليا عرفتى ليه بقولك لأزم جوازنا يتم فى أسرع وقت لأنى تعبت ونفسى أرتاح ومش هلاقى راحتى غير مع منايا زهرتى الجميله.


كانت زهرة تقف أمام عتبه الباب من الخارج تضع يدها فوق قلبها كى تهدأ من نبضاته المتسارعة الذى كان يخفق بقوة أتجاه زوجها ..سامر ذلك الشاب الطيب الخلوق الذى لن تجد فى شهامته أحد ولو قامت بالتفريط فيه فسوف تندم طيله حياتها لتطرق فوق الباب بتأدب وأذنت لها ثناء بالدلوف وماأن دلفت حتى حمحمت بحرج ونكست رأسها فى الأرض بخجل ليقوم سامر من على الفراش وأتجه صوبها ورفع وجهها بأنامله ليبتسم لها بعذوبه وآة من تلك الأبتسامه الساحرة البشوشه التى تزين ثغرة والتى تأسر قلبها وعقلها فى آن واحد لترتمى فجأة نحو صدرة وتدفن وجهها فيه بقوة ليضمها بحرارة وأخذ يربت فوق كتفيها بعشق ثم قال بنبرة عاشقه. 


-: أنتى مراتى يازهرة ومهما حكيت عنك مش هأقدر أوفيلك حقك أوعدك فى أقرب فرصه أنك تكونى ملكى للأبد بس بعد ماأرجعلك حقك من عمك وأبن عمك الطماعيين دول وأنا ياهما .


زهرة وهى تتمسح بصدرة كقطه صغيرة وقالت برفض خوفا عليه: سامر أنا بوهبلك نفسى من النهاردة وبأشارة واحدة منك لكن لو بتحبنى صحيح بلاش تعرض حياتك للخطر أنت عندى تسوى كتير ولامال الدنيا يعوضنى عنك مش عاوزة ميراثى أنا عاوزاك أنت أنت وبس.


رفع وجهها اليه ثم أطبق بشفتيه فوق خاصتها برقه وبعد لحظات أبتعد عنها قائلا بثقه : وحياة غلاوة عيونك الحلوين دول لبعد كلامك ده هتشوفى أنا هتصرف معاهم أزاى .


كانت والدته سعيده من أجلهم لتنساب الدموع داخل مقلتيها وهى توزع نظراتها بينهم براحه ثم قالت بتأثر : بس بقى ياولاد كلامكم أثر فيا أوى بطلوا بقى لأحسن والله أعيط وأغرقكم دموع.


قهقه سامر وزهرة بملأ فاهم بسبب حديث السيدة ثناء المرح وأتجهوا نحوها وجلسوا بجانبها ثم طبع كلا منهما قبله حانيه فوق وجنتيها كما قامت الأخيرة بوضع رأسها فوق أحدى كتفيها وظلت تربت على ظهرها ثم قالت بحنان : ربنا يخليكى لنا ياماما أنتى الخير والبركه وأحنا من غيرك مش هيبقى لنا أى قيمه أو جود. 


غمزت لها حماتها بطرف عينيها وأستطردت لتقول بمشاكسه : ربنا يخليكى يابنتى يارب وأشوف عوضكم وعن قريب أن شاء الله .


توردت وجنتي زهرة بحمرة الخجل الشديد وأبتعدت برأسها عن كتف حماتها ونكست رأسها فى الأرض ليبتسم سامر على خجلها الدائم والذى أن عكس فأنه يعكس معدنها الأصيل وطبيعتها النقيه الطيبه ليباغتها بأمساك كفها وطبع قبله رقيقه فى راحه يدها لتشهق بصدمه وعضت على شفتيها السفلى وظلت ترمقه بتحذير كى يكف عن تصرفاته الصبيانيه ليجيب عليها بثقه وهو يمرر عينيه فوق وجهها الخجول : أن شاء الله هيحصل يازهرتى قريب أوى هنفرح ببعض وبعدين نفرح بأولادنا.


صمتت زهرة ولم تعقب لأن خجلها كان سيد الموقف ليغير سامر مجرى الحديث كله: بقولك أيه يازهرة هو الأكل مش خلص؟


أومأت زهرة رأسها بالأيجاب لتقول بتأكيد : أيوة خلص .

تحدث اليها برجاء : طيب من فضلك خلى الست نعمه تطلع الأكل هنا ونأكل كلنا مع بعض لأنى نفسى مفتوحه جدا للأكل.


أشارت بسبابتها نحو عينيها أكثر من مرة كأشارة بالموافقه على طلبه لتقول بحنو بالغ : من عينيا ياسامر .


تنهد سامر بأرتياح وقال بعشق : تسلملى عيونك الحلوين يازهرتى .


أسرعت زهرة بالهروب من أمامه فهى لم تعد قادرة على ملاحقتها بعينيه وهرولت مسرعه وبعد فترة صعدت برفقه مدبرة المنزل وهى تحمل صنيه الطعام ووضعتها أمامهم وأنصرفت تاركه أياهم على راحتهم لتقوم زهرة بوضع الصنيه فوق طاوله صغيرة ووضعتها أمام حماتها ليلتف الثلاثه حول تلك الطاوله وبدأوا بتناول الطعام فى صمت بينما كان سامر كل برهة وأخرى يطعم زهرة بيده ما جعلها تخجل بشدة وسط نظرات والدته المبتسمه والمسلطه عليهم تدعو ليلا نهارا أن يجمعهم على الخير ...وبعد أنتهاءهم أستاذن منهم سامر لحظات ونزل الى الدور السفلى ومنها خارج الشقه وأخرج من جيب بنطاله هاتفه الخلوى وأجرى أتصالا بالأستاذ وفيق المحامى طالبا منه مقابلته فى أمر هام وعلى وجه السرعه ليجيب عليه الأخير من الطرف الأخر طالبا منه مهلة كى ينهى بعض القضايا التى بيده... وبعد عده ساعات جاء المحامى وأخذة سامر نحو مكتبه وأغلق الباب خلفهم وتحدث اليه بنبرة هادئه .


-: كنت عاوز أسال حضرتك أزاى أقدر أرجع حق مراتى من أهلها خصوصا أن عمها متعنت يديها حقها الشرعى من ميراث من أبوها اللى كتبوا جدها قبل مايموت؟


قام المحامى بعدل نظارته الطبيه فوق أرنبه أنفه بأحدى أنامله حتى أستقرت فوق عينيه وتحدث بأستفاضه : ده شىء سهل وبسيط جدا ياسامر بس ياترى مراتك معها الأوراق اللى تثبت ميراثها من أبوها !!.. لو معها الأوراق دى تقدر تلجأ للمحكمة والمحكمة بدورها المنوط بيها تقدر ترجع لها حقها عن طريق أستدعاء عمها وسؤاله عن صحه الأوراق دى ومش هيقدر يكدب وهيبقى مضطر أنه يعطيها حقها من غير شوشرة ياأما لو أصر على موقفه المتعنت ساعتها المحكمه هتلزمه أنه يرجع لها حقها غصب عنه أما بقى لو ركب دماغه وخالف القانون بطرق ملتويه فممكن المحكمة تأخد أجراء قانونى ضده وهيبقى برضه مجبر أنه يعطى لها حقها. 


حرك سامر رأسه بأسف وآسى وزفر بأحباط ثم قال بضيق : للآسف ياأستاذ وفيق جميع الأوراق مع عمها وماتملكش ولا ورقه تلجأ بيها للمحكمة.


تحدث المحامى بأسف : للأسف ياسامر المحكمه متقدرش تبت فى أى قضية مهما كانت من غير أوراق ثبوتيه وأنت طبعا أدرى بالقانون فى بلدنا ماشى أزاى فالمدام بتاعتك مش قدامها غير أنها تحنن قلب عمها عليها يمكن مع الوقت قلبه يلين ويعطيها حقها بالتراضى .


أومأ سامر رأسه بخيبه أمل لأنه لايملك تلك الأوراق التى هى سبيل خلاصة من ذلك الزواج الصورى الذى أصبح عبأ ثقيلا عليه وجاثيا فوق قلبه لكنه عاهد نفسه أن يسعى وبكل ماأوتى من قوة كى تنول زوجته ميراثها عاجلا غير أجلا.

**********************************************

فى المساء وفى شقه أبراهيم كانت سها ممدة فوق المضجع تضع يدها فوق بطنها المسطحه وزوجها ممد بجانبها ثم فجأه صرخت متأوهة لينتفض بفزع من نومته ونظر اليها بقلق بالغ ثم سألها بلهفة . 


-: مالك ياسها فى حاجه تعباكى؟

حاولت سها طمأنته ثم هتفت بتأفف بسبب الوقت القصير الذى يقضيه زوجها معها فى اليوم : مافيش حاجه ياأبراهيم أبنك بس خبطنى خبطه جامده أوى فى بطنى.


حدجها أبراهيم بنظرة مطوله تحمل الأستهجان ليرفع أحدى حاجبيه بضيق وقال بسخريه محاولا تقليدها : أنت بتهزرى صح ؟ قال أيه أبنك خبطنى خبطه جامدة أوى ده على أساس أنك فى الشهر السابع أو التامن مثلا؟ ده أنتى لسه يدوبك حامل فى شهر وأسبوع ..سها بطلى دلع. 


مررت سها أناملها بدلال فوق وجنتيه وطبعت قبله رقيقه على صدغه الأيمن ثم قالت بتغنج : ياراجل بدلع عليك ماأنا مش بشوفك غير بالليل لما بترجع من البنك وبتكون تعبان وهلكان ومش فاضيلى ..وبعدين يعنى لو ماأدلعش عليك أنت أمال هأدلع على مين. 


تحدث أبراهيم بنبرة ساخرة : طب وسعى شويه كدة ياشاديه أقصد ياسها علشان فكرتينى بمشوار مهم لأزم أعمله ضرورى. 


قالت سها بأمتعاض : حبك يعنى ياأبراهيم ؟ أنت عارف الساعه كام دلوقتى؟ دى داخله على عشرة بالليل هتنزل أمتى وترجع أمتى؟ وبعدين الجو برد جدا وأخاف عليك لتأخد دور برد دة غير أنى بخاف أقعد ساعتين على بعض لوحدى وأنت مش موجود. 


أزاح أبراهيم عنه الغطاء وقام على عجل بتبديل ثيابه ثم عقد رابطه عنقه وأستدار برأسه نحوها ليهتف بكل جديه وحزم : أنتى ناسيه أنى عليا فلوس للأستاذ سامر ولأزم أرجعهم له؟


قالت بتردد : يعنى مش ممكن المشوار ده يتأجل لحد لبكرة ؟


حرك أبراهيم رأسه بنفى وقال برفض : ماينفعش ياحبيبتى يتأجل أكتر من كده كفايه أن الراجل كتر ألف خيرة بقاله 3 أسابيع صابر عليا وبصراحه تعبت أنى يبقى عليا دين فى رقبتى لحد وكل يوم أقول بكرة ويجى بكرة وأكسل على العموم هى ساعه زمن أروح أرجعله الفلوس وهأرجع على طول تحبى أجيبلك حاجه معينه وأنا جاى؟ 


تحدثت سها بدلال : آه عاوزة أكل فسيخ نفسى هفانى عليه أوى وأنت أدرى بقى بشهور الوحم وأبنك طالع طفس ...قهقهت ببراءة وعادت لتكمل بتأكيد: آة وكمان ماتنساش تجيب بوكيه ورد وشيكولاتات كتيرة وشيبسى والذى منه.


ضيق أبراهيم عينيه فوقها بأستهجان ليقول بنبرة ساخرة يشوبها الضيق: أنا عاوز أفهم بس هى شهور الوحم دى غريبه كدة ليه؟ فسيخ وشيكولاتات وشيبسى كله مع بعضه طب هتكليهم كلهم أزاى ؟ ناقص كمان تأكلى بوكيه الورد.


تغاظت سها من حديثه الساخر لتتحدث بتسرع وعصبيه مفرطه : أنت باصصلى حتى فى اللقمه اللى هأكلها ماشى ياأبراهيم.


جثى أبراهيم أمامها وربت فوق كتفيها محاولا تلطيف الأجواء وظهرت فوق ثغرة أبتسامه هادئه وتحدث بنبرة لينه: لا حبيبتى كلى كل اللى هواكى فيه حاضر من عينيا وأنا راجع هأجيبلك الطلبات كلها ...أعتدل أبراهيم فى وفقته بعدما طبع قبله رقيقه فوق جبهتها وودعها وأولى ظهرة متجها نحو باب الغرفه وفتحه ولكن قبل خروجه تمتم بصوت خافت ضعيف : ربنا يسترها وماتكلنيش أنا كمان ..لكن من سوء حظه أنها سمعته وهو يتمتم بتلك الكلمات لتقول وهى تلوى شدقها بسخريه : بتقول حاجه ياحبيبى.


أستدار برأسه نحوها وقال بسماجه وهو يبتسم لها أبتسامه بلهاء علت فوق ثغرة : أبدا ياروحى كنت بأقول من عينيا الأتنين دول.


تراجعت سها بظهرها للخلف مستنده بجسدها فوق الوساده بأراحيه شديده وغمزت له بطرف عينيها مجيبه عليه بأستفزاز : آة بحسب بتقول حاجه تانيه.


زفر أبراهيم بضيق وقال بأحباط : لا تانيه ولا تالته أنا رايح مشوارى ومش هتأخر سلام.


تركها أبراهيم وهو فى قمه سخطه بسبب متطلباتها الزائده منذ أن علمت بحملها بينما كانت سها سعيده لأن زوجها رغم عصبيته الأ أنه يحبها ويسعى جاهدا لأرضائها داعيه ربها أن يدوم ذلك الحب فيما بينهم ويبعد عنهم كل مايمكن أن يعكر صفو تلك العلاقه الجميله المبنيه على التوافق والحب والأخلاص.

*****************************

خرج أبراهيم من شقته متجها الى شقه سامر وعقب وصوله نزل من السيارة وسار بضع خطوات حتى وصل أمام الباب ليهم بقرع الجرس وفتحت له مدبرة المنزل الباب ليطلب مقابله سامر على عجل وبعد عده دقائق أتى الأخير اليه وأعطى له أبراهيم المبلغ المستحق عليه رغم رفضه أخذ المال منه وقال له أن سداد المبلغ على أقل من راحته الا أنه رفض وبأصرار وقام بتسديد المال لسامر كى لايكون مدان لأحد ثم شكرة بأمتنان شديد على وقوفه بجانبه فى محنته ثم صافحه بحرارة وودعه وزفر بأرتياح أنه أنهى هذا الثقل الجاسم من على أكتافه وبعد خروجه من شقه سامر أتجه الى المول الكبير وأشترى كافه ماطلبته منه زوجته وعاد الى شقته ووضع أمامها كافه الأطعمه التى طلبتها وسط سعاده سها شاكرة ربها أنه أكرمها بزوج محب طيب وحنون يلبى لها ماتريد قدر أستطاعته .

*******************************************

بعد مرور يومين دلفت أمراة فاتنه جميلة ممشوقه القوام الى البنك الذى يعمل به أبراهيم حيث أتجهت اليه وطلبت منه خدمتها فى أنهاء بعض الأوراق الخاصه بها والمرتبطه بالبنك حتى يتثنى لها التعامل بكل سهوله ويسر ليومئ لها الأخير موافقا على لطلبها لكن الغريب والمدهش فى الأمر أن تلك المرأة أستطاعت نصب شباكها عليه أذا أنها ومنذ أن وطئت بقدميها داخل البنك ووقع بصرها على أبراهيم حتى أعجبت به منذ الوهله الأولى لاسيما أنه شاب أنيق فى ملبسه فى ملامحه التى تبدو وسيمه هذا بجانب رؤيتها فى تعامله مع العملاء بأحترام وتعامله معها بلباقه ما جعلها تنجذب اليه ودأبت على الذهاب يوميا الى البنك بأى حجه كى تراه وتجلس معه أطول فترة ممكنه لكن أبراهيم فهم ماترمى اليه لذلك لم يعيرها أدنى أهتمام حيث كان يلبى كل ماتطلبه فى صمت دون الأنجرار الى أهواءها ما جعلها تشعر بالحنق والضجر بسبب عدم أستجابته لها وفى أحدى المرات أستغلت ذهابه الى دورة المياه الخاصه بالرجال وألتمعت عينيها بمكر وخبث وجالت فى عقلها فكرة شيطانيه عندما شاهدت المنديل الخاص به ملقى على الأرض عندما وقع من جيب سترته دون أن ينتبه حيث أسرعت بميل جذعها العلوى وأخذت المنديل بخفه يد ومهارة فائقه ووضعته داخل حقيبه يدها بعدما تأكدت أن الكل مشغول بعمله لتتجه الدور العلوى حيث توجد دورة مياه خاصه بالسيدات لتغلق الباب على نفسها بأحكام بعدما أبتعدت عن كاميرات المراقبه التى كانت موجودة فى كل شبر من البنك ثم أخرجت من حقيبه يدها زجاجه مخدر صغيرة وفتحتها وبللت المنديل بنقاط خفيفه منه وعادت ووضعت المخدر والمنديل فى الحقيبه كأن شيئا لم يكن ثم نزلت وهى تزفر بأرتياح شديد عندما تأكدت أنه لم يخرج من دورة المياه وعادت للجلوس فوق الكرسى واضعه ساق فوق الأخرى بأراحيه وفتحت الحقيبه ووضعت منديله فوق سطح مكتبه بهدوء وعندما شاهدت خروج أبراهيم من الحمام أسرعت بأخراج هاتفها الجوال وظلت تعبث فوق أزرارة كأنها مشغوله ليتجه نحوها وحمحم بحرج وأعتذر لها على تأخرة بسبب أصابته بوعكه خفيفه لتومئ رأسها بتفهم وبدأ بأنهاء متطلباتها وشكرته وودعته وعقب خروجها من البنك أبتسمت كالأفعى بعدما تأكدت أن خططتها تسير على قدم وساق وبعد عدة دقائق بسيطه أخذ أبراهيم يسعل بشدة وأمسك المنديل وقربه من أنفه يمسحه بعد العسال لكن بعد ثوان شعر أن الرؤيه أصبحت مشوشه وبدوار وعدم أتزان غير قادر على بذل مجهود ليتجه غرفه المدير وهو يترنح وماأن دلف حتى طلب منه الأستئذان للعودة الى بيته لأنه يشعر أنه مريض على وعد أن يأتى فى اليوم التالى وهو فى قمه نشاطه وعلى الرغم من دهشه مدير البنك بسبب ملامح أبراهيم الشاحبه الا أنه وافق على طلبه دون تردد وماأن خرج من البنك حتى قام بأمساك الجسر الذى بين عينيه بأرهاق بينما كانت تلك المرأة اللعوب تصطف بسيارتها على مقربه منه ..أما عنه هو فقد شعر أنه على وشك فقدان وعيه لتنزل من سيارتها مسرعه وأتجهت اليه وأسندته وجعلته يصعد معها داخل السيارة وأنطلقت بها بسرعة مخيفه وبعد عده ساعات متواصله فتح أبراهيم عينيه بصعوبه وتثاقل ليجد نفسه مغطى بملأة سرير وجسده يرتجف تحت تلك الملأة وعقب أستعادته كامل وعيه حتى أتسعت عينيه عن أخرهما بصدمه عندما تأكد أنه داخل قسم الشرطه هو وأكثر من رجل وأمراة بينما كان يوزع بصرة نحوهم بأعين زائغه ولم يفهم طبيعه مايحدث من حوله حتى وقعت عينيه على تلك المرأة اللعوب حيث كانت تقف هى الأخرى وجسدها مغطى بملأة السرير ليستدير برأسه نحو الضابط الذى كان يأخذ أقوالهم واحد تلو الأخر بحزم ليقول أبراهيم بعدم فهم.


-: ياحضرة الظابط أنا هنا ليه ومين دول؟ 


نظر الظابط اليه بأستهجان وأستنكار ثم قطب مابين حاجبيه بغضب شديد ليقول بنبرة حاده : أنت متهم أنك بتروح بيوت دعارة وبتمارس الرذيله مع  الست دى ...ليشير بسبابته نحوها وأكمل حديثه بنفس نبرته الحاده : وأنت بتساعدها على كده ولما أقتحمنا الشقه المشبوهة لقيناك أنت وكذا واحد داخل الشقه وجنبكم ستات مش تمام وعملى كظابط أنى أحطكم داخل التخشيبه لحد ماتتعرضوا على النيابه بكرة علشان تكونوا عبرة لأمثالكم.


عقب أبراهيم على حديث الضابط بنبرة يلمؤها الضيق :ياحضرة الظابط أنا محاسب شريف وطول عمرى راجل مستقيم متجوز ومستقر فى حياتى وليا شأنى ومركزى وسمعتى طيبه بين زملائى فى العمل مش ممكن أوصل نفسى لمستوى الأنحطاط دة ولو مش مصدقنى حضرتك ممكن تسأل عنى مدير البنك اللى بشتغل فيه.


نظر اليه الضابط بأزدراء وأتعدل فى جلسته وقال بأستخفاف : هيحصل بس لحد مايتم ده هتفضل منورنا فى التخشيبه وياريت تقوم محامى بالدفاع عنك ولو أنى شايف أن التهمه لابساك لابساك.


أوما أبراهيم رأسه بقله حيله ليأمر الضابط العسكرى بوضع جميع الرجال داخل الزنزانه ريثما يأتى عرضهم على النيابه العامه وقبل ذهابه مع العسكرى أتصل بسامر لنجدته ليجيب عليه من الطرف الأخر وطمأنه أن كل شىء سيسير على مايرام وعليه أن يهدأ ريثما يتصل بالمحامى وبعد أنتهاء المكالمه بينهما أتصل سامر بوفيق المحامى وأبلغه بكل ماحدث لأبراهيم وسرد عليه أبعاد تلك القضيه الشائكه ليطمئنه المحامى أنه سيخرج (أبراهيم) من تلك القضيه الحساسه مثل الشعر من العجين وعقب أنهاؤة المكالمة مع المحامى جاء من خلفه صوت زهرة لتسأله بحيرة.


-: فى أيه ياسامر ومين ده اللى دخل السجن؟

حانت منه ألتفاته برأسه نحو تلك الجميله الواقفه خلفه ليزفر سامر بقله حيله وقال بأسف : أبراهيم مقبوض عليه. 


أتسعت عينيها بصدمه ثم سألته بأقتضاب : أشمعنى!!

تحدث شارحا لها الأمر لتتسع عينيها أكثر فأكثر بذهول ثم قالت مستفمهه : طب وهو ماكنش يعرف أن الست دى بترمى شباكها عليه؟


حرك سامر رأسه بعدم معرفه وقال بحيرة : علمى علمك يازهرة يمكن يكون كان عنده خلفيه بس ماكنش يعرف بملعوبها القذر على العموم هنعرف كل حاجه بعدين يلا أتصلى على صاحبتك وبلغيها .


ترددت زهرة فى بادئ الأمر وظلت صامته وزفرت بأحباط ثم مالبثت أن قالت بضيق : لأزم أقولها يعنى هو ماينفعش المحامى يطلعه من السجن ويرجع بيته من غير ماتعرف !!! ..لتكمل بتردد : أصلى مش ضامنه رد فعل سها هيكون أيه خصوصا أن جوزها لسه طالع من السجن.


كان سامر يشعر بالأستياء والشفقه على حال أبراهيم ليقول بحزم : بلغيها وبس ماهى لأزم يكون عندها علم وكمان هى زمانها قلقانه عليه وعقلها بيودى ويجيب يلا أتصلى عليها يازهرة علشان خاطرى.


أومات رأسها على مضض وأمسكت هاتفها وأجرت الأتصال على صديقتها وماأن علمت بما حدث لزوجها حتى صرخت بهستيريه وبكاء ونواح متواصل لكن زهرة حاولت تهدأتها لتقول سها أنها سوف تأتى لهم على وجه السرعه وبعد نصف ساعه وصلت الى شقه سامر وهى تجر قدميها جرا لتقوم بقرع الجرس بأيدى مرتجفه ومرتعشه لتفتح مدبرة المنزل الباب وأذنت لها بالدلوف لتدلف وهى فى قمه أنهيارها وذهبت زهرة اليها وطمأنتها أن المحامى سيتجه نحو القسم ليفهم من أبراهيم طبيعه ماحدث معه وأنها ستذهب معها ومعهم سامر لفهم أبعاد القضيه ليتجهوا نحو القسم ومعهم المحامى ومدير البنك وتم أستدعاء أبراهيم من محبسه وماأن أن شاهدته سها وهو مكبل بالأصفاد حتى أنفجرت باكيه ليتجه نحوها ثم أكد لها أنه برىء من تلك التهمه وبعد سؤال مدير البنك أكد للضابط أن أبراهيم أنسان على خلق وملتزم وحسن السير والسلوك كما تم أستدعاء المرأة اللعوب من محبسها وتم أستجوابها والضغط عليها كى تعترف بالحقيقه كامله الأ أنها فى بادىء الأمر أنكرت كذبا معرفتها بأبراهيم وقالت أنه ذهب لها بمحض أرادته لكن وفيق المحامى كان أذكى منها حيث طلب من العسكرى أحضار قميص أبراهيم وأخراج المنديل منه ليومئ الأخير رأسه وأخرج المنديل المخدر من جيب القميص وبعد الضغط عليها من جانب محامى الدفاع ومحاصرتها أيضا من جانب الضابط أعترفت تفصليا بأنها تعمل لصالح شبكه دعارة كبرى وأنها تصطاد الرجال راغبى المتعه الحرام من أجل المال فى سبيل راحتهم لكنها لم تكن تعلم أنه سيتم القبض عليها سريعا لاسيما أن الشقه المشبوهة متراميه الأطراف أو بمعنى أدق فى أخر الصحراء ولايمكن لعيون الشرطه الساهرة على راحه المواطن أن تجد مثل هذة الشقه ليأمر الضابط بعودتها داخل المحبس وتم أخلاء سبيل أبراهيم دون كفاله وماأن خرج من القسم حتى حدقت به سها بنظرة عتاب مطولة ليفهم الأخير سر تلك النظرة ثم تحدث بأستياء.


-: بلاش البصه دى ياسها أنتى عارفانى كويس وعارفه أخلاقى مش ممكن أقوم بحاجه تغضب ربنا .

تحدثت سها بغضب وأندفاع : كداب ومش هأصدقك.


شعر سامر بالتوتر فى صوت أبراهيم وهو يتحدث برجاء نحو زوجته بينما كانت هى تقف بتحفز ليحاول سامر تخفيف حدة التوتر بينهم حيث قال بهدوء : وحدوا الله ياجماعة وأهدوا وأتصافوا وبعدين أنتم ملكوش فى النهايه غير بعض.


بالرغم من نظرات سها المعاتبه لزوجها الا أن أبراهيم أخذ فوق عاتقه أن ينهى اليوم على خير بعد تصفيه الأجواء بينه وبين زوجته,,ليوصلهم سامر الى حيث شقتهم وأطمن على دلوفهم ليزفر بحيرة وعينيه مسلطه على شقه الأخير ثم ظهرت فوق زاويه فمه أبتسامه تهكميه وقال بأستغراب . 


-: سبحان الله قد أيه الدنيا دى صغيرة أوى!! ...أستدار برأسه الى زهرة الجالسه بجانبه وأكمل بجديه : شوفتى يازهرة أهوة رغم أن صاحبتك مجنونه وكل شويه شبطه وخناق مع جوزها وزى الناقر والنقير مع بعض الا أنهم فى النهايه مايقدروش يتخلوا عن بعض حبهم قوى وصامد رغم مشاكلهم اللى مابتنتهيش ربنا يخليهم لبعض.


تحدثت زهرة من داخلها : ويخليك ليا ياحبيبى ياكل دنيتى.....أستغرب سامر صمتها ليسألها بأهتمام : مالك يازهرة ساكته كدة ليه؟


أنتبهت زهرة على صوته الرخيم وأبتسمت أبتسامه خافته ثم قالت بتلعثم : ها لاأبدا مافيش حاجه الوقت أتاخر يلا نرجع.


ظهرت فوق ثغر سامر أبتسامه ثعلبيه وغمزلها بطرف عينه وقال بمداعبه: لا نرجع أيه ده أنا ماصدقت أننا نخرج ومحدش يعكنن علينا حياتنا وبعدين أنا عزمك على العشا ومش هنرجع الشقه دلوقتى خالص.


أنطلق سامر بسيارته متجها نحو أفخر المطاعم وظلوا يتسامرون ويرقصون معا على أنغام موسيقتهم الهادئه دون كلل أو ملل حتى ساعه متأخرة من الليل وبعد أنتهاء سهرتهم صعدت زهرة بجانبه فى السيارة وأنطلق بها عائدا الى الشقه لكن فى طريق العودة غالبها النعاس بينما كان هو ينظر اليها بين الحين والأخر بأشتياق وعشق ويبتسم فى داخله على تلك الجميله النائمة التى خطفت لبه من أول لقاء بينهم ليزفر بحرارة وسار بسيارته ببطء شديد مستمتعا بتلك اللحظات الجميلة حتى وصل الى شقته وعقب أصطفافه بالسيارة أوقف محركها ونزل منها ثم أستدار بجسده نحو المقعد الذى كانت تجلس عليه ليفتح الباب وحملها بين ذراعيه حتى وصل الى باب الشقة وقرع على الجرس لتفتح المدبرة الباب ودلف وهو مازال يحملها ثم صعد بها نحو غرفتها ووضعها فوق المضجع برفق وطلب من مدبرة منزله مساعده زهرة فى تبديل ثيابها لتومئ برأسها موافقه ونفذت طلبه وعلى الرغم من أرهاق زهرة وشده حاجتها الى النوم الا أنها أستجابت لمساعده الست نعمه فى تبديل ثيابها وتمددت على مضجعها وأستسلمت للنوم لتستأذن المدبرة تاركه سامر مع زوجته حيث جلس بجانبها وعينيه تتفحص ملامحها وظل يمسد على شعرها بحنو بالغ وطبع قبله فوق زاويه شفتيها ودثرها بالغطاء وأنتوى الخروج من غرفتها كى تنعم بنوم هادىء لكن قبل خروجه من الغرفه أستدار برأسه نحوها ثم علت فوق ثغرة أبتسامه خافته وظل ينظر اليها بأشتياق جارف أجتاح قلبه ليقرر أطفاء المصباح وأغلق الباب ثم أتجه نحو غرفته وتمدد على فراشه ونام بعد ليل طويل وشاق لم تفارق تلك الشقيه مخيلته أبدا.

    الفصل الخامس والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close